د. الواثق كمير: أطروحة السودان الجديد ليست ملكاً للحركة الشعبية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2011, 01:18 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. الواثق كمير: أطروحة السودان الجديد ليست ملكاً للحركة الشعبية

    في حوار مع د. الواثق كمير (1ــ2):
    أطروحة السودان الجديد ليست ملكاً للحركة الشعبية

    حوار: التقي محمد عثمان: ٭ ولا ينبئك مثل الدكتور الواثق كمير عن رؤية وبرنامج الحركة الشعبية الشمالية قيد التأسيس، ليس فقط لأنه رئيس لجنة الرؤية والبرنامج حسب القرار الصادر عن القيادة الانتقالية للحركة الشعبية في شمال السودان في اجتماعها الأول فى الفترة من 19ــ 20 مارس، وانما لأن نشاطه فى الحركة كان على الدوام مرتبطاً بالكتابة والفكر والتأليف، فهو صاحب كتاب «جون قرنق رؤيته للسودان الجديد» الذي يطرح صورة شاملة ومتكاملة لرؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان ولقضايا السودان الأساسية في سياقها التاريخي والمعاصر، وايضا هو صاحب أطروحتي «الشماليون بالحركة الشعبية: تحويل الخصوم إلى أصول» و «دعوة للحوار مع النفس: الحركة الشعبية والعودة لمنصة التأسيس». ومن خلال هذا الحوار يتضح أن لجنته لا تحتاج الى كثير عناء لتعرض الرؤية والبرنامج على القيادة الانتقالية للحركة خلال شهر من انشائها كماء جاء في القرار:



    ٭ دعنا نتعرف بدءاً على المنهج الذي تستخدمه اللجنة التي تتولى رئاستها في وضع رؤية وبرنامج الحزب الجديد؟

    ــ اللجنة رغم عضويتها المحددة بـ «8» أشخاص إلا أنها تستعين بأي شخص تراه مناسبا، والاجتماع السابق كان به أكثر من عشرة أشخاص، فالمنهج هو منهج الاستشارة الواسعة مع كل الأطراف حتى خارج الحركة الشعبية. ولدي تصور قدمته في خطاب افتتاحي في الجلسة الأولى وطرحت فيه عدداً من التساؤلات وعرض على عدد كبير خارج الحركة الشعبية، وجاءت إلى العديد من الردود، ولم اقتصر في اتصالاتي على الحركة الشعبية أو المتعاطفين معها، واتصلت بالإسلاميين وكل الأطياف الفكرية وحتى الرأسمالية الوطنية، وكلهم متحمسون، فالمنهج هو الاستشارة والاستفادة من كل الطيف السوداني لتكوين حركة سياسية جماهيرية عريضة. ٭ قلت في حوار سابق معك إن «رؤية السودان الجديد» هي «الماركة المسجلة» للحركة الشعبية التي وفرت الوقود الفكري للحركة وجيشها لقيادة النضال ضد الخرطوم، ولإقامة تحالفاتها داخليا وخارجيا، هل ستستخدمون نفس «الماركة» أم أنكم ستصنعون ماركة خاصة بكم؟


    ـــ أطروحة السودان الجديد ليست ملكا للحركة الشعبية لوحدها، لأنها رؤية تتكلم عن دولة المواطنة السودانية، الدولة التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات ولا توجد تفرقة بينهم على اساس الدين أو العرق أو اللون أو القبيلة، وبالمعنى هذا الرؤية هي نتاج لكل الافكار ولكل الرؤى المطروحة حول تكوين دولة المواطنة السودانية من مختلف الاتجاهات الفكرية. وأنا دائما أكرر أن كل من يؤمن بالسودان الجديد هو حركة شعبية «ولو نظرياً» ولكن ليس كل من فى الحركة يؤمن بهذه الرؤية، وقد أثبت انفصال الجنوب صدق حدسى. وما قصدته بماركة مسجلة أن الحركة الشعبية بترويجها لمفهوم السودان الجديد، خاصة أن زعيمها الراحل د. جون قرنق هو الذي اعطاها زخما وابعادا جديدة وجعلها تدخل في قلوب الناس، وذلك لسبب بسيط، لأنه هو القائد الجنوبي الوحيد للحركة الجنوبية الوحيدة التي قامت في الجنوب وتدعو إلى وحدة السودان من نُملي إلى حلفا.


    ٭ ألا ترى الفشل في تحقيق الوحدة يعتبر خللاً في الرؤية نفسها؟
    ــ لا .. الرؤية صالحة.. والوحدة لم تتحقق لأسباب موضوعية وذاتية، ومن الاسباب الموضوعية ان الحركة نشأت في جنوب السودان والقواعد الاساسية لعملها السياسي والعسكري من جنوب السودان، وجون قرنق كان حين يُسأل حول قومية الحركة الشعبية مع انها انطلقت من الجنوب واغلبية القوة الداعمة لها من الجنوب، يضرب المثل بالرجل الفرنسي الذي سألوه عن لماذا تقبل المرأة على يدها، فقال لا بد ان تبدأ من مكان ما! فالحركة بعد ان انطلقت من الجنوب توسعت عضويتها وضمت جبال النوبة والنيل الازرق وشمال السودان، ولكن الظروف الموضوعية فى سياق التطور التاريخى للحركة الشعبية دفعت بالمطالب والظلامات الاقليمية للجنوب فى مقدمة الأجندة، فقادت إلى حق تقرير المصير الذي ادى الى الانفصال، فى مفارقة واضحة للاستراتيجية الرئيسية للحركة فى أن المطالب الجهوية لا تتحقق إلا عن طريق تغيير السياسات المركزية وإعادة هيكلة السلطة فى المركز، لأن المشكلة الاساسية هي المركز، وقرنق كان يقول دائماً «إن السمكة بتعفن من رأسها وليس من ذيلها»، أما العوامل الذاتية، فمنها أن قيادة الحركة بعد جون قرنق لم تكن لديها القدرة والاستعداد لكي تسير في نفس الطريق وتسلك نفس طرق د. جون قرنق التي يمكن ان تتحقق بها المطالب حتى تصل مرحلة الحكم الذاتي لكن في اطار السودان الموحد أو بالاصرار على اعادة هيكلة المركز وجعله مركزا ديمقراطيا يسمح باستيعاب كل المصالح والمجموعات السياسية، أما الرؤية فلا تتغير بانفصال الجنوب، لأن مضامينها مازالت مطلوبة من حريات وعدالة ومساواة وحقوق مواطنة. فالرؤية لم تفشل لكن فشلت قيادة التنظيم الذي كان يقوم عليها، وهذا هو السبب الذي جعل الرؤية تتعرض للتشويش وللغموض، فالناس خلطت بين شيئين الرؤية كاطار نظري ومفهومي، وبين التنظيم السياسي للحركة الشعبية الذي بادر في لحظة تاريخية معينة الى ان يطبق الرؤية النظرية والاطار الفكري. ولكن يجب أيضا ألا نحمل الحركة الشعبية مسؤولية الانفصال لوحدها، فللانفصال جذور تاريخية تراكمية فى حق كل القوى السياسية الشمالية. أما حق تقرير المصير فهو حق ديمقراطى دستورى مجمع عليه سياسيا، وحق يخص الجنوبيين فقط من عضوية الحركة. وانا لا يمكن ان أقف ضده، انا اقف ضد قيادتي قيادة الحركة لأنها انساقت وراء الدعوة الانفصالية، هذه القيادة التي كانت تقول إن اول طلقة في الحركة الشعبية وجهت نحو صدور الانفصاليين، فموقفي ضد قيادة الحركة، ولكن لا يمكن ان أقف ضد حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.


    ٭ ما هو النهج الذي ستتبعونه في صك رؤية جديدة، هل ستأخذون بعض الأشياء وتدعون بعضها؟
    ــ نحن لن نصك رؤية جديدة، بل نصوغ برنامجا يكون قابلا للتطبيق يستلهم من ويستند على الرؤية، وستظل المطالب الاساسية التي طرحتها الرؤية موجودة، ولكن لا يمكن ان تكون عن طريق اللصق والقطع مثل القصة المعمول بها في الدستور بحذف المواد المتعلقة بالجنوب ولا علاقة لها بالشمال، أي على طريقة الترزية. هذا لا يصح، نحن نراجع بعض المصطلحات والمفاهيم من واقع التجربة، مثلاً مفهوم التهميش دائماً كان المقصود به هو التهميش الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي، بمعنى الاستبعاد من المشاركة المتساوية في السلطة بالنسبة لكل اقاليم وشعوب السودان، ولكن الانطباع لدى الناس أن الخطاب السياسي للحركة الشعبية يعني بالتهميش حاجة طيبة جداً، ولكنه اقتصر على ان الناس الذين لديهم لون مختلف او دين مختلف او سحنة مختلفة هم المهمشون، وهذا في رأيي اضر كثيرا، وبالطبع المفهوم أوسع من هذا، وهو مفهوم مركب بكل ابعاده، وبالتالي ليس هو تهيمش المناطق أو الاقاليم أو الاثنيات خارج اطار المركز، وانما هو التهميش داخل مناطق المركز ايضا، وبالتالي لا بد من اعادة صياغة جديدة لمفهوم التهميش واعادة النظر في الحركة، هل هي وعاء لتجميع شعوب من مناطق الهامش، ام هي تحالف غير معلن بين الشعوب المتأثرة بالتهميش الناتج عن سياسة المركز في سياق التنمية غير المتكافئة وغير والمتوازنة، زيادة على القوى الاجتماعية المختلفة من الشماليين الذين انضموا إلى الحركة الشعبية بناءً على هذه الرؤية القائمة على سودان موحد على أسس جديدة وعلى حقوق المواطنة، وبالاضافة إلى هذه المطالب توجد مطالب خاصة بجنوب كردفان والنيل الأزرق مع الحاجة لتصحيح واعادة مراجعة بعض المصلحات والمفاهيم القابلة للتطبيق.


    ٭ ولكنكم عمليا تنحون منحى الترزية الذي ترفضه، إذا كنت تقبل بعضاً من أطروحة الحركة الاساسية وتفصل على المقاس الذي يستوعب المناطق المذكورة؟
    ــ ما اتحدث عنه لا يعني بأية حال ان نأتي بالمنفستو القديم ونخرج منه الاشياء التي تدخل الجنوب ونترك الاشياء التي تخص الشمال، وانما لا بد من اعادة صياغة البرنامج على اساس يتناسب مع الوضع الجديد.. صحيح ان الجنوب غير موجود لكن سكان جبال النوبة والنيل الازرق جزء لا يتجزأ من الشمال، وسيظلون جزءا من الشمال الجغرافي، فقطاع الشمال لم يكن إلا شكلا تنظيميا، وفي الهيكل التنظيمي الجديد طبعا لن يكون هناك قطاع شمالي.
    وفى هذا السياق من المهم أن ندرك أنه يفترض ويتعين على التنظيم الذى نسعى لتأسيسه والبرنامج الذى نصوغه، استصحاب أجندة السياسة شاملة ثمانية محاور: 1/ ترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الراشد الدستورى القائم على احترام حكم القانون والحريات وحقوق الانسان، 2/ تعزيز شمول inclusiveness الحكم فى الشمال، والاستيعاب السياسى للمصالح والمجموعات المتنافسة سياسيا، مما يستدعى بالضرورة ضمان حرية الممارسة والنشاط لكل القوى السياسية وفقا لأحكام القانون، 3/ إشراك كافة القوى السياسية فى عملية مراجعة دستورية شاملة، والاتفاق على ترتيبات دستورية جديدة، 4/ إجراء مصالحة وطنية شاملة فى شمال السودان وابتداع آليات تشاركية فعالة للمصالحة وتضميد الجراح، 5/ ضمان نهاية سلمية لعملية المشورة الشعبية لمقابلة تطلعات أهل منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتأكيد عليها باعتبارها نموذجا ديمقراطيا وتشاركيا لحل النزاعات فى كل أنحاء البلاد، 6/ الحل السلمى العاجل لقضية أبيى والحفاظ على المنطقة بوصفها جسرا للتواصل بين الشمال والجنوب، والتعايش السلمى بين الشعبين، لكى تقدم نموذجا للاعتماد المتبادل، 7/ التوصل إلى حل النزاع فى دارفور، على ان تلعب الحركة الشعبية دورا إيجابيا قبل إعلان قيام دولة الجنوب فى 9 يوليو 2011م، مما يضمن استدامة السلام والاستقرار فى الدولتين الجديدتين، 8/ محاربة الفساد وتبنى سياسة مالية واقتصادية سليمة لمعالجة الضائقة المعيشية ومكافحة الفقر وتخفيف حدة التفاوت الطبقى.


    ٭ هل سؤال «هوية السودان» من ضمن ما يشغلكم في لجنة الرؤية والبرنامج؟
    ــ الهوية لا تشكل لنا هاجسا كبيراً لأن السودان فيه عدة هويات فى الشمال والشرق والغرب، ونحن ضد حاجة اسمها هوية جامعة، لأن السودان متعدد الهويات. ونحن نتحدث عن ان المواطنة هي التي تحدد هوية كل السودانيين وفخرهم واعتزازهم بوطنهم، السودان المتساوي في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين او القبيلة او الجنس، هذه هي مكونات الهوية، ولا داعي لتضييع الوقت وطاقتنا حول اشياء وهمية تستغل لتحقيق مصالح سياسية.


    ٭ هناك من يتحدث عن أن الهوية حسمت ولا وجود للكلام «المدغمس» بعد انفصال الجنوب؟
    ــ مازال الشمال متعدداً، ومن كان لديه شك كان عليه ان يكون معنا في جبال النوبة في تدشين حملة عبد العزيز الحلو الانتخابية، لكي يرى التعدد على حقيقته والتنوع على حقيقته، حيث توجد مختلف القبائل. وفي الاحتفالات افتتح البرنامج بالقرآن ثم بالانجيل ثم بالكجور، وهذا كله فى ولاية واحدة، فما بالك بباقي شمال السودان الشاسع. صحيح ان عدد الناس الذين يظهر فيهم التنوع قلّ، لكن لا يمكن ان تلغي التنوع في شمال السودان نهائياً، التنوع مازال قائماً وما زال موجوداً، وحتى الجنوب يحتاج إلى إدارة عادلة للتنوع والتعدد القبلي والديني والإثني، وإلى رؤية يمكن أن تجمع جميع الناس وتستوعب هذا التنوع.

    http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=25988
                  

04-18-2011, 11:42 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. الواثق كمير: أطروحة السودان الجديد ليست ملكاً للحركة الشعبية (Re: Nazar Yousif)

    في حوار مع د. الواثق كمير (2ــ2):
    لن نضع على عاتقنا مسؤولية إعادة توحيد السودان

    حوار: التقي محمد عثمان: ٭ ولا ينبئك مثل الدكتور الواثق كمير عن رؤية وبرنامج الحركة الشعبية الشمالية قيد التأسيس، ليس فقط لأنه رئيس لجنة الرؤية والبرنامج حسب القرار الصادر عن القيادة الانتقالية للحركة الشعبية في شمال السودان في اجتماعها الأول فى الفترة من 19ــ 20 مارس، وانما لأن نشاطه فى الحركة كان على الدوام مرتبطاً بالكتابة والفكر والتأليف، فهو صاحب كتاب «جون قرنق رؤيته للسودان الجديد» الذي يطرح صورة شاملة ومتكاملة لرؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان ولقضايا السودان الأساسية في سياقها التاريخي والمعاصر، وايضا هو صاحب أطروحتي «الشماليون بالحركة الشعبية: تحويل الخصوم إلى أصول» و «دعوة للحوار مع النفس: الحركة الشعبية والعودة لمنصة التأسيس». ومن خلال هذا الحوار يتضح أن لجنته لا تحتاج الى كثير عناء لتعرض الرؤية والبرنامج على القيادة الانتقالية للحركة خلال شهر من انشائها كماء جاء في القرار:
    ٭ كيف ستواجهون تحدي أنكم تنطلقون من قاعدة اثنية وجهوية من مناطق محددة إلى حركة قومية، التحدي الذي كنت قد تحدثت عنه في وقت سابق بأن الحركة لم تستطع تجاوزه؟
    ـ هذا كان في الماضي نسبة لطبيعة الحركة، لأن طبيعة الحركة كانت عسكرية، حيث كانت لا تقبل في عضويتها إلا من يتدرب على السلاح، وبعد ذلك ظهر قرار من المؤتمر الاول في 94م يلغي هذا القرار، وجعل الأبواب مشرعة للعضوية داخل وخارج السودان، ومعترفا بالعمل السياسى. وطبعاً التغيير أخذ وقتا، وكانت هناك صعوبات في تحويل الحركة من حركة مسلحة إلى حزب سياسي بعد الاتفاقية.
    ٭ ولكن هناك مقاتلون في المنطقتين؟
    ـــ المقاتلون سيتم تسوية أوضاعهم بحسب بروتوكول الترتيبات الامنية وفقا للاتفاق وتنفيذ مقرارات المشورة الشعبية فى المنطقتين، وهى عملية من المفروض أن تكتمل بحلول 9 يوليو، أو قل بعده. وفى النظام الدستورى الجديد سنكون حركة أو تنظيما سياسيا مدنيا ينادى أصلا بالديمقراطية التعددية، وينافس في كل الانتخابات القادمة، ووسيلة التغيير الاساسية التي سنعتمدها هي الانتخابات، ولا يوجد اصلاً كلام عن سلاح، اما الاوضاع القديمة الناتجة عن الاتفاقية المفروض تعالج قبل 9 يوليو في جبال النوبة او النيل الازرق، وهذه مشكلة لا بد أن تعالج، بينما نحن نعمل على صياغة برنامج الكيان الجديد.
    ٭ المعروف أن الحركة الشعبية استخدمت الصيغة التوافقية التي وفرتها لها اتفاقية السلام الشامل لطرح برامجها وممارسة العمل السياسي على امتداد السودان.. على أية صيغة ستباشرون عمل الحزب الجديد، خصوصا أنكم ستتحولون لوريث شرعي للصراع مع المؤتمر الوطني؟.. وكيف ستتعاملون مع هذا الصراع؟
    ــ الصراع كان دائرا بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني على اساس وجود حق تقرير المصير الذي القى بظلاله على التحرك السياسي وموقف الحركة الشعبية، ونحن جزء منه ولن نكون ورثة، وانفصال الجنوب لا يجعلنا ورثة.. وانا عضو في الحركة الشعبية لمدة «25» عاما تقريباً، فنحن ندخل الصراع السياسي بموجب الموجهات والمرتكزات التي يرسيها برنامجنا ورؤيتنا، لنحقق دولة المواطنة السودانية دون الالتفات الى الجنوب الذي كان يصارع المؤتمر الوطني من أجل أخذ حقوقه من خلال تقرير المصير، وسيصبح دولة جديدة ليس لدينا معها ارتباط عضوي.
    ٭ فقط أنتم حسب التصنيف المتوقع أنكم محاربون للحكومة، وما كان يعصمكم هو اتفاقية السلام وهذه لم تعد موجودة، وتحتاجون إلى صيغة مختلفة عن بقية الاحزاب؟
    ــ كيف يعني نحن محاربون.
    ٭ أنتم الآن في حزب جديد يستند على اطروحة الحركة الشعبية التي من اولوياتها اعادة هيكلة المركز؟
    ــ نحن لا نستند على اطروحة الحركة الشعبية فقط، وانما نستند على الرؤية التى تجمع قطاعات واسعة من السودانيين فى كل أنحاء البلاد، ولا بد من التمييز بين الرؤية كاطار نظري مازال صحيحا وصائباً وقابلا للتحقق، وبين الحركة الشعبية بوصفها تنظيما سياسيا سيعيد تشكيل نفسه بالمثابرة والسعى لتحقيق مشروعه كهدف رئيسي واحد فى إطار دولة المواطنة السودانية الموحدة.
    ٭ يا دكتور ألا تظن انك تحتاج لاتفاق جديد لكي تمارس عملك السياسي؟
    ــ لا لست محتاجا لأي اتفاق، لأن عندي حق دستوري، وانا امارس حقي في شمال السودان باعتباري مواطنا سودانيا، واذا كنت انتمي إلى الحركة الشعبية أو انتمي إلى أى حزب كان، فعندي الحق في ممارسة نشاطى السياسي طالما انه في اطار القانون وفي اطار الدستور. فعلاً نحن جزء من حركة شعبية ومن تنظيم سياسي واحد، وهذا التنظيم شاء جزء من مكوناته «السودانيون الجنوبيون» بإرادته الحرة بناء دولتهم، ولكن هذا لا يمنع أصلاً من أن اظل في الشمال، بحكم انني سودانى أولا، وولدت وعشت حياتى بالشمال ثانيا، وأناضل من أجل تحقيق المشروع الذي فشلت الحركة الشعبية ككل في تنفيذه على مستوى كل السودان.
    ٭ هل من أهداف مشروعكم الجديد اعادة توحيد السودان بعد أن فشل المشروع القديم في هذه الغاية؟
    ــ عندما تضع الاهداف لتنظيم سياسي لا بد أن تكون اهدافاً قابلة للتحقيق، ولا بد ان تكون واقعية، ونحن لا نرفض بل نسعى لاعادة توحيد السودان من جديد، ولكن لا نستطيع ان نضع على عاتقنا المسؤولية، ولن نكون قادرين على ذلك لوحدنا، والذي نسعى إليه ومن خلال اننا كنا مشاركين في بناء الحركة الشعبية ولدينا زمالة لسنين طويلة مع الجنوبيين في الحركة الشعبية، نسعى إلى بناء علاقة مؤسسة ومنظمة استراتيجية بين الدولتين المستقلتين، تبنى وتقوم على الاعتمادات المتبادلة بين الشعبين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، عسى ولعل ان يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى اعادة توحيد البلدين إذا رغب الشعبان معاً. لكن تظل واحدة من الاهداف الكبيرة في اطار تكويننا، ان نسعى إلى خلق العلاقات المتينة بين الشمال والجنوب.
    ٭ سأعود الى علاقتكم مع الجنوب، ولكن كيف ستتعاملون مع الأجواء العدائية وغير المرحبة بكم التي بدأ البعض في صناعتها، وايضا اذا ناصبكم المؤتمر الوطني بالخلفيات القديمة؟
    ــ تعاملنا سيكون عاديا. وبالعمل السياسي العادي الديمقراطي الذي توفره لنا الأدوات الموجودة، سنطرح برنامجنا وسنصارع ونطالب، وسنتعامل مع المؤتمر الوطني والقوى السياسية مثلنا مثل أي حزب آخر، واذا المؤتمر ناصبنا العداء حنشتغل في اطار تنافسي، والاتفاق ان يكون التغيير بالانتخابات، ونحن سوف نستعد للانتخابات، وهذه من الآليات الوحيدة، فقانونياً ودستورياً لا توجد أية جهة تمنعنا إلا بالقوة «كيف بقى حيقولوا لينا امشوا خلوا السودان».
    ٭ بالعودة الى علاقتكم بالجنوب، كيف ستكون علاقة حزبكم بدولة الجنوب اذاً، هل هي مثل علاقة حزب البعث بالعراق مثلا؟
    ــ نهائياً.. ليست لدينا علاقة بالجنوب، غير اننا حزب سوداني مثل المؤتمر الوطنى وحزب الامة والاتحادي الديمقراطي فى الشمال، باختلاف نوعى اننا لدينا تجربة اضافية مع رفاق نضال مشترك من الجنوب، ونرى أن هذه «أصول» ستساعد على تقوية علاقات مستقبلية قوية ومتينة، وسنسعى لصنع علاقات استراتيجية منظمة انطلاقاً من علاقتنا القديمة، ولا أقبل أي تشبيه بالبعث، وهذه الاحزاب انطلقت من خارج السودان، ونحن نتحدث عن دولة واحدة انقسمت، فالظروف مختلفة ولن نكون مثل حزب البعث حتى لو احتفظنا باسم الحركة الشعبية، وربما تكون علاقتنا مثل تلك التي يحاول المؤتمر الوطني تأسيسها في الجنوب باعتبار امتداده هناك.
    ٭ ألا يضعك استنادك على أطروحة الحركة الشعبية في موقف وكأنك تنقل بذرة زرعت في بيئة أخرى، وان مقومات استمرارها توجد في تربة مختلفة عن التربة التي تنوي زراعتها فيها؟
    ــ ليست بيئة مختلفة، أليس الجنوب ما يزال جزءا من السودان؟ البذرة والتربة التي تتحدث عنها في جنوب السودان وهو جزء من السودان، فالتربة ستظل كما هى بالرغم من تغير الحدود الإدارية والسياسية، وبالعكس هذه ميزة إيجابية كبيرة للحركة الشعبية التي تميزها عن سائر باقي القوى السياسية او الاحزاب السياسية، وانها أصلاً نشأت في جنوب السودان والناس لا عقولهم ولا قلوبهم تقبل أن تكون لهم قيادة من الجنوب، ونحن واجهنا صعوبة كبيرة حتى من قبل أسرنا حول الالتفاف حول قيادة احد الجنوبيين، ولكن مع مرور الايام والسنين اثبتنا لهم عكس ذلك، ووجدنا من قبلهم التقدير، وان القرار الذي اتخذناه كان قراراً صحيحاً، لكن بالطبع يوجد شعور بخيبة الأمل والحزن على انفصال الجنوب، وفي تقديري ان الرؤية القادمة من الجنوب ستعطي ميزة ايجابية لمن يستند إليها.
    ٭ هل هذا يعني أنكم ستكونون شبيهين بالاحزاب التي لديها جذور في الخارج كالشيوعيين والإسلاميين؟
    ــ نحن نتحدث عن السودان وعن حزب سوداني أصيل نشأ وتطور فى داخل البلد، ثم أن الانفصال لم يتم بعد فكيف يكون حزبنا من الخارج، فما من علاقة هناك اصلاً، وجون قرنق سوداني. وهذا الكلام لا يصدر الا عن أناس مغرضين وهو كلام غير صحيح.
    ٭ فقط هذا لا يمنع حقيقة أنكم تنشئون حزبا على ما تبقى من الحركة الشعبية شمالاً، سواء أكان ذلك على مستوى التنظيم أو العضوية؟
    ــ نحن لا نستند على بقايا.. نحن جزء لا يتجزأ ولا ينفصل من الحركة الشعبية، وما يتبقى مشروع اسمه مشروع السودان الجديد ونحن جزء منه.
    ٭ كيف سيكون تعاملكم مع الإرث الذي خلفته لكم الحركة الشعبية الأصل.. اعني هنا الإرث التنظيمي؟
    ــ سنتحرر من أي إرث تنظيمي، بمعنى اذا كان في الحركة الشعبية عدم مؤسسية او غياب للديمقراطية او تعصب في القرارات، وسنبنى على الايجابيات دون أن نعتمد على الحركة الشعبية في الجنوب. ونحن الاقوى والاكثر ثراءً من الحركة الشعبية في الجنوب، ولدينا ارث لنضال كبير وقديم نعتمد عليه اكثر من الجنوب.
    ٭ هل ستغيرون اسم الحزب؟
    ــ ستكون لدينا الحركة الشعبية في الشمال بغض النظر عن المسميات، حيث يمكن تغيير الاسماء، وهذا حوله جدل، فبعض الناس يصرون وخاصة في جبال النوبة على الاسم لأنهم مرتبطون به وجدانيا وعاطفيا، ومتمسكون حتى بعلم الحركة القديم، وتوجد شريحة أخرى تقول بتغيير الاسم، وهذه من وجهة نظري ليست مشكلة، ولكن قطعا لن يكون هنالك شيء اسمه قطاع الشمال السابق، والمؤكد لن يكون اسمها الحركة الشعبية لتحرير السودان، لأن مسألة «التحرير» هذه نوقشت، وان كان رأينا ان كلمة تحرير ليست مثيرة، لأن التحرير هو تحرير من الفقر والظلم والتهميش، ولكن لأنه ارتبط بالتحرير من الاستعمار والعمل المسلح وبتحرير الأراضي، ويمكن أن تكون الحركة الشعبية لحقوق المواطنة أو الديمقراطية.
    http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=26051
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de