شيخ فوق السبعين ... و مقصلة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2011, 09:45 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    مواصلة في توثيق الاستاذ هاشم كرار

    Quote: الحلقة الخامسة(أ)

    وطني الحبيب، صباح الخير!

    قالتا، بلا خجلة، ودورت مزيكا، هنا.. (هنا أم درمان).
    الوطن (قنت)، وقبّل.. قبّل غادي، ما..
    ما ردَّ،
    ولا رديت.
    طنطنت، وما رديت..
    ما رديت على (روجيتا): صباح النور!
    شويتين:
    «شمس الصباح،
    والصباح رباح..
    شمسك،
    يا وطني!»
    هكذا، دخل الكابلي - بعد المزيكا - يرفع من شأو صوته - مرة - بـ (ألف) الصباح.. ومرة، بـ «ألف» رباح، ثم لا يلبث أن ينزّله متخولنا، كسيرا، مكسورا جدا بـ «ياء»، يا وطني!
    تفيت،
    تفيت على الخولنة،
    وتفيت،
    تفيت - تاني - على روحي،
    وتفيت،
    تفيت - تاني من تاني
    - تفيت على شمس الوطن،
    شمس الوطن الما بقت شمسين!
    في تلك اللحظة - بالتحديد - كان الاستاذ حسن ساتي، يبتسم هازئا، وهو اذّاك، كان - بالضبط - فوق (سنام) كبرى القوات المسلحة، كان - على غير عادته - في الطريق، إلى «دار الأيام»، في المنطقة الصناعية، في بحري، حيث مكتبه كرئيس لمجلس الإدارة.
    - يا.. كابلي.. يا كابلي!
    هكذا، حتى إذا ما ظن أن كابلي، داخل راديو السيارة، قد سمع النداء، ألقى عليه الاستاذ حسن بالسؤال الاستنكاري.
    ياتو وطن؟
    ياتو وطن؟!
    كررها، هكذا، مرتين، وكان يهم بأن يكررها ثلاثا، لولا أنه تذكر - فجأة - محمد الحسن سالم حميد:
    ياتو وطن،
    يا الزين ود حامد..
    ياتو وطن،
    دام للانجاس؟
    ياتو وطن
    ياتو...
    اختفى حميد، سريعا جدا، و.. فجأة تذكر ساتي - في تمام اللحظة (دنيا دبنقا)، وتذكر المذيع محمد سليمان بـ «لجنتو»، وضحكتو.. ابتسم وهو يتذكر النكتة الشهيرة:
    - من هو الزعيم الافريقي الشاعر، والمثقف جدا، الذي....
    كان محمد سليمان، وهو يلقي بالسؤال، يعني ليوبولد سنغور.
    - السادات!
    - لا، لا..مش هو!
    - القذافي!
    - أقعد.. برضو غلطان!
    و.. وقف يفرقع اصبعين بالحاح عجيب: استاذ محمد، استاذ محمد.. وكان غيره ايضا وقوفا وقعودا يفرقعون الأصابع.
    - أيوه.. انت!
    و...وقف احدهم..
    لا، لا، مُش انت.. انت.. انت ياللابس تحرمني منك!
    - جعفر نميري!
    - ها ها ها، يا راجل.. حرام عليك!
    يذكر، حسن ساتي، انه في مكانه ذاك - فوق (حدبة) كوبري القوات المسلحة - ضحك، بينه وبين نفسه للنكته، ربما للمرة الثالثة، أو العاشرة، أو... يذكر انه استعار سريعا - في سره صوت محمد سليمان وبقايا من ضحكته الشهيرة، ليقول للكابلي «يا راجل.. حرام عليك!، قبل ان يغير الموجة، إلى حيث دقات (بغ بن)، و.. (هنا لندن، هيئة الإذاعة البريطانية!)
    هذا ما يذكره - تماما - حسن ساتي.
    ما يتذكره، انه لم (ينقش) شيئا، من موجز (البي.بي.سي).
    مالا يتذكره، انه في تمام تلك اللحظة، وهو فوق (الحدبة) كان يعاين شمالا، حيث يمكن للناظر، أن يطل بعينيه، من عل، على ملامح سجن كوبر.. ملامحه الخشنة، والمهيبة، والمخيفة أيضا!
