حسن البطرى يعترف بتورطه فى اعدام عبد الخالق محجوب ( اعترافات و صور )

Quote: لست ازعم انني أعرفه عن قرب .. ولكن لقاءاتي القليلة به وبمن يعرفونه تجعلني اقف كثيرا عند شخصيته الفريدة المشرفه .. خدمتني ظروف مختلفه ان التقيه لقاءات بعضها سريع وعابر وبعضها مطول ومشوق .. وكنت في كل الاحوال من اقتنص الاثر واستبقاه احتراما وتقديرا وتخليدا لهذا الرجل . كان شجاعا .. ومن شجاعته انه حمل الفكر الشيوعي للسودان وأسس لانتشاره وسط فئات مؤثرة في الحركة الوطنية وحركة التحرر من الاستعمار وبناء الديموقراطية وردع القوي الرجعية .. لا يتردد في التصريح برأيه والجهر برأي حزبه الذي لا يواري الانتماء له .. فهو امام الامن والحكومة والجماهير سكرتير الحزب الشيوعي السوداني .. ولم اسمع انه مثل غيره من قادة حركات التحرر تخفي وراء استار الواجهات السياسيه مثل (الجبهة المعادية للاستعمار) .. وكان عزيز النفس والمقام .. فهو زعيم في مقام الازهري والمحجوب وغيرهم من الزعماء .. يحفظ لهم الود والاحترام ويبادلونه التقدير الصادق .. وكان فيما علمت يحصل علي مرتب من الحزب الشيوعي لا يتجاوز الخمسين جنيها (وهي تساوي في ذلك الوقت مرتب خريج جديد في الدرجة كيو مع علاواتها .. وعلمت انه ينفق اكثرها علي المحتاجين من صغار اعضاء الحزب .. وعندما سأله المقدم (وقتذاك) أحمد عبد الحليم وهو يرأس محكمة عسكرية تحاكمه بممارسة النشاط الهدام عن عمله ، قال بثبات انه موظف بالحزب الشيوعي .. فساله وكم مرتبك ؟ فرد عليه باعتزاز (خمسين جنيها) ثم اخرج ظرفا من جيبه وقال انه بالصدفة قبض راتبه قبل الجلسة وان المحكمة بوسعها ان تحسب الفلوس لتتأكد من صدقه !!! هذه المحكمة بالذات لم تستطع ادانة عبدالخالق وأمرت بشطب القضيه واطلاق سراح المتهم .. فخرج من المحكمة علي رجليه واستوقف سيارة تاكسي لانه لم يكن يملك سيارة .. كان صديقا لخالي مختار عبيد الذي كان عضوا بالامانة المالية للحزب وكان يسكن معي في العرضة .. وكنت القاه في زياراته المتباعدة لخالي وأجلس معهما قليلا الا اذا كان عندي ما اناقشه وكان حاضر الذهن واسع المعرفة وسلس العبارة والشرح .. فأحببت بساطته وتواضعه وثقافته العالية .. لقيته بعد انقلاب مايو 69 امام وزارة الداخلية فنزل عن سيارته الفولكس واجن وتجادلنا حول علاقته بالانقلاب وأشهد للتاريخ إنه رد عليّ وقال لي : هل تعتقد ان مثلي يمكن ان يؤيد او يساعد ضابطا اوشخصا يلبس الكاكي ليحكم السودان لمجرد انه يستطيع القفز علي دبابه والسيطرة علي الاذاعة واعلان الطوارئ .. ياخي انا رسالتي الديموقراطية والحرية وليس القهر والديكتاتورية .. ثم قال لي : وانا اهو قدامك قد اكون من ضحايا هذا الانقلاب . ولما قدم للمحاكمة كنت علي ثقة انه شخصيا برئ .. وأنه أعدم ظلما .. ولست ابرئ الحزب الشيوعي من العلاقة بانقلاب هاشم العطا فانا لا علم لي بهذه الناحية ولا اعلم اي اجنجة الحزب الشيوعي لها ضلع في الامر فقد كان الحزب مقسوما في ذلك الوقت يبقي عبد الخالق محجوب زعيما نبيلا من جيل الزعما النبلاء الذين اثروا الساجة السياسيه وجاهدوا وقدموا لوطنهم من العطاء والتضحيات ما يشرف وجه الوطن ويضعهم علي صدره وجبينه كالقلائد والدرر النفيسه . أسأل الله له المغفرة وحسن الثواب عمر علي حسن