قلت ان السيد الطيب مصطفى صعد على حين غفلة من الزمان على مسرح الحياة العامة و اصبح ممن يستفتون فى مستقبل السودان و مصيره رغم الغوغائية و روح التشنّج التى تنضح بها اراءه، و رغم سمت البروس الذى ظل يلازمه. صار يتصدر واجهات الاعلام و الحوارات مع القنوات الفضائية و الصحف و ما ذاك الا من دلائل هوان هذه البلاد على اهلها. لكن ان كانت من حسنه لمثل هذا التصدّر الجاهل قليل العقل فانه يكشف المواقف الحقيقة لاهل النظام و النوايا التى تراد بهذه البلاد. ففى حوار له مع صحيفة الشرق الاوسط و فى رده على سؤال الصحيفة عن الاستثمارات المهولة و الثراء البيّن الذى ظهر على اهل البشير أفاد الطيب مصطفى ان اخوان الرئيس يعملون فى التجارة، و هذه تسهيلات يمنحها الله لعبادة لا يجب الاعتراض عليها. يا اللهول، هؤلاء يتجرئون حتى على الله بالزور و البهتان. هو الله اٍذن الذى يتولى أعمال اخوان الرئيس بالرعاية و العناية و يتولى أعمال بقية أهل السودان بالاهمال و الفشل، فالسجون تكاد تميّز من الغيظ و الفيض بابناء السودان من مزارعين و مقاولين و تجار، الذين فشلت أعمالهم التجارية و حبطت اٍستثماراتهم و تولتهم نيابة الشيكات المرتده و الديون.فى حقيقة الامر ان التسهيلات الربانية التى اشار اليها الطيب مصطفى لم تقتصر فقط على اخوان الرئيس وحدهم، فقد اٍمتدت و توسّعت بحمد الله و فضله لتشمل و تفئ على غالب أهل النظام و اركانه الاساسية التى كادت ان تغرق من كثير فيوض هذه التسهيلات.
ففى العام الماضى تناول الكتاب الصحفى مصطفى البطل الفيوض و الخيرات التى نزلت على السيد عبد الرحيم حمدى، وزير المالية السابق الذى أفاد فى حوار صحفى مع صحيفة الرأى العام انه بصدد اٍنشاء بنك تجارى خاص به و يسعى لتطوير بعض الشركات و الاعمال و الاذاعة الاقتصادية التى يمتلكها. كذلك شملت التسهيلات السيد عبد الحليم المتعافى و الذى كاوش على نسبة كبيرة من سوق الانشاءات فى السودان و تعاقدات حكومة ولاية الخرطوم التى كان يحكمها مع شركات مقرّبة من المتعافى لانجاز أعمال اٍنشاءات كثيرة فى انحاء الولاية. و فى حقيقة الامر فان عملية اٍحصاء و عد هذه التسهيلات الربانية التى نزلت على أهل الانقاذ تند عن الحصر و تصعب على الاحصاء. فمن لم يدخل سوق الاستثمارات و التجارية و البيزنس مباشرة من أهل الانقاذ فان الدولة قد تلوته بالمناصب الهلامية التى تدر دخل معقول كافى للحياة المرفهه. فالبلاد ما شاء الله يحكمها الرئيس و نائبيه بالاضافة الى 17 مستشار رئاسى، ما يقارب الــ 77 من وزير لوزير دولة، 400 اعضاء مجلس وطنى قومى، 26 والى ولاية، 156 وزير ولائى، 6500 عضو مجلس تشريعى ولائى، و جيش جرار من الطفيليات التى تعيش على عرق الفقراء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة