|
|
 أحمد حسن الضو .. هذا الرجل بمخزونه الكثير .. صحيفة ألوان ألقت الضوء على بعض منه (صور)
|
بمناسبة ذكرى الإستقلال، في عددها رقم (4444)، أجرت صحيفة ألوان لقاء مع الخال أحمد حسن الضو، الذي شغل عدداً من المناصب المرموقة قبل وبعد الإستقلال، وبتنقله في مختلف مديريات السودان، كان قريباً من العديد من الأحداث أهمها أحداث جرت في جنوب السودان، ثم كان أوّل رئيس للديوان (القصر الجمهوري) فعمل مع الأزهري وعبّود.
هذا الرجل يعيش شيخوخته بعيداً كل البعد عن الصخب والأضواء التي نال منها الكثير. لصلتي الأسرية به، سمعت منه الكثير المثير الخطر، بعضه موثّق والبعض يأتي من ذاكرة قوية لم تنل منها الأيام.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد حسن الضو .. هذا الرجل بمخزونه الكثير .. صحيفة ألوان ألقت الضوء على بعض منه (صور) (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
أجرت ألوان معه حوار على خلفية تصحيح معلومة أتت بها الصحيفة دون أن تتحرى، فكان اللقاء:
الصورة والقصّة .. والجهل بالتاريخ:
أحد الجاهلين بالتاريخ الوطني كتب معلّقاً على صورة تجمع (أحمد حسن الفكي الضو) بمك الشُلُك (المك كور)، محدّداً البيبور مكاناً لها، مطالباً الله سبحانه وتعالى أن يرحم الشخصين. فوجئ هاتف ألوان بنفي واضح وصريح ومباشر لمكان الصورة، بل وأحد أطراف الصورة يحمل مخزوناً من الأسرار يمكنه أن يخص بها ألوان.
ذهبت إليه مهموماً بالإعتذار ومحرجاً من جراءة الجهل حينما يمتلك أدوات فرض نفسه. إستقبلنا بمنزله المترع بروائح التاريخ وحفاوة الحكمة وعظمة الشأن. فكان أن قبل الإعتذار ببشاشة قائلاً (الرحمة تجوز للحي والميّت)، لكنه رفض تماماً أي إغفال لحقيقة الصورة وقال: (الصورة التي تجمعني بالمك لم ولا يمكن أن تكون في البيبور التي يقطنها المورلي، وليس لمك الشلك علاقة بها .. وأخذت في عام 1975 بقصر الضيافة بشارع غردون "الجامعة حالياً"). لكن ما علاقة مك الشلك بأحمد حسن الضو؟ الإجابة جاءت تلهث على لسان محدّثنا تشرح دون إسهاب، واثقة دون غرور وقال: (في تلك الفترة، كان رئيس الوزراء عبدالله بك خليل، وجّه دعوة لمك الشلك لزيارته، ولأنني خدمت في الجنوب، فقد توطّدت علاقتي به. إذ كنت نائب مدير مديرية أعالي النيل، وهذا سبب في تعارفي بالمك كور منذ 1955، وعندما حضر لزيارة عبدالله خليل، وبحكم المعرفة القديمة، ذهبت لزيارته، في تلك اللحظات كان الإعلاميون يغادرون قصر الضيافة وأنا أدخل، فطالبهم المك بأخذ هذه الصورة).
أواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد حسن الضو .. هذا الرجل بمخزونه الكثير .. صحيفة ألوان ألقت الضوء على بعض منه (صور) (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
الخدمة المدنية .. الطريق إلى أعالي النيل:
بعد تخرّج أحمد حسن الضو من كلية غردون أثناء الحرب العالمية الثانية (1935 – 1945) إبتدر التجربة العملية كمترجم ليأخذ فترة مهّدت الطريق لينقل إلى مصلحة الإقتصاد والتجارة التي تتبع للسكرتير الإداري، ويبدو أن تلك الفترة لم تكن مستقرة إدارياً إذ تحوّلت مصلحة الإقتصاد والتجارة فيما بعد لتصبح الداخلية، وكان من اختصاصها التموين والتسعيرة، بيد أن عدم الإستقرار الإداري هذا نقل القلق إلى نفس أحمد حسن الضو فيسعى لتجذير وجوده داخل الخدمة المدنية من خلال التحاقه بكلية الإدارة والبوليس، رحلة الدراسة قادته ليكون زميلاً لداؤود عبداللطيف (والد رجل الأعمال أسامة عبداللطيف) ليتخرج كلاهما في منصب نائب مأمور.. ويبدو أن محاسن الصدف والحظ كانت على موعد مع الرجل فاستضافته مدينة الجمال والفتنة كسلا كنائب مامور، ليرحل عنها بذات الدرجة ليحل في الرنك، لتحط رحاله في نوفمبر 1949م بملكال كنائب مفتّش، ليرحل منها إلى الدويم كمفتش وضابط للمجلس الريفي والبلدي في فترة الإنتخابات ليكون مسئولاً عن الدوائر الجغرافية ما بين كوستي وجبل أولياء .. لكن الرجل الذي أدمن الترحال كان ينظر هناك خارج الحدود المعتادة إلى القاهرة التي استقبلته وكيلاً لحكومة السودان (أي سفير) بدلاً عن محمد محمود الشايقي الذي أصبح وكيلاً لوزارة الداخلية...
وفي قاهرة المعز كان أحمد حسن الضو يبحث أسباب الإستقرار فأمضى عاماً لتبدأ السودنة، فيتم الإستعانة به عبر إعادته إلى ملكال تحت دعوى معرفته السابقة بها، لكنه رفض ذلك لأنه قد أمضى في ملكال سابقاً خمس سنوات. لكن المصلحة الوطنية تكسب جولتها عند رجال يعرفون معنى الوطنية وحقيقة الإنتماء، فبمجرد أن قيل له (البلد فوق كل شئ) كان أحمد حسن الضو يحزم حقائبه عائداً إلى أرض السودان.
عن ملكال يقول أحمد حسن الضو (ملكال التي كان مديراً لمديريتها محمد عثمان يس صديقي وزميلي ودفعتي، ظلمني في تفسير رفضي للعمل في ملكال، وحسبه أنني لا أريد العمل تحت إمرته) ويضيف: (لم يدر بخلدي ذلك عندما رفضت العودة إلى ملكال، وإنما كان همي الأول أبنائي وإكمال تعليمهم، لكنني في نهاية الأمر إستلمت التكليف كنائب لمدير مديرية أعالي النيل).
ذهبت وقابلت محمد عثمان يس واشترطت عليه أن أعطيه أسماء من سيعملون في مراكز أعالي النيل الخمسة ووافق على ذلك، فكان مركز بور من نصيب عثمان عبدالله عامر، ومركز فنجاك حسن دفع الله، والبيبور كرار أحمد كرار ومحمد الحسن عبدالله، ثم عثمان عبدالرحيم محمد الأمين كنائب المأمور في قومبيلا، كذلك نصر الدين بيكة في مركز أكوبو، لكنه كان مريضاً فجاء استلم قبل أحداث التمرد وعاد، وتمت إدارة مركزه عن طريق كرار أحمد كرار مع احتفاظه بفنجاك، وعموماً لم يكن هناك مشاكل ذات أهمية تذكر في استلام المراكز وتمت إضافة الشيخ للناصر والطيب الحارث لملكال وعبدالسميع غندور للرنك) ...
نواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد حسن الضو .. هذا الرجل بمخزونه الكثير .. صحيفة ألوان ألقت الضوء على بعض منه (صور) (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
نواصل ....
الخوّاجات .... بين الراحة والحسادة:
يصف أحمد حسن الضو موقف الإنجليز من قدرة السودانيين على شغل الوظائف في حقبة السودنة ويقول: (كثير من الإنجليز في التسليم كان موقفهم جيداً وإيجابياً، لكن آخرين اعترضوا تحت مبرر أن الإتفاقيات قالت أن السودنة تتم خلال ثلاث سنوات، فكيف يتم اختصارها في سبعة شهور بسبب هؤلاء؟).
