|
Re: إسقاط المؤتمر الوطني الآن خطأ إستراتيجي ، وطعن لخاصرة الوطن (Re: Frankly)
|
للرجل كتابات بصحيفة سودانايل الإلكترونية لا تخلو من النضوج, مع إختلافى معه فى بعض أطروحاته, مثال ذلك ما نقله الأخ كمال أعلاه حول فرضية الكاتب ملائمة وموائمة المؤتمر الوطنى لقيادة البلاد فى هذه المرحلة, و"حتى إنتهاء أجل نيفاشا" لا أدرى لماذا, ومن أين جاءه يقين إندلاع الفوضى السياسية فى حالة غياب المؤتمر الوطنى/ الحكومة عن مشهدنا السياسى. فى تجربة الزلازل الأخيرة التى إجتاحت/ تجتاح المنطقة, والتى أطاحت بحكومات قوية وراسخة, وتمتلك أحزاباً قوية وراسخة كما كانوا يزعمون و يتوهمون (مثل المؤتمر الوطنى تماماً), ما الذى حدث, هل إندلعت فوضى ما, أم هل سقطت تلك الدول فى هوة الفراغ السياسى مثلاً, مع قناعتى بعدم تطابق النماذج هنا, وإعترافى بخصوصية الحالة السودانية, إلآ أننى أرى تشابهاً يصل حد التطابق معنا فى تجاربهم, أنماطهم, وممارستهم السياسية, فالكل يلتقى فى سياسة القبضة الأمنية الحديدية, والكل يلتقى فى وهم بناء جسم وتنظيم سياسى قوى هو الذى يقود النظام, والكل يلتقى فى مراعاته لمصالح حزبه وجماعته, دون الإلتفات إلى مصالح الشعوب, فما الذى منع الفوضى هناك, وسيأتى بها عندنا حال رحيل المؤتمر الوطنى عن سماءنا؟؟ ولا يقل لنا الكاتب أن لدينا (جنوب سودان) خاض حرباً ضروساً ضد السودان, فالكل يعلم على من كانت الحرب فى الأساس, ومن أجج لهيبها وسعيرها حين إنقلب على السلطة, من بعد أن كادت أن تضع أوزارها بإتفاق الراحل قرنق - الميرغنى, لولا.... فى مقال للكاتب على نفس هذه الصحيفة بعنوان (من يسكت هذيان هذا الرجل المسكون بالأوهام. أعرفتموه؟) تحدث كاتبنا عن الأوهام التى تعشش على كتابات من عناه فى مقاله, فليسمح لى كاتبنا إذن أن اقول له أنه أيضاً لم يسلم من قيض تلك الأوهام فيما ساقه أعلاه من (فرضيات) لا تسندها حجة, ولا منطق, وإن تحلت ببعض التحليل الذى لم يضع نصب أعينه قراءة الواقع السودانى من خلال تجارب الحكومات السابقة وتعاطى الناس معها, وما تم من بعد رحيل تلك الحكومات إلى ما وراء كواليس المشهد السياسى. إن كان لمصر وتونس تجربة واحدة فى الإطاحة بنظم ديكتاتورية, فإن للسودان تجربتان ناصعتان فى ذلك, وقد خرج من كليهما منتصراً, ودونما فوضى, ولا فراغ, وقد كانتا ناجحتان (أى الثورتان) فى تجاوز تركة آلام الحكومتان اللتان خرجتا عليهما, لولا إنقلاب الحال عليهما, وعودة العسكريتاريا المتدثرة بالعقائدية الى سدة الحكم والسلطة مرة أخرى, لتكر مجدداً مسبحة تلك الدائرة الخبيثة على مشهدنا, وسماءنا السياسية.
شكراً يا كمال.
(عدل بواسطة عبدالله شمس الدين مصطفى on 03-01-2011, 06:35 PM)
|
|
|
|
|
|