اعتقال المناضل علي عسيلات --ومكانه مجهول

Quote: نطالب رئيس الجمهورية، ووزير العدل، ورئيس القضاء، ورئيس جهاز الأمن القومى باطلاق سراح المناضل النقابى على العسيلات وكل المعتقلين السياسيين من مختلف الانتماءات السياسية، وفى مقدمتهم الصحفى الباسل ابوذر والدكتور حسن عبدالله الترابى ومجموعة الشباب والمواطنين المعتقلين بواسطة أجهزة الامن. ونحذر من ممارسة التعذيب البدنى والنفسى ضدهم. ونحذى كل من يصدر الأوامر أو يقوم بتنفيذها أو يتواطأ بالصمت عليها بأن يد العدالة أن تباطأت فى محاسبته بموجب مواد دستور السودان الانتقالى، فانه لن يسلم من الملاحقة والمحاكمة أمام أجهزة العدالة الدولية. فلا طاعة لحاكم أو مسئول عندما يتعلق الامر بحقوق الانسان التى أصبحت دستورا عالميا لا يعلى عليه. وثمة مناشدة الى السادة قادة الاحزاب السياسية فى السودان: أيها المناضلون، لا باس من دعوتكم الى مسيرة تضامن وتأييد للثورات الهادرة فى تونس ومصر وليبيا واليمن وكل التحركات الشعبية فى العالم العربى. هذا الدعم والتاييد من صميم واجبات شعبنا، الذى بادر بالتضامن مع شعوب اسيا وافريقيا قبل أن ينال استقلاله. وقد غنى شباب بلادنا فى مطلع الخمسينات الماضية لمناصرة شعوب كوريا والجزائر والكنغو واليمن الجنوبى والبحرين وغيرهم. من هذا المنطلق نؤيد مسيرتكم المعلن عنها يوم 8 مارس. ولكن فى ذات الوقت، فاليسمح لنا قادة المعارضة أن نطرح عليهم تساؤلا: كيف يستقيم عقلا أن تتنازلوا طواعية عن حقكم الدستورى فى التظاهرالسلمى، كما نص عليه دستور السودان الانتقالى؟ ففى رسالتكم الموجهة الى مدير الأمن تطلب مذكرتكم التصديق بتسيير مسيرة. وفى موضع أخر تبدو الرسالة فى شكل أخطار. فما سر هذا الارتباك والتردد. والشعب السودانى بفطنته لن تخفى عليه حالة الاضطراب فى رسالتكم، ولن يستجيب لدعوتكم، كما حدث فى مرات سابقة. فيا أيها السادة أحزموا امركم وعززوا ثقتكم فى قدرات الشعب السودانى وبسالته. ولعل أقصى مايلزم عليكم عمله هو الاكتفاء باخطارالجهات المعنية وعامة المواطنين لعمل الترتيبات الضرورية فى التاريخ المعلن لتأمين ممارسة الشعب لحقه الدستورى. كذلك نذكركم بأن 8 مارس هو يوم التضامن العالمى مع النساء. وتصادف هذه المناسبة تصاعد الغضب الى أعلى درجة بسبب تعرض فتاة سودانية لحما ودما للاغتصاب بواسطة مجموعة من منتسبى جهاز الامن. هذه الحادثة سبقتها حادثة أخرى قام الجهاز القضائى ومنتسبى الأمن بجلد فتاة فى أنضر سنى حياتها بطريقة تعيد الى الاذهان الممارسات البشعة فى القرون الوسطى. نتوجه بالمناشدة الى شباب بلدنا، وجماهير الشعب للتظاهر يوم 8 مارس، لتوسيع المطالبة بوقف العسف والحط من قيمة وكرامة النساء والفتيات السودانيات، ونحتج على مصادرة الحريات، وتفشى البطالة وتصاعد وتائر التضخم. فالنرفع بجسارة مطالب الشعب، باسقاط نظام الانقاذ واقتلاع جذوره، فالثورات التى اجتاحت البلدان العربية لن يسلم من سعيرها حكم الانقاذ. نناشد قادة أحزاب المعارضة بالاصغاء لمطالب الشعب وتأكيد ثقتهم فى قوته وتصميمه وتطلعه للحرية. ودون استباق لما يقدم عليه مسئولو الامن بشأن الطلب الذى تقدمت به أحزاب المعارضة للتظاهر، واستنادا على التجارب السابقة مع حكم الانقاذ، ومصادرته للحريات الأساسية لن يفاجئنا فى شىء رفض مدير الامن التصديق بممارسة ابسط مشاعر التضامن مع اشقائنا فى البلدان العربية الثائرة. فليحزم قادة المعارضة أمرهم ويتصدوا لعسف السلطة بحشد حماعير الشعب وانتزاع حقوقهم المشروعة بوضع اليد. مرة ثانية التحية لكل المعتقلين الشرفاء، وقد أزفت ساعة الانتفاضة الشعبية الثالثة.