|
|
 إحتفاءً بالذكرى 26 لشهيد الفكر والكلمة .. ندوة (ماذا بعد الإستفتاء ؟) .. ملخص + صور .
|
الذكرى 26
أمسية الاثنين 24 يناير 2011 , كان الاحتفاء فى المسرح الخارجى بمقر المركز , بمرور 26 عاماً كاملة على الاستشهاد .. كيف تمر السنوات سريعاً ؟ .. وكيف تبقى القضايا المعلقة , معلقة ؟ .. لا حسم ! , ندور فى الدائرة المفرغة , نُطالب بابسط المطالب البشرية , حرية الفكر والكلمة , الاجتهاد والابداع .. خرج الانسان الاول من كهفه باعمال العقل , فما بال البعض , يُريد منا العودة اليه ؟ .
كان الاحتفاء بندوة تناولت الهم الاكبر الان , الجنوب , وتداعيات ما بعد الرحيل , ندوة تتحدث عن مستقبل ما بعد الرحيل الجغرافى , وذكرى رحيل مُفكر سودانى جسدياً , الرحيل والابتعاد المادى الملموس هما القاسم المشترك , وما بينهما وطن لن يعرف / على ما يبدو / الا الانبياء اين يستقر به المطاف .
د. نورالدين ساتى كان هو الضيف الذى قدم القراءة , وطيف الأستاذ الشهيد كان هو الحاضر فى المستقبل الضبابى للجميع .
وشباب كورال فضاءات محايدة عطروا الأمسية بابداعاتهم .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إحتفاءً بالذكرى 26 لشهيد الفكر والكلمة .. ندوة (ماذا بعد الإستفتاء ؟) .. ملخص + صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. نورالدين ساتى على اليمين .. د. الباقر العفيف فى ادارة الندوة على اليسار .
*
د. الباقر العفيف :-
نحتفل هذه الايام بذكرى الأستاذ محمود محمد طه , فى هذه الايام التاريخية , ملتقى التاريخ الان , وتحقيق التوقعات و النبؤات والتحليلات التى قيلت .
اقدم لكم الاخ الاستاذ السفير نور الدين ساتى فى ندوتنا اليوم , ماذا بعد الاستفتاء ؟ , والاحرى ان تكون ماذا بعد الانفصال ؟ .
كل الامور التى حذر منها الاستاذ محمود محمد طه قبل 26 عام تتحقق الان , عندما اصدر الاستاذ البيان الشهير (هذا او الطوفان) ورد فيه
((ان هذه القوانين – قوانين سبتمبر - قد هددت وحدة البلاد , وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الاساسية التى ادت الى تفاقم مشكلة الجنوب , ان من خطل الرأى ان يزعم احد ان المسيحى لا يُضار بتطبيق الشريعة , ذلك بان المسلم فى هذه الشريعة وصى على غير المسلم بموجب أية السيف , وأية الجزية , فحقوقهما غير متساوية .
اما المواطن اليوم فلا يمكن ان تكون له حرية العبادة وحدها , فان من حقه ان يتمتع بسائر حقوق المواطنة وعلى قدم المساواة مع كافة المواطنين الآخرين .
ان المواطنين فى الجنوب حق فى بلادهم لا تكفلهم له الشريعة , وانما يكفله لهم الاسلام فى مستوى اصول القرآن ))
هذا ما ورد فى منشور (هذا او الطوفان) , وايضاً ورد مجدداً فى كلمة الاستاذ محمود امام محكمة المهلاوى والتى اقتبسنا منها هذا النص ((ثم انها هددت وحدة البلاد )) ومنها (( اعلنت رأيى مراراً فى قوانين سبتمبر 1983 من انها مخالفة للشريعة والاسلام , واكثر من ذلك انها شوهت الشريعة وشوهت الاسلام ونفرت عنه , ويضاف الى ذلك انها وضعت واستغلت لارهاب الشعب وسوقه الى الاستكانة عن طريق اذلاله , ثم انها هددت وحدة البلاد , هذا من حيث التنظير ))
هذه هى الكلمات المضيئة للأستاذ محمود محمد طه , وتهديد وحدة البلاد قد اثمر ثمرته الان , نحن مقبلين على ايام تاريخية بحق , ولذلك لابد من مناقشتها , وسوف يستمر النقاش فى منابر عديدة .
