|
Re: الأناشيد القديمة (Re: محمدين محمد اسحق)
|
الابن /الأخ العزيز الأستاذ محمدين محمد اسحق لك التحايا العطرة والمودة والإعزاز سعدت بإطلالتك البهية ، وبكل تاريخ الثورة والثوار الذي أوجزته في بروفايلك الرائع. كما طربت نشوة ووطنية وتضامنا أممياً من خلال نشيد آسيا وإفريقيا الذي أتحفتنا به ، مما أضفى خلفية مبهجة للموضوعات التي تناولتها ومعي الأصدقاء.
Quote: عنوان هذا الموضوع مستعار من قصيدة آسيا وإفريقيا للشاعر العظيم تاج السر الحسن ، والتي ورد في صدر البيت الأول منها "عندما تعزف يا قلبي الأناشيد القديمة"، تلك القصيدة ، بل والأغنية الخالدة ، التي تعبر عن التضامن الآسيوي الإفريقي بعذوبة فائقة، وتعكس بكلمات ملونة وأخاذة تفاعل السودانيين الصادق مع حركات التحرر الوطني ، وتوثق لوحدة الأهداف والتطلعات المستقبلية بين شعب السودان وشعوب القارتين . |
لك الشكر مجددا أخي الأستاذ محمدين، فهذا النشيد الخالد كما هو واضح كان هو مدخلي لكتابة الأناشيد القديمة ، التي أرجو أن أدعوك للمشاركة فيها بالكتابة عن من تختاره من أبطالك العظماء. محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
|
Re: الأناشيد القديمة (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
استاذي صلاح دهب
Quote: لا شك أنك ستمضي إلى الغاية بالخطى الواثقة ؛ تصطلي شيئاً تحت شمس المعرفة ، فيزدان العود صلابة ومراساً |
اصدقك القول . ربنا يحفظ الابن عمار الفات الكبار والقدرو يا استاذ صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأناشيد القديمة (Re: الطيب شيقوق)
|
الأصدقاء الأعزاء
قد سبقت الإشارة في هذا الموقع إلى العديد من الأناشيد المدرسية القديمة الهادفة ؛ ومن بين تلك الأناشيد نشيد "طائر في قفص" ، والذي أورد هنا بعضاً من أبياته :
Quote: قد كان عندي طائر في قفص من خشب
جميل شكل ريشه حلو طويل الذنب
فلم أكن امنعه من مأكل أو مشرب
ففر عني ومضى بدون أدنى سبب
وقال لي حريتي لا تشترى بالذهب |
واليوم يسرني أن تزدان "الأناشيد القديمة" بقصيدة من روائع الشعر السوداني للشاعر والأديب الأستاذ صلاح دهب فضل ، والتي كتبها مجاراة لذلك النشيد المدرسي القديم العصي على الاندثار ، والذي لا يزال عالقاً بذاكرة الشاعر - بل وذاكرة أبناء جيلنا جميعهم منذ المرحلة الأولية- وهو نشيد يعلي من قيمة الحرية ويهدف إلى ترسيخها في عقول التلاميذ. من وحي ذلك النشيد القديم ومجاراة له كتب الشاعر المبدع الأستاذ / صلاح دهب هذه القصيدة الرائعة : محبتي عبد المنعم خليفة
بلبل في قفص [ النشيد الموازي إحياءً لنشيدٍ مدرسيٍّ قديم] شعر : صلاح دهب فضل
" قد كان عندي بلبلٌ ... " أنشودة أسْررَتْ أنشودةٌ أبقيتَها من زمن السؤالْ أعياك طول ما أَمَّلْتْ سألتَ : يا معلَّم النشيد أغْدقْ الجوابْ هل يا ترى بلبلنا قد طار فوق الغابْ وعرف المكانَ ، حل في الصحابْ هل عاد يشدو يُسمِع المدى يشنِّف البراعم التي تبرجت لجامح الخيال ؟ لو كان ذلك الصبي ذلك السجان فض ختم البابْ وحلّ ربقة الحنجرة المغنِّيَةْ فأين يا ترى يكون صيدح السحابْ ردِّي عليه يا أنشودَ انفعال من صادق المقالْ من رعدة الصدى من كبد الغضبْ وانزعي من كف سارق الجوابْ معزوفتي تهز وتر الجوابْ وأيقظي مراقد الطفولة تعضُّ من ثنيَّة اللِّبا تخاذُلَ الرجولة رأيت فجرك القصير مرّ من هنا في رهج الصِّبا وبين دفتيْ كتابْ وبين غائبى وحجبي صفعت حيرتي وعَتبى وعُدْتُ موقداً لحطبي : لو كنتَ قد أضرمْته لو كنتَ قد أنشدْته في سالف من حقَبِ عليك أَطْمَار البِلَى ، دثارَ عود القصبِ وحارَ في عقَل الصبا أحواضنا لم تشَربِ ساقيةٌ تبطَّلتْ وبذرها في القنَّبِ – قميصُ " دَمُّورٍ " عسى يستَر أعلى المنكِبِ مهترئاً ممزّقاً مبقّعاً بالرطب الفقر في ناعورنا ترسٌ قليل العطبِ والزهد في مربعنا أشهى من أكل الرطبِ لو أنني أحمده دهراً فهذا نَشَبي نحن الذين صمتنا كفعلنا عن رَغَبِ في الله ، والذين يدّعُون فعلهم لأرَبِ يطعنون ظهرنا ويشنقون حَسَبي في غسقٍ قبل الصلاة نعشه في النُّصَبِ نسكت عن تجلّدٍ لِله كم مُحْتَسَبِ ماذا فعلنا أيها الغرِّيدُ حتى نُنْكَبِ جوارحٌ تمزَّعت بسببٍ وسبَبِ فعوّض الذي مضى وسَرِّ عنِّي حَرَبي رحماك ردّدْ بيننا مَلاَحِناً وأطرِب ** وأنت لو أنشدته في الفصل أو في الملعب هيَّا نعد إنشادَه طِفْلاً رجيعَ الطربِ : " قد كان عندي بلبل في قفصٍ من ذهبِ " ** في قفص من ذهبِ أغريتُهُ بسكرٍ وفستقٍ من حلبِ وافيته بالمشتهي وبالمنى والطلَبِ نزعتُ منِّى خافقي أقْرَيْتهُ من أطيبِ بذلتُ مما اقتنى له وممّا يجبِ سهرت ليلي حادباً ؛ فليرض عني مطربي لكنه عن حزنه – وا أسفى – لم يغرب وحدّ لي أُظفوره لكنه لم يُنشبِ وطار منه شرر وزرّ عينَ الغَضب وقال صوتي ذهبٌ أنثره لنسبي وصاح بي يا غاصباً إياك أسْرَ الجَنَبِ * وقال لي حريتي لا تشترى بالذهبِ
**
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأناشيد القديمة (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
"ناسنا" الأعزاء مكرر لأصدقاء متحف الطبيعة والجمال .. مكرر لأصدقاء الأناشيد القديمة .. وجميع عاشقي السودان ، ومن تسحرهم الكلمة الجميلة ..
يسرني أن انقل لكم هذا المقال الذي نشره في جريدة "الأحداث" بتاريخ 30 أبريل شقيقي الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ، وهو من المعجبين بالشاعر نزار قباني ، ومن متذوقي شعره ونثره كذلك ..
وتعود أهمية المقال لكونه يشتمل على وثيقة أدبية نادرة ، وهي الكلمة التي ابتدر بها نزار الأمسية الشعرية التي أقيمت عند زيارته للسودان في عام 1970م ؛ والتي تتقطر حباً للسودان وللسودانيين .
كان الأخ عبد المجيد قد احتفظ بتسجيل لتلك الكلمة في حينها.. وها هو يفرغها اليوم بمناسبة مرور عشرة أعوام على رحيل الشاعر العربي الكبير . فلنتذوق معاً هذا الفيض من عشق السودان ، ولنحدد أيهما أكثر سحراً ، شعر نزار أم نثره ؟
محبتي عبد المنعم خليفة
كتب الأستاذ عبد المجيد خليفة :
Quote: لاشك أن نزار قد خرج من دنيانا حزيناً محبطاً من عالم وصفه بقوله : "أنا منذ خمسين عاماً أرقب حال العرب ..... وهم يرعدون ولا يمطرون وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون ..... وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً ولا يهضمون".
وقد أحسن عادل حمودة عندما قال:
"إن نزار من أهم الشعراء والزعماء في العالم العربي وأكثرهم شعبية وحساسية". أما بالنسبة للسودان فنـزار مسكون بحبه ، كما وأن السودانيين يبادلونه نفس الحب ؛ وهو كلما زار السودان تعلق به أكثر.
بعد زيارته الأولى للسودان عام 1968م، وعودته إلى بيروت قال لإذاعة مونت كارلو أنه بعد لقائه بالشعب السوداني والحفاوة التي قوبل بها لدرجة تسلق العديد من الناس الأشجار ليتمكنوا من سماعه ، ظل يبكي طوال الليل لأنه لم يكن يصدق أن هنالك من يقدره مثل هذا التقدير مما زاد من مسئوليته تجاه الشعوب العربية.
في زيارته الثانية للسودان عام 1970م. عدت إلى تسجيل للليلة التي أقامها بنادي قوات الشعب المسلحة "شارع النيل" حيث قال ما يأتي في مقدمة الليلة:
"منذ سنتين أتيت إلى السودان حاملاً حقائب الشعر والحب ، وبعد أن ودعته وفتحت حقائبي في بيروت اكتشفت ألف عريشة عنب داخل ثيابي واكتشفت على ضفاف فمي ألف ينبوع ماء وألف سنبلة قمح. حين عدت من السودان منذ سنتين لم يعرفني الناس،كان جسدي قد تحول إلى غابة وكلماتي إلى أغصان وحروفي إلى عصافير.
جميع من كلمتهم عن زيارتي الأولى للسودان تصوروا أنكم أطعمتموني عشباًً إفريقياً خاصاً وسحرتموني، وأنكم بمياه النيلين الأبيض والأزرق عمّدتموني، وأن كهّانكم بالمسك والزعفران قد مسحوني. والواقع إن شيئاً من هذا قد حدث. والسحر السوداني الذي حاولت أن أنكره في بادىء الأمر بدأ يتفاعل في جسمي وينتشر كبقعة الحبر الكبيرة على وجهي ووجه دفاتري. وهاأنذا أعود مرة ثانية إلى السودان بشراسة مدمن مهزوم الإرادة يعود إلى كبريته وعلبة سجائره، وبشوق مسحور يعود إلى مغارة ساحره. إنني أعود لآخذ جرعة ثانية من هذا الحب السوداني اللاذع الذي حارت به كتب العرّافين ودكاكين العطارين. إنني أعرف عن الحب كثيراً ، سافرت معه وأكلت معه وشربت معه وغرقت معه وانتحرت معه، ونمت عشرين عاماً على ذراعيه، ولكن الحب السوداني قلب جميع مخططاتي عن الحب وأحرق جميع قواميسي.
يسمونني في كل مكان شاعر الحب ، ولكنني هنا أشعر أنني أسقط في الحب للمرة الأولى، فالسودان بحر من العشق أغرق جميع مراكبي وأسر جميع بحّارتي. العشق السوداني يحاصرني من كل جانب كما يحاصر الكحل العين السوداء فأستسلم له وأبكي على صدره وأعتذر له عن صلفي وغروري.
هذا عن العشق فماذا عن الشعر؟ في المرة الماضية اكتشفت أن السودان يسبح في الشعر كما تسبح السمكة في الماء وأن السودان بغير الشعر كيان افتراضي ووجود غير قابل للوجود. ثمة بلاد تعيش على هامش الشعر وتتزين به كديكور خارجي، أما السودان فموجود في داخل الشعر كما السيف موجود في غمده وملتصق ومتغلغل فيه كما السكر متغلغل في شرايين العنقود. صعب على السودان أن ينفصل عن الشعر كما صعب على الشفة أن تنفصل عن إغراء القبلة. إنّ قدره أن يبقى مسافراً نحو الشعر وفي الشعر إلى ما شاء الله. أيها الأحباء، هذه الليلة الشعرية موهوبة للقوات المسلحة السودانية؛ وتتساءلون ما صلة الشعر بالسلاح ومن يحملون السلاح. وبكل بساطة أقول لكم إن الكلمة لا تكون كلمة حقيقية إلاّ حين تأخذ شكل السيف ، وأنا لا أحترم كلمة تظل ساكنة ومتخاذلة على الورق كأنها أرنب جبان. إن الثورة والشعر يلتقيان في نقطة أساسية وهي إرادة التغيير - تغيير الأرض وتغيير الإنسان. وفي عالم كعالمنا العربي يحاول أن ينفض عنه غبار الجاهلية وغرائز الجاهلية وعقلية الجاهلية ويثور على مؤسسات السحر والخرافة وكل مخلّفات الإقطاع والاستغلال والظلم والجهل والإنكشارية. في عالم كعالمنا العربي خرج من حرب حزيران ثائراً على كل شيء، وكافراً بكل شي، وساخطاً على رداءة التمثيلية ورداءة الممثلين. في عالم كهذا العالم العربي الغارق في دموعه وأحزانه حتى الرقبة تجيء الثورة والشعر ليكنس كل بقايا العصر الحجري وكل حصون التخلف وينسف مسرح الفكاهة القديم بكل ما فيه ومن فيه. وهكذا يلتقي الشعر والثورة في توليد إنسان عربي جديد وفي صناعة عقل عربي جديد وفي زرع قلب جديد لإنسان هذه المنطقة بعد ما حوّل بياطرة السياسية والحواة والدجالين قلبه إلى حطبة يابسة لا تثور ولا تنبض.
