د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النوبي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2011, 04:48 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو (Re: Kostawi)



    الإنسان والمجتمع المدني والدولة في السودان - نحو أفق جديد


    خلاصة



    تعريف المجتمع المدني (مفهوميآ وعمليآ) وفي مقابل الدولة "السودان مثالا"




    1- "مدني" في عبارة "المجتمع المدني" تعني لا "رسمي"، لا غير.

    كلمة "مدني" في عبارة: المجتمع المدني تقوم ضد الرسمي "الدولة" على وجه الإطلاق.

    المدني هو المجتمع اللا رسمي والدولة هي المجتمع اللا مدني.

    مدني في مقابل رسمي.*

    وبهذا النحو فإن "مدني" في عبارة "المجتمع المدني" لا تحيل إلى أي معنى آخر من معاني التميز والإمتياز من قبيل مدنية بمعنى حضر أو حضارة أو حداثة أو علمانية. كما ان الكلمة "مدني" لا تحيل الى أي معنى من معاني الإلتزام الأخلاقي أو الأدبي أو الآيدولوجي. وإنما تعني فقط لا غير: غير رسمي (كل شيء أو فعل أو شخص خارج إطار منظومة الدولة). فالمجتمع المدني بهذا المعنى يكون هو محصلة حراك الناس "الهيكلي واللا هيكلي" خارج منظومة الرسمي "الدولة". وبغض النظر عن مغزى وشكل ذاك الحراك. ولا يهم ان وصف بأنه حديث أو تقليدي، تقدمي أو رجعي. كما لا يهم مكان حدوثه في الريف أو المدينة. وبغض النظر عن زمان حدوثه. فهو في كل الأحوال والأماكن والأزمان فعل "مدني": مجتمع مدني.


    2- جوهر "المجتمع المدني" في مظهره، إذ لا ذات قائمة بذاتها للمجتمع المدني .. كما ان المجتمع المدني يتمظهر هيكليآ في ذات الوقت الذي يتمظهر فيه لا هيكليآ ودائمآ بطرق منوعة ومتمايزة.

    فإن جاز تشبيه المجتمع المدني بالبحر فان موج البحر هو تمظهره. وإذا تحقق أن نرى البحر في سكونه بأعيننا ونسبح فيه بأجسادنا، فالمجتمع المدني عكس ذلك تماما فهو لا يرى ولا يحس الا حينما يتمظهر. لأن لا ذات للمجتمع المدني قائمة بذاتها. لا يوجد جوهر للمجتمع المدني. فجوهر "المجتمع المدني" هو مظهره هو "تمظهراته" ليس إلا. المجتمع المدني مجرد خط بياني متصور الغرض منه قياس الحالة، ليس إلا. ولهذا لا تتحدث الناس عن المجتمع المدني والا تطابق حديثهم مع تمظهراته أي هياكله وأحداثه. كما لا يوجد مجتمع مدني واحد يحمل نفس الصفات والمواصفات ويتمظهر بنفس النسق والمنوال. كل تمظهر مدني عنده خصائصه المتفردة وفقآ للأسباب الواقفة خلف كل تمظهر من التمظهرات. التمظهر المدني مثل بصمات الأصابع لا يتكرر مرتين في نفس الآن والمكان، فعلى سبيل المثال النقابة المحددة لا تتطابق مع نقابة أخرى في كل شيء كما الأمر نفسه يكون لدي الطائفة والعشيرة وإلخ... تلك التمايزات "متفاوتة الحجم" تجد خلفيتها في جدلية "الهدف والقيم واللائحة".

    3- تمظهرات المجتمع المدني الأفقية والرأسية:
    يتمظهر المجتمع المدني أفقيآ كما رأسيا. أفقيآ في صورة أحداث وهياكل (هيكليآ ولا هيكليآ). كما يتمظهر رأسيآ (في نسخته الهيكلية) في صورتين 1- "أصيلة" = "تحتية" و2- فوقية (مولدة عن الأصيلة). النسخة المدنية الأصلية تستند على منظومة قيم إجتماعية تنقسم الى ثلاثة أنماط: 1- جسدانية "فروسية" 2- روحانية "غيبية" و 3- عقلانية "موضوعية". بينما يستند التمظهر الفوقي "المولد" إلى منظومة آيدولوجية "رؤيوية".