د. نورالدين ساتى:-
اشكر مركز الخاتم عدلان لهذه الاستضافة .
قلوبنا تدمى لما صرنا اليه , وصار اليه هذا الوطن العزيز , وكأننا لم نكن ندرى اننا سوف نصل لهذا النفق المظلم
يذكر الذين اطلعوا على مقالاتى التى كتبتها منذ ما يزيد على 30 عام فى مجلة الثقافة السودانية , كانت آخر فقرة فى سلسلة تلك المقالات تقول ((هناك طريقان , احدهما سلفى يُفضى الى الاحتراب والتشرذم , وثانيهما تقدمى يُفضى الى السلام والوئام )) .
ويبدو اننا اخترنا الطريق الاول الذى قاد الى الانفصام والاقتتال والانقسام , وأسباب ذلك معروفة والا اريد ان اتكلم عن السرد التاريخى , ما يهمنا فى هذه المحاضرة هو المستقبل , ولكن للتذكير اتحدث عن بعض ملامح هذا التاريخ , منذ استقلال السودان , وفى الخمسينات من القرن الماضى , وكأن السودان نشاء منبوذاً فقد انكره امه واباه , وظل يتارجح بين الوحدة والانفصال منذ ذلك الوقت , وحمل هذه الجرثومة معه , وزاد عليها بالكثير من العنت والكثير من الخوف , والكثير من الاستبداد .
وكل الانظمة المتعاقبة التى مرت على هذا البلد , من الممكن - باستثناء الديمقراطية - ان نصفها بالتعنت والتسلط وسوء الفهم , وسوء الافق والتقدير , ذلك ان تلك الانظمة قد فشلت ان تفهم حقيقة بسيطة جداً , وهى ان الظلم والاستبداد لهما طاقة تدميرية كبيرة جداً لا تقل عن طاقة القنبلة الذرية , وقد عرفنا بانفسنا عظم تلك الطاقة التدميرية من الظلم والاستبداد .
وانه لا سبيل للخروج من ذلك الا بفتح الابواب والنوافذ بالمزيد من الحريات والعمل على نشر روح التسامح والوفاق وذلك عن طريق الحوار .
ولكن ذلك لم يحدث , والسودان منذ 55 عام يُدار بقوانين قمعية , وقوانين طوارىء , ودستور مؤقت .
الوطن قبل ان يكون حدود , وقبل ان يكون ارض , هو فكرة , ونحن قد فشلنا فى الاتفاق حول تلك الفكرة , كل شخص لديه فكرة خاصة به يحملها وحده فى طريقه الخاص , ولذلك كان لابد ان تتفرق بنا السبل .
ذهاب الجنوب هو فشل ذريع بالنسبة لنا جميعاً , حيث اننا فشلنا كافراد وكجماعات وكامة فى ان ننظر فى دواخلنا حول ماذا يعنى الجنوب بالنسبة لنا , ذلك الجزء البعيد المهمش , يذهب اليه المغضوب عليهم فى اجهزة الخدمة المدنية , ولا احد يريد الذهاب اليه , والعسكر يذهبون اليه لفترات معينة ولا يهمهم من يُقاتلون , والكثير منهم عاد بالاشياء التى تعرفونها .
الجنوب بالنسبة لنا هو ذلك الجزء البعيد المجهول عند الاغلبية من السودانيين , تدور فيه حرب منذ اكثر من 50 عام , فيه ناس يُقتلون ويُشردون , هناك من يشعر بهذا الالم , لكن هناك الاغلبية الصامتة .
لكن الجنوب كذلك كان القضية المحورية للكثير من الناس , قضية محورية قامت من اجلها الانتفاضات وأحداث جسام فى 64 ثم من بعد ذلك فى 85 , وكانت قضية الجنوب سبب من اسباب الهاب المشاعر لحد بعيد , لكنها كانت ثورات تثور ثم تخمد وتكون النتيجة عودة الذين يُسيطرون على مقاليد الامور من جديد , ويستمر المسلسل الدامى فى جنوب السودان .
وجرثومة ضيق الافق والاستبداد انتشرت فى ارجاء البلاد , كانت هناك طاقة تدميرية للظلم والاستبداد , وطاقة تحريرية للإستنارة وللحوار وفتح الابواب , وكنا كلما نفتح باباً , يُغلق مرة آخرى , وانتشر الداء ولم نكتفى بجنوب السودان , دارفور , ثم بعد ذلك شرق السودان , حتى شمال السودان لم يسلم من ذلك .
كل ذلك لان تلك الفكرة البسيطة عن ما هو الوطن , او عن ماهية الوطن لم نستوعبها , الوطن ليس ارض وليس حدود , الوطن كالبيت , ليس هو فضاء جغرافى فحسب , هو فضاء انسانى وفكرى ونفسى , وتواضع الناس على العيش فيه سوياً .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إحتفاءً بالذكرى 26 لشهيد الفكر والكلمة .. ندوة (ماذا بعد الإستفتاء ؟) .. ملخص + صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د. نور الدين ساتى:-
الوطن فضاء يسع الجميع , لكن بعض القلة تعتقد انها وحدها تستطيع ان تُدير هذا الفضاء وبالطريقة التى تُريدها وتظن انها تملك الحقيقة وحدها .. ليست هناك مجموعة تملك الحقيقة المطلقة وحدها , الحقيقة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يجدها الناس من خلال التواصل . الجنوب ذهب او سيذهب خلال ايام , والجنوب قد ذهب لانه يملك المقدرة على الذهاب , ولكن ما مصير اولئك الذين لا يملكون المقدرة على الذهاب ؟ , هذا سيعمق الازمة السياسية والاجتماعية والمواجهة والصراع , سوف تحتدم الازمة السياسية , وعلى الذين يمسكون بزمام السلطة ان يفهموا هذه الامور . ماذا يمكن ان يحدث ؟ , ستكون هناك حركات احتجاجية , ونحن نُريد ان نكفل امن وسلامة الجميع , وليس امن وسلامة قلة , سلامة الشعب وممتلكات الشعب , وهذا لا يتم الا اذا فتحت الابواب والنوافذ , وتواضع الناس على مشروع مُشترك , مشروع لادارة ما تبقى من السودان , والجزء الذى تبقى نعرف ان فيه مشاكل , فى دارفور والشرق , والقضية لم تُصبح جهوية فحسب فهناك الازمة العامة , هناك الازمة الاقتصادية , والازمة السياسية , هناك ازمات اجتماعية , وهناك تغيرات اجتماعية كبيرة جداً فى تركيبة البلد , الفقراء اصبحوا اكثر عدداً وفقراً , والاغنياء اكثر غنى .. نحن نعيش فوق قنبلة مؤقتة , وخسرنا الجنوب لاننا خسرنا معركة الحرية , معركة الإستنارة والانعتاق , لابد ان نحرر انفسنا من افكارنا الموروثة , ونبدأ بتحرير الفكر , نتحرر من القيم التى ربما كانت فى الماضى قيم ايجابية , لكنها الان هى قيم سلبية , وهذه هى نقطة البداية . الفكرة التى من الممكن ان نتفق عليها هى اننا كلنا سودانين , وليس هناك سودانى مواطن درجة ثانية او ثالثة , عندما كنا شباب لم تكن القلبية او الجهوية تعنى لنا الكثير , ولكنها الان اصبحت جوهرية , وهذا بسبب التفكير السلبى الذى ساد خلال السنوات الماضية . الدين ليس ملكاً لاحد , المشكلة ان هناك علماء يُفسرون الدين بطريقتهم الخاصة وهناك مصالح , انا شخصياً مُتدين اصلى واصوم , ولكن ارفض ان يفرض على انسان ما لا اريده , لا اكره فى الدين والسياسة والمجتمع . تم اكراه اخوتنا الجنوبين على ترك الوطن , وطبعاً مثلما ساهم الشماليين فى هذا الامر فقد ساهم الجنوبين فيه , لكن فى نهاية الامر لم يكن امام الجنوبيين من خيار . انا وحدوى وارفض فكرة الانفصال , واعتقد انه ليس حلاً رغم تعاطفى مع الجنوبيين , وكانت هناك طرق لحل هذه القضية , الولايات المتحدة الامريكية كان فيها اضطهاد , وهناك نموذج جنوب افريقيا , ولا يمكن لوم الجنوبيين على الخيار . الحفاظ على ما تبقى من البلد يتم بواسطة اجراءات معينة , الخطوة الاولى بتغيير مفردات اللغة السياسية واحترام عقول الناس , والحرية والانفتاح والحوار , والاتفاق على رؤية مشتركة للمستقبل فيما تبقى من الوطن وفى مستقبل الجنوب , تضميد الجراح وجبر الكسور , واعادة الحقوق الى اهلها . ليس هناك من سبب للحجر على عقول الناس , ليس هناك شخص يفكر للجميع او فئة تفكر للجميع . لابد هنا من كلمة حول الشريعة , اعتقد ان الطريقة التى تم تطبيق الشريعة بها فى السودان , او يتحدث عنها بها الناس فى السودان , قد ظلمت الدين نفسه , والتطبيق بهذا الشكل احدث رد فعل كبير جداً على المستوى الخارجى , واعتقد اننا ليس فى حاجة لقصر وقهر الناس لتطبيق الشريعة عليهم بهذه الطريقة , الدين هو انفتاح على الآخر , وهو الحرية وليس القهر . عن التعامل مع جنوب السودان بعد الإستفتاء , اعتقد انه لابد ان تكون هناك حركة شعبية , نحن قصرنا كثيراً فى الماضى حيث اننا لم نمد ايدينا الى الاخوة فى الجنوب بالصورة الكافية , والمجتمع المدنى - ونحن نعرف القيود – لم يقدم ما فيه الكفاية , البديل عن التباكى عن ما حدث يجب ان نُصبح اكثر ايجابية , وان نسعى للتعامل المشترك , مجموعات العمل فى الشمال والجنوب يجب ان تسعى لكى تلتقى وان تكون هناك منابر لهذا الالتقاء , وهى حركة متاحة لكل من يرغب فى مد الجسور بين الشمال والجنوب , وان يتم الاتفاق على برنامج مشترك , وان نتحدث تكامل يكون على اسس جديدة , مثل الحدود المفتوحة وحرية الحركة والتواصل والتبادل , هذه الاسس وفقاً للاحترام المتبادل , والزيارات الميدانية مهمة جداً فى هذه الحالة . هذه هى بعض الافكار القابلة للحوار , وشكراً جزيلاً .
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-27-2011, 05:03 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إحتفاءً بالذكرى 26 لشهيد الفكر والكلمة .. ندوة (ماذا بعد الإستفتاء ؟) .. ملخص + صور . (Re: عبدالله عثمان)
|
بعض المداخلات :-
عبدالقادر عبدالرحمن :-
صحيح ان السودان الان يمر بمجموعة من القضايا والكوراث , فى الجنوب او فى الشمال .
كل الحكومات التى مرت على السودان تتحمل وزر فصل الجنوب , كلهم ساهموا فى ذلك , والان فان الجنوب قد ذهب , ونفس الاسباب قد تجعل هناك انفصال لدولة آخرى , فليس هناك وحدة على مستوى الافراد وليس هناك تفاعل اجتماعى , تجد فى الجامعات ان الطلاب يتقوقعون فى روابطهم الاقليمية .
وحتى لا تتكرر التجربة الانفصالية فى دارفور فان على الجميع الجلوس ومعرفة الاسباب التى قادت الى انفصال الجنوب .
*
ابراهيم بركات :-
سئلت ذات مرة الأستاذ ابراهيم طه ايوب وقلت له انتم كان لديكم الفرصة لالغاء قوانين سبتمبر , فقال لى كيف يمكننى الالغاء ومعنا سوار الدهب الذى يُريد ان يدخل الجنة , وانا احمل حكومة الانتفاضة مسؤولية عدم الغاء هذه القوانين والتى بسببها وقع انفصال الجنوب , 90% من أسباب انفصال الجنوب كان من تطبيق قوانين سبتمبر فى السودان .
الثورات فى 64 و 85 كانت ثورات عاطفية , وهذا هو السبب الذى جعل ان ليس هناك الان انتفاضة .
المتحدث قال ان طريقة تطبيق الشريعة قد شوه الدين , وكانها لو تم تطبيقها بطريقة صحيحة فان الدين لن يتشوه , والشريعة رغم احترامى لها فانها لا تصلح لانسانية القرن العشرين .
*
ابولا نيوك :-
ليس هناك مفهوم رجل الدين فى الاسلام , وهو مفهوم مقتبس من الكنائس , واعتقد ان قضية الشريعة حتى عند المسلمين هى تحدى كبير , هم كانوا يتحدثون اننا يجب ان لا نطبق الشريعة من اجل اهل الجنوب , الان الجنوب قد ذهب , وعليكم الجلوس لمواجهة هذه القضية , والحديث عن الكلام (المدغمس) هو نذير عدم خير للتنوع الموجود فى الشمال .
غير المسلم يتضرر من تطبيق الشريعة , امثال هذه القضايا للبلد يجب ان تتم مناقشتها فى الهواء الطلق فى مثل هذه الندوات .
*
عادل اجور :-
كان يجب على الحكومة ان تتحدث هى عن تداعيات ما بعد الاستفتاء وليس مركز الخاتم عدلان , واقول ان المؤتمر الوطنى قد قصد ان ينفصل جزء عزيز من البلد , حتى يكون الجزء الشمالى عروبى بحت , وهم يتحدثون عن الشريعة والعروبة , ويتحدثون عن المرأة وعن زى المرأة , ولا يتحدثون عن نهب المال العام ! .
اقول رسالة , بان دولة الشمال سوف تتفتت الى دويلات عديدة طالما ظل المركز مهيمن واللغة العربية هى اللغة الرسمية دون احترام لباقى اللغات .
*
عوض الكريم الزين بشرى :-
هناك مشكلة كبيرة جداً للنخبة السودانية على مر العصور لو كانت داخل السلطة او كانت فى المعارضة , نحن نتحدث ان السودان تتحكم فيه قبيلة معينة او فئة معينة , فى كل التكوينات السياسية موجودة كل فئات السودان فى الحزب الشيوعي او الجبهة الاسلامية او غيرها , فالنظر لمشكلة السودان من وجهة النظر هذه غير مُجدى .
الحديث عن انفصال جنوب السودان , هل كان الجنوب فى حالة وحدة مع الشمال فعلاً , وانا اقول ان هذا لم يكن موجود فمنذ خروج المستعمر كانت هناك حالة حرب مستمرة , وحتى هذه اللحظة فاننا نُمارس عليهم فوقية بطرحنا لسؤال هل من حقهم اقامة دولة خاصة بهم , هى نظرة استعلائية ان نقوم بالاجابة عن سؤال ماذا بعد الاستفتاء .
*
*
د. نورالدين ساتى :-
سوف اقوم بالرد بصورة عامة
صحيح يجب اتخاذ خطوات معينة حتى لا يُصبح مصير دارفور مثل الجنوب , هناك قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية مُركبة , واقول ان الحل لجميع هذه المشاكل لا يكون عن طريق البندقية , وعرفت بنفسى كيف ان الحروب ساهمت فى التأخر بدلاً من ان تُساهم فى التقدم , الحروب تبدأ للتعبير عن الاحساس بالغبن وعندما تكون هناك أستجابة لها فمن الافضل اللجوء للحلول السياسية , واى مجتمع يبدأ بعلاج نفسه اذا اعترف انه مريض .
لقد شهدنا تلك الايام والوعود بالغاء قوانين سبتمبر , ورغم انه كانت هناك حركة جماهيرية للمطالبة بالغاء هذه القوانين , لكن الحكومات المتعاقبة التى جاءت بعد النميرى لم تتمكن من ذلك لان داخل الحكومة الانتقالية , كان هناك خلاف حول هذه القضية بين المجلس العسكرى من ناحية وبين الحكومة وممثلى النقابات من ناحية آخرى , وهو تعبير عن الصراع فى المجتمع نفسه .
لو كانت 64 , و 85 عبارة عن ثورات عاطفية , فانها تعبير عن شعب مكلوم يُريد التعبير عن نفسه , ولا يمكن ان نطلق عليها تعبير العواطف فقط , هو احساس بالظلم وقد تفجر , والانتفاضة تحدث بشكل تلقائى ودون تخطيط .
يجب ان ننظر للدين نظرة ايجابية , وليس نظرة سلبية , ولا يجب ان نتخلص من الشريعة بهذه الطريقة وان نقول انها لا تصلح , لان هناك الكثير الذين يؤمنون بها , وهى قضية سياسية وليست دينية ولهذا فهى تحتاج للمناقشة فى المنابر .
اعتقد ان الكلام حول تفكيك المركز لصالح الهامش , وعلاج هذه القضية يكون بصورة مزيد الا مركزية , ومزيد من نقل الثروة للاطراف , ويجب لابناء الهامش والاطراف بلعب ادوارهم , هى مسؤولية اصحاب الهوامش انفسهم هناك صحيح ازمة عالمية فى الشرق الاوسط وتونس وغيرها , ولكن نحن لدينا ازمة ذات طبائع خاصة , وكل نخبة لها خصائصها وطريقتها فى معالجة المشكلات , هناك تحولات اجتماعية حدثت فى المجتمع السودانى وهناك حالة هبوط اخلاقى فى دولة الشريعة ! , هذا يعود بسبب ان هناك ازمة ثقافية , والثقافة تعود على كل شيء ومنها سلوك الفرد واخلاقه , وكما قالوا فان السياسة هى الثقافة بطريقة آخرى , ولابد من احداث ثورة ثقافية .
تسيس العمل الادارى هو الذى قاد للمشاكل التى نحن فيها الان , وهو الذى بدأ منذ ايام النميرى , والعمل الادارى يرتبط بمصالح الناس , و (جاطت) المسألة .
المشورة الشعبية فرصة للناس للتعبير عن وجهة نظرهم فيما يُريدون , يجب ان نعمل جميعاً على عدم تفتت دولة السودان وان نعمل لكى لا يُصبح السودان مثل الصومال , ويجب ان نجد الفرصة للغات والثقافات المحلية الموجودة للتعبير عن نفسها .
مشكلة جنوب السودان هى الان مشكلة كل السودان , اشكركم شكر جزيل .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: إحتفاءً بالذكرى 26 لشهيد الفكر والكلمة .. ندوة (ماذا بعد الإستفتاء ؟) .. ملخص + صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
*
الأستاذ في صورة ضوئية مع زوجته وزمرة من فتيات الوطن
فقد كان الشهيد نصيراً للمرأة في تبيان حقوقها في سِفره
عن شريعة الأحوال الشخصية
*
في ذكرى محمود محمد طه : ألف بُستان يُزهر
عبد الله الشقليني
(1)
خمسة وثمانون وتسعمائة وألف : هو عام الرحيل الباهِر .
ما أحوجنا إليك .
عُدت الآن إلينا تُطل من قُبة السماء .
تَنفرج صورتك البهية كمطر السقي الأول .
الضوء برقٌ والرعود زلازل ،
والأحجار جماجم على الثرى ،
ترتدي لحمها وجواهرها لتُبصِرك.
ذكراكَ نبتة عُشبٍ أخضر لأدواء النفوس ،
وكتابُك إستبرق .
لن ينتحب الدهر ،
وبين أيدينا ورثنا عَرشَكَ المُتَكلِم .
صورتك المُنى ،
والحُلم عَجَّل بالرحيل ،
والريح تنفُث حُزنها أسفاً علينا .
(2)
فتحنا عُلب الذاكرة :
العشب يُغطي الأرض وأنت تنظُر الأفق. للأخضر حزماً من الألوان وللمكان فُسحة تُسابق الريح فيها الخيل . وجدناكَ هناك تمشي بخُطى الرُسل ومؤسسي الديانات القديمة . في محبَسِكَ القديم جلستَ إلى الصفاء وصادقتكَ نفسُك وتصالحتَ مع الدُنيا ثم خرجتَ خُروجاً بيِّناً .
من يقرأ أسفاركَ و أقوالكَ يعلم أن وراء المُعلِّم رؤيا في منامٍ انكشفت أستارها .كأنها تركب سرج سابحٍ له أجنحة ضاربة عرض السماء بذيل طاووس . سِرتَ بين أسفار العقيدة سير المُتمَهِل. قرأت من الماضي واستبطنت الجوار المُحمدي ومسَّت بصيرتكَ الصورة الباهرة ثم صُعِقتَ بالحُلُمُ .
كانت أردية النبوءة أثقل حِملاً على جسد المُريدين ولم تزلْ . تخاطَرتَ أنتَ مع المُستَقبل من مورد الماضي . استسقيتَ من البِرَك التي لا تنضب . جلستَ لمولاكَ الذي زين لكَ الكون جُرعة محبة . بصفاء هبطت الرؤيا هبوطاً سدَّ الأفق :
جسداً وروحاً و جوهراً . ما بين الحنايا أكبر من أن يُخفى ، حتى تيسر أن يستَكتِبُكَ مولاكَ فكتبت.
(3)
أيهم أطول في الخطو فيسبقُك؟
تتبع (محمود ) سيرة المصطفى . قرأ وتبِع الأقوال والأفعال . استبطن من سيرة مُعلمه النبي ـ ذاك عالي المقام ـ كيف يُميز بين نهجه في تدريس أهل زمانه ، ونهجه الذي ينفلت من عصره إلى مُقبِل الأيام وفتوحات المُستقبل . قرأ وصلى وترقى في صلاته لتأتيه النفحات المُباركة تتساقط عليه كِسَفاً في اليقظة وفي المنام . كان المحبس الجبري عندما بدأ أول مرة ثم كان محبسه الذي اختاره لنفسه من بعد ...منذ منتصف القرن الذي رحل .
بدأت الصلاة عنده من أولها : تغتسل و تتوضأ وتقف وتُكبِر وتقرأ وتركع وتسجد وفق التقليد... فالطريق الذي يوصل يبدأ من هُنا ثم صعودا . استبطن من المنقول عن النبي خيطاً يميز به خطاب النبوءة في عصرها وحين مدَّ التسامُح طوفانه ، ما استطاعت الدُنيا حينذاك أن تكون بقدره . رأى ( محمود ) أنها نُسِخَت لأنها أرفع مكانة وتستأهل الإنسانية القادمة وإلى مُنتهاها .
