|
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة (Re: osama elkhawad)
|
"6-أ" سنبدأ بإيراد نص طويل نسبيا لخليل الإمام بطل ثلاثية الفقيه الروائية يحاكم فيه مدينة طرابلس .يقول خليل الإمام "أخذنا السيارة،و ذهبنا نطوف بها في شوارع طرابلس،بحثا عن لحظة اندماج معها،و رغبة في تجديد الوشائج التي تربطنا بها،و كأننا نريد أن نختبر حكمة الأقدار التي اختارتها لنا،و اختارنتا لها.و لكنها ظلت و برغم صلة الدم التي تربطنا بها،تمنحنا وجها مقفلا لا يعد بأية مسرة.مغلقة بأزمنتها.لم تعد قرية و لم تصبح مدينة بعد.لا هي شرقية و لا هي غربية،لا تنتمي إلى الماضي و لا تنتمي إلى العصر.معلقة بين البحر و الصحراء،و بين زمن مضى و زمن لا يأتي،تعيش مأزقها التاريخي،منذ أن تخلت عن طبيعتها القروية و فشلت في اكتساب طبيعة جديدة.انتهى الزمن القديم بأفراحه البدوية،و حلقاته الشعبية التي تعقد في الأسواق و موالد الأولياء وحفلات ختانه و أعراسه،و تيوته المتداخلة المندمجة في بعضها البعض،و قد اكتظت بسكانها الذين يصنعون لكل مناسبة عيدا.و باغتها زمنن جديد لم تكن مهيأة له،أو راغبة في أساليب حياته العصرية،فرفضت الانتماء إليه،و ظلت معلقة بين ماضيها و حاضرها،و لا تجد شيئا تنتمي له أو ينتمي إليها،تنظر بريبة و خوف إلى العالم الذي يحيط بها.أخذت من العصر الجديد شبكات الطرق الاسفلتية التي تحرقها الشمس،و صناديق العمارات التي تسعفها الريح و تتكدس حولها الأتربة،و يسكنها بشر خرجوا من خباء القبيلة و لا يعرفون التعامل مع جيرانهم إلا بمنطق النظرات المذعورة التي تطل من وجه إنسان مشنوق.ثم ركام هائل من الحديد الذي يقذف به البحر على شواطئها كل يوم في شكل سيارات و مصاعد و مطابخ و مدافع و أسياخ تصنع منها منصات الخطابة.و ما عدا ذلك فقد ظل هذا الحديد شيئا لا تقوى على الاقتراب منه،حتى لو أدركت أن بعضه ضروري لاستكمال شكلها الحضاري،فإن قلبها البدوي يرتعب عندما يأتي ذكر الأندية و المسارح و الملاهي و الحانات و المكتبات وقاعات الرقص و مدن الألعاب و مراجيح الأطفال و دكاكين الورد و جمعيات الرفق بالاطفال و الأشجار و الطيور،و مستشفيات القطط و الكلاب ،كبديل لزهدها البدوي و أفراحها القروية القديمة التي انقرضت يوم أن خرج أهلها يحرقون الأشجار و يستبدلونها بأعمدة الأسمنت،ثم قاموا بمسيرة جماعية لنحر جمالهم و استبدالها بحشرات حديدية يركبها الواحد منهم و كأنه نبي تخلف عن عصره و جاء يركب براقه كي يلحق بهذا العصر.(6،235-237).
الواضح من النص السابق ان خليل الامام كان يبحث عن خيوط تمكنه من الاندماج مع المكان،و هو هنا مدينة طرابلس في شكلها التحديثي.و الواضح أيضا أن هذا الاندماج غائب،و غياب الاندماج هو بالضروة اغتراب.إذن ما سبب ذلك الاغتراب؟ هنالك أسباب كثيرة لذلك،و لكن في رأينا ان أهمها هو نموذج المدينة لدى خليل الإمام،و الذي هو المدينة الاسكتلندية أو الانجليزية،إذ انه عاش فيها حين كان يحضر رسالة الدكتوراة عن العنف و الجنس في الليالي العربية.إذن المدينة الغربية هي المقياس في زاوية الرؤية التي ينظر بها إلى مدينة طرابلس بعد التحديث.و هنالك سبب آخر مهم هو الذاكرة الطفولية،أي أحداث طفولته التي قضاها في طرابلس القديمة قبل التحديث.في محاكمته لطرابلس ينطلق خليل الإمام من ذاكرتين:الذاكرة الغربية و الذاكرة الطفولية.و كما ذكرنا فإن ذاكرة الإمام الغربية تشكلت إبان تحضيره لرسالة الدكتوراة،و ذلك التشكل لم ينفصل أبدا عن محاصرة الذاكرة الطفولية له،و عن محاصرة الغرب له بصفة البداوة.تلك المحاصرة بالبداوة نستشفها من أسئلة ليندا له:"ما الذي فعلته بنفسك أيها البدوي؟"(5،29)، "ما رأيك أيها البدوي؟"(5،49)،"ما هذا الذي تفعله أيها البدوي؟"(5،12(.و كان الإمام مقتنعا بصفة البداوة،إذ يقول معلقا على السؤال الأخير"لم يزعجني السؤال"(5،12).و هذا الإقتناع يبدو أكثر وضوحا في تعريفه لنفسه.فقد قال مرة لساندرا"سبق أن أخبرتك بطبيعتي البدوية التي ترفض الإقامة في مكان واحد"(5،143).إذن كان الإمام يعي جيدا أنه بدوي،و يعي أكثر ان لقاءه مع الآخر أي الغرب هو لقاء مع الذاكرة الطفولية،لقاء عنيف مع الأنا،و اكتشاف لقوة البدوي في ذاته.يقول عن رحلته للندن انها كانت مناسبة "لأن أتعرف على هذا البدوي،الذي يحمل ميراث مجتمع ظل لعصور طويلة يخبئ النساء داخل عباءة ثقيلة من التقاليد و القيم المستعارة من عصور الحريم و السلاطين،باعتبارهن مخلوقات هشة ضعيفة،يؤذيها ضوء الشمس،و أفتش عما تبقى من هذا الميراث في وعي و لاوعي الرجل الذي خلع أرديته البدوية،و تخلى عن خيمته،و شياهه،و ناقته،و اكترى مقعدا في طائرة تحط به في أكثر مناطق العالم تحررا،و انعتاقا من سطوة القرون الوسطى"(5،41). في تقديرنا ان ذلك اللقاء مع الآخر،مع الأنا البدوية،ساهم في تشكيل رؤية الإمام لمدينة طرابلس.و من هنا كانت تلك الرؤية واقعة بين ضغط و مقاييس ذاكرتين:الذاكرة الطفولية و الذاكرة الغربية.و لذلك اتخذت طرابلس ذلك "الوضع البيني" في رؤية الإمام لها.فطرابلس عديمة الهوية ترفض الإنحياز إلى إحدى الداكرتين،و لذلك تعيش ما أسماه الإمام "مأزقها التاريخي"،فهي موزعة بينهما،و هي يبينية الموقع:بين الزمن البدوي و الزمن المعاصر،بين الماضي والحاضر،بين الصحراء و البحر،بين القرية و المدينة،بين البداوة و التحديث.فهي قد دفنت الزمن البدوي القديم"الذاكرة الطفولية"،و لم تعثر على الزمن الحداثي "الذاكرة الغربية".إن علاقتها بالحاضر و الحداثة لا تعدو أن تكون علاقة مادية صرفة، و ترتبط بالمظاهر الخارجية "شبكات الطرق،العمارات الحديدية،السيارات،المصاعد،المطابخ..إلخ.
إن ما جرى من تحديث في طرابلس مظهري و شكلي،و هو في جوهره يشكل فقط عملية استبدال "مثلا استبدال الجمال بالسيارات"،و في عملية الاستبدال تلك ظل الجوهر البدوي هو الأساس،هو المسيطر،و هذا ما يسميه الإمام "القلب البدوي".ذلك الجوهر البدوي يتجسد أيما تجسيد في نموذج المواطنين الذين سكنوا طرابلس الحديثة.فتلك السكنى لم تكن إلا ترييفا للمدينة،إذ انتقلت الذهنية البدوية إلى المدينة،و عاش سكان المدينة بعقلية القبيلة مما أدى إلى تشويه الطابع الحداثي للمدينة.يتحدث الإمام في مكان آخر عن "مجتمعات القبائل الصحراوية التي جاءت تسكن المدن،و تصنع شكلا مشوها للعلاقات التي تحكمها قوانين الفضاء الصحراوي،بينما هي تحيا داخل مكعبات الاسمنت"(5،41).ذلك التشوية هو نتاج ما ذكرناه عن تسارع وتيرة التحديث بحيث لم تتح الفرصة الكافية لتكوين سلوك اجتماعي مديني. حسب الإمام فان افتقار التحديث إلى جوهره،يتجلى في عدم استكمال الشكل الحضاري.و في ذلك يرجع الإمام إلى ذاكرته الغربية.فهو يرى أن مدينة طرابلس تعادي الجديد بافتقارها إلى "الأندية و المسارح و الملاهي..إلخ و غيرها من العلامات التي تميز المدينة الغربية.إن الراوي يدين أيضا الطريقة التي تم بها التحديث منطلقا من رؤية بيئية مثل تلك التي لاحظناها عند معمر القذافي.فإقامة التحديث تأسست على التضحية بمظاهر الطبيعة،ذلك ان إقامة العمارات تمت على حساب الأشجار.و يوضح تلك الإدانة في مكان آخر حين يتحدث عن المدينة التي تقتل العصافير و تخنق الأشجار و تحيل الورود إلى بيوت للشاحنات (6،248).
‘ن قمة الأشارة إلى شكلية و خواء التحديث،وردت في حديث الراوي عن تعامل أهل المدينة مع وسيلة من وسائل التكنلوجيا و هي السيارات،يقول معتذرا عن سناء "أعتذر لها ملقيا اللوم على هؤلاء الرجال الذين صارت السيارات وسيلتهم الوحيدة للتنفيس عن لحظات الغضب و التوتر و الكبت الجنسي و القهر الاجتماعي و الاختيارات المفروضة و قبح الحياة في مدينة خاوية مثل صدف حيوان بحري ميت،ملقاة فوق رؤوسها على شاطئ البحر"6،237).
إن الإمام –كما رأينا-يدين تجربة التحديث التي مرت بها طرابلس و يرفضها جملة و تفصيلا،مما جعله منشطر الذات بين أزمنة متداخلة متناقضة و هو يعيش بينها معلقا-كما مدينة طرابلس-مما أدى إلى إصابته بالعلل.إذن كيف واجه الإمام انشطار الذات و تناقضاتها؟ إن حل الإمام تحقق عبر القبول مبدينة طرابلس بوضعتها البينية التي أوضحناها.يقبل الإمام تلك الوضعية "متصالحا مع صناديق الأسمنت،و طرقات الأسفلت،و أكداس القمامة المبتهجة،و أرتال الشاحنات التي تلوِّن الأفق بدخانها الجميل،متواصلا مع الرجل الآخر الذي كان خصامي معه سبب ابتلائي بالعلل و انشطار الذات" (6،257). يبدو حل الأنشطار –عند الإمام-مقترنا بقبول الواقع الردئ و التصالح مع التحديث المشوه و إفرازاته.يتحقق ذلك في القاء سلاح الرفض و النقد و الاحتجاج،و القبول بالقهر و العنف،و الرضى بما يسميه الإمام "الزمن الثالث" أي "زمن السقوط و الفخاخ و الأقنعة و الطحالب،زمن الرعب الجميل ،الجميل، الجميل" (6،258).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-13-11, 07:59 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-13-11, 09:39 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-15-11, 04:21 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | ابو جهينة | 03-15-11, 08:19 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-16-11, 05:25 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | ابو جهينة | 03-16-11, 08:04 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | MOHAMMED ELSHEIKH | 03-16-11, 10:00 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-17-11, 02:01 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-17-11, 03:11 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-18-11, 01:44 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-18-11, 03:09 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-19-11, 05:56 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-19-11, 07:58 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | عبدالله الشقليني | 03-20-11, 10:12 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-20-11, 10:42 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-21-11, 05:41 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-23-11, 03:20 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-24-11, 06:47 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | عزالدين عباس الفحل | 03-24-11, 09:05 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-24-11, 07:39 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-25-11, 10:20 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-26-11, 11:56 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-27-11, 03:25 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-28-11, 06:46 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-29-11, 01:27 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-29-11, 05:54 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 03-31-11, 04:46 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 04-03-11, 05:40 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 04-07-11, 05:56 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 04-10-11, 05:24 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 04-11-11, 01:41 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 05-08-11, 04:39 PM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 05-11-11, 02:22 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعاصر-صورة المدينة | osama elkhawad | 05-24-11, 02:30 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعا | osama elkhawad | 06-18-11, 07:49 AM |
Re: بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي المعا | osama elkhawad | 06-20-11, 10:33 AM |
|
|
|