مفتي الديار المصرية يلقي خطبة الجمعة القادمة في أكبر مساجد السودان.. وينقلها التليفزيون

Quote: أقول لبعض القراء الأعزاء الذين غضبوا مما كتبته عن عدم وجود مصداقية لشيخ الأزهر ومفتى الجمهورية ووزير الأوقاف بين جموع المواطنين، يا أعزائى أزعم أننى أعرف فضل هؤلاء الرجال جيدا، فكل منهم عالم جليل فى ميدانه، ولكن هناك فرقاً بين ما يمكن أن نعرفه من مآثر ومناقب وأفكار جليلة لكل من شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية ووزير الأوقاف، وبين أن يكون لتلك المآثر والمناقب والأفكار تأثير حقيقى على الملايين التى اختطفها التطرف. فى رأيى الشخصى، الذى أعلم أنه يستفز البعض ويعتبرونه خارجا على النص المطلوب ترديده الآن، أنه لن يكون هناك تأثير للأزهر ودار الإفتاء دون استقلالية كاملة لهما، سيصدق المصريون ما يقوله شيخ الأزهر والمفتى عن الوحدة الوطنية عندما يرون الاثنين وهما يرفضان، مثلا، تزوير الانتخابات، وحوادث التعذيب ولو كانت فردية، وبيع الغاز لإسرائيل برخص التراب، وما إلى ذلك من قضايا الساعة التى تشغل بال المواطن المصرى وتنغص عليه حياته. تخيلوا كيف سيشعر الناس لو رأوا شيخ الأزهر وهو يزور أسرة مواطن لقى حتفه أثناء احتجازه فى جهة أمنية، أو لو رأوا فضيلة المفتى وهو يستنكر ما جرى فى مهزلة الانتخابات الأخيرة ولو حتى كمواطن، على الأقل لكى يكونا قدوة للمواطن العادى الذى نطالبه بأن يكون إيجابيا ولا يخاف إلا من الذى خلقه ويعلم أنه لا نافع ولا ضار بحق إلا الله. ببساطة لابد أن يشعر المصريون بأن هؤلاء الشيوخ الأفاضل منحازون لقيم العدل والحرية التى يمثلها الدين الحنيف، وليس لمن عيّنهم فى مناصبهم، عندها سيعود المصريون طواعية إلى حضن الأزهر العريق الذى تم تأميم دوره عمدا وقسرا من أجل مصالح سياسية ضيقة تدفع مصر ثمنها الآن. هذه هى المسألة دون لف ولا دوران، لكن إدراكها يتطلب منا ألا نكون من الذين يعشقون سماع صدى أصواتهم ويظنون أنها أصوات مختلفة تؤيد ما يقولونه