من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 03:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة من اقوالهم
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2010, 06:07 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل (Re: بكرى ابوبكر)

    مصطفى إسماعيل: واشنطن لم تملك حقائق استخبارية قبل ضرب مصنع الشفاء بالصواريخ
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    9/17/2005 7:35 ص
    الخرطوم: محمد سعيد محمد الحسن
    يكشف الدكتور مصطفى عثمان لـ«الشرق الأوسط» عن ملابسات القرار السياسي الاميركي حول ضرب مصنع «الشفاء» للأدوية في الخرطوم. ويقول في أوراق من مذكراته ارسلها لـ«الشرق الاوسط» ان سقوط صواريخ كروز على هذه المؤسسة الانسانية قد حمل في مضامينه اشعارا بسقوط اسطورة راسخة في أذهان الكثيرين بأن اجهزة المخابرات الاميركية بلغت مدى من امتلاك ناصية المعلومات، ولكن الولايات المتحدة لم تقم بتوظيف ثقلها الاستخباري الضارب بتجميع المعلومات الاستخبارية المقنعة التي تؤكد ايلولة المصنع المذكور لاسامة بن لادن (المتهم بان تنظيمه كان وراء تفجيرات نيروبي ودار السلام)، بحيث انه سرعان ما تهاوت حججها وتبريراتها لقصف المصنع امام تيار الحقائق الجارف ممثلا في مرافعات الدبلوماسية السودانية.
    وجاءت حادثة ضرب مصنع الشفاء، بعد مرور ثلاثة أعوام فقط على احتفال العالم بمرور 50 عاماً على إنشاء منظمة الأمم المتحدة، باعتبارها حارساً أميناً على الشرعية الدولية، وإنفاذ صكوك القانون الدولي على الجميع، وفق معايير العدالة والمساواة بين الدول.
    يقول الدكتور مصطفى عثمان «ان الولايات المتحدة اقدمت دون ادنى مسحة شرعية او سند قانوني معلوم، على قصف مصنع الشفاء للادوية بالسودان في امسية الخميس الموافق العشرين من اغسطس (آب) 1998 بصواريخ كروز. وعللت الولايات المتحدة تصرفها ذلك بأن الغرض منه تدمير مصنع يقوم بإنتاج الاسلحة الكيماوية لصالح اسامة بن لادن، (بينما الواقع هو ان المصنع ليس له صلة البتة بالمذكور، وانه مصنع ينتج الادوية البشرية والبيطرية). هذا بالطبع استنادا الى معلومات مشكوك في اصلها ومصدرها، وعلى خلفية انه قد سبق للولايات المتحدة ان قامت بوضع السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب وفرضت عليه جزاءات اقتصادية بما في ذلك منع صناديق التمويل الدولية من التعامل معه». لم يكن بين يدي الادارة الاميركية ادنى دليل يبرر حتى مجرد الشك، ناهيك من معطيات وحيثيات وقرائن وأدلة دامغة تبرر القيام بعمل عسكري انفرادي لمحو مؤسسة انسانية بحالها من الوجود. والسؤال هو: هل كان هذا التصرف الأميركي الاحادي يسنده القانون الدولي؟ وهل كان دفاعا عن النفس في اطار المادة الحادية والخمسين من ميثاق الامم المتحدة؟

    اننا اذا افترضنا جدلا تطبيق الضوابط والشروط المتعلقة بحق استخدام التصرف الفردي من قبل الدولة وفقا للميثاق وللقواعد العامة للقانون الدولي، فان ذلك التصرف الاحادي لا يمكن منحه سندا قانونيا، اذ ان المادة الحادية والخمسين تقر ذلك اذا حدث اعتداء مسلح على الدولة بصورة مباشرة.. فهل اجتازت جيوش السودان الاقاصي والمحيطات وغزت ارضا اميركية؟

    صحيح انه وقع اعتداء مسلح على الولايات المتحدة ممثلا في (تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام)، لكن هذا الاعتداء لم يثبت اي ضلوع للسودان فيه.. كما انه لم يكن يوجد ما يثبت ان هناك مجرد احتمال هجوم وشيك من السودان على دولة تفصلنا عنها محيطات وبحار. كما ان الولايات المتحدة لم تلجأ لمجلس الأمن لكي تعالج المسألة عن طريق السلطات المخولة للمجلس وكان لديها القدرة والوقت الكافي للقيام بذلك، يضاف الى ذلك انها لم تطلب من (السودان) تصحيح الوضع او الاجابة على شكوكها وتساؤلاتها او حتى تقديم دفاعاته وأسانيده حول التهم الموجهة اليه.

    هذا بالطبع بالإضافة الى ان الولايات المتحدة لم تقم بتوظيف ثقلها الاستخباري الضارب بتجميع المعلومات الاستخبارية المقنعة التي تؤكد ايلولة المصنع المذكور لاسامة بن لادن (المتهم بان تنظيمه كان وراء تفجيرات نيروبي ودار السلام)، بحيث انه سرعان ما تهاوت حججها وتبريراتها لقصف المصنع امام تيار الحقائق الجارف ممثلا في مرافعات الدبلوماسية السودانية.

    ان لجوء القطب الاوحد المتكرر الى التصرفات الاحادية يمثل في تقديرنا خللا كبيرا في القيام بالتزاماته التي يفرضها وضعه الريادي في العالم، حسب ما تذهب اليه نظريات الهيمنة التي يروج لها المنظرون الأميركيون، علاوة على ان ذلك خروج صريح على اهداف الامم المتحدة التي رعت وتزعمت قيامها الولايات المتحدة، وقد لخص ذلك الرئيس فرانكلين روزفلت في مخاطبته للكونغرس بعد عودته من مؤتمر يالطا في نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث قال: ان اتفاقية يالطا والتي كان احد مهندسيها، رسمت مبدأ حق النقض (الفيتو) لمجلس الأمن «تعلن عن انتهاء نظام التصرف الاحادي»، وها نحن نرى العالم يقف صامتا كشواهد القبور امام تصرف احادي طائش تقوم به الولايات المتحدة التي كانت بالامس تنادي بعكسه تماما، وبالطبع فان هذا من شأنه اضعاف النظام العالمي وبالتالي انتشار التصرفات الاحادية من قبل القوى الكبرى (دولية واقليمية) وان الخاسر الاكبر في ذلك هو الدول الصغيرة والمستضعفة، فاذا ما اردنا نظاما عالميا يحقق العدالة والسلم والاستقرار فلا بد من الوصول الى تفاهم يحد من قدرة الدول القوية الى اللجوء الى التصرف الاحادي، والى تعاهد يمكن من مساءلة الدول القوية سواء بسواء مع الدول الضعيفة والتي تنتهك اسس العدالة. وبغير ذلك فان النظام والمجتمع الدولي سينزلق الى فوضوية لا تحمد عقباها وستكون الانسانية جميعا الخاسرة بقويها وضعيفها، لكن تتجاوز القضية مستوياتها القطرية وحتى الاقليمية عندما نطرح السؤال الاكبر والاهم وهو:

    جاءت حادثة ضرب مصنع الشفاء للأدوية، بعد مرور ثلاثة أعوام فقط على احتفال العالم بمرور خمسين عاماً على إنشاء منظمة الأمم المتحدة.

