ولكي تتأكّد من كون صاحبنا العريفي، يروي ظُرْفَه غير المحسوب ولا المنضبط هذا في مدى التنميط المطروح هنا بشحمه وورمه، نجده يروي قصة ثانية عن ممرض سوداني يعيش في بلد غربي ويدعو ذلك الممرض إلى الإسلام وقد هدى به الله أسرة غربية ما، نعم ما المُلْفت في هذه القصة؟ لا شيء! إنها "فقط" المخيلة التي يروي بها العريفي قصصه ويصنع بها تصوراته للعالم والبشر، لقد حاول في القصة أن يحيل تعجبه لكون السوداني الذي يروي عنه كان مدخّناً ولم يكن ملتزماً بدقائق الالتزام كيما يدعو غيره لدين الله! شيء عجيب! وقصة لا ندري ميزة واحدة لها سوى أنّها منسوبة "فقط" لسوداني بوسط محيط التنميط العريض هذا! يسأل الشخص المصاحب للعريفي صديقه العريفي، العريفي هو طبعاً من يروي القصة، ويقول ذلك بروح تفخيم، بتعجُّب وتهويل شديد للأمر، مع تركيز عظيم على المشهد {تدري أسلموا على يد من؟}، ويجيب العريفي صديقه من خلال الرواية {قلت أكيد على يد واحد من هؤلاء المشائخ وألا الدعاة الكبار، ها الرجل ها اللحية، وها الزوجة ما شاء الله التمسّك} .. وكأنّما كلما كبرت لحية ذلك الرجل الذي دخل إلى الإسلام فذلك يعني كبر الشيخ الذي دعاه لدخول الإسلام! الكِبَر الظاهري بمعنى الفخامة والإنفاق على تلك الفخامة كما يردف في جملة ثانية له {أكيد أنها.. يعني.. أسلموا على يد واحد من الدعاة المتعوب عليهم}! كأنّما التقوى غدت شيئاً منظوراً وفخماً، إذ يشير العريفي في القصة لكون السوداني كان حالقاً لحيته وشنبه، والمشكلة تكمن هنا، في كون العريفي يرى بدلاً عن العالَم، قشرة ذلك العالَم، بينما الله {ينالُه التقوى} منّا. وسؤالي لأخي د. محمّد، هل هو داعية متعوب عليه؟ أين حساسية المعارف النقدية، وآثار هذا التعب والكد من أحاديثه المنفلتة و"العايرة" هذه إذاً؟ هل داخله بسيط وبهذا المستوى الركيك، وغير النقدي من رؤية العالم؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة