ثابت محمد الجاك : مشروع للمحبة والجمال ....

Quote: رجعت من العزاء المقام في النادي السوداني بمدينة دبى كان في ظني أنني قد تمالكت نفسي بالقدر الذي يمكنني من الكتابة لك يا شقيقة الوجع سوما لكنني ما إن جلست حتى أصابني دوار كبير من تزاحم الصور والأشخاص والأماكن ما لشريط الذكريات هذا يثقل كاهل ذهنى المضنى لأجلك ولأجل ضيوفك ( ولأجل نفسي ) - فقد قيل أن في الفضفضة راحة - من أجل كل هذا أحاول **** الزمان منتصف شهر يوليو من العام 1973 أول يوم دراسي لنا في المرحلة الثانوية العامة بمدرسة رفاعة الأميرية ومدرسة رفاعة الأميرية شأنها كشأن مدارس رفاعة يؤمها طلاب رفاعة المدينة وطلاب قرى منطقة شرق الجزيرة، إلا أنها تتميز على بقية المدارس الأخرى بوجود داخلية حكومية للطلاب . في ذلك اليوم تعرفت على ثابت محمد الجاك القادم كـ ( أول ) طلاب مدرسة أم شانق الإبتدائية حجمه الصغير جسمه النحيل ضحكته المجلجلة ذكاؤه الحاد خياله الفنان و( مريخيته ) الصارخة يتوجس الطلاب عادة وهم ( في سنهم الصغيرة ) تلك في الأيام الأولى من الجو المحيط بهم لذلك يلتصق ( غريزياً ) أبناء كل منطقة ببعضهم وأبناء كل مدرسة ببعضهم ربما إستشعاراً للأمان ثابت كان إستثناء دخل في كل المجموعات وأحبه كل الطلاب دخل بيوتنا في رفاعة لكنه سكن قلوبنا وقلوب أهلينا في أول إجازة مدرسية أصر أن يأخذنا نحن أبناء ( رفاعة المدينة ) لزيارة قريته أم شانق لنتعرف على ( الحياة الخصبة ) كما أسماها . لبينا دعوته شخصي والصديق العزيز الحاج وراق والصديق العزيز ياسر عمر الجعلي . كان مقرراً لزيارتنا يومين لكننا قضينا معه ( 13 ) يوماً بالتمام والكمال . ويالها من أيام هل كانت الأيام كريمة وهى تنفلنا معاً في رحلة أخرى لرحاب مدرسة رفاعة الثانوية ؟؟ ثلاث أعوام أخرى من الصداقة الجميلة الصافية كلماته الوضيئة التي تزخر بها مكتبته ليست نابعة من فراغ إنها نبض ثابث بلا رتوش وبلا تذويق وبلا تجمل .....