حاج ماجد وزير الشباب مرة أخرى : شهدنا اعدام محمود محمد طه وكنا مؤيدين هذا الموقف

Quote: حاج ماجد سوار عرفته سوح النضال السياسي والتنظيمي بجامعة الخرطوم وقبلها مدرسة كادوقلي الثانوية. ينحدر من أسرة صوفية. ووالده من كبار شيوخ الطريقة التجانية.. الأمر الذي جعله قريباً من الحركة الإسلامية.. حيث كان والده أيضاً من أوائل الذين انضموا لجبهة الميثاق الإسلامي. ولحاج ماجد سوار تاريخ معروف بجامعة الخرطوم تحت ظلال الحركة الإسلامية.. وكان دائماً في المقدمة يتصدى للدفاع عن أفكار ومبادئ الحركة الإسلامية. وفصل من الجامعة لمدة عامين نسبة لتصديه العنيف. وكانت تجربته في الدفاع الشعبي كبيرة حيث خاض معارك كثيرة في الجنوب.. وقاد كتائب الدبابين. يتميز حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة بأنه رجل هادئ الطبع.. غير ما كنت أتوقع.. ورجل ذرب اللسان وصاحب عقلية مرتبة ومعرفة متدفقة، كما يتميز بأدب جم وروح عالية. طلبت منه موعداً في مكتبه.. لكنه رفض وأصر أن يحضر لي بمكتبي بـ «الرأي العام» لنجري الحوار.. كان صدره واسعاً.. وكان ذهنه منفتحاً.. وكان لماحاً. ظللنا نتحاور لمدة ساعتين لم يكل أو يمل.. ولم يعتذر عن سؤال قط.. وكم كنت سعيداً بمعرفة الرجل وبالحوار معه. وأشكر الصديقين ميرغني أبوشنب والأستاذ عمر كابو اللذين هيآ هذه الفرصة الجميلة، فإلى مضابط الحوار: .... * ماذا بعد حادثة (إجازة حاج ماجد) بجامعة الخرطوم؟ = أصبحت المتحدث باسم الاتحاد، كما كانت أيضاً شخصية محمد ماجد سوار.. القوية في مواقفها خلطاً بين الأحداث التي كان طرفاً فيها ونسبت لي كلها أخيراً وهو كان من عناصر القوة للاتجاه الإسلامي في الجامعة ولما تحدث الاشتباكات ويتطور لاشتباك بدني مع الفصائل الحزبية الأخرى يبرز محمد حاج ماجد على سطح الأحداث وله نصيب كبير من ذلك ولا أنكر كنت أشارك ولي نصيب.. وأقوم بالتحاور بعد الأحداث مع التنظيمات الأخرى. * أبرز الأسماء كان منو في التنظيمات السياسية الأخرى؟ = الطلاب المستقلون أبرزهم الأخ عمر يوسف الدقير والسياسي إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني، في سنتي الأولى كنت أجلس وأستمتع جداً بأركان النقاش الخاصة بالجمهوريين، وكنت معجباً بالقراي. ومن الذين عاصرونا المتحدث اللبق الأخ نزار متحدث الجبهة الديمقراطية من الشعبية بحري ولا أدري أين هو الآن، والأخ عبد اللطيف من الكوادر الفكرية للديمقراطيين، وبعد تخرجه في الجامعة تخلى عن انتمائه حسب معلوماتي بالإضافة لبعض الكوادر النشطة في مجالات أخرى الأستاذة رباح الصادق المهدي كان لديها نشاط ثقافي وتصدر صحيفة يومية. * أما كانت ناشطة سياسية؟ = الثقافي أكثر ولها صحيفة مميزة، وهناك مجموعات من أنصار السنة أذكر منهم الأخ ياسر وهو مستشار في حكومة ولاية كسلا وكان متحدثاً لبقاً جداً ومجموعة من أبناء الجنوب في الجبهة الوطنية الإفريقية كانت هي واجهة التنظيمات الجنوبية. من الأحداث المهمة التي شهدناها ونحن في أولى جامعة كان إعدام (محمود محمد طه)، وشهدنا نشاط الجمهوريين. * موقفكم كان شنو؟ = كنا مؤيدين لهذا الموقف، بقناعتنا الفكرية في ذلك الوقت وأن الحكم الذي صدر في حقه حكماً صحيحاً وشاهدت عملية تنفيذ الإعدام في ساحة سجن كوبر ولكن كل هذا الجو رغم الخلافات والصراع السياسي لم تتأثر العلاقات بيننا كطلاب. * بنظرة موضوعية محاكمة محمود محمد طه، الآن هل سيكون موقفكم مثل الموقف السابق؟ = مؤكد المحاكمة محاكمة الأفكار غير مقبولة، شخصياً سيكون رأيي مختلفاً، الأجدى كان أن تدحض الأفكار بالأفكار وحتى قضية الردة فيها كثير من الإختلافات بين الأئمة والقضاة، موقفي سيكون مغايراً لو كان الأمر بيدنا بمثل ماتوصلنا إليه من فكر وثقافة. أنا أذكر البيان الذي أذاعة النميري قبل الإعدام بيوم كان يرتدي اللبس العسكري فتحدث عن أنه ظل يبحث في كتب الفقه والمذاهب ليجد سبباً لإيقاف الإعدام ولكنه لم يجد -كما قال- ومضى في تنفيذ الحكم. * هل تفتكر أن النميري كان مؤهلاً لذلك؟ = هو كلف بعض المختصين للبحث، الحاكم يعتمد على مؤسسات ومن ضمنها القضاء نفسه الذي أفتى وقضى بهذا الحكم. * سيد الوزير، سمعنا بك (دباباً)، أحكي لنا تجربتك في الدفاع الشعبي؟ = الدفاع الشعبي مدرسة أضافت لنا الكثير منذ أول يوم أعلنت التجربة، تفاعلنا معها كطلاب ودخلنا فيها كانت نقطة التحول في الدفاع الشعبي نفسه التجربة العملية، الفكرة قديمة منذ عهد نميري والعالم. لكن كانت النقلة الكبيرة إدخال الدفاع الشعبي في العمليات وأول تجربة كانت كتيبة الأهوال وشاركت مع القوات المسلحة في (صيف العبور) ولم أشارك فيها لأنني كنت مسؤولاً عن التفويج. وكانت تجربة أولى مميزة وبحكم تجربتنا كإسلاميين الجهاد فكر أصيل في التجربة في مواجهة أي خطر يواجه المشروع وحب الأوطان من الإيمان نلنا تقديماً متقدماً واستفدنا خبرات من القوات المسلحة وهي المعلم الأول وبعدها شاركنا في عدة متحركات في الاستوائية وجنوب كردفان والنيل الأزرق. اشتغلت مع الكتائب الغربية والجنوبية وبعدها ما زلنا على استعداد لتلبية نداء الوطن متى طلب منا. * أهم المواجهات التي خضتها في ميادين القتال؟ = أهمها معارك العمليات في الاستوائية في الأمطار الغزيرة الحركة الشعبية وقتها تلقت دعماً كبيراً وقامت بهجوم كبير وتقدمت لمسافات بعيدة تصدينا لها مع القوات المسلحة، كنت في مجموعة الاستطلاع في الميل (96) وما وراء خوركيت حيث معسكرات الجيش الشعبي وأهم المعارك هي معركة (16/11/1995) التي فقدنا فيها عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى سقط فيها عدد من الزملاء الشهيد نقيب أبوعاقلة والشهيد يوسف سيد والشهيد مصطفى المهدي والملازم أول تاج الدين المهدي والشهيد حمدي مصطفى والشهيد أمين الدولب ومجموعة كبيرة، وهذه واحدة من الذكريات المهمة في مسيرة الدفاع الشعبي، وشاركت في معارك تلوشي التي أستشهد فيها الشهيد الكلس مؤسس الدفاع الشعبي في كردفان، كلها محطات مهمة في مسيرتي، كنت من قوات الرماية. * المفاصلة، الأسباب التي جعلتك تنحاز الى (المنشية) جناح الترابي، والأسباب التي جعلتك تعود الى (الوطني) مرة أخرى، ماهي؟ = بعد أن تركت العمل في جهاز الأمن الخارجي، عدت للعمل مر أخرى في قطاع الطلاب من (96-1998)، وعملت في قطاع الطلاب مسؤولاً عن طلاب الجامعات ثم قطاع التخطيط وتفرغت تماماً من العمل في الطلاب ولم أكلف بأية مهمة وعندها عملت في مكتب تجاري بالسوق العربي. عندما حصلت الإنشقاقات لم يكن عندي وظيفة تنظيمية، وأول موقف طبيعي بالنسبة لي أن أتجه الى ما رأيت أنه التنظيم، ولم أقل إن هذا صواب أوخطأ، أغلقت مكتبي لشيخ الترابي ومنذ وقت طويل لم أكن أدخل منزل أي من القيادات