يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2011, 04:44 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    في سبيل الإجابة على سؤال "الهوية " 4-4"

    [email protected]


    ماهية الهوية ثم أشكالها ومستوياتها ومآلاتها؟.


    إستنادآ إلى تصوري لتجليات المجتمع المدني السوداني وجدليته مع الدولة والذي قلت به لدي الحلقة الماضية (رقم 3). أستطيع أن أقول أن هناك ثلاثة مستويات للهوية. هوية قيمية وهوية رؤيوية وهوية زمكانية. والهوية الزمكانية هي الهوية الكلية "الشاملة". وقد سبق أن بينت أنني أعتقد أننا إن لم نتعرف على طبيعة المجتمع المدني السوداني وعلاقته بالدولة لن نستطيع أن نجيب على سؤال الهوية بالصورة المثلى. وتأتي ضرورة التعرف على طبيعة المجتمع المدني السودان من حيث المبدأ لإعتقاد مني بأنه لا يوجد مجتمع مدني واحد يحمل نفس الصفات والمواصفات ويتمظهر بنفس النسق والمنوال لا في الريف ولا في المدينة. كما أن المجتمع المدني يبقى على الدوام متباينآ و متمايزآ بين زمان وزمان ومكان ومكان "في الدول المختلفة". المجتمع المدني عندي مثل بصمات الأصابع لا يتكرر مرتين ولا يتطابق ابدآ في اللحظة التاريخية المحددة. ومن هنا رأيت أنه لزامآ علي أن أتلمس طبيعة المجتمع المدني السوداني وتجلياته المختلفة كما جدليته مع الدولة قبل أي تلمس مباشر لموضوعة الهوية كجوهر أو كفاعلية إجتماعية. لا يوجد شيء إسمه الدولة يقوم بمعزل عن المجتمع المدني والعكس صحيح. هناك ثلاثة مستويات تعيش في جدل مستمر أي تشكل بعضها البعض: القيم الإجتماعية + اللوائح (وهي عندي خلاصة الدين والثقافة والتجربة الإنسانية العلمية والعملية) والرؤى الشتيتة للعيش المشترك "الآيدولوجيات" والرؤية الموحدة للعيش المشترك وهي الدولة "رؤية موحدة للعيش المشترك في نسختها المثالية" (عقد إجتماعي).

    المجتمع المدني يتشكل على الدوام من بنيتين: بنية تحتية "قيمية" وبنية فوقية "رؤيوية". البنية التحتية تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل الدولة. مرة ثانية الدولة تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل البنية التحتية وذاك ما أعنيه على الدوام بجدلية المدني والرسمي أي المجتمع المدني والدولة". إنها دائرة تدور في محيطها.

    مع علاقة هذا بالهوية؟. ليست علاقة فقط بل تلك عندي هي الهوية ذاتها!. كيف؟.

    الهوية عندي بمعناها السوسيولوجي تكون هي شعور الفرد الذاتي المحض بالإنتماء العضوي لجماعة ما ايآ كانت تلك الجماعة في إطار "زمكان" ما، أيآ كان ذاك الزمكان. بنفس القدر هي تصور الآخر للآخر في إطار جماعته الحقيقية أو المتصورة وزمكانه المحدد.

    ونستطيع بشكل عملي أن نقول أن هناك ثلاث إشراقات يمكن أن يعبرها الناس في الواقع وعلينا الوعي بها موضوعيآ، وهي: حالة الإنتماء للبنية المدنية التحتية "الأصيلة" المفردة، حالة الإنتماء للبنية المدنية الفوقية المفردة وحالة الإنتماء للدولة = إتحاد البنيات المدنية مجتمعة في "زمكان" محدد. وهي بدورها تعتمل ثلاث حالات للهوية أو تمثل ثلاث مستويات للهوية:
    1- هوية قيمية من قبيل "أنا جعلي أو دينكاوي (قيمية جسدانية أو فروسية) أو صوفي تجاني أو عضوء كنيسة أنجيلكانية (قيمية غيبية أو روحانية) أو عضوء نقابة أطباء السودان أو عضوء الجمعية السودانية لحماية البيئة (قيمية موضوعية أو عقلانية) وهي هوية غالبآ ما تكون بالإصالة.

    2- هوية رؤيوية من قبيل " أنا شيوعي أو إتحادي ديمقراطي أو بعثي أو ناصري أو حزب أمة أي أنا أنتمى إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك" وهي هوية غالبآ ما تكون بالإكتساب.

    3- هوية "زمكانية" أي وطنية من قبيل "أنا سوداني أي أنا أنتمي إلى رؤية موحدة للعيش المشترك وهي هوية تاريخية غالبآ ما تكون أصيلة ومكتسبة في ذات الأوان.!.

    ويمكن للفرد أن يشعر بشكل تلقائي أو يحدد لنفسه بشكل واعي قدر لا حد له من الهويات "القيمية" إضافة إلى إحتمالية إنتمائه إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك في مقابل الهوية الكلية الزمكانية "الدولة" أي الوطن.

    والشعور بالهوية الوطنية قد يتأتي تامآ أو ناقصآ أو منعدمآ بحسب الفاعلية الموجبة أو السالبة للدولة على هوية/هويات الفرد الذاتية. وبلغة أخرى فإن شعور الفرد بإنتمائه للدولة "الرؤية الموحدة للعيش المشترك" ينبني بشكل جوهري على طبيعة تأثير الدولة على إنتماءات الفرد للبنيات المدنية محل هويتيه القيمية والرؤيوية. وعلى قدر طبيعة تأثير الدولة من حيث السلب أو الإيجاب يأتي شعور الفرد أو الجماعة بإنتماء تام أو ناقص أو منعدم للدولة "الوطن".

    إذن عندما أقول "مثلآ" أنا جعلي أو دينكاوي تلك هوية قيمية وعندما أقول أنا إتحادي ديمقراطي تلك هوية رؤيوية ذاتية وعندما أقول أنا سوداني تلك هوية زمكانية. وتلك عندي جميع المستويات الممكنة للهوية في حدود ما يسمى ب "الوطن". والمستويان الأولان يشكلان المستوى الآخير وهو المستوى الشامل "الزمكان" أي الرؤية الموحدة "الكلية" للعيش المشترك "الوطنية". وعليه تكون الهوية عملية دينامية لا حدود لسيرورتها ولا صيرورتها.


    الشعور الذاتي بالهوية:

    قلنا أن هناك ثلاثة مستويات للهوية بحسب هذا التصور. هذه المستويات الثلاثة ليست بسيطة أو مسطحة وإنما كل منها ينعم بتعقيد كبير في النوع وفي المقدار كما أنها في جدل دائب مع بعضها البعض وفي مور لا يهدأ له بال. وهن:

    1- الهوية القيمية... الهوية القيمية هي قاعدة الهويات وأسها، تليها
    2- الهوية الرؤيوية (تتشكل على أساس الهوية الأولى) وتنتهي ب
    3- الهوية الزمكانية (تتشكل على قاعدة الهوية الثانية) وتمثل خلاصة الهويات.

    1- الهوية القيمية
    تستند الهوية القيمية على ثلاثة منظومات قيمية رئيسية تقوم فوق كل منها تمظهرات إجتماعية بعينها غالبآ ما تكون مكان ولاء صارم للفرد كالقبيلة والطائفة الدينية والنقابة العمالية. وتلك هي أمثلة حية للبنيات التحتية للمجتمع المدني. ولكل تمظهر مدني أصيل "تحتي" هدف محدد يقوم على أساسه . هذا الهدف على الدوام، هو: (البقاء أو/و المعاش أو/و الأمن أو/و الرفاهية) وفي سبيل هذا الهدف تتشكل القيم الإجتماعية في ثلاثة منظومات رئيسية في السودان (بحسب ملاحظتي الذاتية) تقف هذه المنظومات القيمية خلف مجمل تمظهرات المجتمع المدني الأصيلة "التحتية" في السودان. وتمثل سببآ جوهريآ في تنوع تمظهرات المجتمع المدني وتمايزها عن بعضها البعض، وهي:
    1- منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" 2- منظومة قيم الروحانية "الغيب" و 3- منظومة قيم العقلانية "الموضوعية". (مع الوضع في الحسبان إختلاط وتشابك القيم). راجع المقال السابق (رقم 3) من هذه السلسلة.

    هل عند حد الهوية القيمية تتوقف الهوية أي تنتهي أو ينتهي الشعور بها؟.

    الإجابة بنعم صحيحة ... غير أن الإجابة بلا تكون هي الأصح!.

    لماذا؟. قد يكتفي أحدهم بالشعور بكونه جعلى أو هدندوي أو دينكاوي أو فولاني (هوية قيمية فروسية) وقد يكتفي أحدهم بكونه قادري أو شاذلي أو سماني أو أنجليكاني (هوية قيمية روحانية) وقد يكتفي أحدهم بكونه حداد ليس إلا، ينتمي إلى جماعة الصنايعية على سبيل المثال (هوية قيمية موضوعية). غير أن دروب الهوية لا تنتهي في العادة عند هذا الحد بحكم الضرورة. هناك معضلة عظيمة تجابه الإنسان وهي مشكلة "الآخر" مشكلة تجابهها البشرية في كل زمان ومكان منذ أن إختار الإنسان بحكم الضرورة العيش في تجمعات بشرية كبيرة. إذ أن النوباوي على سبيل المثال سيجد نفسه على أحتكاك مادي بالمسيري والفوراوي بالزقاوي والجعلي سيجد نفسه في لحظة ما على إحتكاك مادي بالشايقي والدنقلاوي من ناحية الشمال وبالفونجي من ناحية الجنوب. عندها هناك أمر ما لا بد أن يحدث!. نستطيع أن نضعه في صيغة سؤال هو سؤال "العيش المشترك"؟. عند هذا السؤال يتشكل وعي جديد. تتشكل بالضرورة بذرة رؤية لكيفية العيش المشترك فوق قطعة جغرافية من الأرض "هي أرض الفونج والجعليين" على سبيل المثال.

