شيخ فوق السبعين ... و مقصلة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2011, 03:58 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شيخ فوق السبعين ... و مقصلة




    في 18 يناير لعام الله 1985، ما عاد بوسع المتأسلمين في السودان احتمال هذا الشيخ، فرحل باسماً ليلاقي ربه
    و له اجر الاجتهاد صادقاً ان كان أخطأ او اصاب

                  

01-05-2011, 04:02 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    كان مستند الاتهام الاول الذي قدم لمحكمة المهلاوي للدفع بردة محمود هو بيانه الاخير : هذا او الطوفان
    و الذي كان واضحاً في رفضه لقوانين سبتمبر القبيحة و واصفاً اياها بانها قسمت البلاد لشمال و جنوب و فاقمت مشكلة الجنوب ، و لله در شيخنا لو علم انه قادته في طريق الانفصال
    مع ذكرى رحيله .



    هـــذا .. أو الطوفـــان !!

    (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب)
    صــدق الله العظيم


    غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، وأصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، ولا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم ..

    وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، ومخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، وعقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم ..

    إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-

    1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية..

    2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..

    3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، والتربية ، لهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء ‍‍ قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، ولمشكلة الشمال ، معا‍ ‍‍… أما الهوس الديني ، والتفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، والحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، وأن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها ووحدتها وأمنها .. وعلي الله قصد السبيل.


    أم درمان
    25 ديسمبر 1984م
    2 ربيع الثاني 1405هـ
    الأخـــــوان الجمهوريون


                  

01-05-2011, 04:09 AM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    Quote
    - نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية.. Unquote
    Very clear message from a an open minded faqih: No to the Penal Codes, i.e islamic Sharia Punishment laws.


    thanks ya ustazna Mahmoud


    mohamed elgadi
                  

01-05-2011, 04:13 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)



    و محمود - الذي كان مولده في 1909 برفاعة - كان قد التحق بكلية غردون في عام 1932 دارساً لهندسة المساحة و تخرج منها و عمل بعطبرة و عرفته ساحات العمل السياسي و الاجتماعي مناضلاً غير هياب ضد سلطات الاستعمار الانجليزي، ثم انتقل الي كسلا قبل أن يستقيل من مصلحة السكة حديد في 1941، ليتفرغ لانشاء الحزب الجمهوري و الذي اعلن عن انشائه في اكتوبر 1945.
    و الجدير بالذكر أن الاسم اقترحه يوسف مصطفى التّنى ليعكس مطالبتهم الاساسية بانشاء جمهورية سودانية مستقلة عن سيادة الحكم الثنائي للسودان. خلافاً لمطالب حزبي الامة بمملكة سودانية تحت سيادة التاج و الاتحادي الذين كانو يطالبون بالوحدة مع مصر)

    و مضى محمود في درب الصدام السياسي المباشر ليصبح اول معتقل سياسي في السودان في يونيو 1946 .
                  

01-05-2011, 04:20 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    نافح الاستاذ محمود دعاة الهوس الديني و المتأسلمين بالرأي و الفكر و الكلمة حتى الرمق الاخير في ساحة المقصلة و ادناه كلمته امام محكمة الاثم قبيل اعدامه




    بات الرجال على الخيانة والخنى وجعلت قيدك للوفاء مقيلا
    محمود يلمع في عماية كوبر مثل الهلال وضاءة ونحولا
    خشعت له كوبر أحناؤها وتسمعت في ليلها ترتيلا

    محمد المهدى المجذوب 1947
    نار المجاذيب

    و تكررت رؤية المجذوب مرة اخرى
                  

01-05-2011, 04:22 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)


    "أنا أعلنت رأيي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م ، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك ، فإنها شوهت الشريعة ، وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله .. ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير ..
    و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين"


    محمود محمد طه 1985

    لكن لا كرامة لنبي في اهله
                  

01-05-2011, 04:25 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    إن اغتيال محمود محمد طه ، شهيد الفكر، لرزء أكبر من أن توفيه الدموع السواجم. وما اغتال محموداً دهر خئون ، وإنما انتاشته سهام صدئة أطلقها قضاة تالفون ودعاة عاطبون وحاكم فاجر معتل العقل آن له أن يلجم. لقد ذهب محمود إلى رحاب سنية وجناب حاني وهو راضٍ. وكيف لا يرضى بذلك الرجل الذي يودع فلذة كبده وعينه لا تدمع وهو يقول لمن جاء لعزائه "لقد ذهب ابني إلى أب أرحم"؟ نعم ذهب محمود إلى ذلك الأب الأرحم. وبقينا نحن من خلف شعور وزمان عقيم..
    وعلّ مثقفي السودان قد رأوا ما يمكن أن يقود إليه الهوس الديني، وشهدوا ما يمكن أن يؤدي إليه صمت الشياطين الخرس عن الحق. ويا ليت أهلي يعلمون! يعلمون أن الطاغية الذي لا يقتصد في محاسبته رجلاً مسالماً، هو أول الناس إجفالاً عندما يُلَوَّح له بالعصا. فما سلّ الإمام سيفه إلا أمام أعزل. وما طلب الطعن والنزال إلا في ساحة خلاء. ودون الناس توسله وتضرعه أمام الصنديد جون قرنق في أدغال الجنوب. ودون الناس انكساره أمام الأب فيليب عباس غبوش ... ودون الناس تهالكه بالأمس أمام الاطباء وهو يكذب وفي لسانه لسع الحية. أوهناك من يصدق بعد كل هذا بأن هذا العاطب معتل العقل يتصرف من وحي دينه؟ فالله يعلم بأن إمام السودان الذي يتكئ اليوم على عصا مهترئة إهتراء منسأة سليمان، لظالم بلا إرادة، وصارم بلا عزم، وحليم بلا اقتدار، ومحارب بسيف من خشب، كسيف سميِّه أبي حبيسة النميري. وما غدره وطغيانه إلا طغيان ضعيف مرتجف.
    إن العصبة الظالمة التي تتحلق حول إمام آخر الزمان، كافور هذا، إنما تجهل، كما يتجاهل، بأن شهيد الفكر، سيبقى ضميراً مؤرقاً، ومصباحاً مسرجاً في هذا الديجور الحالك الذي يعيش فيه أهل السودان. سيبقى في غرسه البشري الذي أورق وفي نبته الفكري الذي اكتمل. ويبقى في نفوس كثير من السودانيين كنموذج الرجل الذي تجافى مزالق السقوط، وما فتئ يحترم في الناس أغلى ما يمتلكون، عقولهم، وسيبقى اسم محمود، بعد كل هذا، حياً في نفوس الذين لا ينامون على الهوان بما يستثيره فيها من بغض للظالم، وإدانة للعدوان، واستنكار للهوس، وإنكار للغدر
    منصور خالد
    القبس الكويتية
    1985
                  

01-05-2011, 04:26 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    و رثاه الناس .. دموعاً و دماً و انتصاراً بعد ذلك


    أحسبت هاتيك المشانق تقوى على طمس الحقائق

    أحسبت أن الحبل يجتاح الخليقــــة والخـلائق

    محمود يرفع للســماء وأنت فوق الأرض لاصـق

    وتظل في أعماق نفسـك ذلك اللــص المنافــق

    هـذي النياشــين التي تزهو بها ، ولها تعــانق

    أتري تزيدك في عـيون الناس من لـص وسـارق

    من ضيّع القيم الكريمـة غـير زنديـق وعـائـق

    محمـــود كان حقيقة جـلّت فأذهـلت الخـلائق

    أنت المشير وقد أشـرت بما أشـرت وأنت حــانق

    أتقـول باسـم الدين قد نفذت حكمــك يا منافـق

    ان الشــريعة لاتسـود ولاتكــون بلا علائــق

    محمود قد عشـق الحبال وطالما عشـق المشــانق

    محمـود ليس يغـيب بل يأتي ليحــتل الشــواهق

    ويعــيش فـي التاريخ وهاجا يلــوح بكل شـارق

    أتحاكم الفـكر المحـلّق وهو مثل الفجـــر دافـق

    أيغيب محمــود ويحيا الجاهل المغرور هذا غير لائق

    من هـؤلاء؟ أهـؤلاء قضـاة محكمــة المنافـق

    هم يحكمون بمـا تشـير فهـم همـو مـثل البيـارق

    ان البنـادق والمشـانق والمشـــانق والبنــادق

    لن ترهـب الشعب الذي خرجـت قوافــله تسـابق

    لتدكّ صرحك ، أي نعـم فالشـعب للطـغيان سـاحق

    محمــود ليس بكـاذب وكذاك أنت فلســت صـادق

    ماجــادلوه وانمـــا حكمــوا عليه بالســوابق

    لو غاب محمــود فما غــابت مبادئه النواطــق

    وغدا سـتعرف يانميري كيف تنتقــم الشـــواهق

    ان الترابي لو جهــلت فانه وغــــد وفاســق

    محمــود يحتضن الحبال وطالما عشــق المشـانق

    النشيد الأول : منير صالح عبدالقادر
                  

01-05-2011, 04:31 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)



    بيان الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم بتاريخ 10/1/1985 :
    نخاطبكم و البلاد تمر بفترة من أحرج فترات تاريخها الحديث و أحلكها ، نخاطبكم في وقت ديست فيه حرية الفكر ، و أذلت فيه أعناق الرجال و أرتخصت فيه حياة المفكرين .
    في أمس الأول 8/1/1985 الموافق الموافق 16/4/1405 هـ أصدر قاضي محكمة جنايات أم درمان رقم 4 حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت على الأستاذ محمود محمد طه و أربعة من الجمهوريين ، و قد جاء في حيثيات الحكم التي تناقلتها أجهزة الإعلام المختلفة أن حكم الإعدام هذا سيكون عظة لغيرهم ممن أسماهم القاضي بمثيري "الفتنة" و هذا في رأينا هو المقصود بأمر المحكمة إبتداءً ، لأن السلطة السياسية التي يأتمر قضاة المحاكم الجنائية بأمرها ظلت تسعى إلى تكميم أفواه المفكرين و إسكات أصوات المعارضين بشتى الوسائل من حل لنقابات العاملين وتشريد و طرد من الخدمة و زج في السجون ، ثم بمحاكمات صورية لا تتوفر فيها أبسط مقومات العدالة .
    و نحن هنا بصدد إذلال الفكر و مصادرة حرية التعبير و ما ينتظر كل مفكر لا يرى رأي السلطة و قضاتها الذين يعملون وفق قانون الهيئة القضائية الأخير ..
    و ها هو النظام بعد أن تنكر للدستور يستل آخر ما في جعبته من وسائل القهر و الإرهاب ـ حكم الإعدام ـ في مواجهة من يعارضونه سياسياً و يخالفونه الفكر و يرفضون الإنصياع لرأيه في أمور الدين و الدنيا .. و قد وقع نبأ حكم الإعدام على الجمهوريين الخمسة وقوع الصاعقة على كل من يحترم حرية الفكر و شجاعة الرأي . و لسنا بصدد تأييد أو معارضة رأي الأستاذ محمود محمد طه ، فأدب الجمهوريين السياسي عمره أربعون عاماً و هناك من يرى رأيهم و هناك من يخالفهم، و لكننا بصدد الدفاع عن مبدأ ثابت تنهض عليه و تنمو شتى ضروب المعرفة الإنسانية ، ألا وهو مبدأ حرية الفكر و الجهر به . فجريمة الأستاذ محمود و جماعته ، أنهم أدلوا برأيهم في أمور تهم أبناء هذا الوطن: مدى مطباقة قوانين سبتمبر 1983 للشريعة الإسلامية و مدى مخالفتها لدستور البلاد. و هم بهذا إنما يمارسون حقاً يكفله دستور البلاد وتحترمه المواثيق الدولية و الأعراف السياسية المتحضرة فأي جرم هنا يستحق الإعدام شنقاً ؟
    إننا نقف بجانب حق الأستاذ محمود محمد طه و حق كل مواطن في الإدلاء برأيه و الجهر بفكره خاصة فيما يتصل بقضايا الوطن و حقوق المواطنين الدستورية ، فلا باب الإجتهاد في أمر الدين و أمر السياسة قفل ، ولا رأي النظام في الأمرين نهائي و مقدس
                  

01-05-2011, 04:35 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)



    بيان من سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    إجتاحت البلاد موجة مشروعة من الغضب و الإستهجان على حكم الإعدام بحق الأستاذ محمود محمد طه و زملائه من قادة الجمهوريين .. و إستنكر أهل السودان على إختلاف مشاربهم ، إستهتار نميري و أعوانه بأبسط قيم العدالة في المحاكم الميدانية و الإيجازية التي أسموها محاكم عدالة إسلامية ناجزة !
    فالجمهوريون لم يفعلوا أكثر من إستعمال حقهم كمواطنين ، و عرضوا وجهة نظرهم من منطلقات إسلامية ، و من موقع التعاطف مع السلطة ، و تقدموا بنصيحة للسلطة لإلغاء تشريعات سبتمبر 1983 ، و حل مشكلة الجنوب حلاً سياسياً حسب ما جاء في منشورهم فأي عدالة سماوية أو وضعية تبيح تقديمهم للمحاكمة تحت حشد من مواد القانون الوضعي الرجعي في أنٍ واحد ، ثم يصدر الحكم ضدهم شرعياً حدياً بالتكفير و الإعدام ؟
    إن حكم الإعدام على الفكر السياسي ، هو الثمرة المرة للتجارة بالدين و إستخدام الإسلام واجهة لتسلط حكم الفرد ، و بعث لأكثر تاريخ صفحات الدولة الإسلامية سواداً حيث يكفر الحاكم معارضيه السياسيين و يستبيح دماءهم .
    و يتسابق علماء السوء و قضاة الضلالة في تدبيج الفتاوى و الأحكام لتبرير إستبداد الحاكم.
    هذا ما يمارسه في سودان اليوم جعفر نميري والأخوان المسلمون و بطانة الشعوذة و الدجل من أمثال أبو قرون والمهلاوي ، و بتشجيع من حكام السعودية و خدامهم من المنتفعين بمذهب الوهابية .
    و لكنهم تناسوا في غمرة تعطشهم لدحر معارضيهم أن الرأي العام السوداني المستنير قبر محكمة الردة التي عقدوها عام 68 لتكفير الأستاذ محمود محمد طه ..
                  

01-05-2011, 04:37 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)



    و تقدمت نقابة المحامين بتاريخ 12/1/ 85 بمذكرة إلى رئيس الجمهورية جاء فيها:
    (( .. و قد تلقينا مع أبناء شعبنا أجمعين صدمة الحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات بأم درمان بإعدام المتهمين في القضية المعروفة (حكومة السودان ضد محمود محمد طه و آخرين )
    و ما كنا صادرين في كتابنا هذا عن تجاوز لإجراءت التقاضي و درجاتها الإستئنافية غير أن المتهمين في هذا البلاغ قد أفصحو منذ البداية عن رفضهم التعاون مع هذه الهياكل التي أستحدث ضمن تشريعات سبتمبر 1983 ، الشئ الذي نعتبره رداً مشروع من أشكال رد المحكمة ، و لا نملك إلا أن نحترمه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن الأمر برمته يخرج عن مجرد كونه علاقة إجرائية بين متهمين و قضاتهم ، ليشكل في الأفق العريض الذي ظللنا نخاطبكم بشأنه ألا وهو (قضايا الحريات العامة و الحقوق الأساسية للمواطنين و ما يرتبط بها من قضايا سيادة حكم القانون و إستقلال القضاء ! ؟) ))
    و تمضي المذكرة موضحة ((و قد جاءت المحاكمة الأخيرة للمتهمين المذكورين لتؤمن على صحة المحاذير و الإنتقادات التي وجهناها لذلك القانون في حينها .. و لعلها لم تكن المحاكمة الوحيدة في ذلك الصدد ، غير أنها كانت الوحيدة التي عبر فيها المتهمون صراحةً عما ظل يلاك همساً وظللنا نحذر منه ..فقد رفضوا بادئ ذى بدأ التعامل مع هذه المحاكم ، مؤسسين رفضهم هذا علي إنتقادات عنيفة لقضاتها فنياَ و أخلاقياَ ، الشئ الذى لم يشهد تاريخ القضاء في بلادنا مثلاَ له.
    وما كان ذلك ليكون لولا أن قانون الهيئة المستحدث وما ترتب عليه من ممارسات لم يستطع أن يقنع أحداَ ، بأن ثمة قدرـ ولو ضئيل ـ من العدالة و الحيدة والنزاهه يمكن أن يتحقق فى ظله .))
    و إختتمت نقابة المحامين مذكرتها بقولها ((فإن هذا الخطاب لا يندرج ضمن أى شكل من أشكال الإستئناف أو الإسترحام لكون إرادة المتهمين قد إنصبت على رفض هذا ، بل صرخة ضمير حي ، و نداء أحرار من الموقع المستقل الذي لا تتعلق به شائبة هوى أو غرض ، نرفعه لسيادتكم ونحن ندق ناقوس الخطر الذى يتهدد مصير الأمة ، وعقائد المواطنين ، ومستقبل الوحدة الوطنية مطالبين أكثر من أى وقت مضى بإلغاء قانون أمن الدولة وكافة القوانين المقيدة للحريات ، وكذلك تصفية المعتقلات وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وفتح أبواب الحوار الوطني علي مصارعها دون قيد أو شرط ، تأكيداً لمدأ الشورى حتى نستطيع أن نتكاتف أجمعين لأجل تجنيب بلادنا مهاوى الفتنة..))
                  

01-05-2011, 04:44 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    أهذا رجلٌ يقتلونه بزعم الردة ؟؟؟

    الإله
    تعقيب على الأستاذ الجليل عباس محمود العقاد


    عزيزي موسى:

    تحية طيبة مباركة،

    وبعد، فإني، في حقيقة الأمر، لا أزال مشغولا، ولكني أجدني قد أجلت الإجابة على سؤالك كثيرا، ولذلك فلا بد من الإجابة، على نحو من الأنحاء، مهما كانت قصيرة..

    وأول ما يقال في هذا الموضوع هو أن الكتابة عن ((الإله)) عمل لا يحسنه غير الصوفية.. فإذا ما أقدم عليه الفلاسفة، وهم كثيرا ما يقدمون عليه، فإنهم لا يبلغون منه مبلغا به تطمئن القلوب، وإن بلغ منه بعضهم مبلغا به تقتنع العقول، كما فعل الأستاذ الجليل العقاد.. وإقتناع العقول بالله هو بداية إطمئنان القلوب إليه تعالى، ذلك بأن العقول تدل على الله ، ولا تعرفه.. ولا يكون تمام الطمأنينة إلا بالمعرفة.. ولقد فطن السادة الصوفية إلى ذلك، فقالوا: ((وجودك ذنب لا يقاس به ذنب)).. يعنون بذلك إعتمادك على العقل في معرفتك الله حجاب لا يساويه حجاب آخر، مهما كثف.

    ومحك الفرق بين الفلاسفة والصوفية، أو قل، إن شئت، بين علم العقول، وعلم القلوب، هو في أمر التسيير والتخيير.. وهذا الأمر يتضح بجلاء في قول الأستاذ العقاد:

    (والقرآن صريح كذلك في حث الناس على الإستعانة بأنفسهم، والإعتماد على قوتهم، مع الإعتماد على القوة الإلهية في مقام الدعاء، والصلاة.. فلا يقبل من إنسان أن يفرط في مستطاعه، ومستطاع عمله، ولا يحرمه، مع ذلك، رجاءه في معونة القدرة الإلهية، حين لا يستطيع.. وذلك قصارى ما يعطيه الدين، من قوة الصبر، وقوة الرجاء، ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر، والصلاة.. إن الله مع الصابرين)).. فهو يلهم الناس: أن الله لا يخذلهم، إن نصروا أنفسهم، ولا يحرمهم الطاقة التي تفوق الطاقة، حين يتجهون إلى الله، وكل دين لا يكفل لأصحابه هذا الرجاء فهو دين لا معنى له، ولا حاجة إليه، وإنما المراد به أن الإيمان بالله قائم على الإيمان بقدرته، وكماله وعدله، وسلطانه في الوجود، وإتصاله بهذا الوجود.. فإن لم يكن المعبود كذلك فما هو بأهل للإيمان به، على الإستغناء عنه، أو على الحاجة إليه)..

    وأول ما تجب الإشارة إليه هو: أن الإيمان بالله قائم على الحاجة إليه.. على خلاف ما يرى الأستاذ الجليل.. ولقد نشأ الإيمان بالله قبل أن يعرف الله. وقد يبدو هذا القول غريبا، لدى النظرة الأولى، ولكنه حق.. فإن الإيمان بالله ينبع من حاجة القلوب إليه، وهي حاجة شعور، لا حاجة فكر، وعقل.. نعم! إن المعرفة بالله تزيد الإيمان بالله، ولكن الإيمان ينشأ قبلها.. ويقول الأستاذ: (( وإنما المراد به أن الإيمان بالله قائم على الإيمان بقدرته، وكماله، وعدله، وسلطانه في الوجود)) ولا يقوم إيمان المؤمن بقدرة الله إلا عن حاجة العاجز إلى قدرة القادر.. وهكذا إلى آخر الصفات التي ساقها الأستاذ.. والحقيقة أن المعرفة بالله، التي تزيد إيمان المؤمن به، إنما هي معرفة مبلغ الحاجة إليه.. فأنت، إن كنت ترى أنك مستطيع في بعض الأمور، وأنك محتاج إلى معونة القدرة الإلهية حين يواجهك من الأمور ما لا تستطيعه، فإنك مؤمن بالله على نحو أتم ممن يرى نفسه مستطيعا دائما، فإن ظهر له من الأمور ما أعجزه فهو لا ينتظر المعونة الإلهية، وإنما ينتظرإستئناف القدرة من عند نفسه.. ولكنك أقل إيمانا ممن يرى نفسه غير مستطيع لشيء، مهما قل، وإنما هو في حاجة إلى المعونة الإلهية حتى في النفس الذي يطلع وينزل.. فمبلغ إيمانك بالله هو مبلغ معرفتك بالحاجة إلى الله.. ولقد قال بعض العارفين: لا يتم إيمان أحد حتى يكاشف في قولة: ((لا حول، ولا قوة، إلا بالله)) ومعنى يكاشف أن يعرف، معرفة ذوق، معنى هذه القولة.

    وقول الأستاذ: ((القرآن صريح كذلك في حث الناس على الإستعانة بأنفسهم، والإعتماد على قوتهم)) إلخ إلخ.. ليس صحيحا في نظر العارفين.. فإنهم يرون صراحة القرآن في ذلك إنما هي مجاراة "لوهم" الناس ريثما ينقلهم القرآن إلى المعرفة التي ينتفي معها ((الوهم)) .. وقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر، والصلاة.. إن الله مع الصابرين)) ليس معناه الأخير (إستعينوا) على مصاعب الحياة، ولأواء العيش، وإنما معناه الأخير، والمطلوب بالذات، ((إستعينوا)) بالصبر، والصلاة، على دواعي الجبلة التي تتوهم أنها مريدة ومستقلة بإرادتها، وهو ما أسميته ((بالوهم)).. وهذا الوهم ينقص العبودية لله وينقص الرضا بالله ربا.. ولذلك فقد جاء قوله تعالى للنبي الكريم: ((فاصبر على ما يقولون، وسبح بحمد ربك، قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح، وأطراف النهار.. لعلك ترضى)) والتسبيح هنا المقصود منه الصلوات الخمس، والعلة المطلوبة وراء الصبر، والصلاة، إنما هي الرضا... الرضا بربوبية الرب..

    يقول الصوفية: الساير الى الله مريد.. ويعرفون الإرادة بأنها محاربة العادة.. والعادة هي التي أوحت إلينا أننا نملك إرادة مستقلة، يمكن الإعتماد عليها في حدود.. فإذا زاد الأمر عن تلك الحدود فيمكن البحث عن عون الله، عند ذلك، كما يبدو من كلام الأستاذ..

    ومن خطأ الخوض في دقائق التوحيد بالعقل وحده نتج خطأ أساسي في كلمة الأستاذ الجليل العقاد، وهي قوله: ((فالحقيقة أن الزمان غير الأبد.. تنقصه كله، فلا ينقص من الأبد شيء.. وتزيده كله، فلا يزيد على الأبد شيء لأنهما وجودان مختلفات في الكنه، والجوهر.. مختلفان في التصور والإدراك.. فالأبد وجود، ولا تتصوره بغير الحركة.. )) هذا كلام العقاد..

    الحقيقة أن الأبد زمان، والحركة فيه كامنة.. فقول الله تعالى: ((أولم ير الذين كفروا أن السموات، والأرض كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي)).. يعني أمرا هاما يتعلق بالأبد، وبالزمان.. ففي الرتق، قبل الفتق، يكمن الأبد، وتكمن، في الأبد، الحركة.. فلما بدأ الفتق ظهر الأبد وظهرت الحركة وظهر الزمان للتو.. فأما الأبد، فهو الزمن، بين الفتق بعد الرتق، والرتق بعد الفتق.. وأما الزمان، فهو أجزاء الأبد في تطور الأجرام السماوية، والأرضية، منذ أن حصل الفتق، بعد الرتق، وإلى أن يعود الرتق، بعد الفتق في نهاية دورة من دورات الوجود هي المعبر عنها بالحياة الدنيا..

    فلكأن الأبد هو الزمان، في مجمله، ولكأن الزمان هو الأبد، في نشره، وتفاصيله، بين بداية، ونهاية، تسير في طريق لولبي..

    والأمر المهم جدا هو أن وجود الله تعالى خارج عن الأبد، وعن الزمان.. وليس كما يقول الأستاذ الجليل: ((فالوجود الأبدي كامل، مطلق الكمال)) وهو يعني بذلك ذات الله – فإنها وحدها الكاملة، مطلقة الكمال.. ولقد عبر القرآن عن الخلود في النار بقوله: ((خالدين فيها أبدا))، في جملة مواضع، ثم عبر في موضع آخر بقوله: ((خالدين فيها ما دامت السموات والأرض))، وهو تحديد للأبد بالدورة الوجودية التي تسمى عندنا ((بالحياة الدنيا))، وتبدأ بحركات أجرام النظام الشمسي عندنا وتنتهي بانتهاء تماسك هذا النظام.. والآيات التي ساقها الأستاذ الجليل تدل على أنه يعتقد أن الإله، والرب، والله، شيء واحد، والحق غير ذلك.. فإنما الأمر أمر تعيينات، ومراتب.. فذات الله، في صرافتها، لا سبيل إلى فهمها، على الإطلاق، لأنها لا تسمى، ولا تعرف، ولا يشار إليها.. فهي لا تطيقها الإشارة، ولا العبارة، فوقع منها، بمحض الرحمة، التنزل إلى مرتبة الإسم، ثم إلى مرتبة الصفة، ثم إلى مرتبة الفعل.. فوقعت معرفة العارفين باستقراء أثر الفعل، وهم الخلائق، على شتى صورها.

    فالذين أنكروا((الإله)) لم ينكروا (الله) على الإطلاق، وإنما أنكروا تدخله في الأفعال الدقيقة التي لا تخرج عن طاقة البشر، والتي ورد عنها تعبير الأستاذ الجليل على النحو الآتي – ((فهو يلهم الناس أن الله لا يخذلهم إن نصروا أنفسهم، ولا يحرمهم الطاقة التي تفوق الطاقة))، فقد توهم الناس أن لهم طاقة، فجاء إنكار ((الله)) في هذه المرتبة، وهي مرتبة الفعل، فكان إنكار ((الإله))، ولذلك فإن القرآن يقول عن الكافرين:

    ((ولئن سألتهم من خلق السموات، والأرض، ######ر الشمس، والقمر، ليقولن الله.. فأنى يؤفكون! )) وذلك لأن هذه الأفعال كبيرة، وجليلة، ولا يمكن أن يدخل في الوهم إستطاعة قيام المخلوقات بها وإنما هي أفعال ((الله)).. أما حركاتهم هم وسكونهم هم، وكسب عيشهم اليومي فليس ((لله)) فيه دخل، في زعمهم..

    فكلمة: ((لا إله إلا الله)) لا تعني، كما يقول الفقهاء ((لا معبود بحق إلا الله))، وإنما تعني: لا فاعل، في الوجود، لدقيق الأفعال، وجليلها، إلا الله.. تعني الله خلقكم وما تعملون.. تعني ((قل الله خالق كل شيء))، ((من الآية))، ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم؟؟ قل الله خالق كل شيء، وهو الواحد القهار))..

    ولقد عرف العارفون أن أهل الجنة، في الجنة، يرون ربهم.. وأن أهل النار، في النار يحجبون عن ربهم، ولكنهم لا يحجبون عن ((الله))، على التحقيق..

    وهناك حقيقة غريبة جدا إستيقنها العارفون: هي أن القرآن، في المكان الأول، صفات الإنسان الكامل، الذي هو ((الله)) في مرتبة ((التعيين)) الأول، ولا يكون القرآن صفات لصرافة الذات إلا عند التناهي، حيث ينقطع التعبير وينبهم الكلام، وينتهي الأمر إلى ما وراء الحروف التي تفتتح بها السور.. ((ألم)).. ((كهيعص)).. إلى آخر ما هناك مما لا تحتمله اللغة..

    والوجودان اللذان تحدث عنهما الأستاذ الجليل، حين قال: ((لأنهما وجودان مختلفان في الكنه، وفي الجوهر، مختلفان في التصور، والإدراك.. )) ليساهما وجود ((الله))، في ذاته، ووجود المخلوقات، كما تصور الأستاذ الجليل. وليسا هما مختلفين في الكنه والجوهر، كما قال، وإنما هما مختلفان إختلاف مقدار.. فوجود الأبد هو وجود الإنسان الكامل الذي يبشر به القرآن.. ووجود الزمان هو وجود البشر، ومن دونهم من الخلائق التي تحاول، بجملتها وبأفرادها، أن تنجب الإنسان الكامل.. ولقد عبر القرآن عن الوجودين بقوله تعالى: ((إنا كل شيء خلقناه بقدر * وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)).. فالوجود بالقدر هو الوجود في الزمان، وفيه تبدو حركة التطور المستمر، وهو يطلب، في التطور، واستمرار الحركة، الترقي إلي مقام الأبد.. وإليه الإشارة هنا، بقوله تعالى: ((وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر))..

    وفي ((الأمر)) الحركة، كامنة، كما سبق قولنا بذلك، في عبارة الأبد.. ومعنى كامنة أن ترقى ((عالم الأمر)) ليس بفعل ((خارجي)) كما هو الحال في ((عالم الخلق)). وإلى نفس المعنى الإشارة بقوله تعالى: ((يمحو الله ما يشاء، ويثبت، وعنده أم الكتاب)).. فأم الكتاب هنا ((عالم الأمر)).. و((يمحو الله ما يشاء، ويثبت)) إشارة إلى ((عالم الخلق)) وإلى الحركة المستمرة فيه، بالترقي وبالتطور..

    وهذان الوجودان كلاهما يطلبان الوجود ((الحقيقي))، وهو خارج الأبد، على التحقيق، كما هو خارج المكان.. فحديث الأستاذ العقاد عن هذا الوجود المطلق، ووصفه بالأبدية خطأ أساسي في التوحيد..

    الوقت لا يتسع لإطالة الحديث الآن، فإن رأيت أن في هذا غناء. كان، وبها، وإلا فأمهلني حتى أفرغ مما أنا بصدده الآن.. وسأعود..

    المخلص

    محمود محمد طه
                  

01-05-2011, 04:49 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)


    و مبتسماً مضى
    ومن ثم صعد الي المشنقة بصعوبة ، وكشف الحراس القناع عن وجهه لفترة وجيزة ليراه الموجودون في الساحة واضافت وكالة الصحافة الفرنسية تصف المشهد ، وعندئذ ابتسم طه وقرأ موظف في السجن الإتهامات الموجهه للأخوان الجمهوريين ، ونص الحكم الذي صدق عليه نميري يوم الخميس
    و في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي سحب الحارس قطعتين من الخشب تشبهان باباً كان يقف عليهما المحكوم عليه ، وعندئذ اصبح جسمه معلقاً في الهواء". وظل الجثمان معلقاً لمدة 10 دقائق ، وبعدها صعد أحد الأطباء وأكد أن المحكوم عليه قد فارق الحياة. ثم حملت طائرة عمودية الجثمان إلي جهة غير معلومة لدفنه وفقاً لما أورده مصدر وثيق الصلة بالسجن

    وكالة الانباء الفرنسية
                  

01-05-2011, 04:51 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)


    -1-

    محمود جنا طه
    واحد من الاحياء
    مع انوعمرى انا
    لم امدح الاحياء
    بس يا سلام .. سلم
    زول .. يستحق القول
    والحمد والتبجيل

    -2-

    عارف محمود دا
    لو كان فى بلد
    غير هاذها السودان
    كان توجوه ملك
    وكان عمدوه امام

    -3-

    شوف يازميل الزول
    وكتين يكون مشغول
    بالمولى .. صح بالصح
    وكتين يشوف فى الدين
    الجاى والجايين
    من العديل والزين
    وكتين يسوى الدين
    شيتاً محبة .. ولين
    كما زمان الرسول
    عليه صلى الله
    وجملة الصاحبين
    ما فيه قسر وجبر
    ما فيه زنديه
    ما فيه شنق وجلد
    ما فيه ايديه
    ما فيه الا الحب
    ما فيه غير الجمال
    ما المولى حب وجمال

    -4-

    شوف ناس فلانين .. ديك
    سوولنا كيف الدين؟!
    شيتاً قطع يدين
    شيتاً شنق وسحل
    شيتاً رصاص وكتل
    وشوف كمان دايرين
    يجونا بى اللفة
    استغفرك يا زين

    -5-

    تصور الدنيا
    لو داك اصبح امام
    حرم يهاجر النور
    وسكن معانا الضلام
    حرم يموت الكلام
    فى ايها شافع
    داير يسك الحمام
    ويتاتى للعصفور
    حرم نموت بالزور
    والدنيا تبقى قبور

    -6-

    محمود جنا طه
    ملك وملكه علم
    وفقير وفقره علم
    ويمين .. يمين الله
    لو عندى ايد لاحقه
    اديه تاج الرجال
    وابنيلو فى الخرتوم
    فوق البحر تمثال
    لكين خسارتى انا ..
    الما عندى ايها حال

    -7-

    هذا اخوى محمود
    واحد من الاحياء
    مع انو عمرى انا ..
    لم امدح الاحياء
    بس يا سلام .. سلم
    زول يستحق القول
    والحمد والتبجيل



    محمود جنا طه
    للشاعر الأستاذ سيد احمد الحاردلو
    كنشاسا 1975
                  

01-05-2011, 04:53 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    تحياتي أخ أمجد
    وشكرا لفتح هذه النافذة عن شهيد الفكر والمبدأ الاستاذ محمود محمد طه
    قصيدة الدكتور عبد الله الطيب



    قد شجانى مصابه محمود مارق قيل، وهو عندى شـهـيد

    وطنيّ مجــــــاهد وأديــب منشئٌ، فى بيـانه تجـويد
    وخطـيـبٌ مـؤثر ولــديـه سرعـة الـرّد والذكاء الفريـد
    وجرئ، وشخـصـــه جـذّاب ولدى الجــد، فالشــجـاع النجيد
    ذاق سجن المستعمرين قديماً ومضت فى الكفاح منه العقـود

    سيق للقتل وهـو شيخ أخو ست وسبعين أو عليها يزيد

    لم يراعوا فيه القوانين ظلما فهو قـتلٌ عــمدٌ وجَرمٌ أكيـد

    قد سمعنا يوم الخميس من المذياع أن شنقه غدا مشهـود

    لم نصدق ما قد سمعناه، قلنا سوف يأتى عفوٌ وهذا وعيد

    وإذا بالقرار قـيـل لـنـا نـُفـذ جــلّ المــهـيــمـن المعبود

    مـا قضــاه يكـن وما لإمرىء عنه مفـرٌّ ووقـته معــــــدود

    وإلـيه نعـنو هو المالك الملك ويقـضـى سـبحـانه ما يريد

    كان حكم الإعدام تنفيذه سرا فـهـذا الإشـهـار شئ جديد

    ليت إذ أجمعوا على الإثم أخفوه كما اغـتـال خـمـسـةً عـبـود

    أى شىء جناه حتى يرى الإعـدام فيه هو الجـزاء الوحيد

    لم يجرد سيفا وأصدر منشوراً وهـذا أســلوبه المعـهود

    وهو نهج من النضال حضاريٌّ بأمــثـاله السُّراة تسـود

    ولقد رام أن يجـدد مـحـمـود فـقـد صـار جـرمــه التجديد

    والذى قد قال فقد قيل من قـبل وفـى الـكـتـب مـثـلـه موجود

    ولقد يعلمـون أن قضايا الدين فـيـهـا الخـلاف وهـو تليد

    زعمـوا أنــه تزندق وارتد وقـالـوا هـو العدو اللّدود

    وكأنّا فى عصر محكمة التفتيش هـذا هـو الضــلال البـعــيد

    قـتـلـته الأفـكار فى بـلـد الجهل الذى سيطرت عليه الــقـيود

    واثقا كان فى الخصومة بالفكر لـو الفـكــر وحده المنشــود

    سـبـق النـاس فـى السياسة رأيا حين فيها تفكيرهم مـحـدود

    وقد احتج وحده حين لم يُلفَ عن البرلمـان صوتٌ يذود

    ذلكم أوّل انقــلاب بلوناه وللشـر مُــبدىء ومعيد

    ما سهرنا نحمى مقاعد شورانا فأودى بالبرلمان الجنـود

    نحن قوم نعيش فى العالم الثالث وهـو المعـذب المنكــود

    فـَتَنَتْنَا حـضــارة الغرب، لا الرفض إنتفعنا به ولا التقليــد

    وأحتوتنا عماية من صــراع دائـم للقوى به تـبـديـد

    صاح هل نحن مسلمون؟ أرى الإسـلام فينـا كأنه مفقــود

    وكأن صار مظهـر الدين لا المَـخْـبَر فينا فاعلم هو المقصـود

    فـشــت الآن برجوازية فى الدين من قبل عُلّقتها اليهــود

    وتفان على الحطام كأن الدين أركــانه الشـداد النقود

    قد أباها المسيح عند الفريسيين إذ قـلبـهم بــها جلمــود

    عـلــنــا عـلّـقوه يشنق للجمهور ذاك الـمــفــكــر الصنديــد

    أخرجــوه لحتفــه ويــداه خـلــفـه هو مـوثـق مشدود

    جعلـوه يرقى به الَّدرج الصاعد نحـو الهــلاك خـطــو وئــيد

    كشفوا وجهــه ليُعرف أن هـذا هــو الشخــص عينــه محمود

    قرىء الحكم ثم صاح به القاضى ألا مثــلـه اقتلـوه أبيــدوا

    كـبـّر الحاضــرون للحـدّ مـثل العيــد إذ جمعـهــم له محشود

    وأراهم من ثغره بسمة الساخر والحـبـل فوقـه مـمــدود

    وعلى وجهــه صفــاء وإشراق أمـام الردى وديــع جـليد

    وإذا بالقضـاء حـُمَّ وهــذا جسمـه طـاح فى الهواء يميد

    ثم جــاء الطـبيب يعلن بعد الجـس أن مات ما لحىٍّ خلــود

    ثم طارت طـيـارة تحمــل الجثة لم يـُدرَ أىَّ فـجٍ تريــد

    قـيـل لــن يقبــروه إذ فارق الملّة هـولٌ يشيب منه الوليـد

    يــا لــهــا وصمة على جبهة القطر ســتـبــقى وعارها لا يبيـد

    قتلوا الفكـر يوم مقتلـه فالفكــر فيـه مــيـت البـلاد الفقيد

    أحضروا صحبه لكى يشهــدوا الإعــدام فيـه وتائبين يعودوا

    ذبحـوه أمـام أعينـهم ذبحـا وقالــوا درس لكم فاستفيـدوا

    أعــلــنـت قتله الإذاعة من بعـد أمـتـنــاه ذلك النمــرود

    أذعــن الناس خاضعـى أرؤس الـذّلـة كـلٌّ فـؤاده مفئـود

    أذعـنــوا خاضـعـيــن للجــور والقهـر وكــلٌّ لسانــه معقود

    بـقــى الخـوف وحده وتوارت قـيم أمسٍ قد رعتها الجدود

    ذهـب الفـضـل والتـسـامـح والعـفـو وجاء الإعــدام والتشــريد

    فيــم هـذا الطـغـيان ما هذه الأحــقاد ما هـذه القلوب السود

    ما الـذى جــدّ ما الذى جلب القسوة من أين ذا العتـم الشـديد

    قد أســأنا إلى الشـريعة والإسلام مـا هـكـذا تقـام الحدود

    مـا كـذا سنة النبـى ولا الوحـى الـذى أنـزل الحـكيـم الحـميد

    سنة المصطفى هى اللّيـن، هـذى غلظة بــل فــظاظة بل جمود

    إن عـنــدى حـرية الرأى أمـر يـقـتضيـه الإيـمـان والتوحيد

    لا أحـب التطـرّف المفـرط، الرفـق سبيـل الإســلام لا التشــديد

    إننـا نحن مالكيون سنيون حــب النبـى فينـا وطيد

    وسـطـور الآيــات قالت عليكم أنفسـاً لا يضـرّكم من يحيـد

    وتلـونـا فيهـن آيــة (لا إكراه فـى الـدين) بئس عنها الصدود

    جـعـلـوه ضـحـيـة لـم يكـن منه شـروع فى الحـرب أو تهـديد

    رب إنـا إليــك نجــأر بالشـكـوى أغـث يا لطيف أنت الودود

    حـكمـتـنـا وقـلـدت أمرنا صعلوك قـوم فـغـرّه التـقـلــيـد

    طـبـقـات مـن الزعانـف فى الضوء تـَوَارَى وفى الظـلام تـَـرود

    دأبـها المـيـن والخـيـانة والغدر وليسـت غير الفسـاد تجـيـد

    يصـدر الأمـر كى يوقـعـه جـلـدٌ ثخــين عنـها وحس بليـد

    ويـدٌ كـزّة ووجـه بلا مـاء حيـاء وخـبث نفـس عـتـيـد

    لـيـس يبغـى إلا البـقــاء ولا يحـفـل والـشــعب جائع مكدود

    ينقــض اليــوم كـلّ ما قالـه أمس وفــيـه غــدا بنقـضٍ يعـود

    فانـزع المـلك منـه، رب لك الملك وذو العـرش أنت أنت الـمـجــيد

    وأذقــه كأسـا بـهـا قد سـقى قـومـاً ولا ينــج الفاسق الرعديد

    وهــلاكا له كـمـا هلكـت عــاد وبُـعـداً كمـا أبيــرت ثمود

    وعـسـى الله أن يشـاء لنا النصــر وللـظـالم العــذاب الشديد

    ولأحــزابـه اللئـام فـكـبـّوا فى مضيـق طريقهـم مسدود

    تـتـلـقـاهـم جـهـنـم يصلـون بها ســآء وردها الــمــورود

    لا تخيـب دعاءنا ربّ وانصرنا وأنت المولى ونحـن العـبـيـد

    وصــلاة عــلـى الـنـبـى وتسليم به نـبـلــغ المـنـى ونزيـد

    وعلـى الآل والـصحابــة سادتى وتــغــشـاك رحمـة محمود


    فرغ من نظمها يوم 2 مارس 1985
    ............
    الجمهوريون والتعدي على الشريعة الإسلامية
                  

01-05-2011, 04:55 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    الكوز حسن مكي والاستاذ محمود محمد طه
    Quote: أجرت صحيفة (الوفاق) الصادرة في الخرطوم حواراً يوم السبت الموافق 5 ديسمبر 1998 مع د. حسن مكي وادلى له بالاتي:

    س- قيل أن لك علاقة خاصة كانت بمحمود محمد طه والبعض قال ان حسن مكي مأثور جداً بشخصية وافكار محمود.؟

    - والله.. أنا من المأثورين به . أنا كنت اعرفه واتردد على منزله في ذلك الوقت. وكنا كشباب في الثانويات نجد عنده (اللقمة) نتعشى معه وكنا نتعجب ان الشخص الذي يشغل الساحة الفكرية شخص بسيط زاهد ومتواضع، وكان المفكر الوحيد المطروحة كتبه في السوق.

    س: وحينما أعدم؟

    ج: كنت مسرحاً لأفكار شتى- السياسي فينا كان يتكلم – أن الحمد لله ربنا خلصنا من خصم قوي.. وكان حيعمل لينا مشاكل وكان حيكون أكبر تحد لفكر الحركة الاسلامية السياسي – والفكري فينا كان يتحدث بأن هذا الشخص عنده قدرات فكرية وروحية (وأعلم مننا واحسن مننا) ولكن السياسي دائماً ما ينتصر هنا.س: والآن؟

    ج: أنا.. بفتكر أن محمود محمد طه – جرعة كبيرة لا نستطيع أن نتحملها.. (الناس ما قادرين يتحملوا حسن مكي – بيتحملوا محمود محمد طه؟؟! وضحك)

    س: ولكن امين حسن عمر قال ان الترابي انتصر عنده الفكري على السياسي وكان ضد اعدام محمود؟!

    ج: أنا لا اريد أن ادخل ما بين الترابي وامين.. ولكن اعتقد أن الصف الاسلامي في ذلك الوقت.. كان جميعه مع اعدام محمود محمد طه..

    س: نحن نسأل عن موقف د. حسن الترابي؟

    ج: أنا اعتقد انو كان خائف على أنو نميري ينكص عن اعدام محمود محمد طه.. ويدعو الله الا يحدث ذلك..

    س: الرأي الفقهي في هذه القضية و.. ؟

    ج: د. مكي – مقاطعاً – القضية سياسية (ما فيها رأي فقهي) خصوصاً وان محمود كان اقوى في طرحه ضد الشريعة الاسلامية في ذلك الوقت.س: ولكن الترابي يعلن دائماً ان المرتد فكرياً لا يقتل؟

    ج: انت تريد ان تخرج لموقف الترابي!! وأنا اوثق للتاريخ..

    س: هنالك رأي يقول ان د. الترابي كان حريصاً على اعدام محمود. وأن محمود كان يمثل منافساً شخصياً له على مستوى الطرح الاسلامي.؟

    ج: (هسع الانقاذ ما كتلت ناس؟ ما كتلت ناس مجدي في دولارات؟ لانو كان مؤثر على سياستها الاقتصادية فكيف اذا كان مؤثراً على مشروعه كله.. هسع كان جبت الترابي يقول ليك أنا ما موافق على قتل مجدي – أمين حسن عمر ح يقول نفس الكلام..

    س: وحسن مكي جزء من الحركة الاسلامية؟

    ج: ناس الحركة الاسلامية ناس ما عندهم مقدرات ويمثلوا المجتمع الاسلامي.. في زمن الانحطاط.. وما عندهم مبادرات..

    وأين انت من هؤلاء؟

    ج: أنا بعمل في محاولات وبعمل ساتر من الحجارة التي تناوشني.

    س: عبر حركة حتم؟

    ج: عبر حتم والصحف.. عبد الخالق محجوب وهو ذاهب الى المقصلة قيل له ماذا قدمت لوطنك؟ قال (قليل من الوعي).

    ......
                  

01-05-2011, 04:58 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    المحكمة العليا تنقض إحكام محاكم الردة بخصوص الاستاذ محمود محمد طه
    Quote: حيثيات حكم المحكمة العليا :ـ

    وفيما يلي نورد نص حيثيات حكم المحكمة العليا ، في هذه الدعوى ، حيث نتخطى سرد الوقائع ومناقشة الشكليات ، وندخل مباشرة في مناقشتها للموضوع ، حيث يجري السياق هكذا : ( على أنّ محكمة الإستئناف ، وفيما نوهنا به ، إشتطت في ممارسة سلطتها على نحوٍ كان يستحيل معه الوصول إلى حكم عادل تسنده الوقائع الثابتة وفقاً لمقتضيات القانون .. ويبين ذلك جلياً مما استهلت به المحكمة حكمها حين قالت : (( ثبت لدى محكمة الموضوع من أقوال المتهمين ومن المستند المعروض أمامها وهو عبارة عن منشور صادر من الأخوان الجمهوريين أن المتهمين يدعون فهماً جديداً للإسلام غير الذي عليه المسلمون اليوم .. إلخ )) .

    وبمراجعة المستند المشار إليه وأقوال المتهمين التي أدلوا بها أمام المحكمة الجنائية لا نجد سنداً لهذه النتيجة الخطيرة التي نفذت إليها محكمة الإستئناف مما يكشف عن حقيقة واضحة هي أنّ المحكمة قد قررت منذ البداية أن تتصدى بحكمها لفكر المتهمين وليس لما طرح أمامها من إجراءات قامت على مواد محددة في قانون العقوبات وأمن الدولة وأدى إلى تحريكها صدور منشور محرر في عبارات واضحة لا تقبل كثيراً من التأويل .. وسرعان ما انكشف أمر المحكمة حين وقعت عينها على ما ورد في حكم المحكمة الجنائية من إشارة إلى (التوبة) فاعتبرت ذلك إشكالاً لابد لها من أن توجد له حلاً (( لأن التوبة ليس منصوصاً عليها في العقوبة المذكورة ـ تعني عقوبة الإعدام ـ ولعل محكمة الموضوع جعلتها من قبيل المسكوت عنه الذي يجوز الحكم به وفق المادة (3) من قانون أصول الأحكام ، لما لاحظت في المنشورات ( هكذا بالجمع ) موضوع البلاغ من العبارات الموجبة للردة فحكمت عليهم بالعقوبة الشاملة لحد الردة مع إعطائهم فرصة التوبة والرجوع للسراط المستقيم )) .. واستطردت المحكمة بقولها : (( ولكي نقوم هذا القرار التقويم الصحيح لابد من الإجابة على سؤالين : الأول هل الردة معاقب عليها في القانون ؟؟ .. والثاني هل كان فعل محمود ومن معه يشكل ردة وخروجاً على الدين ؟؟ )) .. وفي الإجابة على السؤال الأول خلصت المحكمة إلى أن المادة (3) من قانون أصول الأحكام (( تعطي حق الحكم في الأمور المسكوت عنها )) وأن الردة جريمة ثابتة بالكتاب والسنة والإجتهاد ، وأن المادة (458/3) من قانون العقوبات تبيح توقيع العقوبة الشرعية ، ولما كانت الردة حـدا شرعياً فإنه يلـزم توقيع عقوبتها .. أما بالنسبة للسؤال الثاني ، فقد استهلـت المحكمـة الإجابـة عليه بقرار جازم بأن (( المحكوم عليه محمود محمد طه (هكذا وحده) مرتد بأقواله وأفعاله في يومية التحري التي أقر بها أمام المحكمة وأقواله المدونة المعروفة لدى الناس عامة وأفعاله الكفرية الظاهرة فهو تارك للصلاة لا يركع ولا يسجد .. إلخ )) .. ثم إستشهدت المحكمة بحكم محكمة الإستئناف الشرعية بالخرطوم الذي صدر في عام 1968 بإعلان ردة محمود محمد طه ، واستعرضت بعضاً مما جاء في كتب صدرت عن الجمهوريين ، وما صدر عن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي من تأييد لحكم عام 1968 ، وما صدر عن مجمع البحوث الإسلامية بجمهورية مصر العربية من وصف لفكر محمود محمد طه (( بالفكر الملحد )) وخلصت محكمة الإستئناف الجنائية من كل ذلك إلى أنه (( مما تقدم يتضح أنّ محمود محمد طه مرتد عن الدين ليس فقط ردة فكرية وإنما هو مرتد بالقول والفعل داعية إلى الكفر معارض لتحكيم كتاب الله ... إلخ )) .. ولعلنا لا نكون في حاجة إلى الإستطراد كثيراً في وصف هذا الحكم ، فقد تجاوز كل قيم العدالة سواء ما كان منها موروثاً ومتعارفاً عليه ، أو ما حرصت قوانين الإجراءات الجنائية المتعاقبة على النص عليه صراحة ، أو إنطوى عليه دستور 1973 الملغي رغم ما يحيط به من جدل .. ففي المقام الأول أخطأت محكمة الإستئناف فيما ذهبت إليه من أنّ المادة (3) من قانون أصول الأحكام لسنة1983 كانت تبيح لها ـ أو لأي محكمة أخرى ـ توجيه تهمة الردة ، وإن كان ثمة ما يفرق في هذا بين محكمة الإستئناف وأية محكمة أخرى ، فإن ذلك هو أنّ محكمة الإستئناف كانت مقيدة كسلطة تأييد بقيود إضافية أخرى على ما سنتناوله من تفصيل فيما بعد ، على أننا نرى حاجة ملحة في هذه المرحلة إلى بيان وجه الخطأ في التأويل الذي أوردته محكمة الإستئناف بشأن المادة (3) المشار إليها ، نظراً لما يبدو لنا من أن هذا المفهوم الخاطيء ليس قصراً على تلك المحكمة ، ونظراً للخطورة البينة في كل ذلك .. ورغم أن المادة (3) ـ على أي معنى أخذت ـ لم تعد تسري على المسائل الجنائية ( أنظر التعديل الصادر فيها بتاريخ 24/4/1986 ) إلاّ أنّ الحاجة إلى تحديد إطارها ما زالت قائمة ، لا بشأن آثارها محل النظر أمامنا فحسب ، وإنما لأغراض الفقه والسياسات التشريعية في المستقبل .. إنّ المادة (3) من قانون أصول الأحكام كانت تقرأ كما يلي :

    ( على الرغم مما قد يرد في أي قانون آخر ، وفي حالة غياب نص يحكم الواقعة .. إلخ ) ومؤدى ذلك أنّ سكوت القانون عن مسألة ثابتة شرعاً لا يحول دون تطبيق المبدأ الشرعي ، ولا خلاف بعد هذا على أنّ في الإسلام جريمة تسمى الردة وعلى أنّ قانون العقوبات ، وهو القانون الجنائي الشامل ، لم ينص صراحة على الردة كجريمة ، فهل في ذلك ما كان يبيح للمحكمة توجيـه تهمة الردة ؟؟ .. إنّ الإجابة التي أوردتها محكمة الإستئناف لهذا السؤال ، وإن لم تكن محمولة على أسباب ، تكشف عن فهم قاصر للمادة (3) هو أنّ مجرد السكوت عن مسألة ما يكفي لإطلاق يد المحكمة في تطبيق ما عنّ لها من قواعد تعتقد في ثبوتها شرعاً ، ولم تفطن المحكمة إلى أنّ سكوت القانون ، عن مسألة ما ، قد يقترن بمعالجة للمسألة ذاتها في صيغة أخرى لا تجعل شرط السكوت متحققاً في واقع الأمر ، فالجريمة المسكوت عنها في قانون العقوبات فيما قالته محكمة الإستئناف ، غير مسكوت عنها في المادة (70) من الدستور الملغي إذ أنّ تلك المادة كانت تقرأ كما يلي : ( لا يعاقب شخص على جريمة ما إذا لم يكن هناك قانون يعاقب عليها قبل إرتكاب تلك الجريمة ) .. ومؤدى ذلك أنه ما لم يكن هناك قانون يجرم الفعل وقت إرتكابه فإنه لا مجال لإعتبار الفعل جريمة ، والقانون هنا هو التشريع ، رئيسياً كان أو فرعياً .. إننا نرى بداية أنّ ما نصت عليه المادة (3) لم يكن من شأنه إضفاء سلطة ترقى في طبيعتها إلى سلطة التشريع لا تختص بها المحاكم أصلاً .. ونرى أيضاً أنّ المادة (70) من الدستور حين أحالت أمر النص على الجريمة إلى القانون إنما هدفت أن تكون السلطة في يد المشرع دون غيره يمارسها بوضع نصوص صريحة ولا يمكن بأي حال تفسير المادة (70) على وجه يجعل الإشارة إلى عبارة القانون إشارة إلى جهة لا صفة لها في التشريع ، سواء كانت هي المحاكم أو خلاف ذلك ، وذلك لأن إحالة الأمر للقانون لم تكن دون حكمة ، إذ أن التشريع بطبيعته يتميز بالعلانية والمستقبلية والخلو من المفاجآت ، وفي هذا ما يضمن تحقيق الهدف من المادة (70) وهو عدم رجعية القوانين الجزائية ، أما وضع سلطة تقرير الجريمة في يد القاضي فإنّ من شأنه أن يهدر ذلك الحق نظراً إلى ما قد يحمله قرار القاضي من مفاجآت ، بسبب أنّ تلك القرارات ترد بطبيعتها على مسائل وقعت قبل ذلك القرار ، وحيث أنه لا ينبغي تفسير القانون بما يتعارض مع الحقوق الدستورية فإنّ القانون الذي كان ينبغي أن يحدد الجرائم طبقاً للمادة (70) من دستور سنة 1973 الملغي هو التشريع ـ راجع في هذا التعريف عبارة ( قانون ) في قانون تفسير القوانين والنصوص العامة ـ فإذا خلا القانون العقابي الشامل ، فيما رأيناه ، عن أي نص صريح على جريمة الردة ، فهل كان من شأن نص المادة (3) من قانون أصول الأحكام ما يجعل تلك الجريمة منصوصاً عليها بطريقة أو بأخرى ؟؟ .. إن مما لا جدال عليه أنّ قانون أصول الأحكام لا يشتمل هو الآخر على نص صريح على جريمة اسمها الردة ، أو حتى أية جريمة أخرى ، إذ أنّ ذلك القانون ليس قانوناً عقابياً من حيث المبدأ ، إلاّ أنّ ما أدى إلى هذا الخلط هو أنّ المادة (3) من ذلك القانون أضفت على المحكمة سلطة غير مألوفة في استحداث المباديء غير المنصوص عليها ، ويبدو أنه ما من أحـدٍ وقـف يتأمل فيما إذا كان في ذلك ما يضفي على المحاكم سلطة تشريعية فيما يتعلق بإستحداث جرائم خلافاً للمبدأ المقرر فقهاً ونصاً من عدم رجعية القوانين العقابية ، وما إذا كانت السلطة الممنوحة للقضاة على الوجه الذي نصت عليه المادة (3) مما يمكن أن يغني عن النص الصريح أو يقوم مقامه بما يجعلها متسقة مع نص المادة (70) من الدستور ؟ الصريح الصادر من جهة تشريعية مختصة دون غيره وما كان ليغني عنه نص مبهم في قانون صدر متزامناً مع قانون عقوبات شامل لم يترك شاردة ولا واردة ومع ذلك لم يجرؤ على النص على جريمة خطيرة كجريمة الردة كانت هي الأولى بالنص الصريح فيما لو كان المشرع راغباً حقاً في ذلك ، جاداً في توجهه ونهجه وواعياً بمنهجه .. إنّ ما تقدم يحكم تطبيق المادة (3) من قانون أصول الأحكام عموماً ، وفي أية حالة كانت عليها الدعوى الجنائية ، غير أنّ تطبيق هذه المادة في مرحلة التأييد بإضافة تهمة جديدة لم يتم توجيهها في مرحلة المحاكمة يضيف عيباً جديداً هو أنّ إشتطاط المحكمة لا يكون قد وقف عند حد إغفال التقاليد القضائية التي سادت هذه البلاد عبر السنين الطويلة فحسب ، وإنما أيضاً يكون قد إمتد إلى مخالفة النصوص الصريحة لقانون الإجراءات الجنائية الذي يحكم إجراءات التأييد ، إذ لا سند في المادة (23 من ذلك القانون والتي تحدد سلطات جهة التأييد لما اتخذته محكمة الإستئناف من إجراء .. على أنّ محكمة الإستئناف لم تكن عابئة فيما يبدو بدستور أو قانون إذ أنها جعلت من إجراءات التأييد ، التي ظلت تمارسها المحاكم المختصة في سماحة وأناة وبغرض مراجعة الأحكام مراجعة دقيقة وشاملة ، محاكمة جديدة قامت فيها المحكمة بدور الخصم والحكم مما حجبها عن واجبها ، حتى بفرض صحة توجيه تهمة جديدة في هذه المرحلة ، في أن تعيد الإجراءات مرة أخرى لمحكمة أول درجة لإعادة المحاكمة بموجب التهمة الجديدة وذلك فيما تقضي به المادة (238/هـ) من القانون أو أن تتجه إلى سماع المحكوم عليهم بنفسها وفاء بواجبها في ذلك بموجب المادة (242) من القانون ذاته ، التي ، وإن كانت ترد في صيغة سلطة تقديرية ، إلاّ أنها تأخذ شكل الإلزام عندما يكون السماع ضروياً ، ولا نرى ضرورة توجب السماع أكثر من أن يكون الحكم الذي تقرر المحكمة إصداره بالردة عقوبتها الإعدام .. ومهما كان من أمر النصوص القانونية فإنّ سماع المتهم قبل إدانته مبدأ أزلي لم يعد في حاجة إلى نص صريح بل تأخذ به كافة المجتمعات الإنسانية على إختلاف عناصرها وأديانها باعتباره قاعدة مقدسة من قواعد العدالة الطبيعية .. وقد كان منهج محكمة الإستئناف أكثر غرابة حين استندت في حكمها على مسائل ليس من شأنها أن تقوم مقام الأدلة التي يجوز قبولها قانوناً ، ومن ذلك ما أشارت إليه تلك المحكمة من الأقوال (( المعروفة للناس عامة )) والأفعال (( الكفرية الظاهرة )) في ترك الصلاة وعدم الركوع والسجود ، وما إلى ذلك مما لا يتعدى في أحسن حالاته الأقوال النقلية والعلم الشخصي وليس في أي منهما ما يرقى إلى الدليل المقبول شرعاً ـ راجع المادتين (16) و (35) من قانون الإثيات لسنة 1983 .. ولم تكتف المحكمة في مغالاتها بهذا القدر وإنما تعدته إلى الإستدلال بقرارات وآراء جهات لا سند في القانون للحجية التي أضفتها المحكمة على إصداراتها .. أما حكم محكمة الإستئناف الشرعية العليا الذي عولت محكمة الإستئناف الجنائية عليه كثيراً ، فإنما يستوقفنا فيه أنه حكم وطني يلزم استبيان حجيته نظراً إلى ما يمكن أن تثيره طبيعته الوطنية من تساؤل حول تلك الحجية ، والحكم المشار عليه صدر في 18/11/1968 في القضية رقم 1035/68 حيث قضت محكمة الإستئناف الشرعيى العليا بالخرطوم بإعلان محمود محمد طه مرتداً .. وأول ما تجدر ملاحظته في شأن ذلك الحكم أنه صدر حسبة كما وقع غيابياً ، والسؤال الذي يفرض نفسه هو ما إذا كان في ذلك الحكم ما يقوم مقام الحكم الجنائي بالردة ؟؟ .. في تقديرنا أنّ الإجابة القطعية أن ذلك الحكم لا يستحق هذه الصفة وذلك لأنّ المحاكم الشرعية ، ومن بينها محكمة الإستئناف الشرعية العليا في ذلك الوقت ، لم تكن تختص بإصدار أحكام جنائية ، بل كانت إختصاصاتها مقتصرة على مسائل الأحوال الشخصية للمسلمين من زواج وطلاق وميراث وما إلى ذلك مما كانت تنص عليه المادة الخامسة من قانون المحاكم الشرعية لسنة 1967 الساري وقتئذ .. ولعل أبلغ دليل على عدم إختصاص المحكمة الشرعية فيما أصدرته من حكم أنّ ذلك الحكم جاء غيابياّ فما نحسب أنّ محمود محمد طه كان حصيناً من سلطة الإجبار التي كانت تتمتع بها المحكمة فيما لو كانت محكمة ذات إختصاصات جنائية ، كما يقف دليلاً على عدم الإختصاص أنّ المحكمة لم تجد سبيلاً لتنفيذ الحكم ، لا في ذلك الوقت ، ولا في أي وقت لاحق وهو ما لم يكن يحول دونه غياب المحكوم عليه خاصة وأنّ للحكم عقوبة مقررة شرعاً هي أعلى مراتب العقوبات المدنية .. ونخلص من كل ما تقدم إلى أن إجراءات محكمة الإستئناف الجنائية في إصدار حكم الردة في مواجهة محمود محمد طه ورفاقه كانت ، للأسباب التي سبق تفصيلها ، جاحدة لحقوق دستورية وقانونية شرعت أصلاً لكفالة محاكمة عادلة .