    أ- أحداث "لا هياكل" المجتمع المدني:
    يتمظهر المجتمع المدني لا هيكليآ في شكل أحداث متكررة وراتبة من خلفها قيم وعندها أهداف وأعراف وسوابق راسخة في العقل الجمعي. مثال ذلك التظاهرات الجماهيرية والألعاب الشعبية ومراسم الزواج وشعائر الجنازة والفزعة والنفير و"الظار" والمبارزة و "البطان" والحكاوي الشعبية و"القعدات" بأشكالها المختلفة كجلسات القهوة "الجبنة" و الشاي والخمر ولعب الورق "الكتشينة".

    ب- منظمات "هياكل" المجتمع المدني:
    يتمظهر المجتمع المدني هيكليآ في شكل تجمعات مجتمعية طويلة الأمد، وتسمى بأسماء مختلفة غير أن أكثر إسم شائع في الوقت الراهن هو: منظمة، وتجمع منظمات. والمنظمة هنا تشمل في الأساس القبيلة والعشيرة والطائفة الدينية (التمظهرات الطبيعية والوراثية و التقليدية وهي في الأساس تمظهرات المجتمع المدني "الريفي") يقابلها في الجانب الآخر تمظهرات المجتمع المدني "المديني" كالنقابات والإتحادات والنوادي والمنظمات الحقوقية والبيئية والإبداعية والعلمية والروابط الفئوية المختلفة ومصانع القطاع الخاص. فالمجتمع المدني بمثل ما يتمظهر "لا هيكليآ" في شكل أحداث فإنه أيضآ يتمظهر "هيكليآ" في شكل منظمات عندها أعضاء مسجلون أو غير مسجلين على الورق بغرض انجاز أهداف محدده وفق نظم وقيم ولوائح محددة مكتوبة أو غير مكتوبة على الورق.

    ج- شروط تمظهرات المجتمع المدني:
    لا يستطيع المجتمع المدني أن يتمظهر هيكليآ أو لا هيكليآ "على مستوى بنياته الأصيلة" إلا في حالة تحقق ثلاثة شروط في نفس الآن ودون نقصان: 1- هدف 2- منظومة قيم و 3- لائحة .. وقد تكون تلك الشروط اللازمة موضوعة على الورق "مكتوبة" في حالة النقابة مثلآ أو مرسومة في العقل الجمعي للجماعة المحددة "غير مكتوبة" في حالة "العشيرة" أو "شعائر الجنازة" مثلآ.

    د- كل حراك جمعي هيكلي أو لا هيكلي هو مجتمع مدني وعلى وجه الإطلاق:
    كل حراك مدني هيكلي هو منظمة مجتمع مدني بغض النظر عن أهدافه وشكل عضويته ومكان وزمان وقوعه وبغض النظر عن إعتراف الرسمي به أو لا، يكون منظمة مجتمع مدني حتى لو كانت عصابة إجرامية. كما أنه بنفس القدر كل حدث جمعي غير هيكلي يقوم على أساس هدف محدد وقيم محددة وأعراف وسوابق متعارف عليها هو حدث مدني أي مجتمع مدني، مثال ذلك التظاهرات الجماهيرية والألعاب الشعبية ومراسم الزواج وشعائر الجنازة والفزعة والنفير و"الظار" والمبارزة و "البطان" والحكاوي الشعبية و"القعدات" بأشكالها المختلفة كجلسات القهوة "الجبنة" و الشاي والخمر ولعب الورق "الكتشينة".

    ه- التمظهرات المدنية الهيكلية واللا هيكلية تمثل التمظهرات الأصيلة للمجتمع المدني والتي بدورها قد تتمظهر في أشكال أخرى "فوقية" بهدف الجدل مع الدولة = تمظهر مولد عن الأصيل ( جماعات وأحزاب سياسية "رؤيوية موضوعية" أي آيدولوجية).

    و- الأحزاب السياسية لا تكون ذات فاعلية وديمومة إلا إذا جاءت كتمظهر فوقي لتمظهر مدني أصيل.

    ز- البنية المدنية الفوقية هي مكان الرؤى الشتيتة = "آيدولوجيات متصارعة" في سبيل الفوز بأكبر قد من التاُثير في عملية بناء وسيرورة رؤية موحدة للعيش المشترك، بينما تكون الدولة هي مكان الرؤية الموحدة للعيش المشترك = "عقد إجتماعي".

    4- المنظومات القيمية:

    نستطيع أن نلاحظ أن هناك ثلاث منظومات قيمية رئيسية تقف خلف مجمل تمظهرات المجتمع المدني في السودان. وتمثل سببآ جوهريآ في تنوع تمظهرات المجتمع المدني وتمايزها عن بعضها البعض، وهي:
    1- منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" 2- منظومة قيم الروحانية "الغيب" و 3- منظومة قيم العقلانية "الموضوعية". (مع الوضع في الحسبان إختلاط وتشابك القيم).

    أ- تقف منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" خلف جل التمظهرات المدنية الإثنية "العرقية" وأهمها القبيلة والعشيرة. و"الجسدانية" تكون في إعمال طاقة الجسد في سبيل سيطرتها على العقل والروح في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف هو: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته. وأهم قيم "الجسدانية" هي: الرجولة والشجاعة والأمانة والكرامة والشرف والمروءة والشهامة والكرم. وهي قيم "نحن". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من الفرسان "أولى القربى = وشائج الدم".
    ورمز مكانها المادي هو "السرج" ورمز فعلها هو "السيف". وأسمى معانيها "التضحية" وأسوأ مثالبها "الإنحيازية العمياء" كما "اللاإنسانية".

    ب- تقف منظومة قيم الروحانية "الغيب" خلف جل التمظهرات المدنية الدينية "بالمعنى الواسع للكلمة" وأهمها الطريقة الصوفية والطائفة والمسيد والمسجد والكنيسة والكجورية. و"الروحانية" تكون في إعمال طاقة الروح في سبيل سيطرتها على الجسد والعقل في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف دائمآ واحد: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته. ومن أهم قيم الروحانية: الزهد والتواضع والإيمان والإتكال على قوة ما ورائية. وهي بدورها قيم "نحن". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من المؤمنين ب"الغيب" = "عالم ما وراء الطبيعة المادية". ورمز مكانها المادي هو "السجادة" بمعناها الصوفي ورمز فعلها هو "الفزعة" بالمعنى الغيبي للكلمة. وأسمى معانيها "النزاهة" وأسوأ مثالبها "العبثية" كما "الإتكالية المفرطة".

    ج- تقف منظومة قيم العقلانية "الموضوعية" خلف جل التمظهرات المدنية "المدينية" ومثالها النقابة والمصنع. و"العقلانية" تكون في إعمال طاقة العقل في سبيل سيطرتها على الروح والجسد في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف دائمآ واحد: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته . ومن ضمن قيم "العقلانية": الإستنارة والتجربة والإنسانية والنظافة والنظام والإدخار. وهي قيم "أنا". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من الأفندية "الوطنيين" والمثقفين والمتعلمين بالمعنى الحديث للكلمة. ورمز مكانها المادي هو "المكتب" ورمز فعلها هو "القلم". وأسمى معانيها " الموضوعية" وأسوأ مثالبها "الإستغلالية" كما "الأنانية".

    د- القيم في تنزلها كفعل يسبغ حياة "الإنسان" تستطيع أن تشتغل مفردة أو ممتزجة. فالإنسان يمكن أن يكون "فارس" محض أو "زاهد" محض أو "متمدن" محض. كما أن الإنسان يستطيع أن يكون "فارس زاهد" أو "فارس متمدن" او "زاهد متمدن". ليس ذاك فحسب بل الإنسان يستطيع أن يكون "فارس وزاهد ومتمدن" في ذات الأوان!.

    الفارس هو المنتمى بالكامل إلى منظومة قيم الجسدانية "الفروسية". والزاهد هو المنتمي بالكامل إلى منظومة قيم الروحانية "الغيب". والمتمدن هو المنتمي بالكامل إلى منظومة قيم العقلانية "الموضوعية". و"متمدن" هذه لا تعني بالضرورة ساكن المدينة على وجه الحصر وإنما صفة لكل من ينتمي بالكامل إلى منظومة قيم الموضوعية حتى لو كان يقيم "فيزيائيآ" في الريف لا المدينة كما أن العكس صحيح بنفس القدر من الصحة فكثيرآ ما يكون سكان المدن أكثر ريفية من أهل الريف وأهل الريف أكثر مدنية من أهل المدينة.

    -الفارس في نسخته المثالية هو الإنسان "الضكران"، الشجاع، الكريم، الشهم، الأمين، ذو المروءة والشرف والكرامة.