    وعلى أساس هذا الوعي الجديد تتشكل هوية جديدة لا تجب الأولى بل تقوم فوقها وتستند عليها كلية. إنها الرؤية الذاتية للعيش المشترك. تستطيع أن تسميها مذهب يعتنقه الأفراد أو رؤية أو آيدولوجيا وهي في زماننا هذا تأخذ صيغتها العملية في شكل الأحزاب السياسية. ذاك هو المستوى الثاني للهوية (إتحادي، أمة، بعثي، عدل ومساواة، جبهة إسلامية، حركة شعبية وحزب شيوعي) على سبيل المثال. تلك هي أمثلة للرؤية الذاتية للعيش المشترك وتبقى في نزوع مستمر الى أن تتحول إلى نظام صارم عبر كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة عبر التراضي "الوفاق" أو العسف المادي حتى تتحول في نهاية المطاف إلى دولة فأكون أنا جعلي عبدلابي وذاك سناري فونجي ننتمى إلى رؤية موحدة للعيش المشترك عبر التوفيق بين رؤآنا "الذاتية" ودون المساس بهويتنا العرقية (القيمية) تحت مسمى "السلطنة الزرقاء" أو كما كان يسميها أهلها. وذاك هو المستوى الثالث والأخير للهوية "هوية زمكانية" . وإلتماسي لمملكة سنار كمثال لا يجب أن يربك محتوى الفكرة المجردة لكونها في تقديري صالحة لجميع اللحظات التاريخية في السودان. (ملاحظة هامة: أتحدث عن التمظهرات الجسدانية (القبيلة) والروحانية (الطائفة الدينية) كثيرآ هنا، كونها هي الصورة الغالبة للتجليات الإجتماعية التحتية الفاعلة في السودان وبغض النظر عن رأينا القيمي فيها).

    تلك محاولة مني أولى لمقاربة سؤال الشعور بالهوية كما تشكلها في حيز الوجود ودون أن أتحدث عن صراع الهوية. وعندما أتطرق إلى صراع الهوية في سانحة أخرى سنجد أن الهوية الواحدة "المفردة" تبقى في توتر مستمر ونزاع مستمر في ذات كتلتها ومع هويات الآخرين. فلقيم قد تحارب بعضها البعض والرؤى الذاتية للعيش المشترك تفتك ببعضها البعض في سبيل تحولها إلى رؤية موحدة للعيش المشترك "دولة" ولا ينتهى الأمر بتشكل الدولة ففي كل مرة تبدأ دورة جديدة. وقيم تموت وأخرى تحيا ورؤى تموت وجديدة تنبعث من العدم وتنهتك الرؤية الموحدة للعيش المشترك مرات ومرات فتكون مروي ثم المقرة وتخرب سوبا وتنهض سنار وهلمجرا.

    2- الهوية الرؤيوية

    قلنا أن الهوية تتشكل في ثلاثة مستويات أو قل تقوم في ثلاثة مستويات على الدوام وهن: المستوي القيمي والمستوى الرؤيوي والمستوى الزمكاني. وسبق أن تحدثنا عن المستوى الأول للهوية مع محاولة تلمس المستوى الثاني لكن دون تعمق في الفكرة. وأبدا هنا من جديد بالمستوى الثاني من مستويات الهوية وهي ما أسميه بالهوية "الرؤيوية".

    من أحد معاني الرؤية هو "الفكرة". وهو ما يعنيني من معاني الكلمة. والفكرة المعنية هنا عملية جدآ نجدها في سؤال العيش "المشترك؟" كما أسلفنا الحديث. والعيش المشترك أمر جلل!. يبدو أن الناس لا تستطيع أن تتعايش فوق رقعة جغرافية واحدة يتضاجعون، يتناسلون، يتبادلون المنافع وينظمون شئون حياتهم الكثيرة ويكتبون الشعر دون فكرة ما محددة يتواطئون عليها "رؤية كلية للعيش المشترك" = دولة. من أين تأتي هذه الرؤية الكلية؟. تأتي بحكم الضرورة. يشارك في تأسيسها قدر كبير من الجماعات وفق رؤاهم الذاتية لكيفية العيش المشترك ومن المحتمل أن تنتصر جماعة واحدة لرؤيتها الذاتية وتفرض شروطها بالكامل على مجمل الجماعات الأخرى عبر العسف المادي وحده كما حدث في المملكة العربية السعودية عام 1932 ومصر عام 1952 وهو ذاته الأمر الذي حدث في تونس والجزائر وليبيا وسوريا والمغرب والجزائر ودول أخرى أفريقية وأسيوية عديدة ويحدث في السودان منذ العام 1989 وإستمر حتى الآن ويبقى السودان في زمان الثورة المهدية أسطع مثال لفرض رؤية ذاتية واحدة مفردة للعيش المشترك لتكون رؤية كلية عبر العسف المادي وحده. وهو مثال ليس ببعيد في محتواه عن ما فعلته الجبهة الإسلامية بعد استيلائها على السلطة السياسية عام 1989.
    إذ أن الجبهة الإسلامية في السودان انتصرت لرؤيتها الذاتية للعيش المشترك عبر العسف المادي وحده وصيرتها رؤية كلية للعيش المشترك (دولة) قهرآ ودون إعارة أي إنتباه للرؤى "الذاتية" الأخرى العديدة التي بدورها لها وجهات نظر مختلفة لكيفية العيش المشترك فوق الرقعة الجغرافية المسماة سودان "مليون ميل مربع". ماذا جرى وماذا يجرى الآن بعد ما فعلت الجبهة الإسلامية فعلتها تلك لهو أمر ساطع الوضوح.

    كيف تتشكل الرؤية الذاتية؟.