    كانت (معاينة) لا ارادية.
    لو قيض الله لك، ان تتسلل إلى داخل جمجمة الاستاذ ساتي، وهو في معاينته تلك، لكنت - إذن - قد رأيت، ما رأيت أنا فيها - وانا كنت لا أزال فوق سريري (مغمض عين ومفتح عين)، والشمس.. شمس الوطن الما بقت شمسين، كانت - يا دوب - في قامة (نوباوي)، أو في قامة (بني عامر)!
    كان بندول تفكيره، يمشي جاي، ويمشي جاي، بسرعة غريبة.
    تلقى جسده اشارة أن ارتعد، فارتعد..الا قليلا.
    هذا ما رأيته، أولا.
    تلقت ذاكرته، اشارة سريعة، ان تذكري، فتذكّر: «فضل الله، ازيّك.. انت جاهز؟ أنا على الطلاق، شنطتيي جاهزة ياهادي، للسجن!».
    تلقت رقبته اشارة ان تلتفت، فالتفت سريعا جدا، إلى المقعد الخلفي، ليتأكد من وجود شنطته.. شنطته (الترفلنغ باك)، تلك التي كان قد همّ، ان (يورّيها) للاستاذ فضل الله محمد، حين دنقر اسفل مكتبه، ليرفعها بيد، وكانت يده الأخرى، تمسك بسماعة التليفون، وفضل الله على الجانب الآخر، من الخط!
    تلقت عينيه اشارة، أن (شوفي) فشافت جريدة الأيام، عدد الخميس، تلك التي اشتراها، من كشك في بري، ونظر فيها - سريعا جدا - في صفحتها الأولى - وختاها فوق (الطبلون).
    تلقى خياله اشارة ان تخيّل، فتخيّل جعفر نميري، في هذا الصباح، يقرأ بعينين عكرتين في كلمة الأيام، تواترت الاشارات: (تخيّل.. تخيّل.. تخيّل) فتخيّل المكاشفي، وتخيّل حاج نور، وحاج ماجد (محمد سر الختم ماجد)..
    هذا، ما رأيته أنا، داخل جمجمة الاستاذ ساتي، وهو (يعاين) شمالا من مكانه ذاك، فوق (سنام) كوبري القوات المسلحة.
    ما رأيته أيضا، داخل جمجمته، انه لم ير إلى جانب وجوه نميري والمكاشفي، وحاج ماجد وحاج نور، وجوها أخرى..وجوها رأيتها انا.. وجوها كثيرة جدا، وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة!
    ما رأيته أخيرا، انه لم يتلق اشارة من مخيخه، اذ هو في تمام لحظة التخيل، ان يرفع صوته، في سره، تماما مثلما تلقيت الاشارة أنا، في تلك اللحظة ان ارفع صوتي في سري.. (رفعتو) وكنت لاازال
    (مغمض عينا ومفتح عين): هؤلاء ، هم القتلة.. الفجرة! .

    .
    .
    .
    تيت!
    و.. لم يصبر،
    تيت، تيت، تي يـ يـ يـ ت! و.. خبّ الخفير، من مكان ما، باتجاه الباب، وحين رأى سيارة رئيس مجلس الادارة، نهر رجليه، وهو لا يخفي استغرابا، للمرة الثانية.
    كانت المرة الأولى، حين زعق بوري، مدير شؤون الموظفين، حسن البدوي، في ذلك الصباح البدري، أمام دار الأيام.
    لم يكن عاديا، أن يأتي الدار، في مثل هذا الوقت من الصباح، أيّ من العاملين، أو الموظفين، فكيف اذن ان يأتي، مدير شؤون الموظفين، ويأتي (كمان) رئيس مجلس الإدارة؟
    - قطع شك، الليلة في مسعلة ليها ضل!
    قالها الخفير الهمام، بينه وبين نفسه، وهو يسرع في فتح الطبلة، وفكفكة الجنازير.
    كان الـ(حسنين) على موعد.
    كان حسن ساتي، قد (تلفن) للبدري:
    - يا حسن، بكرة 7 صباحا، في مكتبي.. معاكم هناك في بحري.. ومعاك كل فايلات ناس التحرير.
