أيُّ وطنٍ هـذا؟ وفاة 6 أطفال حديثي الولادة بمستشفى رفاعة بسبب 250 جنيه

Quote: في مستشفى رفاعة .. الأطفال من العنابر إلى المقابر ! 2 من قتل تاليا ؟! تحقيق: حنان كشة في الحلقة الأولى من هذا التحقيق جلسنا للصحفي علاء الدين الدفينة والد الطفلة تاليا والذي حكى فصولا من معاناته أثناء فترة بقائه داخل مستشفى رفاعة التعليمي بمرافقة ابنته تاليا التي شاءت الأقدار أن تنتقل للدار الآخرة وقد نثر تساؤلات عديدة ظلت تداعب ذاكرته من حين إلى آخر فحواها لماذا يتم إغلاق الجناح الخاص بالرغم من خلوه من المرضى ؟ وما هو مصير من جاء برفقة طفل مريض يريد إنقاذ حياته ولا يملك تكلفة بقائه فيها حيث تصل التكلفة إلى مائة جنيه في اليوم الواحد؟ ولماذا ابنتي بالذات التي تنقل في حين أن هناك مجموعة أطفال يعانون وطأة الظروف عليهم ؟ وفي مدخل هذه الحلقة يواصل علاء سرد تفاصيل ما جرى لطفلته وهو يقول عقب محادثته مع المدير العام للمستشفى بحوالي نصف الساعة بدأت أنفاس تاليا تتضايق وبدت كمن يبحث جاهدا عن ذرات أكسجين عليها تنجيه وقتها كان التيار الكهربائي ما زال يشكل غيابا عن المستشفى وظلت على ذات الحال حتى بعد عودته وقتها كانت هناك ممرضة تتابع الأحوال الصحية للأطفال المرضى ولم يكن هناك طبيب مناوب وعندما مضت حالة تاليا نحو التدهور طلب منها حسب قوله أن تفتيهم في الأمر فأوضحت لهم أنها تحتاج أكسجين وزادت أن هناك جهازا يمكنه القيام بالمهمة لكنه لا يعمل وقد بدأ ذلك جليا على مظهره لكنه مضت للقيام بمحاولة علها تقنعنا أنها بذلت جهدا لمساعدة الطفلة فباءت محاولتها تلك بالفشل الذريع وهنا سألناها بتلقائية من يرى الأمل يتسرب من بين يديه لكنه يأبى تصديق ذلك . ما الذي يمكنك فعله ؟فأوضحت هنا أنها ستقوم بإجراءات تمكنها من القيام باللازم إلا أن حالة تاليا الصحية كانت لا تسعف بالانتظار فحملتها وجريت باتجاه الحوادث عسى ولعل أن يتم إنقاذها … هناك وبعد مقابلة طبيب الامتياز الذي كان مناوبا أفاد بأنها لا تحتاج أكسجين بالرغم من أن نفسها بدأ يكتم فعكسنا له وجهة نظر الممرضة لكنه أصر على ما ساقه وهو يزيد أنها بحاجة لقطرة أنف وكتب روشته تم صرفها من صيدلية بسوق رفاعة تبعد حوالي الكيلو والنصف بعد أن لم يتم العثور عليها في صيدلية المستشفى هنا كانت حالة تاليا تنتقل من السيئ للأسوأ وبدأت حالة المأساة تشد قبضتها عليها وعلى أسرتها.. رحلة عذاب: يضيف علاء الدين الذي منعته غصة توقفت في حلقه أرغمته على الصمت للحظات قبل أن يواصل (في هذه اللحظة طلب الطبيب إرجاعها لقسم الأطفال فأوضحنا له إن المكان غير مهيأ وتحججنا بوجود تهوية في الحوادث لكنه أصر على رؤيته تلك فقمنا بحمل الطفلة ثانية لنعود أدراجنا وفي منتصف الطريق قبالة مبنى الأشعة المقطعية انكتمت أنفاسها مما أدى لتغير في لون بشرة وجهها فزدنا السرعة أملا في الوصول إلى المبتغى وإسعاف حياة الطفلة وعند وصولنا للقسم وجدنا طبيبة كانت تتابع