    تتجلى من ضرورة العيش المشترك وتنبني بالضرورة على خلفية منظومة قيمية "هوية قيمية" وتبقى في نزوع مستمر إلى أن تصبح رؤية الجميع أي رؤية كلية للعيش المشترك أي دولة. وبطريقة عجلى كل هوية رؤيوية تبقى في مسعى دؤوب كي تصبح هوية كلية "زمكانية".
    والرؤية المعنية قد يسميها الناس أسماء مختلفة وانا لا أتحرج بل ارى أن من أدق أسمائها المحتملة تكون: آيدولوجيا!. وهذا هو فهمي للرؤية الذاتية للعيش المشترك "الآيدولوجيا". وأبدا هنا بالإجابة على سؤال محتمل عن ما أعنيه ب"آيدولوجيا" ثم أقدم سردآ مقتضبآ لكيفية تشكل الآيدولوجيا "رؤية ذاتية للعيش المشترك صادرة من جماعة مدنية ما، من كانت".


    الرؤية الذاتية للعيش المشترك = الآيدولوجيا؟:

    يجوز أن نقول أن الآيدولوجيا هي مجموعة الأنساق الفكرية التي تحدد رؤية مجموعة من الناس للواقع. تمام. هذا من الناحية النظرية. انها نسق فكري "مثالي" في مقابل الواقع "المادي". أليس كذلك؟. ويبدو أن هذا " النسق الفكرى" هو المتحول في المعادلة في مقابل الثابت وهو النسق المقيم "المادي" = الواقع. الواقع المادي = الإنسان كعظم ولحم والطبيعة بمعناها العريض. ولهذا تختلف الآيدولوجيات والواقع واحد على الدوام. كل ذلك من الناحية التجريدية. والكلام يمكن أن يذهب بلا حدود. لكن كيف تفعل الآيدولوجيا فعلها في أرض الواقع؟. هنا نستطيع أن نلتقي في المحك. من المؤكد أن الآيدولوجيا ليست شيئآ إعتباطيآ وإنما في الغالب هي مخلوق في مقابل هدف ملموس. هذا الهدف عندي يتمحور حول "العيش المشترك". لدرجة ان منظومة "آيدولوجية" واضحة المعالم مثل الماركسية يكون بشكل مستمر مرادفها "الشيوعية" أو الشيوعية العلمية بما يعنيه الإسم من دلالات تتمحور بدورها حول "العيش المشترك".

    أعتقد أننا يسهل أن نتفق مبدءآ في أن الآيدولوجيا هدفها يكون في محاولة الإحاطة "الموضوعية" بالواقع.

    وبعد دا؟. يعني بعد ما نفهم الواقع كيف يتنزل فهمنا على الأرض؟. فالآيدولوجيا ما هي إلا نتيجة نشاط ذهني "تراكمي" يقود إلى مسلمات نظرية تتحدث عن أفضل السبل لمعالجة مشاكل الإنسان في إطار حيزه الزماني والمكاني. أي بقاءه ومعاشه وأمنه ورفاهيته في مقابل الطبيعة والآخر.

    وعليه تكون عندي الآيدولوجيا هي رؤية ذاتية للعيش المشترك (رؤية جماعة مدنية محددة) في مقابل الرؤية الكلية للعيش المشترك (الدولة). أي رؤية ذاتية للعيش المشترك نازعة إلى أن تكون رؤية كلية للعيش المشترك. وقد تعتمل هذه الرؤية "الآيدولوجيا" معالجات شتيتة لسايكولجي الفرد لكنها في الاساس هي عملية ترويض الناس في خضم حراكهم الهيكلي واللا هيكلي على العيش المشترك في "زمكان" محدد. أي الربط الواعي للمجتمع المدني بالدولة. بحيث لا تكون الدولة بشئ في نهاية المطاف غير رؤية موحدة للعيش المشترك وفق رؤية " آيدولوجيا" واحدة منتصرة عسفآ أو سلمآ أو رؤى "آيدولوجيات" شتيتة متحدة عضويآ ومنتصرة سلمآ أو عسفآ. (طبعآ أنا هنا أتحدث عن فهمي الخاص للآيدولوجيا أو بالآحرى إستخدامي للمصطلح في قراءتي للدولة والمجتمع المدني).

    وعليه يكون عندي أي رؤية في جدل مع الدولة هي آيدولوجيا حتى لو رآها البعض بدائية أو غير مكتملة "النسق الفكري". والحكم بالبدائية أو قصور النسق الفكري لآيدولوجيا محددة دائمآ ما يكون مجرد وجهة نظر ذاتية متعالية غالبآ ما تكون منطلقاتها بدورها آيدولوجية. فالمهدية آيدولوجيا والميرغنية آيدولوجيا والشيوعية آيدولوجيا واللبرالية آيدولوجيا و"العدل والمساواة" آيدولوجيا و"الدستور الإسلامي" آيدولوجيا والسودان الجديد آيدولوجيا و "كوش" آيدولوجيا و "الوطنية-الإتحادية" آيدولوجيا و "السودان لكل السودانيين" آيدولوجيا وهكذا الأمر.

    سأضرب بعض الأمثلة وسأستعين مبدءآ بمثال عارض لكنه في غاية الأهمية عندي لكارل ماركس في طريق محاولة مقاربة معنى "منظومة القيم" ومصطلح "آيدولوجيا".