توريت .. التمرّد الأوّل:
ذكريات التمرّد ما زالت تثير استيائه الذي تحمله ملامحه، فيلتقط نفساً طويلاً يخرجه مع عبارة (ربنا ستر)، ويبدأ حديثه عن هذه الفترة بقوله: (دي قصة طويلة، وستجون أدقّ التفاصيل في مذكّراتي) لكن النذر اليسير الذي باح به كان كفيلاً بالتعايش مع أحاسيس الغدر التي كانت تحيط بالمكان ..
الوقت كان ظهراً في الثامن عشر من أغسطس في العام 1955م، الجيش الموجود كان جنوده وصف ضباطه جنوبيين، ويترأسه مصطفى أحمد الكمالي من أبناء الهاشماب، الجميع في أعمالهم منهمكون، يبدد الصمت والخمول ويكسر الرتابة تلغراف غير متوقّع (أحادي المصدر متعدد الإتجاهات) من مدير جوبا عبدالعزيز عمر الأمين إلى وزارة الداخلية وآخر لملكال وثالث لبحر الغزال، يحمل أخبار التمرد ويحذّر الجميع، ويقول الضو (في الثالثة بعد الظهر، وأثناء تناول وجبة الغداء جاءنا تلغراف يحمل أخبار التمرّد، كان عليّ التحرك بسرعة واتّخاذ إحتياطاتي، فاتّصلت فوراً بمفتش شرطة ملكال وحددت له أولى أولوياته في أن يفصل (وابور) الكهرباء وليقطع تيار الإمداد الكهربائي، لأن الجيش الذي يترأسه الكمالي كل يوم الساعة التاسعة والرابعة يرفعون تمامهم لتوريت، فقام بدلاً عن ذلك بفصل الكيبل نفسه، وأصبحنا نحن أيضاً بدون اتصال لاسلكي) .. وبين التقاط أنفاسه اللاهثة، يبدو أن الأحداث أخذت تتوالى، ليواصل أحمد حسن سرده مضيفاً (قبل تاريخ التمرد بيومين، أي يوم 16/8/1955 وجد مسئول مكتب ملكال الطيب الحارث تلغرافاً من توريت جاء فيه: لا تشرعوا في قتل الشماليين إلاّ بعد إنذار آخر" فسارع بإلقاء القبض على جماعة منهم، عندما علمت بالأمر، إجتمعت بكمالي ولم أجعله يطّلع على التلغراف، لأن أحد الضباط المقتولين في توريت زميله ودفعته، وحكيت له ما حدث، في ذلك الوقت حدثت حادثة أخرى، حيث جاء وكيل البوستة حوالي الساعة ستة واشعل الرتينة وجلس ليرتاح، احدهم حاول أن يصيبه (بالنشّاب) وأخطأه ليصيب المراسلة الجالس بجواره، المهم لم يتم القبض على الجماعة كلها، واكتشفنا أن الصول الذي يتبع كمالي هو المكلّف بقتل الناس في ملكال، وكما قلت لك هذه قصة طويلة، حيث كان معنا 135 عسكرياً وكلهم من توريت، نتيجة لهذه الحوادث حسن بشير قال لنا إن هناك احتفالاً بالجلاء في 19 – 8 أرسِلوا الجماعة المتواجديم معكم، وللحقيقة والتاريخ، حسن بشير عندما قال ذلك لم يكن هناك تمرّد، لكنه أراد فقط إبعادهم عنّا، وتقررت مغادرتهم ليلاً على وجه الضرورة، لكن محاولات مسئولهم الكمالي في إقناعهم باءت بالفشل حيث رفضوا، عموماً الكمالي كان واضع إحتياطاته فسحب مفتاح مخزن (الجبخانة) السلاح. لكن المفاجأة أن الكمالي في نهاية الأمر استطاع إقناعهم بالمغادرة، وحقيقة الأمر إذا كان 135 عسكرياً متواجدين كانوا (قرضونا) ولكانت أصبحت مذبحة خصوصاً وأن هناك حوالي 12,000 شمالي في الجلاّبة، وحتى لا أغفل شيئاً فقد جاءنا التمرّد في 22 أغسطس أي بعد أربعة أيام من بداية الأحداث لأننا قبل ذلك كنا متكتمين على الخبر إلى أن وصلنا تلغراف من بحر الغزال وتحديداً من المرحوم داؤود عبداللطيف، حيث