    -الزاهد في نسخته المثالية هو الإنسان المتواضع، الصبور، المتوكل، الورع التقي ، المحسن والمؤمن ب "الغيب".

    -المتمدن في نسخته المثالية هو الإنسان المستنير، المنظم، النظيف، المدخر و الإنساني.

    مع الوضع في الأفهام أن بعض هذه القيم تستطيع أن تتبادل المواقع لكن دون أن تفقد المنظومة المحددة خصائصها كلية. كما أن القيم "المفردة في نوعها" والمشكلة لكل منظومة قيمية تكون في الغالب أكثر وأغنى بكثير مما حصرناه لدى هذه النقطة.


    ه- "القيمة" تقوم من جسد الجماعة بمثابة الشفرة الجينية DNA من جسد الفرد. هي محور إلتقاء "تلاحم" الجماعة وإعادة إنتاجها "نسخها" كل مرة مع جعلها متمايزة عن الجماعات الأخرى ك"وحدة إجتماعية واحدة ذات خصائص متفردة". كما أن "القيم" هي القوة الخفية الدافعة الى الفعل الموجب في سبيل تحقيق الهدف الكلي والنهائي للجماعة وهو على الدوام (البقاء والمعاش والأمن والرفاهية). وبهذا المعني تمثل القيمة أيضآ معيار الجماعة للتفريق بين ما هو خير وما هو شر بالإحالة الى نجاعة الفعل من عدمه في نزوعه الى تحقيق "الهدف".

    5- وظائف وأدوار البنيات المدنية الأصيلة و الفوقية:
    وظيفة البنية المدنية الأصيلة في الأساس تنحصر حول إنجاز هدف الجماعة الكلى أو الجزئي من (البقاء أو/و المعاش أو/و الأمن أو/و الرفاهية) للجماعة المدنية المحددة في مواجهة الطبيعة والآخر على وجه الإطلاق كما تشهد عليه الحياة العملية. إذ ليس من أهداف البنيات المدنية الأصيلة الجدل المباشر مع الدولة إلا في الحالات غير الطبيعية. تلك مهمة البنيات المولدة " الفوقية" لا الأصيلة "التحتية".
    مرة ثانية ليس من وظائف أو أدوار البنيات المدنية "الأصيلة" الجدل المباشر مع الدولة. كما ليس من مصلحة الدولة في شيء الجدل المباشر مع تلك البنيات المدنية الأصيلة. بل ذاك إن حدث من البنيات المدنية الأصيلة أو من الدولة سيؤدي على المستوى البعيد إلى التـأثير السالب من حيث المبدأ على وجودهما المادي على حد سواء، كون إذن منظومات القيم المثالية "المدني" ستصطدم بمبدأ المصلحة "المنفعة" المجردة = "الدولة". وهما حقلان وجبا أن يكونا متوازيان على الدوام لا يتقاطعان أبدآ وتقوم في الفضاء الفاصل بينهما البنيات الفوقية = الآيدولوجيات. وإلا هناك مشكلة دائمآ ما تتجسد في فساد الرؤية الموحدة للعيش المشترك.

    6- السمة الغالبة للمجتمع المدني هي التضحية بجهد الجماعة لمصلحة الفرد (كشف الفراش = دفتر تبرعات المأتم) مثالآ. بينما تكون السمة الغالبة للدولة هي التضحية بجهد الفرد لمصلحة الجماعة (الضرائب) مثالآ.


    7- المجتمع المدني كمصطلح تقني:
    المجتمع المدني يجوز أن ننظر إليه كمصطلح تقني بحت (لا قيمي و لا أخلاقي) لا يتعرف في جوهره بالخير ولا الشر ولا الحداثة أو التقليدية ولا التقدم أو التخلف ولا العلمانية أو الدينية. تلك الفاظ قيمة تتعرف وفق منظوماتها القيمية المحددة ولا يجب أن تحيل بحال من الأحوال الى "المدني". فالمجتمع المدني يكون بمثابة الميدان المادي للصراع القيمي والآيدولوجي لكنه هو ليس ذاته الصراع. إنه الفضاء فحسب. فضاء التجليات!. الفضاء الذي تحلق فيه العصافير الملونة "الجميلة" والبريئة والصقور الجارحة والبعوض والحشرات العديدة. هو الفضاء فحسب، هو ليس العصافير الجميلة البريئة ولا الصقور الجارحة. إنه الفضاء الشاسع القابع في سلبيته. فضاء للخير بقدر ما هو فضاء للشر، فضاء للباطل والحق وللقبح والجمال. هو الرمز ليس إلا بينما تكون تجلياته هي الحقيقة!.


    8- جدلية الخير والشر "أ":
    يتعرف المجتمع المدني بخيره من شره القائم أو المحتمل لا ببنياته قديمة أو حديثة وإنما بحسب أفعاله الصالحة أو الطالحة من مجالات الفعل الموجب والتي يمكن رؤيتها في: 1- التنمية 2- السلام 3- الحكم الرشيد 4- الحقوق )حقوق الإنسان والحيوان والطبيعة(Human, Animal and Nature Rights "HAN"
    5- الإبداع و6- المجال المفتوح (الثقافي-الإجتماعي- الترفيهي). وذلك بقياس المسافة بين الصفة الخيرة ونقيضها، من مثل: التنمية مقابل الدمار والسلام مقابل الحرب والرشد مقابل الطغيان والحق مقابل الباطل والإبداع مقابل التحجر و المفتوح مقابل المغلق.


    9- جدلية الخير والشر "ب":
    في جميع الاحوال وفي كل الأوقات فإن الفعل في سياق المجتمع المدني هيكليآ أو لا هيكليآ يقود الى منفعة محددة تجد تعبيرها في مساهمة مادية نقدية أو عينية كما بذل الجهد المجاني أو مدفوع الأجر بهدف جلب الخير او درء الاذى، في فضاء خارج الرسمي "الدولة" وفق منظومة قيمية أو رؤيوية محددة ربما يكون نتاجها شرآ في نظر الآخر.



    10- جدلية المدني و الرسمي:
    لا يكون "المدني" الا في مقابل "الرسمي" والعكس صحيح، وبإنتفاء أيآ منهما ينتفي الآخر بالضرورة، فلا مجتمع مدني بلا دولة ولا دولة بلا مجتمع مدني. فعلى سبيل المثال فإن أي منظمة تقوم خارج السودان "بحدوده كدولة" لا تمثل "مجتمع مدني" لأنها ببساطة لا تقوم في مقابل الدولة. والأصح (أي ربما يجوز) أنها تمثل مجتمع مدني فقط بالنسبة للدولة التي نشأت بها. وبالتالي فإن تسمية "منظمات مجتمع مدني" بالنسبة للمنظمات "الموصوفة بالمدنية" التي ينشأها السودانيون بالخارج لا تصح إلا كمجاز. إلا إذا حتم واقعها الموضوعي أن تكون فروعآ مرحلية لكيانات مدنية أصيلة أو فوقية تقوم بداخل البلاد وإستنادآ عليه تكون أهدافها ورؤيتها ورسالتها، وهو ما نلمسه في الواقع المعاش في حالة كثير من الأحزاب السياسية السودانية.


    11- التمظهرات الهيكلية "العملية" للمجتمع المدني:
    يتمظهر "المجتمع المدني" في السودان عمليآ ويبدو للعيان بشكل "هيكلي" في أربع أنماط رئيسية:
    1- تمظهرات عقلانية موضوعية "الشكل الحديث" ورمزها النقابة 2- تمظهرات جسدانية إثنية "القبيلة والعشيرة" 3- تمظهرات روحانية غيبية (الطرق الصوفية والمسيد والمسجد والكجور والكنائس) وأخيرآ 4- تمظهرات القطاع الخاص (بدورها عقلانية).

    12- التمظهرات الهيكلية للدولة:
    تتمظهر الدولة على وجه العموم "هيكليآ" في ستة أشكال رئيسية هي: 1-الجهاز التنفيذي (الحكومة) 2-الجهاز التشريعي "البرلمان" 3-الجهاز القضائي 4-المؤسسة العسكرية (الجيش والبوليس وأجهزة الأمن) 5-الخدمية المدنية و6- القطاع العام. (كما أن الدولة بدورها تستطيع أن تتمظهر في أشكال غير هيكلية من قبيل مرموزات قيمية ومفاهيم آيدولوجية وهنا يكمن معزي تأثير الدولة على أحداث وهياكل "المجتمع المدني" سلبآ وإيجابا. وهنا تكون جدلية "المجتمع المدني والدولة" في أسطع صورها).