    حاول ماركس في مرة من المرات أن يقول للناس ما يعنيه بكلمة آيديولوجيا من خلال ضرب الأمثال. فقد استخدم تشبيه قلب الصورة في غرفة سوداء، وهي العملية الإبتدائية لفن التصوير. وعليه فإن الوظيفة الأساسية للآيديولوجيا هي: استنساخ صورة معكوسة للواقع (انتهى تشبيه ماركس).

    ويجوز عندي مبدءآ أن يفهم المرء أن هدف إستنساخ تلك الصورة المعكوسة للواقع، هو: محاولة فهم الواقع نظريآ. ومن ثمة العمل على إستيعابه أو/و تطويعه أو/و ترويضه أو/و تحويره أو/و تزييفه في صحنه الموضوعي أو ميدانه المادي. غير أن ذاك الهدف "الأولي" ما هو إلا الجزء التقني أو الفني من الصورة.

    فالهدف النهائي للآيدولوجيا بما هي آلية منتجة عمدآ بقصد إستيعاب أو/و تطويع أو/و ترويض أو/و تحوير أو/و تزييف الواقع، هو "أي الهدف النهائي" هو: إضفاء قدر أكبر من المشروعية لفعل مجموعة "منظمة" إجتماعية محددة في إطار المجتمع المدني الكلي وفي مقابل الدولة. وزيادة على ذلك محاولة إدماج الكل في الجزء بوسائل في الغالب ما تكون تعسفية.

    وان صح هذا الإعتقاد، تكون الآيدولوجيا هي الخاصية الجوهرية للبنيات الإجتماعية المدنية الفوقية "الجماعات و الأحزاب السياسية" لا البنيات المدنية الأصيلة "التحتية" (أي لا أحداث ومنظمات المجتمع المدني). كون وظيفة الآيدويولوجا الأولية هي إنتاج صورة معكوسة للبنيات الإجتماعية المدنية الأصيلة في سبيل الهدف الذي سقناه آنفآ. وبلغة أخرى فوظيفة الآيديولوجيا في الأساس هي الربط الواعي للمجتمع المدني "ببنياته الأصيلة" مع الدولة. كما أن الآيدولوجيا في البدء تكون بمثابة "سديم" الدولة.).


    كيف تتشكل الآيدولوجيا "الرؤية الذاتية" عمليآ؟.

    (القيم "التمظهر الأصيل".. ثم الآيدولوجيا "التمظهر الفوقي" .. ومن ثمة فالمصلحة المجردة "الدولة"


    قلنا أن لا تمظهر مدني تحتي يكون ممكنآ إلا في حالة توفر ثلاث عوامل في ذات الأوان ودون نقصان: 1- قيم 2-هدف و 3-لائحة (اللائحة تعني الإطار النظري للهيكل ويمكن أن تكون مبتدعة أو مكتسبة أو موروثة "مكتوبة أو غير مكتوبة").

    وعلى هذا النحو نستطيع رؤية أي تمظهر مدني أصيل أي تحتي من الداخل أي يمكننا قرائته وتشخيصه ومعرفة مرجعيته ومآلاته.

    التمظهر الأصيل ينتج تمظهر فوقي بغرض الجدل مع الدولة والتمظهر الفوقي ليس بشئ غير حاضنة الآيدولوجي (سديم الدولة) والدولة في الاساس تقوم عند نقطة تلاقي المصالح/تعارضها أي مكان تقاطع "أهداف" التمظهرات المدنية الأصيلة. لهذا لا تشبه الدولة أي شئ آخر غير التمظهرات المدنية الاصيلة السائدة أي المنتصرة (على الدوام) إلا في حالة غزو من خارج حدودها الجغرافية والقيمية وهذا ما حدث مرتين في تاريخ السودان القريب وأدي الى تدمير شبه تام لبعض البنى الإجتماعية التحتية "الأصيلة" التي كانت سائدة (منتصرة) وطاح بدولتها. مثل الفونج في حالة الغزو التركي وقبيلة التعائشة في حالة الغزو الإنجليزي مما أدى بهما الى حالة شبه إنزواء في التاريخ. كما أديا (الغزوان) الى تخلق أشكال مدنية جديدة لم تكن معهودة قبل الغزو الأول وتوطدت أكثر بعد الغزو الثاني وتلك التمظهرات الجديدة المستندة على القيم الجديدة الوافدة مع الغزو، تتجسد في "النقابة" (تمظهرات المدينة) وهنا يتكشف القدر الأعظم من سر الصراع بين الريف "ذو القيم الأصيلة" مع المدينة "ذات القيم الوافدة. (هناك تفصيل أكثر حول هذه النقطة نهاية هذا السرد).

    القيم والآيديولوجيا والدولة:

    لننظر مرة أخرى الى المنظومات القيمية الثلاثة عارية ثم نمتحن تجسدها (تمظهرها الأصيل) في الأرض عمليآ ولنحاول أن نتحسس كيف تتخلق الأشكال المدنية الفوقية (الآيدولوجيا) بضرب الأمثال الحية.

    القيم عارية:

    1- قيم الجسدانية (الفروسية): الرجولة والشجاعة والأمانة والكرامة والشرف والمروءة والشهامة والكرم.

    2- قيم الروحانية (الغيب) : الزهد والتواضع والإتكال على الله.

    3- العقلانية (الموضوعية) : الموضوعية والإستنارة والإنسانية والنظافة والنظام والإدخار.

    القيم متجسدة (متمظهرة) بمراعاة الترتيب أعلاه:

    1- قبيلة الرزيقات (أو للدقة إحدى عشائرها) هي تمظهر أصيل لقيم الفروسية

    2- طائفة الختمية هي تمظهر أصيل لقيم الغيب

    3- مؤتمر الخريجين هو تمظهر أصيل لقيم الموضوعية


    التمظهرات الأصيلة "في الأمثلة الثلاثة أعلاه" تنتج أو تغذي بنية فوقية (آيديولوجي) بمراعاة الترتيب السابق:

    1- حزب الأمة هو تمظهر فوقي للقبيلة (بمراعاة المثال أعلاه حصريآ)

    2- حزب الشعب الديمقراطي (إئتلف لاحقآ مع تمظهر "نقابي" فوقي "مديني" بقيادة الأزهري إسمه الوطني الاتحادي) فأصبح الإسم الجديد الحزب الإتحادي الديمقراطي. هو تمظهر فوقي للطائفة.

    3- الحزب الشيوعي السوداني + جبهة الميثاق + الوطني الإتحادي (الأزهري) هي تمظهرات فوقية للنقابة (النقابة كرمز لتمظهرات المجتمع المدني المديني الأصيلة "التحتية).



    3- الهوية الزمكانية

    المعني الحرفي لكلمة "الزمكان" طبعآ معروف وهو أن الزمكان دمج فيزيائي لكلمتي الزمان والمكان والمقصود من حيث المعنى لحظة زمنية ما طويلة أو قصيرة تتمدد فوق مكان جغرافي ما بما يحتويه من بشر و كائنات أخرى حية وأشياء وأحداث.

    وأنا أصطحب هذا المعنى في معيتي بتصرف عندما أقول الهوية الزمكانية. ولن أكرر ما قلته سلفآ تفصيليآ ولكن وجب التذكير بالضرورة أن الهوية الزمكانية المعنية تتشكل إنبناءآ على هوية أو هويات رؤيوية تحدثنا عن كنهها بإستفاضة أعلاه. مرة ثانية الهوية الرؤيوية في حد ذاتها لا بد أن تقوم على هوية قيمية. القيم والرؤى مرتبطتان ارتباطآ حاسمآ بالزمان والمكان، يعيشان في جدل مستمر مع الزمكان. الزمكان بما هو لحظة زمنية "تاريخية" ومكانية "جغرافية" نستطيع أن نسميه الوطن. ذاك هو المعنى!. فالهوية الزمكانية هي ذاتها الهوية الوطنية. وعندي أيضآ أن كلمة وطن كلمة مرادفة لكلمة دولة. والدولة هي الرؤية الموحدة "الكلية" للعيش المشترك في نسختها المثالية. أقول هذا إحترازآ كوني إستخدمت وسأستخدم كل هذه الكلمات المختلفة ذات المعنى الواحد في مواقع مختلفة في مناسبات مختلفة من كتابتي هذي.

    إذن بكل بساطة الهوية الزمكانية هي الهوية التي تتشكل من هويات رؤيوية "ذاتية" تقوم بدورها على هويات قيمية. وبهذا المعنى تكون الهوية الزمكانية في طورها المثالى هي الهوية الكلية/الجامعة أي الرؤية الكلية للعيش المشترك.

    هل تستقر الهوية الزمكانية عند لحظة تمام تشكلها النهائي كخلاصة للهويتين القيمية والرؤيوية؟.
    الإجابة حتمآ، لا!.

    والسبب بسيط وهو "الزمان". فإن كان المكان ثابت من حيث هو قطعة أرض فإن الزمان متحرك كالرمال الزاحفة تعرى هذا المكان وتغمر آخر وهكذا. وقلنا أن القيم والرؤى مرتبطتان بالزمان إرتباطآ عضويآ. ويجوز أن أقول مجازآ أنهما مكان الرمل من زحف الزمان!. لا إستقرار. لا شيء يستقر. ولو أن شيئآ يستقر لكان حفيد أركماني في القصر الجمهوري بالخرطوم هذه اللحظة يحتفل بالألفية الثالثة لثورة أبادمك "الإله رأس الأسد" إله الحرب.

    إذن لماذا تتحرك "القيم" مع الزمان وما علاقة ذلك بالدولة؟.

    لا ننسى أن منظومات القيم التي نتحدث عنها (البنية الإجتماعية التحتية) لا تقوم في الفراغ وانما تقوم في مقابل هدف واضح ومحدد هدف كلي مركب وهو: "البقاء والمعاش والأمن والرفاهية". هذا الهدف ثابت على الدوام لا يتغير أبدآ غير أن وسائل تحقيقه تتغير وتتبدل بشكل مستمر مع الزمان مما يقتضي تحوير وتبديل وتغيير في منظومات القيم يلحقه تلقائيآ تغيير في البنى الإجتماعية التحتية. و أي حدث يحدث سلبآ أو إيجابآ في المنظومات القيمية (البنية التحتية) يؤدي بشكل تلقائي إلى ردة فعل مباشرة في المستوى الثاني من البنية الإجتماعية "الفوقية" وهي بنية الرؤى. ونتيجة لذلك وكما هو منطقي ينعكس كل ذلك الحراك على الرؤية الكلية للعيش المشترك "الدولة" كون الدولة تقوم على البنية السابقة عليها. تتشكل القيم من جديد تتشكل الرؤى من جديد تتشكل الدولة من جديد. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية في نسق جديد. والأمر أكثر تعقيدآ من هذا كون جدلية القيم والرؤى والدولة لا تمضى على الدوام بهكذا نسق بل قد يحدث في لحظة ما إستثنائية العكس تمامآ بحيث تتشكل الدولة تتشكل الرؤى ثم تتشكل القيم. أي تتشكل الهوية الزمكانية أولآ ثم الرؤى ثم القيم. عندي أنها دائرة تدور في محيطها. هذا بإقتضاب. قد أعود في وقت لاحق بمزيد من الإضاءة ما لزم الأمر.