    أما السلطة العامة لتلك المحكمة في تأييد أحكام المحاكم الجنائية التي تم تشكيلها بموجب المادة (16/أ) من قانون الهيئة القضائية لسنة 1405هـ فقد نص عليها القرار الجمهوري رقم (35) لسنة 1405هـ .. ومن الناحية العامة فإنّ ذلك ، وفيما نوهنا به من قبل ، قرار يتحمل وزره من أصدره ، على أنه ينبغي النظر إلى سلطة التأييد تلك من زاويتين ، أولاهما مدى سلامة القرار الجمهوري في هذا الشأن ، وثانيتهما أثر ذلك في عدالة الإجراءات التي تمت بممارسة تلك السلطة .. وبالنظر إلى الأمر من الزاوية الأولى يبين أن المادة (1 من قانـون الهيئة القضائية لسنة 1405هـ التي كانت تصلح سنداً لتشكيل محاكم الإستئناف الجنائية كانت تنص على ما يلي : ( تستأنف أحكام وقرارات المحاكم الجنائية المكونة بموجب المادة (16/أ) من هذا القانون أمام محكمة الإستئناف التي يحددها قرار التكوين ويحدد إجراءاتها ) .. وقد نص القرار الجمهوري رقم (35) ـ وهو قرار التكوين المشار إليه ـ في الفقرة (ز) من المادة (3) منه على ما يلي : ( تتولى محكمة الإستئناف التوصية لرئيس الجمهورية بشأن أحكام الإعدام والرجم قبل رفعها للتأييد ) .. والسؤال الذي يثيره هذان النصان هو ما إذا كان فيهما ما يضفي على محكمة الإستئناف سلطة في تأييد الأحكام تطغى على سلطة المحكمة العليا في هذا الشأن والمنصوص عليها في المادة (234) من قانون الإجراءات الجنائية ؟؟ .. والإجابة على ذلك تعتمد ، في المقام الأول ، على ما إذا كان منح مثل هذه السلطة مما يدخل في معنى عبارة ( تحديد الإجراءات ) الواردة في المادة (1 المذكورة ؟؟ .. وفي تقديرنا أنه من الجائز عموماً أن ينطوي تحديد الإجراءات على منح بعض السلطات التي قد تكون ضرورية ولازمة في معرض تلك الإجراءات إلاّ أنه من غير المتصور أن تمتد تلك السلطات إلى مستوى يشكل تغولاً واعتداءً على جهات تستمد صلاحياتها من القانون نفسه ، وعلى وجه الخصوص فإننا نرى أنه ليس من شأن السلطات الممنوحة على هذا الوجه أن تسلب محكمة أعلى مقاماً كالمحكمة العليا من صلاحيلتها التي يقررها قانون نافذ لا يقل درجة عن القانون المانح لتلك السلطات ، بل ومن الدستور نفسه وهو مصدر القوانين والسلطات ، فالقول بخلاف ذلك ينتهي إلى نتيجة غير مستساغة هي أن السلطات المقررة للمحكمة العليا عرضة للمصادرة بتشريع فرعي أو قرار تنفيذي ، وهو ما لايجد سنداً ، لا في نص صريح ، ولا في المباديء العامة للشرعية .. على أنه ، ومهما كان وجه الرأي بشأن سلطات محكمة الإستئناف الجنائية ، فإنه طالما ظلت المادة (234) من قانون الإجراءات الجنائية قائمة ونافذة ، فإنه كان ينبغي عرض الأحكام الصادرة ضد محمود محمد طه وزملائه على المحكمة العليا سواء قبل تأييدها في محكمة الإستئناف الجنائية أو بعد ذلك .. وإذا كان هذا هو التكييف القانوني للقرار الذي منحت به محكمة الإستئناف سلطة تأييد الأحكام ، فإن لذلك القرار وجهاً آخر ذا أثر خطير ومباشر في تأييد حكم الإعدام في حق المحكوم عليهم ومن بعد ذلك في تنفيذ ذلك الحكم على أحدهم وهو محمود محمد طه .. ففي هذا الشأن لم تقتصر مخالفات محكمة الإستئناف ، التي استقلت بسلطة التأييد ، في إصدار حكم الردة ، وإنما امتدت إلى تأييد أحكام الإعدام التي صدرت ترتيباً على الإدانة بموجب قانوني العقوبات وأمن الدولة ، وهذا التأييد ، وإن كان محمولاً على أسباب هي في ظاهرها إقتناع المحكمة بثبوت الإدانة وتناسب العقوبة ، إلاّ أنه في واقع الأمر محمول على الردة التي استحوزت على جل ، إن لم يكن كل ، اهتمام محكمة الإستئناف الجنائية .. وقد ترتب على إستقلال محكمة الإستئناف بسلطة التأييد أن فات على المحكمة العليا ليس فقط حصر الإدانة ، إن كان ثمة ما يسندها ، في الإتهامات الموجهة بموجب قانوني العقوبات وأمن الدولة دون غيرهما ، وإنما أيضاً أن تقصر العقوبة على ما كان يتناسب وفعل المحكوم عليهم وهو فيما نعلم لا يتعدى إصدار منشور يعبر عن وجهة نظر الجمهوريين في قوانين كانت وما زالت محلاً للآراء المتباينة على الساحتين المحلية والدولية ، مما لايعدو أن يكون مخالفة شكلية ـ إن كانت كذلك أصلاً ـ لا تتناسب عقوبة الإعدام جزاءً لها .. غير أن محكمة الإستئناف ، وفي محاولة متعجلة لربط الفعل بقناعتها المسبقة في ردة المحكوم عليهم ، إنتهت إلى تأييد حكم الإعدام كعقوبة ( شاملة ) كما أسمتها .. على أن الآثار المترتبة على حجب الإجراءات عن المحكمة العليا وحصرها في محكمة الإستئناف إتخذت شكلها المأساوي حين تم تنفيذ حكم الإعدام على محمود محمد طه بإغفال تام لنص المادة (247) من قانون الإجراءات الجنائية ، التي تحظر تنفيذ حكم الإعدام على من جاوز السبعين من العمر ، رغم أنه كان من الثابت أنه جاوز السبعين من عمره وقتئذ .. ولعلنا لا نتجنى على الحقيقة لو أننا قلنا أن تنفيذ الحكم ما كان ليتم لولا أن محكمة الإستئناف أضافت الإدانة بالردة ، وهو ما لم يكن ليصدر أصلاً فيما لو كانت الإجراءات قد عرضت على المحكمة العليا بدلاً من أن تستقل محكمة الإستئناف بإجراءات التأييد لتنتهي إلى ذلك الحكم من خلال المخالفات القانونية والدستورية التي تناولناها فيما تقدم .

    هذا ما كان من أمر ما تم باسم القضاء ، أما ما صدر من رئيس الجمهورية السابق عند التصديق على الأحكام فإنه يكفي لوصفه أن نقرر أنه مجرد من أي سند في القوانين والأعراف ولا نرى سبباً للإستطراد فيه بأكثر من ذلك عما فيه من تغول على السلطات القضائية فقد كاد أن يعصف بها كلها من قبل ، على أنه ومن وجهة النظر القانونية البحتة ، فإنه ولما كان من الجائز قانوناً للرئيس السابق أن يصدر قراره في تأييد حكم الإعدام دون إبداء سبب لذلك ، فإن استرساله في الحديث ، على الوجه الذي كشف عنه البيان المعروف والمدون ، لا يعدو أن يكون تزيداً لا أثر له في تقويم الحكم الذي تصدى لتأييده .. ولو كان لذلك البيان أثر يجدر ترتيبه عليه فهو فيما تضمنه من عبارات ربما كانت هي الأسباب الحقيقية لتقديم محمود محمد طه ورفاقه للمحاكمة .. ومذهب هيئة الإدعاء في هذا الشأن هو أن المحاكمة استهدفت محاكمة فكر الجمهوريين وتقييد حرياتهم السياسية والدينية وحظر نشاطهم إهداراً لحقوقهم الدستورية في كل ذلك .. وهذه المحكمة ، وإن كانت تجد أنه من العسيرعليها تفسير ما هو ثابت أمامها إلاّ في إطار ما ذهبت إليه هيئة الإدعاء ، إلاً أنها ، وفي ذات الوقت ، لا ترى في ذلك ما يتيح لها إصدار قرار جازم في هذا المعنى ، لا سيما وأنّ إقرارات النائب العام في هذا الشأن تتجاوز صلاحياته ـ كممثل قانوني للحكومة في صفتها المعنوية ـ لتشمل مسائل تتعلق بها مسئوليات شخصية أخرى لا يمثلها النائب العام .. ولما كان الحكم الصادر في حق المدعيين مشوباً بكل العيوب التي تم تفصيلها فيما تقدم ، فإنّ إجراءات ما سميت بالإستتابة تكون قائمة على غير ما ضرورة قانونية فضلاً عن إفتقارها لأي سند صريح أو ضمني من القانون ، غير أنه يجمل أن نقرر من باب الإستطراد أنّ تلك الإجراءات وقعت بقهر بيّن للمحكوم عليهم نظراً إلى الظروف التي تمت فيها حيث لم يكن من المتصور عقلاً أن يمتنع المحكوم عليهم عن إعلان التوبة التي طلبت منهم وسيف الإعدام مشهور في وجوههم ، وحيث أنّ حكم الردة قد وقع باطلاً كما سبق تقريره ، فإنه يترتب على ذلك بداهة أن تكون التوبة التي وقعت بالإكراه خالية من أي معنى هي الأخرى .. وحيث أن المسائل التي أثارتها هذه الدعوى مما لم يكن من المتاح التصدي له ، في إطار قواعد الإجراءات السارية حالياً ، إلاّ من خلال دعوى دستورية ، ودون أن يكون في ذلك ما يخل بمبدأ حجية الأحكام فيما تتوفر له شروط تطبيق ذلك المبدأ ، فإن هذه الدائرة تقرر ، تأسيساً على ما تقدم بيانه ، أن الحكم الصادر من محكمة الإستئناف الجنائية بالخرطوم في حق محمود محمد طه ورفاقه بتاريخ 15/1/1985 صدر بإهدار لحقوقهم التي كانت تكفلها لهم المواد (64) و (70) و (71) من دستور السودان لسنة 1973 الملغي .. أما ما ترتب على ذلك من أحكام بالإعدام فقد ألغيت في مواجهة جميع المحكوم عليهم فيما عدا والد المدعية الأولى ، ورغم ما شابتها من مخالفات للقانون وللدستور ، فقد أصبحت حقائق في ذمة التاريخ ، تقع المسئولية عنها سياسية في المقام الأول ، ولم يعد من الممكن إستدراك كثير من النتائج التي ترتبت على كل ذلك ، إلاّ ما بقي منها دون نفاذ ، كما لم يعد من المتاح النظر إلى الوراء إلاّ لأغراض العظة والعبرة ، فلم يعد من الميسور بعث حياة وئدت مهما بلغت جسامة الأخطاء التي أدت إلى ذلك ، كما أصبح من الصعب ـ إن لم يكن من المستحيل ـ العثور على جثمان أخفي بترتيب دقيق .. بيد أنه يبقى أمر جوهري هو أن للمدعيين حقاً في الحصول على إعلان بالحقائق المتعلقة بهذه المحاكمة التاريخيـة ، وإن كان على ذلك الحـق من قيـد فإنه إنما ينشأ من طبيعـة الإجراءات القضائية عموماً ، وما تقوم عليه هذه الإجراءات ، وعلى وجه الخصوص في مثل هذه الدعوى ، من شكل هو بدوره محدد ، في طبيعته ، وفي خصومه ، وما يصلح محلاً للتنفيذ في ضوء ذلك كله ، وعلى هدى من ذلك تقرر هذه الدائرة ما يلي :

    1/ إعلان بطلان الحكم الصادر في حق المواطنين محمود محمدة طه والمدعي الثاني في هـذه
    الدعوى من المحكمة الجنائية ومحكمة الإستئناف .

    2/ إلزام المدعين برسوم وأتعاب المحاماة في هذه الدعوى .).. إنتهت الحيثيات
    ,,,,,,,,,,
                  

01-05-2011, 05:05 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    و الاكثر ايلاماً كان في جلسة نظمها مجلس العموم البريطاني (المستعمر الذي ناهضها محمود سنيناً عدداً) في 30 يناير 1985 بعنوان الحزن و الاسى و التقدير في رثاء محمود و شجب الطريقة التي تم اغتياله بها
    و ترأسها السير غراهام توماس احد موظفي الحكم الثنائي في السودان الذين كان يقاتلهم محمود محمد طه

    و تحدث فيها اساطين السياسة الانجليزية امثال سيريل ثاومند عن حزب المحافظين البريطاني : "والجريمة التي تمثلت في شنق هذا الرجل المسن بهذه الطريقة البشعة ودون أن يحظى بمحاكمة عادلة هي جريمة تقلص من قيمتنا، نحن المجتمعين في هذه القاعة ومن قيمة كل إنسان يوجد على وجه البسيطة"

    و دونالد اندرسون الناطق الرسمي باسم حزب العمال الذي قال:
    (ان الذي سجنه البريطانين في سنة 1946 بتهمة الشغب هو ضحية أخرى في ساحة الشرف، ضحية أخرى تغتالها أيدي هذا النظام الديكتاتوري)

    و اللورد كارادون : ((إني سعيد بحضور هذا الإجتماع لأضم صوتي إلي نواب الأحزاب الثلاثة الذين عبروا أفضل تعبير عن مشاعري إزاء هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوداني في الثامن عشر من شهر يناير الماضى. وإني لأشعر بالأسى والحزن للأوضاع التي آل إليها السودان اليوم، هذا السودان الذي أحببت شعبه ولمست نبله)
    (إنني على يقين من أن هذا السودان سيسترجع أنفاسه وسيدب الأمل في جسده من جديد وإن غدا لناظره قريب)
    و السيد غردون مورنا من جنوب السودان
    و ممثل لكبير الاساقفة الانجليز
    و ممثل للجمهوريين

                  

01-05-2011, 05:09 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    تحياتي استاذ كمال
    المدهش هو قطع حسن مكي الجازم بان القضية سياسية و ليست فقهية و انهم يعرفون ذلك
    حين يستمر شيخهم في التبرير لجريمة قتل محمود باعتباره يحمل فكراً ضد الدين

    Quote: قد عبر الدكتور حسن الترابي عن تأيدهم لإغتيال الأستاذ محمود في إجاباته على جريدة (الهدى) بتاريخ 9 جمادي الآخر 1405 فقال عن الأستاذ محمود "محمود محمد طه لا يعرفه أهل السودان سياسياً" !! ، "لأن دعوته دينية ، لأنه رجل له قضية ، و قضيته ضد الدين الذي تعرفونه من الإسلام في الضرورة"
                  

01-05-2011, 05:28 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    ,,,,,,,,,,,,,
                  

01-05-2011, 07:02 PM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    أنعكشكما الله يا أمجد وكمال على هذه الجرعة اللطيفة في هذه الايام الحرجة
                  

01-05-2011, 09:17 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: د.أحمد الحسين)


    دراسات سودانية :الرأسمالية ليست اصلاً في الاسلام
    محمود محمد طه

    الرق ليس أصلا في الإسلام
    فالأصل في الإسلام الحرية ، ولكنه نزل على مجتمع الرق فيه جزء من النظام الاجتماعي والاقتصادي . وهو مجتمع قد ظهر عمليا أنه لا يحسن التصرف في الحرية ، مما أدى الى نزع قيام أفراده بأمر أنفسهم ، وجعل ذلك إلى وصي عليهم ، وقد رأينا أن هذا أدى الى شرعية الجهاد . ومن أصول الجهاد في سبيل الله أن يعرض المسلمون على الكفار أن يدخلوا في الدين الجديد ، فإن هم قبلوه ، وإلا فأن يعطوهم الجزية ، ويعيشوا تحت حكومتهم ، مبقين على دينهم الأصلي ، آمنين على أنفسهم . فإن هم أبوا عليهم هذه الخطة أيضا ، حاربوهم ، فإذا هزموهم اتخذوا منهم سبايا ، فزاد هؤلاء في عدد الرقيق السابق للدعوة الجديدة .
    والحكمة في الاسترقاق تقوم على قانون المعاوضة . فكأن الانسان عندما دعي ليكون عبداً لله فأعرض ، دل إعراضه هذا على جهل يحتاج إلى فترة مرانة ، يستعد أثناءها للدخول ، عن طواعية ، في العبودية لله ، فجعل في هذه الفترة عبدا للمخلوق ليتمرس على الطاعة التي هي واجب العبد . والمعاوضة هنا هي أنه حين رفض أن يكون عبداً للرب ، وهو طليق ، وأمكنت الهزيمة منه ، جعل عبدا للعبد ، جزاء وفاقا . (( ومن يعمل ، مثقال ذرة ، شرا ، يره )) .
    وهكذا أضاف أسلوب الدعوة إلى الإسلام ، الذي اقتضته ملابسة الوقت ، والمستوى البشري ، إلى الرق الموروث من عهود الجاهلية الأولى ، رقا جديدا ، ولم يكن من الممكن ، ولا من الحكمة ، أن يبطل التشريع نظام الرق ، بجرة قلم ، تمشيا مع الأصل المطلوب في الدين ، وإنما تقتضي حاجة الأفراد المسترقين ، ثم حاجة المجتمع ، الاجتماعية ، والاقتصادية ، بالإبقاء على هذا النظام ، مع العمل المستمر على تطويره ، حتى يخرج كل مسترق ، من ربقة الرق ، إلى باحة الحرية . وفترة التطوير هي فترة انتقال ، يقوى أثناءها الرقيق على القيام على رجليه ليكسب قوته من الكدح المشروع ، وسط مجتمع تمرن أيضا ، أثناء فترة الانتقال ، على تنظيم نفسه بصورة لا تعتمد على استغلال الرقيق ، ذلك الاستغلال البشع الذي يهدر كرامتهم ، ويضطهد آدميتهم ، والذي كان حظهم التعس إبان الجاهلية .
    وهكذا شرع الإسلام في الرق ، فجعل للرقيق حقوقا وواجبات ، بعد أن كانت عليهم واجبات ، وليست لهم حقوق . ثم جعل الكفارات ، والقربات ، بعتق الرقاب المؤمنة ، السليمة ، النافعة . وأوجب مكاتبة العبد الصالح الذي يستطيع أن يفدي نفسه ، وأن يعيش عيشة المواطن الصالح . وهو في أثناء ذلك يدعو إلى حسن معاملتهم فيقول المعصوم (( خولكم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تطعمون ، وأكسوهم مما تلبسون )) .


    الرأسمالية ليست أصلا في الإسلام

    والأصل في الإسلام شيوع المال بين عباد الله ، فيأخذ كل حاجته ، وهي زاد المسافر . وذلك أمر يلتمس تطبيقه في حياة المسلم الوحيد في تلك الفترة ، وهو النبي . ولكن الإسلام نزل على قوم لا قبل لهم به ، فلا يعرفون إلا أن المال مالهم . وهم لم تكن عليهم حكومة تجعل على مالهم هذا وظيفة يؤدونها ، ولذلك فقد شقت على نفوسهم الزكاة التي جعلت على أموالهم ، وكانت ، لـدى التحاق النبي بالرفيق الأعلى ، السبب المباشر في الردة . وفي حقهم يقول تعالى (( إنما الحياة الدنيا لعب ، ولهو ، وإن تؤمنوا ، وتتقوا ، يؤتكم أجوركم ، ولا يسألكم أموالكم  إن يسألكموها فيحفكم ، تبخلوا ، ويخرج أضغانكم  هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله ، فمنكم من يبخل ، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ، والله الغني ، وأنتم الفقراء ، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم )) قوله (( إنما الحياة الدنيا لعب ، ولهو )) يعني فترة غفلة ، وجهالة ، لا تحتمل مسئولية الرجال . وقوله (( وإن تؤمنوا )) يعني بالله ، ورسوله ، (( وتتقوا )) يعني الكفر ، والشرك ، والكبائر ، (( يؤتكم أجوركم )) يعني ثواب هذه الأعمال .. قوله (( ولا يسألكم أموالكم )) يعني كلها في الصدقة ، قوله (( إن يسألكموها فيحفكم ، تبخلوا )) يعني إن يسألكم في الصدقة كل أموالكم تبخلوا عن طاعة هذا الأمر الشاق على نفوسكم ، وقوله (( ويخـرج أضغانكم )) يعني يظهر ما تنطوي عليه صدوركم من حب المال ، وضعف اليقين ، وكمون الشرك . قوله (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم )) فيه اشارة لطيفة جدا إلى المسلمين الذين يجيئون بعد المؤمنين ، ثم يكونون خيرا منهم . وهذا السبب هو الذي جعل تشريع الإسلام في المال دون حقيقة مراده ، وذلك تخفيفا على الناس ، وتدريجا لهم ، ودرء للمشقة عن نفوس أحضرت الشح . وهكذا جاءت الزكاة ذات المقادير وجعلت ركنا تعبديا في حقهم ، وذلك بمحض اللطف . يضاف إلى الاعتبار الفردي اعتبار آخر ، هو أن شمس الاشتراكية لم تكن قد أشرقت على عالم يومئذ بعد .


                  

01-05-2011, 09:20 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)


    دراسات سودانية: المساواة السياسية(الديموقراطية)
    محمود محمد طه


    ولن نتحدث عن الديمقراطية بتطويل هنا ، فإن موعدنا بذلك السفر الذي سيخرج باسم (( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) فكما أن الاشتراكية هي ثمرة النزاع الطويل بين (( العندهم والماعندهم )) في الصعيد المادي ، فإن الديمقراطية هي أيضا نتيجة الصراع بين (( العندهم والماعندهم )) في الصعيد السياسي ، وهي تبتغي أن يكون الناس شركاء في السلطة ، كما هم شركاء في خيرات الأرض . والديمقراطية صنو الاشتراكية .. وهما معا يمثلان جناحي المجتمع .. فكما أن الطائر لا يستقل في الهواء على جناح واحد ، فكذلك المجتمع ، لا يستقل بغير جناحين من ديمقراطية واشتراكية . ولقد ظهرت الديمقراطية قبل الاشتراكية ، ذلك لأن الاشتراكية تحتاج إلى وعي جماعي أكثر مما تحتاجه الديمقراطية التي قد تقوم في بدايتها على قلة من المثقفين .. ثم إن الاشتراكية تحتاج ، كمقدمة لها ، إلى الرأسمالية النامية الغنية .. وهي أيضا وليدة الآلة، فلم يكن من الممكن أن تتقدمها .. ولم تجئ الآلة إلا مؤخرا .. هذا الحديث يعني الاشتراكية العلمية .. أما الاشتراكية الساذجة ، البدائية ، فإن نشأتها بعيدة في التاريخ ..
    ولدت الديمقراطية في بلاد الاغريق ، وفي أثينا بالذات . وقـد كانت أثينا أرقى مدن الاغريق ثقافة . وكانت كل مدينة من تلك المدن حكومة قائمة بذاتها .. ولما كانت الدول الاغريقية التي تمثلها المدن صغيرة فقد كان من السهل على الشعب أن يمارس الحكم مباشرة عن طريق اجتماع أفراده ، وكانت ديمقراطيتهم بذلك الديمقراطية المباشرة التي لا تحتاج إلى مجلس نيابي ، ولا إلى مجلس تنفيذي ، على النحو الذي عرف مؤخرا ، وهي لم تكن تقوم على موظفين دائمين ، وإنما كان الموظفون ينتخبون كل عام .. وكثيرا ما كان الانتخاب يجري بالاقتراع ، وكان أهل أثينا يعتقدون أن الاشتراك في مناقشة ، وسياسة الشئون العامة ، حق لكل مواطن ، وواجب عليه ، (( لم يكونوا يعتبرون النساء والعبيد من المواطنين )) ، وكان بركليس أعظم الخطباء المتكلمين باسم الديمقراطية الأثينية ، وفي خطابه المعروف باسم خطبة الجنازة ، التي ألقاها في مناسبة الاحتفال الشعبي بدفن الذين قتلوا في الحرب ضد اسبارطة عام 430 قبل الميلاد ، قال في تصوير هذه الديمقراطية : (( إنما تسمى حكومتنا ديمقراطية لأنها في أيدي الكثرة دون القلة وإن قوانيننا لتكفل المساواة في العدالة للجميع ، في منازعاتهم الخاصة ، كما أن الرأي العام عندنا يرحب بالموهبة ويكرمها في كل عمل يتحقق ، لا لأي سبب طائفي ، ولكن على أسس من التفوق فحسب ، ثم إننا نتيح فرصة مطلقة للجميع في حياتنا العامة ، فنحن نعمل بالروح ذاتها في علاقاتنا اليومية فيما بيننا . ولا يوغرنا ضـد جارنا أن يفعل ما يحلو له ولا نوجه إليه نظرات محنقة ، قد لا تضر ، ولكنها غير مستحبة )) .
    (( ونحن نلتزم بحدود القانون أشد التزام في تصرفاتنا العامة ، وإن كنا صرحاء ودودين في علاقاتنا الخاصة . فنحن ندرك قيود التوقير : نطيع رجال الحكم والقوانين ، لا سيما تلك القوانين التي تحمي المظلوم ، والقوانين غير المكتوبة التي يجلب انتهاكها عارا غير منكور . ومع ذلك فإن مدينتنا لا تفرض علينا العمل وحده طيلة اليوم . فما من مدينة أخرى توفر ما نوفره من أسباب الترويح للنفس - من مباريات وقرابين على مدار السنة ، ومن جمال في بيئتنا العامة ، يشرح الصدر ، ويسر العين ، يوما بعد يوم ، وفوق هذا فإن هذه المدينة من الكبر والقوة بحيث تتدفق عليها ثروة العالم بأسره ، ومن ثم فإن منتجاتنا المحلية لم تعد مألوفة لدينا أكثر من منتجات الدول الأخرى . ))
    (( إننا نحب الجمال دون اسراف ، والحكمة في غير تجرد من الشجاعة والشهامة ، ونحن نستخدم الثروة ، لا كوسيلة للغرور والمباهاة ، وإنما كفرصة لأداء الخدمات . وليس الاعتراف بالفقر عيبا ، إنما العيب هو القعود عن أي جهد للتغلب عليه . ))
    (( وما من مواطن أثيني يهمل الشئون العامة لإغراقه في الانصراف إلى شئونه الخاصة . والشخص الذي لا يعنى بالشئون العامة لا نعتبره (( هادئا وادعا )) وإنما نعتبره غير ذي نفع . ))
    (( وإذا كانت قلة منا هم الذين يرسمون أية سياسة ، فإنا جميعا قضاة صالحون للحكم على هذه السياسة . وفي رأينا أن أكبر معوق للعمل ، هو نقص المعلومات الوافية - التي تكتسب من النقاش قبل الاقدام - وليس النقاش ذاته )) . هذا ما قاله بركليس في تصوير الديمقراطية الأثينية وهو تصوير طيب .. ولقد أخذت الديمقراطية من أيام أثينا تنمو وتتطور وتتباين في ذلك في مختلف أرجاء العالم ، ولكنها تنبع في كل مكان من مبادئ تحاول أن تبينها بوضوح كنهج متميز وفذ من مناهج الحياة .. نهج للحياة يعترف بكرامة الإنسان ، ويحاول أن يقيم تصريف الشئون الإنسانية وفق العدل ، والحق ، وقبول الشعب .. ولقد وصلت مرحلة تطوير الديمقراطية الحديثة إلى مبادئ يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:-
    1ـــ الإعتراف بالمساواة الأساسية بين الناس.
    2ـــ قيمة الفرد فوق قيمة الدولة .
    3ـــ الحكومة خادمة الشعب .
    4ـــ حكم القانون .
    5ـــ الاسترشاد بالعقل ، والتجربة ، والخبرة .
    6ـــ حكم الأغلبية ، مع تقديس حقوق الأقلية .
    7ـــ الاجراءات أو الوسائل الديمقراطية تستخدم لتحقيق الغايات في الدولة الديمقراطية .
    فليست الاجراءات ولا الأجهزة الديمقراطية غاية في ذاتها ، وإنما هي وسيلة إلى غاية وراءها .. فليست الديمقراطية أن تكون لنا هيئة تشريعية ، وهيئة تنفيذية ، وهيئة قضائية ، وإنما جميع أولئك وسائل لتحقيق كرامة الانسان .. فإن الديمقراطية ليست أسلوب حكم فحسب ، وإنما هي منهاج حياة ، الفرد البشري فيه غاية ، وكل ما عداه وسيلة إليه ، ولا يجد أسلوب الحكم الديمقراطي الكرامة التي يجدها عند الناس إلا من كونه أمثل أسلوب لتحقيق كرامة الانسان .
    وفي النهج الديمقراطي الحاضر خطأ هو أقل من الخطأ الذي تورطت فيه الشيوعية الماركسية بكثير ، ولكنا رغم ذلك لن نسترسل في استقصائه هنا وإنما نتركه إلى حينه في سفر (( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) .
    وإنما تجئ كرامة الانسان من كونه أقدر الأحياء على التعلم والترقي ، وإنما تجئ كرامة الديمقراطية من كونها ، كأسلوب للحكم أقدر الأساليب لاتاحة الفـرص للانسان ليبلغ منازل كرامته وشرفه ، وإنما يتعلم الإنسان من أخطائه ، وتلك هي الطريقة المثلى للتعليم .. ففي الدكتاتورية تمنع الحكومة الفرد من أن يجرب ، أو يعمل بنفسه ، وبذلك تعطل نموه الفكري والعاطفي والخلقي ، لأن كل أولئك إنما يتوقف نموه على ممارسة العمل ، وتحمل مسئولية الخطأ في القول ، وفي العمل ، ثم التعلم من الخطأ .. وعلى العكس من الديكتاتورية ، نجد أن الديمقراطية قائمة على الحق في ارتكاب الأخطاء ، وهذا ليس معناه الرغبة في الخطأ من أجل الخطأ، وإنما اعترافا بأن الحرية توجب الاختيار بين السبل المختلفة للعمل . ولا يمكن للإنسان أن يكون ديمقراطيا حقا دون أن يتعلم كيف يختار ، وأن يحسن الاختيار في ذلك ، وأن يصحح ، باستمرار ، خطأ الاختيار الذي يبدو منه الفينة بعد الفينة . وفي واقع الأمر فان السلوك جميعه ، وممارسة الحرية برمتها ، إنما هي سلسلة من التصرف الفردي في الاختيار والتنفيذ .. أو قل في حرية الفكر ، وحرية القول ، وحرية العمل .. على شرط واحد هو أن الانسان يتحمل نتيجة خطئه في القول ، وفي العمل ، وفق قانون دستوري .
    فالديمقراطية هي حق الخطأ .. وفي قمة هذا التعريف جاء حديث المعصوم (( إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم . ))
    ومن كرامة الانسان عند الله أن الحرية الفردية لم يجعل عليها وصيا ، حتى ولو كان هذا الوصي هو النبي على رفعة خلقه وكمال سجاياه . فقد قال تعالى في ذلك (( فذكر إنما أنت مذكر  لست عليهم بمسيطر )) ، والمعنيون هنا هم المشركون ، الذين رفضوا عبادة الله ، وعكفوا على الأصنام ، يعبدونها ، ويتقربون إليها بالقرابين ، والمنهي عن السيطرة عليهم هو الرسول محمد ، الذي لم يـرد علوا في الأرض ، والذي قال تعالى عنه (( وإنك لعلى خلق عظيم )) .. ومن هذا نأخذ أنه ليس هناك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين . وأن ثمن الحرية الفردية هو دوام السهر الفردي عليها .. وفي الحق أن الحرية الفردية حق أساسي يقابله واجب هو حسن التصرف في ممارستها . ولما كان مجتمع المؤمنين قاصرا عن الارتفاع إلى ممارسة الحرية الفردية في الاختيار والعمل فقد جعل النبي وصيا عليهم ليعدهم لتحمل مسئولية الحرية الفردية المطلقة ، وهو أثناء وصايته عليهم يصر على إعطائهم حق الخطأ ، كلما وسعه ذلك ، من غير أن يشق عليهم أو يعنتهم .. فهو بذلك إنما يعدهم لممارسة الديمقراطية حين يقوى عودهم ، ويستحصد عقلهم .. وبذلك أمر الله حين قال (( فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم ، واستغفر لهم ، وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله ، إن الله يحب المتوكلين )) .
    وهذه آية الشورى ، والشورى ، حيث وردت ، سواء في هذا الآية ، أو في قوله تعالى(( والذين استجابوا لربهم ، وأقاموا الصلاة ، وأمرهم شورى بينهم، ومما رزقناهم ينفقون )) فليست آيـة ديمقراطية ، وإنما هي آية تنزلت من آية الديمقراطية لتعد الناس ليستأهلوا الديمقراطية ، حين يجئ أوانها ..
    فالشورى ليست أصلا ، وإنما هي فرع ، وهي ليست ديمقراطية ، وإنما هي حكم الفرد الرشيد الذي يعد الأمة لتصبح ديمقراطية .. والأصل في الديمقراطية آيتا (( فذكر إنما أنت مذكر  لست عليهم بمسيطر )) .
    وبنفس هذا القدر، الزكاة ذات المقادير ليست اشتراكية ، وإنما هي رأسمالية .. وآيتها (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم ، وتزكيهم بها ، وصل عليهم ، إن صلاتك سكن لهم )) ليست أصلا ، وإنما هي فرع . والغرض وراءها إعداد الناس نفسيا ، وماديا ليكونوا اشتراكيين ، حين يجئ أوان الاشتراكية .. والآية الأصل ، التي تنزلت منها آية الزكاة ذات المقادير ، هي قوله تعالى : (( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو )) ولقد أسلفنا الإشارة إلى ذلك .
    ولما كانت الرسالة الثانية تقوم على الارتفاع من الآيات الفرعية إلى الآيات التي هي أصل ، والتي جرى منها التنزل إلى الفروع لملابسة الزمان ، ولملاءمة طاقة المجتمع ، المادية ، والبشرية ، فقد وجب الارتفاع بالتشريع ، وذلك بتطويره ليقوم على آيات الاصول ، وكذلك يدخل عهد الاشتراكية ، وعهد الديمقراطية . وينفتح الطريق إلى تحقيق الحرية الفردية المطلقة بالممارسة في مستوى العبادة ، ومستوى المعاملة . وهذه هي شريعة المسلمين .. شريعة الأمة المسلمة التي لما تأت بعد ، وقد أصبحت الأرض تتهيأ لمجيئها .. فعلى أهل القرآن أن يمهدوا طريقهم ، وأن يجعلوا مجيئهم ممكنا ، وميسرا ، وهذا ما من أجله كتب هذا الكتاب .


                  

01-05-2011, 09:20 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    عندما غنيت بمنزل الأستاذ محمود محمد طه ..
    عبدالرحمن بلاص
    كان ذلك أواخر عام 1978 وكانت مجلة الشباب والرياضة التي كان يرأس تحريرها الأستاذ حسن أحمد التوم تتأهب لإصدار عدد خاص بالذكرى الثالثة والعشرين للإستقلال.. والتي تصادف يوم الإثنين أول يناير عام 1979 واجتمعت هيئة التحرير ووضعت برنامجا وقسمت العمل.. وكنت وقتها متعاونا معها.. وكان عليّ أن أجري تحقيقا صحفيا مع بعض شخصيات ترك لي الخيار في تحديدها.. ووضعت أسئلتي وأنطلقت أجري وراءها.. وكانت أمكانها متفرقة في هذه العاصمة المتسعة.. وكانت الشخصيات التي وقع الإختيار عليها هم الأساتذة الإجلاء.. محمد عمر بسير – محمد ابراهيم ابو سليم.. الحاج عبدالرحمن.. حسن نجيلة.. عبدالله رجب.. محمود الفضلي.. ومحمود محمد طه.. وكانت الأسئلة هي:
    في الفترة التي شهدت كفاح الشعب السوداني الكبير من أجل نيل الإستقلال كانت هناك بالطبع تنبؤات وشيئا من التصور في أذهان قادتها واصحاب الرأي بين رجالها لما سوف يكون عليه وجه الحياة في السودان بعد ان يتحقق الاستقلال وينال التحرر وتكون الأمة قد تهيأت للعيش الكريم في نطاق الأسرة الدولية
    أ- بما انك عشت الفترة كأحد رجالاتها المؤثرين في مجرى احداثها.. يهمنا أن تحدثنا عن تصوركم في أثناء تلك الفترة لما سوف يكون عليه الحال بعد الاستقلال باثنتين وعشرين سنة..؟
    ب- وماذا ترى الآن من اختلاف بين التصوّر والواقع.. ما تحقق منه وما لم يتحقق.. ولماذا..؟
    عقب الإستقلال نشأ جيل جديد وتربى في ظل ظروف وملابسات تختلف كما وكيفا عما خبره الآباء والأجداد من ظروف وملابسات.. فما هي في نظرك أوجه الإختلاف الأساسية في العبقرية الخاصة التي تميّز جيل الآباء عن هذا الجيل..؟ وما هي ملاحظاتكم؟
    ولكي أصل الى الأستاذ محمود محمد طه كان علي أن أركب بكاسي الثورة بالنص وأنزل هناك حيث يقوم منزله بالحارة الأولى.. ووصلت وطرقت الباب وكان فاتحا بطبيعته.. وسمعت من الداخل صوتا يقول: تفضل
    وتفضلت ودخلت وعند منتصف الطريق للغرفة التي كان يجلس فيها جمع من الناس قابلني شاب.. وبعد السلام سألته عن الأستاذ فأشار الي أن أتبعه.. وعند مدخل الغرفة توقفت مسلما على الجميع.. ولأن الوجه بدا غريبا عليهم قام الأستاذ من مجليه وأتى مرحبا.. ولأنه أدرك أنني لا بد قادم من أجل أمر فانه قادني الى غرفة أخرى وأجلسني على كرسي وجلس هو على آخر وردد ترحيبه ولأنني كنت أعلم أن ظروف مثل هذه الشخصيات قد لا تسمح بالسؤال والجواب مباشرة فإنني كنت أكتب الأسئلة في ورق كنت أحمله معي لأتركه ورائي ليجيب عليه وقت فراغه.. وكنت أتوقع أن الأستاذ سيكون من هؤلاء لهذا وبعد أن أخبرته بغرض الزيارة ناولته الورقة التي عليها السؤالان وانتظرت اترقب.. وحين إفردها أمام عيونه وراح يقرأ فيها وجدتها فرصة لأتأمله مليا.. يا الله.. هذا الوجه ذو الشلوخ الستة.. والذي تبدو عليه الطيبة والوداعة وسماحة النفس ونقاء الروح.. فيه شبه كبير من أخوالي محمد حسين وسليمان واخوانهما وقامت في نفسي رغبة أن أشب واقفا واعانقه مرة وثانية وثالثة .. و.. فجأة رفع رأسه وطلب مني مهلة يومين لمشغوليات تنتظر الإنجاز.. فوافقت وصافحته وخرجت..
    وفي الوعد المحدد ذهبت وطرقت الباب وكان مفتوحا من أصله.. ولم انتظر هذه المرة لم يقول لي تفضل.. بل تفضلت من تلقائي.. ألم يعد المنزل منزل أحد أخوالي وقابلني بترحاب أكثر وأخبرني انه كتب أجوبته وان كل شيئ جاهز.. وتقدمني الى غرفته الخاصة وهو يكرر ترحيبه وبعد أن جلست ذهب هو الى كتاب ضخم كان موضوعا فوق منضدة صغيرة وأخذ منه أوراقا وناولني اياها وطلب مني مراجعتها حتى اذا غمض علي شيء أو صعب علي قراءة خطه أوضحه لي.. وبعد أن قرأت أجوبته ووجدت كل شيء على ما يرام ثنيت الأوراق وأدخلتها في جيبي.. وانتظرت وكان هو قد خرج من الغرفة اثناء قراءتي.. وبعد قليل جاء ومن خلفه كانت تسير كوكبة من الشابات والشبان وتوزعوا على الأماكن الشاغرة بالغرفة بعد أن صافحوني واحد وراء الأخرى.. وكانوا جميعهم يتظرون الي مما أربكني قليلا.. وخيّم علينا صمت لبرهة قطعه هو قائلا: أهلا بك في دارك.. في المرة السابقة ما كنا نعرف أنك انت الفنان عبدالرحمن بلاص بذاته لولا الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله الذي عرّفنا بك.. ولأننا من المعجبين بك وبأغاني التراث والأصالة التي ترددها فإننا نطلب منك الآن في رجاء صادق أن تسمعنا شيئا وسيعاونك هؤلاء الشبان والشابات.. وأشار بيده فهبت فتاة وضعت أمامي المنضدة.
    ولأن المفاجاة كانت مذهلة حقا.. ولأنني لوهلتي الأولى لم أصدق ما أسمع.. تنحنحت وأنا أبلع ريقي وقلت: نعم عبداللطيف عمر حسب الله هو أخي وابن قريتي السقاي ريفي مروي.. و.. سكت.. وتلفت حولي كم يطلب نجاة.. الا أن العيون التي كانت مصوّبة نحوي كانت كالسياج الذي لا يمكن تخطيه أو عبوره.. وكانت نظراتها ودودة ومشجعة.. فلم يكن أمامي من بد أو مهرب سوى أن أبدأ..وأخرجت المنديل من جيبي ومست حبات عرق كانت قد تجمعت على جبيني ووجهي ورقبتي من مباغتة الطلب.. وتوكلت.. وأدنيت الطربيزة مني أكثر.. وبدأت في الغناء.. غنيت أكثر من أربع أغنيات دفعة واحدة.. وكانت الشابات والشبان يؤلفون كورسا وكأنهم تدربوا على ذلك من قبل.. وعندما توقفت لأمسح ما شحّ مني من عرق توجه الأستاذ الي بشكره وامتنانه.. ومثلما غنيت لهم طلب من حواريه وطالباته أن يسمعوني شيئا من انشاد الجمهوريين وفعلا انشدوا وأجادوا.. فعزم علي أن أفطر معهم قبل رحيلي.. فأكلنا وشبعنا.. وخرجت من هناك الى الشارع والى المجلة رأسا لأحكي للأخوة والزملاء ما حدث.. بعضهم صدق ما قلت.. وبعضهم الآخر رفض أن يصدق.. ولكني أنا كنت سعيدا سعادتي يوم أن سجلت أول أغنية للإذاعة وذهبت لأستمع اليها وهي تذاع لأول مرة من ربوع السودان.
    و.. يا لها من ذكرى عزيزة تقفز الى الذاكرة كلما رأيت صورة الأستاذ أو قرأت موضوعا عنه منشورا بأحدى الصحف والمجلات.. ويا له من ألم ممعن ذلك الذي يجتاح النفس كلما تذكّر الواحد منا انه ذهب عن دنيانا اللئيمة نتيجة مؤامرة دنيئة إنسان رخيصة دبرتها جحافل الظلام والإظلام التي يزعجها ويغشى عيونها أي نور وضاء مثل هذا يسطع ويشع في سماء الفكر في بلادنا..
    ويا أيها الأستاذ الجليل.. لك الرحمة وذكرى استشهادك الرابعة تهل على قطرنا.. أما قتلتك فعليهم اللعنات حيثما حلوا.. ولا نامت لهم أعين.. ولا ارتاحت لهم ضمائر

    الخميس 16 رجب 1409 هـ - 23 فبراير 1989

    ballas.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-05-2011, 09:25 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عبدالله عثمان)

    مراحب استاذ عبدالله
    و ننتظر مساهماتك القيمة في هذا البوست

    أيُها المبعُوث فِينا

    فتحي الضَّـو

    يا أيها المبعوث فينا بالفكر الحُر، والمواقف الشجاعة، والسماحة النادرة، من ذا الذي غيرك يمكن أن يقول كلمة حق كهذه في وجه سلطان جائر (أنا أعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983 من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام، وأكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة، وشوهت الاسلام، ونفرت عنه.. يضاف إلى ذلك إنها وُضعت وأُستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله.. كما أنها هددت وحدة البلاد..هذا من ناحية التنظير. أما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً.. عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الاسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين. ومن أجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحُر والتنكيل بالمعارضين السياسيين).

    يصادف اليوم مرور ربع قرن على صدور الحكم الجائر باغتيال شهيد الفكر الإنساني الاستاذ محمود محمد طه. جاء ذلك وفق ما هو معروف بعد محكمة هزيلة شيعت القانون إلى مثواه الأخير قبل أن يترجل الفقيد الراحل على منصة الاعدام، ومن قبل أن يفتر فمه عن ابتسامة وضيئة هزمت الانتصار الزائف لقوى الشر وخفافيش الظلام. لم تستغرق تلك المحاكمة المهزلة – كما أطلق عليها الأخوان الجمهوريون – سوى دقائق معدودات لمحاكمة فكر نذر الاستاذ محمود له حياته لِما يُناهز النصف قرن. بل حتى لو استغرقت تلك المحكمة دهراً ما كان ذلك ليغير شيئاً في مواقفه الشجاعة التي أبداها يومذاك، لأنها لم تكن عفو الخاطر ولا وليدة اللحظة، فهي عبارة عن تراكمات لمواقف مماثلة في وجه كل سلطان جائر، سواء كان من المستعمرين الذين جثموا على صدر البلاد، أو من الحكام الوطنيين الذي ضلوا الطريق، وأعمتهم السلطة وغررت بهم، فما عادوا يميزون بين الحق والباطل، بين النور والظلام، بين الكرامة والإهانة!

    أن يجهر إنسان بقول الحق في وجه سلطان جائر، ذلك لعمري يمثل أعلى سنام الشجاعة والتحدي. فما أقسى أن يقول المرء لجلاديه أنهم غير مؤهلين فنياً، وما أصعب أن يقول الضحية لقاتله إنه ضعيف أخلاقياً، وما أجرأ أن يصم البريء المذنب بأنه مجرد خاتم في أصبع سلطة غاشمة تقلبه حيث تشاء. ولهذا لم تكن الكلمات التي عبر بها الاستاذ محمود محمد طه عن موقفه حيال تلك القوانين سيئة الصيت، تعابير إنشائية أو سجع يسلو المرء به نفسه. فأنظر – يا من يكاد يصرعك العجب – قوة هذه الكلمات في اللغة (شوهت ونفرت وهددت وأستغلت) ثمَّ هل هناك سقفاً أعلى في ذات اللغة أكثر من أن يقول المرء أن تلك القوانين صممت من أجل (إهانة وإذلال وإرهاب وتنكيل) الشعب، من ذا الذي يمكن أن ينطق بقول كهذا وهو يعلم أن حاكماً جاهلاً بأمور دينه ودنياه يتربص به ليقتله. حاكم ضرس اللغة العربية وهو يكشف عن ذاك التربص في تعليقه المقتضب على البيان التاريخي (هذا أو الطوفان) فيكتب (إنشاء الله) هكذا، وهو بالطبع يقصد (إن شاء الله). وكان يمكن أن يكون هذا الخطأ غير ذي بال، لولا أنه قال (إنه قضى الليل كله يقرأ في المراجع الدينية، ولم يجد للاستاذ مخرجاً) هل هناك استهانة بالفكر والمفكرين أكثر من هذا، مواطن مفكر يفني العمر كله بحثاً عن المعرفة، وحاكم جاهل يقضى ليلة واحدة ليبحث له عن مخرج!

    نحن لا نجتر تلك الكلمات التاريخية بعد مرور ربع قرن عليها من أجل ذكرى فرضت نفسها في التاريخ السوداني فحسب، ولكننا نقرأها بعين الحاضر ونتمعن فيها دروس الماضي ونستلهم من خلالها رؤى المستقبل. فعندما يقول الاستاذ محمود (إن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً) لابد وأن يتساءل الذين لم يشهدوا ذاك التاريخ المظلم: أين الثلاثي الذي تولى تلك المهمة المخزية الآن؟ الذي نعلمه ويعلمه المتابعون أن أحدهم وهو السيد النيل أبو قرون كاد أن يشرب من نفس كأس التكفير، فقد أُتهم في بداية تسعينيات القرن الماضي بملابسات لا ندري كنهها، وإن ماثلت الردة التي ألصقها بشهيد الفكر الانساني، فما كان منه إلا وأن أصدر بياناً إعلانياً قرأه الناس في (صحيفة السودان الجديد أو الانقاذ الوطني، لم اعد أتذكرها) وفيه تبرأ مما نسب إليه واعلن توبته وإنزوى لركن قصي. وثانيهم المكاشفي طه الكباشي حامل أوزار المحاكمة المهزلة، فلم يكن بعسير عليه أن يستبدل كهفاً بكهف، فاستكان تحت ظل (سلطان جديد) بلسان لم يجرؤ حتى الآن على ذكر تلك القوانين في المجلس الذي احتمى بمظلته. أما السيدة بدرية سليمان، ثالثة الأثافي، فقد خلا لها الجو في عش العصبة ذوي البأس، فباضت وأصفرت، للدرجة التي لم تجد فيها حرجاً أن تسفر على رؤوس الأشهاد عن أنها كانت أحد منفذي الانقلاب المشؤوم. وبغض النظر عن هذه السابقة النادرة، هل يمكن لك يا عزيزي القاريء أن تتخيل ولو لبضع ثوان، سيدة قاضية تدثرت ببندقية كلاشنكوف بدلاً عن أن تتزمل بالقانون؟ أنظر كيف تكون الجريمة جريمتان والذنب ذنبان. قاضية تنتهك القانون عوضاً عن حمايته، ثم تتبختر بين الناس، كأنها جاءت بعرش بلقيس من قبل أن يرتد طرف سيدنا سليمان!

    نحن لا نعيد استرجاع تلك الكلمات التاريخية بعد مرور ربع قرن من أجل ذكرى فرضت نفسها في التاريخ السوداني فحسب، ولكن نعيدها لنقول أن الاستاذ محمود محمد طه لم ينطق بها طلباً لمغنم أو بحثاً عن شهرة، فهو وإن فعل فإنما فعل ذلك من أجل أن يترك لنا إرثاً نستطيع به أن نواجه أنظمة الظلم والقهر والاستبداد.. قالها لنتزود بها في مواجهة الشمولية الغاشمة. كان يريد أن يعلمنا كيف يمكن أن نتحرر من الخوف والتردد واللامبالاة، ثمَّ نجسد الشجاعة في اسمى معانيها. أما هو فلم يكن ذلك بغريب عليه، فنحن نعلم من خلال مسيرة حياته الثرة مواقفه الوطنية التي لم تخلُ من شجاعة متميزة، فقد ذاق طعم السجون ومرارتها، وصبر على الأذي والاهانة كحال كل حامل رسالة سامية، وصمد أمام ترهات المهوسيين أعداء الفكر والانسانية. من عجب ونحن نحتفل باستقلال السودان مطلع كل عام جديد، والذي بينه وبين ذكرى اغتيال الاستاذ محمود نحو أسبوعين. فما أن تهل علينا هذه الذكرى حتى يتبارى القوم في ذكر محاسن الذين ضحوا وناضلوا واسهموا في صنع تاريخ الأمة، ثمَّ يغفلون - سهواً أو عمداً – سيان، سيرة الاستاذ محمود الذي كان أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية على يد الاستعمار البريطاني المصري في العام 1946، ليس هذا فحسب بل سجل له التاريخ إنه رفض أي مساومة هدفت إلى اطلاق سراحه، مقابل توقيعه على تعهد يقضي بعدم ممارسته أي نشاط سياسي!

    كنت قد ذكرت في مقال سابق ضرورة أن نعيد للاستاذ محمود إعتباره، ككل مفكر كان نبياً وسط قومه. كلنا يعلم أن المحكمة الدستورية العليا نقضت الحكم الجائر في العام 1986 وابطلت فرمانات المحكمة المهزلة، ولكن في تقديري كان ذلك جانب اجرائي لا ينبغي أن يصرف النخبة السودانية المثقفة عن القيام بدورها التاريخي، فإن في تقاعسها نذير بأنها يمكن أن تؤكل كما أكل الثور الأبيض ذات يوم. ينبغي أن نسرد سيرة الشهيد البطل لأبنائنا بفخر واعتزاز، نقول لهم أن سودانياً قحاً وبطلاً يشبه أبطال الاساطير الإغريقية، حلق في سماواتنا، ثمَّ مضى إلى الموت شامخاً كالطود الأشم، لم ترتعد له فريصة ولم يرمش له جفن. كان سلاحه الوحيد آنذاك ابتسامة غامضة أرهقت قاتليه، ولم يستطعوا أن يزيلوا ابهامها حتى اليوم. ليس أيسر على جموع المثقفين السودانيين أن يحيوا سيرة من ضحى بحياته لينير لهم الطريق، وذلك بتسمية الشوارع والميادين باسمه، وكذلك مراكز ومنظمات المجتمع المدني، دون تباطؤ يحيل ذلك إلى وقت معلوم. ولنا في كلماته أعلاه عظة وعبرة، فهو لم يقل لنفسه لم يحن الوقت، أو توخي ظرفاً لن يأتي من سلطة غاصبة!

    كما أن التحدى الحقيقي يجييء في ظل افتتاح مركز الشهيد محمود محمد طه الثقافي، فإلى جانب سعادتي التي لا توصف بهذا الانجاز الذي طال انتظاره، إلا أنه يحدوني أمل كبير أن يكون هذا المركز أكبر منارة تتواءم والسيرة العطرة للشهيد محمود محمد طه. فبالرغم من الرمزية التي رمى إليها القائمون بالأمر في تخصيص داره كمقر لهذا المركز، إلا أنه ينبغى أن يكون أكبر حجماً، ويتسع لكل قاصد، ثمَّ يتمدد وتنشأ له فروع في كل الولايات، ولنعد أنفسنا ليوم يتبارى فيه الفنانون النحاتون لإقامة تمثال يجسد شخصية الاستاذ محمود ويذكر الناس بعظمته وتاريخه التليد.. ويؤمه الذين آمنوا بالفكر حراً وبالحرية نبراساً وبالعدالة الاجتماعية غايةً!

    نتذكرك يا رائدنا أيها الشامخ كأشجار التبلدي، الراسخ كجبل مرة، الممتد عطاءً كنهر النيل. نتذكرك يا شهيد الفكر الانساني الحر كلما تلجلجت ألسنتنا عن قول الحق في وجه حاكم ظالم، نتذكرك حينما يتمدد الظلم ويتمادى الظالمون ونلوذ بالحياة خوفاً وطمعاً ورهبة. نتذكرك عندما يتقهقر منَّا الذين ينبغوا أن يتقدموا الصفوف فيولوا الأدبار، نتذكرك حينما نجعل الدنيا مبعث عيشنا وغاية همنا غير عابئين بحياة ذل وإهانة وإنكسار. نتذكرك حينما يفسد الفاسدون وينسوا أنك ارتديت من الثياب أبسطها وتخيرت من الطعام أفقره، نتذكرك حينما يقبلون على المال فيكنزوه ويستأثرون بالذهب فيلبسوه، وأنت الذي كان مالك أوراق بيضاء يقرأ فيها الناس أحاديث دينهم ودنياهم، وكان ذهبك صمتاً يتأمل دقائق الكون وسر الخلق وعظمة الخالق.

    في ذكرى رحيلك المفجع نكتب عنك يا سيدي، ما بقى في النفس شهيق من الحلم وزفير من الوجع. أكتب لأعزي نفسي بفعل يتقازم أمام فعلك، وهذا أضعف الايمان. فأنا لم أندم في حياتي على شيء، إلا على عين رمدت ولم تكتحل برؤياك، لم أفجع في شيء إلا على فم صام ولم يفطر بالحديث إليك. سنكتب عنك لأن الكتابة توجعهم وتذكرهم بسوء فعلتهم إن كانوا حقاً يشعرون. سنكتب عنك حتى نبث الرعب والخوف والهلع في نفوسهم، سنكتب عنك حتى يولوا الأدبار يوم الزحف العظيم. فنم قرير العين أيها المبعوث فينا...إن جئنا بالثأر المطاع!!

    عن صحيفة (الأحداث) 17/1/2010
                  

01-05-2011, 09:35 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)
                  

01-05-2011, 09:57 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عبدالله عثمان)


    ماذا قالوا عن الأستاذ محمود محمد طه

    ماذا قالوا عن الأستاذ محمود محمد طه ??


    الدكتور منصور خالد
    وقد كان فوت الموت ســهلا فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعـر
    فأثبت في مستنقع المـوت رجلـه وقال لها من تحت أخمصك الحشر
    غدا غدوة والحمد نسـج ردائــه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجـر
    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشـتهت أنها قبر

    وما كان لمحمود أن يرد عنه غائلة الموت بالجزع، فما جزع من المصائب إلا من اتهم ربه.. وما كان ليدفع عنه البلوى بالانخزال أمام المهووسين، وبدع الدجاجلة، واضطغان الذين ما استطاعوا عبر ما يقارب نصف قرن من الزمان أن يجابهوا الرأي برأي أوثق.. فإن فعل خان ماضيه، وتنكَّر لتعاليمه، وقد عرف الناس الراحل الكريم، على لينِ عريكتِه، رجلاً أصمعيَّ الفؤاد، صلب القناة.. إن الذي يأبى على نفسه من الدنيا الفضول - ولا يطلع غيره على ما لا يعلمه عنه إلا الله، لا ينكسر أمام الموت كما يفعل "إمام" آخر الزمان الذي أكداه السعي وراء الحياة، فراراً في كل معركة، ولواذاً عند كل لقاء، وتهالكاً أمام كل مجابهة، فأين مروءة محمود من مِرائه، وأين حلم محمود من غلوائه، وأين تواضع محمود من خيلائه، وأين جرأة محمود من انخزاله وانزوائه..

    إن اغتيال محمود محمد طه، شهيد الفكر، لرزءٌ أكبر من أن توفيه الدموع السواجم. وما اغتال محموداً دهرٌ خئون، وإنما انتاشته سهام صدئة، أطلقها قضاة تالفون، ودعاة عاطبون، وحاكم فاجر، معتل العقل، آن له أن يلجم..

    لقد ذهب محمودٌ إلى رحاب سنية، وجنابٍ حانٍ، وهو راضٍ، وكيف لا يرضى بذلك، الرجل الذي يودع فلذة كبده، وعينه لا تدمع، وهو يقول لمن جاء لعزائه "لقد ذهب ابني إلى أبٍ أرحم"!! نعم! ذهب محمود إلى ذاك الأب الأرحم، وبقينا نحن في خُلْف شعورٍ وزمانٍ عقيمٍ عقم الخصي الأوكع الذي قتل أباً شجاعاً فتاكاً - نعم! بقينا نحن في زمان كزمان الصوفي المتبتل أبوبكر الواصلي، زمانٌ ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءة، فما أشد أهل السودان اليوم حاجةً، وقد استبدت بهم الدواهي العظام، والكروب العضال إلى ذوي الرأي السديد والعزم الحديد.. أوغبن في الرأي وخورٌ في العزيمة؟! معاذ الله!

    لقد كانت دعوة محمود، على اختلاف الرأي حولها، دعوة مفكر حر، ما حمل يوماً عصا، حتى ليتوكأ عليها وهو الشيخ الذي قارب الثمانين، وكانت رسالته لمثقفي السودان، الذين أجدبت فيهم الأفئدة، وظمئت العقول، وأظلمت الألباب، كانت رسالته للمثقفين حتى يملكوا زمام أمرهم، ويوغلوا في دينهم المتين برفق، بدلاً لتركه للسفلة، السقاط، من المتاجرين بالدين والمطمورين بالخرافة، والمبخوسين حظاً بين الناس يوم قسمت العقول..

    وفي البدء كانت الكلمة، وقد بدأ محمود كلمته بالدعوة لخلق الجمال "لأن الله جميل يحب الجمال" ولا مكان للحب والجمال في نفوس الحاقدين والحاسدين، ناهيك عن القتلة السفاحين، وقد كتب شهيد الفكر في أول عدد من الصحيفة "الجمهورية" في الخامس عشر من يناير 1954 تحت عنوان "خلق الجمال":

    ((نحن نبشر بعالم جديد، وندعو إلى سبيل تحقيقه، ونزعم أنا نعرف ذلك السبيل، معرفةً عملية، أما ذلك العالم الجديد، فهو عالمٌ يسكنه رجالٌ ونساءٌ أحرار، قد برئت صدورهم من الغل والحقد، وسلمت عقولهم من السخف والخرافات، فهم في جميع أقطار هذا الكوكب، متآخون، متحابون، متساعدون، قد وظفوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم وفيما حولهم من الأشياء، فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب، تسمو بهم الحياة فيه سمتاً فوق سمت، حتى تصبح وكأنها الروضة المونقة، تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر، وجديد من الثمر))

    ففي البدء كانت هذه الكلمة، التي تدعو لعالم لحمته الحرية، وسداه الحب، ولا حرية مع الطغيان والخرافة، ولا حب مع الغل والحقد. وما قال محمود شهيد الفكر بأنه يعرف هذا العهد الجديد، كما يردد الأدعياء القاصرين، الذين يسعون لكتابة الفصل الأخير من تاريخ الإنسان، وإنما قال "نحن نبشر به"، وما قال محمود بأنه سيخلق هذا العالم الجديد الحافل بالزهر والثمر، كما يدعي الذين يتحدثون عن البعث الجديد وهم يذلون البشر بالتبول على رؤوسهم، وإنما قال "نحن ندعو إلى سبيل تحقيقه"، وما قال محمود وهو الأديب الأريب، لا الثأثأ الفأفأ، بأنه سيد العارفين الذي لا تكتنف دعاويه ذرة من شك، وإنما قال "إنا نعرف ذلك السبيل". ومن أجل كل هذا أحب الناس محموداً مع اختلافهم عليه. كان هذا هو البدء، ثم مضى في أخريات أيامه، - عوداً على البدء- يدعو مثقفي السودان للحوار الفكري، الحر الطليق، حول أمور دينهم ودنياهم، بدلاً من تركها للموميات المحنطة، والمنافقين المتكذبين باسم الإسلام. فقد عرف أهل السودان، كما عرفنا الدعاة الأطهار، وقد خلت نفوسهم من الغل، وسلمت أفئدتهم من الحسد، وطهرت ألسنتهم من الإسفاف، وتجافت أرواحهم عرض الدنيا الزائل، لا كشاف أئمة آخر الزمان الذين ما تركوا معصية إلا وولغوا فيها. ومن هذا رسالته (( النهج الإسلامي والدعاة السلفيون)) ديسمبر 1980 والتي جاء فيها:

    (( إن على المثقفين ألا يتركوا ساحة الفكر، لعقليات تريد أن تنقل تحجرها إلى الحياة باسم الدين، وتريد أن تصفي باسم تحكيم الإسلام سائر مكتسبات هذا الشعب التقدمية التي حققتها طلائـعه المثقفة عبر صراعها الطويل من أجل الحرية والمساواة، ثم على المثقفين أن يتخلصـوا من مواقفهم السلبية المعهودة نحو مسألة الدين فيكسروا الاحتكار الذي ضربه الدعـاة الدينيون حول الدين. إن المثقفين، في الحقيقة، لهم أولى بالدين من هؤلاء الدعاة الأدعياء الذين حجَّروا، وجمَّدوا الدين، ذلك بأن المثقفين يمثلون روح العصر، بأكثر مما يمثلها هؤلاء)).

    لقد أحسن شهيد الفكر الظن بدعوة نميري للإسلام، وما كانت تلك الدعوة إلا كلمة حق أريد بها باطل، فما أراد النميري الإسلام إلا سوط عذاب، وآلة تعذيب يقهر بها الخصم، ويروع بها المناهض. وما كان لذي الصبوات في شبابه، والنزوات في كهولته أن يفعل غير هذا، بل ما كان غريباً - والحال هذه- أن يمضي صاحب الدعوة المزعومة للبعث الإسلامي، دافعاً بالسودان إلى بدعٍ لم تعرفها الدولة الإسلامية إلا في عهود الانحطاط التتري والشعوذة الأيوبية، والطغيان المملوكي.. فما عاد الإسلام هو الإسلام، ولا أصبح السودان هو السودان، ودون الناس هذه المخلوقات الديناصورية التي أخرجها النميري من حظائرها. والتي لا مكان لها في عالم اليوم، إلا في متاحف التاريخ الطبيعي.. كما أحسن شهيد الفكر الظن بمثقفي السودان وهو يستحثهم للدفاع عن حقـهم في الحياة، وفي التفكير، وفي الإرادة الحرة الطليقة، فوقفوا - أغلبهم ذاهلين- أمام بدع الجاهلية، وضلالات المهووسين وتقحم المتفيقهين.. وكل ذلك باسم الدين، والدين منهم براء!! ومع كل هذا الهوس والتعصب المذموم، المزعوم، صمت هؤلاء الأدعياء المنافقون على انتهاب بيت المال على يد خازنه، وصمتوا على بيع ديار المسلمين في مزاد مقفول لمشترٍ واحد هو "الخاشقجي"، وصمتوا على تجاوز الحاكم لأحكام السماء في تعامله مع ذوي البأس من غير المسلمين، كما فعل مع المصارف الأجنبية حول الربا، وصمتوا على هرطقة الحاكم وهو يساوي نفسه بالرسول الكريم، عليه أفضل الصلوات، وصمتوا على تجاسر الحاكم وهو يفترض لنفسه عصمة في دستور حاكه بيده، والعصمة لم يعرفها الإسلام إلا لمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد عصمه بارئه، وصمتوا على خيانة بيضة الإسلام وهو يتقاضى الثمن الربيح على تهجير يهود إثيوبيا لإسرائيل. صمتوا عن كل هذا، فالإسلام في عرفهم هو القطع والجلد والتشهير بالشارعين في الزنا.. وعلم الله أن الزناة الحقيقيين هم زناة الفكر والقلم، "وستكتب شهادتهم ويسألون"..

    وعلَّ مثقفي السودان، قد رأوا ما يمكن أن يقود إليه الهوس الديني وشهدوا ما يمكن أن يؤدي إليه صمت الشياطين الخرس عن الحق.. ويا ليت أهلي يعلمون! يا ليتهم يعلمون، أن الطاغية الذي لا يقتصد في محاسبته رجل مسالم هو أول الناس إجفالاً عندما يلوح له بالعصا، فما سلَّ "الإمام" سيفه إلا أمام أعزل، وما طالب الطعن والنزال إلا في ساحة خلاء.. ودون الناس توسله وتضرعه للصنديد جون قرنق في أدغال الجنوب، ودون الناس انكساره أمام الأب فيليب عباس غبُّوش؛ وما انكسر البطل إلا لأن الشيخ الذي أحوجت سمعه الثمانون إلى ترجمان قد قالها ولم يُبال!! "إن مسَّني أحد بضر فسنجعل الدماء تجري أخاديد".. ودون الناس تهالكه بالأمس أمام الأطباء.. وهو يكذب وفي لسانه لسع الحية.. أوهناك من يصدق بعد كل هذا بأن هذا العاطب معتل العقل يتصرف من وحي دينه؟! فالله يعلم بأن إمام السودان الذي يتكئ اليوم على عصاة مهترئة اهتراء منسأة سليمان، لظالم بلا إرادة، وصارمٌ بلا عزم، وحـليم بغير اقتدار، ومحارب بسيف من خشب، كسيف سميِّه "أبي حية النميري". وما غدره وطغيانه إلا طغيان ضعيف مرتجف. إن العصبة الظالمة التي تتحلق حول إمام آخر الزمان "كافورنا هذا" إنما تجهل، كما يتجاهل، بأن شهيد الفكر سيبقى ضميراً مؤرقاً، ومصباحاً مسرجاً، في هذا الديجور الحالك الذي يعيش فيه أهل السودان؛ سيبقى في غرسه البشري الذي أورق، وفي نبته الفكري الذي اكتهل، وسيبقى في نفوس كثير من السودانيين كنموذج للرجل الذي تجافى مزالق السـقوط، وما فتئ يحترم في الناس أغلى ما يملكون - عقولهم-. وسيبقى إسم محمود بعد كل هذا حياً في نفوس الذين لا ينامون على الهوان، بما سيثيرها فيهم من بغض للظلم وإدانة للعدوان واستنكار للهوس، وإنكار للغدر..

    لقد اغتال النميري، والعصبة التالفة من خلفه من كل مشعوذ ومنافق ومتاجر بالدين، لقد اغتال كل هؤلاء باسم الإسلام والمسلمين مفكراً حراً، أعزلَ من كل سلاح، إلا القلم، ومع هذا، فما تركوا لهؤلاء المسلمين فرصة الابتهاج بهذا الذبح الثمين، بل هرَّبوا جثمانه خشية ما لا تحمد عقباه. لقد أخرج النميري العسس والعيون والسلاح والحديد فكذَّب بذلك كل دعاويه ودعاوي من حوله من المنافقين، فما أراد النميري بجرمه الشنيع الفاحش هذا، وما تبعه من مظاهرة بالقوة، إلا إرعاب أهل الشمال، بعد أن تركه أهل الجنوب، يسلِّح على نفسه، حتى ذهب لبيع السودان كله نفطاً وقطناً وتراباً حتى يبتاع بثمنهم سـلاحاً، يدفع عنه، لا عن السودان، العوادي - وحربه في الجنوب حربُ بغيٍ، وما بغى المرءُ إلا على نفسه!! ويا ليت حاكم السودان كان يملك الحس من المسئولية الوطنية التي تجعله يقول ما كان يقوله شهيد الحرية: (( "تقول الحكومة راح منا عشرون وقضينا على ستمائة من المتمردين" أما نحن فنقول "لقد راح ستمائة وعشرون مواطناً سودانياً")). وعلَّ إمام الباطل يعرف في نهاية الأمر، أنه يتاجر برأسمال غيره، وما تاجر برأسمال غيره إلا المفلس، فالجيش جيش الشعب، والسلاح سلاح الشعب.. ولن يرضى هذا الشعب لنفسه أن يكون وقوداً لحرب جائرة، أشعلها حاكمٌ ظنينُ عقلٍ.. كما لا يرضى لنفسه، أن يكون أداة بطش في يد طاغية لا ظهير له.. فيوم أن تجيء الحاقة فلا غوث لعاطب ولا ملاذ لتالف، ولا يحسبن الظالمون بأن دم أبي الشجاع سيذهب هدراً ليبقى فيها ليسرح خصيٌ أوكع، أو لتمرح إماءٌ لكع.

    د. منصور خالد

    جريدة السياسة الكويتية

    يناير 1985
    ......
                  

01-05-2011, 10:09 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    تناول المفكر سمير أمين فكر الاستاذ محمود محمد طه في مخطوطته نحو لاهوت التحرير الاسلامي ، واضعاً عمل الاستاذ محمود مقام اول مشروع فكري اسلامي تقدمي
    و فيما يلي نصها باللغة الانجليزية.

    Towards an Islamic Theology of Liberation

    By Samir Amin
    Translated from the original French by Anthony Mansueto


    Does the work of Mahmoud Mohamed Taha announce the birth of an Islamic theology of liberation? In any case, reading this major work by a Sudanese sheik (The Second Message of Islam, Al Risala Al Tania Min El Islam, Khartoum 1971) cannot leave one indifferent. The deep convictions of this believing Moslem, his mastery of theology, and the power of his argument in favor of a radically new interpretation of his faith, in open rupture with the dominant fundamentalist creed, testify to the importance of this contribution to Islamic renewal which, in many respects, recalls the Christian theology of liberation.
    Taha finds in Islam two messages from God (in Arabic Risala), one immediate (the first Risala in Islamic terms) the other ultimate (the "second" Risala). To understand the second Risala clarifies the debate, permits us to understand the first, and see why the dominant Islam is content with it.

    True faith is impossible without adherence to the second Risala, which can be summed up in a single phrase: humanity was created in the image of God. Because of this we are free, responsible, and perfectible. The lives of individuals are a constant struggle to realize divine perfection, though there is always the possibility of distancing ourselves from God. The life of societies as well has no meaning other than their struggle to progress in the direction of perfection.

    Taha deduces from this message a radical conclusion: the ideal society, which must be the objective of all social struggles, that which creates the most favorable conditions for individuals to develop towards God, that without which faith will always remain the victim of the limits which society imposes on the flourishing of responsible individual freedom, cannot be other than a society which is socialist and democratic.

    Socialism, according to Taha (who uses the Arabic term Ishtirakiya) is synonymous with equal access to all of the material riches which human genius can create. It is thus actually more like the concept of communism (in Arabic shiyuiya) than like the experience and programs of historic socialism in the modern period. For, according to Taha, in so far as these social conditions are not created, individuals remain imprisoned by the egoistic compulsions which limit their ability to realize their potential to grow towards God.

    Taha also discusses the relationship between humanity and nature in terms of the second or ultimate message of Islam. Nature is as much a divine creation as humanity, which forms an integral part of nature. Nature is not, therefore, a collection of things placed at the disposition of humanity. We can not grow towards divine perfection unless we establish with nature a real equilibrium, deepening our knowledge of the universe as an organized totality. This rule thus defines both the end of and the conditions for the organization of production.

    In its turn, socialism (or communism) has no meaning unless it is democratic, that is to say, in Taha's terms, unless it is founded on the absolute liberty of individuals.

    For this liberty is the condition for responsibility, the guarantee that the choices that individuals are led to make in each instant, in all their relationships, can lead them towards (or away) from God.

    Taha distinguishes the project which he defends in the name of Islam from that of the historic socialism of the modern period. The Soviet model, among others, according to him, rested on the egoistical compulsions of individuals --a characteristic which Soviet society shared with modern capitalist societies. The contempt for democracy in the Soviet Union came, Taha argues, from this contradiction between the end which it proclaims (socialism as the abolition of injustice) and its materialistic philosophy, which ultimately forced the party to have recourse to the manipulation of individual egoism. But if faith cannot flourish in the modern world (including the Islamic countries), it certainly couldn't flourish in any of the earlier systems (including, once again, in Islamic territory) because the injustice created by this recourse to individual egoism perpetuates itself. Without true faith, socialism is impossible.

    So goes the "second" or ultimate message of Islam in the theology which Taha proposes. This message Islam shares with all of humanity's other forms of religious expression. For Islam thus conceived has always existed. It is not to be dated from the Koranic revelation. It is the "religion of God," that is to say it has existed in all times, and is expressed in, among other things, the Jewish, Christian, and other revelations.

    But the "religion of God" (Islam), while it has known earlier expressions, is also present in the Koranic revelation, which contains, alongside the "ultimate" message, a more immediate and conjunctural one. For God is always present. He intervenes in the lives of both individual human beings and the lives of societies. He sends messages, commandments which address the people in language they are able to understand at any given moment. These messages, which are conjunctural, help individuals and societies to correct themselves, to take one small step (but not necessarily anything more) on the road towards God. This is why they can seem contradictory, if one takes them literally and gives them an absolute significance which they don't have.

    In the Koranic revelation, as in the Tradition (the Sunna), it is thus necessary to distinguish between the ultimate message and the conjunctural commandments. In his careful, scholarly textual analysis, Taha argues that the ultimate message occupies a dominant place at the beginning of the Revelation, in the Meccan suras. Here the Revelation concerns itself not with the development of society but only with the essence of the faith (the human being, free and responsible, was created in the image of the one all powerful God). On the contrary, the opportunity having offered itself to organize a slightly better society than that which existed in the Arabia of the day, at Medina, around the Prophet, a society capable of taking a few steps on the road towards God, God did not hesitate to intervene to help humanity in structuring it. Taha argues that the commandments made to this society should thus be read as conjunctural, not as the final image of the ideal society, the realization of the absolute. In this context Taha treats eight distinct questions which Moslems generally consider to be regulated by the Law (the Sharia') as it was expressed in the Medina community:
    1) Holy War (the Jihad),
    2) slavery (Al Riq),
    3) capitalism (Al Rismalia) --one can read this as the question of economic management of society by means of private property and licit commerce,
    4) the inequality of men and women,
    5) polygamy,
    6) divorce and repudiation (Al Talaq),
    7) the veiling of women (Al Hijab), and
    8) the separation of men and women in social life.

    By means of a careful analysis of sacred texts, Taha defends his theology, putting the accent on all of the nuances which demonstrate, according to his reading, the conjunctural character of the solutions brought by the law in its time and place. Each of the chapters concerning these eight questions carry a title in the same from ... Holy War is not fundamental in Islam, Polygamy is not fundamental in Islam etc. ...

    Unfortunately Moslems, like many other peoples, were satisfied with the immediate message and its commandments. In putting the accent on obedience to these, they spared themselves the far more difficult task of progressing along the road indicated by the ultimate message --the road towards God. They ritualized and dogmatized religion.

    This satisfied the reactionary forces of domination and exploitation. Taha concludes with severity: they have not created an Islamic community (muslimoun) but only a community of believers (muiminun).

    Taha tried to preach actively against the conservative, ritualistic, formalist interpretation of Islam, which respects only the immediate message, and for an interpretation which put an accent on the ultimate message, calling people to action for the transformation of society in a direction favorable to the development of faith. He did this through his writings and through his words, and he organized around himself a body of militant students dedicated to his vision.

    This was his crime, in the eyes of the politicians who, behind the mask of political Islam, reject democracy, give aid and comfort to capitalism, taking absolute power, and reducing their people to moral slavery. He was condemned to death by the "tribunals" of the Islamic Brotherhood, under the direction of the imposter Tourabi. He was hung --at the age of 70. His books have been forbidden and burned.

    (عدل بواسطة Amjed on 01-05-2011, 10:12 PM)

                  

01-05-2011, 10:16 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    و هنا ترجمة الاستاذة نجاة محمد علي للنص :


    نحو لاهوت تحرير إسلامي؟
    سمير أمين
    ترجمه عن الفرنسية: نجاة محمد علي
    باريس 9 أبريل 2004


    هل تعلن أعمال محمود محمد طه عن مولد لاهوت تحرير إسلامي؟ على كلٍ لا يمكن أن تمر قراءة أهم أعمال هذا الشيخ السوداني [كتابه الرسالة الثانية في الإسلام، الصادر في الخرطوم عام 1971] دون أن يترك تأثيراً في النفس. إن قناعته العميقة كمسلمٍ، ومعرفته المتبحرة بالدين، وقوة حجته في سبيل تفسيرٍ جذريٍ جديدٍ للإسلام يؤسس لقطيعة تامة مع تيار التعصب الديني المحافظ الرسمي المسيطر، لهي شاهدٌ على أهمية مساهمته في تجديد إسلامي يذكِّرنا، في كثيرٍ من أوجهه، بالتجديد الذي جاء به لاهوت* التحرير المسيحي.

    رسالتـــا الإســـلام

    يرى محمود محمد طه أن للإسلام رسالتين، رسالةٌ وقتية، هي الرسالة الأولى (وفق اصطلاح محمود محمد طه)، ورسالةٌ أخيرة (الرسالة الثانية). إن البدء بمعرفة الرسالة الثانية يعيننا على فهم فحوى الأولى، وعلى فهم السبب الذي يجعل التيار المسيطر يكتفي بها.
    إن الإسلام الحقيقي لا يتحقق وجوده دون إيمانٍ بالرسالة الثانية. ومن الممكن لنا أن نلخص هذا الفهم في هذه العبارة: إن الإنسان قد خُلق على صورة الله، ومن ثَمَ، فهو حرٌ، ومسئولٌ وقابلٌ لبلوغ الكمال. وحياة الإفراد هي صراعٌ دائمٌ لا معنى له إلا بالنظر إليه من منظور الصراع في سبيل الاقتراب من الكمال الإلهي والنأي عن كل المزالق التي تحول دون بلوغ هذا الكمال. إن حياة المجتمعات هي أيضاً، لا معنى لها هي الأخرى سوى معنى صراعها في سبيل المُضِيِّ نحو الكمال.

    المجتمع المثالي هو ثمرة الصراع الاجتماعي

    يستخلص محمود محمد طه من هذه الرسالة الأساسية استنتاجاً جذرياً هو: إن المجتمع الذي يجب أن يكون هو الهدف الذي ترمي إليه معركة الصراع الاجتماعي، هذه المعركة التي تخلق الشروط التي تسمح للإنسان الفرد بأن يقود معركته الخاصة في سبيل الاقتراب من الله والتي بدونها يقع الإيمان ضحيةً للحدود التي يفرضها المجتمع لتحول دون تفتح الحرية المسئولة التي يمتلكها الأفراد، هذا المجتمع لا يمكن له سوى أن يكون مجتمعاً اشتراكياً وديمقراطياً.
    إن الاشتراكية وفقاً لمحمود محمد طه هي رديفٌ لتمكُّن البشر جميعهم من أخذ نصيبهم المتساوي من الثروة المادية التي استطاعت أن تنتجها عبقرية الإنسان. وبذلك، فإن هذا التعريف يجعله في واقع الأمر أكثر قرباً لمفهوم الشيوعية من تجارب وبرامج الاشتراكية التاريخية الحديثة. لأنه، في رأي محمود محمد طه، طالما لم يتم توفير هذه الشروط الاجتماعية، فإن الفرد سيبقى أسيراً للنزعات الأنانية التي تُقْعِدَهُ وتُحِدُّ من قدراته الكامنة التي تنطلق به نحو الكمال الذي يقرِّب الإنسان من الله.
    و في تعريفه للثروة المادية، يطرح محمود محمد طه مسألة العلاقة بين الإنسان والطبيعة من مفهوم الرسالة الثانية الذي يقترحه. فالطبيعة هي أيضاً من خلق الله، مثل الإنسان الذي يكوِّن جزءً منها. وبالتالي، فإن الطبيعة ليست منظومة تقع تحت تصرف البشرية بلا حدود. ولذا، لن يتسنى للإنسانية الاقتراب من الكمال الإلهي إلا إذا توصلت إلى عقد علاقة متوازنة مع الطبيعة، لتعمِّق بذلك وعيها بانتمائها للكون في مجمله. وهكذا، تحدد هذه القاعدة الغايات والشروط التي تنظِّم إنتاج الخيرات المادية التي تفضي إلى تفتح وازدهار المجتمعات والأفراد. وبدورها، فإن هذه الاشتراكية (أو الشيوعية)، كنظامٍ اجتماعي، مثالي، لا معنىً لها إن لم تكن ديمقراطيةً، أي إن لم تكن، وفقاً للغة التي يستخدمها محمود محمد طه، مبنيةً على حرية الأفراد المطلقة. لأن هذه الحرية المطلقة هي الشرط اللازم للوفاء بالمسئولية، وهي الضمان الذي يكفل للخيارات التي يتخذها البشر في كل لحظةٍ، وفي كل مقاصدهم، أن تقرِّبهم من الله (أو تبعدهم عنه).
    ومن هنا، يميز محمود محمد طه بين المشروع الذي يدافع عنه باسم الدين الإسلامي وبين مشاريع الاشتراكية التاريخية الحديثة. إن المثال السوفيتي، ضمن أمثلة أخرى، ظلّ، كما يراه محمود محمد طه، يستند على الرغبات الأنانية عند الأفراد. ويتقاسم المجتمع السوفيتي هذه الخاصية مع المجتمعات الرأسمالية الحديثة. إن احتقار الديمقراطية في التجربة السوفيتية يأتي، وفقاً لمحمود محمد طه، من هذا التناقض بين الغاية المعلن عنها (الاشتراكية كإلغاءٍ لكل أوجه الظلم) وفلسفتها المادية، التي تفرض اللجوء إلى وسائل من شأنها إثارة الرغبات الأنانية عند البشر. وإذا لم يكن من الممكن للإيمان أن يتفتح ويزدهر في عالمنا الحديث الرأسمالي (بما في ذلك البلدان المسلمة)، مثلما لم يكن من الممكن له أن يتفتح ويزدهر في الأنظمة السابقة، فذلك لأن الظلم الذي نتج عن استخدام وسائل تفسح الطريق لأنانية البشر، جعل هذه الأنانية تدوم، وبدون إيمان حقيقي، فإنه لا سبيل أيضاً لتحقيق الإشتراكية.
    هذه هي "الرسالة الثانية" (الرسالة الأخيرة) للإسلام، كما يراها محمود محمد طه. وهذه الرسالة يتقاسمها الإسلام مع كل أشكال التعبير الديني التي عرفتها الإنسانية عبر كل الأزمنة وفي كل الأمكنة. لأن هذا الفهم للإسلام كان موجوداً منذ الأزل، ولا "يتأرَّخ" بنزول القرآن. إن الإسلام الذي هو دين الله الشامل (وفق تعبير محمود محمد طه)، أي الدين الذي ظلّ موجوداً عبر الأزمنة، قد عبَّر عنه، ضمن ديانات أخرى، نزول اليهودية والمسيحية.
    إذن، وبنفس الصورة ، التي عرف فيها دين الله (الإسلام بالمعنى الشامل) صوراً من التعبير سبقت نزول القرآن، فإن هذا الأخير يحتوي، إلى جانب رسالته النهائية، على رسالة وقتية مرتبطة بظروف النزول.
    ولأن الله حاضرٌ على الدوام، فإنه يتدخل في حياة البشر والمجتمعات. إذ يبعث إليهم برسالاته وتعاليمه، وبفروضه التي يتم تبليغها بواسطة الكلام الذي يستطيعون فهمه في لحظة محددة من الزمان. إن هذه الرسالات، المرهونة بزمان محدد، تعين البشر والمجتمعات في تصحيح نفسها، وأن تحقق خطوة في الطريق القويم (حتى وإن كانت خطوة واحدة). لذا من الممكنأن تبدو هذه الرسالات متناقضة، إذا ما تمّ تفسيرها تفسيراً حرفياً، وإذا ما أعْطِيَت مغزىً مطلقاً لا تحمله. وهكذا، تجلّى الله عبر رسالات رسل بني إسرائيل، وعبر رسالة المسيح.
    وبالتالي، فإنه يجب التمييز في نص الرسالة القرآنية، كما في السنة، بين رسالة الإسلام النهائية وفروضه المرهونة بزمان محدد. يشير محمود محمد طه في تحليله المحكم الرصين للنصوص إلى أن الرسالة الثانية احتلت مكاناً مركزياً في ترتيب نزول الوحي، أي في السور المكية. ففي هذه السور لا تنشغل الرسالة بمسائل تنظيم المجتمع، وإنما تهتم فقط بجوهر الإيمان (حرية الإنسان ومسئوليته في سعيه للاقتراب من الله). وفي المقابل، فإنه بتوفر الفرصة في المدينة، بتنظيم مجتمعٍ حول الرسول أفضل قليلاً من سائر مجتمع الجزيرة العربية في تلك الفترة، مجتمعٍ قادرٍ على تحقيق بعض خطوات في الاتجاه السليم، وعلى فتح طريق نحو تطوير الإيمان، فإن الله، لم يتوانَ من التدخل في مساعدة البشر في صياغة هذا المجتمع. ويرى محمود محمد طه إنه يجب النظر إلى التعاليم التي أوصى الله هذا المجتمع باتِّباعها، باعتبارها مرتبطة بزمانها، وليس باعتبارها الصورة النهائية التي يجب أن يكون عليها المجتمع الإسلامي المثالي. أي إنه لا يجب النظر إليها باعتبارها الإنجاز الأفضل والمطلق. وفي هذا الخصوص، يعالج محمود محمد طه ثماني قضايا متتالية، ينظر إليها المسلمون عادةً باعتبارها أموراً قد حسمتها الشريعة بصورة نهائية وقاطعة في مجتمع المدينة، هي:
    1ـ الجهاد
    2ـ الرق
    3ـ الرأسمالية، التي يمكن النظر إليها باعتبارها جملة المسائل التي تتعلق بالإدارة الاقتصادية للمجتمع عن طريق الملكية الخاصة والتجارة المشروعة
    4ـ المساواة بين الجنسين
    5ـ تعدد الزوجات
    6ـ الطلاق
    7ـ الحجاب
    8ـ المساواة بين الرجال والنساء في الحياة العامة.

