أيُّ وطنٍ هـذا؟ وفاة 6 أطفال حديثي الولادة بمستشفى رفاعة بسبب 250 جنيه

Quote: في مستشفى رفاعة الأطفال من العنابر إلي المقابر! 3 السوداني، الخميس, 16 حزيران/يونيو 2011 11:55 ا http://alsudani.sd/index.php/news/3-flash-new.../3555---------3.html الحلقة الثالثة والأخيرة تحقيق:حنان كشة حاولنا إزالة الغشاوة عن معلومات إستقيناها من مصادر مختلفة عملا بضرورة الحياد في إجراء التحقيق الصحفي لكن رشحت تأكيدات هنا وهناك عن وجود فساد مالي وإداري داخل المستشفى وللحق فقد كان رأس الخيط الذي قاد خطانا للطرق على مداخل المدينة واقعة وفاة الطفلة (تاليا) التي أطلت على الفانية لتفارقها بعد بلوغها شهرها الثالث لا غير لتمضي في هدوء وتفجّر خلف رحيلها تساؤلات تأبي أن تركن للإستكانة حيث شكك والدها في وجود إهمال أصبح مؤثرا فاعلا لتنتقل الطفلة إثره للرفيق الأعلى إلا أن جلوسنا لعدد من الأشخاص الذين يرتبطون بشكل مباشر بالقضية فجّر مفاجآت عديدة وهم يشيرون إلي أن الإهمال نجم عن سيناريوهات فساد ظلت تتكرر في ذلك الحيّز ولم يتركوا الأمر هكذا حيث أنهم دللوا على قولهم ذاك بالمستندات.. تبريرات وشواهد.. دكتور مرتضي محمد على الذي كان يتابع حالة الطفلة تاليا قال أن التشخيص الذي أجري لها أكد أنها كانت تعاني من إلتهاب رئوي وملاريا وأنها بدأت تناول العلاج وفقا لتوجيهاته وأنها لم تتعرض لإهمال وأن وفاتها جاءت قضاء وقدرا أما مدير عام مستشفى رفاعة التعلىمي مضي ليؤكد على قوله بأن أعداد الأطفال الذين توفوا في الثلاثين من مايو الماضي بلغ طفلين فقط وهو يشير إلى أن معدل الوفيات طبيعي ولا يدعو للدهشة أحدهم كان يعاني من تشوهات خلقية في جهازه التنفسي توفي بعد خروجه للحياة مباشرة بجانب أنه كان يعاني من نقص في الأكسجين وقد قام أخصائي النساء والتوليد الذي قام بعملية الولادة بدوره كاملا تجاهه بمحاولة إعطائه أكسجين إلا أن جسده كان لا يستطيع إستقبال الجرعات التي قررها الطبيب وقد تم تحويله لدكتور مرتضي محمد على في قسم الأطفال وتم هناك إعطائه الأكسجين لكنه توفي بسبب التشوه الخلقي أما فيما يتعلق بأمر تاليا فقد آثر المدير العام أن يعود ثانية ليفصّل بشكل أكبر في سبب وفاتها وهو يقول أن إدارة المستشفى لم تقصّر في واجبها تجاهها وذلك ما يؤكده الدكتور مرتضي الذي كان يتابع حالتها عن قرب،ومضي ليزيد فيما يتعلق بالصيانة التأهيلية للقسم ليصبح مشفى قائما بذاته من قبل رجل الخير فريد أحمد نصرالله بقوله نصا(هناك خطأ كبير جدا في الصيانة ولا أدري أين ذهب المبلغ الذي يقال أنه صرف في ذلك والذي يصل إلي سبعمائة ألف جنيه ويمكن القيام بمقارنة بين ما تم في قسم الأطفال وماتم في عنبر الجراحة حيث بلغت تكلفة صيانة الأخير مائة ألف جنيه )هنا صمت دكتور الوسيلة ليكمل المدير الطبي دكتور ناجي الحديث قائلا (صيانة قسم الأطفال تمت بمتابعة مباشرة من فريد نصرالله ولا دخل لإدارة المستشفى فيها نهائيا وقد طلبنا أن يتم تسليمنا المبلغ لنقوم بعمليات الصيانة في مستشفى رفاعة التعليمي كاملا وليس عنبر الأطفال فقط) هنا صمت المدير العام لمستشفى رفاعة برهة من الزمن عاد بعدها ليضيف أن رابطة رفاعة للجميع لا تقدم أي دعم حاليا للمستشفى لا معنوي ولا مالي وقد تمنت المجموعة أن تنهار المستشفى في وقت مضي وقد أبعدناهم عن المستشفى بسبب مشاركتهم السلبية وهي لا تمتلك مبالغ مالية تمكنها من ذلك فهي عبارة عن أفراد لكنه زاد أنه ورد دعم في وقت سابق للمشفى من أبناء رفاعة بالخارج تولوا هم توصيله. شئ من ردود.. كان لابد من الجلوس إلى عادل محمد حمزة خيري المشرف على تنفيذ مستشفى أحمد نصر الله لإستجلاء الرؤية حول ما كان يدور في مجريات الأحداث قبل وأثناء تنفيذ الفكرة التي ساقها (فريد) إبن الراحل والذي آثر أن ينشئ مشروعا خيريا على روح والده المتوفي بحيث يستفيد منه أهالي المدينة بعيدا عن الإنتماءات السياسية والحزبية الضيقة لتصبح الفكرة نموذجا يحتذي ويتم بعدها تبني أفكار مشابهة ليتبني خيرون أقسام المستشفى المختلفة ويسهموا في تطويرها حرصا على مصلحة مواطن المنطقة، وقد بدأ العمل في العام 2007م وقد ملكنا والي الجزيرة وقتها عبدالرحمن سر الختم وقد خرجنا بحصيلة معلوماتية من فم الرجل الذي إستقبلنا بحفاوة داخل مكتبه في منطقة الشجرة بالخرطوم وفحوى تلك المعلومات أن فريد أحمد نصر الله عندما شرع في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه مع وزارة الصحة بولاية الجزيرة فيما يتعلق بصيانة قسم الأطفال بالمشفى وبسبب إكتمال عمليات الصيانة بشكل ممتاز تحولت رؤية مدير عام الوزارة لفصل القسم ليصبح مستشفى متخصصا في علاج الأطفال لما رآه من إنجاز على أرض الواقع وقد كان وبدأت إدارة المستشفى بعد ذلك وبعد أن أثبت المستشفى وجوده وبعدما أصبح فاعلا في تلك الفترة عقب إفتتاحه بواسطة رئيس الجمهورية تعذر توفير ميزانية من قبل وزارة الصحة بالولاية والسبب الجوهري في ذلك هو أن إفتتاح المشفى كان منتصف العام أي بعد إجازة الميزانية دون أن يتم تضمين بند المستشفى فيها فما كان من إدارة المستشفى إلا أن إتخذت من ذلك مبررا لها طالبت إثره وزير الصحة ومدير عام الوزارة بالولاية لضم مستشفى الأطفال إلي مستشفى رفاعة التعلىمي فتصدى (فريد) حتى لا يتم تنفيذ المقترح حرصا منه على مصلحة الأطفال الذين شهدت أوضاعهم الصحية إستقرارا في الفترة السابقة لذلك فقد كان دافعه الأساسي ومازال يتمثل في حرصه على أن يكون عمله خالصا لوجه الله تعالي ليحصد والده ثمار ذلك أجرا ليدخل في زمرة من قال عنهم الرسول صلى الله علىه وسلم : (إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو إبن صالح يدعو له) بعد أن دعا له إبنه عمليا بوقف أهداه لروحه وذلك هو ما شكل له دافعا قويا ليطرح مقترحا بديلا تمت الموافقة علىه يقضي بتوفير ميزانية التسيير للثلاثة أشهر المتبقية والتي إمتدت بين شهري أكتوبر و ديسمبر من العام 2009م حتي تتمكن المستشفى من الصمود لتواجه عاصفة العقبات على أن تتولى وزارة الصحة القيام بذلك بعد إنتهاء المدة المحددة وتدرجه ضمن بنود أولوياتها في ميزانية العام الذي يليه ومضي ليزيد القول بأنهم بدأوا السعي حثيثا لتكملة الإجراءات اللازمة لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه مع وزارة الصحة بولاية الجزيرة لأرض الواقع إلا أن الإجراءات الإدارية حالت بينها والواقع ودلف مباشرة ليؤكد على أنهم صرفوا على المستشفى مبلغ السبعمائة ألف جنيه التي شككت إدارة المستشفى في صرفها على المكان وأنّ طلب الصيانة قد تقدم به إبن الراحل أحمد نصرالله (فريد) وتبعته موافقة والي الجزيرة حينها إلا أن الإستلام كان بواسطة إدارة المستشفى. إغتيال فكرة... لكن فيما بعد تمت تبعية مستشفى الأطفال لإدارة مستشفى رفاعة التعلىمي لتتحقق رؤية الإدارة التي جرت خلفها ردحا من الزمن ولم يكتفوا بل أنهم إستولوا على الحديقة التي تقع في الجانب الشمالي من مستشفى أحمد نصرالله ذلك ما ساقه عادل محمد حمزة خيري ليخلص إلى حديث مقتضب يشرح لب فكرة إفادته وهو يقول:( بإختصار فكرة مستشفى أحمد نصر الله جاءت من إبنه فريد وأحد الأسباب التي أدت لمطالبة إدارة المستشفى بأن يصبح قسما بين أقسام مستشفى رفاعة التعلىمي دخلها الذي يمثل حاليا 70% من مجمل دخل المستشفى وإن كان يمثل عبئا ماديا لما طالبت الإدارة بتبعيته للمستشفى التعليمي ودون شك فإن مدير المستشفى يعلم ذلك وإن لم يعلم فتلك مصيبة ولم يحدث نهائيا أن طرحنا فكرة أن يتم إلحاق عدد من أقرباء المرحوم أحمد نصر الله للعمل بالمستشفى وذلك يسنده عدم مشاركتنا في التعيينات. فريد أحمد نصرالله الذي كان يتابع إفادات عادل محمد حمزة خيري المشرف على تنفيذ مستشفى أحمد نصر الله طيلة فترة حديثه إلينا آثر أن يبث رسالة ظل يختزنها بين حناياه فما أن صمت عادل إلا وإستلم قفاز الحديث ليضيف القول بأن هناك عددا من الخيرين كانوا يتوقون للقيام بأعمال صيانة لأقسام مختلفة من المستشفى ليتم تنفيذ الفكرة التي ساقها عادل في حديثه آنفا وقد أسروا له بذلك بعد التجربة المتميزة التي خاضها إبان الفترة التي تلت الإفتتاح مباشرة لكن ما وقع خلال فترة الثلاثة أشهر التي تلت إفتتاح مشفى الأطفال إغتالت الفكرة في مهدها بسبب التشكيك في نواياهم من قبل إدارة المستشفى في تسديد مبلغ السبعمائة ألف جنيه التي تم صرفها على تأهيل المستشفى ومضي ليضيف أن مبدأ التعامل بحسن النية إنطلاقا من فكرتهم الإنسانية منعهم من التوقيع على إتفاق مكتوب للتعامل مع إدارة المستشفى وأشار بأصابع الإتهام لوزارة الصحة بولاية الجزيرة لكنه برأ ساحة وزارة الصحة الإتحادية التي قال أنها ساهمت في دفع عجلة المشروع للأمام بعد الوقوف على التجربة عن كثب قبل الإفتتاح مباشرة أي بعد إكتمال تنفيذ الفكرة ممثلة في شخص وكيلها السابق الدكتور كمال عبد القادر وتبرع وقتها بعربة إسعاف لم يتم الحصول عليها بسبب عدم المتابعة الجادة من إدارة المستشفى،أما حافظ سالم الأمين عضو مكتب تنفيذي رابطة رفاعة للجميع بدا مندهشا للإفادات التي وردت على لسان المدير العام لمستشفى رفاعة التعليمي وأشار إلى أنه عند بداية تكوين الرابطة قبل حوالي السبع سنوات وأنهم قاموا بجمع مبلغ مالي وصل إلي إثني عشر ألف جنيه تم وضعها في حساب المستشفى لكن الواقع أثبت أن ذلك المبلغ لم يتم صرفه على المشفى ولم يستفد منه المرضى إنما تم إنفاقها على إستجلاب أثاث للإدارة وديجتال وما إلي ذلك مما يمثل أمورا كمالية وقد طلبنا إثر علمنا بذلك أن نجلس مع الإدارة لتطلعنا فيم صرف المبلغ وهل تمت الإستفادة المقصودة منه إلا أننا لم نجد الإجابة الشافية حتى الآن. مشاهدات ومشاهد.. مستندات عديدة بين أيدينا تؤكد على وجود فساد مالي وإداري في المشفى بينها الإيصالات التي تحصلها الإدارة لقاء خدمات علاجية بمبررات تراها الإدارة مقنعة لكنها وفقا لتحليلنا لا تمت لإقناع بصلة وفي الجانب الإداري تم تكوين لجنة من قبل مدير عام وزارة الصحة بولاية الجزيرة للقيام بزيارة لمستشفى رفاعة والتحقيق في الشكوي المقدمة لهم والتي تتناول قضية إهمال إحدى القابلات والتي رفعها مواطن لإدارة المستشفى وقد أشارت اللجنة إلي أنها قامت بالزيارة بتاريخ الخامس من ديسمبر عام 2010م وقد أكد الأطباء الذين إلتقتهم اللجنة وبينهم على وجود أخطاء إرتكبتها إحدى القابلات وعند أخذ أقوالها أنكرت كل الإتهامات لكنها أثبتت خطئها فيما يتعلق بالتسليم والتسلم وخلصت اللجنة إلي أنه لابد من إقامة مجلس محاسبة داخلي للقابلة وإعطائها إنذار نهائي لكن المؤسف في الأمر أن القابلة مازالت تمارس عملها بشكل عادي في المستشفى مما أدى لإستمرار حالات الإهمال داخل المستشفى في سن النساء والتوليد وهناك قابلة أخرى سبق وأن نسيت قطنا داخل رحم محاسن حسن عبدالباقي وتم نشر ذلك بصحيفة الدار بتاريخ الخميس 12 مايو 2011م وكانت غرفة عمليات رفاعة قد تعرضت للتدمير من قبل مواطنين غاضبين فقدوا إبنتهم أثناء عملية وضوع خلال الفترة القليلة الماضية ومازالت الحوادث المتعلقة بوفيات الأطفال والنساء في قسم النساء والتوليد مستمرة. بالرغم من أن المدير العام لمستشفى رفاعة التعليمي حاول الدفاع عن بيئة مستشفاه وقال أنها بيئة ممتازة إلا أن ملاحظاتنا جاءت عكس ذلك تماما حيث بدت عنابر الأطفال وقد خلت إلا فيما ندر من الأجهزة الطبية التي تساعد في الإحتفاظ بأرواح الأطفال وقد إنتشرت الأشجار خارجا لتحكي تناقضا كبيرا بين الداخل والخارج لكنه بدا مكابرا وهو يتحدث عن واقع رأيناه بأم أعيننا لتبقي مكابرته تلك والبيئة غير المواتية مقصلة تعدم أرواح الطفلة تاليا ورفاقها وهم يستنجدون بملائكة الرحمة ويتشبثون بهم علهم يقومون بالدور المعهود وتحقيقنا هذا ما هو إلا صرخة في وادي الصمت الذي سيطر على مجريات الأحوال داخل المشفى كثيرا عله يفعل فعله لتقوم الجهات المسئولة بالتحقيق عن ما يجري خلف أسوار المشفى فيما يتعلق بالدعم المقدم من الجهات الخيرية التي تشمل هنا رجل الخير فريد نصرالله ورابطة رفاعة للجميع وما إذا كانا قدما خيرا أم لا لتقرر في مصير العلاقة بينهما وإدارة المستشفى من جانب ولتضع الأمر نصب أعينها لتقوم بدورها كاملا تجاه المرضي الذين يطرقون أبوابها ولا تجعل مصيرهم رهينا بضربة الحظ إن صابت نجوا إن خابت صعدت أرواحهم لبارئها وتاليا ماهي إلا نموذجا لأطفال يطرقون أبواب المشفى طلبا للعلاج لكنهم يخرجون داخل الأكفان بسبب رداءة البيئة وضعف الإمكانيات المتوفرة