صلاح غريبة جديد بالبورد

Quote: صديقك في حوجة لك بحوش بكري... رفقا بهذا الجليل - فسيرته، كما عرفت من هذه المداخلات، مكتوبة بمداد الأناجيل وأحبار النيون اللؤلؤي... أريد أن أحكي قصة حدثت لي مع أسرة عراقية هنا في ألمانية بحكم أنني مترجم محلف. جاءني صديق عراقي أبو أحمد في صباح يوم وذكر لي أن ابنه المولود الجديد قد انتقل إلى رحمة مولاه بمستشفى بألمانيا ولا يريد دفنه بها. فسوف يحمله إلى سوريا ويسلمه لأخيه ليدفنه في مقبرة العائلة ببغداد. ولذا يجب أن أرجأ ترجمة أوراقه إلى أن يعود من مراسم التسليم على الحدود، لانه مقدم للجوء ولا يمكن له، حسب القوانين، تخطى الحدود العراقية. قلت له وهو كذلك يا أبو أحمد، سوف أصبر إلى أن تعود سالما من العراق. سافر أبو أحمد العراق وتمكن من تسليم جثمان ابنه المولود الصغير لأخية سامر. وبعدها رجع، رغم مشقة وعناء السفر، إلى ألمانيا. حينما رجع علم بأن جثمان ابنه قد لقى مقره الأخير بمقبرة العائلة ببغداد، لكنه علم ويا للفاجعة أن أخيه سامر وزوجته وثمانية من ابناءهم قد لقوا مصرعهم برشاشات الجنود الأمريكان والمرتزقة منهم. نعم دخلوا عليهم البيت وهم في أمن يتناولون وجبة العشاء وبدون أدنى مقدمات، فتحت النار عليهم. قال لي كل ذلك وهو على باب بيتي وقد حضر لاستلام الترجمة. هل تتصورن موقفي وشعوري حينها؟ أحسست وكأن السماء انطبقت على الأرض. مهما أصور وأشرح لكم لا يمكن أن أصف لكم الموقف لأن الكلمات لا تدني وهي غير قادرة على التجسيم. حسبي الله ونعم الوكيل... لكن ما لم يدخل برأسي أن رجلا مثل هذا الجليل وبهده السيرة ما زال يرمينا هو وكلابه المسعورة المرتزقة بالسب والتنكيل في أمور تتعلق بوطننا. وكلابه التي تهجم بإشارة منه علينا وعلى كل من عمل في صمت من أجل رفعة السودان؟ أكرر السودان - البلد الأم - هل يمكن أن تفسروا لي هذا الأمر يا إخوتي؟ وفي الختام: وإن أراد الله نشر فضيلة سخر لها من عباده السفهاء ...شكرا له لأنني استملت رسائل من فضلاء محترمين يقولون لولا السب الذي تلقيته من هذا الجليل وكلابه المسعورة لما عرفنا عنك - لذا سوف يكون أمضاءي باسم صلاح غريبة، كما أطلقه علىٌ الجليل في مقال يتهكم فيه علىّ هو وكلابه السعرى - دمتم لرفعة الوطن ودمتم لنصرته والله وكيل على ما أقول