    مقاربــــة دينيـــة بحتـــة

    دافع محمود محمد طه عن فهمه للدين عبر تحليلٍ دقيق للنصوص الدينية، مركِّزاً على التأويلات التي توضح، وفقاً للطريقة التي تتم بها قراءتها، الصفة الوقتية للحلول التي قدمتها الشريعة، في مكانٍ وزمانٍ محددين. ونجد إن الفصول التي تتناول هذه الأسئلة الثمانية يحمل كلٌ منها عنواناً معبراً عن السؤال المعنِّي ... الجهاد ليس أصلاً في الإسلام ... تعدد الزوجات ليس أصلاً في الإسلام ...
    لكن، للأسف، فإن المسلمين، مثل آخرين غيرهم (اليهود)، اكتفوا بهذا المستوى من الرسالة، وبتعاليمه، وصبوا كل تركيزهم في اتِّباع هذه التعاليم بصورة حرفية، بأن جنبوا أنفسهم تحمل العبء الأكثر مشقةً، عبء المُضِيِّ في الطريق الذي أشارت إليه الرسالة الثانية. لقد حولوا الدين إلى ممارسةٍ طقوسيةٍ متشددة (كان ذلك شأن قوى الرجعية والسيطرة والاستغلال). وبذلك، يتوصل محمود محمد طه إلى استنتاجٍ جذريٍ وحاسم: لم يبنِ هؤلاء مجتمعاً من "المسلمين" بل مجتمعاً من "المؤمنين".
    لذلك حرص محمود محمد طه على الدعوة بمثابرة في كتاباته، وأحاديثه، و بتنظيم تلاميذه الناشطين من حوله. وقد تركزت دعوته على نقد جذري للتفسير المحافظ، الطقوسي، الشكلي، المتقيد بالرسالة الوقتية وحدها. ونادى بتفسيرٍ يوضح الرسالة الثانية، التي تدعو إلى العمل على تحقيق تحويل المجتمع في اتجاهٍ يعزز انتشار العقيدة الصحيحة.
    كانت تلك هي الجريمة التي اقترفها في نظر الساسة الذين نبذوا الديمقراطية بتسترهم وراء قناع الإسلام السياسي، وفتحوا الباب على مصراعيه لكل أشكال الظلم الكامنة في طبيعة الرأسمالية، وبسطوا سلطتهم المطلقة، محولين شعوبهم إلى حالةٍ من العبودية الأخلاقية. لقد حكمت عليه بالإعدام "محاكم" نظام الأخوان المسلمين بقيادة الشيخ حسن الترابي. ونُفِّذ فيه حكم الإعدام شنقاً وهو في السادسة والسبعين من عمره، ومُنعت كتبه وحُرقت."
                  

01-05-2011, 10:51 PM

متوكل الحسين

تاريخ التسجيل: 10-14-2010
مجموع المشاركات: 527

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    الشكر أجزله أستاذ أمجد
    والشكر العميم لكل الأساتذة المتداخلين .


    أتمنى أن يكون أمر الدعوة لإلغاء قوانين سبتمبر، وإن تغير إسمها ، شغل الناس الشاغل وذلك لأنه ثبت، بالتجارب العديدة و المريرة ، فشلها وشرها المستطير..

    Quote: وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، ومخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، وعقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم ..




    متوكل الحسين
                  

01-06-2011, 02:41 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: متوكل الحسين)

    سلامات استاذ متوكل
    لقد جاءت دعوة الاستاذ محمود و تحذيراته من مغبة قوانين سبتمبر 83 بمثابة نبوءة ها نحن نشهد تحققها اليوم


    كانت الديباجة هي اخر كتابات الاستاذ محمود و التي كتبها ابان فترة اعتقالها و قبل اعدامه و نشرها الاستاذ عمر عبدالله في هذا الرابط كاملة و مبوبة

    "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه

                  

01-06-2011, 03:06 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: متوكل الحسين)

    الإشتراكية
    للإشتراكية معنيان .. معنى لغوي ومعنى علمي، فأما معناها اللغوي فهو المشاركة في خيرات الأرض، على قاعدة الحقوق لكل الناس، وليس على قاعدة الحق للبعض والصدقة للبعض الآخر.
    وأما معناها العلمي فذو مدلول يقوم على دعامتين أثنين، أولاهما تنمية موارد الثروة، وثانيتهما عدالة توزيع هذه الثروة، ولا تقوم الإشتراكية الاّ على هاتين الدعامتين على حد سواء.
    وتنمية موارد الثروة، معناها زيادة الإنتاج من موارد الأرض والحيوان والصناعة، وهذا يقتضي بالضرورة أن تكون وسائل الإنتاج وموارده مملوكة للأمة محرمة الملكية على الفرد الواحد أو الأفراد القلائل في صورة شراكة.
    وعدالة توزيع الثروة، وتسمى أيضا بالمساواة الإقتصادية، تعني علميا أن يكون هناك حد أعلى للدخول وحد أدنى، ويشترط في الحد الأدنى أمران: أولهما أن يكون كافيا ليصون كرامة الفرد البشري العفيف، وثانيهما أن يكون حقا مكفولا لكل العاجزين عن الإنتاج، كما يشترط في الحد الأعلى الاّ يكون أضعافا كثيرة من الحد الأدنى حتى يخلق طبقة عليا تستنكف أن تتزواج مع الطبقة ذات الحد الأدنى من الدخول.
    والإشتراكية بهذا المعنى ليست نهاية الطريق، وإنما هي مرحلة من مراحل السير نحو وضع أكثر كفاية وعدالة، وهو الشيوعية حيث تكون خيرات الأرض على الشيوع بين المواطنين، وذلك يجيء بتطوير الإشتراكية بالمدلول العلمي الذي فصّلناه آنفا، فبزيادة الإنتاج تزيد الكفاية عن حدود الكفاف وتدخل في منطقة السعة ولا تكون زيادة الإنتاج الاّ باستخدام الآلة وبحسن الإدارة وبالخبرة العلمية والفنية، ومع تحسين وسائل الإنتاج وزيادة الإنتاج يكون تحسين وسائل التوزيع، فيرتفع الحد الأدنى من الكفاف ويرتفع كذلك الحد الأعلى، ولكن ارتفاع الحد الاعلي يكون بنسبة أقل من إرتفاع الحد الأدنى، وذلك بغرض تقريب الشقة بين الطبقات ذات الدخول العليا والدخول الدنيا تمهيدا لمجيء اليوم الذي تصبح المساواة الإقتصادية فيه مساواة تامة، وذلك بتوفير الكفاية والسعة في الرزق بفضل الله ثم بفضل زيادة الإنتاج، وإشاعة الرخاء.
    الإشتراكية بالمدلول العلمي أمر واحد لا يقع فيه الإختلاف بين الشرق والغرب، ولا بين البيض والسود، كما لايقع الإختلاف بينهم في اعتبار 2x2=4، فليس هناك إشتراكية عربية وإشتراكية إسلامية وإشتراكية وطنية، كما نسمع بعض الناس يقولون عن جهل وسوء فهم.
    والرأسمالية أيضا لها تعريفها العلمي الذي لا يختلف فيه الشرق والغرب الاّ كما يختلفون في 2X2=4، ذلك التعريف العلمي يقول أن كل نظام اقتصادي يملّك وسائل الإنتاج ومصادر الإنتاج للفرد الواحد أو الجماعة القليلة فهو رأسمالي، مهما قيل عنه بعد ذلك من سمو الغرض الذي يتوخاه ورعاية العلائق الإنسانية التي يتّسم بها، ومن هذا الباب التشريع الإسلامي الذي يقوم على الزكاة ذات المقادير المعروفة لدينا، فالإسلام اشتراكي في روحه وتبلغ اشتراكيته مبلغ الشيوعية، ولكنه رأسمالي في تشريعه الذي بين أيدينا الآن ولن يتحقق لنا نحن المسلمين الجمع بين التشريع الإشتراكي والروح الإشتراكي الا بتطوير تشريعنا كما ظل الجمهوريون يدعون دائما.
    إن الرأسمالية مقدمة طبيعية للإشتراكية، وهي نظام ضرورة متخلّف يقوم على شريعة الغابة، وكلما انتقل المجتمع من شريعة الغابة إلى قانون الحق والعدل كلّما تراجعت الرأسمالية وأديل منها للإشتراكية وأدنى منازل الإشتراكية تحريم تمليك وسائل ومصادر الإنتاج على الأفراد أو الشركات وليس دون هذه اشتراكية على الإطلاق.
    الأمر الذي نحب تقريره في الأذهان هو أن الإشتراكية مسألة علمية لا يصح الخلاف عليها، ومن الخطأ المضلل القول باشتراكية عربية مثلا، وأن الرأسمالية مسألة علمية أيضا ومن الخطأ المضلل القول بأن الإسلام في تشريعه الذي بين أيدينا الآن ليس رأسماليا.
    والإشتراكية بمدلولها العلمي هي نظام البشرية المقبل بدون أدنى ريب، وسيتقدم بها الإسلام مصححا الخطأ الشنيع الذي توّرط فيه الشيوعيون حين عجزوا عن التوفيق بين حاجة الجماعة إلى العدالة الإجتماعية الشاملة وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، فأهدروا حرية الفرد في سبيل تحقيق الإشتراكية للجماعة، وهزموا بفعلتهم هذه الغاية بالوسيلة. كل اشتراكية تقوم تحت حكم دكتاتوري يهدر حرية الفرد تسير في طريق الشيوعية الروسية، وكل اشتراكية تقوم تحت حكم ديمقراطي يقدّس حرية الفرد تسير في طريق الإسلام.
    أما بعد فهذا هو المعنى العلمي للإشتراكية، وللجمهوريين رأيهم الواضح في التطبيق العلمي أثناء فترة إنتقال الإقتصاد السوداني من وضعه الحاضر إلى منازل الإشتراكية الراقية وسيجيء أوان بيانه إن شاء الله.
    محمود محمد طه
    الخرطوم 12/11/1964


    Alustadh-sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-06-2011, 03:12 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عبدالله عثمان)

    a.a.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    55.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    56.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-06-2011, 03:15 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عبدالله عثمان)

    57.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    58.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Alustadh02_black_white.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-06-2011, 07:55 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عبدالله عثمان)

    سلام سلام ..

    امجد وصحبته الكريمة..


    الشكر الجزيل لك ولهم علي هذه المشاركة القيمة، وبهذه المناسبة يجب تضافر الجهود جميعها لكشف زيف الهوس الديني بعموم فئاته واستخدامه الدين للوصول الي السلطة..

    تحياتي
                  

01-06-2011, 09:38 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: جمال المنصوري)

    توثيق الاستاذ هاشم كرار لتلك الايام و الذي نقله للمنبر الاستاذ عبد الكريم الأمين

    Quote: إشارات رفعت عنها السرية من ذاكرة غير خربة

    كلام زول مجمع ونص !

    حلقات يكتبها : هاشم كرار

    والشهود الاحياء لايمتنعون

    تلك كانت - فيما أظن - أول سابقة في تاريخ قضاة السودان : ان يحمل قاض كبير- بنفسه- حكما اصدره على متهم، بعد ساعات فقط من صدوره ، الى وسائل الاعلام !
    لست على يقين ، ما إذا كان القاضي الهمام ، قد حمل الحكم بنفسه- ايضا- الى الاذاعة والتلفزيون ، والصحيفتين الاخريتين ، لكني على يقين تام ، بأنه حمله الى صحيفة (الايام) !
    الزمان : الثلاثاء ، (15) يناير 1985
    المكان : الخرطوم ، مبنى تحرير (الايام) ، جوار مركز صحي الخرطوم ، الى الشرق بمقدار ( فرقة كعب) من شارع القصر . المبنى يفصله عن خلفية ديوان شؤون الخدمة ، شارع ضيق ، مزدحم باستمرار بالغبار ، والمارة ، والبكاسي ، وبائعي الشاي والجبنة ، في موقف بري .
    الوقت : حوالي الثانية والربع بعد الظهر ، او الثانية والثلث ، او قل الثانية والنصف .
    في مثل هذا التوقيت - من كل يوم ماعدا الجمعة - كنت سترى - ان كنت مارا او زائرا - شلة من ( ناس الأيام) ، في انتظار حسن حسين وعبد الله سائقي حافلتي التحرير ، وفي انتظار بوكسي المطبعة .
    كنت سترى - مثلا -( ناس ام درمان) على يمين المدخل : انعام محمد الطيب ، وعواطف صديق، ونفيسة احمد محمد ، والثنائي وفاء وهويدا عوض الله ، وفوزية محمد صالح ، ونجوى حسين ، واسامة سيد عبد العزيز ، ومصطفى ابو العزائم و... كنت - بالتأكيد - لن تحظى ب (شوفة) صباح محمد آدم .. صباح التي كانت تضع القلم ، في الواحدة ونص وخمسة ، و(تلفح) شنطتها و(تعزل) بمجرد أن ( يتاوق) لها من باب مكتب المنوعات ، خطيبها د. مضوي !
    ايضا، كنت سترى - ان كنت مارا او زائرا - ناس الديم والديوم والصحافات واركويت : فائزة شوكت ، وليلى ( الطويلة) ، وزهيرة ( المليانة) سكرتيرتا الاستاذ حسن ساتي.. والطريفي (
    بتاع الارشيف) .. وعيد (الجنايني) ، وثلاثي الكاركاتير : ابا يزيد ، وصلاح حمادة ، وبدر الدين (اذا كان قد جا وراجع الحصاحيصا) !
    في ذلك التوقيت - لو مررت امام تحرير الأيام - لكنت قد رأيت اخرين : الرشيد بائع الجبنة المتجول ، يدخل ويمرق ، حاملا صينية جبنته ( ال########ة جدا) ، ولكنت قد رأيت ميسرة ( الطويل الليهو حدبة) ، يحمل الكفتيرا الخدراء المطرقعة ، داخلا إلى الأيام او خارجا منها.. ولكنت قد رأيت من ناس الأيام : عابدين سمساعة (يكب الحنان) لإنعام بطريقة ناس الاربعينات .. ولكنت قد رأيت عمر اسماعيل ، بنظارته السوداء، يدخل ويمرق ، قلمه في اذنه ، مثله مثل اي نجار في الدنيا .. حسن الرضي بصلعته ( ينقنق) ( والله دي ماطريقة اصلو) .. يتلفت وفي يديه كمية من التحقيقات والمنوعات ، يفتش عبثا عن بوكس السكرتاريا .. فتح الرحمن النحاس ( يبصق سفة) او( يخت سفة) ، يحاكي بصوته الذي ( عتتتهو) جبنة الرشيد ( المعتته) - يحاكي لسان يلحدون اليه : لسان الخفير عبد الله الغرباوي ، اذ هو يرد على احد السائلين ذات يوم من ايام ( الأيام) عن عوضية يوسف : ( واللاهي اودية ساقتها النهاس وتلأت) !
    ايضا ، لوكنت قد مررت في ذلك التوقيت ، لكنت قد رأيت محمد لطيف بعينيه الزائغتين ، وقميصه نص الكم الفاتح باستمرار زرارتيه الفوق .. ولكنت قد رأيت صلاح دهب يدخن في ( برنجاية) .. ولكنت قد رأيت - احيانا - ود عابدين مع واحدة من محطاته ( الكبيرة) ، او رأيت عيسى الحلو يشحد ، بطريقته التليدة ، في سيجارة : محركا كالعادة سبابته وخنصره معا - وبينهما شوية انفراجة - يحركهما جيئة وذهابا ، قريبا جدا من شفتيه .. ولكنت قد رأيت عبد القادر حافظ بعينيه الكبيرتين .. ولكنت قد رأيت ، مرتضى الغالي يخرج بسيارته قليلا .. قليلا الى الخلف .. عيناه الذكيتان تقولان لهذه ( والله موت ) وتقولان لتلك ( موت والله .. موت !) والى جواره ، في المقعد الامامي نجيب نور الدين يدندن : ( امهد ليك تتخلص مني) !
    لوكنت مررت في ذلك التوقيت ، لكنت قد رأيتني أنا .. ولو كنت رأيتني لرأيتني لست انيقا ، ولست مبهدلا كما ينبغي .. امسح احيانا بيدي شعر رأسي المنكوش ، وابرم احيانا شعيرات منه في القطاع الامامي من الدماغ .. و( قطع شك) لوكنت قد رأيتني في مثل ما أنا فيه في ذلك التوقيت ، لكنت قد قلت في سرك ، عني ، بتعبير الثمانينات ، ان هذا الزول (ما مجمع) وسط كل هذه ( الهيلمانة) .. ولو كنت انت ، من الذين أن يجيئوا الى الثمانينات من ( الفين وخمشة سوداتل ) لكنت قد قلت عني إنني ( خارج الشبكة) !
    لم اكن لم اكن ( ما مجع)
    كنت ( مجمع ونص) ،
    كنت جزءا ، من تلك الهيلمانة كلها ..
    وكنت جزءا اصيلا من ( الأيام)
    و( الأيام) يا صاحبي ، تأتي لمثلك في كل يوم بالاخبار ، ومثلك بالأخبار ما كان ل(الأيام) ، في ذلك التاريخ ، ان تزود !
    ( سييييييييك) وقفت امام مكتب تحرير ( الأيام) في ذلك التوقيت - الذي حدثتكم عنه - ( تويوتا دبل قبينة ) براند نيو:
    إنفتح الباب اليمين ، ونزل ..
    الجلابية البيضاء ،
    والعمة،
    والملفحة،
    والمركوب ،
    و.... ( أمك) ده المكاشفي ذاتو !!!
    كان المكاشفي (بعبعاً مخيفا) في تلك الأيام .
    كنت - ما أن تراه – حتى ترى فيه قطع اليد، والقطع من خلاف، والصلب والجلد، ويقف شعر جلدك كله، وتوشك من شدة خوفك أن تعطيه (عجاج كرعيك) من المكان الذي هو فيه، والمكان الذي هو فيه كان - للأسف- بمساحة مليون ميل.. مليون ميل (تقطع نفس خيل القصائد)!
    لو قلت لكم صدقوني: لو أن عفريتاً انشقت عنه الأرض - كما يقول الطيب صالح – وابتلع واحداً من شلة الأيام، التي كانت تقف في ذلك التوقيت أمام الدار، لما كان يمكن أن يثير كل ذلك الخوف الذي استبد بتلك (الهيلمانة) في ذلك التوقيت، الذي حدثتكم عنه.. لكنه.. المكاشفي طه الكباشي !
    فجأة ، (كّشت) زهيرة ، كما لو فأجاها (رجيمٍ قاٍس) تنزل عليها ، بغتةً من السماء . (قِصرت) ليلى الطويلة بمقدار (متاوقة أو متاوقتين) : زرّر محمد لطيف الزرارتين .. (دارت) فائزة شوكت عينيها الضاحكتين و(دارت) قفشةً كانت تحوم في خاطرها الجميل .. بلع النحاس السفة، ولسان عبد الله الغرباوي .. (نملّ) جلد انعام .. كف سمساعة عن كب الحنان، وكف عن استدراكاته الشهيرة : استدراكاته تلك التي يقلب ، في كل واحدةٍ منها، الألف عيناً (عٍلا ، عٍلا عٍلا) ليعل انعام ، ويعلنا نحن جميعاً ، ويعل حتى كل حرف ليس هو من حروف العلة!
    لم أكن – كما قلت لكم- (ما مجمع )
    كنت (مجمّع وٌنص): في تلك اللحظة ، ابتسمت في سري ، وأنا أتخيل صديقي نجيب نور الدين: لو كان إلى جوار مرتضى في تلك اللحظة، ما كان ليمكن ، اطلاقاً، أن يدندن ب ( أمهد ليك تتخلص مني .. ألقى خطاي تجمعني معاك ) ولما كان يمكن أن يحلم - مجرد حلم – ب ( نجوم بعيدة) !
    مر المكاشفي ، سريعاً، إلى الداخل ،
    ومرت وراءه ، عيوننا .. و..... (خبّ) خلفه ب (شلاقته) التي نعرفها جميعاً فيه ، صديقنا أبو العزائم وهو يرفع، بسبابته اليسرى، نظارته الطبية ، ويرفع بإبهاميه وسبابتيه ، في وقت واحد ، من وقت لآخر، بنطلونه .
    (لحق) أبو العزائم ، المكاشفي ، في الحوش الصغير الذي يقودك مباشرةً إلى مكتب الرياضة ، وكان ود الشريف يدندن في سره - في تلك اللحظة – على رائحة كدوس عمنا عمر عبد التام
    (بناديها،،،
    (بناديها،،،
    (وبعزم كل زول .. يرتاح
    (على ضحكة عيون ... فيها)!
    دخل المكاشفي (يفتش )
    و( يسأل)
    لكن ، المكاشفي ، ليس هو عمر الطيب الدوش ، ليفتش في التاريخ ، محل الخاطر الما عاد .. أو ليفتش في الأعياد ، وفي أحزان عيون الناس، وفي الضل الوقف ما زاد!
    كان المكاشفي يفتش ويسأل عن الأستاذ حسن ساتي ، رئيس تحرير الأيام.
    (طايبه) أبو العزائم، وقدم إليه نفسه
    - أهلاً أهلاً أبو العزائم .. كيف صحة والدك ؟ ووين.. حسن ساتي ؟
    (فات) على أبو العزائم، أن يجيب على السؤال الأول. (استعدل) نظارته وأجاب على الثاني:
    - والله يامولانا ، لو ما خايف الكضب، كنت حأقول ليك في اللحظة الإنتو جيتو بجاي ، أستاذ حسن لف بجاي !
    (استعدل) أبو العزائم – مرة أخرى – نظارته وهو يقول للمكاشفي: اتفضل يا مولانا.. أتفضل!
    - شكراً .. معليش .. بعد ده ماشي الإذاعة ،، والصحافة ، و......ده خبر تأييدنا في محكمة الاستئناف لاعدام محمود .. بالله ضروري ، تدوهو حسن .. حسن ساتي !
    أبو العزائم ، في زحمة انشغاله برفع نظارته .. وفي زحمة انشغاله بالخبر، لم ينس أن يقول للمكاشفي: (بارك الله فيك يا مولانا) وإن كان قد نسى ، أن يقول له: ( والله ، لو مابخاف الكضب، أقول ليك الخبر ده عندنا، من بدري يامولانا)!
    الخبر (بالفعل كان عندنا من بدري) كان قد حمله إلينا مندوب الأيام، الذي كان معنياً بمتابعة أخبار المحاكم، وأبرزها، في ذلك اليوم محكمة الاستئناف.
    أترك للقارئ ، أن يفسر (شلاقة) المكاشفي ، القاضي الهمام ، الذي تحول فجأة إلى مندوب أخبار .. أترك له ، أن (يخُرج) ما يشاء من التخريجات ، لهذه (الشلاقة) أو الخفة القضائية : أترك له أن يقرأ ما بين سطور ذلك كله ، وأعود إلى ... ( الأيام)
    خرج المكاشفي .
    انفتح الباب اليمين للتويوتا البراند نيو ، وانسد .. (انسابت) و ................... (ختّت ) زهيرة نفساً ثقيلاً ، كانت قد شالته وقتاً طويلا ، وعادت القفشة الحلوة ، تحوم في خاطر فائزة شوكت ... خاطرها الجميل !
    ناولني أبو العزائم الخبر.
    - يا أبو العزائم ، الخبر ده... عندنا.
    - معليش .. معليش.. بس إنت أديهو حسن، وقول ليهو المكاشفي ........
    و... قبل أن يكمل أبو العزائم جملته، أسرع يدخل جسده ، في (حافلة ناس أم در) التي كانت توشك أن تتحرك .
    (تآمرت) نفيسة أحمد محمد ، وانعام، على أبو العزائم : اصطنعت انعام الجدية، وهي تقول له: (والله ياأبو العزائم، لكن بالغت والله : تدي الخبر لهاشم كرار ؟! انفجرت تضحك : (لومني يا أبو العزائم ُبكرة ، لو هاشم ما نسى ليك الخبر مع (روجيتا) ، أو مع عبد المنعم شتلي في مركز الأمم المتحدة ... أو في مطعم البربري !
    حديثٍ إنعام ، لم يخلي الفار ، يلعب فقط في عٍب ابو العزائم . رأيته – الفار – يلعب في عينيه أيضاًَ وهو يخرج وجهه من نافذة الحافلة ، ليقول للنحاس : (النحاس .. النحاس : ذكّرو بالله .. ذكّر ذكّر هاشم !)
    راحت الإثنتان – نفيسة وإنعام- تموتان من الضحك – وهما يريأن الفار، يلعب أكثر وأكثر، في عيني أبو العزائم ، والنحاس يرد عليه، بلسان الذي يلحدون إليه: (أودية أودية ساقتها النهاس ، وتلأت!)
    حاول أبو العزائم ، أن يطرد الفار الذي راح يلعب في عينيه ، فلعب فار آخر في صوته ، حين مده، وهو يبتسم ليقول: (غايتو ما عارف.. لكن الخبر لو ما نزل بكره، المكاشفي ح.. ح .. يعلوكم انتو الاتنين بالدرة!
    في تلك اللحظة (ادّاها ) حسن حسين (أبنص) تقيل .. جفل أحد المارة ، وراء الحافلة، فانفجر عيد الجنايني يضحك، ويضحك، فيما راحت أنياب الخفير محمد صالح البارزة أصلاً ، تبرز أكثر، وأكثر !
    راح حسن حسين يدوس ، مرة مرة ، على البنزين، ومرة مرة على (البريك) ، وهو يوزع عينيه بين مرايتين .
    كانت الحافلة ترجع ،
    ترجع إلى الخلف، وتقيف
    ترجع ، وتقيف
    ترجع ، وتقيف
    ترجع ، (تيت تيت تيت تيت تيت) منبهةً بهذا (البوري) الخفيف ، المارة في الوراء .
    استعدل ،
    أخرج حسن حسين ، شريطاً من جيبه ، (دقّّاه) مرتين في (الدركسون) قبل أن يدخله في (ريكوردرو) السنين :
    أخرج رأسه ، و (كورك) :
    - يا ود الشريف، ياود الشريف
    و..... حين ركز ود الشريف، ضحك حسن حسين:
    - هاك : هاك (بناديها) دي !
    وفتح سريعاً ، (ركوردرو ) السنين إلى الأخر : أنا أم درمان .. أنا السودان.. أنا الدُر البزين بلدي .. أنا البهواك سلام وأمان ... وأنا البفداك يا ولدي!
    إمتلاً الشارع الضيق ، المزدحم باستمرار بالغبار، والمارة ، والبكاسي ، وباعة الجبنة والشاي والمساويك – امتلأ (لليفة) بصوت الفرجوني : أنا أم ردمان .. أنا السودان...
    في تلك اللحظة بالتحديد (وكان المكاشفي لا يزال في ذهني ، شايل بنفسه خبر محمود للأيام ) في تلك اللحظة (وقعت لي يا دوب) جملة فات عليّ أن (أفهمها طايرة) في وقتها : جملة (فكّتها ) لي الأستاذة بدرية سليمان عباس ، كبيرة المستشارين القانونين برئاسة الجمهورية.
    كان ذلك ، قبل محكمة المهلاوي .
    كان قبل منشور (هذا أو الطوفان)
    كان قبل ذلك بزمن ، زمن :
    دخلت القصر
    كنت ، في ذلك التوقيت مكلفاً بتغطية أخبار وزارة المالية ، ورئاسة الجمهورية، و...... و..........
    دخلت ،
    قلت لنفسي : قبل أن (أطلع فوق) حيث متابعة لقاءات (الريس) لأسلم على الأستاذة بدرية، (وأشوف بالمرة أخبار إدارتها)
    كنت أعرفها ،
    أعرفها من زمن أن كان الأستاذ السباعي كبيراً للمستشارين القانونين ، وكانت هي في مكتبه (التربيزة قصاد التربيزة) مستشارة قانونية.
    في ذلك الزمن ، كنت أتردد على مكتب السباعي يومياً . كنت أحياناً أحمل كتابا،ً أو كتيباً، من كتب الجمهوريين .. كتاباً أو كٌتيباً ، اشتريته وأنا في الطريق إلى القصر ، من حلقة نقاش ، كان يديرها يومياً الأستاذ دالي ، في الشجرة المقابلة لوزارة الخارجية.
    - إنت يا هاشم جمهوري وللاّ... شنو؟!
    سألني هكذا ، ذات يوم الأستاذ السباعي ، وكنت في مكتبه ، جالساً في أحد الكرسيين الأسوديين ، المواجهين لباب المكتب ، وكانت في يدي (كباية كركدي) من كركدي القصر الشهير
    - والله ياخي ... أنا ما جمهوري .. لكن حصل إنت قريت ليهم؟!
    - تقريباً ، مرة أو .. مرتين.
    - وإنتي يا بدرية ؟!
    - شوية.. شوية كتب كدة !
    قلت للسباعي: (والله غايتو) .. الناس ديل جديرين بأن نقرأ لهم .. الجمهوريين ديل ناس محترمين جداً في أفكارهم ،
    وأهديت السباعي الكتاب الذي كنت أحمله .
    مرّ زمن ...
    (اترقى) السباعي ، أصبح وزير دولة في القصر الرئاسي ، مكتبه (فوق) ، وترقت هي (الأستاذة بدرية) – فأصبحت كبيرة المستشارين القانونيين.
    حدث ذلك ضمن ترتيبات قوانين سبتمبر .. الترتيبات التي جاءت بالنّيل أبو قرون ، قاضياً برئاسة الجمهورية ، وجاءت بالأستاذ عوض الجّيد محمد أحمد مستشاراَ قانونياً (في تربيزة السباعي المقاصده تربيزة بدرية)
    ما علينا،
    نقرت الباب (باب مكتب بدرية وعوض الجيّد) ،
    فتحتو .. وسريعاً جداً قلت (سوري) وسديتو :
    كان النيّل أبو قرون ، وعوض الجيّد ، جالسين بين التربيزتين ، فوق سجاد عجمي أحمر ، وبينهما أوراق مبعثرةُ، كتيييييرة.. وكانت الأستاذة بدرية واقفةً ، على جانب مكتبها، قريباً من الباب ، ولا أدري إذا ما كانت هي - في تلك اللحظة- كانت تهُم أن تمرق ، أو تهُم أن تجلس ، أو ....
    أذكر جيداً ، أنني ، قبل أن أقول (سوري) وأسد الباب ، كانت قد قابلتني ، في تلك اللحظة، عينا عوض الجيّد .. أذكر جيداً ، إن أبوقرون اتلفت ، يعاين ..
    كانت العيون الأربعة (مهجومة) !
    (سوري) و.. سديتو!
    لم يكن من اللائق – بالطبع- في مثل هذه الحالة ، أن أدخل ، أو أن أظل واقفاً في الباب .
    (سديتو)!
    مشيت خطوات ، في (الكوريدور) الضيق ، قبل أن يلحقني صوت الأستاذة بدرية ، ينادي ... ينادي عليّ.
    رجعت .. سلمت ، وكانت هي بقرب الباب ، والباب مسدود.
    - صاحبك (انتهى)!
    هكذا ، دون مقدمات ، فاجأتني الأستاذة بدرية، في تلك اللحظة، بتلك الجملة الغريبة ، وهي تمرر سبابتها على عنقها من اليسار إلى اليمين
    افتكرتها تتحدث عن بدر الدين سليمان ، الذي كنت أتردد على مكتبه متابعاً أخبار وزارته .
    كان بدر الدين، في تلك الأيام ، قد تكدرت علاقته بالنميري ، خاصةً على صعيد اللجنة الشعبية للاتحاد الإشتراكي .. اللجنة التي كان قد كونها النميري برئاسة بدر الدين ، بعد أن حلّ الاتحاد الاشتراكي (العظيم) !
    - صاحبي – بالمناسبة هو اللي زهج ، وقدم استقالتو !
    - لا ، لا .. ما صاحبك دا (وأشارت بدرية في تلك اللحظة بابهامها للوراء حيث وزارة المالية ) قبل أن تردف : صاحبك التاني !
    حاولت أن أفهم ،
    ما فهمت .
    رحت أسألها : صاحبي التاني؟! صاحبي التاني .. منو؟ !
    - أمشي ... أمشي. أصلو ... عمرك ما حتفهم!!!
    لم تنتظرني ، الأستاذة بدرية ، ريثما أحاول أن أفهم.. ربما كانت متأكدة بإنني أصلو ما حأفهم... دخلت و... وسدت الباب!
    مشيت ،
    (طلعت فوق) ، وما فاهم شئ.
    نزلت ، وما فاهم شئ .
    مرّ زمن ... وما فهمت شئ .
    صدر المنشور (هذا أو الطوفان) ، أعتقل محمود والأربعة ،، وما فهمت شئ !
    حكم عليهم المهلاوي بالاعدام ، وما فهمت شئ !
    رُفع الحكم إلى الاستئناف ، وما فهمت شئ!
    ما فهمت شئ
    ما فهمت.
    حتى ، إذا ما جاءت تلكم اللحظة ، التي حدثتكم عنها : اللحظة التي انبهل فيها صوت الفرجوني ب (أنا أم درمان.. أنا السودان ) من (الريكوردر) السنين ، وكان المكاشفي ، لا يزال في ذهني بجلابيته وعمامته وملفحته ومركوبه ، شايلاً بنفسه خبر محمود إلى الأيام ---- حتى إذا جاءت تلكم اللحظة التقطت فجأةً جملة بدرية (صاحبك انتهى) ، والتقطت معنى أن تمرر سبابتها على عنقها ، إذ هي تقول ما تقول ، والباب مسدود ، وعوض الجيّد وأبو قرون فوق السجاد العجمي الأحمر ، والورق المبعثر .. كتيــييير !
    الآن، الآن فقط ، (وقعت لي) الجملة.
    قّّّرّب أقع ، سندت نفسي ، وفي تلك اللحظة – بالتحديد أيضاً – خطرت لي خاطرة : أن أستف حلقي بالكوراك ، أقيف في نص الشارع ، واكورك.. أكورك .. أكورك .. أكورك : أيا.. يا أم دردمان زولك انكتل .. يا السودان هوي الزول ، الزول انكتل..
    آناس
    آ الغبيانين
    الزول انكتل ،
    الزول
    الزول انكتل، في حوش (هوس) ناس النميري ، والترابي، والمهلاوي، والمكاشفي ، وحاج ماجد وحاج نور!
    الخاطرة لكعت،
    خبتّ،
    جرت،
    جرت دُغري من مخي للحلق،
    في نص الشارع، وقفتَ
    حلفت بتربة أبوي ، وحيات أمي
    أفتح ليها..
    سجن سجن – يا زول – غرامة غرامة!
    فتحت ليها أم بناياً قش:
    وقفت أكورك،
    وأكورك،
    وأكورك ،
    عٍلا.. عٍلا الكواريك بت الحرام ، أبت ،
    ستين أبدين أبت .. أبت تطلع،
    كان الحلق..
    حلقي كان نشفان،
    وكان ..
    وكان حلق النيل تحاريق !
    أقولك ، ما ختيت نفساً شلتو،
    ما اتلفت تب،
    تفيت عديل في الخشم.. خشمي،
    لعنت أبو خاش خاشين الحلق والنيل،
    لعنت أبو.. أبو الكوراك ال######## ،
    الخول الما عندو مروّة ،
    واتلفت..
    اتلفت أكوس الغيرو ..
    كانت خلايق الله، علي العليها
    مشدوهة ،
    مشدوهة في الفيها
    (ناس تدفر ، وناس تطفر)
    ناس تدقس ،
    وناس تكدس،
    وناس تكابس ،
    تكابس ،
    تكابس،
    وناس تدوس،
    و (الجرائد ، حوامد شواكر..
    (تسبح بحمد الذي ....
    (وما فيها شئ !)
    كرهت نفسي ،
    مرقت منها ،
    أجرى وأكوس،
    أكوس قدّام ، ولي قدام ،
    جاي وجاي ،
    التكتح ما في،
    بس (دقناً وشُنب
    تايوتا تكُب ، في الميضنة !)
    شلت حسي :
    (يا حاج تُلب ، وين الحتُرب الكانوا تُلوب؟!)
    ياحاج تلب،
    يا حاج تٌلب،
    يا....
    (ديل صبحوا قُرب ، أو أضحوا جُنب، في الميضنة!)
    بطني الطامة ،
    طممت – تاني – بطني،
    وكان ،
    وكان، درب الرجوع، أسرع..
    ولقيت ، ولقيت ناسي :
    عمر إسماعيل، ضهبان ومودّر..
    مودر، يكوس،
    تكوس؟
    تكوس في شنو،
    ودايربو شنو؟!
    يكوس ،
    يكوس وفي (أضانو) مغزوز (الناشف) ،المابزيل بلم!
    النحاس ، متربس خشمو بالتمباك ، ولسان الذي ....
    وحسن الرضي ، الزول الرضّي ، في نقنقتو :
    (والله دي ما طريقة أصلو،
    والله دي أصلو ،
    ما طريقة شغل دي !)
    وبوكسي السكرتاريا السجم ،
    مقطوع طاري، ولا ...
    ولا ، ولا من شاف!
    وعابدين،
    عابدين سمساعة يكُب ،
    يكُب في (حنان حنانو)،
    لا بجيب لا بودي،
    في غير الفيهو ، أصلو ، أصلو ما هامي ،
    (عٍلا ، عٍلا ) ياحليلو ، في ديك اللحظة كب الجرسة ،
    كب الجرسة ل (اللدتنا قفاها اللعوج)،
    وكنتكت : (باي)!
    وكنتكت تاني: أنا أم درمان ،
    وكنتكت تالت : أنا السودان ،
    وكنتكت لآفة : أنا البفداك ياو لدي!
    (.........)!
    (.........) في الفرجوني،
    (.........) في أم درمان،
    (.........) في السودان،
    (.........)يت،
    و .. آآآخ .. تُف، تفيت !