    المعادلة المعتادة على الدوام هي أن تتشكل القيم تتشكل الرؤى تتشكل الدولة. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية في نسق ما. تموت القيم تموت الرؤى تموت الدولة. تتشكل القيم من جديد تتشكل الرؤى من جديد تتشكل الدولة من جديد. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية في نسق جديد. وهكذا تكون على سبيل المثال مروي ثم المقرة وعلوة فسنار. وتكون بالطبع تلك التموجات "الزمكانية" مشحونة بملايين الهويات القيمية والرؤيوية.

    في مرات نادرة تتعقد تلك المعادلة إذ يحدث في لحظة ما إستثنائية العكس تمامآ بحيث تتشكل الدولة "الزمكان" أولآ ثم تتشكل من بعدها الرؤى فلقيم.
    هل دا حصل في الواقع؟. نعم!. حصل في السودان عام 1821 وحصل مرة ثانية عام 1899!.

    في عام 1821 جاء إبن محمد على باشا "إسماعيل الذي قتله حرقآ المك نمر". إبن محمد علي باشا صنع "زمكان" بالإيد الشديدة، عبر العسف المادي وحده. زمكان لا علاقة له بالرؤى السائدة حينها ولا القيم الإجتماعية. فصنع دولة ثم لحقتها رؤى جديدة للعيش المشترك وتبع ذلك تخلق قيم جديدة رويدآ رويدآ. هي قيم العقلانية قيم المدينة قيم الرأسمالية قيم الفردانية. قيم غير معروفة بالكامل قبل دخول إبن محمد على باشا للسودان. هذه القيم الجديدة هي القيم التي تشكل وعي سكان المدن حتى اليوم و وعي ما يعرف بالمثقفين على مر تاريخ السودان الحديث وتخلقت نخبة إجتماعية جديدة عندها قيم إجتماعية جديدة ورؤى جديدة تواكب الحياة الجديدة التي فرضها الواقع الجديد وبرزت للوجود رويدآ رويدآ طبقة الأفندية التي تم تشكلها النهائي لدى الغزو الثاني "الإنجليزي".

    وقد نلاحظ الآن بجلاء أن كل الذين كتبوا عن المجتمع المدني السوداني في الوقت الراهن اعتبروا الغزو "التركي المصري" هو بداية تخلق المجتمع المدني السوداني وبلا إستثناءات تذكر!. وهو بلا شك انحياز آيدولوجي واضح ولو جاء صادرآ من اللاوعي!.وعندي أن المثقف السوداني على مر تاريخ السودان الحديث وأيآ كان موقعه الرؤيوي (يمينآ أويسارآ) هو إبن الغزوين. ولهذا السبب يكاد الكل يجمع على أن "المجتمع المدني السوداني" هو وحده المجتمع الذي يقوم على قيم الموضوعية "المدينة". وذاك بالقطع أمر يتضمر الإقصاء للريف بشكل فظ وواضح كون المدينة الحديثة في السودان هي بنت الغزوين "قيم وافدة" في مقابل الريف ذو القيم الأصيلة. وعندي قناعة أنه خطأ معنوي ومنهجي جسيم أنبنت عليه مسلمات لا حدود لها من السوء!. ما يهمني هنا هو أن الزمكان بطريقة أو أخرى يستطيع أن يأتي سابقآ على الرؤى والقيم. وما تلي عام 1821 هو خير دليل. إذ بعده بدأت دورة جديدة للشعور بالهوية "الزمكانية" وتشكلت طبقة إجتماعية جديدة تقوم بشكل شبه كلي على قيم جديدة هي قيم الموضوعية قيم "أنا" لأول مرة في تاريخ السودان (تلك لحظة التواصل "السوداني" العضوي الأصيل مع العالم الرأسمالي الجديد الذي تشكل في أوروبا الغربية إبان الثورة الصناعية وما تلاها).

    الهوية القيمية غير محدودة لا في النوع ولا في المقدار. غير أن الهويتين الرؤيوية والزمكانية تبقيان مفردتان لا تتعددان في المعتاد. إذ أنني أستطيع أن أشعر بأنني جعلي أو دينكاوي "قيمية فروسية" وتجاني "قيمية غيبية" وعضو الجمعية السودانية لحماية البيئة "قيمية موضوعية"، كل ذلك في نفس الوقت. فالهوية القيمية وهي أس الهويات غير محدودة. . لكني لا أستطيع أن أكون ماركسي وأنادي بالدستور الإسلامي في ذات الأوان، غير منطقي، وهو المستوى الثاني للهوية. الهوية الرؤيوية هوية مفردة. بذات القدر فإن الشعور بالهوية الزمكانية مفرد لا يتعدد في المعتاد. فعندما أقول أو أشعر بأنني "سوداني" فليس من المحتمل أن يعتريني في ذات الأوان ذات الشعور تجاه أثيوبيا مثلآ. وتلك هي الهوية الزمكانية.

