أبيى من يكذب على من؟

Quote: قلنا بعيداً عن الإدعاءات والأسباب ليس استهانة بالمسببات وأهميتها لتحريك الفعل أي فعل كان . لكننا نقف على تداعيات فعل استراتيجي- (الحروب التي تخوضها الدول ليست خبط عشواء)- عرض حياة المواطنين للخطر قامت به دولة ذات سيادة ومسئولة تجاه مواطنيها الذي من أوجب واجباتها رعايتهم وحماية أرواحهم على أقل تقدير ضمن حدود إقليمها السياسي الأمر الذي يعني في هذه الحالة جميع أراضي السودان بحدوده الجغرافية القديمة. ومناقشة الأسباب في هذه الحالة عادةً يكون المقصود منها معرفة وإدراك حقيقة ما جرى وكيف جرى ومن قام به ومتى و لماذا وذلك لتحديد المسئول وإحضاره ليقف أمام الجهة القانونية المنوط بها محاسبته على فعله. وأظنك توافقني الرأي بأن إثارة مثل هذه الأسئلة الآن يعد نوعاً من أنواع (الجس بعد الضبح) اللهم إلا إذا كنت تدعو إلى تحقيق دولي و عدالة دولية ومحكمة دولية أنت على استعداد أقله أخلاقي (هذه المرة) لدفع مستحقاتها سواء أنت أو النخبة المتسلطة التي تنصب نفسك مدافعاً عنها وهذا إن لم تكن (بفكرك ومصالحك) أصيلاً فيها. فالأمر جلل والخسارة فادحة ، فقد وقع المحظور وبكل (الرعونة) التي غذتها غريزة الانتقام و التشفي، اشتعلت الحرب على طريقة (سارتانا) لا يرحم و (سارتانا) هذه المرة هو الجيش الحكومي الذي عاد سيرته الأولى أداة في يد النخبة الحاكمة تسلطه لخدمة أهدافها المعلومة غير أبهة بالدمار الذي من الممكن إحداثه. عليه يمثل الذي طرحنا أعلاه وبكامل العدل والمسئولية الوطنية هو طرح أسئلة قصد من محاولة التعاون على إجابتها التنبيه من خطورة ما يجري من تصعيد وإثبات أن حقيقة مفادها أن ما جرى ليس فعلاً وردة فعل قام به جهاز (منفلت) من أجهزة الدولة بل هو فعل إستراتيجي أُعد سلفاً و وضعت خططه و حُدد موعد تنفيذه. والمطلوب من (العقلاء ) هذه المرة ليست مساندتنا بل الابتعاد عن (اللفح) والتسطيح وبذل الجهد الفكري اللازم لفهم ما جرى بقصد التبصر و منع قيام الحرب الشاملة التي خبرنا ويلاتها ولاستدامة السلام وصون بقاء واستمرارية الدولة السودانية بشقيها.