    (فات) العصر ،
    (ولى المسا) ..
    وعادة في مثل هذا التوقيت ، من كل يوم ، يصبح مكتب تحرير الايام ، في الخرطوم ، (غير) . يصبح الى غير ماهو عليه في اي نهار .لو جئت الى (الايام) في ذلك التوقيت ، لقلت إن (الايام) تحتويها رعشة البكاء ، تلك الرعشة ، التي هي (لزمة) من (لزمات) الغنا السمح في خشم ،،، خشم سيد خليفة !
    في ذلك التوقيت، لاصحفيين (كتار) ،
    ولا (موت.. والله موت!) ":
    لاصباح ،
    ولا انعام ،
    ولا نجوى حسين، ولا عواطف ،ولا.. ولا فائزة شوكت تحوم .. تحوم في خاطرها (خاطرا الغالي) دعابة حلوة ، او قفشة مشاغبة ، او طرفة مليحة !
    قي ذلك التوقيت ، (تصن) المكاتب : ليس من صوت ، إلاصوت صرير اقلام عمك عمر عبد التام ، وابوشنب ، ومصطفى عالم في مكتب الرياضة .. وليس من صوت إلا صرير اقلام (ناس الاخبار) ، في المكتب ( الفوق ) الفاتح على مكتب حسن ساتي .. وليس من ضحكة (تحت) إلا ضحكة احمد البلال الطيب ضحكته في مكتب التحقيقات ، على التلفون، مع وزير - بالطبع - او مدير .. ضحكته تلك العالية الشهيرة التي تخرج ها ها،،ها ها ،، هكذا بالقطاعي ، من بين لهاته وجيوبه الانفية ، ويقطعها هو - فجأة- ل(يخش) في حديث اخر !
    ذلك الوقت ، في الايام ، هو وقت (الزنقة) : الوقت الذي تكون فيه المطبعة ، في بحر (فاتحة خشما) ، لاخر الصفحات : الرياضة والاولى
    كانت في ذلك الوقت ، تلفونات الاخبار ، ترن من وقت لاخر :

    - صحي ، محكمة المكاشفي أيدت اعدام الاستاذ محمود ؟!
    كان ذلك هو السؤال ، بين كل رنة تلفون ، ورنة تلفون ، وكان السائل - على الجانب الاخر على الخط - هو كل من (فاتته) نشرة الساعة تلاته ، ونشرة خمسة ، وسمع بالخبر ( من جاي اوجاي) ، واراد ان يتأكد .
    كان الخبر (الذي كان عندنا من بدري) ، واصر المكاشفي طه الكباشي ، ان يجئ به الى الايام بنفسه ، (ناهرا اليها ) دبل قبينة موديل 85 براند نيو ، في ذلكم النهار الذي حدثتكم عنه .
    كان الخبر الذي سلمه هو ، لابو العزائم .. كان لايزال في جيبي ،
    وكنت اعرف انه ، لن ينشر !
    - (افتكر إننا لاننشره)
    كان ذلك ( إفتكار) ، بل قرار استاذ حسن ، اول ما جاء بالخبر (كداري) مندوب الايام ، من محكمة الاستئناف طوارئ ، في الخرطوم نمرة 2 .
    قرار الاستاذ حسن ، كان قد قال به (تحت تحت) ، لحلقة ضيقة جدا ، كنت فيها ، ولم يكن فيها البلال ، ولم يكن فيها الاستاذ تيتاوي ، نائب رئيس التحرير!
    كان (فهم) استاذ حسن ، الذي اتفقت معه فيه الحلقة الضيقة (مرتضى الغالي ، وعبد القادر حافظ ، ونجيب نور الدين ، وشخصي) إن في نشر الخبر محاصرة لرئيس الجمهورية ، في (الزاوية الضيقة) ، ذلك لان الحكم بالاعدام الذي سترفعه للرئاسة ، محكمة الاستئناف العليا طوارئ ، هو حكم (حدي) ، ولايجوز (حتى للنبي الكريم ،ان يبطل حكما حديا ، ناهيكم عن جعفر نميري دا!)
    كان (فهمه) ألا (نزنق) نميري بالنشر .. أن (نعطيه هامش حركة) .. ان (نخليه يتصرف دون احراج ، يضع الحكم في درجو ، او يلغيه ، او يلقيه في سلة المهملات !)
    لو انني - ( الاصلو ) عمري كلو (ما حا افهم) ، كنت قد فهمت ، من زمن ، جملة الاستاذة بدرية ، تلك التي قلت لكم انها كانت قد (فكتها) لي ، امام الباب (الفتحتو، وقلت سوري، وسديتو) - لكنت اذن ، قد قلت لاستاذ حسن ، في تلك اللحظة التي كان يفهمنا فيها (فهمو) لعدم النشر :
    -يا استاذ حسن ..يا أخ ... درج شنو ، وسلة مهملات شنو .. لقد قضي الامر الذي فيه تستفيان !
    تخيلته ، في تلك اللحظة ، كان سينهجم ،
    تخيلت نفسي ، اقول ايضا بأسف :
    - يا استاذ حسن ، يا استاذ .. لقد رفعت الاقلام ، وجفت الصحف !
    تخيلته : طان سيلتقط شيئا ، بفطنته التي اعرفها فيه ، غير انه كان سيسألني اولا ، بعينيه الذكيتين اللتين (اكلهما نمتي العفاض ) كما قال عنهما ذات توصيف جميل صديقي نجيب نور الدين ، قبل ان يسألني بصوته (التلفزيوني) :
    -انت يا هاشم عنك حاجة ؟ اتصور (في الحته دي) عنك حاجة دايرتقوله !
    في (الحتة ديك) كنت سأقول له ، ان نميري الذي تريد ألا (نزنقو) بالنشر ، و ( نخلي ليهو هامش حركة) هو نفسه النميري الذي صدق على الحكم من زماآآن .. من قبل ان يصدر الجمهوريون ( هذا أو الطوفان) ، وقبل ، قبل اعتقال الاستاذ محمود والاربعة .. وقبل محكمة المهلاوي .. وقبل محكمة المكاشفي ، وحاج ماجد ، وحاج نور !
    تخيلته كان سيقول : دا كلام شنو دا؟!
    تخيلته : ]اخذ بيدي - دون ان يستأذن من الثلاثة الاخرين ، في الحلقة الضيقة (تعال تعال ) ويطلع بي ، فوق ... الى مكتبه !
    اخذتني ، من ( خيالاتي) - وكنت فوق في مكتب الاخبار - ضحكة من ضحكات البلال الشهيرة ، في مكتبه (التحت)
    انتبهت
    انقطعت الضحكة
    انتبهت اكثر : كانت ثمة خطوات لاهثة ، (تربرب) رب رب رب، في درجات السلم الخشبي ، المغطاة بموكيت احمر قديم . كانت تلك هي (ربربة) خطوات الخفير عبدالله الغرباوي. كانت تلك هي خطواته ، باستمرا ، في مثل هذا الوقت - تقريبا - وفي هذا المكان ، كل يوم . كانت خطواته عادة تلهث ، الى فوق ، وفي يده مفاتيح، ليفتح باب مكتب رئيس التحرير ، اول ما يظهر هذا الاخير .
    ظهر ،
    رأيته بانفي اولا ، قبل ان اراه ، بعد ثانيتين ثلاثة بعيني الاثنتين (هاتين) : كانت قد سبقته الى فوق (ريحتو) المفضلة في تلك الايام، والتي كنت اظن انها ، ما كان يمكن ، ان تروق له اطلاقا ، لولا ان اسمها كان يداعب اعتدادا بنفسه هو
    : اعتدادا يراه الاخرون ، غرورا فيه .. في حسن ساتي . كانت الريحة ريحة (ون مان شو) !
    (مساني بالخير) ، ومسيتو .
    - ايه الجديد عندكم ، في ..في الاخبار!
    كان الخبر ... الخبر الذي جاء به للايام ، المكاشفي - بنفسه - لايزال (مرميا في جيبي) .
    - لا جديد ، لولا ان المكاشفي ، جاء بالخبر بنفسه ، الى الايام ، وقال .. .
    قاطعني استاذ حسن ، بعد ان التفت ، وكان تلك اللحظة ، قاب خطوتين ، او ادنى، من كرسيه .
    - قلت المكاشفي قال .. قال شنو ؟
    - طبعا ، قال يدوك ليهو ، للنشر !
    - للمشر ؟!(رمى حسن ساتي هذا السؤال - هكذا - استنكاريا ) قبل ان يبتسم هزوءا، او في مرارة ، وهو يقول
    - كلام غريب والله .. هم كمان دايرين يبقوا رؤساء تحرير .. وفي رؤساء التحرير ، دايرين يبقوا رئيس تحرير
    الايام ؟!
    قال ما قال ، و(تحكر) في كرسيه ، فيما ملأت المكتب كله ، في تلك اللحظة ، ريحة ( ون مان شو) !
    عجبني ،
    ولوكنت انت ، انا ، في تلك اللحظة ، لكان قد عجبك ، ايضا !
    ذلك هو - حسن ساتي- رئيس التحرير الذي يعجب .. والذي كان ليعجبك كثيرا جدا، لو كنت انت ، واحدا في (فريقه)، واحدا في (كتيبة)الايام .
    في تلك اللحظة ، دخل عبد القادر حافظ ، الذي كان يدير الاخبار ، في تلك الايام ، سلم و...
    - طبعا يا استاذ ، اظنك عرفت الحصل !
    - آي .. كلمني هاشم .. دي حاجة .. حاجة تقرف والله !
    - ننزلو؟!
    - ننزل شنو ! دي جريدة دي ياعبد القادر حافظ .. دي جريدة الايام ، الرئيس تحريرها حسن ساتي ، وليس المكاشفي ..جريدة شغالين فيها انتو يا عبد القادر ، ويا هاشم ، ويا ...
    وصمت للحظة ،و..
    - لا ..ما ينشر ، للاعتبارات ال..............قبيل قلناها !
    و......
    و......
    حمل محرر السهرة - كالعادة - في تلك الليلة ، اخبار وخطوط ومانشيت الصفحة الاولى ، الى بحري حيث المطبعة ( الفاتحة خشما) ولم يكن من بين الاخبار ، الخبر .. الخبر الذي حمله للايام -بنفسه- المكاشفي ، واذاعته الاذاعة ثلاث مرات ، وتصدر نشرة التلفزيون ، في التاسعة !
    في صبيحة اليوم التالي ، خرجت الصحافة تحمل الخبر ، وكذا خرجت جريدة القوات المسلحة ، فيما كانت ، الصفحة الاولى ، في الايام سوداء ، من غير سوء !
    تخيلت (حالة) المكاشفي ، في ذلك الصباح .. و.. اترك لكم ، ان تتخيلوها انتم ، وهو يقلب الايام ، رأسا على عقب ، يفتش .. يفتش عن الخبر ، حتى بين اخبار الوفيات ، ولا .. خبر ..الخبر الذي (نهر) به ، الى الايام التايوتا السنينة ، الدبل قبينة .. التايوتا البراند نيو !
    بالتويوتا، التويوتا موديل 85، الدبل قبينة، السنينة، البيضاء، البراند نيو.. عاد: عاد خبر تأييد حكم اعدام الاستاذ

    محمود، الي الرجل الذي كان قد أيد الحكم من زماان.. من قبل «هذا أو الطوفان»!

    كان الحكم بالاعدام قد خرج من القصر - مباشرة - بعد المنشور الى محكمة المهلاوي في أم درمان.. ومنها خرج

    - سريعا جدا - الى محكمة المكاشفي في «نمرة 2».. ومنها بالتويوتا السنينة عاد (عائد، عائد يا نميري) الى قصر

    الشعب!

    ذلك هو النميري،

    وتلك هي طريقته،

    هو دائما هكذا: (يرفع الكورنر، ويجري.. يلحق الكورة، عالية، في خط 6 ينط، يديها شبّال، ويعلقها هناك.. في

    الثمانيات!).

    ما بين القوسين، نكتة.. والنكتة كانت لكيجاب (كوروكودايل آفريكا). اذكر أنني التقطها منه، ذات يوم من أيام (الأيام)

    و(أنا داخل مكتب الرياضة لأولع سجارة):

    كان هو - كيجاب - بقامته الطويلة و(خضرتو)، واقفا في نص المكتب، يحكي.. يحكيها. كان يحكي فيها بصوته،

    ورجله.. ثم برجليه الاثنتين معا، ورقبته ورأسه.. وكان القون.. القون الذي اهتزت شبكته بالشبّال، هو خشم باب

    المكتب، الذي كان واقفا، في زاوية منه في تلك اللحظة- ماسكا بـ (حلقو) بإحدى يديه، عمك.. عمر عبدالتام،

    و(فاطرو) القديم يلمع - مرة مرة - في خشمو!

    نكتة كيجاب، تلك التي لخصت حكم الفرد النميري، كان يمكن ان تكون نكتتي أنا، أو نكتتك أنت، أو نكتة آمال

    عباس، ذات نهاية مؤتمر للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي (العظيم):

    كان يترأس المؤتمر رئيس اللجنة نميري.. والذي هو -بالطبع - رئيس الاتحاد الاشتراكي ورئيس الجمهورية.

    انتهت الجلسة الختامية - كالعادة - بتوصيات، ورفعها المؤتمر الى رئيس اللجنة، و.. دوى التصفيق،

    نقر،

    نقر،

    صوت المايكريفون، نقرتين.. ثلاثة و.. خرج صوته التقيل:

    - توصيات لجنتكم الموقرة، هذه.. سيرفعها رئيس لجنتكم الى رئيس الاتحاد الاشتراكي العظيم.

    . شعت أسنان المؤتمرين، بالابتسام. ابتسم هو، النميري، قبل ان يقول:

    - بالطبع، رئيس الاتحاد الاشتراكي (ابتسم) سيرفع توصياتكم لرئيس الجمهورية (ابتسم وهو يؤشر بابهامه على

    صدره فضحكت القاعة) ولا يملك رئيس الجمهوية إلا ان ينفذ هذه التوصيات، ذلك لأن الاتحاد الاشتراكي العظيم،

    هو السلطة الأعلى.. هو التنظيم الذي يعلو ولا يعلى عليه!

    ذلك هو النميري..

    النميري الذي (اختفى) في هذا اليوم الاربعاء 17 يناير.. اليوم الذي فتح فيه المكاشفي (الأيام) من (صباحا بدري)

    وراح يفتش فيها.. يقلبها (يوما يوما) رأسا على عقب.. يفتش، يفتش عن الخبر، الذي حمله اليها - هو بنفسه

    - للنشر، ولم ينشر في هذا اليوم، الأربعاء!

    في ذلك اليوم لا في الصباح ولا الساعة اتنين ولا ما بين ذلك - لم (توقوق)وقواقة موكب نميري في شارع المك

    نمر، ولم (توقوق) في شارع القصر، ولم (توقوق) في شارع النيل،

    في ذلك اليوم لم يكن في القصر،

    وفي في الاتحاد الاشتراكي،

    ولا في قاعة الصداقة،

    ولا مكتبه في القيادة العامة،

    كان (اختفاء) نميري مخططا، ومقصودا،

    لا، لا، لم يكن (اختفاء)،

    كان (اخفاء)،

    وكان تغييبا..

    وكان القصد من هذا (التغييب) هو ألا يلتقي النميري أحدا، مهما كان (حتى يتم هذا الأمر)، ذلك لأن (أولاد

    الذين) الذين اصدروا حكم الاعدام على الاستاذ من زمآآن كانوا خائفين جدا ان يغير (هذا الذي لا رأي له) رأيه

    (قبل ان يتم (هذا الأمر): الحكم (الحدي) واذاعة هذا الحكم على الناس، و... تنفيذه!

    كان هنالك كثيرون- سودانيون وغير سودانيين - ممن كانوا في ذلك اليوم وفي ايام قبله، يطلبون لقاء النميري،

    في مظانه الرسمية: القصر والقاعة والاتحاد الاشتراكي والقيادة العامة، ليلتمسوا منه الا يتورط في قتل الرجل..

    الرجل الشيخ السبعيني؟ المفكر محمود محمد طه.

    كان بين الذين يطلبون لقاء نميري، سفراء دول كبرى يحملون رسائل عاجلة من حكوماتهم.. وكان بينهم ممثلون

    لمنظمات دولية في السودان.. وكانت بينهم ثمة وفود رسمية وشعبية كانت قد هبطت في الخرطوم، قبل يوم أو

    يومين، من دولة مجاورة.. وكان بينهم أخيار من أخيار أهل السودان: وزراء ومايويين كبار، وأهل فقه وفكر

    وعلم، وناس سجادة، وفروة، وركوة، ودمع رقراق، و..

    الليلة، ما وقوقت.

    الدنيا كارسة ما لا؟ يا ناس اتحادنا؟!

    هوى.

    هو.. يا ناس اتحادنا الاشتراكي

    كرست

    كرست

    شحتَّ الله، تكرس.. ديمة

    وتكرسو انتو،

    ويكرس «البنك التجاري»

    وبنك الخرطوم

    والسودان

    السودان، السويتو ملطشة،

    وسويتو علمو، دلقون

    دلقون .. مقطع في .. في وشكم!

    لو كنت أنت، مررت في نهاية ذلك اليوم، في شارع الملك نمر أو شارع الجامعة، قرب صينية الاتحاد

    الاشتراكي، لكنت «قطع شك» قد سمعت ذلك، من ذلك الرجل النحيل الذي كان يقف يوميا في تلك الصينية،

    يخطب بصوته النحيل، وفي يده دائما عصا نحيلة.

    قيل عنه أنه «فكَّت منو» في البنك التجاري وقيل في بنك الشعب، وقيل في بنك الخرطوم أو بنك السودان، لكن

    القول الاكثر شيوعا أنها «فكَّت منو» مثل كثيرين جدا، فيهم جعفر نميري نفسه، في .. في أواخر مايو!

    الليلة .. يا ناس اتحادنا

    ما ..

    «ما ياها»

    تلك كانت، خطبته الصباحية، في ذلك اليوم، بعد وقت من الزمن الذي كانت «توقوق» فيه وقواقة موكب

    نميري- عادة- قرب الصينية، وهو في الطريق الي القصر وما.. ما وقوقت!

    ما وقوقت.. كان صاحب الوقواقة (مغيباً) في بيته في القيادة العامة. لا هو يخرج، ولا من احد، كان يمكن ان

    يدخل عليه، وهو الى جانبه في ذلك اليوم ثلاثة: النيل أبوقرون، وعوض الجيد محمد أحمد، وعبدالجبار المبارك.

    (هذا ما حدثني به، في اليوم التالي أحد الحراس، حراسة الشخصيين وأنا أسأله: انت امبارح نميري كان وين).

    في ذلك اليوم كانت الخرطوم - كما قال (الفكّت منو) في الصينية - (ما ياها).

    وكانت الأيام (ما ياها)،

    وكنت في الأيام ( ما ياني)،

    وكان هو (ما ياهو).