إلا إذا دعت الضرورة، وذهبت مباشرة وانضممت لجناح الترابي وبدأت في عمل مباشر في قطاع الطلاب باعتبارها شريحة مؤثرة وأقنعت مجموعات كبيرة، ولما انعقد مؤتمر للطلاب لتحديد الاتجاهات أثرت في مجموعة مقدرة لجناح الترابي. وعقد بعدها مؤتمر اختاروني أميناً لهم وتم تكليفي من شيخ حسن مباشرة مسؤولاً لقطاع الطلاب مكثت فيها ثلاثة أشهر بعدها بدأت أول موجة اعتقالات فأُعتقلت في كوبر أولاً ثم تم ترحيلي الى مدينة دنقلا مع عدد من الأخوان ومنها الى مروي والى كريمة ثم أطلق سراحنا وبعدها عقدت مؤتمراً عدلنا اللائحة واستلم القيادة مني أحد الأخوان. * هل دارت أي حوارات بينكم وبين السلطة؟ = أبداً، لم يحدث، بعد سلمت قطاع الطلاب، اشتغلت في شؤون الولايات مع الدكتور الحاج آدم أيضاً لفترة وجيزة، وأُعتقلت لمرة أخرى وهذه المرة طالت (6 أشهر) بعد الخروج بعثت الى مدني والمناقل مقفولاً بالطبلة لا يفتح الباب إلا للصلاة وهي فترة مفيدة راجعت فيها حفظ القرآن وخرجت منها بـ (13) جزءاً من القرآن بعدها خرجت بعد (3 أشهر) ولم أكلف بأي شئ في المؤتمر الشعبي، بعد ذلك حدثت متغيرات كثيرة على المستوى الداخلي اتفاقية ميشاكوس وجيبوتي للتحاور مع المعارضة والحركة الشعبية، وعالمياً حدثت أحداث 11 سبتمبر كنت أرى أن هناك تحولات تقتضي إعادة المواقف في أسباب المفاصلة نتاجاً للتحولات السياسية داخلياً وعالمياً والتي تلقي بظلال كثيفة على السودان. * نعم؟ = قدت مجموعة من الحوارات مع زملائي في المؤتمر الشعبي، بحثنا عدة نقاط، وناقشناها بوضوح مع شيخ حسن بعد هذه الجلسة شيخ حسن كلفنا بكتابة الأفكار في مذكرة، في مجموعة حاولت تصور أنها مذكرة عشرة جديدة وبوادر انشقاق في المؤتمر الشعبي وبدأت تعبئة شيخ حسن تجاهنا، بعد داك عدت مرة أخرى لكادوقلي وبعدت عن العاصمة وبدأت أدرس الموقف وحركة المنظمات والحركة الشعبية وشعرت بحجم التحديات التي تواجه البلد ولم يكن بتكليف رسمي كنت أمارس تجارة المحاصيل لفترة (8) أشهر عدت بعدها للخرطوم وبدأ حوار مع المؤتمرالوطني. * مع من؟ = أول من قابلت دكتور نافع علي نافع كان مسؤول الاتصال التنظيمي حينها، تحدثت له عن ملاحظات ورأيي وقال لي لم يتغير شئ في الخط الفكري والمنهج واستمر النقاش وقبله التقيت بدكتور مجذوب الخليفة -رحمه الله- ود. مطرف صديق كانوا في زيارة لكادوقلي ودار حوار ثم استكمل مع شيخ نافع، دخلت عضواً في المجلس الوطني الانتقالي وحضرت المؤتمر العام وباشرت نشاطي في المؤتمر الوطني في المكتب القيادي وكلفت بأمانة الشباب وقبلت التكليف وواصلت فيها ثم فوجئت بالتكليف الوزاري وكنت أرتب للسفر لماليزيا لاستكمال الماجستير. لم أشعر بأني غريب كلنا كنا حاجة واحدة، الاختلاف في الأسماء وليس القضايا المنهجية، الاختلاف في إدارة الدولة والحزب وأي طرف حاول يحشد مايعزز موقفه من الآراء، كنت كتاباً مكشوفاً لم احتاج لمراجعة. * خيار الانتقال من الشعبي للوطني، كيف كان؟ = لم أكن مكلفاً من قبل الشعبي حينها، كنت أجهر برأيي في الشعبي. * بعد كل هذه السنوات، كيف تنظر الى مذكرة العشرة؟ = مذكرة العشرة، الأفكار الفيها كانت تجد تأييداً من كثير من الناس ولكن الطريقة التي عُرضت بها على مجلس الشورى لم تكن موفقة وألمحت الى شئ من المؤامرة، الأفكار المطروحة كانت مهمة وما زلنا في حاجة لتنفيذها على أرض الواقع.