وبعد أيها الأحباء ، في قراءتي الشعرية هذه الليلة سيكون مكاناً كبيراً لشعر الحب ومكاناً كبيراً لشعر الثورة، فأنا كما عرفتم لا أقيم تخوماً وحدوداً بين الحب وبين الثورة فكلاهما في نظري يتدفق من ينبوع واحد هو الإنسان. وكما لا أستطيع أن أتصور إنساناً لا يحترف الثورة، فإنني لا أستطيع أن أتصور إنساناً لا يحترف العشق.
إن الحب هو النار التي تضيء كل الأشياء وتطهّر كل الأشياء ؛ وأنا عندما أتحدث عن الحب فإنما أقصد به هذه النـزعة الفطرية في الإنسان لاحتواء الكون ومعانقته ومن هنا يتلاقى حب المرأة وحب الأرض وحب الحرية وحب الحقيقة وحب الإنسانية على أرض واحدة. إن الثورة الكبيرة في تصوري لا تكبر إلاّ بالحب الكبير، والبندقية العاشقة هي أحسن أنواع البنادق. فلتكن هذه الليلة ليلة الثورة وليلة الحب.........." عبد المجيد خليفة خوجلي 30 أبريل 2008م
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأناشيد القديمة (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
الأستاذ / عبد المنعم خليفة خوجلي تهيؤ ظل في غمده يقطعه الزمن الصارم وحين غفلة ... تجرد البصر كتجرد العصبة إخوة يوسف من الخسران حيث بارق هتان وفي حضرة رسل البيان نطلق أعنة قد جذبتموها صوب مرتع سنم قديم راسخ ظل ينعاً نضرا تتفياه الأجيال لن نولي عنه ولادونه الوجوه حتى آخر نيضة
كل الإمتنان والتقدير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأناشيد القديمة (Re: سمية الحسن طلحة)
|
Quote: تهيؤ ظل في غمده يقطعه الزمن الصارم وحين غفلة ... تجرد البصر كتجرد العصبة إخوة يوسف من الخسران حيث بارق هتان وفي حضرة رسل البيان نطلق أعنة قد جذبتموها صوب مرتع سنم قديم راسخ ظل ينعاً نضرا تتفياه الأجيال لن نولي عنه ولادونه الوجوه حتى آخر نيضة |
الأديبة المتفردة سمية طلحة شكراً على هذا التذوق الرفيع والكلمات المموسقة الرصينة :
تهيؤ في غمده .. الزمن الصارم .. المرتع السنم .. القديم الراسخ الينع النضر ..
فائق تقديري عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأناشيد القديمة (Re: Elmosley)
|
الأستاذ عبدالمنعم خليفة، الرائع نزار قباني عرض لهذه القصة التي كتب عنها أستاذنا عبدالمجيد عدة مرات ، فقد قرأت له في إحدى الصحف الخليجية ( ربما الملحق الثقافي لجريدة الخليج) منذ عدة سنوات أنه دهش للحفاوة التي قوبل بها في السودان وليلته الشعرية في دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وأيضا في مدينة الأبيض ، ذات الحديث كرره نزار منذ سنوات في قناة أبوظبي وبحق كان حديثا مؤثرا عندما مجّد الشعب السوداني وذائقته وو صفه أنه قبيلة من الشعراء. أجزل الشكر للأستاذ عبدالمجيد خليفة فهو مرجع ثقافي وتاريخي ونتمنى عليه أن ينفح القراء بما يكتنزه من ثروة في هذا الإتجاه.
| |
|
|
|
|
|
|