حالتها الصحية كانت تتجرع قارورة مياه غازية فطلبنا منها العون منها لكنها لم تكلف نفسها بالقيام من مكانها ذاك فقط أشارت بضرورة الرجوع للحوادث فعدنا أدراجنا وهنا كانت الطفلة تلفظ زبدا فقام ذات الطبيب الذي عاينها في المرة الأولى بتركيب الأكسجين هنا حينها بدأت الطفلة تصرخ بشدة وظل معدل القلق والخوف من فقدان ابنتي يتزايد فحاولت الاستنجاد بدكتور مرتضى أخصائي الأطفال بالذهاب إليه في عيادته الخاصة وقد أبدى الرجل تعاونا تاما وقدم معي ليعاين حالة الطفلة فقرر إعطائها جرعة أموكسين وأوقف جرعات البنسلين التي كانت تحقن بها وألزمنا بالبقاء في الحوادث لوجود تهوية مناسبة تلبى حاجة الطفلة مع وجود متابعة أفضل مما هو متوفر هناك فامتثلنا لأمره وكادت الأمور تمضي على خير إلا أن إحدى الطبيبات طالبتنا بالرجوع لقسم الأطفال وكانت نيران الغيظ تشتعل بداخلي فانفجرت منتقدا الأوضاع برمتها داخل قسم الاطفال حتى أني طلبت منهم أن يصارحوا طالبي الخدمة العلاجية في مستشفى رفاعة بعدم وجودها انطلاقا من ضمير المهنة الذي يحتم عليهم عدم المتاجرة بأوجاع المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة لكني عدت لأحسم الأمر لصالح طفلتي باتصالي بدكتور مرتضى محمد على الذي شدد على ضرورة عدم مغادرتهم للحوادث وهنا إستشاطت الطبيبة غضبا ورددت( كدة دكتور مرتضى ما حيجيكم في المرور)فصمت وأنا أراقباإبنتي ودارت عجلة الأحداث ومر دكتور مرتضى ليطمئن عليها وفي ذات اليوم توفي طفلان حديثا الولادة وفي مساء نفس اليوم بدأت الطفلة موجة سعال بشكل غريب توحي بأنها تريد إخراج بلغم فذهبت للطبيب وسألته رأيه فأوضح لي بأنها تريد أن تعطس لكنه أشار إلى أنه يمكن إعطاءها نقطة من الماء المقطر في أنفها وفي المساء مر دكتور مرتضى على المرضى في قسم الحوادث وبينهم تاليا فنصح بضرورة إخراجها خارج القسم الذي بدأ يكتم من كثرة الأنفاس لتتنفس هواء طبيعيا ففعلنا لكن ما بين الساعة الحادية عشر والثانية عشر بدأت ذرات تراب بالتساقط فخفنا من أن يتزايد فطلبت من والدتها أخذها للداخل وبقيت خارجا وقد أخذتني غفوة بسبب الإرهاق الذي تعرضت له خلال الأيام التي سبقت ذلك وكدت أغرق في النوم إلا أن صرخات تردد (تاليا .. تاليا .. تاليا) قد انتزعتني فعلمت هنا أن ثمة أمرا جلل قد وقع فذهبت لأجد ابنتي وقد أفرغت كل ما تناولته من حليب وعلاج وقد لفظت أنفاسها الأخيرة. خرق القرارات: قرار رئيس الجمهورية الذي أصدره رئيس الجمهورية سابقا والتطبيق تضطلع به وزارة الصحة الاتحادية في مجالات تنفيذ مجانية علاج الكلى.السرطان وأمراض القلب وفي هذا الجانب يأتي الدعم من الاتحادية بالإضافة إلى قراراتها القاضية بمجانية علاج الأطفال أقل من عمر خمس سنوات , العمليات القيصرية , الطوارئ والحوادث وهو ملزم تطبيقه بكل الولايات وليس بالخرطوم فقط لكن ذلك ما لم يحدث مع علاء الدين الدفينة حيث أنه ظل يسدد رسوم الخدمات العلاجية من لحظة دخولهم المستشفى حتى لحظة وفاة ابنته وبين الأدوية التي قام بشرائها من صيدلية المستشفى عقار الأموكسين ويتم التعامل مع مرتاديها دون إيصالات مالية أو ورقة تثبت ذلك ..كذلك عندما طلب منهم الطبيب المعالج أخذ صورة بالأشعة سددوا مقابلا ماديا لذلك بالرغم من علمهم بقرار رئيس الجمهورية حرصا منهم على حياة ابنتهم (بطرفنا صورة من الإيصال المالي).. لاستكمال كافة وجهات النظر كان لا بد من التوجه صوب مستشفى رفاعة للجلوس إلى إدارتها لنضع النقاط على الحروف في رحلة بحثنا عن الحقيقة وقد فعلنا..حيث جلسنا للمدير العام للمستشفى والمدير الطبي والمدير المالي حيث أفادنا المدير الطبي إن رسوم السرير تصل إلى خمسين جنيها في اليوم وطرحنا سؤالا عليه بتحصيل المستشفى رسوما على علاج الطفلة تاليا ونحن نعني اعتبارها نموذجا لشريحة الأطفال الذين يلجأون للعلاج في المستشفى فآثر أن يحدث عنها لشخصها فأجاب: ( في تلك الأثناء كنت في ولاية الخرطوم وذاد أنه لابد من التثبت مما إذا كان الطفل طالب العلاج مجانا يندرج ضمن الفئة يحتاج بالفعل للخدمة أم لا والسبب في ذلك أننا مطالبون برفع تقرير شهري بعدد الحالات التي تم علاجها في ذلك البند) هنا طلبنا منه تمليكنا تقرير شهر مايو باعتباره نموذجاً لتلك التقارير لكنه تحجج بأن التقرير المقصود تم إرساله للوزارة وصمت هنا عن الحديث ليتناول دكتور الوسيلة محمد حامد المدير العام للمستشفى قفازة الحديث ليقول ( إن مستشفى فريد أحمد نصر الله يمثل عبئا على المستشفى العام والسبب في ذلك أنه يخلو من وجود دخل نهائي مما يجعل مستشفى رفاعة التعليمي ملزم بتوفير أموال تسيير له ليؤثر في ميزانيتها التي تعتمد بشكل تام على الدخل الذاتي (البوابة والعمليات والمحولات والأشعة والموجات الطبية) وفيما يتعلق بدعم ولاية الصحة بولاية الجزيرة قال أنها تدعمهم في الناحية الإدارية في توزيع الأطباء والتزامها بتسديد مرتباتهم وجلب المستهلكات ومضى ليقول هنا ألا علاقة لديوان الزكاة بدعم المستشفى وفيما يتعلق بالكادر الطبي في المستشفى قال إن عملية التوزيع تتم بين كل فترة والأخرى والآن هناك تسعة ممرضين وأربعة أطباء عموميين وثلاثة أطباء امتياز وإحدى عشر فراشة وذاد أنه بالنسبة للطفل المريض أقل من خمسة سنوات فإنه عادة ما تتم مقابلة الطبيب مجانا وجميع الفحوصات مجانا ويتم توفير أدوية الطوارئ للمرضى في مختلف الفئات العمرية مجانا ومضى مباشرة ليفيد بأن الأكسجين متوفر في المستشفى حتى أنه لا حاجة لإخطار المدير الطبي بأن هنالك حالة تحتاجه وذاد وهو يعلق على ما جرى لتاليا بشكل خاص بقوله : الطفلة كانت تعاني من التهاب حاد والذي ترتفع معدلات الوفاة فيها ونفى بشدة وقوع حالات وفيات عديدة بين الأطفال. في الحلقة القادمة: لماذا شن المدير العام لمستشفى رفاعة التعليمي هجوما على هذه الجهات وما هي مخرجات اللجنة التي كونت بواسطة مدير عام وزارة الصحة بولاية الجزيرة؟ وما هي مهامها؟.