    وقد كان عقد التسعينات من القرن العشرين، بمثابة مرحلة الانتقال إلى عتبات عالم جديد شهدت فيه الإنسانية طفرات عملاقة على صعيد تقنيات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، وكان لزاماً أن تواكب هذه القفزات الكبرى قفزات موازية على صعيد التواصل والتلاقح بين الحضارات الإنسانية في هذا الكوكب، بعد أن تيسرت سبل التلاقي بين أطرافه المتباعدة. فالتحولات العلمية والتكنولوجية والبيئية كان منتظراً أن تتزامن معها نهضة نوعية وكمية على صعيد نظم العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين الدول، وأن تدخل الإنسانية إلى الألفية الثالثة مع انحسار كبير في معدل النزاعات والحروب وبؤر التوتر، وسيادة تامة لسلطة القانون الدولي، وسيطرة وتمكين لمنظمة الأمم المتحدة بعد أن توفرت لها كل أسباب الارتقاء والمنعة والنفاذ، وكنا نحسب أن التواصل والعلاقات بين الدول، سوف تدخل مرحلة أكثر تحضراً ورقياً، وأن تزول مخاطر الرعب النووي بعد أن التقت من حيث المبدأ رؤى جميع الدول الحائزة ترسانات نووية منها وغير الحائزة على الاتفاقيات الملزمة بنزع السلاح النووي وخفض الأسلحة الاستراتيجية والترسانات المكدسة لدى الدول العظمى، حتى تقبل الإنسانية نحو ألفية جديدة يسودها السلم والاستقرار، والتعايش والتفاهم وفقاً لما هو متاح من وسائط حديثة جعلت كل العسير يسيراً، لكن يبدو أن ذلك ما كان له أن يكون في ظل اختلاف المعادلة التي كان يقوم عليها توازن القوى Balance of Power في العالم.

    نعم ثمّة رؤية وثّابة متفائلة، كانت تستبشر بأن العيد الخمسين للمنظمة سوف تتلوه رياح التغيير نحو الأحسن على صعيد العلاقات الدولية، وذلك بحسابات دورة التاريخ الإنساني منذ الأزل، فالإنسان بفطرته يرتقي يوماً بعد يوم كلما ازداد معينه وكسبه من خلال إدراك ما حوله من معطيات حياتية، لكن يبدو أن المسار التاريخي للأحداث قد استدارت بوصلته في اتجاه واحد بعد سقوط احد اقطاب (النظام الدولي القديم)، الاتحاد السوفياتي، بل المعسكر الاشتراكي بحاله. لذلك فإن استجابة المجتمع الدولي للتغيير والانتقال المتدرج Sequence Shift، نحو عالم مستقر ومتوازن لم تكن على ذات الشاكلة التي وثقها تاريخ العالم القديم طيلة القرنين الماضيين، فالتغير الذي طرأ على الأمم المتحدة ودورها لم يأت مطلقاً بناء على خطة تواطأت عليها جميع الدول الاعضاء وعكف عليها المجتمع الدولي دراسة وتمحيصاً، بقدر ما جاءت استجابة أو سمّها تعايشا وتفاعلا مع معطيات تسلط قوة الفرد المهيمنة، وليست ثمة استجابة مقصودة لعمليات التغير الكبرى التي تشهدها البيئة السياسية الدولية باضطراد، ولعل البعض كان أكثر تفاؤلاً بأن خواتيم الألفية الثانية سوف تشهد ابتداع أدوار ومهام جديدة بجانب تفعيل وتحديث الادوار والمهام القديمة للمنظمة الدولية بدرجة تجعلها راعياً حقيقياً لبسط وصون الأمن والسلم الدوليين، ولعلي هنا أحيل القارئ الكريم إلى مقال للأمين العام السابق الدكتور بطرس غالي نشر في دورية السياسة الدولية ـ العدد 117 لشهر يوليو 1994 ـ ص 89، يشير فيه إلى أنه (بنهاية حروب نابليون كان اجتماع مؤتمر فيينا عام 1815، قد حدد محور مسار ما بعد هذه الحروب، وبعد الحرب العالمية الاولى عقدت معاهدة فراساي وأقيمت بمقتضاها عصبة الأمم، وبعد الحرب العالمية الثانية عقد مؤتمر سان فرانسيسكو وتم توقيع ميثاق الأمم المتحدة في عام 1945، أما هذه المرة وبالرغم من انتهاء الحرب الباردة وميلاد مرحلة دولية جديدة بمعطيات ومتغيرات غير مسبوقة، فلم ينعقد مؤتمر دولي ولم تنعقد الإرادة الدولية بعد، حول معالم هذه المرحلة).

    الهيمنة الاميركية المطلقة على الأوضاع الدولية

    * وهكذا يلحظ القارئ أن التحول في بنية النظام الدولي قد جاء دون تدرج زمني منطقي، أي فور زوال نظام القطبية الثنائية الفجائي، صحيح أن هناك بعض التدرج النسبي في التغيرات الدرامية في مفهوم كينونة الدولة وطبيعة وحدود سيادتها، وكما اشرت في كتابي الصادر عن دار الأصالة 2002، (العولمة وسياسة السودان الخارجية)، فإن الطفرة المذهلة في وسائل الإعلام والاتصال قد ألغت الحدود الجغرافية للدولة القطرية بمعناها التقليدي، فسادت مظاهر الترابط والاتصال بين سائر شعوب المعمورة، غير اني هنا وأنا استعرض ذلك في اطار سيادة مبدأ القوة من جانب القطب الأوحد، فأقول إن ما شهدته البشرية من طفرات علمية مذهلة ما كان ينبغي أن يكون معه شعور متنام بالخطر وغياب الأمن الدولي الجماعي، بل انعدام الاستقرار الإقليمي.

    نهاية الحرب الباردة بالنسبة للعالم الثالث

    * صحيح أن نهاية الحرب الباردة بالنسبة للعالم الثالث كانت تعني نهاية الاستقطاب الحاد الذي كان محتدماً بين القطبين، والذي انعكس على العديد من النزاعات والصراعات الإقليمية، لا سيما في افريقيا، لكننا الآن نشهد استقطاباً يتم من قطب واحد، ويقوم على تأمين المصالح الحيوية للقوة الكبرى الوحيدة والامتثال لسطوتها ليس من جانب الدول النامية التي لا حول لها ولا قوة، بل حتى من جانب المؤسسات الدولية التي ما أنشئت إلا لإقرار وإنفاذ الميثاق والقانون الدولي وحماية الشرعية.

    بالطبع، فإن غياب التوازن الدولي، وانحسار المد الاشتراكي أمام تيار الرأسمالية الجارف، وعدم بروز قوة ضاربة تشكل محوراً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً مناوئاً، كل هذه المعطيات معاً جعلت مقاليد الأمور بيد دولة واحدة تمارس التصرف المطلق، ولو جانب ذلك معايير العدل والقانون، وحينها فإن التصرف على طريقة رد الفعل التلقائي العاجل، يكون أمراً طبيعياً، إذ لا حسيب ولا رقيب على صعيد المؤسسات الدولية ذات الصلة، وحينها يكون ميسوراً ضرب أي دولة فقط بغرض إسكات الرأي العام وإلهائه مؤقتاً وصرف أنظاره عن قضايا داخلية ملحة، الأزمة الأخلاقية التي عاشها الرئيس الأميركي وقتها وريثما ينجلي الموقف وتتكشف الحقائق وتتبين جسامة خطأ الدولة الكبرى، فحينها يكون في الأجندة عمل فردي آخر ضد دولة اخرى، وهكذا دواليك.

