السكة حديد (صور الجريمة)

Quote: ظلت فكرة انشاء متحف لسكك حديد السودان أسوة بمتاحف العديد من هيئات ومؤسسات السكك الحديدية في العالم حلماً يراود الكثيرين من الذين شاهدوا كيف حافظت السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم على جذورها وتاريخها في متاحف أنيقة تحكي للأجيال مدى التطور الي طرأ على تلك الهيئات والمؤسسات عبر تاريخها الطويل. وبعد محاولات عديدة لسكك حديد السودان في إنشاء متحف يحكي تاريخها الممتد من نهايات القرن التاسع عشر استجابت الهيئة الإدارية العليا لنداء مكتوب تقدم به الأخ/ إبراهيم علي قاسم من إدارة القاطرات وأصدرت قراراً تاريخياً عام 2003م لإنشاء متحف بعطبرة. وأبلت اللجنة بلاءً حسناً وتمكنت من الولوج الى أعماق دهاليز الهيئة القومية للوثائق بالخرطوم وكان المفتاح لذلك خطاب السيد/ جعفر حب الله سعيد نائب المدير العام للشؤون المالية والإدارية والمشرف على إنشاء المتحف للدكتور علي صالح كرار مدير الهيئة القومية للوثائق بالخرطوم وكلك خطاب الدكتور عثمان السيد محجوب رئيس قسم التاريخ بجامعة وادي النيل. فولجنا بكل حواسنا إلى داخل ما لا يقل عن ستين صندوقاً تحوي مستندات السكرتير الإداري في السودان والتقارير المصلحية والتقارير المالية والإدارية لحكومة السودان عن الفترة 1899م الى 1907م وتقارير ميناء بورتسودان والبواخر النيلية ودليل الوابورات بجوبا وتقويم السودان عام 1962 ومجموعة المتنوعات هذا بالإضافة الى الإضطلاع على رسالة ماجستير للدكتور/ عثمان السيد محجوب رئيس قسم التاريخ بجامعة وادي النيل بعنوان (سكك حديد السودان النشأة ـ التطور ـ الآثار) عن الفترة 1896 الى 1962. كما اطلعت اللجنة على العديد من الكتب التاريخية. كما ولجت اللجنة الى داخل استديوهات التصوير بوزارة الإعلام والاتصالات بالخرطوم والهيئة القومية للوثائق ورئاسة شرطة السكة حديد عطبرة والعلاقات العامة بكل من عطبرة والخرطوم لجمع العديد من الصور التاريخية. ومن كل هذا الرحيق الطيب تمكنت اللجنة وبمساعدة رجال أكفاء في ورش عطبرة المختلفة والدريسة والمخازن من إنشاء متحف السكة حديد في مبنى المركز الثقافي السابق حي السودنة. يتكون المتحف من الفناء الخارجي الذي يضم خطوط سكة حديد وزن 50 رطل على فلنكات حديدية وخشبية ووضعت عليها وابورات مناورة (بخار وديزل) تصنيع 1951م وعربات سكة حديد تصنيع 1901 و 1904 و 1912 بالإضافة الى اتمبيل قانق تصنيع 1949 وترولي يد 1972 وبوابة فكتوريا التاريخية لمحطة الخرطوم القديمة تصنيع 1902م وبوابة تحذيرية من المناورة للبوابة الجنوبية لمحطة الخرطوم القديمة المقابلة لبوابة فكتوريا المذكورة تصنيع عام 1897 بواسطة قوات كتشنر بالإضافة إلى صور انتشار الخطوط شرقاً وغرباً وجنوباً وصور المديرين السابقين منذ السودنة وسرد تاريخي مكتوب منذ عهد الخديوي اسماعيل عام 1885م وتربيزة قاعة بلدية عطبرة التي اهداها السيد/ الهادي محمد علي معتمد عطبرة للسكة الحديد تصنيع 1951 بالاضافة الى العديد من المقتنيات التاريخية. تم افتتاح المتحف في ختام فعاليات اجتماع التشغيل رقم 39 المنعقد بعطبرة وذلك بتاريخ 31 يناير02000 بواسطة السيد/ آدم جماع وزير شؤون الرئاسة ووالي ولاية نهر النيل بالإنابة آنذاك برفقة المهندس/ عمر محمد محمد نور المدير العام السابق للهيئة والسادة للهيئة والسادة النواب ومديري الإدارات. وكان يوماً تاريخياً حافلاً إلا ان المتحف ظل مغلقاً إلا من الزيارات الرسمية من وقت لآخر. أعضاء الهيئة الإدارية التي قررت إنشاء المتحف هم: المهندس عمر محمد نور المدير العام ـ السيد/ عبد الحليم أحميدي نائب المدير العام للتشغيل، السيد/ جعفر حب الله سعيد نائب المدير العام للشؤون المالية والإدارية، المهندس سمل أحمد سمل نائب المدير العام للشؤون الفنية، المهندس عبد الرحيم محمد عبد الرحيم نائب المدير العام للبنى التحتية، السيد/ الشيخ عبد المطلب رئيس قطاع البحوث مقرراً. كما استعانت اللجنة بالمهندس/ مجدي بلال مدير القاطرات والوحدات المتحركة آنذاك والمهندس/ عبد الرحمن الضو مدير الخطوط والإنشاءات. والمهندس نشأت ظريف مساعد المدير الاقليمي للخطوط والإنشاءات وذلك في تذليل مهام اللجنة. أما أعضاء لجنة الإنشاء هم: السيد/ مصطفى احمد فضل شؤون العاملين رئيساً وعضوية كل من السيد/ علي محمد عبدو البربري تنفيذي تحتية، السيد/ ابراهيم علي قاسم القاطرات، السيد/ عبد الجواد الحاج التخطيط، السيد/ محمد خليفة عبادي (الصيني) العلاقات العامة. الشخصيات والجهات التي زارت المتحف بصفة رسمية: الاسدة أعضاء المجلس التشريعي بولاية نهر النيل، السيد/ الهادي محمد علي معتمد عطبرة، البروفيسور/ النعيم مدير جامعة وادي النيل وعمداء الكليات بالجامعة، مستر أيان كليف سفير بريطانيا السابق في السودان، السفير الهندي، شركة قلوبال بجنوب أفريقيا، الوفد النقابي المصري، جامعة الخرطوم كليات (البيطرة، الزراعة، الجغرافيا)، جامعة أفريقيا العالمية، جامعة وادي النيل كليات (التربية قسم التاريخ، الزراعة، تنمية المجتمع)، جامعة شندي كلية تنمية المجتمع، بروفيسور يوسف محمد فضل ودطتور علي صالح كرار، مدارس الميكيلاب الثانوية والعديد من الأجانب العائدين من زيارة سد مروي أو المتجهين اليها. من السرد إعلاه يتضح أهمية هذا المتحف الذي أصبح رغماً عن عدم فتحه للجمهور أصبح واجهة حضارية لمدينة عطبرة المتطورة في عهد السيد/ الهادي محمد علي معتمد عطبرة وقد لمست وسائل الإعلام المختلفة هذا الأمر فقامت فضائية أم درمان وفضائية هارموني وتلفزيون ولاية نهر النيل بتصوير المتحف وعرضه في برامج مختلفة.. عليه نرجو ان تحدد الإدارة العليا خاصة بهذا المتحف لترفع تصورها في كيفية فتح هذا المتحف الذي يعتبر قفله أمام الجمهور خسارة كبيرة وبالله التوفيق.