جلس هو جلوس الصفاء وهصر بدنه بالعبادة حتى تتخفف الحُجب الغليظة وقرأ ما وراء الخطاب ، فالعامَة يحسبهم يقرءون على عجل ، أما العلماء فأغلبهم نَقَلة تجارب الماضي وحَفَظة نصوص . لم تُسعفهم مكانتهم العالية في اللغة ودراسة علوم الدين أن يستبطنوا المآل من الخطاب الكثيف إلا من رأى منهم الشمس بازغة وهم قلَِّة . لمسوا خيوط محبة المصطفى و نسجوا نسيجاً باهراً وقرءوا الذكر بعد أن تبينوا معانيه وانتهجوا النهج من أول السُّلم وصعدوا . كتب بعضهم في الإشراق وفي الفتوحات الربانية التي على إبداعها لا توافق شكلاً ظاهر الشرائع التي ترى أن الرسالة واحدة : نُسخت فيها آيات السماح وإلى الأبد .
قرأ التقي العابد وجلس جلوس الصفاء فتفتحت قرائحه إلى كيف تصلون وما شريعة الأحوال الشخصية وما مكانة المرأة وما جهاد السيف وما الزكاة ...، حفر الذهن ومدَّ بصيرته لرؤى تقف في وجه التقليد بالتأويل وتكشف الحُجب التي كان يتعيّن على أمثاله أن يكتبوها للناس ، فهو رسول من رسل القراءة التي تُعيد للعقيدة تسامحها و أن المولى قد اختارها لعباده درجة ثم أخرى إلى يوم يُصبح الفتح أعظم والإنسان سيد بعلمه لا بسيفه .
(4)
في يوم الجمعة الكُبرى صعد الشهيد ( محمود ) عتبات الوجود قبل الذهاب ثابتاً لرحلة العبور إلى دُنيا غير التي نحيا . كان فَرِحاًَ يتبسم . قَتَلتهُ انزووا في ظلمة الكسوف الأكبر . رحلت عنهم الكرامة و معرفة الحق فالدُنيا نعيم لمن يتصالح مع نفسه وجحيم لمن يكتشِف لاحقاً أن الخسران المُبين هو أن تستل سيفك في وجه أعزل .كان المُعلِم شجرة في كل ورقة من أوراقها بُرعُم يُزهِر قنديلَ بِشر . نقيٌ هو ملائكي المَسلَك : ناصِحٌ وناصِعٌ و صبوح .
(5)
هذه صورتكَ النبيلة يا نسمة رقة بها من العطر:
أول ما يأتي مع مفاتيح الصباح وضوءٍ من باذنجان الليل فتح قلبه .
عابدٌ انتظر الصباح ليله وهو يحزم أمره . أخذته السَّكينة.
أ أنتَ يا ورقاً تُسمِّد الأرض لتُنبِتْ البواسق من الشجر المُثمر ؟ .
لن تمضي أيامي مُبعثرة وصدركَ حانٍ ،
وقطاف أزهار ربيع العُمر أقرب من أكسيد الحياة .
كَم يقْزُم جَلادوكَ !؟ .
إن الوزر أثقل من أحجار الرحى حين تحملها الحنايا .
بيت قلبِكَ الظليل يا سيد الكِرام أعشاش محبة لَففتُه لنا في ورق الهدايا :
استنارة تفرح الطفولة في الدواخل ، وتُطرِب بيت الفِكَر .
نم هنيئاً بين الثُريات في عليائك فنور محبتك أشرق مثل شمس الوجود ،
وأينعت قِطائفُكَ تُلامس وجداننا وبقيتَ سرمدياً بين أضلعنا وطاب لكَ المقام.
عبد الله الشقليني
01/07/2007 م
<
| |
|
|
|
|
|
| |
مركز الخاتم عدلان
عبدالله عثمان
عبدالله الشقليني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست