ألف وجه للشريعة ..

Quote: و لقد يخيل للمرء عندما يستمع للمناظرات، و الجدل بين الجماعات الاسلامية ، حول الشريعة ، أن الأمر ليس سوى صراع حول المنهجية الدينية، بحثاً عن الحق الذي به النجاة يوم القيامة.. و لكن ما لا يغيب عن بصر الناقد الواعي أن صراع الأسلامويين حول (من هو الأصح تطبيقاً للشريعة،و الأحق بها )، هو في الحقيقة صراع سياسي بغيته هي انتزاع نوع من الحصانة السياسية ، أو قل (القداسة) للجماعة الأسلامية ، تلك القداسة التي تبدأ بتقديس الشريعة، و رفعها فوق النقد، و التقييم، باعتبارها محض الحق الموحى به من الله تعالى إلى نبيه، و أنها الكلمة الأخيرة في دين الله التي لا يطالها دثور، و لا يعتريها تجدد ... مروراً بتقديس ذلك الوجه الايديولوجي المحدد، من الشريعة، الذي تقدمه الجماعة، أو الحزب، باعتباره الوجه الوحيد لذاك الجسد، بل إنه هو عين الشريعة ، فلا جسد، و لا وجه... و النهاية المنطقية هي القداسة، و الحصانة لأصحاب هذا الوجه، و دعاته الذين يزعمون لأفكارهم مطابقةً للحق، و احتكاراً له،

Quote: واؤيد ما ذهب اليه من تجاهلك للعوامل المشتركة لما تراءى لك من وجوه متعددة وهي تعتبر خطوط حمراء يكاد يكون متفق عليها هذا الخط نعلم ان لك فيه رأي واضح،

Quote: الأخ الكريم عماد موسى.. بدءاً دعني أعبر لك عن تقديري ، و محبتي لشخصكم .. واقع الأمر أننا لا نعرف بعضنا بشكل مباشر ، و لكن ، عندما خرجت من المعتقل في يونيو الماضي ، قمت بالتنقيب عن ما كتب في الأسافير تفاعلاً مع قضايانا ، و مع الاعتقال بوجه خاص .. و لقد أثلج صدري تواجدك المكثف ، و الإيجابي ، في الحملة الداعمة ، و المتعاطفة معي ، و بقية الزملاء المعتقلين .. ذلك رغم المسافة الفكرية الشاسعة بين ما ينتمي إلينا جميعنا من فكر .. و هذا ما يعطي الأمل بفرصة التلاقي بين الأفراد ، على قاعدة الحق ( الإنساني) ، بمعزل عن انحيازاتهم ، و انتماءاتهم .. و مما يقرب بيينا أيضاً ، ما أعلمه من الصداقة بينكم ، و بين شقيقي ، و صديقي ، محمد الأبوابي . هذا مدخل كان لا بد لي من أبدأ به اعترافاً بالفضل لأولي الفضل .. فمرحباً بك ، و لي عودة للتعقيب على مداخلتك الضافية..

Quote: و هذا فهم مبذول في أدبيات الفكر الجمهوري .. و لكن .. هذا بالنسبة لي ، أيضاً وجه من وجوه الشريعة ، إذ أنه لا يقول بسقوطها ، بل بتطويرها استناداً على نصوص القرآن .. فبين (تطبيق الشريعة )، و (تطوير التشريع ) ، عندي ، اختلاف مقدار .. و أيضاً ، أرى ، بأنه لا يملك حصانة ، و لا مطابقة ، تمنحه سلطاناً على الناس .. إلأ جدالاً بالتي هي أحسن ..

Quote: هل افهم من هذا انك تقول ان ما (سطرته) الفكرة الجمهورية "قابل" للنقد والأخذ والرد؟ شكرا

Quote: ما أردت التعبير عنه ، هنا ، هو أن كل وجوه الشريعه المطروحة على الساحه ، بما فيه ( طرحنا ) ، هي معالجات إنسانية ، لذلك الجسد من الشريعة الذي يدعي الجميع بأنه يمثله تماماً .. فهي ، و إن ادعى أصحابها التعبير الناصح عن مرامي السماء ، فواقع الأمر، أنها أرضية ميه الميه ، ، و بصمة العقول ، و انفوس فيها واضحة ، بدليل الإنشطارات المتكررة داخل الوجه الواحد ، و التي أوصلت الأمور إلى هذا التعدد الألفي .. لذا فعندي ... لا حصانه لأحد ... و ليس لأحد ، شهادة مختومة تدلنا على أنه صاحب الوجه الحق ..

Quote: أنا أعتقد بأنا مقصرون في أمر مهم ، و هو المحبة .. محبة الآخر .. مشفوعة بحب الخير ، له .. و الصدق في ذلك .. أي حب الهدى ، و الصلاح ، له .. دون وصاية .. أي المحبة التي تجعلني أهديك ، صورة الحق ، كما أتصوره ، و أزعم تعرضي له .. أهديك إياه دون تشويه ، أو تشويش.. أي بلا من و لا أذى .. ( إنك لن تهدي من أحببت ) .. فليس أحدنا بقادر على أن يحدث تحويلاً فكرياً ، إنقلابياً ، في عقل أخيه .. فالأمر معقد جداً ، و متعدد العوامل ، و لا يمتلكه إلا الله .. لذا ، و الحالة هذه ، فحسبنا أن نعطي بعضنا صورة ناصعة ، و غير مشوشة للحق ، كما نراه .. و أن نجتهد في ذلك ما وسعنا الوسع .. تلك الصورة كفيلة بأن تجعلنا ، على الأقل ، نفهم ، كيف يفكر بعضنا .. كيف يرى الآخر الأمور .. هذا الفهم سيعمل ، و في المدى البعيد ، وبشكل تراكمي ، على تطوير ( الرؤية الكلية ) ، عند كلا الطرفين ، و تصحيح الأفهام ، و يؤدي إلى لقاءات ، ربما تتوجت بالإلتقاء الكامل ..

Quote: أنا أعلم أن ذلك التصور عن ( المطابقة ) ، هو ملمح فكري لكثير من الجماعات الدينية ، إذ أنه لا يستقيم لها التماسك النفسي ، بدون هكذا عتقاد بأنهم لا يقولو ( إلا ما قال الله، و رسوله) .. و لكن الأزمة ، تبدأ بوجود (آخر ) ، يدعي المطابقة أيضاً .. ما العمل .. إن ادعاء المطايقة ، و الإصرار عليه ، و التعصب في مجاله هو ما لج بالبعض إلى الشطط الذي حلل لهم ما حرم الله من قتل النفوس ، و ما جامع الجرافة ببعيد ، و ليس هو بالمثل العزيز ..

Quote: و ما جعلني أتذكر تلك الدراما، هو أنه فجأة تداعت لذهني(وجوه) مختلفة لشيء مفترض أنه (واحد )، ألا، و هو الشريعة الإسلامية.. فإذا بظاهرة الألف وجه تبدو متطابقة، تقريباً...

Quote: كما لايخفى عليك أن هناك "أصول" يتم الرجوع إليهاعن التنازع أو الافتاء : القرآن..كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..فهم السلف والإجماع.. القرآن..كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..فهم السلف والإجماع.. ما هو أصل..أو عقيدة..أو إجماع..فهذا ليس ولا ينبغي أن يكون فيه نزاع، وإلأ لكان المنازِع مجادِلا..أو منكِرا لهذه الأصول .. وحينها تنتفي "الأرضية" التي يمكن الانطلاق منها للحوار.

Quote: والغريب يا د.الأبوابي أن الذين يدخلون الإسلام ويتذوقونه-وإن جاءوا من رحم وقمة الحداثة ..وانحدروا من دول تشرّبت العلم والحضارة..والعصرنة- فإنك تجدهم متجاوبين مع الإسلام-بفهمه السلفي العتيق العظيم-بل ويتماهون مع معاصرةٍ حيوية..لاتجد في مسالكهم وفهمهم تضاربا أو تناقضا..لأنهم عاشوا وخبروا جيدا حياة الجاهلية..فوجدوا الظلّ الظليل بعد لفحات الهجير تحياتي

Quote: و بداية .. دعني أبدي لك رأيي فيما طرحته أنت باعتبار أنه ( أصول ) .. و هي * القرآن.. *كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.. *فهم السلف والإجماع.. سأعود .. و اعذرني ، لطول الفترة ..