عمل تلغراف مكتوب للداخلية ولنا، ولاحظت وأنا راكب العربية وفيها العلمين الإنجليزي والمصري لا تتم التحية، وعموماً بعد تلغراف يوم 22 أغسطس ضربناهم وكما قلت خلال هذه الأيام كمال شال مفتاح مخزن السلاح والحمد لله ربنا ستر). برغم النجاة كان أحمد حسن الضو حاضراً يمسك عن الكلام في حوادث توريت، يمارس هروباً دبلوماسياً تحت عبارة (تفاصيل أوفى في مذكراتي) ويضيف الجنوب بأنه برغم الجمال والهدوء والطبيعة لكنه السهل الممتنع خصوصاً للإنجليز، ويقول الضو: (الجنوب كانت به ثورات عديدة وقديمة، للدرجة التي جعلت الكثير من المناطق بعيدة عن أيدي الإستعمار وأقدامه إلاّ متأخر جداً، فمثلاً النوير في منطقة فنجاك رفضوا الإعتراف بالإنجليز عندما دخلوا أمدرمان عام 1928م، هذه المناطق لم يحكمها الإنجليز، حيث شهدت العديد من الثورات، ولعل أبرزها ثورة النوير التي أدّت إلى اعتقال دوال ديو من قبل الإنجليز بسببها)، لكن الذي لم يخرج إلى العلن بعد أن أحمد حسن الضو بعد الإستقلال وبحكم معرفته بالجنوب تقدّم للسيد إسماعيل الأزهري بإطلاق سراح بطل النوير دوال ديو، وقد وافق الزعيم الأزهري على ذلك، وبالرغم من أن أحمد حسن الضو لم يذكر تلك الواقعة، لكن حملتها عبارات إبن أخته وهو يودّع (ألوان) أمام باب المنزل.
نواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد حسن الضو .. هذا الرجل بمخزونه الكثير .. صحيفة ألوان ألقت الضوء على بعض منه (صور) (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
توقفت عن نقل ما جاء في مقال (ألوان) بسبب (الكبسيبات) القايمة ودرجة حرارة البورد المرتفعة في الفترة الماضية.
أواصل الآن:
أحمد حسن الضو .. من ثاني إلى أوّل:
قصة الرحيل شمالاً كانت شيّقة، ويبدو أن أحمد الضو وبعد أحداث التمرّد تملّكه الملل، فقد اعتاد الترحال والسفر، حملته خياراته وصدف الخدمة المدنية ليكون أوّل رئيس للديوان بالقصر الجمهوري أو أوّل رئيس للقصر الجمهوري ويقول عن الإنتقال من الغابة إلى القصر؛ (أنا كإداري كنت أول رئيس للديوان أو القصر الجمهوري، ولذلك قصة طويلة، فعندما تم الإعلان عن الوظيفة وتقدّمنا لها حوالي 84 شخصاً، فصدرت التوجيهات للخدمة العامة بأن تتم المعاينة لكل المتقدّمين كلهم، على أن يتم ترشيح عشرة بالتتابع، والعشرة كان أوّلهم محمّد حمد النيل الذي أبدى رغبته في أن يكون سفيراً، وأصبح سفيرنا في روسيا، بعده جمال محمد أحمد، وكان استاذاً في الجامعة، وطلب أيضاً أن يكون سفيراً وأصبح سفيراً في مصر والمغرب وتونس وليبيا، بعده كان يوسف مصطفى التني صاحب النشيد المعروف (في الفؤاد ترعاه العناية) والذي كان يريد كذلك أن يصبح سفيراً وأصبح سفيراً في السعودية، وأنا كنت الرابع، وحينها كنت بالفعل قد مللت من الجنوب وكان الجيش قد سيطر على التمرّد، فسألتهم متى يمكنني الحضور؟ فقيل لي (سلّم وتعال) وطالبوا محمد حمد النيل بالحضور يومياً للقصر ليأخذ ساعة يدير فيها الأمور إلى حين حضوري، في ذلك الوقت جاء للإستلام عثمان جاد الرب نائب للمدير وخليل صابر مديراً وذهبت أنا إلى القصر).