    القواعد العامة للقانون الدولي

    * أما أوروبا، التي كان يمكن أن تمثل قطباً موازياً، ورغم تقاربها الآيديولوجي مع الولايات المتحدة، كانت تعاني من الصدمات الاهتزازية التي تعرضت لها بسقوط الاتحاد السوفياتي، حيث بدأت الانظمة الجديدة بوسط وشرق أوروبا تبحث عن هوية جديدة تجمعها مع أوروبا الغربية، التي بدورها كانت مشغولة بترتيب بيتها الداخلي الجامع، حيث كانت ألمانيا تسعى للتوحيد. أما على الصعيد الحضاري والثقافي، فقد أدت نهاية النظام العالمي الثنائي القطبية إلى بروز عدة مصطلحات كان أبرزها مصطلح نهاية التاريخ للمفكر الأميركي الياباني الأصل فرانسيس فوكوياما، ثم نظرية هانتينجتون حول صدام الحضارات، وغيرهما من الرموز والمسميات التي ترسم ملامح المرحلة الجديدة.

    لقد مكن هذا الواقع الولايات المتحدة من الهيمنة المطلقة على الأوضاع الدولية، وتعززت السيطرة الأميركية أكثر بعد عملية عاصفة الصحراء، التي أدت إلى إخراج العراق من الكويت، ومنحت الولايات المتحدة الفرصة لصياغة ما سمته بـ«النظام العالمي الجديد»، استناداً إلى امتلاكها التفوق العسكري المطلق، والتمهيد الممرحل بقصد خلق واقع يستند لقانون القوة وليس قوة القانون، ومنذ ذلك التاريخ تأثر النظام الدولي الممثل في ميثاق الأمم المتحدة باختلال موازين القوى ولم تعد منظمة الأمم المتحدة مهيأة بالصورة المناسبة لمواكبة هذه التحولات على الساحة الدولية، بل اصبح تجاوزها من قِبل الولايات المتحدة أمراً مألوفاً في العديد من الحالات من بينها الحالة التي نحن بصددها، والتي تتعلق بقصف مصنع الشفاء للأدوية بالخرطوم دونما أي غطاء شرعي أو سند قانوني.

    إن إقرار وإنفاذ القانون الدولي، يتأثر قطعاً بشكل النظام السياسي والاقتصادي ومدى التفاهم الآيديولوجي العالمي، لذلك فقد أصابه ما أصاب بقية أفرع الحياة الدولية، وبدأت بعض المفاهيم الرئيسية فيه عرضة للتبدل. فمن المعلوم أن فقهاء القانون التقليدي بنوا مبادئه الرئيسية على قاعدة الرضا في التعامل، والمساواة بين الدول (هوقو قروتس، وفاتيل، وأمانويل كانت، وأبونهايم، وغيرهم)، ومنذ ذلك استقرت القواعد العامة للقانون الدولي كالسيادة القطرية ومبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكما أشرت آنفاً قد بني ميثاق الأمم المتحدة الذي أنشئت المنظمة وفقاً له عام 1945، على عدة مبادئ، صارت قواعد عامة وملزمة في القانون الدولي تضمنتها المادة الثانية منه، التي تنص على:

    * المساواة في السيادة بين جميع أعضاء الأمم المتحدة (الدول).

    * تنفيذ الالتزامات الواردة بالميثاق بحسن نية.

    * حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية، وعلى وجه لا يجعل السلم والأمن والعدل الدولي عرضة للخطر.

    * الامتناع عن التهديد باستعمال القوة او استخدامها ضد سلامة أو الاستقلال السياسي لأي دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة.

    * تقديم العون للأمم المتحدة في أي عمل تتخذه وفق الميثاق، والامتناع عن مساعدة أي دولة تتخذ الأمم المتحدة إزاءها عملاً من أعمال المنع أو القمع.

    * ليس في الميثاق ما يسوغ للأمم المتحدة التدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما، ما عدا ما ينص عليه الفصل السابع من الميثاق.

