الحملة الالكترونية ضد السيد/ طاهر ايلا المعنى والاهداف

Quote: صحافة مجتهدة.. تلفزيون صامت.. إذاعة أس البلاء..وركود في "سونا" على من تقع مسؤولية ضعف الإعلام في ولاية البحر الأحمر؟! الشيخ صالح الشيخ لماذا وصف وزير الإعلام الاتحادي دكتور كمال عبيد إعلام ولاية البحر الأحمر، أثناء زيارته الأخيرة لبور تسودان، بالفشل وعدم المواكبة في هذا الوقت بالذات؟ وماذا قدمت الوزارة الاتحادية للولاية من دعم وتدريب وتأهيل الكوادر حتى تنتشلها من هذا الوضع المؤلم ؟ ألم يكن هذا الضعف معروفا للجميع ومنذ فترة طويلة، أم أنه ظهر فجأة على السطح؟ أليس من الأجدر انتقاد حكومة الولاية لنظرتها الضيقة والسلبية تجاه الإعلام في الولاية بدلا من انتقاد الأجهزة الإعلامية؟ وفي المقابل ما الأسباب والمعوقات التي تعيق الإعلام الولائي من أداء دوره المناط به؟ هل المشكلة تكمن في الإمكانيات الشحيحة والظروف القاسية التي تعمل بها الصحف والإذاعة والتلفزيون ومكتب سونا ببور تسودان، أم في غياب الكوادر المدربة والمؤهلة وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، أم في تواضع الأجهزة والمعدات الفنية البالية؟ صحف الولاية أولا بالنسبة للصحف التي تصدر من الولاية وهي أمواج وصوت برؤوت وبور تسودان مدينتي، عتقد أعتقد أنها نجحت نجاحا مقدرا في إبراز عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي كان لها دور هام جدا وملموس في تسليط الضوء عليها ومعالجتها وتقديم الحلول والمقترحات بالصورة التي نالت استحسان المواطنين بالولاية، مع الوضع في الاعتبار الظروف الصعبة التي تعمل بها، وأسهمت بالتالي، أي صحف الولاية، بشكل كبير في تناول القضايا الخدمية، خصوصا التي تعاني منها المناطق الريفية، وشكلت عين الرقيب على كافة المستويات، علما أن الولاية كانت سباقة في مجال استحداث تجربة ولائية بعد تجربة "كردفان" لكن البحر الأحمر تميزت بصدور الصحف منذ الثمانينيات والآن بها 3 صحف تصدر بانتظام، وأصبحت لها سوقا رائجة. ومن الإيجابيات أيضا ظهور كتاب وصحفيين جدد وصقل تجارب ومدارس صحفية يتلقى فيها خريجو كليات الإعلام دروسا ميدانية، وانعكس بالتالي إيجابا على الولاية في منافسة الصحف القومية ذات الإمكانيات الكبيرة. لكن بالمقابل هناك بعض المشكلات والظروف الصعبة التي تعمل بها هذه الصحف حالت دون انطلاقها بقوة إلى الأمام، تتمثل في الصدور الأسبوعي وليس اليوم أو النصف أسبوعي للصحف، بالإضافة إلى مشكلات التوزيع والطباعة خارج الولاية ومدخلات الإنتاج وشح الإعلان وغياب العدالة في توزيعه، وعدم توافر الكوادر الفنية المدربة بالقدر الكافي، بالإضافة إلى غلاء الأسعار والوضع المالي والاقتصادي الذي ساهم بدوره في إحجام البعض عن شراء الصحف أو الاكتفاء بصحيفة واحدة فقط، أو الاستغناء عن الخبز! التلفزيون والمرحلة الجديدة يعاني تلفزيون ولاية البحر الأحمر منذ فترة طويلة من مشكلات إدارية ومالية وفنية تتمثل في غياب الكوادر المؤهلة والمدربة والمتخصصة في العمل الإعلامي من صحافيين ومحرريين وفنيين، وعدم توافر الأجهزة والمعدات الفنية اللازمة، والأجهزة الموجودة قديمة وبالية وغير مواكبة، بالإضافة إلى انعدام السيولة اللازمة الإعلان التجاري والاعتماد فقط على الدعم الحكومي المحدود، وعدم وجود مقر مناسب لبيئة العمل التلفزيوني، وألقت كل هذه المشكلات بظلالها على الخدمة، وتوقفت منذ زمن بعيد. وبقدر الشعور بالحزن من أهل الولاية من انقطاع البث التلفزيون من هذه الولاية التي تصنف من ضمن الولايات المهمة، إلا أن ما يسعد المرء أن هناك الآن محاولات حثيثة من جانب المسؤولين لمعاودة البث وتصحيح الأوضاع ووضع الأمور في نصابها، بعد أن شهدت الشهور الماضية حركة دؤوبة، حيث تم تدريب عدد مقدر من العاملين، وكذلك تم استيراد أجهزة متطورة يجري العمل حاليا على تركيبها، كما أن هناك فكرة أن يكون البث فضائيا، وليس أرضيا كما كان في الماضي، علما أن هناك شريحة كبيرة من المغتربين والمهاجرين من أبناء الولاية سيساعد البث الفضائي كثيرا في معرفة ما يدور في ولايتهم وربط قنوات اتصال معهم، خصوصا إذا ما علمنا أن شريحة المغتربين تعاني من فقدان الاتصال مع الولاية، ولم تقم الحكومة أو الجهات ذات العلاقة بأي مجهودات تجاه ربط المغتربين والمهاجرين من أبناء البحر الأحمر بولايتهم. التحية والتجلة للأستاذ سعيد أحمد محمد مدير التلفزيون لجهوده الكبيرة والمقدرة التي يبذلها حاليا في سبيل معاودة البث مرة أخرى، وأتمنى أن أرى قريبا جدا شاشة تلفزيون البحر الأحمر وهي تنطلق بحلة جديدة وزاهية وبتقنية حديثة وكوادر مدربة ومؤهلة. الإذاعة وتغيير الواقع! تعتبر إذاعة البحر البحر الأحمر هي "اس البلاء" في إعلام الولاية بكل المقاييس، فمنذ بداية بثها قبل أكثر من عقدين، لم تتطور خطوة واحدة إلى الأمام، صحيح أن ضيق المساحة المتاحة للبث الأثيري والمحدودة انعكس سلبا على برامجها، لكن عقلية الذين يديرون هذا المرفق الحيوي والهام ليس لديهم الرغبة في التغيير إطلاقا، ولا توجد لديهم أي رغبة في التطوير. يتذرعون بمحدودية الإمكانيات وغياب مصادر الدخل من إعلانات وخلافه، لكن مواطن الولاية أصبح يدرك ويعي تماما أن الخلل يعود إلى غياب الرغبة في التغيير، والضعف في التعامل مع ملف الإعلام، بل أصبحت الإذاعة، خصوصا في عهد مديرها الحالي، بوقا للدعاية والكسب الرخيص. لم يهتم هذا المدير، الذي لا أعرف علي أي أساس تم تعيينه في هذا المنصب، بالتطوير والمواكبة، وفشل في إيجاد مصادر دخل للإذاعة واكتفى فقط بالدعم الحكومي، وأصبحت الإذاعة في عهده، تفتقر إلى البرامج الناجحة والجذابة، هجرها الناس لعدم مواكبتها، فبدلا من أن تقوم الإذاعة بواجبها المناط به من أهداف سامية نبيلة، تتمثل في تنمية إنسان الولاية فكريا وثقافيا واجتماعيا، أصبحت بوقا للدعاية في الدفاع عن الباطل. غاب التخطيط السليم والرؤى الواضحة عن منهج إذاعة ولاية البحر الأحمر، وكنت أتوقع أن يتسم خطابها الإعلامي بالتوازن في توجهاته، بدلا من التطبيل لواقع مر ومحزن مأزوم بالفقر والجهل والمرض والظلم والفساد يعانيه مواطن الولاية، تتجاهل الإذاعة الريف ومشكلاته التي يعاني منها، وتهتم فقط بالمركز وتطبل للتنمية السياحية وإصلاح الكورنيشات، وما لم تمتد يد التغيير إلى المسؤولين عن الإذاعة، فلن ينصلح الحال، وهو ما لا ينسجم مع بيئة واقعها الإبداع ثم الإبداع. نقطة أخيرة أود ذكرها وهي أن الإذاعة فشلت في ربط المغتربين بولايتهم، خلاف إذاعات ولايات الخرطوم والجزيرة والقضارف، ولم تتجاوب مع نداءاتنا الكثيرة لإدخال الولاية عن طريق القمر الاصطناعي "نايل سات" حتى يستطيع المغتربين والمهاجرين من سماع أثير الإذاعة على مدى انتشار هذا القمر. وأيضا تجاهلت دعوات الكثيرين لربط الإذاعة عن طريق الإنترنت ليتمكن الجميع من سماعها!! وكالة "سونا" للأنباء أما بخصوص مكتب وكالة السودان للأنباء (سونا) ببورتسودان، حاليا تعاني من ركود ملحوظ، لم يتم الانتهاء بعد من تركيب بعد الأجهزة، بالإضافة إلى افتقارها للعاملين من صحفيين وفنيين، لكن بعد زيارة وزير الإعلام الاتحادي دكتور كمال عبيد الأخيرة لبورتسودان لحضور ختام مهرجان السياحة والتسوق، تم الاتفاق على تأطير العلاقة ما بين حكومة الولاية ورئاسة الوكالة بالخرطوم، وتنفيذ بعض الالتزامات من قبل الطرفين بالإضافة إلى بعض البنود الخاصة عن طريق الشراكة بينهما، يأتي ذلك في إطار توجه الوكالة لإعادة تأسيس مكاتبها وترقية أداء إداراتها، فكان لابد من جهد مشترك وتنسيق متكامل بين الولاية ورئاسة سونا بالخرطوم بصورة تؤكد الطفرة التي تشهدها سونا في مجال تقنية الاتصالات وتقديم الخدمات الإخبارية والمعلوماتية والصحفية المتكاملة. وبالفعل تم ربط 3 محليات ربطا إلكترونيا عن طريق خدمات "المينوس" وهي طوكر وأوسيف وسنكات، بالإضافة إلى السيرفر الرئيسي بمدينة بورتسودان. ومن المتوقع في حال قيام كل طرف بتنفيذ التزاماته، أن يشهد مكتب "سونا" بعاصمة الولاية طفرة كبرى في تقديم خدمات صحافية وإخبارية ومعلوماتية بمهنية واحترافية عالية.