لعل الكثيرين يربطون بين مدير القصر الجمهوري وبين المراسم، لكن طبيعة المهام التي تحدّث عنها أحمد حسن الضو، تؤكّد أن المراسم إحدى المهام التي كان يقوم بها رئيس الديوان وليست كلها ويضيف: (مهمتي إدارة القصر بكل كبيرة وصغيرة فيه، بالإضافة إلى أن قسم البروتوكول بالخارجية حينما يأتي شخص لتقديم أوراق اعتماده يحضروه لنا لتقديم أوراق الإعتماد، وعموماً حينما حضرت إلى القصر، كان مجلس السيادة جاء ليحل محل الحاكم العام بعد إعلان الإستقلال وموافقة الحكومتين المصرية والإنجليزية عليه، وقد كان مجلس السيادة مكوناً من الدرديري محمد عثمان وأحمد محمد صالح وأحمد محمد يس وسيريسيو إيرو.).
ولعل دراسة المهمة وطبيعة الوظيفة ومعرفة تاريخها يسهل على أي شخص النجاح في مهمته، ويبدو أن هذا ما دفع أحمد الضو لمحاولة معرفة تاريخ القصر ويقول: (بعد وصولي للقصر حاولت أن أعرف القصر وأتعرّف عليه، فجاءني خال السفير جمال محمد أحمد (عم داؤود) وهو رئيس العمّال أو العاملين وقال لي: لا تتعب نفسك، الإنجليز قبل أن يذهبوا أحضروا برميلاً كبيراً ووضعوا فيه الدوسيهات وصبوا البنزين وحرقوها)، وعندما سألتهم لماذا؟ دعوا هذه الأوراق ليستفيد منها أولادنا، قالوا: الورق ده يخصنا نحن، وإذا قرأه أولادكم سيختلفوا) ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد حسن الضو .. هذا الرجل بمخزونه الكثير .. صحيفة ألوان ألقت الضوء على بعض منه (صور) (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
إنقلاب عبّود .. في غياهب الخوف
بالرغم من كل محاولات التشويه التي أصابت نصاعة الرئيس عبّود، كونه جاء كأول رئيس لجمهورية السودان محمولاً على دبابة، وبرغم حالة الخوف والتوقع باالحبس أو الإحتجاز لدى أحمد حسن الضو باعتباره مديراً للقصر بعد انقلاب عبود ليكون مصيره كمصير أعضاء مجلس السيادة الإقامة الجبرية بالمنازل، إلاّ أن ذلك لم يحدث للضو، ولعل ذلك ساهم في اقتراب الضو منه، مما أهّله ليدافع باستماتة عن الرئيس الراحل، وقد كانت إفادات الضو في أحد الكتب التي أهداها لي حفيده (مذكرة دفاع) مكتملة الأركان وموضوعية وعملية تحكي عن الرجل الذي جاء مجبراً ورحل مختاراً، وبينهما كان الضو يقف كشاهد عيان، فيحكي والحزن يمتزج بأنفاسه المرتفعة اللاّهثة وصوته المبحوح ويقول: (عندما حدث انقلاب عبود لم أكن بالقصر، حيث كنت أقضي إجازتي بالجزيرة، ولم يكن يعلم بمكان تواجدي إلاّ نائب مدير المديرية بمدني، حيث ذهبت مع إبن خالي "أبوالعزائم عباس أبوالريش" وبرفقة أخيه "السني"، ولعل المفارقة كانت عندما علمت بأمر الإنقلاب حيث قمت بالإتّصال ليرد على التلفون (بوليس الكبانية)، وبعد عذاب ربطني بكبانية القصر التي وجدت فيها (بوليس). ما يهم تحدثت مع حمد النيل مرتضى فضل المولى الذي ألمح لي باعتقال مجلس السيادة وحبسوهم في منازلهم، فتوقعت أن يكون مصيري مثلهم بحكم أنني كنت معهم وملازمهم مباشرةً، لكن ذلك لم يتم، وطالبوني بالرجوع، وبالفعل عدت بعد أن تأكدت بأنني لم أكن مطلوباً، واستمريت في أداء مهامي بالقصر حتى أكتوبر عندما جاء مجلس السيادة الذي فيه (التجاني الماحي وعبدالحليم محمد) واستمريت معهم .. في ذلك الوقت قامت الإنتخابات وأخذ الأزهري الأغلبية لكنها لم تسهل له تكوين حكومة منفردة، وكما يعرف الجميع، كان هناك اختلاف بين الأزهري والسيد علي الذي بدوره صنع حزب الشعب الديمقراطي الذي ترأسه علي عبدالرحمن، المهم الأزهري مع حزب الأمة على تكوين حكومة واتفقوا أيضاً أن يكون القصر تابعاً للوطني الإتحادي، على أن يكون مجلس الوزراء تابعاً لحزب الأمة، هنا يكون الأزهري وهناك يكون محمد أحمد محجوب، واستمريت بهذا الموقع حتى وجدت مضايقات ومعاكسات وأشياء كثيرة لا أستطيع أن أحكيها كلها، لكن أبرزها أن هناك من قال لأزهري (القصر ده بتاعنا ويجب أن يكون في منصب أحمد حسن الضو شخص اتحادي)، ونحن كإداريين وضبّاط بوليس وجيش وقضاة من زمن الإنجليز، كان علينا ممنوعاً أن ينتمي أياً منا لحزب سياسي لأن عملنا مع الجمهور، فواصلوا معاكستي، لكن الأزهري رفض أن يفصلني، وحاول أن ينقلني إلى مكان آخر، وعرض عليّ أن أكون رئيساً لمجلس إدارة مشروع الجزيرة ووافقت، لكن القائمين على أمر المشروع رفضوا وقالوا: (الإنجليز مشوا، جانا مكي عباس من التربية والتعليم، ثم جانا مكاوي سليمان أكرت من الإدارة بعده جانا ميرغني الأمين من الإدارة، وحالياً أحمد حسن أيضاً من الإدارة، نريد شخصاً منا) وبالطبع لهم حق، فعرضوا علي اقتراحاً بديل هو أن أكون سفير السودان بليبيا قبل استلام القذافي فوافقت ونشر ذلك بالجرائد، لكن نقابة السفراء قالوا (أحمد حسن) ليس لدينا مانع أبداً أن يكون سفيراً في ليبيا، لكن مكانه يجب أن يملأه سفير، وكانوا يريدون أن يحل مكاني عبدالرحمن نديم من السكة حديد وهو رجل وطني إتحادي).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد حسن الضو .. هذا الرجل بمخزونه الكثير .. صحيفة ألوان ألقت الضوء على بعض منه (صور) (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
الخدمة المدنية .. إحترام النفس قبل احترام الوظيفة:
يواصل الضو حديثه بمفاجئة رفضه العرض رغم نشر قبوله وقبول الخارجية بالصحف، لكن مبرره كان كفيلاً بأن يقطع حبل الإستنكار فيقول: (عموماً أنا رفضت أذهب لليبيا لإستلام المنصب، لأن الشخص الذي يفترض أن أستلم منه في ليبيا إنتخب عضواً في محكمة لاهاي، وسيذهب بعد أربعة شهور، خلالها وهذا ما كتبوه في الخطاب، أن أكون سكرتيراً له، وهو ما جعلني أرفض، فأنا في الدرجة الأولى الخاصة وهو في الدرجة الثالثة، فكيف أكون سكرتيراً له؟ رفضت أن أذهب واخترت المعاش الإختياري).
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد أبوالعزائم أبوالريش
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست