ازمة الاخلاق في السياسة السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2007, 07:35 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ازمة الاخلاق في السياسة السودانية

    من الواضح وبعد خمسون عاما من الاستقلال..ان الشيء الذي يمارسه جل السودانيين وليس كلهم بالطبع وبمنتهى الوضاعة والابتزال هو السياسة
    رغم ان السياسة علم في كل العالم ولها غايات واهداف وطنية عامة تتجاوز التمحور حول الذات المترفة والمتعجرفة..الا انها تراوح مكانها في الساحة السودانية ويضحى الصراع بين من مارسو الاخطاء الفادحة (وعي السودان القديم) ناس الجبهة الوطنية2007 ويؤذي الشعب السوداني باستمرار.. و بين من يمارسون الاخطاء الجسيمة(المؤتمر الوطني)..صراع عقيم فلا من يعارض الان كان يحكم بمشروع ولا من يحكم الان يحكم بمشروع...وعندما نتحدث عن مشروع سياسي سوداني ...لابد ان يكون يحمل قيم المجتمع السوداني وفي مقاييس العصر اي الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية...
    .........
    ولكن هؤلاء واولئك ينسون اننا نعيش اليوم عصر ثورة المعلومات التي تنبا بها كعب بن زهير قبل الالاف السنين عندما قال
    مهما تكن في امريء ن خليقة
    ان خالها تخفى على الناس تعلم
    لا يجدي فيها كذب الحزب الحاكم ولا اراجيف المعارضة المازومة(معارضة السودان القديم)

    ويوفر هذا المنبر فرصة حية لدراسة االوعي وادوات الصراع الذى ينتمي لفئتي السودان القديم المتصارعتين اعلاه..سواء داخل او خارج السودان ومدى مستوى لوعي عموما للسودانيين في هذه المرحلة الحرجة...وكل اناء بما فيه ينضح...
    ..........
    وتبقي المكابرة وعدم الاعتراف بالاخفاقات المتراكمة عبر السنين والمستمرة الي يومنا هذا..جزء من سيكولجية الانسان السوداني المؤدلج/الوافد اوالذى ورث الحكم صبيا/ احزاب تقليدية...وتحتاج لفصل طويل في علم النفس السياسي..ولمعرفة الاثار المرتبة عن اليسار البائس واليمين المازوم خلال العقود الماضية ابلغ دليل(الامن والتعذيب،الفصل للصالح العام،الفساد المالي والادراي، الملشيات ونشر الموت الرخيص في الهامش،تقويض الدولة المدنية والمرافق العامة،جلب المهددات الدولية)
    ..........ولماذا قلنا علم النفس السياسي..قلنا ذلك لان هناك قاعدة ربانية راسخة تقول (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم)
    فلا يمكن ان تصارع اناس لا اخلاق لهم باللااخلاق..وانت ترى نماذج كثيرة لانتصار الاخلاق غاندي ومانديلا وغيرهم..استطاعت ان تنتصر في اخر السباق ..سباق المسافات الطويلة
    ................
    وبعد هذه المقدمة يجب ان ان اطرح نموذج حي لمستوى رفيع من الاخلاق السودانية جسدتها رسالة الدكتور/فاروق محمد ابراهيم للرئيس البشير...ثم نعود لتفكيك مضامين الرسالة التاريخية والتي تعتبر مرجع لبرنامج الشفافية التي يجب ان يكون بعد مرحلة انتهاء منظومة شمولية فاسدة وفاشلة وفاشية...وهناك رسائل اخرى ايضا....


    Quote: رسالة الدكتور فاروق محمد ابراهيم للرئيس السوداني عمر البشير
    الجمعية السودانية لمنهاضة التعذيب
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1


    د. فاروق أستاذ للعُلوم بجامعة الخُرطوم، وكان من أوائل الذين استهدفهُم النِظامُ في بواكير عهده بتعذيبٍ مُهين.. والأنكى، أن تلميذه - وزميله في الجامعة من بعد- شد. نافِع علي نافِع، كان ثاني اثنين قاما بذلك الفعل القبيح!! أقدما على تنفِيذه بوعيٍ كامِل، لعِلمِهم بالشخصِ المَعني, وهو مُرَبٍ في المقامِ الأوَّل, عَلى يَدِه تعلمت وتخرَّجت أجيالٌ, وقد ظلَّ طوال حياته - وما فتئ- يُمارس السياسة بزُهد المُتصوِّفة.. مثالٌ للتجرُّد والطهر وعفة اللسانِ, مُتصالحاً مع أفكاره ومبادئه.. إن خالفك الرأي، احترم وجهة نظرك, وإن اتَّفقَ مَعَكَ استصوَبَ رأيك.. ويبدو أن هذه الصفاتُ مُجتمعة هي التي استثارَت د. نَافِع في الإقدامِ على تنفيذ فعلته!! وفيما يلي نوردُ النص الكامل لمُذكرته التي أرسلها من مقرِّه في القاهرة، إلى رئيس نظام الإنقاذ.. وترجعُ أهميَّة هذه الوثيقة إلى أنها احتوَت على كل البيِّناتِ القانونِيَّة والسياسيَّة والأخلاقِيَّة التي تَجعل منها نموذجاً في الأدَبِ السياسي, وفَيْصَلاً مثالِياً لقضيَّة يتوقفُ عليها استقامة المُمارسة السياسيَّة السُودانِيَّة, وتعدُّ أيضاً اختباراً حقيقياً لمفهومِ ”التسَامُحِ“، إن رَغِبَ أهلُ السُودان، وسَاسته بصفة خاصَّة، في استمرار العيشِ في ظله.. كذلك فإن المُذكرة، بذات القدر الذي قدَّمت فيه خيارات لتبرئَة جراح ضحايا نظام الإنقاذ, أعطت الجاني فرصة للتطهُّر من جرائمه بأفعالٍ حقيقيَّة، أدناها الاعترافُ بفداحة جُرمِه.. وما لا نشُك فيه مُطلقاً، أن فرائص القارِئ حتماً سترتعدُ وهو يُتابعُ وقائع الجُرمِ، خِلالَ سُطورِ هذه المُذكرة, رغم أن طولِ الجرح يُغري بالتناسي، على حد قول الشَاعِر!!

    القاهرة 13/11/2000م

    السيد الفريق/ عمر حسن البشير
    رئيس الجمهورية ـ رئيس حزب المؤتمر الوطني
    بواسطة السيد/ أحمد عبدالحليم ـ سفير السودان بالقاهرة
    المحترمين

    تحية طيبة وبعد

    الموضوع: تسوية حالات التعذيب تمهيداً للوفاق بمبدأ ”الحقيقة والتعافي“ على غرار جنوب أفريقيا ـ حالة اختبارية ـ

    على الرغم من أن الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن, فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهى الجدية, وأسعى لاستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللآلاف من ضحايا التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها, ولن يكون ذلك طبعا إلا على أساس العدل والحق وحكم القانون.

    إنني أرفق صورة الشكوى التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتاريخ 29/1/1990, وهى تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم, ومحاكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون. تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم وأبنائي الطلبة الذين قاموا بنشرها في ذات الوقت على النطاقين الوطني والعالمي, ما أدى لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها, بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما. وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح, وتوالى سقوط ضحايا التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, فلا يعقل والحال على هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين استبيحت أموالهم وأعراضهم ودماؤهم وأرواح ذويهم, هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة ”كافة“حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.

    إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989م ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصا ملثمين بلا هوية تخفوا بالأقنعة, وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ, والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ, وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتاريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منها لعناية اللواء بكري, فقد جابهني اللواء بكري شخصياً وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي, ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم, كما قام حارسه بضربي في وجوده, ولم يتجشم الدكتور نافع, تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم, عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم, وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة, ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص - كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة. على أي حال فإن المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية, وثبات تلك التهم من ناحية ثانية, يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح أنموذجا يتم على نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب, على غرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقيا.

    قبل الاسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:-
    • أولاً: تم تسليم صورة من الشكوى التي تقدمت لسيادتكم بها للمسئولين المذكورة أسماؤهم بها, وعلى رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج عني بعد أقل من شهر من تاريخ المذكرة. ولو كان هناك أدنى شك في صحة ما ورد فيها - خاصة عن السيد بكري شخصياً- لما حدث ذلك, ولكنت أنا موضع الاتهام, لا هو.
    • ثانيا: أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 إلى طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلاً عن حالة كل واحد منا, تحصَّلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه. وقد أبدى طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط استياءهم واستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق. وكان من بين أفراد تلك المجموعة كما جاء في الشكوى نائب رئيس اتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ صادق شامي الموجودان حاليا بالخرطوم, ونقيب المهندسين الأستاذ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببريطانيا, والدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم, وغيرهم ممن تعرضوا لتجارب مماثلة, وهم شهود على كل ما جرى بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
    • ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ, السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الاتحادي والسيدان محمد إبراهيم نُقُد والتيجاني الطيب زعيما الشيوعي وغيرهم, كلهم شهود بنفس القدر, وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من قادة المعارضة لنفس التعذيب على أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكاوى مماثلة.
    • رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد انتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه, فشاهد آثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة, كذلك فعل كثيرون غيره.
    • خامسا: تم اعتقال مراسل الفاينانشيال تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته, فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقة عن ما تعرضت له وتعرض له غيري من تعذيب, وعن محادثته الدامغة مع المسئولين عن تلك الانتهاكات وعن تجربته الشخصية.

    إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة, ومع أن هذا الخطأب يقتصر كما يدل عنوانه على تجربتي كحالة اختبارية, إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة - لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة.

    أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب على أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة لي للتسوية.

    الخيار الأول
    الحقيقة أولا, ثم الاعتذار و”التعافي المتبادل“ بتعبير السيد الصادق المهدي

    هذا النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقيا. إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه التسوية, ويختلط لدى الكثيرين مبدأ العفو مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي المرفق للسيد عبدالعزيز شدو فإنني أعفو بالمعنى الديني والأخلاقي عن كل من ارتكب جرما في حقي, بما في ذلك السيدان بكري ونافع, بمعنى أنني لا أبادلهما الكراهية والحقد, ولا أدعو لهما إلا بالهداية, ولا أسعى للانتقام والثأر منهما, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون. وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به برغم المعاناة وفى ذروة لحظات التعذيب. إن العفو لا يتحدد بموقف الجلاد ولا بمدى بشاعة الجرم المرتكب, وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامى ويرفض الانحدار لمستنقع الجلادين, فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم. فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدى ندما حقيقيا على ما ارتكب من إثم, واعتذر اعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامى يكون أقرب إلى الاكتفاء بذلك وإلى التنازل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به, بهذا يتحقق التعافي المتبادل. هذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي ارتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.

    إنني انطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخذهما العزة بالإثم, أن يعترفا ويعلنا حقيقة ما اقترفاه بحقي وبحق المهندس بدرالدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, وأن يبديا ندما وأسفا حقيقيا, أن يعتذرا اعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام, وأن يضربا المثل والقدوة لمن غرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب, وائتمروا بأمرهم. حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هناك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يتقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل على نفس المنوال.

    لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا اعترافه بممارسة التعذيب طالبا لمغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي انقلب على من أدخلوه وبرروه أن يكون موضوعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسيء إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة, فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله. وإن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلى التقوى. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.

    الخيار الثاني
    التقاضي أمام المحاكم الوطنية

    إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب آخر, فلا يكون هنالك بديل عن التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعى للوفاق الوطني على غرار ما جرى في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتكم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضاءها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب, لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا جميعا في شيلى وإندونيسيا والبلقان وغيرها. كما أن هذا الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق ولعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هنالك, كما قال المتنبي العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذى ورؤية جانيه, وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية, بما في ذلك مقاضاة من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي. ذلك إذا ما اقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.

    الخيار الثالث
    التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان

    ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سوى اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها, للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الآن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها. إنني لا أقبل على مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل على حل قضايانا بأنفسنا. وكما علمت سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع آخرين ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في اتخاذ إجراءات أمر الاعتقال الذي تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمغادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروط التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوى. وإنني آمل مخلصا أن تسيروا على طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل المواطنين الذين تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ”الإنقاذ“ أن يعودوا أحرارا يشاركون في بناء وطنهم.

    وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد.
    فاروق محمد إبراهيم



    فماذا يفيد الانسان اذا ربح العالم وخسر نفسه؟؟

    (عدل بواسطة adil amin on 04-26-2007, 07:36 AM)

                  

04-26-2007, 07:38 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    Quote:
    عفوا سيدي الرئيس

    د. الطيب زين العابدين [email protected]
    فجرت صحيفة "السودانى" أمس الأول خبطة صحفية لها رنين، استطاع أحد محرريها المقربين من دائرة القرار العليا أن يحظى بمقابلة خاصة مع رئيس الجمهورية صرح فيها بتعليق مدوى على بيان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية الذى تقدم بطلب حضور أمام المحكمة لكل من على كوشيب والوزير أحمد هارون تحت تهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية فى دارفور. قال رئيس الجمهورية فى تعليقه ان البيان لا يعدو أن يكون ضربا من ضروب الابتزاز السياسى الرخيص، وهو حلقة واحدة من حلقات التآمر على السودان ولن يكون الحلقة الأخيرة فى مسلسل الشر، وقال برنة غضب واضحة (كما أورد المحرر) "أحمد هارون لن يستقيل ولن يقال ولن يخضع للتحقيق مجدداً"، وأن وزير الدولة للشؤون الداخلية فى ذلك الوقت كان يقوم بواجبه فى حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم أمام هجمات المعتدين. ونقلت الصحيفة التعليق المدوى فى ذات الزاوية التى كان ينشر فيها "التحليل السياسى" اليومى مع صورة كبيرة ووجيهة لرئيس الجمهورية. وتداولت منتديات المدينة أن استدعاء المحرر الى بيت الرئيس فى الهزيع الأول من الليل جاء بعد اجتماع مصغر لبعض المتنفذين فى قيادة المؤتمر الوطنى. والتعليق يعنى بوضوح أن المؤتمر الوطنى يريد أن يركب حصان المواجهة السياسية ضد المحكمة الجنائية الدولية وربما ضد استقدام قوات دولية تابعة للأمم المتحدة تدعم قوات الاتحاد الافريقى الضعيفة. وربما يكون السبب الذى رجّح هذا القرار أن الحكومة نجحت الى حد كبير فى مواجهتها السياسية لقرار مجلس الأمن 1706 الذى دعا الى قدوم قوات دولية تزيد على العشرين ألف جندى لحفظ الأمن فى دارفور، وقاد الرئيس تلك المواجهة بنفسه. والتفت الأمم المتحدة حول ذلك القرار باتفاق مع الاتحاد الافريقى على حزم دعم ثلاثية تتضمن قوات مختلطة افريقية ودولية، هى محل جدل الآن بين حكومة السودان والأمم المتحدة والاتحاد الافريقى. ولكن السؤال هو: هل ينجح الرئيس فى المواجهة هذه المرة أيضا؟
    أحسب أن هناك متغيرات داخلية وخارجية لا تساعد فى نجاح المواجهة السياسية. أول هذه المتغيرات أن طبيعة القضية مع المحكمة الجنائية مختلفة عن مسألة القوات الدولية، وتداعياتها مختلفة كذلك. القضية هنا قانونية (ولو كانت من ورائها دوافع سياسية لدى بعض الجهات) تتعلق بجرائم محددة ارتكبت فى اقليم دارفور ضد مواطنين سودانيين، وهذه الجرائم ثابتة ومعلومة يشهد عليها قتل آلاف الناس وحرق مئات القرى، مما أدى الى نزوح مئات الآلاف من المواطنين خارج مناطقهم الأصلية وعدم عودتهم اليها رغم محاولات الحكومة دفعهم لذلك. وأشارت اليها بقوة لجنة التحقيق الوطنية برئاسة مولانا دفع الله الحاج يوسف، وبدأت الحكومة فى الاستجابة بتقديم بعض المتهمين فى جرائم دارفور للمحاكمة ولكن بعزيمة مترددة لم تذهب الى نهاية الشوط ولم تطل بعض المسئولين الكبار الذين تشير اليهم أصابع الكثيرين من أبناء دارفور. ان اختيار المواجهة السياسية بدلا من القانونية يعنى أن الحكومة تخشى فقدان المواجهة القانونية خارجيا أو داخليا، خاصة بالنسبة لكبار المسئولين من أمثال الأستاذ أحمد هارون. الملاحظ أن السيد الرئيس لم يذكر فى تعليقه استثناء القائد على كوشيب المقدم فى ذات التهم مع أحمد هارون! اذا كانت المحاكمة الخارجية تعنى ضربا من الابتزاز السياسى الرخيص (كما قال الرئيس) فما بال المحاكمة الداخلية؟ ولماذا لا يخضع أحمد هارون مرة ومرة للتحقيق اذا جددت أدلة أو معلومات تستدعى ذلك؟ والحقيقة أن أحدا لم يسمع من قبل بالتحقيق مع أحمد هارون الا بعد أن ورد اسمه فى بيان المدعى العام للمحكمة الجنائية، وأشار لذلك وزير العدل دون اعطاء تفاصيل، وان حدث التحقيق فقد جرى ووزير الدولة للداخلية محصن بموقعه الدستورى الرفيع، وهو أمر يطعن فى حيادية وعدالة التحقيق. وأعطى الرئيس حجة قوية للمحكمة الجنائية بأن حكومة السودان غير راغبة فى محاكمة المتهمين لأن قوله بأن أحمد هارون لن يخضع للتحقيق مجددا جاء بعد أن كشف المدعى العام صلاح أبو زيد أن محضر الاتهام به ما يستوجب اجراء المزيد من التحرى وإعادة استجواب وزير الدولة بالشؤون الانسانية أحمد محمد هارون (الأيام 24/3/2007). ألا يعد تعليق الرئيس بهذه الصورة القاطعة تدخلاً فى الأجهزة العدلية السودانية؟ وهل تستطيع الحكومة أن تدعى بعد تعليق الرئيس أن القضاء السودانى مستقل وغير خاضع لتأثيرات سياسية؟
    والمراقبون لمجريات الأحداث يظنون أن الحكومة تتفادى المحاكمة العلنية العادلة لبعض المسئولين داخل السودان أو خارجه لأن هؤلاء لم يقدموا على الأعمال العسكرية فى دارفور دون موافقة وتمويل كبرائهم فى الدولة، ولكن لا بأس من محاكمة على كوشيب وأمثاله لأنهم لا صلة لهم مباشرة بكبار المسئولين الذين اتخذوا القرارات. وأشار تعليق الرئيس من طرف لمثل هذا التخوف حين قال: ومن يعلم سقف قائمة مدعى المحكمة الجنائية حتى يتحدث عن استقالة أحمد هارون؟ وقد يفهم من هذه الإشارة الضمنية أن لو كان سقف الاتهام فى حدود أحمد هارون لهان الأمر ولكن الخوف أن يتجاوز السقف لمن هو أعلى من أحمد هارون! واختار الرئيس أن يدلى بهذا التعليق الخطير دون قرار من مجلس الوزراء، ودون موافقة من شريكه فى السلطة مع أن قضية المحكمة الجنائية احدى أجندة النقاش المطروحة لاجتماع رئاسة الجمهورية بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية، بل ودون نقاش داخل المكتب القيادى لحزب المؤتمر الوطنى. ان مثل هذا التجاوز للمؤسسات الدستورية والسياسية فى صنع القرار سيعضد التهمة أن لدى قيادة المؤتمر الوطنى ما تريد اخفاءه عن أعين الناس حول جرائم دارفور، وأن فرض سياسة الأمر الواقع لن تكون مجدية لأن المؤتمر ما عاد يلعب وحده فى الساحة، وأن أهل دارفور قد يلتفون حول شعار "المحاكمة العادلة" داخل السودان أو خارجه، وليس هناك من رد منطقى مقنع ضد هذا الشعار. وهناك انتخابات عامة قادمة سيخسر فيها من يقف ضد محاكمة المتهمين بجرائم معلومة وثابتة ولو ملك ذهب المعز وسلطانه! واذا قويت شوكة المطالبين بالمحاكمة داخليا فان ذلك سيغرى المحكمة الجنائية الدولية بالمضى قدما فى اعلان أسماء أخرى تتجاوز سقف أحمد هارون، وقد تأمر المحكمة بايقاف المتهمين المطلوبين للعدالة الدولية، وعندها قد نجد أن عددا من كبار المسئولين فى الدولة أصبح قيد الإقامة الجبرية داخل حدود السودان! وبالمناسبة لو قبلنا بعدم المحاكمة القانونية لأنها ستجر الى سقوف عليا غير مرغوب فى بلوغها ما بال المحاكمة السياسية التى تبعد المشتبهين فى تلك الجرائم من واجهة الدولة وقيادة الناس؟ أليس هذا أضعف الايمان؟


                  

04-26-2007, 10:42 AM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    أخي الحبيب عادل أمين،

    الأنكى والأمر أن ما يحدث يحدث باسم الإسلام وتحت شعاراته وآياته الكريمة!

    وأنظر معي إلى أضاءة الدكتور ومقولته العميقة الدلالات التي تعكس أدبه وورعه وتوازنه النفسي:

    Quote: فإنني أعفو بالمعنى الديني والأخلاقي عن كل من ارتكب جرما في حقي, بما في ذلك السيدان بكري ونافع, بمعنى أنني لا أبادلهما الكراهية والحقد, ولا أدعو لهما إلا بالهداية, ولا أسعى للانتقام والثأر منهما, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون. وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به برغم المعاناة وفى ذروة لحظات التعذيب. إن العفو لا يتحدد بموقف الجلاد ولا بمدى بشاعة الجرم المرتكب, وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامى ويرفض الانحدار لمستنقع الجلادين, فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم. فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدى ندما حقيقيا على ما ارتكب من إثم, واعتذر اعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامى يكون أقرب إلى الاكتفاء بذلك وإلى التنازل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به, بهذا يتحقق التعافي المتبادل. هذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي ارتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.


    إنه حديث يستحق أن نحتفظ به في مكان أمين في صفحات حياتنا، حتى يدرك العالم مع أي شعب أساء الإنقاذيون الأدب، وحتى لا يفقدنا نظام الإنقاذ توازننا الداخلي وإيماننا بالتسامح الذاتي وإنسانيتنا.

    لك الشكر على هذه الإضاءة.

    العوض أحمد الطيب
    الرياض
                  

04-28-2007, 01:41 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: Elawad Eltayeb)

    Quote: إنه حديث يستحق أن نحتفظ به في مكان أمين في صفحات حياتنا، حتى يدرك العالم مع أي شعب أساء الإنقاذيون الأدب، وحتى لا يفقدنا نظام الإنقاذ توازننا الداخلي وإيماننا بالتسامح الذاتي وإنسانيتنا.

    لك الشكر على هذه الإضاءة.

    العوض أحمد الطيب
    الرياض


    الاخ العزيز العوض
    تحية طيبة

    طبعا يا اخي العوض رجال بقامة الدكتور والمربي الجليل فاروق..لابد ان تتوقع منهم ذلك فهم سودانيين(100%) خارج نطاق التلوث الايدولجي..الذى يجعل الفرد السودانى يمارس اعمال وضيعة يستعر منها الشيطان نفسه ثم يتبجج بانه فاضل في زمن ثورة المعلومات

    الازمة الاخلاقية في السياسة السودانية فاقمها الفكر الوافد اليساري البائس واليميني المازوم
    وتتجلى بصورة فاقعة حتى فى هذا البورد
    والسودان القديم منذ الاستقلال مليء بهذه الشناعات..وهذا البورد ايضا بين السقوط والتساقط والاسقاط يدفع المواطن والشرفاء الثمن...يضيع سفر الخروج من الجحيم..
    ............
    رسالة دكتور فارق خارطة طريق تعامي عنها اهل البروج وهم الان يقتربون نحو المرحلة الثالثة التي ذكرها الدكتور بسرعة العربة التي تجرها الخيول
    ...........
    انتظر ساخرج لك مبازل حدثت ضد اهلنا في جبال النوبة ايضا من كتاب افريكا وتش (النوبة وحروب الابادة)..
    ابقو معنا
                  

04-28-2007, 01:57 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    Quote: ملفات التعذيب:رسالة العميد محمد احمد الريح للدكتور عبدالوهاب الافندي واحمد كمال(صحفيين)ا
    المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6


    الاخوة القراء احببت ان اشرككم قراءة هذا المقال الهام والذي كتبه المناضل العميد ود الريح في موقع (سودانايل) مخاطبا الانقاذيين عبد الوهاب الافندي واحمد كمال الدين حول ملابسات اعتقاله وتعذيبه وتورط المدعوين في التشكيك في قضية ود الريح المشهورة التي عرضها امام منظمات حقوق الانسان العالمية!

    يقول الله تعالي في محكم تنزيله "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" النساء 148" صدق الله العظيم . بمعني أنه يباح للمظلوم أن يذكر ظالمه بما فيه من السوء ليبين مظلمته ولكنني في هذا المقال لن استخدم هذا الحق الذي شرعه الله لكيلا أنزلق إلي ما انزلق إليه الرجلان الأول من كذب وتلفيق والآخر من قذف وتشهير .

    لقد كان الرجلان من المتنفذين في حكومة الإنقاذ المسبحين بحمدها والمدافعين عنها بشراسة قبل المفاصلة الشهيرة .

    كان عبد الوهاب الأفندي ملحقا إعلاميا بسفارة السودان بلندن لسنين عددا مدافعا عن مواقف الحكومة التي ينتقدها الآن وكان أحمد كمال الدين رئيسا لتحرير جريدة دارفور التي كان يرأس مجلس إدارتها الطيب إبراهيم محمد خير (سيخة) وأنتقل بعدها رئيسا لتحرير مجلة سودانيوز الناطقة باللغة الإنجليزية والأثنتان كانتا تمولهما الحكومة .

    لقد قرأت للرجلين في فترات لاحقه كتابات عن الأجهزة الخفية التي تقبض بزمام الأمور في الدولة والتي تمارس كل الرذائل من فساد وتعذيب وتشريد وقد سبقهما في تبيان ذلك الشيخان إبراهيم السنوسي وعلي الحاج .

    ما دفعني للكتابة عن المذكوران هو أن الأول كان يملأ العالم ضجيجا حينما كان مسئولا عن الإعلام في سفارة السودان بلندن . لا يمر يوم واحد إلا وللأفندي تصريح أو أكثر في وسائل الإعلام الغربية من صحف وإذاعات بخلاف نشرته الأسبوعية والتي كانت توزع علي كل السفارات مدافعا عن الإنقاذ ومتصديا لكل كلمة تخرج ضدها سواء كانت من أفراد أو منظمات أو جماعات حقوقية .

    كان الأفندي هو السفير والمستشار والصحفي والمحامي وكان باختصار هو السفارة, ليس في لندن فحسب بل في كل أوربا وكانت الأموال تجري من تحت يديه في شراء ذمم الصحفيين والكتاب من ذوي الضمائر الخربة والذي تمتلئ بهم مقاهي ومطاعم لندن .

    بعد عامين ونصف قضيتهما في سجن شالا معانيا من آثار التعذيب تم نقلي إلي سجن كوبر ثم السلاح الطبي للعلاج وقبل بدء العلاج صدر قرار بترحيلي إلي سجن سواكن ومنعي من مواصلة العلاج فقررت أن أكتب شكوي لوزير العدل اتبعت فيها التسلسل القانوني المتبع في السجون بصورة إلي رئيس الدولة ورئيس البرلمان ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أوضحت فيها ما تعرضت له من تعذيب علي أيدي سلطات الأمن وما لحق بي من أذي مدعوما بالمستندات الطبية . تم تسريب هذه الشكوي بأيد خفية ووجدت طريقها للنشر خارج السودان وتلقفتها منظمات حقوق الإنسان العالمية كدليل قوي علي ممارسة حكومة الإنقاذ للتعذيب .

    ظل الأفندي يقوم بالرد نيابة عن الحكومة في دحض الشكوي ونفي ما جاء فيها ورمي الشاكي بأقذع الألفاظ في السر والعلن .

    قام مجلس اللوردات البريطاني بوضع هذه الشكوي في أولويات أهتماماته بحقوق الإنسان وظل يستفسر السفارة عنها باستمرار وطلب إرسال وفد طبي من أطباء مختصين للكشف علي الشاكي وكتابة تقرير عن حالته .

    وظل عبد الوهاب الأفندي يرد علي المجلس بأن الشكوي قيد النظر بواسطة السلطات القضائية السودانية علي أعلي المستويات وهو يعلم علم اليقين أن هذه الشكوي قد أوقف التحقيق فيها . وبعد إلحاح من مجلس اللوردات أفاد الأفندي بأن كاتب الشكوي قد أعترف بأنه قد كذب . لقد اطلعت علي جزء من مكاتبات الأفندي وردوده علي مجلس اللوردات وعلى منظمات حقوق الانسان من مكتب اللورد آقبري رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس .

    نهاية العام 1994 تم نقلي من سجن سواكن إلي سجن كوبر فأرسل لي صديق من لندن كتاب الدكتور الأفندي "الثورة والاصلاح السياسي في السودان" راجيا مني الإطلاع علي ما ورد في الصفحة الثمانون منه إن لم تخنى الذاكرة . لقد أورد الأفندي فيها أن جهاز الأمن وتنظيم الجبهة السري لم يتمكنا من أثبات كذب الشاكى فى قضية تعذيب شغلت الراى العام داخليا وخارجيا الشئ الذي استطاع هو أن يكتشفه في زيارة قصيرة للخرطوم .

    بعد قراءة الكتاب قمت بارسال ردي إلي الدكتور الأفندي مدعوما بالتقارير الطبية وبأقوال أثنين وعشرون شاهدا عدلا استمع لشهاداتهم قاضي التحقيق المكلف مولانا علي يحي عبد الله وحينما شرع في استدعاء المتهمين قبرت القضية إلي يومنا هذا .

    لم يكلف الدكتور الأفندي نفسه بالرد علي وتجاهل خطابي تماما طيلة الأثني عشر عاما الماضيه باعتبارنا من اعداء المشروع الحضارى المزعوم حتى بعد ان تبخر المشروع الحضارى واستبدل بالبيوت الحضاريه والمكاتب الحضاريه وحسابات البنوك الحضاريه والزيجات الحضاريه وكل ما هو مستورد من دول الاستكبار الحضارية, وحتى بعد ان ان تم اختصار شرع الله فى الزواج مثنى وثلاث و رباع من حور عين الدنيا الابكار او من ارامل الشهداء الجميلات الذين توارثوهم بعد ان زفوا ازواجهم لحور عين الاخرة.

    في فترة لاحقة قرأت للأفندي مقالا يقر فيه بالتعذيب الذي يقوم به الأمن وقد استشهد في ذلك بما وقع من تعذيب علي بعض أقربائه شخصيا فالحمد لله الذي سخر الأمن لتعذيب أقربائكم وأخيرا تعذيب المنشقين إلي جناح الترابي فأعاد إليكم صوابكم .

    لقد صار الأفندي يتباكي الآن علي انتكاس الحركة الإسلامية – حركة الشواذ والفاسدين وسارقي قوت الشعب وآكلي السحت .

    أين هو الإسلام في فقه الجبهة الإسلامية ؟ هل هو في اللافتات الكاذبة التي رفعت في كل مكان مشوهة اسم الإسلام وعظمته؟ فصارت الأسماء الإسلامية أسماء للبقالات والمدارس الخاصة والمستشفيات الخاصة والشركات الخاصة والمؤسسات المنهوبة والبنوك المنهارة وصارت صفة الإسلامية هي المخرج من بطش الحكومة وأدواتها . لقد كتب أحد الأجانب بعد زيارة للخرطوم مستغربا بقوله أنه من كثرة ما رأي من النفاق والمتاجرة بكلمة إسلامية فأنه إذا تجرأ شخص ما وكتب علي ماخوره الماخور الإسلامي فانهم سيترددون فى عقابه والعياذ بالله . .

    أي إسلام هذا الذي يتباكي عليه الأفندي ؟

    الآن فقط عرفتم أن السودان تحكمه مافيا هي المتنفدة والآمرة والناهية ؟ نحمد الله أن عاد لكم الوعي بعد غيبوبة عقد ونصف من الزمان .

    والآن وبعد أن عاد للأفندي رشده وأفاق بعد طول سبات واعترف بتجاوزات تنظيم الجبهة الإسلامية وأن ما يجري في السودان ليس في الإسلام في شئ فأنني أطلب من سيادته تقديم إعتذار علني عل صفحات هذه الجريدة الآلكترونية عما بدر منه في حقي من تحقير وظلم ودفاع عن الباطل مما سبب لي ولأسرتي الكثير من الضرر والغبن .

    لقد انتظرنا كل هذه السنوات راجين أن يصحو ضمير الأفندي وأن يتذكر بأنه قد أساء إلينا اساءة بالغة وأن لا يذهب لملاقاة ربه حاملا لعناتنا كما ذهب وزير العدل الأسبق عبد العزيز شدو الذي نالنا منه الكثير من التهم والاساءة بما صرح به شخصيا لجريدة الشرق الأوسط بلندن في عام 1994 والأفندي ملحقا إعلاميا بلندن .

    "استجيبوا لربكم قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير" صدق الله العظيم .

    أما أحمد كمال الدين والذي كان يرفل في نعيم الانقاذ رئيسا لتحرير دارفور الجديدة الأسبوعية فقد نشر مقالا بالصحيفة في عددها رقم 67 بتاريخ 16/10/1993 علي صدر صفحتها الرئيسية بلغة نتأفف عنها حوي من القذف والتشهير والتشكيك في الأعراض بحقي الكثير ذاكرا أنه استقي هذه المعلومات من زملائي بالدراسة .

    لقد استخدمت صحيفة أحمد كمال الدين أسلوبا ينافي مبادئ الصحافة النبيلة المقدسة والتي من المفروض فيها التعامل بالألفاظ اللائقة .

    لقد أغفل أحمد كمال الدين بذلك المقال الأهداف السامية التي يجب أن تحققها الكلمة وهي البناء لا الهدم واشعاع الحقيقة وليس طمسها .

    لقد تعجبت ومعي الكثيرون من أن الصحيفة المذكورة والتي تزين صفحتها الأولي بشعار يطلب من قرائها حفظها في مكان لائق لاحتوائها علي آيات قرآنية وكأني بها تطلب من القراء الأحتفاظ بالساقط من القول والفحش جنبا إلي جنب مع آي الذكر الحكيم وتتجاهل ما يأمرنا به الدين الحنيف من أن مال المسلم ودمه وعرضه حرام .

    لقد رفضت صحيفة احمد كمال الدين نشر المقال الذي أرسلته لها ردا علي مقالهم الشائن حسب ما يمليه عليها العرف الصحفي وقانون الصحافة والمطبوعات فشكوت إلي مجلس الصحافة والذي تجاهل الشكوي فقمت بتكليف الأستاذ مصطفى عبد القادر المحامي برفع دعوي علي الصحيفة فرفضت نيابة الخرطوم الشكوي فقدمنا عريضة للنائب العام وزير العدل الأسبق عبد العزيز شدو فرفض التصديق بفتح البلاغ وأخيرا احتسبت عند الله مصيبتي وشكوت له حزني واعتبرت ما نشرته صحيفة دارفور ما هو إلا انعكاس لحالة متردية من سوء الأخلاق ونفوس مريضة ولا يصدر إلا عن أشباه الرجال .

    لقد أحزن مقال صحيفة دارفور الكثير من أهلنا وأصدقائنا ولكنا كنا نقول لهم دائما كما قال الشاعر :

    وكل ذي إبل يوما لموردها وكل ذي سلب لابد مسلوب

    كنا علي ثقة من أن الله سبحانه وتعالي سينتصر لنا في الدنيا وتمثلنا بقول الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

    إذا اشتملت علي أليأس القلوب وضاق بهمها الصدر الرحيب

    وأوطنت المكاره وأطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب

    ولم ير لانكشاف الضر وجه ولا أغني بحيلته الأريب

    أتاك على قنوط منك غوث يجئ به القريب المستجيب

    وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب

    هل يعلم الأستاذ أحمد كمال الدين أن صحيفة دارفور قد احضرت لي يوم صدورها وعلى صدرها هذا المقال بالسجن وأن من أحضرها لي هي زوجتي ؟

    وهل يعلم الأستاذ أن احد أبناء الأسرة قرأ هذا المقال علي والدتي فأصيبت بنوبة قلبية؟

    أيها الأسلاميون لقد اغتلتم أمي !

    وهل يعلم المدعو أن شقيقتي الكبري والوحيدة حضرت من عطبرة يوم خروجي من السجن لتهنئتي واختلت بي جانبا لتسألني عن صحة أن أحدهم شتمني بالصحف فأعطيتها نسخة من جريدة دارفور لتقرأها عندما تعود في اليوم التالي لعطبرة وفي مساء نفس اليوم أصيبت بجلطة توفيت علي أثرها بعد أيام ولم يكن أحد يعرف السبب سواي . إنه ارادة الله ولكن السبب مقالك !

    فبسببه فقدنا امرأتين عظيمتين كريمتين كانتا عماد الأسرة . كانتا ركنا من أركان مدينتنا عطبرة كانتا تسدان عين الشمس . لم يكن حزننا لفقدهما فحسب بل لأنهما ذهبتا حزينتين.

    لم ألتق في حياتي بأحمد كمال الدين ولا أظنه يعرفني ولكنه أسم محفور في ذاكرتي وذاكرة اسرتي والآن بعد أن فارق السلطة والصولجان صار أقصي ما يصبو إليه سيادته هو التربع علي رئاسة الجالية السودانية بمملكة البحرين ولقد قرأت له مؤخرا مقالا يدافع فيه عن سفير الانقاذ بالبحرين ولقد تعجبت من هذا الدفاع ولكن زال عجبي بعد أن علمت أن له مصلحة فالسفير هو الذي سهل له رئاسة الجالية - إنكم أيها الأسلامويون لا تدافعون إلا عن مصالحكم الخاصة .

    من هذا عرفت أن أحمد كمال الدين موجود حي يرزق بقلمه وفكره ولذلك أود أن أسأله مباشرة عن سبب نشره ذلك المقال الشائن في حقي ؟ ولمصلحة من ذهب ليتقصي عن سلوكي منذ زمن الدراسة كما ذكر وهل يمكن أن يطلعنا علي مصادر معلوماته ؟

    والله إن جبيننا ليندي خجلا أيها الأسلامويون أصحاب المشروع الحضاري تذهبون لتبحثوا عن عيوب الناس خمسون عاما للوراء وتنادون بتطبيق شرع الله بعد أن أصممتم آذان الشعب بالتهليل والتكبير. ألم يأمركم الله في كتابه " ولا تقف ما ليس لك به علم . أن السمع والبصر والفؤاد كل كان عنه مسئولا "

    ألم ينه الله سبحانه وتعالي سيدنا نوح عن السؤال عن ابنه واستجاب النبي واعتصم واستجار بالله وطلب المغفرة والرحمة من الله لسؤاله عن ابنه وأنتم تستفسرون الآخرين عن أعراض الناس لتنشروها علي الملأ .

    ألم تقرأوا قول الحق عز وجل "قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق"

    ألم تقرأوا الأحاديث النبوية الشريفة التي قال فيها رسول البشرية صلوات الله وسلامه عليه "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "

    "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره " و كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه " "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي"

    إلا يشتمل مشروعكم الحضاري علي هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ؟

    وإذا كان الكتاب والسنة لا يردعانكم عن الكذب والنفاق والاسفاف ألا يردعكم البعد الأخلاقي عن ذلك ؟

    إن البعد الأخلاقي هو الذي جعل أباسفيان يخشى أن يكذب - وهو كافر - في شأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قائلا "والله لولا الحياء من أن يؤثروا علي كذبا لكذبت عنه" .

    والبعد الأخلاقي هو الذي جعل القادة الإسرائيليون علي شدة عدائهم لجمال عبد الناصر لا يستطيعون أن يطعنوا في نزاهته وأخلاقياته خوفا من أن يوصموا بالكذب

    أنني أقول لرئيس تحرير جريدة دارفور السابق إذا كان المقال المذكور ليس مقالك أو كان مفروضا عليك فأقول لك ما قاله أبو حازم في كتاب له إلي أبن شهاب الزهري حين ولي المنصب في بلاط سلطان جائر: " أعلم أن أدني ما ارتكبت واعظم ما احتقبت أن آنست الظالم وسهلت له طريق الغى حين أدنيت وإجابتك حين دعيت . فما أخلقك أن تبوء غدا بأثمك مع الجرمة وأن تسأل بإغضائك عن ظلم الظلمة . إنك أخذت ما ليس لمن أعطاك ودنوت ممن لا يرد علي أحد حقا ولا ترك باطلا حين أدناك . جعلوك قطبا تدور رحي ظلمهم عليك وجسرا يعبرون بك إلي بلائهم وسلما إلي ضلالهم وداعيا إلي غيهم , سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك ويقتادون بل قلوب الجهال إليهم فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك وما أقل ما أعطوك في كثير مما أخذوا منك" .

    لم أكن أتوقع أن يدافع أيا من الإسلامين عن الظلم الذي حاق بالآخرين ولكني ذهلت من صمتهم المريب فقد صمتوا صمت القبور ولم ينبر أيا منهم للدفاع عن شيخهم حينما قام محمد طه محمد أحمد بنشر سلسلة من المقالات في جريدته الوفاق بعد اعتقال الشيخ تحت عنوان "الحل ليس في اعتقال الترابي ولكنه اطلاق الرصاص علي الحكم الفدرالي". لقد كانت المقالات تحوي من البذاءة وفاحش القول مالم يجرؤ علي قوله أعتي خصوم الحركة الأسلامية .

    صمت الاسلاميون حتي أبناء الترابي وتلاميذه وحواريوه الذين تربوا علي يديه وتعلموا من ماله وتحصلوا علي أعلي الدرجات العلمية وخطب لهم زوجاتهم وأحضرت لهم السيدة وصال المهدي شيلات زواجهم ودفعت لهم المهور وفتح الخشوم .

    صمتوا علي مقالات محمد طه لأنهم يعلمون أن صاحب الوفاق لا يستحي من أن ينشر ما يدور في مخادع نومهم وأن لديه المقدرة علي نبش تاريخهم من المدارس الأولية أن دعا الأمر .

    تركوا شيخهم وحيدا تتقاذفه الأمواج ويتلاعب به صبية الأمن بعد أن كانت المنشية كعبتهم ومزارهم، متقلبهم ومثواهم ونعم القادر الله .

    إنني أطلب من أحمد كمال الدين الإفادة العاجلة علي صفحات هذه الجريدة عن الجهة التي كتبت هذا المقال والأسماء التي اوردها وان كان هو كاتب المقال فإنني أرجو أن أوضح له بأنني قد عقدت العزم علي مقاضاته إلي آخر درجات التقاضي وقد أوكلت رابطة الحقوقيين الأمريكيين بتقديم عريضة الدعوي متى ما اطلعت علي إفادته .

    كما أنني قد خاطبت العديد من منظمات حقوق الإنسان ليقفوا معي في مخاطبتي لجلالة ملك البحرين المفدي إذا ما أفاد أحمد كمال الدين بأنه هو كاتب المقال كما أنني واسرتي علي أهبة الإستعداد للسفر للبحرين والاجتماع مع المسئولين ومع الجالية السودانية لتوضيح الأمر .

    لقد اطلعت اليوم علي مقال لعبد الوهاب الأفندي يرد فيه علي أمين حسن عمر متنصلا فيه من الانقاذ ذاكرا أنه لا علم له بالانقاذ إلا بعد قيامها بفترة طويلة .

    إنني أقول لكم لقد سخرتم أقلامكم لخدمة الباطل ولم تسخروها للوقوف مع الحق ولوفعلتم لكفيتم أناسا كثيرين من شرور لحقت بهم ولكنكم تقاضيتم عن قولة الحق فتضرر من ذلك خلق كثير .

    ومن كانت عنده الشجاعة ليكتب من داخل جدران السجون ويشتكي مما جري له من تعذيب طاردتموه في الصحف والإذاعات والنشرات بالتشهير والكذب والدعاوي الباطلة في مسلسل لاغتيال الشخصية دفاعا عن الباطل الذي أتضح لكم أخيرا .

    فالحمد لله الذى اطال فى اعمارنا لنرى ان النظام الذى استخدمكم ضدنا هو ذات النظام الذى رماكم فى المزابل وان الذين يقومون بالرد عليكم هم ذات اخوتكم في الحركة الاسلاميه. والشكر لله الذى عافانا مما ابتلاكم به .

    اما نحن فالحمد لله لم ننقص شيئا , بل ازددنا قوة وصلابة وايمانا متمثلين بابيات من قصيدة الطمانينه لميخائيل نعيمه :-

    سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر

    اعصفي يا رياح وانتحب يا شجر

    واسبحي يا غيوم واهطلي يا مطر

    واقصفي يا رعود لست أخشي خطر

    -----------

    " وإذا حضرت العقرب فالنعال حاضر ".



    مدن ضربها الزلزال
    واخرى بالطاعون تموت
    والطاووس بلا خجل
    يظهر
    عورته للناس
    ...........
    وانظر تبجج هؤلاء في الفضائيات وصحيفة القدس العربي...تعرف لماذا؟
    لان لا احد من العرب للاسف...يريد ان يعرف حقائق دامغة..فقط يخدرون نفسهم بالاوهام))
                  

06-05-2007, 08:18 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    تعتبر ازمة دارفور 2003 نموذج سافر للفجور في الخصومة لتنظيم الكيزان المتشظى...تلاميذ الترابي في المركز المؤتمر الوطني وتلاميذ الترابي في الهامش/العدل والمساواة...ثم تمددت وتناسلت الحركات والملشيات والجنجويد
    وكلاهما مهددين بالمحكمة الجنائية في لاهاي...لذلك يمارسان سلوكيات كوتار في رواية الطاعون الشهيرة للبير كامو هذه الشخصية المريبة كانت تروج بان الطاعون لم ينتهي ليعرف الراوي بان كوتار كان مجرما وطالما ان هناك طاعون يعني ان هناك قانون طواريء..وطالما ان هناك قانون طواريء فليس هناك محاكمات...لذلك كا يروج للطاعون ويشوش وعي الناس..وهذا ما يفعله تلاميذ الترابي في طرفي الرحا..عبر بوقهم اعلامي..
    .........
    وبما من اسوا تداعيات الصراع الفاجر بين كيزان الانقاذ في المركز والهامش بعد الانشطار النووي هو اكثر من 2مليون نازح في الصحراء يعيشون في معسكرات بائسة..يعيشون فقط لان الموت لم ياتي بعد...واستجلب ذلك التدخل الدولي ...واللذين كانو جزء من المشكلة لن يكونو ابدا جزء من الحل ويبقي فقط مبادرة الحركة الشعبية/سلفا كير والاتحادي الديموقراطي/محمد عثمان الميرغي والزمن..في احتواء ازمة دارفور الانسانية باحتواء الازمة السياسية وتوحيد المشروع السياسي الدارفوري..لان الحركة والاتحادي هما فقط من لا يزالا يملكان رصيد من الاحترام في تلك المناطق
    ..........
    توجد خارطة طريق واضحة هي اتفاقية نيفاشا ولها استحقاقات اخلاقية دستورية وسياسية وانتخابات على الابواب ..والتحول الديموقراطي الحقيقي هو الحل لان لا امريكا ولا غيرها يستطيعون دخول دولة ديموقراطية...وهذه ازمة الوعي الشمولي للمؤتمر وادائه النشاذ في الداخل الذى يكرس لعزلته كل يوم تشرق فيه الشمس
    ويبقى السؤال
    على ماذا يراهن حزب المؤتمر الوطني؟
    وكذلك من يناؤنه من معارضة السودان القديم
    والسودان الي اين؟؟
                  

06-19-2007, 09:30 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    التحية لمنبر قوى الهامش الذى اعلن في النيل الازرق
    وهذه بداية الجبهة الديموقراطية المتحدة
    ووطبعا المشروع معروف وموجود
    الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية
    ...........
    والخيل الحرة تظهر فى اللفة
                  

03-31-2011, 10:59 PM

عامر باضاوي
<aعامر باضاوي
تاريخ التسجيل: 10-15-2009
مجموع المشاركات: 1010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    الخرطوم تطلب من حزب الترابي التوسط لحل قضية ابيي
    2011-03-31

    الخرطوم ـ 'القدس العربي' ـ من كمال حسن بخيت: قال إبراهيم غندور المسؤول السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إن الذين يطلقون تهم الفساد على حزبه يعلمون عدم صحتها، وأشار إلى التباطؤ في قيام مفوضية مكافحة الفساد لإجازة البرلمان، وقال للصحافيين بالمركز العام للحزب أمس: بعد أن يلتئم البرلمان في الرابع من نيسان/ أبريل المقبل لا بد من النظر فيها ليتم اعتمادها، وقال: نحن نؤمن بها ونعمل من أجلها ونرجو من البعض عدم إطلاق الاتهامات الجائرة. وتابع: أنا شخصياً أوافق على محاكمة أي مفسد وبأية طريقة وبأقصى قانون متاح، ونرجو من كل من يعلم بأي فساد أن يقدمه، لأننا مع مكافحة الفساد. ونفى غندور الحديث حول عدم ملء استمارات إبراء ذمة، وأضاف: نطالب الذين يطلقون هذه الاتهامات بأن يوضحوا لنا إن كانوا اطلعوا على المؤسسات المعنية في هذا المجال.
    ولم يستبعد غندور أن تتسبب القضايا العالقة بين الشريكين وقضية أبيي في تعكير صفو العلاقة بين الشمال والجنوب، وقال: كل هذه القضايا يجب أن تحل، وزاد: نتمنى من حزب المؤتمر الشعبي ـ يتزعمه الدكتور الترابي ـ ما دام هو مؤمنا بقضية أبيي أن يعمل على إقناع حلفائه في الحركة الشعبية بأن تحل في إطار ما نؤمن به ويؤمنون به بأنها تقع شمال خط 1/1/ 1956. واعتبر غندور أن الحوار مع القوى السياسية هو الأمثل للوصول إلى اتفاق، وقال إن البديل للحوار هو المصادمة، والمؤتمر الوطني لا يرغب في ذلك. وأكد أن حوار حزبه مع الأمة القومي وصل إلى نهاياته، وقال: الحوار لا يمكن الاتفاق عليه بنسبة (100').
                  

04-03-2011, 09:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: عامر باضاوي)

    Quote: الرأسماليون الإسلاميون: (1-2)
    ماذا يفعلون فى الحركة الإسلامية؟
    د. التجاني عبد القادر [email protected]
    (1)
    أشرت فى مقال سابق إلى إرهاصات تحول إستراتيجى وقع فى مسار الحركة الإسلامية، وذكرت أنه صار يتجسد سياسيا فى تحالف ثلاثى بين "القبيلة" و"السوق" والذهنية الأمنية"، ثم تحدثت فى مقالين تاليين عن هذه الذهنيةالتى هيمنت على التنظيم وحولت سائر نشاطه الى ملفات أمنية، وأريد فى هذا المقال أن أتحول الى السوق، لنرى ظاهرة أخرى تتمثل فى "الذهنية" التجارية وفى العناصر الرأسمالية التى صارت هى الأخرى تنشط وتتمدد حتى كادت أن "تبتلع" الجزء المتبقى من تنظيمنا الإسلامى الذى لم ننضم اليه أصلا الا فرارا من الرأسمالية المتوحشة.
    ولما كان الشىء بالشىء يذكر، فقد كتب صديقنا عبد المحمود الكرنكى،الصحفى والملحق الإعلامى السابق بلندن، كتب ذات مرة فى أوائل الثمانينات مقالا لصحيفة الأيام تعرض فيه بالنقد لممارسات بعض "أخواننا" العاملين فى بنك فيصل الإسلامى. كانت رئاسة الصحيفة قد أوكلت آنذاك، ابان ما عرف بالمصالحة الوطنية، الى الأستاذ يسين عمر الإمام. وقبل أن ينشر الموضوع وصل بصورة ما الى الدكتور الترابى، فلم يعجبه وطلب من الكرنكى أن يعرض عن نشره، على أن يبلغ فحواه الى "أخوانه" فى البنك على سبيل النصيحة. قال له الكرنكى: لن أنشر الموضوع احتراما لرأيك، ولكنى لن أتقدم بأية نصيحة لأحد. ولما سأله الترابى عن سبب ذلك، قال له: هب أنى تقدمت اليهم بنصيحة، ثم تقدم اليهم "الأخ" الطيب النص بنصيحة أخرى، فبأى النصيحتين يأخذون؟ وكان الطيب النص آنذاك من التجار/المستثمرين الكبار الذين يحبهم مديرو البنوك، ويطيلون معهم الجلوس، ويولونهم إهتماما لا يولون معشاره لأقوال الصحف والصحفيين، خاصة الفقراء منهم. وقد أحس الكرنكى بذلك وأدرك أولا أن بعض "أخواننا" قد داخلهم "شىء ما" أفقدهم القدرة على تذوق النصيحة "الناعمة" والموعظة الحسنة، كما أدرك ثانيا أن العلاقة بين التنظيم والسوق، والتى يمثل(اكس) "همزة الوصل" فيها، قد بلغت من القوة مبلغا لا تجدى معه المواعظ الأخوية والنقد السرى. والسيد (اكس) ليس هو التاجر المجرد، وانما هو تاجر"إسلامى"، وهو حينما يذهب الى موظفى البنك "الاسلامى"، أو الى العاملين فى مرافق الدولة لا يذهب كما يذهب عامة التجار وانما يذهب ومعه هالة التنظيم، ليتوصل الى مصالحه الخاصة، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، أى أن "المصالح الخاصة" التى تتخذ لها غطاء من "التنظيم" هى محل الإشكال وموضع النظر فى هذا المقال.
    والسؤال هنا: كيف بدأت العلاقة بين التنظيم والسوق؟ وفى أى اتجاه تطورت، والى أى شىء يتوقع لها أن تقودنا؟ أظن أن بداية هذه العلاقة تعود الى فكرتين بسيطتين احداهما صحيحة والأخرى خاطئة. أما الفكرة الأولى الصحيحة فهى أن اصلاح المجتمع السودانى أو اعادة بنائه على قواعد الاسلام وهديه(وذلك هو الهدف الأساسى للتنظيم) يستلزم تجديدا فى الفكر الاسلامى ذاته، تتمخض من خلاله رؤية تحريرية-تنموية، يتوسل بها لانتزاع الإنسان السودانى من براثن الجهل والمرض والفاقة، وذلك من خلال بناء نماذج فى التنظيم والقيادة، ونماذج فى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية تكون كل واحدة منها "بؤرة إشعاع" يلتقى فيه الهدى الدينى، والعرف الإجتماعى، والخبرة التقنية،والقيادة الرشيدة. ولكن العمليات البنائية هذه لا تكتمل إلا بتنظيم دقيق ومال وفير، فهما وسيلتان أساسيتان من وسائل التحرر والنهضة الإجتماعية الإسلامية، ولكن لا ينبغى للوسيلة "التنظيم" أن تتحول الى هدف، كما لا ينبغى أن تكون للعاملين على تحقيق هذه الوسائل "أجندة خاصة"، كأن يتحولوا هم الى أغنياء ثم يتركوا التنظيم والمجتمع فى قارعة الطريق.
    أما الفكرة الثانية الخاطئة فهى أن "التنظيم" لا يكون قويا الا اذا صار غنيا، ولن يكون التنظيم غنيا فى ذاته وانما يكون كذلك اذا استطاع أن يأخذ بعض المنتسبين اليه "فيصنع" منهم أغنياء، بأن يضعهم على قمة المؤسسات الإقتصادية:مديرون لبنوك، ورؤساء لمجالس الإدارات والشركات، ومستشارون قانونيون، وفقهاء شرعيون ملحقون بالبنوك، فيصير هؤلاء أغنياء ليس عن طريق الرواتب الكبيرة والمخصصات السخية فحسب وانما عن طريق السلفيات طويلة الأجل، والقروض الميسرة، والمعلومات الكاشفة لأوضاع السوق ولفرص الإستثمار. هذه الرؤية الخاطئة لم أستطع أن أتحقق من مصدرها بعد، ولكنى أذكرها لأنها صارت رؤية سائدة وذات جاذبية كبرى، وكان من نتائجها أن تولد لدينا "مكتب التجار"، ليكون بمثابة الأصابع التنظيمية فى السوق، ثم تحولت "إشتراكاتنا" الصغيرة الى شركات(كيف؟ لا أدرى)، ثم صارت كل شركة صغيرة تكبر حتى تلد شركة أخرى، ولما لوحظ أن عددا كبيرا من العضوية الإسلامية ميسورة الحال يوجد فى السعودية وفى دول الخليج الأخرى، أنشأ "مكتب المغتربين"، ليقوم بجمع الاشتراكات، ثم تحولت وظيفته بصورة متدرجة الى ما يشبه الوساطة التجارية والوكالة والإستثمار. ولما لوحظ تكرر المجاعات والكوارث فى السودان، أنشئت أعداد من المنظمات الخيرية التى تهتم بالعون الإنسانى، ولكنها تركت لأصحاب العقلية الرأسمالية التوسعية، فصار القائمون عليها فى كثير من الأحيان ينحدرون من الشريحة التجارية ذاتها؛ الشريحة التى تتخندق فى البنوك والشركات والمكاتب التجارية.
    ثم جاءت ثورة الإنقاذ، فكانت تلك هى اللحظة التأريخية التى وقع فيها التلاحم الكامل بين الشريحة التجارية المشار اليها، والمؤسسات الإقتصادية فى الدولة، فمن كان مديرا لبنك البركة صار وزيرا للمالية والإقتصاد، ومن كان مديرا لبنك فيصل صار محافظا لبنك السودان المركزى، ومن كان مديرا لشركة التأمين الإسلامى صار وزيرا للطاقة، فاذا لم يصب فيها نجاحا خلفه عليها مدير بنك التضامن أو بنك الشمال الإسلاميين، الى غير ذلك من وزراء الدولة ووكلاء الوزارات. وكل من هؤلاء لم يعرف لأحدهم أسهام أصيل فى الدراسات الإقتصادية، أو رؤية عميقة للتنمية الإسلامية، ولكن كل هؤلاء يعرف بعضهم بعضا معرفة شخصية، وكانت لهم ذكريات مشتركة فى المدارس، أو فى العمل التنظيمى، فصاروا يديرون الإقتصاد السودانى كأنما هو شركاتهم الخاصة، وتحولوا تدريجيا الى نخبة حاكمة مغلقة، فاذا خرج أحدهم من وزارة أعيد الى وزارة أخرى أو أعيد الى "مملكته" السابقة، أو أوجدت له شركة خاصة للاستشارات أو المقاولات أو الإنشاءات، وذلك ريثما يخلو أحد المقاعد الوزارية، فى تطابق تام مع نظرية "تدوير النخبة الحاكمة" التى قال بها عالم الاجتماع الأمريكى رايت ميلز وآخرون. وبهذه الطريقة تم تمرير وتسويق المفاهيم الرأسمالية وتوطينها فى برامج الدولة والتنظيم، وبهذه الطريقة سدت المنافذ لأية محاولة جادة لبلورة مذهب اسلامى أصيل فى التنمية الإقتصادية،وبهذه الطريقة تحول التنظيم الى ما يشبه "حصان طروادة" يشير مظهره الخارجى الى صرامة المجاهدين وتقشف الدعاة، أما من الداخل فقد تحول الى سوق كبير تبرم فيه الصفقات، وتقسم فيه الغنائم، دون ذكر لتجديد الفكر الإسلامى أو لنموذج التنمية الإسلامية الموعودة، وبهذه "الطريقة" صار أفراد هذه الشريحة أغنياء بينما ترك "التنظيم" ليزداد فقرا وتمزقا،بل إن عامة العضوية ظلوا فقراء مثل عامة الشعب برغم الشركات الكثيرة التى تم توزيعها بين المؤتمرين الوطنى والشعبى؛ الشركات التى أسست باسم الإسلام ومن أجل نصرة الفقراء والمستضعفين.
    (2)
    وما الغضاضة فى ذلك، يقولون، ألم يعمل النبى عليه السلام فى التجارة، وكان بعض الكبار من أصحابه تجارا، وأن التجار قد نشروا الإسلام فى بقاع العالم، وبفضل من أموالهم ترسخت دعائم الحضارة الإسلامية قرونا؟ ألم يساهم هؤلاء الرأسماليون الإسلاميون فى انجاح مشروع الانقاذ الوطنى، وفى تثبيت الحكومة فى أيامها الصعبة الأولى حينما قبض الناس أيديهم؟ أليست التجارة هى أحد ركائز التنمية؟ والإجابة على كل هذا: اللهم نعم، ولو شئنا الإستطراد فى اتجاه المبادىء والمثال لقلنا أكثر من هذا، على أن الاعتراض ليس على مبدأ التجارة ولا على صيرورة بعض الناس أغنياء(إذ نعم المال الصالح للعبد الصالح)، ولكن الإعتراض يتركز حول "الكيفية" التى صاروا بها أغنياء، أى ان الاعتراض ليس على "الثروة" فى ذاتها، ولكنه على استغلال "للعلاقات والمعلومات" التنظيمية (رأس المال الإجتماعى)) وتحوير اتجاهها وتسخيرها لتأسيس الشركات الخاصة ولتعظيم أرباحها، ولتأمين الحياة لأبناء النخب الحاكمة، ولأصهارهم وأبناء عمومتهم وأعيان قبائلهم،هذا هو المال غير الصالح الذى يتحكم فيه غير الصالحين، كما يفهم من الحديث النبوى بمفهوم المخالفة.
    الإعتراض إذن ليس على وجود شريحة من الأغنياء فى داخل الحركة الإسلامية، إذ لو تكونت تلك الثروة بطريقة مستقلة عن "التنظيم"(كما هو حال بعض الإسلاميين) لما حق لأحد أن يتساءل، وذلك على مثل ما يحدث فى المجتمعات التى شهدت ظاهرة الإقطاع، حيث لا يوجد معنى للسؤال عن "كيف" صار بعض الناس أغنياء، لأن المجتمع تكون "تأريخيا" من "الفرسان النبلاء" الذين اغتصبوا الأراضى عنوة بحد السيف، وظلوا يتوارثونها جيلا بعد جيل تحت حماية القانون ومباركة العرش، فأكسبتهم تلك الملكية قاعدة اقتصادية راسخة، ووجاهة اجتماعية ونفوذا سياسيا لا يضارعهم فيها أحد. أما فى حالة المجتمع السودانى، وفى حالة الحركة الإسلامية السودانية بصورة خاصة فلم تكن توجد طبقة من النبلاء الأرستقراطيين ملاك الأراضى(أو الباشوات)، اذ أن الغالبية العظمى من الشعب لم تكن تملك شيئا، كما أن الغالبية العظمى من عضوية الحركة الإسلامية جاءت اما من أدنى الطبقة الوسطى، من شريحة الموظفين محدودى الدخل، واما من الشرائح الاجتماعية الفقيرة القادمة من قاع المجتمع ومن هوامشه الاقتصادية. يتذكر كاتب هذا المقال أنه فى أواسط السبعينيات من القرن الماضى كان تنظيمنا يعمل من تحت الأرض، وأردنا أن نجد "أماكن آمنة" فى مدينة الخرطوم نخفى فيها أعضاء اللجنة التنفيذية لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم من أجهزة الأمن التى كانت تطاردهم، فكان عدد الذين يملكون منازلا خاصة بهم (تتسع لاستضافة ثلاثة أشخاص أو أكثر) يعدون على أصابع اليد. وأذكر أن أحد أخواننا الذى امتاز بالسخرية والدعابة كان لا يخفى تذمره من البقاء فى المنزل العائلى المتواضع الذى استضيف فيه، فاذا سألناه قال: كيف أبقى هنا وكلما أردت الحمام هرعت الى الشارع لأبحث عن سيارة للأجرة. أما الآن فقد صار كثير من هؤلاء يمتلكون البنايات الطويلة، التى تقدر أثمانها بما لا نستطيع له عدا، وتدخل منزل أحدهم فترى ما لم تكن تسمع به حتى فى بيوت الباشوات، وتسأل أحدهم من أين لك هذا فيقول من "استثماراتى"، ماطا شفتيه بالثاء، ولا يذكر أنه الى عهد قريب كان يسكن بيتا من الجالوص الأخضر.
    فالسؤال إذن عن "الكيفية" التى تحولت بها هذه "البروليتاريا الإسلامية" إلى ما يشبه حالة البرجوازية سؤال مشروع، اذ أن كثيرا منا لم يأتِ الى الحركة الاسلامية، ويفنى زهرة شبابه فى خدمتها من أجل الحصول على الثروة ولكن من أجل العدل الإجتماعى، اذ أن قضية العدل الاجتماعي هي القضية الأم التي لم ينفصل الإسلاميون عن أحزابهم التقليدية وطرقهم الصوفية، ومجموعاتهم العرقية، الا من أجلها،كما لم يتصلوا بالحركة الإسلامية الا من أجلها.ولكن ما تقدم من سرد يشير الى أن قضية العدل الإجتماعى لم تعد هي القضية الأم في النموذج الراهن، وذلك لأن الفئات الثلاث التى يقوم عليها النموذج: الشريحة الرأسمالية المتحالفة مع القوى الأمنية والبيروقراطية فى داخل الدولة، ومع القوى القبلية فى خارجها، لم يعد لواحدة منها هم والتزام بقضية العدل الاجتماعي، فبيروقراطية الدولة لا يمكن أن تسعى في تحقيق العدل الاجتماعي لأنها لم تنشأ "تأريخيا" من داخل المجتمع، كما أنها لم تستطع فى عهد الإنقاذ أن تتحول الى نخبة "رسالية" مهمومة بقيم الدين، فلا هي إذن تعبر تعبيراً صادقا
    عن رغبات ومصالح "الناس" ، ولا هى تجسد قيم الكتاب، فهي مجروجة لانقطاعها عن الكتاب من جهة، ولابتعادها عن الناس من جهة ثانية، ولانحباسها في مصالحها وامتيازاتها ولانصياعها للشريحة الرأسمالية من ناحية ثالثة.
    وهذا على وجه الدقة هو ما يجعل أجهزة الدولة ومؤسساتها الإقتصادية أدوات طيعة تسخر لتحقيق مصالح المستثمرين والتجار (المحليين والعالميين) دون مراعاة جادة لمصالح الفئات الأخرى في المجتمع. وهو ما يؤكد القول بإن هناك تحالفاً مصلحياً بين بيروقراطية الدولة والشرائح الرأسمالية المتحكمة. وهو ما يوضح بصورة مباشرة لماذا صار بعض الثقات من الإسلاميين يوضعون مواضع الظنون والشبهات حينما يوضعون في المواقع العليا في بيروقراطية الدولة، ليس لأن هذه المواقع مسكونة بالشياطين، ولكن لأنها موصولة بمجموعات قرائبية/قبلية متضامنة، وبشبكات تجارية مترابطة ذات قدرة على الحركة والالتفاف تجعل الموظف أو الوالى أو الوزير يدافع عن سياساتها ومصالحها أكثر من دفاعه عن النموذج الإسلامى وعن المستضعفين من الناس.
    فالحديث إذن عن الشريحة الرأسمالية هذه لا يأتى من قبل الحسد أو الغبن، كما قد يتوهم بعض الناس، وانما يأتى الحديث عنها لأنها صارت تشكل مسار الحركة الإسلامية، وتحدد اختياراتها، واذا لم تتدارك الحركة الاسلامية أمرها بصورة جادة فانها سرعان ما تجد نفسها منقادة بقوى السوق، وسيكون أرقى مكاتبها هو مكتب التجار، وستكون أنشط عناصرها هم المقاولون ورجال و(سيدات) الأعمال، الذين يكون انشغالهم بالأرصدة والصفقات أكثر من انشغالهم بالكتاب وبالناس وبالقسط الاجتماعي، وسيصعب عليهم الاستماع الى النصائح الناعمة من أى أحد حتى ولو قرأ عليهم كل ما كتب فى أبواب الزهد والقناعة. أما القضايا الإستراتيجية الكبرى، مثل قضايا الحرب والسلام، والعلاقات الإقليمية، والسياسيات الخارجية، فستتحول في غيبة الجماعات العلمية القادرة، والمجالس التشريعية الحاذقة إلى ملفات أمنية أو إلى صفقات تجارية، وفي كلتا الحالتين فستتولاها مجموعات "أمسك لي واقطع ليك"، وهى مجموعات "براغماتية" نبتت فى داخل الحركة الاسلامية، يطيل أحدهم اللحية، ويتسربل بالملفحة الفخمة، ثم يخوض فى أسواق السياسة والإقتصاد على غير هدى أو كتاب منير.أما قضايانا الأساسية مثل تجديد الفكر الاسلامى، وبناء المناهج والنماذج، وبلورة الرؤى، وتأهيل الكوادر، ونشر الوعى، واحداث التنمية فستترك لشعراء المدائح النبوية، وللوعاظ المتجولين، ولوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن وجدت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    يقول الغزالى: اعلم أن الله عز وجل اذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فاذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، يرى أحدهم القذى فى عين أخيه ولا يرى الجذع فى عين نفسه...وكان عمر رضى الله عنه يقول:رحم الله امرءً أهدى إلى عيوبى، وكان داود الطائى قد اعتزل الناس فقيل له:لم لا تخالط الناس؟ فقال: وماذا بأقوام يخفون عنى عيوبى؟ ثم يقول الغزالى: وقد آل الأمر فى أمثالنا الى أن أبغض الخلق إلينا من ينصحنا ويعرفنا عيوبنا(الإحياء:كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلوب).

                  

04-03-2011, 11:39 AM

حاتم محمد
<aحاتم محمد
تاريخ التسجيل: 11-29-2010
مجموع المشاركات: 127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    الاخ عادل آمين
    تحية طيبة
    في الواقع لا أجد في كلمات اللغة العربية ما اصف به إحساسي , ربما هو القصور الذي تعاني منه اللغات في كل أنحاء العام , في أننا لا نستطيع أن نترجم مشاعرنا واحاسيسنا صادقة وواضحة كما نشعر بها
    لكن هؤلاء المسخ اللذين حلوا على السودان , هم في الواقع مواليد كبت طويل الأمد , ومرضى نفسيين بكل ما تحمل الكلمة من معنى
    هنا تستحضرني مقولة كان يرددها صديقنا محمد احمد شبسبة بجامعة السودان يقول فيها : السياسية ليست قذرة , لكننا نحن القذرون
    بينما هنالك مقولة أخرى , تنسب للطيب صالح الذي وصفه هؤلاء بالكاتب الإباحي , يستعجب فيها منهم , قائلاً : من أين أتي هؤلاء ؟؟؟
    وحقيقة عندما افكر فيما حدث ومايحدث , أجد نفسي بين خيارين , كلاهما مُر
    الأول :
    المطالبة بالمحاكمة والقصاص منهم
    وهذا يعني أن يستمروا في التلاعب والتضحية بكل شيء في سبيل الحفاظ على مراكز القوة كما يفعل القذافي الآن
    والثاني
    المسامحة , وبدأ صفحة جديدة
    وهذا تقصير وتجاهل , بل هو استنكار لتضحية كل الذين استصيفوا في بيوت الإشباح , فقط لأنهم يحلمون بعالم سعيد تتساوى فيه الحقوق والواجبات على اقل تقدير
    وتحت كل الأحوال أنا مازلت محتار , ولا أدري ماهو السبيل للقصاص من هؤلاء او ماذا سنفعل لهم حقيقة
    ولك مني التحية
                  

04-04-2011, 08:14 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: حاتم محمد)

    Quote: وتحت كل الأحوال أنا مازلت محتار , ولا أدري ماهو السبيل للقصاص من هؤلاء او ماذا سنفعل لهم حقيقة
    ولك مني التحية


    الاخ العزيز حاتم محمد
    تحية طيبة
    هؤلاء الناسمع ثورة العلم والمعلومات واتعرية المستمرة لتاريخهم المشين سيتجاوزهم الشعب السوداني وحتى لا يتم اعادة تدوير احزاب السودان القديم العندها نفس الماضي المشين الممتد من 1956 على كل ديمقراطي حر وشريف ان يسعى لنقل وعي 99,9% نفس انسبة التي فصلت الجنوب من اهلنا في الشمال الى تبني مشروع السودان الجديد الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية وهو المشروع الاخلاقي الوحيد الذى يشبهنا...وان مؤامرة فصل جنوب السودان من اجل شريعة مزيفة لا وجود لها واوهام الطيب مصطفى..ضيعت على السودان قوى بشرية ذكية عظيمة من ابناء السودان(الجنوبيين) وموارد ايضا.. قد تفكك السودان بالكامل اذا استمر هذا المشروع بنفس الوجوه وبنفس السلوك..
    ولكن كما نوهنا هنا منذ امد بعيد ان الشرعية الدولية قد تحسم امر هذا النظام عبر الفصل السابع بعد انتهاء اتفاقية نيفاشا في يوليو اذا ما حصل تغيير جذرى في الشمال وليس سياسة الترقيع وشد الجلد والحديث ذو شجون
                  

04-04-2011, 08:01 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: عامر باضاوي)

    Quote: الخرطوم تطلب من حزب الترابي التوسط لحل قضية ابيي


    الاخ العزيز عامر
    تحية طيبة
    واسف على التاخير
    طبعا ما اقتبسته من صحف الخرطوم المركز الصفراء هو ابلغ دليل على ازمة الاخلاق في السياسة السودانية
    عندما يصبح طبيب الاسنان رئيس اتحاد عمال ويفتي في السياسة بروفسر ابراهيم غندور
    ما علاقة ابيي بالمؤتمر الشعبي...هل ابيي فى دارفور؟
    قضية ابيي يعقدها المحسوبين على اهلنا المسيرية في جنوب كردفان من تنابلة الاخوان المسلمين الذى ضل سعيهم في الحياة الدنيا من ابناء المسيرية انفسهم في المركز الدرديري وعبد الرسول النور
    ملف ابيي جزء من اتفاقية السلام الشامل نيفاشا..ويريد المركز ان يستغل ابناء المسيرية من احفاد الحكيم بابو نمر للدخول في مصادمات مخزية مع احفاد الحكيم دينق مجوك..من اجل 10000 كيلو متر مربع تمثلها ابيي ليفقدوا امتيازات المراعي عبر الالاف الكيلو مترات داخل ارض دولة الجنوب الجديدة..
    والسؤال لماذا يخسر ابناء المسيرية هذه الامتيازات قبل قيام دولة الجنوب من اجل مركز مشوه وفاشي لا ينتمي لشعب السودان ودولة السودان بل يعيش في هذان اممي مع فلسطين و حماس وكشمير وبكو حرام وخطرفات الطيب مصطفى
    مشكلة ابيي سببها المركز ونقضه للمواثيق واعادة تفسيره لنصوص اتفاقية قد حسمت من 2005 وعلى ابناء اهلنا المسيرية الاذكياء في كرفان عزل هؤلاء الفاشلين..والاهتمام بالعلاقةالتاريخية والازلية التي تربطهم بدينكا نوك وجنوب السودان والا سيضطروا لرعي الابقار في حدائق ابريل في الخرطوم مستقبلا
                  