    دخل الاستاذ حسن مكتبه في بحري، ووراءه حسن البدوي، وكان مكتبه في الخرطوم، في تلك الحظة، يضج برنين التليفونات، من وقت لآخر.
    كان ذلك - أيضا - شيئا غريبا، في مثل هذا الوقت من الصباح.
    طنطن الخفير محمد صالح، بينه وبين نفسه، بصوت مرتفع، وهو ينزل الدرج:
    - والله الليلة، لو ترنّو لحدث الساعة 9 ما في زولا بعبّركم.. انتو قايلين سكرتيرات استاذ حسن شغالات في النسيج.. وللاقايلين استاذ حسن شغال في الغيط، وماسك مويه؟
    كان استاذ حسن، في تلك اللحظة، يمسك (فايلا)، ينظر للاسم، و(يختّو).. يمسك آخر، ينظر إليه من الداخل، ويمسك القلم ليكتب مذكرة، و.. و.. هكذا، حتى إذا ما انتهى خاطب مدير شؤون الموظفين:
    - كل هذه القرارات، تطبع اليوم، وبالتاريخ الأنا حددتو، و.. تديني تليفون!
    كانت قرارات بـ (أثر رجعي).
    قرارات شملت ترقية محررين، استحقوا الترقية من وقت طويل.. وشملت تعيين محررين ومحررات كانوا تحت التدريب.. وشملت التصديق بسلفيات و.. و..
    لملم استاذ حسن، أشياءه الشخصية من المكتب، ألقى عليه نظرة أخيرة، قبل ان يقفله و.. يسلم المفاتيح للخفير الهمام.
    في تلك اللحظة، لملمت سكرتيرته ليلى، في مكتب الخرطوم، انفاسها، تلك التي بعثرها طلوع الدرج، وردت:
    - والله، استاذ حسن لسع ما وصل!
    - ......
    - لمّن يجي، أقول ليهو منو....؟
    - جعفر! (وخت السماعة).
    شالت ليلى الطويلة، نفسا، قبل ان تجلس، وشالت زهيرة المليانة، التي كانت (يا دوب) قد لحقت بليلى، بعد طلوع من النوع الثقيل للدرج- شالت نفسين، ثلاثة، و..
    - جعفر؟! جعفر منو يا ربي؟!
    شبَّ السؤال - هكذا - في ذهن ليلى، و.. حين لم تأتيها الاجابة، بعد لحظة.. لحظتين، (اتمحّنت).
    - الصوت دا ما غريب عليَّ!
    هكذا، حدثت ليلى نفسها، بصوت عال،
    - هوي، يا ليلى هوي.. قولي بسم الله، صوت شنو كمان؟
    لم تقل ليلى بسم الله، ولم ترد على زهيرة، ذلك لأنها - وكانت لا تزال متمحنة - لم تدرك أن زهيرة دخلت وراءها بعد خطوات.. وذلك لأنها لم تسمع - بالتالي - صوتها على الاطلاق.. صوتها الذي لم يكن منسجما اطلاقا مع رائحة (الكبرتة)، تلك التي كان يضج بها جسدها كله!
    - يا ربي جعفر؟ جعفر منو؟!
    لم تنتظر اجابة من الرب، راحت تمرر الصوت (الماغريب عليها)، على (عدسة) أذنها الخارجية، وأذنها الوسطى، وأذنها الداخلية، وتستدعي.. تستدعي إلى ذهنها - في الوقت ذاته - كل الجعافر الذين يمكن أن يعرفهم حسن ساتي، ويمكن - بالتالي - لأي منهم أن يتصل عليه، في مثل هذا الوقت من الصباح.
    - يا ربي يكون جعفر حسين؟ لا، لا ما أظن!
    جعفر قاقرين.؟!لا..لأ استاذ حسن هلالابي, لو قلنا علي قاقرين كان معليش!!
    - جعفر الريابي.. لا، لا.. ريابي شنو كمان!
    - جعفر شيخ ادريس. دا أنا سامعا بيهو سمع... وأصلو ما سمعت صوتو!
    -جعفر عبدالرحمن؟! لوكان هو كان سلم علي,وكان قال داير تيتاوي!!
    - جعفر؟ جعفر.. جعفر؟ جع..
    و.. فجأة (نط ) ذهنها. انتبهت بأنفها أيضا - في تمام اللحظة - الي رائحة (الكبرته) التي كانت تملأ المكتب، فادركت_ في التو_ ان زهيرة قد طلعت آخر درجة من السلم، ووصلت تربيزتها كمان:
    - كرُ.. كرُ عليَّ الليلة يا زهيرة..أنا ما ودّرتو!
    بالطبع، لم تلتقط زهيرة (الواو الضكر)، في (ودرتو)، شبَّ صوتها، ولم يكن مكبرتا على الاطلاق:
    - هوى يا ليلى هوى.. قولي بسم الله.. ودرتي منو؟!
    راحت زهيرة تعاين إلى ليلى الطويلة، من تحت، وتصنقع لتعاين إليها من فوق، بعينين مكبرتتين، قبل ان يثقب صوت ليلى النحيل، المسافة التي بينها وبينها.
    - ودّرت صوتو!
    - هوي يا ليلى هوي.. أنا زمان كنت قايلة ماسكك مرض حامد وبس.. الليلة جابت ليها كمان اندراوة؟!
    حكت ليلي لزهيرة، ما حكت؟! أنا... عارف!
    ما أعرفه أيضا، أن زهيرة التي دقت سريعا جد صدرها، قالت لليلى: كان كدا، والله الليلة ووو.. ب عليك يا ليلى!
    مع «الووو.. ب»، كانت جزمة ليلى تطرقع في الدرج .... طرق رع، في طرقعات متواترة، سريعة، إلى تحت.
    كنا اثنين، في المكتب.
    وكان بيني وبين صديقي عبد المنعم عوض الريح، الذي كان يعمل في مكتب الأمم المتحدة للاعلام (القريب جدا من مكتبنا)، كانت بيننا دخان سجارتين، ورائحة جبنة الرشيد المعتّتة.
    كان يقرأ في كلمة الأيام.
    وكانت (البرنجاية) تترمّد بين اصبعين من اصابع يده، الخمسة.
    وكان - مرة مرة - يقطع القراءة، ليقول:
    - والله دي شتلة سمحة سماحة!
    يطلق ضحكة، ويقرأ.
    ثم، يمص نفسا:
    - والله انتو يا شكاشيك.. مرات مرات عندكم شكشكة في (الأيام) دي نجيضة نجاضة!
    ذلك هو صديقي، عبدالمنعم شتلي، كان له قاموسه, مفرداته الخاصة: الكرافتة مثلا عنده (ظمباجة)، والظمباجة تعني عنده أيضا (القزازة)، والظمبجة قد تأخذ في كل مرة معنى آخر.
    - شوف ياشكشوك، الليلة لو ما ظمبجوكم انتو الأربعة، وحسن ساتي، تب تاني ما بتتظمبجوا!
    يطلق ضحكة من ضحكاته الشهيرة.. يمص نفسا، ويروح يقرأ، ثم..
    - والله دي شتلة ما فيها أي اتنين تلاتة... شتلة امها بت عم ابوها.. قت لي كتبتوها حداشر بالليل، وكنتوا واعين كدا ؟!
    و..
    الكتابة الفنانة عند شتلي, هي شكشكة ,الشكشكوك عنده , هو الذي يتشكشك في الكتابة!
    ذلك هو شتلي.. «الكتابة» في مفرداته الخاصة..ايضا.. (شتله): والله انت الليلة شتلت ليك شتلة جهبوذة.. أو: دقائق النشتل الشتلة دي، ونقوم نجيب الظمباجة!
    هكذا هو..
    نشتل.. شتلة، وشتلتها.. حتى.. حتى اطلق عليه احدنا (عبد المنعم شتلي).. وذاع اللقب.. وظلت تمشي به حتى ألسنة «الامميين» في (اليو اند بي).. وظلت تمشي به حتى يوم الناس هذا، ألسنة «الأمميين» في نيويورك.. حيث هو الآن صديقي (شتلي)، في مبنى الأمم المتحدة... كما كان في الخرطوم.. اتخيله: ليس خانقا نفسو بـ (ظمباجة)، وأغبـ....آش.. (أغبش زي الفول المدمس!).

    - شوف يا شيخنا .. ما كان ممكن تشتلوها الا بالطريقة دي.. صحي.. صحي فيها شوية جغمسة.. لكن كمان ما نحن بنعرف برضو .. ما كان عندكم أي طريقة يا شكاشيك غير انكم تجغمسوا .. والجغمسة - ما انت عارف وانت شكشوك كبير - بتكون في مرات كتيرة ضرورية عشان التولا دي.. لكن أي زول لابس نضارة زي نضارتي دي بعرف .. بعرف انكم كتبتوا كلاما نجيض و.. «اطلق ضحكة» ويغطس حجركم!
    و.. طبقّ شتلي الجريدة،
    شالا..
    - اسمع الصحافة .. الصحافة ما جاتكم؟
    و.. حين قلت له «لسه» لفح شتلي- سريعا جدا- رجليه الاثنتين، اطلق واحدة من ضحكاته المشاغبة جدا:
    - بلقاها ..بلقاها في مكتبي .. كدي النجري نحصل، ونشوف فضل الله ركز وللأ اتفنس في الدربُكة دي!
    هو طالع، لافح كرعيه..
    وهي لافحة كرعيها، نازلة،
    أوشك كل منهما، أن يصطدم بالآخر، قريبا جدا من المدخل الداخلي، لمكاتب الأيام:
    - قُت ليك يا عبد المنعم شتلي، ما شفت ليّ استاذ حسن ساتي؟
    توقف عن اللفح،
    صنقع ليها من فوق النضارة:
    - يا ليلي.. يا ليلي، انت متين قبل كدا قلتي لي؟ ثم .. حتى لو قلتي لي، بتفتكريني يا العشا البي اللبن - إنو أنا مركّب الظمباجة دي في عيوني ديل عشان أشوف ليكي بيهاحسن ساتي ؟!
    لم ينتظرها تقول «آي» وللا «لا»،
    اطلق ضحكة،
    ولفح..
    ولم تضحك هي.
    كانت تتاوق، تتاوق ليست كأم العروس، كان ريقها ناشف، وفي اذنها اسم واحد فقط: «جعفر» ..وفي مكان ما في فمها جملة ،واحدة، تريد أن تتخلص منها في أول »شوفة» وترتاح !
    - يا استاذ حسن جعفر نميري ضرب.. ضرب كايس ليك!
    (لقاهو):
    - Yes.. معاك حسن ساتي!
    -...
    و... لم أكن ثالث اثنين، إذ هما على الخط السري.. ولم تكن ليلى الطويلة- بالطبع - (تتاوق)، تتاوق بأذنها.. ولم يكن فمها، بصوته النحيل، في أذني، بعد تلك المكالمة في ذلك اليوم أو في أي يوم آخر على الإطلاق، لكن.. لكن أبوعلي حدثني عن جعفر (المنصور):
    -يا حسن، ما معقول أولادك يكتبوا في قضية محمود محمد طه، والقضية حتى الآن أمام القضاء.. وأمام رئيس الجمهورية.. أمامي أنا. وأنا عاكف عليها هسع.. أدرس فيها من كل الجوانب!
    لم أكن في المكتب الذي كانت تفوح منه - في تلك اللحظة - رائحة سمك البربري، لأقرأ في ملامح وجه حسن، رد الفعل على كلام (جعفر)، ولم أكن في حضرة (جعفر)، لأقرأ في (وشو)، ما كان يدور في (مخو)، وهو يقول ما يقول..
    لم يحدثني..
    لم يحدثني - بالطبع - جعفر، عن أبوعلي، لكن.. لكن الأخير حدثني فقال: قُتْ ليهو..
    - قت ليهو شنو؟
    -قت ليهو.. معليش.. معليش يا ريس.. بسْ المكتوب الليلة في الأيام، لم يكتبه أولادي.. وانما كتبته أنا!
    - وقال ليك شنو؟
    - شكرا يا حسن، و...!
    - و.. و.. شنو؟!
    - و.. خت السماعة!
    رنّ الجرس، ولم يكن ذلك، أول جرس يرن.. كانت الأجراس تتخابط، منذ ان (لفح) عبدالمنعم شتلي، كرعيه الغُبُّش- بعد ان قال لليلى الطويلة ما قال- ليمشي يشوف - كما قال - (فضل الله ركز وللاّ اتفنس في الدربُكة دي)!
    - أيّوه.. (الأيام).
    - يا ناس الأيام عافي منكم.. عافي منكم!
    كان ناس الأيام، في ذلك الوقت من الصباح (مدنقسين) ولا.. (ولا بغمْ) يقرأون في الصفحة الأولى، أفضل ما كتبته (الريمستار)، في تاريخ (الأيام):
    أبو العزائم، كانت عيناه الكبيرتان، تكبران وراء نظارته الطبية السميكة، بين كل سطر وسطر.. صباح (غرقانة)، ولا يمكن - اطلاقا- انتشالها من تلك (الدنقسة)، حتى.. حتى بمتاوقة من دكتور مضوي، أو (متاوقتين).. عمر اسماعيل، كان يتلّمس من وقت لآخر (المغزوز في اضانو)، البزيل بلم.. فايزة شوكت، تلملم مع كل جملة جزءا عزيزا من خاطرها: خاطرا اللي كان انكسر.. سمساعة، كان يرفع رأسه من الجريدة، ويعاين.. يعاين لانعام.. (علاّ.. علاّ) انعام ما رفعت رأسها، ليقول لها: (الكلام دا كلام عديل.. علاّ، علاّ بجيب من الناس الفوق الكلام اللعوج..بجيب الضقلها يكركب!).. النحاس، يجبّد في (شعرو) المفلفل، الخشم متربس بالتمباك، ولسان الذي.. محمد لطيف، صدرو اتنفشْ، وطيّر الزرارة الزرّرا يوم المكاشفي جا.. نجوى حسين، نفيسة، عواطف، الزين الشين، واسامة.. اسامة سيد عبدالعزيز (مدنقس) يقرأ.. يقرأ بدون ان يأكل أي (را)، يقرأ - لأول مرة - بلسان عربي مبين، وليس بلسانه ذاك (الفيهو لجنة).. والبلال.. البلال في (مكتبو)! بلا (ها.. ها.. ها)، تلك التي تخرج متقطّعة، هكذا، من بين لهاته وجيوبه الأنفية، قبل ان يقطعها- فجأة- و(يخش) في موضوع آخر!
    - أيوه.. ايوه الأيام.. معاي منو؟!
    لم أعرف صوته.
    - يا ود الكرار.. ازيك!
    هكذا، عرف هو صوتي، برغم إنني التقيته، وكلمته، في هذه الدنيا، مرة واحدة وبسْ - تحديداً قبل أقل من أربعة أشهر- حين استوقفني، في نص السوق العربي، ليقول لي: (هاشم كرار؟! عافي منك دنيا واخرى!) كنت في ذلك اليوم (عشرين اكتوبر)، في ذلك الوقت في بوكسي السكرتارية السجم، المكتوب عليه (بالجنبتين) (الايام) بخط أحمر، أوشكت الأيام ان تسهك حمرته سهكا.
    قدرت - بالطبع - انه ربط بين بوكسي (الأيام)، وصورتي المنشورة في ذلك اليوم، قبل أن يقول ما قال.. ولم يقل ما قال، الا لأن (الأيام)، في ذلك اليوم، كسرت محرّماً من المحرمات: الحديث عن ثورة اكتوبر، بنشرها حوارا مطولا لي، مع سر الختم الخليفة، رئيس وزراء حكومة اكتوبر، في صفحتي النُص، تحت عنوان (حوار الخطر)، في (الأيام الأسبوعي).
    - أظنك ما.. ما عرفتني!
    لم ينتظرني ريثما (أحك راسي)، وأضع صوته - من جديد - تحت عدسة أذني، لأزيل غشاوة من عيني الذاكرة - ذاكرتي - واشوفو بـ (خضرتو السودانية العريقة) و(شلوخو المطارق)، كما (شفتو) لأول مرة، وجها لوجه في ذلك اليوم، من أيام السوق العربي.
    لا. لم ينتظرني، لأقول له: (واللّه لو ما بخاف الكضب أقول معاي.....)، أردف هو سريعا جدا:
    - معاك الحاج عبدالرحمن!
    - بل معاي.. عطبرة!
    ابتسم في أسى. هذا ما تخيلته، وقد جاءني صوته موجوعاً بالحنين: - يا حليل عطبرة يا ولدي، يا حليلا، ويا حليل أبرولاتا وعجلاتا واضراباتا.. يا حليلا، ويا حليل حديدا ونارا!
    - ويا حليل قطارا.. قطر واقف.. وقطر ماشي!
    - و.. (عمي الزين محكّر في قطار الهم).. يا هو دا بسْ.. عمي الزين محكّر.. ونحن محكرين فيهو.. في قطر الهم دا.. القطر المافيهو مفتش، ولا فيهو كمساري، ولا فيهو عطشجي، ولا فيهو فانوساً يضوي.. ولا فيهو لمبة.. ولا ليهو تابلت!
    - والمحطة؟ آخر محطة وين يا حاج؟!
    - المحطة؟!
    (قالها) وزفر.. زفر نفساً حارا. استذكر تاريخاً من المحطات، واستذكر قطر النضال الولىّ، قبل ان يملأني كلي- أولي وآخري- صوتو المشلخ تلاتة:
    بذكّرك.. محطة، محطة..
    وبذكرّ مناديلك الحمرا،
    ما صدفة..
    وبذكرّ سؤالك ليْ، متين..
    متين، جرح البلد،
    يشفى..
    ومتين..
    متين تضحك، سما الخرطوم، حبيبتنا..
    ومتين،
    متين تصفى!
    ذلك هو الحاج عبدالرحمن،الرجل التاريخ, كما عرفته في يوم (الريمستار) ذاك: رجلاً موجوعا جدا، ومحكّر.. محكّر- متلي متلك ومتل أي سوداني آخر صميم الفؤاد- محكّر متل عمي الزين، في (قطار الهم)!
    - ودعتك الله!
    لا أذكر، ما إذا كنت أنا- من جانبي - قد ودعته الله، أم لا، كل ما أذكره انني شعرت بوحشة.. كل ما أذكره انني شعرت بفرح غريب.. كل ما أذكره انني قلت بيني وبين نفسي، وأنا أضع السماعة، ان هذا الرجل (الأبرولي) الذي (نكَتْ) من المسرح- , وليس من السكة الحديد، (قطار الهم) ليوصل فكرته بمثل كل هذا الترميز- كان يمكن ان (ينكُتْ) من ذات المسرح (العمة الواقعة) و(اللسان المقطوع) (ونحن نفعل هذا أتدرون لماذا؟)ليّجيرّاسماء هذه المسرحيات,علي مسرح الدم هذا, وما (العَّمة الواقعة) التي ترمز الى الفضيحة، في مسرحية حمدنا الله عبدالقادر إلاّ عمة أي سوداني.. وما (اللسان المقطوع) إلاّ (لسانو).. وما الضمير في مسرحية (نحن نفعل هذا أتدرون لماذا؟).. ضمير المتكلم، إلاّ ضمير القتلة.. وما الاجابة على السؤال، في المسرحية التي كان يلعب فيها، بفنيات عالية عثمان جمال الدين، وصفوان عثمان، واحمد اسماعيل، وعيسى تيراب، وغيرهم من العقد المسرحي الفريد - إلاّ «لا» ذلك لأن الضُلَّمة التي تكل عليها السودانيون عكاكيزهم وتحكّروا في قطار الهم - ما تركت في البلد الحدادي مدادي من زولا سمع.. ولا تركت فيه من زولاً شاف!

                  

العنوان الكاتب Date
شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 03:58 AM
  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:02 AM
    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Mohamed Elgadi01-05-11, 04:09 AM
    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:13 AM
      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:20 AM
        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:22 AM
          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:25 AM
            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:26 AM
              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:31 AM
                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:35 AM
                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:37 AM
                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:44 AM
                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:49 AM
                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 04:51 AM
                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-05-11, 04:53 AM
                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-05-11, 04:55 AM
                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-05-11, 04:58 AM
                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 05:05 AM
                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 05:09 AM
  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-05-11, 05:28 PM
    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة د.أحمد الحسين01-05-11, 07:02 PM
      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 09:17 PM
        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 09:20 PM
          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 09:25 PM
            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عبدالله عثمان01-05-11, 09:35 PM
              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-05-11, 09:57 PM
                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 10:09 PM
                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-05-11, 10:16 PM
                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة متوكل الحسين01-05-11, 10:51 PM
                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-06-11, 02:41 AM
                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عبدالله عثمان01-06-11, 03:06 AM
                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عبدالله عثمان01-06-11, 03:12 AM
                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عبدالله عثمان01-06-11, 03:15 AM
                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة جمال المنصوري01-06-11, 07:55 AM
                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-06-11, 09:38 AM
                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-06-11, 09:45 AM
                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد أبوالعزائم أبوالريش01-06-11, 12:24 PM
                                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عبدالله عثمان01-06-11, 03:26 PM
                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-06-11, 08:58 PM
                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-06-11, 10:15 PM
                                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-07-11, 04:36 AM
                                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-07-11, 04:50 AM
                                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عارف الركابي01-07-11, 08:49 AM
                                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة هشام كمال01-07-11, 01:08 PM
                                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Sabri Elshareef01-07-11, 02:00 PM
                                                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-07-11, 02:46 PM
                                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Haitham Elsiddiq01-07-11, 04:30 PM
                                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-07-11, 04:49 PM
                                                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-07-11, 07:01 PM
                                                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-07-11, 07:57 PM
                                                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-07-11, 10:21 PM
                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة مختار مختار محمد طه01-07-11, 09:33 PM
                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-07-11, 10:29 PM
                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-08-11, 07:39 AM
                                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-08-11, 10:21 AM
                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-08-11, 11:45 AM
                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-07-11, 10:58 PM
                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Munir01-08-11, 01:12 PM
                                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-08-11, 01:34 PM
                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة متوكل الحسين01-08-11, 05:01 PM
                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-08-11, 05:46 PM
                                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عارف الركابي01-08-11, 11:41 PM
                                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-08-11, 11:48 PM
                                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-08-11, 11:59 PM
                                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-09-11, 00:05 AM
                                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة عارف الركابي01-09-11, 00:21 AM
                                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-09-11, 00:31 AM
                                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-09-11, 00:46 AM
                                                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Ismail Alam Elmahdi01-09-11, 05:51 AM
                                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-09-11, 07:42 AM
                                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Ismail Alam Elmahdi01-09-11, 06:20 PM
                                                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-10-11, 08:22 AM
                                                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-11-11, 04:31 AM
                                                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-11-11, 04:46 AM
                                                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-11-11, 06:24 AM
                                                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-11-11, 06:41 AM
                                                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة جمال المنصوري01-11-11, 06:42 AM
                                                                    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-11-11, 07:15 AM
                                                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-11-11, 07:21 AM
                                                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة جمال المنصوري01-11-11, 07:42 AM
                                                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة جمال المنصوري01-11-11, 07:27 AM
                                                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-11-11, 07:48 AM
                                                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-11-11, 07:48 AM
                                                                        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة بهاء الدين سليمان01-11-11, 07:58 AM
                                                                          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-11-11, 08:18 AM
                                                                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة جمال المنصوري01-11-11, 08:23 AM
                                                                            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-11-11, 08:38 AM
                                                                              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-11-11, 08:48 AM
                                                                                Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-11-11, 09:23 AM
                                                                                  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-11-11, 10:11 AM
                                                      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Abdelhai Omar01-11-11, 10:53 AM
  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة مختار مختار محمد طه01-11-11, 03:26 PM
    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة كمال عباس01-11-11, 09:22 PM
  Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة مختار مختار محمد طه01-13-11, 11:47 PM
    Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة Amjed01-14-11, 06:54 AM
      Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-15-11, 10:49 AM
        Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة جمال المنصوري01-15-11, 10:59 AM
          Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-15-11, 02:37 PM
            Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-15-11, 03:00 PM
              Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة محمد الزبير محمود01-19-11, 02:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de