    13- صراع الريف والمدينة و نزاع الذات:
    من خلال الملاحظة نستطيع ان نتحسس أن المجتمع المدني في السودان ينقسم في مستوى بنيته الأصيلة على وجه الإجمال في كتلتين هما كتلة الريف وكتلة المدينة. هذان الكتلتان تتوازيان مرة وتتقاطعان في بعض المرات، تختصمان في لحظة ما وتتصالاحان في لحظة اخرى، في نفس الوقت الذي يعتمل في داخل كل منهما مجموعة من التناقضات الذاتية بفعل اختلاف واختلال منظومة القيم الواقفة وراء تمظهرهما ( أي ان كل كتلة في ذاتها تتراكب من جزيئات تتشابه حينآ و تتمايز تراكيبها بعضا عن بعض أحيانآ أخرى). هذان المجتمعان يتمثلان بشكل مجمل في المجتمع المدني "المديني" والمجتمع المدني " الريفي". ولكل منهما تمظهراته المختلفة إختلافآ جذريآ عن الآخر كون تلك التمظهرات المعنية تقوم على سند من منظومات قيمية متمايزة "جذريآ". وهذا التمايز والإختلاف لدى البنية المدنية التحتية يسقط على التجلى الفوقي "الآيدولوجي" لكل منهما (مثال لذلك الصراع السياسي الذي وسم تاريخ السودان الحديث بين الطائفيين والأفندية). كما أن في الجانب الآخر كل كتلة من الكتلتين الأصيلتين موسومة بإختلال قيمي "ذاتي" يجعلها في نوعها متمايزة في تراكيبها وهذا التمايز في إطار النوع الواحد يسقط بدوره على البنية الفوقية (مثال لذلك الصراع السياسي بين العلمانيين والغيبيين "يسار يمين" على مدى تاريخ سودان ما بعد الإستقلال).


    -14البنيات المدنية التحتية تبقى على الدوام ممثلة في مستوى الدولة عبر الآيدولوجيا (البنيات الفوقية) في ثلاثة مستويات متباينة: أ- تمثيل بالأصالة (هو التمثيل المثالي) ب- تمثيل بالإنابة (يعتمل ضمان الحقوق المادية والمعنوية) و ج- تمثيل بالإحالة (يحتمل القهر المادي والمعنوي).


    15- سايكولوجيا الإنسان "الفرد" تتخلق وتعيش وتموت وتولد من جديد وفق القيم المشكلة للبنيات المدنية التحتية. كما أن تلك البنيات التحتية تقوم في و "على" جدل مستمر مع الرؤى "الآيدولوجيا" كما الزمكان "الدولة" . و تكون البنية المدنية التحتية كما الفوقية والدولة مكان هويات الفرد "القيمية والرؤيوية والزمكانية" على التوالي. كما أن للفرد هويته "الفردانية" أي سايكلوجيته الخاصة. (سايكلوجيا الفرد تعني تجربته الذهنية والنفسية والجمالية وذوقه الحسي. هناك أربعة مستويات للهوية: هوية "قيمية"، هوية "رؤيوية"، هوية "زمكانية" وهوية "فردانية". ولكل كائن بشري بالضرورة شعور بهوية "فردانية" وهوية "قيمية" وليس بالضرورة أن يشعر الفرد على الدوام بهوية رؤيوية أو/و هوية زمكانية).



    16- فرضية أخيرة: المجتمع المدني هو الاصل كما هو سديم الدولة:

    الأصل في الإجتماع البشري هو "المجتمع المدني" ببنياته الأصيلة ثم تأتي البنى الفوقية ومن ثمة تتشكل الدولة. فالمجتمع المدني هو بذرة الدولة. الدولة بكل بساطة هي: نقطة تلاقي المصالح/تعارضها. أي نقطة تلاقي/تعارض مصالح البنيات المدنية الأصيلة في حيز زماني وجغرافي محدد "زمكان" وما يقتضي ذلك بالضرورة من نظام لا مفر منه يسمى في شموله: الدولة. وإذ يقوم المجتمع المدني على "القيمي" في تمظهره الأصيل وعلى "الآيدولوجي" في تمظهره الفوقي تقوم الدولة على نظام "المنفعة = المصلحة" مجردة بلا قيم ولا آيدولوجيا في نسختها المثالية. وإلا ستتعارض الدولة وتتصادم بإستمرار مع كثير من البنيات الإجتماعية الأصيلة مما يؤدي في نهاية المطاف (في الغالب الأعم) إلى واحد من إحتمالين: موت "فناء" الدولة السائدة بشكل نهائي وبالتالي موت المجتمع المدني "موت القيم السائدة" أو إعادة تشكل الدولة في صيغة جديدة وبالتالي تمظهر المجتمع المدني في لباس جديد "قيم جديدة". مرة ثانية الصورة المعتادة هي أن تتشكل القيم أولآ تتشكل الرؤى تبعآ للقيم تتشكل الدولة وفقآ للرؤى. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية "القيمية والرؤيوية والزمكانية" في نسق ما. تموت القيم السائدة تموت الرؤى السائدة تموت الدولة السائدة. تتشكل القيم من جديد تتشكل الرؤى من جديد تتشكل الدولة من جديد. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية في نسق جديد. وهكذا تكون على سبيل المثال مروي ثم المقرة وعلوة فسنار. وتكون بالطبع تلك التموجات "الزمكانية" مشحونة بملايين الهويات القيمية والرؤيوية "أي تتصارع الكتلة الواحدة في ذاتها حتى الفناء". قيم فرؤى فدولة.

    غير أنه في مرة من المرات تتعقد تلك المعادلة إذ يحدث في لحظة ما إستثنائية العكس تمامآ بحيث تتشكل الدولة "الزمكان" أولآ ثم تتشكل من بعدها الرؤى فلقيم (حدث في واقع السودان بصورة حادة مرتين عام 1821 "ما عرف بالغزو التركي المصري" وحصل مرة ثانية عام 1899 " ما عرف بالغزو الإنجليزي المصري"). ليس ذاك فحسب بل أن الزمكان على الدوام يخرق الرؤى والرؤى تخرق القيم وتلك هي جدلية المجتمع المدني والدولة "المعنية".


    • التكرار مقصود عند نقطة رقم "1"

    محمد جمال الدين حامد، لاهاي/هولندا 10 يونيو 2011
                  

العنوان الكاتب Date
د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النوبي) Kostawi07-25-11, 08:13 PM
  Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو فقيرى جاويش طه07-25-11, 09:38 PM
    Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو فقيرى جاويش طه07-25-11, 09:48 PM
      Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Rawia07-25-11, 10:48 PM
        Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو محمد جمال الدين07-26-11, 02:54 AM
          Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو محمد جمال الدين07-26-11, 03:17 AM
            Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو ايمان بدر الدين07-26-11, 04:17 AM
            Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:31 AM
              Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:33 AM
                Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:42 AM
                  Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:44 AM
                    Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:48 AM
                      Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:51 AM
                        Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:53 AM
                          Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 04:59 AM
                            Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 05:01 AM
                              Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 05:05 AM
                                Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 05:11 AM
                          Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو malik_aljack07-26-11, 05:11 AM
                            Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 05:28 AM
                              Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو malik_aljack07-26-11, 07:36 AM
                                Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-26-11, 08:35 AM
                                  Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو عبدالفتاح علي خلف الله07-26-11, 09:59 AM
                                    Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو محمد جمال الدين07-26-11, 02:52 PM
                                      Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو محمد جمال الدين07-26-11, 03:03 PM
                                        Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Mannan07-26-11, 04:28 PM
                                          Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Mannan07-26-11, 04:31 PM
                                            Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Mannan07-26-11, 04:33 PM
                                              Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Mannan07-26-11, 04:43 PM
                                        Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو الغالى شقيفات07-26-11, 04:29 PM
                                          Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-27-11, 05:22 PM
                                            Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو فقيرى جاويش طه07-27-11, 05:47 PM
                                              Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو malik_aljack07-27-11, 07:30 PM
                                                Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-27-11, 08:36 PM
                                                  Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-27-11, 08:37 PM
                                                    Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-27-11, 08:40 PM
                                                      Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-27-11, 08:41 PM
                                                        Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-27-11, 08:44 PM
                                                          Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-27-11, 08:46 PM
                                                            Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-28-11, 09:44 AM
                                                              Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-28-11, 10:42 AM
                                                                Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-28-11, 10:56 AM
                                                                  Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-29-11, 11:04 AM
                                                                    Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi07-29-11, 06:37 PM
                                                                      Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi08-08-11, 11:45 AM
                                                                        Re: د. ناهد في ندوة عن سايكولوجية الشخصية السودانية (منبر المشروع النو Kostawi08-11-11, 08:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de