|
Re: الطيب مصطفى: اهو اٍحتفاء بالانفصال أم بديمومة التســهيلات الالهية اٍياها (Re: abubakr salih)
|
لماذا اٍنفصل الســودان كتبت فى مقال لى، نشر فى صحيفة الاحداث عدد 12 ديسمبر 2009 ما يلى:
Quote: قلنا من قبل ان الإتفاقية التى تم توقيعها بضمانة المجتمع الدولى عبارة عن خارطة طريق مفتوحة على اٍحتمالين (الوحدة او الإنفصال) و اٍن كانت الإتفاقية قد ألزمت طرفيها بتهيئة الطريق لجعل خيار الوحدة جاذباً. لعل ذروة سنام الوحدة الجاذبة هذه تتمثل فى التحوّل من دولة الحزب الواحد، الدين الواحد الثقافة الواحدة الى دولة التعددية السياسية، الدينية و الثقافية التى يزخر بها المجتمع السودانى. لكن من قال أن الجبهة الاسلامية و طبقة الراسمالية الطُفيلية التى نشأت فى كنفها على اٍستعداد للتخلى عن المُكتسبات المادية التى حصلوا عليها بوضع اليد خلال عقدين من الزمان، اٍنفراداً بامر السلطة و الثروة فى البلاد؟. خلال عقد الثمانيات من القرن الماضى كانت الحركة الاسلامية تقف موقفاً متطرفاً و رافضاً للتقارب مع الحركة الشعبية لتحرير السودان و كانت تعتبر مجرّد النقاش حول موضوع حق تقرير المصير لجنوب السودان يقع فى عداد المُحرّمات و الخيانات الوطنية.
و هذه من عادات الابتزاز و الترهيب التى برع فيها الاسلاميين. لكن هذا الموقف تحوّل مع الزمن عندما وصلت الجبهة الاسلامية للسلطة عن طريق اٍنقلابها على النظام الديمقراطى فى العام 1989 بدوافع برغماتية درجوا عليها. و هذا ما يفسّر دخلوهم فى زيجات متعه، مثلية، مع نظرائهم من عتاة متطرفى الجنوب و اٍنفصاليه تحت رايات ما يعرف باٍتفاقية الخرطوم للسلام و تحت رايات أٌخر من تجارة الولاء و البنادق المكْريّه. بمرور الايام، تمكّنت الجبهة الاسلامية و طبقة الرأسمالية الطفيلية التى تمثل مصالحها من السيطرة على مفاصل الاقتصاد السودانى و اٍمتلاك مفاتيحه. فهى اليوم تنفذ بصورة غير معلنة مقترح مثلث رجل الاعمال الكِسِيب و القيادى الاسلامى عبد الرحيم حمدى، ذاك المثلث الشهير الذى أشار عليهم فيه صراحة بحصر فرص التنمية القادمة مع الاستثمار الاجنبى داخل مثلث دنقلا ، سنار، كردفان.
بل ذهبت أبعد من ذلك و عزمت على التخلص من الجنوب حتى تتخلّص من صداع الحركة الشعبية المسنودة بالجيش الشعبى و العلاقات الدولية المميزة مع أفريقيا و العالم الغربى. عزمت الجبهة الاسلامية على التخلّص من الجنوب حتى لا تضطر الى الى شراكة حقيقية فى السلطة السياسية التى تحمى مصالح رأس المال الطفيلى الذى يمتص رحيق البسطاء. لذلك تنازلت عن الجنوب كله للحركة الشعبية، و كانت تأمل أن تُجازيها الحركة بالشكر و عظيم الثناء على هذا الصنيع و تكتفى بجنوبها و تترك أمر الشمال و السلطة المركزية للمؤتمر الوطنى حلاً بَلال. |
الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث)
|
|
|
|
|
|
|
|
|