04-13-2011, 08:15 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    الرأسماليون الإسلاميون:
    ماذا يفعلون فى الحركة الإسلامية؟(2-2)
    د. التجاني عبد القادر [email protected]
    (3)
    كنت أقف ذات مرة أمام شباك الزكاة بإدارة المغتربين بمطار الخرطوم استكمالا لإجراءات تأشيرة الخروج.سألنى الموظف باحترام ظاهر عن مقدار راتبى الشهرى، وقبل أن أنطق بشىء لكزنى الشخص الذى كان يقف خلفى فى الصف لكزة ذات معنى،ولما التفت اليه قال بنبرة حازمة: لا تخبره بكل المرتب، قل له أن مرتبى ألفين أو ثلاثة، أصلو ديل....، ثم قال كلمة جعلت موظف الزكاة يشيح بوجهه.دفعت الزكاة كاملة والرسوم وبعضا من متأخرات الضرائب ثم خرجت وأنا أشعر بغصة فى حلقى. صحيح أننى ذهبت لشباك الزكاة لأنى كنت محتاجا مثل غيرى لتأشيرة للخروج، ولكن الصحيح أيضا أننى كنت على قناعة بوجوب الزكاة باعتبارها عبادة فى ذاتها، وباعتبار أنها قد شرعت من أجل الفقراء والمساكين الذين قد تخرجهم اضطرابات المعاش، أو تشوهات الأسواق، أو طغيان رأس المال، قد تخرجهم من دورة الاقتصاد وتوقعهم فى ذل الحاجة،أو تدفعهم فى طريق الرذيلة أو الجريمة، فيريد صاحب الشرع من خلال نظام الزكاة أن يسد حاجاتهم الأساسية، وأن يحفظ كرامتهم الانسانية، حتى يتمكنوا من الاندراج مرة أخرى فى دورة الاقتصاد.قلت فى نفسى: لماذا غابت هذه "الرؤية" وحلت مكانها "صورة" سلبية عن الزكاة وعن العاملين عليها؟ هل يعود ذلك أيضا الى عدم الشفافية والصدق؟ اذ يرى الناس دقة وانضباطا فى "تحصيل" الزكاة ولكنهم لا يرون مثل تلك الدقة والانضباط فى "توزيعها"، يرى الموظف أن الزكاة تؤخذ منه على "دائرة المليم" ولكنه حينما يذهب الى قريته ويتعلق به الفقراء والمساكين وأولو القربى، فلا يصادف منهم من تلقى شيئا من الزكاة طيلة حياته الدنيا، فيقول فى نفسه: اذا كانت زكاتى لا تكفى فأين زكاة العمارات والمصانع والماكينات والفنادق والشاحنات والطائرات، ثم أين زكاة الذهب والنفط، ألم يقل سبحانه وتعالى(يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقناكم ومما أخرجنا لكم من الأرض)، أليس النفط "ركازا" أخرجه الله من الأرض، أو ليست زكاة الركاز الخمس(20%) كما ورد فى الحديث؟
    على أن الزكاة مهما تنوعت مصادرها وتكاثرت أقدارها ووزعت بالقسط ليست الا جزءا من رؤية اجتماعية-اقتصادية متكاملة؛ رؤية يعلو فيها الإنسان والعمل على المال، ويغلب فيها التضامن والتكافل على المحاصصة والأثرة، رؤية منحازة للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فهل نحن نملك هذه الرؤية؟وهل نحن جادون فى تطبيقها؟ سؤال نوجهه الى أنفسنا فى الحركة الاسلامية، ثم الى "الفريق" من مفكرينا الاقتصاديين وعلمائنا الشرعيين الذين ظلوا على رأس المصارف الإسلامية وديوان الزكاة وهيئة الأوقاف ووزارة المالية والتخطيط الإقتصادى ردحا من الزمن. هل منهم من يملك بالفعل رؤية إسلامية للاقتصاد، أم أن جل ما يعتمدون عليه هو صيغة "المرابحة" التى عثروا عليها جاهزة فى حاشية ابن عابدين فصارت وصفة سحرية تستخدمها البنوك الاسلامية فى تعظيم أرباح عملائها من الرأسماليين، ثم أضافوا اليها فتوى بعض علماء الأزهر بوجوب أخذ الزكاة من الموظفين دون انتظار الحول، ثم أضافوا لهما "روشتة" البنك الدولى برفع الدعم وتحرير الأسعار، أهذا هو الإقتصاد الإسلامى؟
    ان السؤال عن البعد الإسلامى فى السياسات الاقتصادية(ولا أقول البديل الاسلامى)ليس من نوافل القول أو فضول الكلام، وانما هو سؤال يتعلق بعلة وجود الحركة الاسلامية ذاتها كحركة اجتماعية-سياسية تتصدى للاصلاح والنهضة، غير أن الفريق الاقتصادى الحاكم، مثله مثل الفريق الأمنى، لا يهتم كثيرا "بالمرجعية الإسلامية"، ويعتبر ما نقوله ضربا من "الكلام الفارغ"، ولقد هالنى أن اطلعت ذات مرة على مقابلة مع واحد من القيادات الإقتصادية الاسلامية. كانت المقابلة تهدف لقراءة "ذهنية" النخبة الإسلامية المتحكمة فى القطاع الإقتصادى، وذلك أهم عندى من قراءة الأرقام التى يحيلوننا اليها، اذ بدون معرفة "الذهنية" يصعب علينا أن نتعرف على مرامى السياسات والخطط. كان السؤال المحورى فى المقابلة: ما معنى انتهاجكم سياسة اسلامية فى الإقتصاد؟وما هى المقومات الإسلامية فى الإقتصاد السودانى؟ وهو سؤال جيد فى نظرى لأنه يحاول أن يكتشف عما اذا كان الاقتصاديون الإسلاميون يملكون بالفعل رؤية أو "نموذجا"، وعما اذا كان ذلك النموذج المستبطن فى ذهن المخطط يرتكز بصورة واعية او غير واعية على مذهب إسلامى فى الإقتصاد، أم أنهم يسيرون على أهزوجة الشعار التى صاحبتنا طيلة العقود الماضية؟ وجه السؤال بصورة مباشرة لأحد وزراء الدولة آنذاك فى وزارة المالية، وهو رجل يحمل الدكتوراة فى مجال الإقتصاد، وظل لفترة طويلة يشغل مناصبا تنفيذية عليا فى القطاع الاقتصادى باختيار من قيادة الحركة الاسلامية والدولة،فأجاب على السؤال كما يلى: "هذا سؤال كبير يحتاج الى ندوة، ولكن التصور الإسلامى الكامل معروف، والمبادىء الاقتصادية تنطلق من التصور الاسلامى حول حقيقة هذا الكون من ربه والى أين يسير، وينطلق أيضا من المبادىء الأساسية فى القرآن والسنة والمعاملات وفى الاقتصاد..أنتهى"،
    والسؤال لم يكن بالطبع عن التصور الاسلامى العام للكون، أو المبادىء الكلية التى قررت فى القرآن والسنة، وانما كان عن "الطريقة" التى يتم عبرها تجميع وتنظيم تلكم التصورات الاسلامية العامة وتحويلها الى رؤية اسلامية-اقتصادية متماسكة تستوعب خصوصيات المعاش فى المجتمع السودانى بأوضاعه الراهنة،ثم ربطها بالخطط الإقتصادية الجزئية التى يشرف عليها سعادة الوزير، وما اذا كان لمثل هذه العملية نتاج معرفى ملموس يجعل الوزير وحكومته يعلنون على الملأ انهم ينتهجون سياسة اسلامية فى الاقتصاد، ولكن الوزير لم يشأ أن يواجه السؤال، ليس لجهله، وانما لمعرفته التامة بأن النخبة الرأسمالية التى يمثلها، والتى صارت تهيمن على مفاصل الدورة الاقتصادية فى الريف وفى المدن، لا ترى لها مصلحة فى استنباط مذهب اسلامى واضح فى الاقتصاد، لأن المذهب الاسلامى يضع محددات أخلاقية وقانونية على الثروة، كما يضع التزامات اجتماعية عليها، والشريحة الرأسمالية تريد أن يكون السوق "حرا" من هذه المحددات والإلزامات حتى تستطيع أن تعظم أرباحها كيفما تشاء؛ أى أن الشريحة الرأسمالية لا تريد "رؤية" اسلامية متماسكة، وانما تريد "شعارا" فضفاضا( أو قل ماركة تجارية) تحرك به العاطفة الدينية، وتستقطب به رؤوس الأموال.أما السذج من أمثالنا، والذين دخلوا فى الحركة الإسلامية على أمل أن يتمكنوا من بلورة برنامج اسلامى للتنمية الإقتصادية المتوازنة والعدل الإجتماعى، أو على أمل أن يوصلوا أصوات الفقراء المستضعفين الى مسامع السلطة، هؤلاء الساذجين عليهم أن يبحثوا عن طريق آخر، فالرأسمالية المتوحشة قد استولدت لها أنصارا فى صفوفنا الأمامية.
    (4)
    ويبقى السؤال الكبير: لماذا صار الانسان فى السودان على هذه الدرجة من الفقر حتى أنه صار يحتاج الى الصدقة والزكاة؟ ألم يكن القطاع الأكبر من الأسر فى الريف السودانى ينتج موادا غذائية تكفى حاجته المباشرة دون دعم من أحد؟ فكيف تحطمت تلك الوحدات الإنتاجية التى كان يعتمد عليها الوجود المادى للمجتمع، والمتمثلة فى الأسرة ذات المزرعة والمراح في القرية السودانية؟وكيف تبدل نمط الإنتاج التقليدى ومن الذى استفاد من ذلك؟ الأسباب عديدة ومتنوعة ولكن تأتى على رأسها أربعة: أولها الهجمة الهائلة التي قامت بها الأسواق الرأسمالية منذ زمن طويل في اختراق المجتمعات الزراعية والرعوية في الدول النامية وإدراجها في نظمها النقدية والصناعية بحيث صارت المزارع والمراعي في الدول النامية موارداًً رخيصةً لاحتياجات الصناعة الغربية من المواد الخام، دون اعتبارٍ لما يصيب البيئة من تخريب أو لما يصيب العامل من ضرر، فصار المزارعون والرعاة في الدول النامية ينتجون سلعا ً لأسواق عالمية لا قدرة لهم في التحكم فيها، ولا معرفة لهم بما تتعرض له من تقلبات، وما ينشأ فيها من تطورات، ودون أن يكون لهم بديل آخر يلوذون به؛ وثانى الأسباب هو إلحاح الدولة الوطنية، في مرحلة ما بعد الاستقلال السياسي، في الطلب على السلع الزراعية التي توفر عائدا ً نقديا ً بالعملات الأجنبية، لكي تتمكن من تغطية نفقاتها المتصاعدة، ليس في المجال التنموي ولكن في المجالات العسكرية والأمنية، على أن اعتماد الدولة شبه الكامل على قطاع الزراعة والرعي لم يقابله استثمار من قبلها في مجال البنيات الأساسية أو الأبحاث الزراعية والصناعية أو الحماية البيئية أو الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها الريف "المخزن"؛ وثالث تلك الأسباب هو تشريد المزارع التقليدي واخراجه من الأرض، وظهور المزارع "التجاري" والمشاريع الزراعية التجارية، حيث يكون الاعتماد على رأس المال والآلات الحديثة أو العمالة الرخيصة؛ وآخر تلك الأسباب هو ضمور القطاع الصناعي الوطني وعجزه المستمر، إذ لم تستطع الدولة أو الرأسمالية المحلية المرتبطة بها أن توطن أي صناعة من الصناعات الاستراتيجية أو تنفذ خطة مناسبة للنهضة الصناعية. فكان لزاما ً أن يؤدي تدهور القطاع الصناعي وعجزه إلى تدهور أكبر في القطاع الزراعي.
    وكانت النتيجة، كما هو متوقع في مثل هذه الحالة، أن يتم الفصل بين المزارع التقليدى والأرض من جهة، ثم يفصل بينه وبين أدوات الإنتاج ورأس المال من جهة ثانية، فيجبر عدد كبير من المزارعين والرعاة ليصيروا عمالا ً مؤقتين في قطاع صناعي كسيح ليست له قدرة على البقاء فضلا ً عن النمو وامتصاص العمالة الفائضة، أو جنودا فى الجيش والشرطة والسجون، أو "خفراء" فى قطاع المنشئات والمبانى،أو يتركون فى قارعة الطريق، حتى صار من المألوف فى السودان أن ترى الرعاة يتجولون بلا ماشية، وأن ترى المزارعين يتحولون الى باعة فى شوارع العاصمة تطاردهم البلدية، وترى نساءهم يتحولن الى بائعات للشاى والقهوة فى نواصى الطرقات. وكما انقطعت الصلة فى الريف السودانى بين المزارع و الأرض وبين الراعى والماشية، فقد انقطعت الصلة كذلك فى المدينة بين العمل و الأجر، فصارت الوظيفة حقا يطالب به المتخرجون فى المدارس و الجامعات سواء وجدت أعمال يؤدونها فى المقابل أو لم توجد، فاذا نال أحدهم وظيفة وجدها لا تسد رمقا ولا ترضى طموحا، واذا لم يجدها علق آماله بالحصول على عقد للعمل فى دول الجوار الغنية بالنفط، أو وقف أمام السفارات طلبا للهجرة، وصار كل هؤلاء، من وجد ومن لم يجد، ومن تعلم ومن لم يتعلم، يمثلون "فائضا بشريا" دائما، ومليشيات عسكرية جاهزة، تتغذى منها الحركات المتمردة فى شرق البلاد وغربها، وتحولها الى جيوش تقاتل بهم إخوانهم المستضعفين الذين سبقوهم بالإنخراط فى الجيش والشرطة طلبا للمعاش، وهذه بالطبع ظاهرة فريدة فى نوعها، ومؤلمة لمن تأملها، إذ نرى "البروليتاريا المسلمة" تنقسم على نفسها، ويقوم بعضها بضرب رقاب بعض، فى غفلة تامة عن القاعدة الإجتماعية الواحدة التى ينحدرون منها، وفى جهل بطبيعة العدو الإستراتيجى الذى يستهدفون.
    تلك هى اذن عملية الإستنزاف المستمر، والتحطيم البنيوى، والإفقار المتعمد للريف السودانى، وتلك اذن هى ثمارها المرة، والتى ساهمت فى انتاجها الرأسمالية العالمية والشريحة الرأسمالية المحلية(اسلامية وغير اسلامية)، وذلك من خلال هيمنتها على مفاصل الدورة الاقتصادية في الريف وفي المدن وفي الأسواق الإقليمية، ومن خلال ارتباطاتها القوية بالمصارف والشركات ومراكز السلطة السياسية، مانعة بذلك قطاعات واسعة من الجمهور من الانخراط فى دورة الاقتصاد، ودافعة أعدادا مهولة من السودانيين نحو الهجرة الجبرية المتواصلة الى المدن، أو الى المليشيات المتمردة، أو نحو الثورة الإجتماعية الكامنة التى لا يعرف مداها ومآلاتها أحد الا الله.
    إن تفكيك النظام الاجتماعي والاقتصادي في الريف وما صحبه ولحق به من تهجير جماعي مفزع من الريف إلى المدن لم تصحبه كما هو معلوم ثورة صناعية توفر قاعدة جديدة للإنتاج، كما لم تسنده قاعدة تعليمية أو تكنولوجية توفر مهارات ومعارف تفتح منافذ بديلة للمعاش، فشكل ذلك الوضع حالة من الاحتقان النفسي والانفراط الاجتماعي جعلت الجميع يحلمون باسترداد هوية ضائعة وثروة مسلوبة، فلم يجدوا أطرا تستوعب تلك الأشواق سوى المليشيات العرقية المسلحة، أو التنظيمات السياسية المتطرفة؛ اذ أن البحث عن " الهوية الضائعة " وعن" الثروة " المسلوبة يعملان معاً في صناعة ايديولوجيه "المفاصلة"، سواءً كانت مفاصلة دينية أو عرقية، وهي الأيديولوجية التي تسوغ لأصحابها الانقضاض على السلطة، وقد ينجحون في ذلك بالفعل ولكنهم سينتهون،عاجلاً أو آجلاً،إلى النتيجة نفسها التي انتهى إليها الإنقلابيون من قبلهم وهي أن المشكل الاجتماعي-الاقتصادى الراهن لا يمكن أن يحَّل عن طريق البتر العسكري أو الإقصاء العرقى أو الدينى.
    (5)
    على أن المشكلة لا تقف عند هذا الحد،اذ أن القاعدة الإنتاجية التقليدية المشار اليها آنفا، لن تعود الى الريف وتستأنف عمليات الإنتاج لمجرد وجود الطرق والجسور(والتى تجتهد الحكومة فى بنائها)، ولكن وعلى افتراض عودتها وممارستها للانتاج فانها لن تستطيع تحت هيمنة الرأسمالية الشرسة واقتصاد السوق غير المقيد أن تلبى حاجاتها الاقتصادية المباشرة فضلا عن أن تلبى حاجاتنا القومية من السلع الزراعية، وسيترتب على هذا أن توجه جل الموارد القومية المتحصلة من عائد النفط لاستيراد السلع الغذائية والصناعية التي ترد من الأسواق الخارجية، ولإسترضاء المليشيات المسلحة، ودفع استحقاقاتها وتعويضاتها، مما يؤدى لاختلال مستمر فى ميزان المدفوعات، ولنضوب الاعتمادات التي يمكن أن توجه الى قطاعات الإنتاج الزراعي و الصناعي، فتزداد هذه القطاعات تحطما على ما كانت عليه، وسيزداد لدينا عندئذ عدد المزارعين الذين لا زراعة لهم، والعمال الذين ليست لدينا مصانع تستوعبهم، والخريجين الذين ليست لدينا وظائف لهم، وسيشكلون جميعا، وقد انحل ترابطهم الاجتماعي القديم وتناثرت تنظيماتهم التقليدية، حزاما متجددا من الفقر والإحباط يحيط بالعمارات الشاهقة التي يتبارى في تشييدها الأغنياء القدامى والجدد.
    والسؤال هنا:هل يمكن إحداث نوع من التكامل البنيوى بين المزارع التقليدي والأرض البور والنخب الإجتماعية الحديثة ذات الكفاءة المهنية والقدرة الإدارية المتطورة حتى يتم إحياء القاعدة الإنتاجية التي يقوم عليها المجتمع؟ أم أن عائدات النفط وما ينتج عنها من فرص استثمارية ستصب فى جيوب النخبة الرأسمالية ذاتها؛ النخبة التى لا ترغب فى تطوير برنامج تنموى إسلامى، ولا ترغب فى الدخول فى العمليات الإنتاجية الإستراتيجية(زراعة وصناعة) وتفضل الإستثمار المضمون فى قطاع العقارات والخدمات والإستيراد؟ لأنه وما لم يتم إدراج القوى الريفية التقليدية (التى أخرجت من ديارها، وأبطلت طرائق معاشها) في البنية الاقتصادية الحديثة، وما لم تتم إعادة الشرائح الرأسمالية الجديدة الى قطاعات الإنتاج الاستراتيجي، فان الفجوة بين هاتين الفئتين ستتباعد وقد تتحول الى تناقض أساسي بين الدولة والمجتمع قد يتبلور في اتجاه الثورة الاجتماعية الشاملة.
    ولكن ما هو الدور المتبقي للدولة؟ هناك من يقول ان الدولة في العالم الثالث في عهد العولمة الأمريكية الذى نشهده مهددة بالتلاشى والزوال، على أية حال، سواء كانت اسلامية أو لبرالية، اذ من المؤكد أن تجد نفسها دائما غير قادرة على التحكم فى الرأسمالية المحلية أو توجيه مساراتها نحو انتاج السلع الأساسية التى يمكن أن تدفع في اتجاه التنمية القومية؛ وستجد نفسها (ثانيا) غير قادرة على إحداث تنمية اقتصادية عن طريق الصناعة والتقانة بصورة مستقلة؛ وستجد نفسها (ثالثا) غير قادرة(حتى ولو أنتجت سلعا أساسية كالسلع الزراعية) على المنافسة في السواق العالمية، اذ أن فائض الإنتاج الزراعى في الدول الصناعية الكبرى، والذى تقف وراءه بقوة إتحادات المزارعين ووكلائهم في المجالس التشريعية في الديقراطيات الغربية لا يتيح فرصة حقيقية لأى دولة نامية أن تجد سوقا لمنتوجاتها الزراعية، أما اذا كانت تلك الدولة النامية ذات شعار اسلامى كحالتنا هذه فسوف يتعذر عليها أن تجد منفذا للأسواق العالمية ما لم تتخلى عن الحواجز الثقافية و الأخلاقية التي يفرضها مشروعها الإسلامى.
    فهذه كما ترى أمور شديدة التعقيد، لا يحلها خبير اقتصادى واحد، أو فريق من التكنوقراط، أو فقيه تخصص فى باب البيوع، وانما يحتاج الأمر الى قاعدة فكرية وعلمية راسخة يعهد اليها ببناء رؤية متعمقة للتنمية القومية- تصورا فكريا، وتخطيطا استراتيجيا، وإدارة علمية، كما يحتاج الى شريحة إجتماعية رائدة ذات رغبة صادقة فى احتضان عمليات التنمية، توطينا للصناعة والتكنولوجية،وتشجيعا ورعاية للعلماء والمخترعين، ورد اعتبار للزراعة والرعى؛ وتحتاج علاوة على هذا لقيادة سياسية مترفعة عن الولاءات العشائرية الضيقة ومتجردة للمصلحة القومية، فتناط بها عمليات التعبئة الشعبية و التنسيق المؤسسي والتشريعي لإنجاز العملية التنموية على قواعد العدل الاجتماعي.فهل يستطيع الرأسماليون الإسلاميون أن يقوموا بهذه العمليات؟
    ان الإقتصاديين الاسلاميين سيفقدون كل مشروعية للبقاء فى قمة الهرم الاقتصادى أو فى قيادة الحركة الإسلامية ما لم يقوموا بتطوير أطروحة فكرية اسلامية متماسكة يجاب فيها على هذه التساؤلات، وترفع فيها هذه التناقضات، ثم يبلوروا فى ضوء ذلك برنامجا اجتماعيا-اقتصاديا ينحاز بصورة واضحة للطبقات الدنيا فى المجتمع، أما اذا بقوا على حالهم هذه، وتركت سياسات الدولة ومؤسساتها الاقتصادية تحت تصرفهم وتصرف مجموعات المصالح الخاصة المرتبطة بهم فان ذلك سيكون فى تقديرى أمرا شديد الضرر على المستوى التنظيمى الخاص بالحركة الإسلامية وعلى المستوى القومى العام.
    ولكن، وحتى لا تبلغ الأمور نقطة اللاعودة فإن الحكمة والحاجة يقتضيان أن تكف الحركة الإسلامية عن تعلقها بالنخبة الرأسمالية، وأن تعلق أملها بالله وبالناس، وأن تبدأ بصورة جادة فى إعادة النظر فى برنامجها الاجتماعى-الاقتصادى، فالعمل من خلال القضايا الاجتماعية المحورية(الفقر والمرض والعجز والبطالة والجريمة والطفولة والأمومة ونحوها)هو الذى يعمق الوعى بالرؤية الإسلامية،ويرهف الحس الاجتماعى-الانسانى، وينمى الروح، ويقود الى التلاحم بين شرائح المستضعفين، ويرفع التناقضات المتوهمة بينهم، وهو خير من انتظار نهايات للحرب الضروس بين داحس القصر وغبراء المنشية.

    ......
    هذا البوست برعاية برنامج(حتى تكتمل الصورة)
                  

04-13-2011, 08:23 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    اذا كانت احزاب السودان القديم المناؤة للمؤتمر الوطني
    لها نفس الماضي المشين بشهادة المحجوب ومحمود محمد طه ومنصور خالد وابراهيم بدري ومحمد سليمان وفتحي الضو والتجاني عبد القادر والمحبوب عبدالسلام وعبدالسلام نور الدين وعمر شريكيان وعمر القراي والنور حمد وشوقي بدري وكل وجل كتاب موقع سودانيل
    لماذا يطرحون انفسهم كبضاعة جديدة مع قوى السودان الجديد(قطاع الشمال وحركات الهامش)
    خاصة شهادة اللواء عبدالرحمن فرح الاخيرة وثقافة اغتيال الخصوم السياسيين المنحطة والدخيلة على المجتمع السوداني
    ولى القصة
    الفيك بدر به والعيب اقدل به
    والله مسكين شعب الله المحتار
    لا وصل مرحلة من التسامي الى اكسجين السودان الجديد ولا رضا ينحط في نتروجين السودان القديم في مقام اسفل سافلين
                  

04-13-2011, 08:26 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    فرض تحريم الفائدة البنكية منذ البداية لم يكن شرعياً والان لم يعد دستورياً


    طه ابراهيم / المحامي


    الجميع يعلم انه في اول التسعينيات قامت الانقاذ بتحريم الفائدة البنكية وقهرت كل السودانيين على الالتزام والعمل بهذا التحريم دون مشاورة الشعب السودانى او استفتائه في امر خطير كهذا، اذ قام بضع عشرات من الضباط والجنود باجبار كل الشعب السودانى بفوهة البندقية وسطوة السلطة على تنفيذ فتوى فقهائهم بان هذه الفائدة حرام دون الالتفات الى وجود ثقل غير مسلم بالسودان، ودون اعتبار لرأى المسلمين الذى يخالفون فقهاء السلطان في تفسيرهم بأن هذه الفائدة حرام.
    نتج مباشرة عن هذا التحريم ان بدأت البنوك تعمل بالمرابحات والمضاربات والمشاركات التى لم يوضع لهامش ربحها حد ادنى او سقف اعلى، ولهذا فرضت البنوك هوامش ربح كان متوسطها يتراوح بين 4% الى 5% في الشهر، وبذلك بدأ تدمير الصناعة والزراعة في السودان.
    في كل انحاء العالم وخاصة في البلدان النامية لا يوجد رجل اعمال يريد ان ينشئ صناعة جديدة يملك نقداً كل الاموال الكافية لاقامة المصنع، بل يكون دائما في ذهنه انه بعد ان قطع شوطاً في بناء المصنع يلجأ الى البنوك ليحصل على قرض يكمل به المصنع، وبطبيعة الغرض من القرض فانه لابد ان يكون طويل الامد بفائدة قليلة ومعقولة لا ترهق او تحمل المصنع اعباء لا يستطيع الوفاء بها وهو امر مستحيل في ظل هامش ربح المرابحات، وقانون بيع الاموال المرهونة للمصارف فيصرف النظر عن اقامة المصنع. اما من كان يملك مصنعاً ولنقل انه معصرة لزيوت الطعام فان الواقع يقول بان صاحب المصنع يحتاج في بداية كل موسم الى مبلغ طائل لتمويل مدخلات الانتاج وخاصة شراء الحبوب الزيتية وهو مبلغ لا يقل في المتوسط لمعصرة متوسطة عن مائة مليون دينار، والواقع يؤكد انه يستحيل ان يكون لصاحب المصنع مثل هذا المبلغ نقداً في حسابه، فيذهب الى البنك للحصول على التمويل وهناك يفاجأ بان عليه ان يدفع 60% في السنة هوامش مرابحة، فاذا اضفنا اليها ما ينبغى ان يحصل عليه صاحب المصنع من ربح، والاصل انه ينبغى الا يقل عن ربح البنك اي ان القرض الذى يسمى صفقة مرابحة ـ لابد ان يدر ربحاً قدره 120% في السنة، ونتساءل هل هناك صناعة في العالم كله يمكن ان تدر هذا القدر من الربح ؟ حاول البعض في البداية ان يغامر فاذا به ينتهى اما الى السجن او بيع المصنع او في احسن الاحوال قفل المصنع وتشميعه لحين فرج بزوال سلطة الانقاذ ويبحث له عن عمل آخر لاكل العيش.
    واذا ذهبنا الى اي منطقة صناعية ولنقل انها الخرطوم بحرى فأننا سنجد البوم ينعق في مبانى المصانع.
    والامر لا يختلف في الزراعة فكل مزارع في بداية الموسم يحتاج الى تمويل لحراثة الارض وشراء التقاوى واستئجار التركتورات والزراعات واخيراً الحاصدات فاذا به يفاجأ ايضا ان البنك يطلب منه 60% في سنة هامش مرابحة الامر الذى انتهى بالمزارعين الى بيع مزارعهم او منازلهم او دخول السجون وبوار الزراعة.
    استمرت مقادير هوامش المرابحات متروكة لتقدير البنوك حتى عام 1995 حيث صدر المنشور رقم ب س/محافظ/65/9/ب المؤرخ 31/12/1995 يقرر وجوب ان يكون الحد الادنى لهامش المرابحات هو 36% في السنة، وفي 1997 رفع الحد االدنى الى 40% وانقص الحد الادنى في عام 98 الى 30% واستمر الحال كذلك حتى نهاية الالفية الثانية حيث تم تدمير القطاعين الصناعى والزراعى تماما.
    لم يستطع احد ان يقاوم هذا التخريب المتعمد لان الانقاذ كانت بالمرصاد والبندقية وبيوت الاشباح وبالسياط تحرس استمرار التخريب للصناعة والزراعة حتى جاء عام 1998.
    وتجدر الاشارة بان المهنة الوحيدة التى ظلت تربح هى تجارة الاستيراد حيث ظل التجار يرفعون اسعارهم حسب ارتفاع سعر الدولار ومن ثم انفلت غول الغلاء الطاحن وسحق المستهلكين وبطبيعة الحال فاننى لست غافلاً عن الطرق الاخرى لتكديس وتراكم ثروات تجار الانقاذ مثل تفادى دفع الجمارك تحت حجة الاستيراد للجمعيات الخيرية او الحصول على الامتيازات والاعفاءات الجمركية تحت مظلة الاستثمار وبعدها تباع البضائع في السوق باقل من اسعار الاخرين، فيفلس الاخرون وتزداد ثروات تجار الانقاذ.
    * اجتهاد غير ملزم :
    وفي تاريخ ميلاد الانقلاب الانقاذى في 30/6/1989 صدر دستور الانقاذ لسنة 1998 الذى حاولوا به تحويل حراسة الخراب من البندقية الى الدستور حيث قررت المادة 65 من ذلك الدستور ان : (الشريعة الاسلامية واجماع الامة استفتاء وعرفا هى مصادر التشريع، ولا يجوز التشريع تجاوزاً لتلك الاصول، ولكنه يهتدى برأى الامة العام وباجتهاد علمائها ومفكريها ثم بقرار ولاة امرها).
    واعلنت الانقاذ ان اجتهاد علمائها افضى الى فتوى ان الفائدة البنكية ربا من وجهة نظر الشريعة الاسلامية ومن ثم فان حظرها يتفق مع الدستور بموجب المادة 65.
    واول ما نلاحظه ان الفتوى بان الفائدة البنكية ربا هى فتوى مجتهد اذ لا يوجد نص من القرآن او الحديث يقول بان الفائدة البنكية هى الربا المحرم في القرآن او السنة، وانا هنا لن اقوم بمناقشة اسانيد هذه الفتوى او التعرف على مدى صحتها، بل كل ما اود قوله ان هناك فتوى من جهة اكثر تأهيلاً من الناحية الشرعية ممن اصدر فتوى الانقاذ واعنى به الشيخ الدكتور طنطاوى شيخ الازهر بمصر ومعه العديد من علماء الازهر، فجميعهم افتوا بان الفائدة البنكية ليست الربا المشار اليه في القرآن، وسبب الخلاف في الفتاوى ان الشريعة الى ان قفل باب الاجتهاد فيها لم تعرف النظام المصرفى او الفائدة البنكية او طبيعتها او اغراضها او نوعية الاقتصاد الذى افرز ضرورتها.
    والمبدأ الراسخ في الشريعة الاسلامية ان اجتهاد مجتهد غير ملزم لمجتهد آخر، والناس احرار في الاخذ باي الاجتهادين، ولا يجوز شرعاً فرض اجتهاد شخص او حتى مجموعة اشخاص على المجتهدين الاخرين او على الناس جميعا، هكذا اعلنها الامام مالك عندما اريد فرض كتابه الموطأ كقانون لكل الدول الاسلامية اذ رفض ذلك على اساس ان ما جاء بكتابه هو اجتهاد لا يجوز فرضه على المجتهدين الاخرين، كما لا يجوز الزام كل المسلمين به لان من حقهم ان يختاروا الاجتهاد المخالف لاجتهاده، ولهذا فان فرض تحريم الفائدة البنكية على كل المسلمين اي فرض اجتهاد فقهاء الانقاذ امر غير شرعى في وجود اجتهاد آخر مخالف اذ يحق للمسلمين اتباع الاجتهاد الآخر ورفض اجتهاد فقهاء السلطان.
    مما سبق يتضح خطأ الرأى القائل بان تحريم الفائدة البنكية يعتمد على النص الدستورى القائل بضرورة عدم تجاوز الشريعة عند وضع التشريعات، فاباحة الفائدة البنكية لا تشكل تجاوزاً للشريعة بينما فرض تحريمها على كل المسلمين والزامهم بهذا التحريم هو الذى يشكل انتهاكاً لمبدأ راسخ في الشريعة الاسلامية.
    * وجاء الدستور الانتقالى :
    في واقع الامر فان الدستور الانتقالى الصادر في 9/7/2005م ازال تماماً الحجة الواهية التى اعتمد عليها الانقاذيون في تحريمهم للفائدة البنكية عندما زعموا ان التحريم يستند على المادة 65 من دستورهم.
    نص الدستور الانتقالى في المادة 5(1) على ان (تكون الشريعة الاسلامية والاجماع مصدراً للتشريعات التى تسن على المستوى القومى وتطبق على ولايات شمال السودان) ولابد ان القارئ لاحظ الفرق الهائل بين نص دستور 98 والنص الوارد في الدستور الانتقالى، ففى دستور 98 كانت الشريعة والاجماع هى مصادر التشريع، كما قررت مادته 65(انه لا يجوز تجاوز هذه المصادر، وحتى هذه المصادر يهتدى الى احكامها بواسطة اجتهاد علماء الامة ومفكريها وولاة امرها).
    اما الدستور الانتقالى فانه يقرر ان تكون الشريعة مصدراً للتشريعات اي انها مصدراً من مصادر التشريع الذى قد تكون له مصادر اخرى عديدة، فهى ليست المصدر ولهذا يجوز تجاوزها عند التشريع.
    ويجدر ان نلاحظ ان القول بان منظومة قانونية تشكل مصدراً للتشريع لا يعنى ان تكون تلك المنظومة هى التشريع، ولا ان احكامها هى نصوص تشريعية، بل كل ما تعنيه انه يجوز اخذ تشريع ما من احكام تلك المنظومة.
    والغريب في الامر ان يقصر تطبيق النص على ولايات شمال السودان، ولو كنت مكان الاخوة في الحركة الشعبية لما اعترضت على سريان النص على كل ولايات السودان بما فيها جنوب السودان لان النص لا يستوجب فرض الشريعة، والقول بان تكون الشريعة مصدراً للتشريعات ليس فيه اي عيب قانونى، اذ من المعروف قانوناً ان الشريعة الاسلامية تشكل واحداً من اهم المصادر التاريخية للتشريع، وهى تدرس في كليات الحقوق العلمانية بهذه الصفة، وقد سبق ان اخذ القانون المدنى الفرنسى الكثير من القواعد القانونية من منظومة الشريعة الاسلامية.
    ان الامر الواجب تنفيذه هو النص على الحقوق والحريات الاساسية في صلب الدستور، وهذا ما فعلته اتفاقية السلام ومن بعدها الدستور الانتقالى، وبذلك صار تطبيق وثيقة الحقوق مقدم على اي نصوص تؤخذ من اي مصدر من مصادر التشريع وذلك لانه سواء اخذ التشريع من الشريعة او اخذ من اي مصدر آخر فانه يخضع لهيمنة وحاكمية نصوص الدستور، فالمادة الثالثة من الدستور تقرر ان (الدستور القومى الانتقالى هو القانون الاعلى للبلاد .. وتتوافق معه جميع القوانين) كما تنص المادة 27(4) بان (تنظم التشريعات الحقوق والحريات المضمنة في هذه الوثيقة ولا تصادرها او تنتقص منها) وتكرر المادة 48 ذات المعنى بقولها بانه (لا يجوز الانتقاص من الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذه الوثيقة) ومن هنا يأتى التساؤل مشروعاً هل قهر كل السودانيين المسلمين من غير اتباع فقهاء الانقاذ وجيمع غير المسلمين على التعامل بالصيغ الاسلامية الشرعية من مرابحة ومضاربة ومشاركة على اساس وجوب الخضوع لفتوى فقهاء الانقاذ بان الفائدة البنكية هى الربا المحرم في الشريعة الاسلامية، هل هذا القهر دستورياً بعد ان عرفنا انه ليس شرعياً ؟
    نقول انه قهر لانه محظور اقامة بنك يعمل بالفائدة البنكية، ولهذا فان كل البنوك العاملة الان في السودان تعمل بالصيغ التى صدرت الفتوى بانها شرعية وبما ان الناس لا يمكن ان يستغنوا عن التعامل مع البنوك فانهم يكونون مقهورين ومجبرين على التعامل بهذه الصيغ التى وصفت بانها شرعية.
    الدستور الانتقالى لسنة 2005 تبنى وثيقة الحقوق في مواده من 27 الى المادة 48 حيث نجد المادة 31 في وثيقة الحقوق تقرر ان (الناس سواسية امام القانون، ولهم الحق في التمتع بحماية القانون دون تمييز بينهم بسبب العنصر او اللون او الجنس او اللغة او العقيدة الدينية او الرأى السياسى او الاصل العرقى).
    كما تقرر المادة 38 انه :
    (لكل انسان الحق في حرية العقيدة الدينية والعبادة ..)
    وتقرر المادة 27(3) ان :
    (تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الانسان والمصادق عليها من قبل جمهورية السودان جزءاً لا يتجزأ من هذه الوثيقة).
    وتجدر الاشارة بان السودان قد صادق على العهدين الدوليين الاول الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والثانى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
    تقرر المادة 26 من العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية ان :
    (كل الناس سواسية امام القانون، ولهم الحق دون تمييز لحماية متساوية من القانون، وفي هذا الصدد على القانون ان يحظر اي تمييز وان يضمن لكل الاشخاص حماية متساوية وفعالة ضد التمييز المبنى على اي سبب كان كالعرق او اللون او النوع او اللغة او الدين ..)
    وتعرف المادة الثانية من اعلان القضاء على كافة اشكال عدم التحمل والتمييز المبنى على الدين او العقيدة تعرف التمييز المبنى على الدين بانه :
    (اي تمييز او اقصاء او تقييد او تفضيل مبنى على الدين ويكون من غرضه او تأثيره محو او اضعاف الاعتراف او التمتع او ممارسة حقوق الانسان او حرياته الاساسية على اساس من المساواة).
    مما سبق يتضح ان قهر كل السودانيين على الخضوع لفتوى فقهاء الانقاذ من ان الفائدة البنكية ربا هو اولاً بالنسبة لغير المسلمين يعد تمييزاً او تقييداً او اقصاء بل هو ايضا قهر لغير المسلمين على الخضوع لاحكام القرآن كما فسرها فقهاء الانقاذ، كما انه يشكل محوا للتمتع بالحق في حرية الدين بالمساواة مع الاخرين لانه يجبرهم على التعامل بصيغ مأخوذة من دين لا يؤمنون به، وهو ايضا تفضيل للمسلمين الانقاذيين بفرض تفسيرهم على المسلمين غير الانقاذيين وعلى غير المسلمين جميعا، وهو ثانياً بالنسبة للمسلمين الذين يحق لهم تفسير دينهم بحرية ودون الخضوع لتفسير مسلم آخر هو ايضا اقصاء لهم وتمييز من شأنه اضعاف ومحو التمتع بالحق في حرية الدين على اساس من المساواة مع الاخرين.
    ولعل الاهم ان نشير بان فرض عقيدة الانقاذيين باعتبارها هى الشريعة الاسلامية على كل الناس المسلمين غير الانقاذيين وغير المسلمين هو اخلال خطير بحق المساواة امام القانون دون تفرقة بسبب الدين، فالناس جميعا من حقهم ان يتمتعوا بحماية القانون دون تمييز اي على اساس من المساواة التامة، بينما القانون الذى فرض التعامل بالصيغ الاسلامية والغى الفائدة البنكية على اساس انها ربا قانون يعلى عقيدة الانقاذيين بفرض تفسيرهم على كل الناس الاخرين بل ويقهرهم على الخضوع لهذا التفسير، ومن ثم فانه قطعاً قانون غير دستورى، فهو قانون ينتهك حق المساواة امام القانون، فضلا عن انه يصادر حرية العقيدة، كما انه يشكل تمييزاً صارخاً على اساس العقيدة الدينية.
    ان فرض التحريم على كل الناس ليس قطعاً مصدره تطبيق الشريعة، وانما هدفه تمكين اهل الانقاذ من الثروة وحرمان الاخرين منها، اذا لو كان الامر امر دين لفعلوا مثل ما فعلت مصر من اباحة العمل بالفتويين ولهذا سمحوا في مصر باقامة بنوك اسلامية بجوار البنوك التقليدية وذلك بغرض تمكين المسلمين من الاختيار، فمن اراد اتباع الاجتهاد القائل بان الفائدة ربا له ان يتعامل مع البنوك الاسلامية، ومن اخذ بالاجتهاد القائل بان الفائدة البنكية ليست ربا له ان يتعامل مع البنوك التقليدية وذلك تطبيقاً للمبدأ الراسخ في الشريعة القائل بعدم جواز فرض اجتهاد معين على كل المجتهدين او على كل الناس طالما ان هناك اجتهادات مخالفة.


    ما تنسو هذا البوست براعية برنامج (حتى تكتمل الصورة)
                  

04-13-2011, 08:28 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    عن نضال المزارعين


    مجدي الجزولي


    كنت بين حضور ليلة سياسية أقامها الحزب الشيوعي السوداني بميدان الحرية في مدينة ود مدني مساء 11 ديسمبر 2005، أمها حشد غفير من مواطني الجزيرة، وتحدث فيها السيد محمد حمدنا الله عن تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، ثم السيد هاشم ميرغني عن الحزب الشيوعي بالجزيرة والمناقل. ختم بالحديث الأستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني. المناسبة المباشرة لهذه الليلة السياسية كانت دعم تحالف المزارعين، المكوّن من أحزاب الشيوعي والإتحادي الديمقراطي والأمة القومي والحركة الشعبية لتحرير السودان، في نضاله للفوز بانتخابات إتحاد المزارعين ضد قائمة المؤتمر الوطني. أما قضية الصراع الأولى بين الطرفين فهي قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 الداعي لخصخصة المشروع: تحويل الأراضي إلى ملكية خاصة، رفع يد الدولة عن التمويل، تحويل سلطات وإختصاصات مجلس الإدارة إلى روابط مستخدمي المياه بما في ذلك التصرف في حيازة الأرض والمياه، توجيه وإدارة العملية الإنتاجية واسترداد الرسوم على مستوى الشبكة الكبرى والصغرى.

    المتابع لقضايا المشروع يعلم أن القانون الجديد جاء ختاماً ماسخاً لسلسلة من السياسات التي إتبعتها حكومات متعاقبة بغرض تصفية مكاسب مزارعيه وإتمام الاستيلاء على فائض إنتاجهم لصالح البرجوازية الزراعية التقليدية المتنفذة في قطاع الدولة في مرحلة سابقة، ثم الرأسمالية الطفيلية الوليدة في عهد جعفر نميري واليوم مستنسختها الإسلامية التي تغذيها شرايين غنية من بنك دبي الإسلامي وغيره من مؤسسات الرأسمال الخليجي، وفي كل هذه المراحل يقف شبح البنك الدولي خلف ستائر المصلحة الكلية المزعومة بلجانه وتوصياته "الأكاديمية". بإزاء ذلك طالما أفلح المزارعون عبر هذا الصراع الطويل، وفي كل معركة من معاركه، في تجميع قواهم والتضامن من أجل الحفاظ على مكتسباتهم وتعزيزها مهما كلف الأمر في مواجهة صلف واستغلال طبقي فاحش. عليه يتصل تحالف المزارعين، كعدوه الطبقي، بتاريخ ممتد يعود إلى بدايات النشاط النقابي المستقل للمزارعين السودانيين، والذي كان لشيوعيين صبورين فيه دور نضالي بارز. المهم هنا أن التحالف قد تشكّل برغبة شعبية، إذ لم تتفق الأحزاب في قيادتها على تكوينه عند لقاء زعيمين أو ثلاثة في صالون أحدهم، بل جاء ثمرة لجهد جماعي مثابر بذلته قواعد المزارعين، مما أجبر الأحزاب المعنية على تبنّي موقف قواعدها من القانون المذكور رغم سد المصالح الذي يفصل بين القيادات وجماهيرها من المزارعين، لكن المواتاة السياسية ما كانت لتسمح لهذه القيادات، في هذه المرحلة بالذات والاستقطاب قائم بين معارض للمؤتمر الوطني ومساند له، بسلوك درب آخر غير الاستجابة لنداء قواعدها. على هذا الأساس فإن التحالف يمثل قطيعة إيجابية بل تحررية مع تراث شديد الوطأة تسير بحسبه القرارات الحزبية حصرياً من أعلى الهرم إلى أسفله تبعاً للولاء وقنواته، وهو تطور "حميد" بلفظ السيد الصادق المهدي، إذ طالما كانت نفس الأحزاب ترتهن بإرادة دوائر مركزية فيها تجمع سلطة الحل والعقد والمال والطبقة، وتتسم علاقتها بقواعدها الشعبية بكثير من الانتهازية والاستغلال، لكن التحالف بتكوينه المشهود إستنّ سنة يصعب الرجوع عنها، وذلك بفرض الإرادة الشعبية على الأحزاب، أي دمقرطتها بصورة فعلية ملموسة وليس فقط من فوق منابر قاعات ورش العمل والندوات في الخرطوم وعواصم "الحرية" البعيدة، بل من "تفاتيش" الجزيرة وفصول مدارسها التي جمعت مناضلي التحالف من غمار المزارعين على قلب رجل واحد. لهذه القطيعة الصالحة سابقة قريبة في تحالفات حركة الطلبة في الجامعات، حيث كافحت دهراً حتى انتزعت منابرها النقابية من فك المؤتمر الوطني رغم الدعم الغامر الذي يجده الطلاب الإسلاميون من الدولة، ورغم الاعتقالات والارهاب والعنف وبالطبع التزوير. كما لها كذلك سوابق ثورية في اكتوبر الظافرة والانتفاضة المجيدة، فما يضيع نضال الشعب السوداني سدى بل تتراكم مكاسبه ودروسه وبفضله يحرز تغييرات نوعية كالتي بين أيدينا.

    كما سبقت الإشارة، ليس الصراع الطبقي حول مشروع الجزيرة بمستحدث، حيث يعود بتاريخه إلى نشأة المشروع في العام 1924 كأعظم وأوسع قفزة رأسمالية في البلاد، أصبح بموجبها جهاز الدولة صاحب عمل يستثمر في البنية التحتية ويؤجر العمالة، بهدف تصدير القطن كسلعة أولية إلى المملكة المتحدة. المشروع مثل المنفذ الأساس للاستيلاء على فائض القيمة من المنتج السوداني، هذا بموجب التحكم الاحتكاري في أسعار القطن وتسويقه وتصديره، وبجانب الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وفي المقام الأول عبر الاستيلاء على الأرض، حيث تم في أول عام للحكم الثنائي فرض قانون يجعل جميع الأراضي التي يعجز أصحابها عن إثبات ملكيتها الخاصة ملكاً للدولة الاستعمارية. في العام 1902 تأسست رابطة زراعة القطن البريطانية ومقرها لندن بغرض دعم زراعة القطن في المستعمرات، يحفزها فشل محاصيل القطن طويل التيلة المصرية والأميركية سنة 1909. هذه الرابطة قامت بنشر معلومات تخص قدرات السودان في هذا المجال في دلتا طوكر والزيداب، مما فتح شهية الرأسمالية البريطانية للاستثمار فيه، وعليه قامت الرابطة بشراء أسهم في مؤسسة الزراعة السودانية، وهي من أول الجهات الأجنبية التي استثمرت في السودان، حيث أنشئت في العام 1904 نتاج فكرة للزراعي الأميركي لاي هنت، وأول نجاحاتها إنتاج القطن في الزيداب وفقاً لنظام أجرة يوظف المزارعين المحليين. النجاج النسبي لنموذج الزيداب شجع الحكومة والمؤسسة على التوسع في الزراعة الرأسمالية، فدعت الأولى نفس المؤسسة عام 1911 لإدارة نواة ما أصبح لاحقاً مشروع الجزيرة. في نفس العام أتمت رابطة زراعة القطن البريطانية شراء حصة في أسهم مؤسسة الزراعة السودانية وأصبح رئيس الرابطة عضواً في مجلس إدارة المؤسسة (تيسير محمد أحمد، 1989). سيطرة الإدارة على المزارعين كانت شبه كليه، فالمزارع في الجزيرة كان فيما يخص إنتاج القيمة بروليتارياً يعمل بأجرة، والإدارة تحتفظ بسلطة طرده أو عقابه بالغرامة.

    يعود التاريخ المعاصر لحركة المزارعين السودانيين إلى العام 1946، حينما قررت مؤسسة الزراعة السودانية القائمة على مشروع الجزيرة خصم حصة مقدرة من دخل بيع القطن لإنشاء صندوق "لرفاهية المزارعين". أدى القرار إلى إضراب مزارعي الجزيرة وامتناعهم عن زراعة القطن. لم يكن الإضراب يحمل أي صبغة سياسية بينة وتم احتوائه عن طريق إتفاق وسط حول حجم الحصة المستقطعة، لكنه نبه الإدارة الاستعمارية إلى ضرورة وجود جسم يمثل المزارعين، عليه تم إنشاء هيئة لتمثيل المزارعين ذات صفة استشارية بحتة. الأثر الأكثر أهمية لهذا الإضراب "التجريبي" كان إيقاظ المزارعين في أرجاء البلاد لمكن قوتهم الجماعية خاصة بالنظر إلى انهيار أسعار القطن في إطار الأزمة الاقتصادية الكونية. أول جسم نقابي للمزارعين نال اعتراف الدولة كان إتحاد مزارعي جبال النوبة، في بداية الأمر زعمت السلطة الاستعمارية أن الإتحاد يسيطر عليه "الجلابة" والشيوعيون، وبالتالي لا يحمل صفة تمثيلية. لكن الإتحاد حافظ على خطه المناوئ للاستعمار ونجح في تنظيم إضراب دام لمدة شهر، بينما فشلت محاولات الإدارة البريطانية فرض هيئة استشارية كالتي في الجزيرة، مما أرغم الدولة الاستعمارية على الاعتراف بمشروعيته. في المديرية الشمالية، قامت الإدارة الاستعمارية عام 1952 بزيادة ضرائب الأرض والمياه، ما شجع المزارعين على تكوين إتحادات تمثلهم. في البدء كانت حركة محدودة لم تشمل جميع المشاريع الزراعية في المديرية، لكن عند نهاية العام تمت الدعوة لاجتماع عام في عطبرة. مرة أخرى وجهت الحكومة للمزارعين تهمة التآمر الشيوعي بحجة مكان الاجتماع والدعم الذي وجدوه من إتحاد نقابات عمال السودان. رغم السخط الحكومي نجح المجتمعون في تكوين مؤتمر عام لإتحادات المزارعين في المديرية كما طالبوا بإطلاق سراح من تم اعتقالهم في إضرابات سابقة. إبان نفس الفترة استبدلت الإدارة البريطانية الهيئة الاستشارية للمزارعين في الجزيرة بجمعيات للمزارعين كإجراء شكلاني استبقت به التوجهات النقابية، سيطرت على هذه الجمعيات القيادات القبلية والدينية، ومن بينهم كبار ملاك الأراضي وكبار المزارعين، بالتالي لم تكن بأية حال تمثل مصالح المزارعين "الأجراء". كرد فعل على هذه الخطوة تسارعت الجهود لإنشاء جسم نقابي مستقل؛ في فترة وجيزة تم انتخاب لجان قاعدية في كافة انحاء الجزيرة ثم توحدت هذه اللجان تحت مظلة واحدة – إتحاد مزارعي الجزيرة. المطلب المحوري لمزارعي الجزيرة كان تصحيح نسبة تقاسم عائد القطن التي تفرضها مؤسسة الزراعة السودانية منذ بداية عمل المشروع في 1925، أي 40% للمزارع و60% للمشروع. المطلب الثاني كان تغيير سياسات تسويق القطن: حتى عام 1952 كانت السياسة المتبعة تقوم على عقود إجمالية بأسعار ثابتة مع مفوضية القطن الخام البريطانية، بعدها، منذ العام 1953، كان التسويق يتم في مزادات مغلقة، حيث تقوم شركات خاصة بدور الوسيط لمشترين من أوروبا الغربية، أما مطلب المزراعين فكان تنظيم مزادات مفتوحة للقطن تمكّنهم من الحصول على أعلى الأسعار، لا يهم من الكتلة الشرقية أو الغربية. برغم رفض الحكومة الاعتراف بإتحادهم أو التعامل مع مطالبهم واصل المزارعون عقد اجتماعاتهم العامة في الجزيرة لمناقشة قضايا التمويل الزراعي والضرائب وكلفة عمليات الإنتاج، بجانب مسائل التعليم والصحة وشبكة الطرق في المنطقة، كما قاموا بتنظيم عدة مظاهرات وإرسال مذكرات إحتجاج إلى المسؤولين المحليين والحاكم العام في الخرطوم والصحف. الإدارة الاستعمارية من جهة أخرى لم تدخر وسعاً لتعبئة ودعم القيادات المحلية التقليدية في جمعيات المزارعين "الحكومية" عبر الإعفاءات الضرائبية والتسهيلات المالية والقروض الميسرة. بالمقارنة حُرم المزارعون "المعارضون" في المديرية الشمالية من ري محاصيلهم لأنهم عجزوا عن تسديد ضريبة الري نسبة لسوء حصاد الفول والقمح ذلك العام، كما نزعت الدولة في الجزيرة، بموجب قانون صدر عام 1925، ما يزيد عن 250 ألف فدان من الحيازات الصغيرة (5 فدان). بنهاية عام 1953 كان المزارعون في الجزيرة قد إتفق رأيهم على توحيد هيئاتهم النقابية في جسم واحد، ونظموا اجتماعات حاشدة دفعت 70% من عضوية هيئة المزارعين الحكومية للاستقالة الجماهيرية من مناصبهم والانضمام إلى إتحاد مزارعي الجزيرة، الذي أعلن رسمياً أسابيع قلائل قبل بداية الحكم الذاتي في 1954. بما أن مزارعي الجزيرة قد التزموا بالتصويت لصالح الحزب الوطني الإتحادي في الانتخابات التشريعية، ما أهل الحزب لنيل أغلبية مطلقة في أول برلمان سوداني منتخب، فقد توقع الإتحاد أن ينتبه الحكام الجدد إلى مطالبه وأولها الاعتراف الرسمي بإتحاد مزارعي الجزيرة، لكن ذلك لم يحدث، فواصل الإتحاد عمله في الخرطوم بتنظيم الندوات الجماهيرية في نوادي العمال والتي قاطعها الحزبان الكبيران الأمة والإتحادي. بالإضافة إلى ذلك تعرضت قيادات الإتحاد لتحرش الإعلام الرسمي والبوليس، وواجهت عضويته غرامات وجزاءات إدارة مشروع الجزيرة. خلال هذه الفترة حاول الحزب الوطني الإتحادي عزل قيادات الإتحاد عن قواعد المزارعين بالعزف على وتر الولاء للحكومة الوطنية وبالطبع تهمة الشيوعية، بينما إتبعت الحكومة كل السبل الممكنة لتسويف الاعتراف الرسمي بالإتحاد. من جانبه، إنضم إتحاد مزارعي الجزيرة إلى الحملة المناهضة للقانونين الاستعمارية التي تحد من الحريات المدنية والتي قادتها الجبهة المعادية للاستعمار بجانب إتحاد نقابات عمال السودان وحركة الطلبة. بقدوم عام 1955 لم يكن الإتحاد معنياً بإعتراف الحكومة، فقد كان أمراً واقعاً، بينما تعددت وتطورت مطالبه: نظام أفضل للتمويل الريفي؛ شراكة ذات مغزى في عمليات التسويق والإدارة؛ زيادة حصة المزارع من صافي الأرباح (المصدر السابق). منذ ذلك الحين وإتحاد المزارعين يأخذ موقعه في مجمل الحركة الديمقراطية كقوة نقابية وسياسية مهمة، ساهمت في قفزات البلاد الثورية، وأهمها ثورة أكتوبر 1964 حيث شارك الإتحاد في جبهة الهيئات التي جمعت كل القوى والجماعات السياسية التي ناهضت الديكتاتورية العسكرية الأولى، وكذلك كان حضوراً في حكومة أكتوبر الشعبية والتي جاء تشكيلها كما يلي: ممثلاً لكل من الحزب الشيوعي والأمة والوطني الإتحادي والشعب الديمقراطي وجبهة الميثاق الإسلامي، سبعة وزراء لتمثيل النقابات والمنظمات المهنية من بينهم السكرتير العام للإتحاد العام لنقابات عمال السودان ورئيس إتحاد المزارعين (محمد عمر بشير، 1978).

    تكاد المقارنة بين النشأة الأولى لإتحاد المزارعين و بين حال اليوم تقفز إلى الذهن دون عون التفكير، فكما كانت جمعيات المزارعين في مرحلة سابقة تخدم مصالح كبار المزارعين والدولة في آن - أي السلطة في تجلياتها الاقتصادية والسياسية، وتقوم بدور المستشار لأجهزة السلطة بما يمكن من استباق وضبط العمل المستقل للمزراعين، كذلك إتحاد المزراعين الحكومي الراهن يقوم بتنفيذ أجندة طبقة متميزة من الرأسمالية الزراعية تجمعها بسلطة الرأسمالية الطفيلية الاسلامية تحت لواء المؤتمر الوطني أواصر قربى ومناصرة ومناصحة. في الواقع، يصعب إدراك الفوارق بين الإثنين وقد تبلورت مصالحهما وتضامنت قواهما بالتواطؤ على نزع مشروع الجزيرة من مزارعيه بسلاح الخصخصة عبر سلسلة من الاجراءات جوهرها الفصل بين توزيع عائدات الإنتاج والجهد المبذول أي استغلال المنتجين من خلال إعادة الهيكلة وخصخصة الإدارات الخدمية التابعة لمجلس إدارة المشروع: الخدمات الآلية، إكثار البذور، السكك الحديدية ..، تمهيداً للانقضاض على ما تبقى من قواعد أساسية يرتكز عليها المشروع في أداء مهامه الإنتاجية الأساسية ممثلةً في الأرض ومياه الري. تبين اللوحة الاجتماعية للمشروع أن أكثر من 95% من القوى العاملة في المشروع تساهم بنحو 80% من الجهد الإنتاجي ولا تحصل إلا على أقل من ثلث عائد الإنتاج للقطن، بينما يحوز أقل من 5% ممن لا يساهمون بأي جهد في العملية الإنتاجية على حوالي 70% من عائد إنتاج القطن، والعائد يمثل صافي حصة المزارعين بعد خصم الحساب المشترك قبل تطبيق الحساب الفردي في بداية الثمانينات (سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، يونيو 2005). واقع اللامساواة والاستغلال الذي تكشفه هذه الأرقام لا يحتاج إلى أي تعليق ويفرض مطلوباته بصورة بديهية، وهي التي دفعت المزارعين إلى التكاتف والتضامن ودعتهم إلى تكوين التحالف عبر الحزبي الذي به طلبوا الانتصار على الإتحاد الحكومي عن طريق الانتخابات.
    مرة أخرى تقفز المقارنة السابقة إلى الذهن فكما وظفت الإدارة الاستعمارية مفتشي المراكز وأجهزة البوليس لقهر وتفتيت الإتحاد الناشئ كذلك استحثت سلطة المؤتمر الوطني أجهزتها لضمان فوز قائمة الإتحاد الحكومي بسلسلة من الإجراءات جاء بعضها على لسان السيد محمد حمدنا الله: إخفاء النظام الأساسي للإتحاد عن مرشحي التحالف، تعديل لائحة الإتحاد جزافاً بحيث يدفع العضو اشتراكات أربعة أعوام بدلاً عن عام واحد كشرط للترشيح أو التصويت، رفض قبول اشتراكات المزارعين أو إعادتها لهم، الطعن في 90% من مرشحي التحالف بحجة عدم دفع الاشتراكات. النتيجة أن 80% من المزارعين لم يتمكنوا من تسديد اشتراكاتهم وحُرموا بالتالي من التصويت على خلفية تعديل اللائحة وأسباب أخرى شرحها عضو التحالف حسبو إبراهيم بقوله: "الاشتراكات لم تُسدد لأن 30% من 128 ألف مزارع هم الذين يزرعون القطن، لم يتمكن 10% من هذه النسبة من تحقيق أرباح وبالتالي لم يسددوا اشتراكات"، مضيفاً أن "المحرومين أمامهم خيار اللجوء إلى انتزاع حقهم الذي كفله لهم الدستور وإتفاقية السلام بحرية اختيار التنظيم الذي يمثلهم وممارسة حقهم الانتخابي وتكوين إتحاد جديد" (الأيام، 5 ديسمبر 2005). نتيجة الانتخابات النهائية، حسبما أعلنت، أن قائمة المؤتمر الوطني فازت بمجموع 402 من 420 دائرة في ولاية الجزيرة، بينما كان نصيب التحالف 12 دائرة انتخابية، والتحالف يجمع أحزاب الشيوعي والإتحادي الديمقراطي والأمة والحركة الشعبية (الصحافة، 14 ديسمبر 2005). ليس لنا إلا أن نقول "ده إيه الشفافية دي" – "هَبُوبْ سَاكِتْ يا مطر الشِتَا"!
    دروس تاريخ عمل السودانيين الجماهيري تؤكد أن تحالف المزارعين سيستمر ويتطور ويتقدم، أولاًبسبب المطالب الموضوعية التي من أجلها وُجد وثانياً بسبب الإتحاد الحكومي فقير المشروعية، وتؤكد كذلك ألا سبيل لنيل الحقوق سوى تنظيم الجماهير لنفسها في نقاباتها وإتحاداتها ومنظماتها الفئوية؛ لن تتنزل الديمقراطية من سماء "حكومة الوحدة الوطنية" أو سماء "المجتمع الدولي"، فليس يحقق المصلحة إلا أصحابها!
    ديسمبر 2005

    هذا البوست برعاية برنامج(حتى تكتمل الصورة)
                  

04-13-2011, 08:33 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    وعشان تكتمل الصورة يا اخونا حسن التوم والاعلام رسالة اخلاقية وحتى لا تقوم بدور حائك الامبراطور
    فدونك واستضافة هؤلاء السودانيين الوطنيين والاكاديميين القحاح
    اذا اردت التعقيب على ضيفك الملتوي (عبدالحليم المتعافي)
    1- التجاني عبدالقادر
    2- طه حسن المحامي
    3- مجدي الجزولي(مشروع الجزيرة)
    عشان نحترم النيل الازرق اذا احترمت وعينا
    وما تنسي تفرد حلقة للطاهر ساتي
    وتضع تلفونات للتداخل نحن في القرن 21 والاعلام التفاعلي واتجاه واحد دي انتهت
                  

04-13-2011, 02:50 PM

خضر عطا المنان
<aخضر عطا المنان
تاريخ التسجيل: 06-14-2004
مجموع المشاركات: 5191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    العزيز / عادل امين

    سلامي بلا حدود

    احييك ياسيدي على هذا الجهد الرائع لتعرية ما يمكنني تسميته
    بـ( الفجور في الخصومة ) وهي سمة - رغم تحريم الاسلام لها - الا
    انها اصبحت ( دمغة) ثابتة في جميع خلافاتهم الدنيوية البينة !!!.

    اكرر التحية لك ولمجهودك عبر هذا البوست الدسم

    معزتي خالصة
    خضر
                  

04-20-2011, 10:22 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: خضر عطا المنان)

    Quote: سلامي بلا حدود

    احييك ياسيدي على هذا الجهد الرائع لتعرية ما يمكنني تسميته
    بـ( الفجور في الخصومة ) وهي سمة - رغم تحريم الاسلام لها - الا
    انها اصبحت ( دمغة) ثابتة في جميع خلافاتهم الدنيوية البينة !!!.

    اكرر التحية لك ولمجهودك عبر هذا البوست الدسم

    معزتي خالصة
    خضر


    نعم الاخ خضر وهي خصلة النفاق الثانية
    ومن ازمة الاخلاق في السياسة السودانية
    المقاطعة المشبوهة لانتخابات 2010 التي سببت احباط ل18 مليون سوداني ناخب مسجل
    وننتظر راي التاريخ فيها
                  

04-27-2011, 09:16 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    التغير
    هو الانطلاق من النقطة(أ) الى النقطة(ب)

    اعادة التدوير هو الانطلاق من النقطة(أ) والعودة لها بطريق الثورة بالشنقيطي

    من الافضل ان يكون هناك مشروع واضح مضاد لما هو كائن الان وبصورة جذرية
                  

05-05-2011, 09:53 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    لا زالت شريعة قدو قدو سيدة الموقف وورقة المزايدة على شرعية المؤتمر الوطني وانتخاباته الفجة
    فصلوا الجنوب دون تبصر
    وقعدو المرة الدارفورية دي في الخلا

    imagessudan1sudansudan1sudansudan1sudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وبعد ده تحشد الملايين من اجل هذا المشروع الخواء
    بالله هسه زول يكون من دارفور ولى كردفان ولى الشمالية ولى الاقليم الشرقي ولى الاقاليم الاوسط ولى الاقاليم الجنوبي
    يكون مؤتمر وطني لحدي هسه ليه؟؟الحزب الذى ينخر فيه الفساد من راسو لي ساسو
    عمركم ما سمعتو بشرف الاستقالة والانحياز للوطن والمواطن ولى سحت الانقاذ وسفليها...افسد خلقكم واخلاقكم ام طال عليكم الامد
    انعم واكرم
    قال الله تعالي (ومن نعمره ننكسه في الخلق)

    والتنكيس في القرن21 اضحى يتخذ شكل الفصل السابع..ترونه بعيدا ونراه قريبا
    هذه ايام التغابن
    وفرز الصفوف واجب
    التغيير قادم
                  

05-05-2011, 10:20 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    تحية .....اشاركك يا عادل الهم والاسي عما يحدث في وطن ابتلاه الله بهذه الطغمةالفاسدة المتسلطة...حسب مشروعهم يبدو الا وجود البته للفضائل السودانية السمحة وسجايا الخير وسمو النفس وعلوها والعفو عند المقدرة...سلطة ########ة لا تحتمي بظل المعاني انما تحميها الدبابة ويحميها المكر والذي سيذوقون من سؤاته يوما...

    الامر واضح وجلي الان وعلي القوي الخيرة ان تحزم امرها في المنازلة القادمة بعد ان جف حلق المخلصين امثال دكتور فاروق للاحتكام الي الحق والضمير وسماحة بنو السودان وهم براء مما يحيكه هؤلاء المفسدين...

    ان غد لناظره قريب

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 05-05-2011, 10:54 AM)

                  

05-07-2011, 07:30 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    الاخ العزيز محمدالكامل عبدالحليم
    تحية طيبة
    يريد حزب المؤتمر الوطني ان يوهم الناس بانه الامثل
    ومع (معلقة تنمية) وبرميل فساد حنصل وين وبتين

    وهذا تقرير التنمية في القرن 21 يوضح ضرورة الديموقراطية




    Quote: بعد ان تغيرت مصر وتغيير جنوب السودان وتغيرت كينيا منذ ام بعيد بقى ان يتغير شمال السودان او المنطقة بين خطي 22 و10 جنوبا..وبعد زيارة الوفد المصري للسودان وارسال اشارات تعاون غير محدود يتطلب التجرد والمصداقية...يجب ان يراجع حزب المؤتمر الحاكم نفسه قبل ان ياتيه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون..
    فقد اضحت التنمية في القرن21 ترتبط بالديموقراطية والشفافية وفقا لتقارير الامم المتحدة والدول المانحة..ولن تحدث ابدا تنمية ذاتية او نشاط استثماري او تكاملي في ظل دولة مهترئة اداريا وغير مستقرة سياسية وشمولية الهوى وتحتكر السلطة والثورة دون طائل في عصر العلم والمعلومات وعصر (مافيش حد احسن من حد) وبعيدا عن الامتيازات الزائفةالتي يدعيها البعض نترك التقرير ادناه للباحث الحصيف والذكي في رؤية تطور السودان ومن ارشيفي الخاص
    اهم ما يميز الجهد الفكرى المجسد لتقارير التنمية البشرية الصادرة حتى الان هو المنهجية المتبعة والمرشدة لصياغة الاستنتاجات والتوصيات العلمية الهادفة لتطوير وتوسيع البرنامج القطرية والاقليمية والعالمية فىهذا المضمار
    وتتمثل هذه المنهجيةبطابع متجدد ومستند الى معطيات وتناقضات الواقع الحافل بالمتغيرات وهى ترتكز على دعامتين اساسيتين هما صياغة مفهوم للتنمية البشرية من ناحية والعامل الاخر هو مؤشر قياسها من ناحية اخرى(الاحصاء)
    ************
    ولاول مرة فى الادب التنموى العالمى تعرف التنمية البشرية على نحو محدد واضح بانها:عملية توسيع خيارات الناس والمقصود بخيارات الناس هو الفرص المبتغاة فى الميادين الاساسية فى الحياة الانسانية بصورةشاملة وتتلخص فى الغايات التالية:
    1- تامين حاجات الاجيال الراهنة دون الاضرار بامكانات الاجيال القادمة علي تامين احتياجاتها
    2- المحافظةعلى التوازن البيئى بمكافحة التلوث البيئى وتخريبها والسعىلاستخدام رشيد للموارد وتطويرها بصورة بناءة
    3-العنايةبالغايات الاجتماعية واهمها اجتثاث الفقر والعنصرية والقضاء على البطالةوتوفير فرص عمل متكافئة للمواطنين وتحسين توزيع الدخل الوطنى على الجميع ولا فرق بين المركز والهامش بهدف تحسين مستوى معيشتهم وتطوير نوعية حياتهم
    4-تاكيد قيم الحرية وحقوق الانسان والديموقراطية بهدف احترام كرامة الناس وكفالة امنهم وتمكينهم من المشاركة فى رسم مستقبلهم وفى عملية صنع القرار فى بلادهم وكذلك توفير الوسائل والآليات الضامنة لادارة ديموقراطية وشرعية للحكم وارساءه على سلطة القانون والمؤسسات المنتخبة والدستورية على المدى البعيد ...
    ***********
    هكذا ياتى التقرير الآخير عن التنمية البشرية ليسجل اضافة نوعية فى بلورة الفكر التنموى المعاصر وتاصيله ويؤشر الى ميادين عمل اساسية ومهمات جوهرية لتحسين نوعية حياة الناس ولازالة الفقر ومظاهر التفاوت الاقتصادى والاجتماعى على صعيدين القطرى والعالمى..وبهذا المفهوم السليم للعلاقة بين حقوق الانسان والتنمية البشرية تتساقط المزاعم القائلة ان الحقوق الاساسية هى نوع من الترف والكماليات..بل يتعين علىالتشديد على التنمية الشاملة والمجدية لاى مجتمع لا يمكن بلوغها دون الاستجابة الحقة والكاملة للحقوق والحريات التىتمثلها الديموقراطية والمنابر الحرة ..وهذا ما يجب ان يتنبه له الموقعين اليوم الاحد9/1/2005 فى كينيا..من اجل مرحلة جديدة فى السودان..كما يجب ان تعى رموز واحزاب السودان القديم دون استثناء ان المرحلة القادمة مرحلةتنميةبشرية واعادة اعمار وان يجب عليهم ان يتخلصو من خطابهم القديم المترف ويتحدثو عن المشاريع التنموية واعادة اعمار الارض والانسان...

    لو كنت من ابناء الاقليم الشمالي واسمك ده ا غريب علي انا من مورا
    ارجو انك تقرا الكلام التحت ده وتفتح اللنك

    نحن برضه عايزين عودة الاقاليم الشماليمع ابقاء الولايات الموجودة وانتخابات تكميلية للبطاقات 9و10و11و12 لتكون علاقتنا بالمركز عبر نائب فقط تماما كما هو الحال في دستور دولة جنوب السودان قبل الانفصال يعني من غير تقرير مصير


    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=253023
                  

05-07-2011, 10:38 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    يرحمك الله يا عمر الطيب الدوش وحبيبته الديموقراطية
    وبناديها لما تغيب عن الميعاد

    اذا كان العرب من المحيط الى الخليج يبحثون عنها في المستقبل اللسه سنينوا بعاد
    نحن السودانيين
    نفتش ليها في التاريخ
    ونسال عنه الاجداد
    وفي اللمحات
    محل الخاطر الما عاد
    وفي الاعياد
    وفي احزان عيون الناس
    وفي الضل الوقف ما زاد


    سنة 1954
                  

05-09-2011, 11:14 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    تحية ....اتابع جهدك وهواجسك الحقيقة عن سودان يفقد البوصلة رويدا رويدا بفعل ضيق الافق السياسي والفساد وعدم الشفافية....استيفاء المطلوبات الدولية نحو تنمية مستدامة سنامه ولحمة سداه الشفافية والمساءلة وفوق ذلك الحرية ...في الفكر والاختيار...لذلك تجد التحريف الذي يحدث باسم الدين والتسلط الذي يتم بفكر التقيه...لا شئ سوي العمل علي مواجهة ماهو سائد...لا بديل غير الممارسة الصبورة لديمقراطية حقيقية...

    (ولايتنا هي ايضا من الولايات التي ترزح في نير التهميش...منذ ان كانت مديرية...وطبعاكل السودان يعاني والسؤال الاكثر الحاحا هو كيفية تدعيم الجهد المفضي الي المنازلة المفضية الي التغيير...)

    ( بالنسبة للسؤال الشخصي نحن نمت اليكم من جهة الام من الرحماب يا عادل.....كلنا في الهم شرق...تحياتي)
                  

05-11-2011, 08:50 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    سلام يا محمد كامل
    يعني انتو ناس جلاس
    مرحب بيك يا اخوى
    واقعد خلينا نتونس في البوست ده عن مستقبل السودان المظلم
    طبعا ازمة المركز السوداني من 1956 حتى اتفاقية نيفاشا 2005 وضحت في غياب مشروع سوداني لدى النخبة الحاكمة وقبعو تحت ظل النموذج المصري الاستبدادي من عبدالناصر لحدت حسني مبارك وانهار الامر امامهم الان...وبقو لافين صينية
    نموذج مصر حاكم فاسد باسرته يحيط به منافقين مع اجهزة امنية لقمع الشعب وقوانين شريعة قدوقدو في دستور اسلامي مزيف....لا يكافح الثراء الحرام ولا يرد مظلمة ولا يتورع من القتل الرخيص

    هذا النموذج فصل الجنوب وسيدمر الشمال باكمله اذا استمر في وضعه المشين الحالي
    ونحن اقترحنا للمعارضة السودانية ان تضع المؤتمر الوطني في مواجهة مشروع واحد فقط قبل انتهاء نيفاشا في شهر سبعة..لتصحيح العلاقة المشوهة بين المركز والاقاليم الخمسة الباقية
    1- اعادة الاقاليم الخمس بتاعة السبعينات باسس جديدة
    عندنا 18 مليون ناخب مسجل
    انتخابات للبطاقات 9و10و11و12 وبتاعة نائب رئيس وبتشكيل حكومات اقليمية من القوى الديموقراطية السودانية تقطع خط الفساد الممتد من الولايات الفاسدة الى المركز الاكثر فسادا
    يكون نظام الانقاذ مات سريريا دون ضرر او ضرار


    وفي حالة عدم تبني هذا الحل وانتهاء نيفاشا دون حل مشكلة دارفور المتماهية مع هذا الحل
    ما اراه واضحا للعيان باعلان دولة جنوب السودان وده السبب المؤخر العصا الدولية اصلا.. حيجو ناس الامم المتحدة بي محكمتم الجنائية وفصلهم م السابع وهم قاعدين الايام دي في الجوار...وحتشوف بحصل شنو في السودان
    ...
    اما بالنسبة لهموم الاقليم الشمالي وافاق تطوره خلينا اول حاجة نرجع الاقليم والعاصمة مروي على فكرة
    واقعد معاي هنا عشان نتفاكر لانقاذ اهلنا في الشمال في ولايتي نهر النيل والشمالية من (معلقة التنمية) وبرميل الفساد والحديث ذو شجون

    وذى ما شايف اشارة المرور بقت يا اخضر يا احمر مافي فرقة للتريث واللون الاصفر
                  

05-11-2011, 02:22 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    تحية....الهم واحد ....والهدف واحد...منازلة النظام بجبهة متحدة...متحدة في ضرورة ازالتة...ومتحدة في برنامج وطني اسعافي...لتنمية مستدامة...تحديد نقاط الاختلال التنموي(كل السودان يعاني يا شعراء الشعب ...كما يقول ود المكي)...وضع اولويات الخطة الاسعافية...تهيئة المناخ لبئة ديمقراطية(مبحث هام-تطوير المواعين الحزبية..ادارة التنوع بوعي حضاري_...فشل الخطاب الديني....التنويه بخطورة الاستقطاب القائم علي الخطاب الديني وفشل التجربة الاسلاموية وتفادي تكرارها...)...

    يستمر النقاش لبلورة نقاط اجماع لدعم المنازلة المتوقعة...


    الحديث ذو شجون يا عادل....والمعالجة الجادة والعمل الدؤوب مطلب هام وضروري

    ولك الاحترام
                  

05-12-2011, 09:08 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    الاخ محمد الكامل
    تحية طيبة
    المشكلة الناس البتجامل لحدة هسه وما عارفة الفرق بن التغيير واعادة التدوير

    الانقاذ التي ضل سعيها في الحياة الدنيا دي ساقطة في سبعة مواد والمجموع
    وانا بديك ثلاثةبس
    سقطت في الاقتصاد بشهادة د.التجاني عبدالقادر
    سقطت في الدين بشهادة الدكتور حسن الترابي
    سقطت في السياسة بشهادة الدكتور الطيب زين العابدين
    وسقطت في الامن بعزل صلاح قوش الذى لم يقل كلمته بعد
    ....
    ولازلنا في العمل السياسي الفوقي البعيد عن الحراك الشعبي...منتظرين الامام ياتينا بقبس من نور اهل القبلة

    اصلو الزول ده ما عارف (عقلية الكيزان) لسه..وانه التهافت ده ما بفيد.. لا حكومة وحدة وطنية ولا هم يحزنون ولا منة من احد...وهو الذى يميع الامور ذى ما قلت القصة بقت جبهة ديموقراطية متحدة وبرنامج علمي محدد يخلي العالم يحترم قضبتك ويعرفا بدل احسب ان الفاقعانا في الفضائيات...الناس دبل ما تعلمو من ليبيا حاجة وكيف عملت الدبلوماسية اللييبة في كسب الدعم الدولي والله اللييين رجال جد.... ويستاهلوا حريتهم الفادحة الثمن وما كان يجب ان يحكمهم الارجوز ده 40 سنة
    .....

    عندنا 18 مليون ناخب مسجل من انتخابات 2010

    ننازلم بانتخابات تكميلية حرة عبر الخمس ولايات والبطاقات 9و10 و11و12 قبل نيفاشا تنتهي في يوليو
    غير كده نقعد بعيد من هؤلاء المثبورين لحدي ما يجي الفصل السابع الذى هم به موعودون ونرى امر الله فيهم

    (عدل بواسطة adil amin on 05-12-2011, 09:13 AM)
    (عدل بواسطة adil amin on 05-12-2011, 09:18 AM)

                  

05-12-2011, 09:55 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    تحية....ضلال سعي الانقاذ لا يحتاج الي شهادة...المرود علي الشعب السوداني يكفي...قائمة الدول الاكثر فقرا...الاقل مساءلة...الاقل شفافية...الامام في امعانه للمساومة ومعالجة الامر بنهج وسطي في نظره اعطاهم الفرصة في المناورة ليكسبوالمزيد من الوقت للبحث عن حلول تقوي موقفهم المتهالك وفي الامعان نحو جر البلاد الي ما هي عليه الان...

    لا بديل عن منازلة بجبهة متحدة كما ذكرت وان تقف محاولات التوصل الي او بلورةطرح معين مع نظام يقف وظهره علي الحائط...وتنتظره مطلوبات ما بعد اعلان الانفصال...

    لك الاحترام وسنعود
                  

05-14-2011, 09:45 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    الاخ محمد كامل
    سلام
    نبدا معاك بالقطاعي بعد ما اتعرفت مشكلة السودان للقاصى والداني انها في الدولة الصفوية ونخبة المركز وادمان الفشل من 1956

    1- الاقاليم الشمالي
    سافرت اسوان 2007 وشفت الفرق
    جنوب مصر له نفس مقومات شمال السودان
    يفترض لو في قرد شمبانزي بحكم السودان من 1956 يكون عرف ان الشمال يمكنه ان يعتمد على السياحة الاثرية والتطبيبية حمامات عكاشة...اذا تم صناعة سياحة بمستوى مصر على الاقل
    وان السياحة تشكل 25% من الدخل المصري
    وان الانقاذ التي ضل سعيها في الحياة الدنيا والقاعدة في القرن السابع بعد انفصال الجنوب وفقدان نسبة كبيرة من عائدات النفط...ستواجه السقوط المريع وعدم البدائل وسيعيش اهلنا في الشمال جحيم من نوع جديد ليس لهم به قبل...
    ...
    يزور مصر مليون سائح سنويا ويصلو لحدت اسوان ولمن سالتهم لي ما بتجو السودان..قالو لي HOW?!!!!
    1- طيب السكة حديد الذى ضنب الضب دي مش كان ممكن مدها من اسوان/حلفا/كرمة/السليم/الدبة /مروي/المتمة/ام درمان
    وقطارة جديدة وفخمة بمواصفات الخط المصري
    2- فنادق وشالهيات ومنتجعات من كرمة لحدت النقعة والمصورات وفي المدن الرئيسة(ازمة الفنادق دي كمان مشكلة كبيرة)
    3- كهرباء(البركة في سد مروي) ومهرجانات ثقافية وعزف عن الاثار ومسارح في البركل وغيرها
    4- مطار مروي الدولي ايضا يصلح لاستجلاب السياح مباشرة ذى مطار الاقصر في مصر
    ....

    5- نقل نهري سياحي بين كريمة ودنقلا...وهذه الرحلات مفضلة جدا لدي السياح والاورروبيين
    ....
    نجي للغة الارقام
    سكان الاقليم الشمالي 2 مليون او اقل
    والان شوف كان جو بس 500الف سائح واستهلك من حدود 1000 دولار الى 10000 دولار
    والمتوسط قول 5000 دولار
    5000×500000=2500000000 ....شفت المبلغ الفلكي ده
    نقسمو كده على المواطنين
    2500000000/2000000=1200 دولار تقريبا للفرد
    .....
    هذه خطوط عريضة لصناعة السياحة في شمال السودان...وخليك من الزراعة والصناعة والسكة حديد نفسها
    ....
    هل الكلام الفوق ده مثلا ما مفهوم للانقاذيين ديل ام على القلوب اقفالها
    ....
    عشان كده ان اخترت اتحاور معاك لانك من الشمال
    وارباب الجهل والاستبكار في هذا البورد بحسبو علينا الاخوان المسلمين وناس المركز الفاشلين...
    من الليلة
    انت وانا وكل ناس الشمال احسن يواجهو نظام الخرطوم الحاكم ده بمشروع حقيقي لرفع مستوى اهلنا في الشمال...وبمشاريع مدروسة ورؤى واضحة....غير ذلك طوالي(الشعب يريد اسقاط النظام) بعد نوصل برنامجنا لاهلنا في الشمال والحديث ذو شجون
                  

05-14-2011, 10:02 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    الاخ محمد كامل
    سلام
    ولن ينجح اي مشروع تنموي او تغيير حقيقي ابدا ما لم نكسر العلاقة الشاذة وغير السوية بين المركز والولايات المزعومة في الشمال وتركة الفساد الضخمة وقبل نهاية نيفاشافي يوليو 2011 باعادة الاقليم الشمالي وانتخابات حرة ونزيهة للبطاقات 9و10و11و12... وننعم بحكومة اقليم مستقلة في مروي ويرتبط الشمال بالمركز بنائب رئيس فقط (ذى الوضع الدستوري لجنوب السودان)...وتكون ولايتي الشمال(نهر النيل والشمالية) تحت هذه الحكومة الاقليمية الجديدة وتنقطع هذه الرضاعة من ثدي المركز الميت الذى اينما تصرفه لا ياتيك بخير...وتكون حكومة الاقليم جهة رقابية جديدة من قوى ديموقراطية جديدة..


    اذا 1-1-الخطوة الاولى المطالبة بعودة الاقليم الشمالي باسس جديدة
                  

05-17-2011, 09:58 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ازمة الاخلاق في السياسة السودانية (Re: adil amin)

    اتفاقية نيفاشا وتجليات البؤس السياسي السوداني

    بالمختصر المفيد اذا كنا نريد ان نعدد محاسن حقبة الانقاذ...تعتبر اتفاقية نيفاشا اكبر انجاز فكري سياسي ثقافي اجتماعي تنموي تم انجازه طيلة سنوات الانقاذ العجاف ولم تستوعبه القوى السياسية ولم تلتف حوله وتدعمه حسدا من انفسهم وجهلهم وجهل من يتبعهم ايضا....






    لان هذه الاتفاقية اجابت على معضلة بناء الدولة السودانية
    وكانت خيار بين
    الدولة الدينية الزائفة في الشمال وانفصال الجنوب
    وبين الدولة المدنية الحقيقية في اطار السودان الموحد
    وطبعا كمنت ازمة الشمال في شذاذ الافاق ومختلين الوعي والشعور من نخب السودان القديم والطيب مصطفى صاحب الطقوس المشينة والانتباهة والمنافقين والخراصين من كل نوع وملة...في كافة الاخفاقات التي واكبت تطبيق هذه الاتفاقية وقادت الى مالات انفصال الجنوب لاحقا
    ....
    ويبقى على عثمان محمد طه صاحب هذه الانجاز العظيم ان يعض عليه بالنواجز..
    لقد عاني جون قرنق من رجرجة الجنوب في مسيرته الوحدوية الطويلة
    كما عانى على عثمان من رجرجة المؤتمر الوطني في الشمال
    فهل هذه الاتفاقية التي اعادت تشكيل العلاقة بين المركز والهامش الجنوبي....تعجز عن ذلك بين المركز والاقاليم الخمس الباقية؟؟
    ومن ركام كل هذا الفشل نتمنى ان تتضمن اتفاقية نيفاشا في دستور السودان القادم(وليس الدائم)..حتى اذا يقاع الزمن الدوار ابتلع الزامر والمزمار...قد تاتي اجيال وعاية وذكية...تستخدم هذه الاتفاقية في اكمال مشروع بناء الدولة السودانية(كوش الجديدة واعمدتها الستة)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de