    وعليه يستطيع المرء على سبيل المثال أن يكون جعلى أو نوباوي تابع للطريقة الشاذلية عضو الجمعية السودانية لحماية البيئة هلالابي ضد المريخ (هويات قيمية) رئيس فرعية الحزب الشيوعي بالحصاحيصا معارض للمؤتمر الوطني (هوية رؤيوية ذاتية) وسوداني (هوية زمكانية). وتلك هي جميع المستويات الممكنة للهوية في إطار "الزمكان". طبعآ هذا بحسب ملاحظتي الذاتية للواقع والوقائع!.

    وبهذا أكون قد انتهيت من محاولة شرح فكرتي تقنيآ لماهية الهوية. وتبقى علي ما لزم أن أتحقق من كيف تجري الأمور في الواقع المعاش. ولو بشكل مجمل كون التفاصيل تبقى غير محدودة.

    (هناك حلقة أخيرة لم أعمل على إكمالها بعد تتحدث عن صراع الهويات)

    محمد جمال الدين
                  

العنوان الكاتب Date
يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-04-11, 04:37 PM
  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-04-11, 04:38 PM
    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-04-11, 04:40 PM
      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-04-11, 04:44 PM
        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-04-11, 08:08 PM
          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف aydaroos05-05-11, 07:15 AM
            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف aydaroos05-05-11, 08:08 AM
              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 08:39 AM
                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف aydaroos05-05-11, 09:30 AM
                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف Kabar05-05-11, 10:30 AM
                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 01:34 PM
                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 02:09 PM
                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 03:20 PM
                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 03:28 PM
                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف Nasr05-05-11, 04:37 PM
                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عمر عشاري05-05-11, 04:39 PM
                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 05:16 PM
                              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 05:35 PM
                                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 05:56 PM
                                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-05-11, 08:30 PM
                                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-06-11, 00:44 AM
                                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عبدالغني محمد الحاج05-06-11, 01:05 AM
                                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-06-11, 09:18 AM
                                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عبدالغني محمد الحاج05-06-11, 01:01 PM
                                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-06-11, 01:39 PM
                                              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف آدم صيام05-06-11, 03:56 PM
                                                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-06-11, 05:36 PM
                                                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-06-11, 07:26 PM
                                                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-07-11, 11:34 AM
                                                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-09-11, 08:56 PM
                                                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-10-11, 10:55 AM
  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عبدالغني محمد الحاج05-13-11, 04:23 AM
    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-13-11, 01:53 PM
      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عبد المنعم ابراهيم الحاج05-14-11, 00:50 AM
        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-14-11, 02:25 PM
          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-15-11, 01:44 PM
            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف سعد مدني05-16-11, 02:49 PM
              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-16-11, 06:25 PM
                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-17-11, 02:36 AM
                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عبد المنعم ابراهيم الحاج05-17-11, 04:06 AM
                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-17-11, 04:12 PM
                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-17-11, 10:09 PM
                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عبد المنعم ابراهيم الحاج05-18-11, 00:22 AM
                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف قصي مجدي سليم05-18-11, 01:09 PM
                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف سعد مدني05-18-11, 10:31 AM
                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-18-11, 01:49 PM
                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-18-11, 02:42 PM
                              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-18-11, 02:49 PM
                                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-18-11, 10:06 PM
                                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-19-11, 00:32 AM
                                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف قصي مجدي سليم05-19-11, 03:09 PM
                                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-19-11, 04:22 PM
                                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-20-11, 11:36 AM
                                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-20-11, 09:59 PM
                                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف قصي مجدي سليم05-21-11, 10:51 AM
                                              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-21-11, 02:22 PM
                                                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-21-11, 02:33 PM
                                                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-21-11, 04:45 PM
                                                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-21-11, 09:30 PM
                                                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-21-11, 10:32 PM
                                                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف عبد المنعم ابراهيم الحاج05-22-11, 02:04 AM
                                                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف قصي مجدي سليم05-22-11, 02:38 PM
                                                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف قصي مجدي سليم05-22-11, 03:07 PM
                                                              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-22-11, 08:57 PM
                                                                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-24-11, 01:18 PM
                                                                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-24-11, 01:51 PM
                                                                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-24-11, 05:02 PM
                                                                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-25-11, 00:47 AM
                                                                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-25-11, 01:17 AM
                                                                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-26-11, 00:14 AM
                                                                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-26-11, 02:04 PM
                                                                              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف محمد جمال الدين05-29-11, 04:56 AM
                                                                                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين05-30-11, 11:07 PM
                                                                                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين05-30-11, 11:26 PM
                                                                                    Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-04-11, 03:35 PM
                                                                                      Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-18-11, 00:57 AM
                                                                                        Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-22-11, 07:06 PM
                                                                                          Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-22-11, 09:13 PM
                                                                                            Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-24-11, 06:19 PM
                                                                                              Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-24-11, 11:32 PM
                                                                                                Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-26-11, 01:42 AM
                                                                                                  Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر محمد جمال الدين06-28-11, 10:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de