    بينما الفصل السابع، يقوم على صون السلام والأمن الدوليين التزاما ايجابيا على الدول لمنع ذلك التهديد، بكافة الصور بما في ذلك استخدام القوة المسلحة الجماعية (الأمن الجماعي)، فيما يؤكد الفصل الثامن الميثاق بالنسبة للتنظيمات الاقليمية، انه ليس هناك ما يحول دون قيامها بمعالجة الامور المتعلقة بحفظ الأمن والسلم الدوليين. بل تنص المادة 53 على استخدامها بواسطة مجلس الأمن في أعمال القمع كلما رأى ذلك ملائما، وتحت مراقبته وإشرافه.. ومن الواضح اذا، أن الأمن الجماعي هو الوسيلة المتاحة من قبل ميثاق الامم المتحدة للقيام بأي تصرفات لإلزام دولة ما، أو منع وقوع احداث في دولة ما، تؤدي الى تهديد الأمن والسلم الدوليين. كما ينص الميثاق على ان الاولوية تعطى لحل المنازعات، أو ما يطرأ من تطورات، بالوسائل السلمية.

    وتشير المادة الاربعون في الميثاق الى ان مجلس الأمن، وقبل ان يقرر اي تدابير، مطالب في المقام الاول بأن يدعو المتنازعين للأخذ بما يراه ضروريا أو مستحسنا من تدابير سلمية مؤقتة. كما تشير المادة الحادية والأربعون الى ان لمجلس الأمن ان يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته (وذلك في حالة العدوان). ويجوز ان يكون من بين هذه التدابير وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية واللاسلكية، وغيرها من وسائل المواصلات والاتصال، وقفا جزئيا أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية اذا ما استدعى الامر.

    الميثاق.. وأعمال القمع بغير إذن من مجلس الأمن

    * ويمنع الميثاق في مادته الثالثة والخمسين (الفصل الثامن) التنظيمات والوكالات الاقليمية من القيام بأي عمل من اعمال القمع بغير اذن صريح من مجلس الأمن، ويستثني من ذلك التدابير التي يكون مقصودا بها في التنظيمات الاقليمية منع تجدد سياسة العدوان من جانب دولة من تلك الدول. ويقتصر ذلك على الوقت الذي قد يعهد فيه الى الهيئة، بناء على طلب الحكومات ذات الشأن، بالمسؤولية عن منع كل عدوان آخر من جانب أية دولة من تلك الدول. وحتى التصرفات الفردية أو الاحادية ينظمها الميثاق ايضا، فهو ينص في المادة الحادية والخمسين (الفصل السابع) على حق الدفاع عن النفس للدول، فرادى أو جماعات، اذا اعتدت قوة مسلحة على احد الاعضاء، ولهذا شروط هي:

    * ان يكون قد وقع اعتداء مسلح على الدولة.

    * ان يتم الدفاع حتى يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين.

    * أن تبلغ التدابير اللازمة التي اتخذها الاعضاء استعمالا لحق الدفاع عن النفس الى المجلس فورا.

    * وللمجلس ان يتخذ ما يراه ضروريا لاتخاذه من الاعمال لحفظ السلم والأمن الدوليين أو اعادته الى نصابه.

    التصرف الأحادي في فقه القانون الدولي:

    يمكن تعريف التصرف الاحادي ووفقا للمعطيات اعلاه، على ان التصرف المنفرد غير المأذون به من أحد Unautherized Action، بحيث يقود الى حرمان اتخاذ قرار أو اجراء مطلوب من شخص أو جهة مخولة قانونا باتخاذ ذلك القرار أو الاجراء وبحيث يدعي المتصرف الاحادي بأن تصرفه ذلك قانوني بسبب:

    * ان النظام القانوني يسمح بذلك في ظروف خاصة.

    * وأن تلك الظروف الخاصة متوفرة.

    * وأن التصرف، رغم عدم اتباعه الخطوات الاجرائية السليمة، إلا انه يصب في اطار قانوني.

    وبالتالي فإن ما يميز التصرف الاحادي، هو احلاله محل تصرف قانوني كان يمكن ان يتخذ من قبل جهة مأذونة، وتجاهل التصرف المأذون (راجع مايكل ريسمان في EJIL vol-IIp3).

    والسؤال المطروح هو: هل يبيح النظام القانوني التصرف الاحادي المعين؟ وان كانت الاجابة بنعم، فهل اتبع التصرف الذي قامت به الولايات المتحدة أي معيار موضوعي يجعله قانونيا؟ وان كانت الاجابة بلا، فماذا كان دور المجتمع الدولي ممثلا في الامم المتحدة تجاه هذا التصرف غير القانوني؟ (راجع مايكل ريسمان).

    ولا بد من الاشارة الى ان بداية التسعينات من القرن الماضي، في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي، قد احيت الامل في مستقبل الامم المتحدة ومبدأ الأمن الجماعي، ولكن التسعينات انتهت وقد اضطربت التصرفات الاحادية مجسدة ضعف المنظمة الدولية، حتى جاءت حرب العراق الاخيرة بمثابة الضربة القاضية Death Blow للمنظمة ولفكرة الأمن الجماعي، وقد بادرت الولايات المتحدة وغيرها من الدول باستخدام التصرفات الاحادية، بل انها في وقت من الاوقات كانت قد فرضت جزاءات منفردة على أكثر من 35 دولة لم تلتق مع رؤاها واستراتيجيتها للانفراد بالعالم، ومنحت دولا أخرى العذر لتصرفات منفردة ايضا في مجالات تجارية واقتصادية وسياسية، وأحجمت عن دفع المساهمات اللازمة للمنظمة الدولية.

    وتعتبر زيادة التصرفات الاحادية مؤشراً لضعف النظام العالمي، كونها تقوم بها في العادة القوى الاكبر.

    من الواضح اذا ان المرجع في التصرفات الاحادية في القانون الدولي يكون حسب طبيعة التصرف، فإن كان في اطار سياسي أو أمني فهو يقع في اطار ميثاق الامم المتحدة، وان كان تجاريا أو اقتصاديا يقع في اطار الميثاق واتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وان كان بيئيا يقع في اطار الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة وفي اطار القواعد القانونية المتعلقة بمسؤولية الدولة، وهكذا نجده محاطا بعدد من الاحترازات والكوابح وليس حقا مطلقا كما يصوره البعض. ان بعض فقهاء القانون الدولي يذهبون الى امكان قانونية التصرف الانفرادي في الحالات المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة والتي تمثل قواعد إلزامية في القانون الدولي وتولد التزامات على الدول للتدخل jus cogens and Obigation erga omnes وذلك في مسائل محددة كالتدخل الانساني.


    http://www.sudaneseonline.com/anews2005/sep17-94250.shtml
                  

العنوان الكاتب Date
من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:04 AM
  Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:05 AM
    Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:12 AM
      Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:14 AM
    Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 08:15 AM
      Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 08:20 AM
        Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 08:26 AM
          Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 08:27 AM
            Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:31 AM
              Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:33 AM
            Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 08:34 AM
              Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:38 AM
              Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 08:41 AM
                Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 08:45 AM
                  Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-04-10, 09:00 AM
                    Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 05:49 PM
                      Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 05:50 PM
                        Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:00 PM
                          Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:01 PM
                            Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:02 PM
                              Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:03 PM
                                Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:05 PM
                                  Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:06 PM
                                    Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:07 PM
                                      Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:09 PM
                                        Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:16 PM
                                          Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:17 PM
                                            Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:19 PM
                                              Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:21 PM
                                                Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:25 PM
                                                  Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 06:48 PM
                                                    Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 07:07 PM
                                                      Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 07:18 PM
                                                        Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-04-10, 07:30 PM
                                                          Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-09-10, 05:07 AM
                                                            Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل AMNA MUKHTAR11-10-10, 01:17 AM
                                                              Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل Hadeer Alzain11-10-10, 01:02 PM
                                                                Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النذير حجازي11-10-10, 01:57 PM
                                                                  Re: من أقوال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بكرى ابوبكر11-17-10, 06:09 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de