احالة مدير هيئة الحج والعمر ة الى التحقيق .. ( الاهداء الى المدافعين عن احمد عبد الله )

Quote: مدير الحج والعمرة... (أركز) حسناً فعل الدكتور أزهري التيجاني وزير الارشاد والأوقاف وهو يتخذ قراراً بإيقاف مدير الحج والعمرة على ذمة التحقيق، فالتجاوزات المؤسفة التى كشف عنها البرلمان تستحق أن يحاكم مقترفوها فى ميدان عام ليست لأنها فساد فى ممارسة المسؤولية فحسب، ولكن لأنها ذات صلة بمؤسسة تمثل معبراً لركن الطاعات وقداسة الشعائر، فالحج والعمرة ليست سوق الأوراق المالية، ولا (سودانير)، هي جهة يفترض في شاغليها أن يكونوا على قدر المسؤولية والنزاهة وتوخي الصدق والأمانة فى أداء المهام التي من المفترض أن يكون الحافز لإنجازها التقرب إلى الله، ومن العسير على الفهم أن نتحدث عن تجاوزات وفساد في من اختارتهم الدولة ليكونوا على قمة المسؤولية فى مرفق يرتبط بشعيرة الحج. الغريب فى الأمر أن مديررهيئة- غفر الله له - أدمن الظهور عبر الصحف ليقول فى كل يوم إنه باق فى المنصب لأنه معين بواسطة جهات عليا وليس الوزير الذي أمر بإيقافه، ونسي الرجل أن هذه الجهات إستوعبته فى هذه المسؤولية بتوصية من وزير الأوقاف، ولا أظن أن الجهة التي عينته ستكون حامية لشخص تدور حوله شبهة فى مؤسسة مثل الحج والعمرة. تمنيت أن يدافع المدير عن نفسه إزاء ما أثير من إتهامات حول آلاف التأشيرات التي تسربت إلى السوق، وعن إمتيازات البعثة التى قال تقرير اللجنة البرلمانية، إن منسوبي الهيئة يتحصلون عليها من غير وجه حق، وعن الفرق في العملة بين السعر الذي تشتري به الهيئة من بنك السودان وبين السعر الذي يتعامل به الحاج. خاصةً وأن التصرف بغير أمر الحاج يحتاج إلى فتوى شرعية وتمنيته أن يفسر لنا (فزورة) أن تكون الهيئة حاجزاً بين المواطن وبنك السودان لتتحصل على فوائد ملغومة بالشبهة، يتحدث مدير الحج والعمرة عن أنه باقٍ ولا يكلف نفسه مجرد التعليق على حديث نائب رئيس اللجنة الإجتماعية بالبرلمان، الذى قال إن تجاوزات الهيئة ترقى إلى مستوى الفساد. كنت أتمنى أن يستقوى الرجل بأدائه وكتابه، وأن لا يعول كثيراً على الإحتماء خلف العناد استقواء بمن جاءوا به، وتمنيت أن يترك (البتابت) وأن (يركز) للتحقيق حتى يتبين من الأمر ما يقنعنا بسلامة ملفاته ونزاهة أدائه أو العكس، ولكنه اختار طريق العناد والتصريحات العنترية التى لن تقنع المواطن الذى ينتظر نتائج التحقيق. من المهم أن يدرك المسؤولون أننا فى عصر تتسابق فيه المعلومات لتصل إلى المكان الذى تريد، عالم لا يعرف مراكز النفوذ ولا يعترف بـ (الغطغطة) ومحاولات الإختباء خلف العناد والبطولات الشخصية، والأجدى أن يستمر وزير الإرشاد والأوقاف فى سياساته الرامية إلى تطهير الأداء فى وزارة تمثل روح الناس وتنظم صلتهم بالعبادة والإنتماء لقداسة الدين الحنيف . إعتذار كنت قد وعدت القراء بالإستمرار فى الكتابة من ميدان التحرير والتعليق عن أحوال (أم الدنيا)، فالحقيبة ملأى بالكثير المثير الخطر، ولكن تطورات الأحداث في الداخل جعلتني أخلف الوعد، على أمل الإيفاء به خلال الأيام المقبلة، إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة التى دارت وتدور رحاها فى أبيي، كما أن سخانة البرلمان الذى إستمر فى نشاطه المحموم لمحاربة الفساد وملاحقة المفسدين حاصرتنا بتطورات مهمة تستوجب التعليق مثلما فعلنا أعلاه.