|
الحكومة الجديدة وما بعدها .... راشد عبد الرحيم( مقال اعجبني جدا)
|
الحكومة الجديدة وما بعدها
Quote: الحكومة الجديدة وما بعدها
راشد عبد الرحيم
لا أتصور أن تقدم الأحزاب السياسية التي ستشارك في الحكومة شخصيات جديدة مثلما يتوقع كثير من الناس. المؤتمر الوطني له سياسات وبرامج واضحة لن يغير منها شاغل المنصب وسيكون المعول عليه في الاختيار قدرة الشخص على تحقيق هذه البرامج وكافة الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية ستقدم وجوها معروفة إذا لم تكن ذات الوجوه. وما رشح من الأحزاب التي دخلت في تفاوض حول الحكومة سواء حسمت أمرها بالرفض أو لا تزال تحاور كلها تتحدث عن شخصيات معروفة في الوسط السياسي سواء من شغل منها موقعا تنفيذيا أو من عرف من خلال الأداء السياسي العام. التغيير الحقيقي الذي وقع بين يدي تشكيل الحكومة والذي حقق اختراقا ويمكن أن يقدم بعضا من الأوجه الجديدة تمثل في اتفاقية الدوحة والتي جاءت بشخصيات معروفة ولكن من مدخل جديد مع أسماء جديدة، ولكن المهم في شأن الدوحة أنها فتحت المجال لمدخل جديد ومشاركة عبر رؤى جديدة للحكم ومتطلباته وهياكله. هذا هو التغيير الحقيقي الذي قدمه المؤتمر الوطني وهذا هو المهم ولعله خطة في سياسات وبرامج المؤتمر الوطني التي تقوم على الانفتاح والتوجه نحو مشاركة الآخرين أيا كان موقفهم من الحكومة. وفي تأريخ المؤتمر الوطني أنه اشرك في الحكم ابعد الناس والقوى السياسية عنه ولم يكن من عدو أكبر من الحركة الشعبية وجون قرنق وجماعته المعارضين للحكومة معارضة لا سقف لها ولا حد. وكانت مشاركة أحدثت تغييرا كبير تمثل في الإلتزام بتحقيق رغبة أهل الجنوب في الانفصال وأوقف القتال والعنف بين الشمال والجنوب. اليوم يحقق المؤتمر الوطني ذات النجاح بأن يفسح الطريق لمن أراد أن يشارك وتبقى الحقيقية أن الذين رفضوا المشاركة لم يفعلوا ذلك بسبب تمنع المؤتمر الوطني وتمسكه بالإنفراد بالحكم ولكن بسبب من الأحزاب والرفض الداخلي منها أو ترددها في المشاركة وبسبب ضغوط على الأحزاب كن داخلها ومن قوى سودانية ومن قوى أجنبية. هذه التدخلات هي التي تؤثر اليوم على موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي وبينكم الدبلوماسية الغربية التي ظلت تدفع الحزب لعدم المشاركة في الحكومة وهزت موقفه وموقف قيادته. إعلان الحكومة وبسرعة أضحى واجبا حتى لا تؤثر على الأداء العام في الجهاز التنفيذي وأيا ما كان شكل الحكومة لأنها ستعين على أرضية من موقف سياسي واضح من المؤتمر الوطني في أنه أرسى وحقق مبدأ مهما وهو أنه يرغب في مشاركة القوى السياسية في الحكم ولا يريد الإنفراد بالحكم رغم ما يتوفر له من قدرة وكوادر. الاختراق في تعيين الحكومة يمكن أن يتحقق من خلال المناخ الذي تنشأ فيه، ويمكن أيضا أن تتوفر له مداخل عدة لا تشترط فيها أن تكون عبر الأحزاب السياسية القائمة. الأشخاص ليسوا مربط الفرس في التعيينات القادمة وإنما مربطه في إنفاذ حقيقي للملفات القائمة. التصدي للقضايا الاقتصادية بتوفير السلع وضبط أسعارها وتجويد الخدمات وفي مزيد من الانفتاح السياسي.
|
|
|
|
|
|
|