    انتحيت به جانبا، صديقي نجيب نور الدين. كان - كما قلت لكم - ( ما ياهو): كان مهموماً جداً، و(مدبرساً).

    (فكّيت) له الجملة الغريبة، التي (فكّتها) لي الاستاذة بدرية سليمان، قبل شهور أمام الباب الذي قلت لكم اني

    (فتحتو وقلت سوري، وسديتو).

    (دبرس) نجيب، زيادة

    قلت له، وكان حلقي لا يزال ناشفا (من امبارح، يا نجيب أنا بشرب.. بشرب وما بروا.....!{

    - اسكت، اسكت خليني أنا ساكت يا هاشم..

    و.. سرح،

    كان صوته بائسا جدا، ليس فيه ولا حتة واحدة، من روحه المرحة جدا، ولا حتة واحدة من.. من (نحن قلب الدنيا

    ديه.. ونحن، نحن عنوان للشباب).. كان في صوته في تلك اللحظة بالتحديد - كل الشجن، والأسى، والأسف في..

    في (وانطفيت، يا نور زماني)!

    - من أمبارح.. من نشرة تسعة، وأنا (مكربن). يا هاشم.. ومهدي اخوي (مكربن).. ساعتين.. ساعتين قاعدين أنا

    وهو راس.. وما في زول اتكلم مع الثاني!)


    (كربنت) أنا زيادة،

    لم أتكلم.

    (شوية.. شويتين) تكلم هو:

    - المشكلة انو الجمهوريين، بفتكروا انو النميري، الرسَّل للاستاذ محمود أول نسخة من كتابو «النهج الاسلامي

    لماذا» مع محمد محجوب سليمان.. مستشارو.. مستشارو الصحفي.. وكاتب في الاهداء الى المفكر الاسلامي

    الكبير

    محمود محمد طه.. مشكلتهم، لحدت هسع بفتكروا انو نميري المهووس دا ما ممكن يعملا.. أو ما ح يقدر يعملا..

    لا،

    لا.. ممكن يعملا.. يعملا ونُص.. ولا يهمو.. لأنو ببساطة شديدة جدا هو ما عارف بعمل في شنو!».



    حديث نجيب هذا (كربنِّي) أكثر، وأكثر، برغم ان جملة الاستاذة بدرية كانت قد (وقعت لي) كما قلت لكم

    أمبارح.. وبرغم إنني كنت اعرف ان نميري ممكن «يعملا» لأنو هو ما عارف يعمل في شنو.. جملة صديقي

    نجيب

    فعلت فيّ ما فعلت، لأنني فقط كنت أريده- بيني وبين نفسي - ان يقول لي (ما ح يعملا) أو.. أو على الأقل يقول لي،

    ما
    يمكن ان يقال، في مثل هذه المواقف (الله يكضب الشينة)!

    لميت لساني، عليّ،

    ولمَّ هو، عليهو لسانو.

    . راح.. راح كل واحد منا يفكر.. أو لعل كل واحد فينا راح لا يفكر، لأنه ببساطة لم يكن قادرا على ان يُفكر، على

    الاطلاق!
    و.. أخيرا راح هو..

    ورحت أنا،

    كل واحد منا، راح (في سبيلو) في مكاتب الأيام

    في منتصف النهار، حملت اليّ، السكرتيرة ليلى، مذكرة لاحظت - بيني وبين نفسي - وبيني وبينها هي، انها

    كانت حريصة جدا على ان تدسها في يدي بمنتهى السرية.

    فتحتها،

    كانت مذكرة (سري للغاية) من استاذ حسن: (هاشم: اجتماع سري جدا، في مكتبي الساعة 9.. اليوم!).

    عاينت لليلى، هزيت رأسي من فوق لي تحت.. طبَّقت الورقة، طبَّقتها سريعاً جداً،

    و.. (لكّيتا)!


    و.. (فاتت) حافلة الصحافات والديم والديوم وأركويت، بناس ليلى وزهيرة، والجنايني عيد، وابا يزيد. كانت فايزة شوكت، داخل الحافلة (ما ياها):
    لا ضحكة في العينين،
    لا قفشة،
    ولا نكتة،
    ولا طرفة، تحوم.
    . كان الخاطر،
    خاطرا الغالي
    كان.. كان مكسور!
    حافلة (ناس أم در) - كالعادة - كنتكت (ورا وقدام) راجعة تيت، تيت، تيت.. وكالعادة أداها حسن حسين كسرة، دقَّ شريطاً في دركسونو وحشرو في الريكوردر السنين.
    في تلك المرة، لم يخرج صوت الفرجوني، ليزاحم المارة، والغبار، واكياس النايلون الطايرة ورائحة الأدوية، والجبنة المعتِّتة، في الشارع الضيق. في تلك اللحظة، خرجت مناحة..
    خرجت مناحة، لمغنٍ (مقطوع طاري).. مناحة كانت تمنِّح بها - في تلك الأيام- هنا أم درمان، وتمنِّح بها البكاسي، والحافلات.. وتمنِّح بها أسواق ليبيا، والشعبي، وسعد قشرة، والسوق العربي.. وتمنح بها تشاشات العيش، وأكشاك الليمون.
    كان السودان كله، في تلك الأيام في مناحة، كان كله يُمنِّح:
    الوليد الضيف
    غرقتنو كيف؟!
    هل كانت مجرد مصادفة، ان يفتح حسن حسين (سواق ناس أم در) ريكوردرو السنين إلى الآخر، بهذه المناحة.. أم أنه كان قد (شاف) هو الآخر: شاف قبلي البلد، شايل.. شايل مطر الحزن؟
    شغَّل المنشفة،
    والـ (هازارد) كان شغال،
    فتح للصينية الصغيرة، في شارع البلدية.. أدى المركز الصحي شمالو، وسرق الشارع!
    سمساعة، في اللحظة التي سرق فيها حسن حسين الشارع، ولفَّ.. كان - بالطبع - ما ياهو،
    ولا أنا،
    ولا النحاس،
    ولا عمر اسماعيل، الفي أضانو، الما بزيل بلم،
    ولا النيل القبيل،
    القبيل.. يا هو!
    سييك.. سيكّت - في تلك اللحظة - فرامل سيارة المحامي (النحرير) عادل عبدالغني.
    كان هو الآخر، ما ياهو.
    لم يطل بنا الوقوف، إلا مسافة أن نشيل منه شوية ونديهو، عن الحاصل شنو. فتح النحاس باب، وفتحت باب، وانطلق بنا عادل إلى.. إلى كوبر: كانت تلك، هي المرة الثانية، التي نزور فيها - نحن الثلاثة - الأستاذ محمود بعد اعتقاله هو والأربعة: المرة الأولى كانت في حراسات محافظة أم درمان، التي كان قد نقل إليها، مع تلاميذه الأربعة، بعد حكم المهلاوي بالاعدام:
    نادوا عليه: يا محمود.. يا محمود (هكذا، لم تلي يا النداء كلمة استاذ، ولم تليها حتى كلمة عم، أو خال)!
    لم يسمح له الشاويش، أن يخرج إلينا. وقف الأستاذ يمسك بقضبان الباب الصغير، الذي يفتح على (كاونتر التحري).

    كان هو متلفحا ثوبه، وهو في عراقيه، وسرواله، ومركوبه الأبيض. طايبناه،
    وطايبنا..
    وكان هو، في تلك اللحظة، يزح مرة- مرة ليمرر مخموراً (دفره) عسكري إلى الداخل.. أو يزح، ليفسح مجال الخروج، لمعتقل أو معتقلة، (كورك) لها الشاويش، أوأحد العساكر.
    زحْ.. زحْ كدا، يا أبو توب انت!
    كانت حراسات، محافظة أم درمان، في أيام (اسلام الطوارىء تلك)، متكدسة بناس (الكشات): رجال مخمورين، وبائعات خمور بلدية، بأطفالهن.. ونشالين.. و(جواكر)، و.. و.. كانت تفوح منها - بالطبع - رائحة نتنة جداً - كده، زح كده شوية، يا.. أبوي!
    كانت تلك امرأة، يبدو انها قبضت في (كشة) مريسة أو عرقي. كانت تحمل طفلا، يصرخ، وكان آخر يمسك بطرف ثوبها، وكان العسكري (الفراّق) يدفرها دفراً، لـ (تخش): خشي.. خشي خشاك بلا يخمك! (زح) لها الاستاذ، وهو يمسح بيده، على رأس الطفل الذي كان قد ارتفع (عياطه) ويبوس يده..
    (خشت) تطنطن: انتو، ما احترمتو أبونا الكبير دا، دايرين تحترمونا نحن، ولا تحترموا جُهالنا!
    اصابت، تلك (المكشوشة)، وكانت قبلها، قد اصابت امرأة، وأخطأ «الفاروق» عمر.
    لم يكن، منظر الأستاذ محمود في تلك «الوقفة» يجسّد (عدم احترام) فحسب..
    كان يجسد (اهانة)، ليس فقط اهانة لـ (الكبير) - والماعندو كبير يكوسلو كبير - وانما يجسد اهانة لـ (الفكر)، والعلم، والأدب، والمحبة.. ويجسد إهانة للمعارضين..
    كان منظر الأستاذ محمود، وهو في تلك الوقفة، يجسد حالة أمة بحالها
    - كما قال الأستاذ عادل عبدالغني بعد خروجنا- أمة تحت الإذلال!
    كان المنظر، مؤذيا جدا..
    وكريهاً،
    ومستفزاً،
    ومثيرا لأقصى درجات الغضب، على (ثوة مايو) تلك التي كان يلغلغ (قرقوشا الفي الخرطوم) في تلك الايام بما كان يسميه بدولة العلم، والايمان.. والعدالة الناجزة.
    أذكر أنني.. وفي غمرة شعوري بالقيء والغضب، قلت له:
    - يا أستاذ محمود.. يا أستاذ، أهذه هي ثورة مايو التي كنت تدافع عنها؟ توقفك أخيرا، مثل هذه الوقفة؟
    لم يفاجئه السؤال.
    ابتسم ابتسامة مقتضبة وحزينة جدا، قبل أن يقول: - نحن - الجمهوريين - كنا في الحقيقة بندافع عن مايو، لمن مايو كانت ضد الهوس الديني.. لكن مايو لمن اصبحت هي جزء من الهوس الديني.. بل لمن أصبحت هي الهوس الديني، وقفنا ضدها.. ومافي وقفة - أصلو- بلا تمن..
    زحّ لسكران (مدفور)،
    (صلّح) ثوبه، وواصل حديثه:
    - في الحقيقة أصلو مافي وقفة بلا تمن.. ونحن الجمهوريين، في سبيل وقفتنا ضد الهوس الديني، ما يهمنا تمن. في الحقيقة التمن ما بهمنا.. وفي الحقيقة نحن مستعدين لندفع ثمن اكبر.. اكبر بكتير من الثمن الشايفنو انتو الآن
    قال النحاس، شيئا،
    وقال عادل عبدالغني أشياء، عن المحاكمة و.. قبل ان (يكورك) لنا الشاويش: يا جماعة.. يا جماعة انتو الواقفين مع محمود كفاية..كفاية اطلعوا بره - سألت الاستاذ:
    - والآن.. بعد دا كلو.. بعد الهوس دا كلو.. انت شايف مستقبل مايو شنو؟!
    - مايو انتهت. يكفي انها طلعت من قلوب الناس!
    (دفر) عسكري امرأة أخرى.. دفر أحد السكارى إلى.. الى الباب، وهو يسب ويلعن، ويقول للأستاذ: «محمود.. خلاص.. خلاص خُش.. خُش جوه و..
    و.. خَشَّ..
    و.. خشينا، نحن الثلاثة، كوبر:
    أماام بوابة السجن، بمسافة، كان قد انتشر ثمة عساكر، يبعدون جمهوريين وجمهوريات، بعيداً عن المدخل
    لم يكن مثل هذا، يحدث، في الأيام التي سبقت تأييد محكمة الاستئناف طوارىء، لقرار الاعدام. أذكر اننا ونحن (خاشين) رأينا الاستاذة الجمهورية بتول مختار، تتكلم وقد ارتفعت يدها أيضا، مع أحد العساكر. كانت تمسك في يدها اليسرى بـ (عمود).. وكان العسكري يتكلم بيديه المرتفعتين أيضا، وهو يؤشر -فيما معناه - من وقت لآخر ان تمشي «تمشي بعيد من هنا»!
    أبرزنا انا والنحاس - بطاقيتنا لشلة عساكر في البوابة.
    - انتو الثلاثة، صحفيين.
    - نحن الثلاثة (وكنا الثلاثة كاذبين)
    خشينا،
    وخشينا مكتب المدير.. مدير السجن، كان هو، وثمة ضباط، عرفّناه بهوياتنا، واستأذناه، ان نسلّم على الأستاذ لدقيقة واحدة.. دقيقة واحدة وبسْ!
    كان المدير، رجلا سمحا..
    اعتذر بلطف: لو جيئتم في غير هذا اليوم لكان يمكن ان تقابلوا الأستاذ. لكن اليوم.. للأسف.. لا يمكن!
    سألته: ولماذا (يا سعادتك) لا يمكن في هذا اليوم، وكان يمكن في الأيام الفائتة؟
    - لأنه.. صدرت تعليمات عليا، بمنع أي مقابلة لمحمود.. والأربعة!
    - تعليمات من مدير عام السجون.. من وزير الداخلية؟
    من منو؟ (هكذا سأله النحاس)
    - تعليمات عليا و.. بسْ (قالها وهو يبتسم)
    - من رئيس الجمهورية مثلا؟ (هكذا سألته).
    - مثلا.. لكني لا استطيع ان اقول لكل من مَنْ.. والله انتو يالصحفيين منكم خوف!
    - طيب يا سعادتو.. ممكن تدخلوا ليهو مذكرة.. مذكرة بسيطة (هكذا طلب الأستاذ عادل عبدالغني)
    و.. قبل ان يقرر سعادتو قراره، أردفت بحملة الأستاذ عادل: بسْ يا سعادتو ورقة صغيرة، ومن ثلاثة سطور.. بسْ ثلاثة سطور!
    ابتسم الرجل الطيب، يقول:
    - بالرغم من إنو دي ذاتها ممنوعة.. لكن.. لكن عشان خاطركم.. وخاطر الأيام!
    قطعت سريعا جدا، جزءا من ورقة في جيبي، وكتبت عليها:
    الأستاذ محمود..
    أكرمك الله.
    تحياتنا للأربعة،
    وذيلّت اسمي، واسم عادل، والنحاس
    قرأها المدير: «ح ندخلا عليهو.. بعد شوية، ان شاء الله».
    و.. دخلت الورقة.
    هذا ا فهمته من الأستاذ عبداللطيف عمر.. أحد الأربعة.. حين التقيته، بعد شهور من الاعدام، في مكاتب «الصحافة». قال عبداللطيف:
    في الحقيقة يا هاشم، الأستاذ اجتمع بينا قبل التنفيذ بي يومين، وقال لينا - من ضمن ما قالوا- انك والنحاس وعادل عبدالغني جيتو تزورونا، لكن منعوكم من المقابلة، و.. وراّنا الورقة!

    الزمان: الأربعاء، 16 يناير، الساعة 9 (شارب).
    المكان: مكتب الأستاذ حسن ساتي. تحرير الأيام، الخرطوم.
    المناسبة: الاجتماع السري للغاية.
    كان أستاذ حسن (متهللا)، برغم ان المكتب لم تكن تفوح منه (ريحتو) هو: ريحة (ون مان شو)!
    دردش شوية، ونادى على المراسلة، ان يكب لنا شاي:
    - الشاي دا يا هاشم كرار مُش شاي الرشيد المتخلف بتاعكم.. دا شاي من نقابة المحامين، خصيصا! (كانت نقابة المحامين جوار مركز الأمم المتحدة للاعلام.. وبينهما وبين الأيام فركة كعب).
    عطست. كانت قد داعبت أنفي في تلك اللحظة، الريحة.. (ريحتو) هو، تلكم التي قلت لكم، انه ما كان يمكن أن تروق له، لولا أن اسمها كان يداعب فيه هو شخصيا، اعتداداً بنفسه.. اعتداداً لا يراه الآخرون إلا نوعا من النرجسية، فيه هو.. حسن (ذاتي)!
    كانت عيناه اللتان (أكلهما نمتِّي العفاض)، تحومان في تلك اللحظة، في وجهي، ابتسمت، زادت ابتسامتي بمقدار سنتمرٍ واحد، أو سنتمترين، وأنا أنظر إلى صديقي، نجيب نور الدين: كان هو في تلك اللحظة، على فمه مشروع ابتسامة، وعيناه تحومان في عيني حسن ساتي!
    فاحت رائحة الشاي (الأفوكاتو)!)
    - بعد دا يا محمد فضل (وكان ذلك اسم المراسلة) نادي لينا محمد، من مكتب ليلى.
    جاء،
    وكان محمد الذي يعنيه حسن ساتي، أحد الجميّعين الممتازين، في دار الأيام بالخرطوم بحري.
    - سلِّم.. سلّم على الشباب.. طبعا، طبعا بتعرفهم، وبعرفوك. سلّم علينا محمد، و..
    وأشار عليه حسن ساتي، بيده أن يتفضل (اتفضل يا محمد، في المكتب التاني، وأقفل معاك الباب، لو سمحت!).
    الباب انغفل..
    استعدل حسن ساتي، في جلسته:
    - نبدأ..
    جاهزين؟! وزع عينيه، على عيوننا الثمانية، ودخل في الحديث:
    - انني أعرف موقفكم، من الذي يجري الآن في هذا السودان المنكوب. أعرف موقفكم من كل الذي يجري الآن باسم الدين.. قضية محمود أعرف موقفكم منها.. الآن، حان الوقت لنسجل في (الأيام) موقفنا للأيام، وللتاريخ.. مستعدين؟
    لم ينتظرنا لنقول (مستعدين) بصوت رجل واحد. كان حريصا جدا، ان يرى، ويسمع- في ذات الوقت - موقف أي واحد منا، نحن الأربعة:
    - ها.. مرتضى؟
    - هاشم؟؟
    - عبدالقادر؟!
    نجيب؟
    هكذا،راح يسأل كل واحد منا، على حده، حتى اذا ما قال أي منا انه (مستعد) راح يلقي بالسؤال، وعينيه الاثنتين معا، في وجه الآخر.
    - دا كلام جميل، شوفوا: الوقت يجري بسرعة، والوضع يبدو انه خطير جدا، لذلك لابد أن تطلع (الأيام) بكرة بكلمة للأيام، والتاريخ.. عشان كدا.. وعشان (اقضوا حوائجكم بالكتمان) أنا جبت الطبيع السلّم عليكم دا، قبل شوية، من بحري، ومعاه ماكينة (ريمستار)، على أساس نجمع كلمة الأيام هنا، ونصححها هنا، كلنا مع بعض، ويشيلا محرر السهرة إلى بحري، وينزلها في الصفحة الأولى، في اللحظة الأخيرة، ويشيل الصفحة بنفسو إلى التصوير!
    ماكينة الـ (ريمستار)، تلك التي تحدث عنها حسن ساتي، ماكينة صغيرة، كانت الأيام قد دخلت بها عصر ما بعد (الجمع الرصاصي) ذلك النوع من الجمع الذي (قدد) عيون الجنود المجهولين في تلك المهنة: الطبيعّين، من أمثال الطيب بين، وابو الروس، وابراهيم، وغيرهم من الطبيعين الأفذاذ.
    هذا النوع من الماكينات (أدخلها) للأيام حسن ساتي (رئيس مجلس الإدارة، ورئيس التحرير)، في اطار مشروع تطويري كبير للدار.. وهو المشروع الذي انتهى بإدخال نظام الجمع بالكمبيوتر، في أول مؤسسة صحفية في السودان.
    تلك ايضا، واحدة من حسنات ذلك الـ (حسن) حسن ساتي، على الصحافة السودانية.
    كانت الـ (ريمستار)، في تلك الأيام أيام الجمع بالكمبيوتر- قد أحيلت على المعاش (بالغاء الوظيفة)، غير انها كانت تعمل (بالمشاهرة) في الدار- من وقت لآخر، حين يصيب الكمبيوترات عطل مفاجىء، أو يضربها فيروس، أو حين يكون الجمع أكبر.. أكبر من طاقة الشباب الجميعين على الكمبيوتر،
    فتح عبدالقادر حافظ، فمه ليقول شيئا، غير انه (قفله) سريعا، حين رن التلفون السري، التقط استاذ حسن السماعة، و...
    - الو..
    - أهلا، أهلا - يا أستاذ - كيفك؟
    - ....
    - المكاشفي زعلان؟ زعلان من «الأيام».. زعلان في شنو؟!
    -....
    - طبعا.. ما نشرناه!
    - ....
    - يا أستاذ.. يا استاذ علي.. هذا الحكم حكم حدي، وانت عارف انه لا يجوز حتى للنبي ابطال حد.. حتى ولو كان على فاطمة، و...
    - ....
    - دي تقديراتنا.. تقديراتنا انو ما ينشر.. في نشر الخبر محاضرة للنميري.. تقديراتنا.. نديهو.. نديهو هامش حركة!
    - ....
    - معليش.. معليش يا أستاذ.. (الأيام) ليست هي الصحافة، ولا «القوات المسلحة».. ولا هي التليفزيون، ولا الإذاعة..!
    -....
    - لا، لا.. لا... ما تقول لي الصحافة نشرتو.. ولا القوات المسلحة.. الصحافة خليك منها.. القوات المسلحة دي جريدة التعلمجية ما بقروها.. أنا بتكلم عن الأيام.. الأيام يا أستاذ علي، البتخاطفوها الناس من «7» صباحا، والبتوزع مائة الف نسخة، ولا راجع!
    - ....
    - الاذاعة؟ الاذاعة دا كلام وبشيلو الهواء.. التليفزيون؟ وين مع الكهرتباء القاطعة دي.. لكن دي جريدة.. الزول يكون ماسكا في ايدو.. دي جريدة.. جريدة.. وفي الجرايد.. جريدة الأيام!
    -....
    - أوكي!
    و.. رمى حسن ساتي، السماعة بعصبية، خمّ! نفسا، و(ختّاه)، مسح وجهه، ابتسم يقول:
    - طبعا.. طبعا عرفتوه!
    لم ينتظرنا، ريثما نقول له (بلحيل)، هزّ رأسه، وخت نفسا آخر، ابتسم ابتسامة ساخرة، وقال:
    -) دا علي شمو.. جاء ليعلمنا أمور (أيامنا!
    - أخيرا.. فهمو شنو؟( هكذا مشي صوت نجيب نور الدين، في المسافة التي كانت بينه وبيننا نحن الأربعة، ومشت في المكتب كله).
    - قال ح يتصل ثاني، بعد شوية.. نشوف. وياما في الدنيا ما ح نشوف..! ابتسم، و.. استمر:
    - ما عليكم، نستمر في اجتماعنا.. ها.. مرتضى نسمع منك!
    و.. تكلم مرتضى، بعينيه الذكيتين - ايضا - وهما تحومان هنا وهنا.. وهناك:
    - المضمون.. مضمون الكلمة حقو ما تكون فيها (ملاواة) ولا تكون هتافية.. تكون كلمة حكيمة، ورصينة، فيها قيم.. قيم (ادرأوا الحدود) و.. و..
    قطع حديث مرتضى، رنين التليفون السري، (خمش) حسن ساتي السماعة:
    - آلو..
    -....
    - اوكي!
    و.. رمى هو السماعة، بعصبية اكثر:
    - او.. ووف.. دا علي شمو قال.. قال انشروا الخبر!
    عاينا نحن الأربعة، لبعضنا، وعاينا له هو.. حسن ساتي، الذي كان يوزع عينيه، على عيوننا.. مرة أخرى ابتسم:
    - سيبكم منو, نشر الخبر دي قضية ثانية.. المهم، لازم نخرج (بما هو للتاريخ).. ها عبدالقادر.. أظن عندك كلام!
    و.. تكلم عبدالقادر حافظ:
    - افتكر يا حسن، انك تتصل بالأخ فضل الله محمد، في الصحافة.. تكلمو.. يكون في الصورة.. يعرف نحن طالعين بكرة بكلمة.. عشان باكر، باكر ما يقول ما كلمتوني ليه، عشان الصحافة برضو تكتب!
    - والله دي فكرة.. موافقين يا شباب؟ ها.. هاشم.. مرتضى، نجيب، و... ضرب حسن ساتي التليفون السري:
    -....
    - فضل الله.. ازيك.. معاك حسن ساتي.. انت جاهز؟!
    - ....
    - شوف.. انا جاهز علي الطلاق.. شنطتي يا هادي (ودنقر، يرفع ترافلنغ باك صغيرة، من من تحت التربيزة).. يا هادي والله، جاهزة للسجن.. كوبر، شالا.. سجن ام درمان.. المهم جعفرنميري فضّى السجون من المجرمين، وداير يملاها بالمفكرين، والبقولوا ليه لا.. والناس البكتبو، والناس الأحرار!
    - ....
    - شوف يا فضل الله.. أنا معاي الآن الشباب: نجيب ومرتضى وهاشم كرار وعبدالقادر حافظ.. وقررنا نكتب في قضية محمود.. الاقتراح نوريك.. بتكتب يا فضل الله وللاّ (بتتفنس)؟!!!!
    -....
    - ها.. ها.. ها.. والله دي ياها المحرية فيك.. شكرا.. شكرا يا فضل الله.. شكرا و.. قفل الخط
    - فضل الله قال ح يكتب!
    ابتسم عبدالقادر حافظ، (ارتاح) مرتضى الغالي، رجعنا أنا ونجيب - في وقت واحد - بظهرينا الى الوراء، و.. قبل ان ندخل في موضوع الكلمة مرة أخرى، رن الجرس:
    -....
    - أوكي!
    خت حسن السماعة، ابتسم.. فاحت منه ريحة (ون مان شو) قبل ان يقول:
    - دا علي شمو.. قال ما ينشروا الخبر.. عالم عجيبة ياخي.. عالم تفهم بعد طلوع روح!
    تكلمت قلت شيئا.. وقلت: «طبعا، لا داعي لاحراج محمود قلندر رئيس تحرير القوات المسلحة بمكالمة شبيهة بكالمة فضل الله، ذلك لأن موقف قلندر حساس شوية.
    قال نجيب شيئا، وقبل ان يستكمل حديثه رنَّ التليفون:
    - حسن.. انشروا الخبر!
    - اوكي!
    و.. قبل ان يفتح، أيّ منا، فمه مرة أخرى رن الجرس:
    - حسن ما تنشروا!
    بعد، اقل من دقيقة، من نهاية (الألف) وعلاقة التعجب رنّ الجرس:
    - حسن.. أنشروا!
    في تلك اللحظة - بالتحديد - (انفتح) الباب، ودخل العميد (م) محجوب برير، وهو في لبسته السفاري (البيج)، هو هكذا - دائما- محجوب في لبسته (البيج) تلك، حين يأتي (الأيام) من وقت لآخر، حاملا موضوعا للنشر!
    كان في تلك الأيام من كتاب المقالات، في الأيام.. كعادته سلّم هو على حسن ساتي وحده، وهو يخطو باتجاه تربيزيته.
    - يا محجوب عن اذنك.. عندنا اجتماع!
    لم يتراجع، ولم يعتذر،
    وصل..
    ناول حسن، (موضوعا) استلمه الأخير، رمى به فوق التربيزة، وهو يقول له (خلاص شكرا.. وصل) ويؤشر عليه بيديه الاثنتين معا، ان اخرج!
    - هو تعرف يا أستاذ حسن، الموضوع دا قراه جعفر نميري!
    - أوكي.. عندنا اجتماع يا محجوب.. لو سمحت!
    - تعرف (الريس) اتكيف جدا، من الموضوع دا، وقال لي طوالي يا محجوب أديهو حسن عشان ينشروا بكره!
    (تلك كانت عادة محجوب برير: كل موضوع له قرأه النميري أولا- كما يقول - وكل موضوع له، هو للنشر (يا حسن) كما يقول جعفر نميري)! كان حسن ساتي متعودا مثل ذلك الحديث من محجوب برير، ما أن يأتي إليه، كل يومين ثلاثة.. أو أسبوع، وهو في السفاري البيج، حاملا موضوع.. كان حسن يضحك بينه وبين نفسه، في كل مرة، على طريقة برير الساذجة في تمرير مقالاته.. ويضحك.. في كل مرة على برير، اذ هو يتذكر كيف ان جعفر نميري - كما يشاع- (حبسه) مع بائع لبن، فجر 25 مايو 1969:
    (اللبّاني) المسكين يقال انه (شاف) الدبابات تتحرك من خور عمر، (فجر الجمعة الأغر)، يقال انه (نطط) عينيه، ونهر حماره عرْ.. عرْ عرْ، وهو يتلفت يعاين للدبابات التي أزت ورزت..
    يقال ان النميري أمر عريفا: ألحق (اللبّاني) الحقوه، واعتقلوه، هنا مع محجوب برير!
    الحكاية طويلة، لكن باختصار: كان محجوب برير ضمن (أولاد خور عمر) لكن قبل التحرك بيوم، يقال ان نميري قال (احبسوه): برير دا خشمو خفيف!
    و.. حبسوه،
    وحبسوا (اللباني)!
    لو كان العميد (م) محجوب برير قد دخل على حسن ساتي، في غير ذلك التوقيت، لكان بالتأكيد الموقف (غير). لو لم يكن التوقيت مشحونا بالتوتر، لكان قد ضحك حسن بينه وبين نفسه، ولكن قد ضاحك سيادة العميد، وهو يضحك عليه: (بالله يا برير سلّم على الريس!).. كان يمكن ان يحدث هذا،
    لكن.. لكن لأن التوقيت كان (غير)، فقد حدث ما أذهل برير، ربما إلى يوم الناس هذا:
    - (خمش) حسن ساتي الموضوع - سريعا جدا من تربيزته، و... (فو) (فننو) باتجاه سيادة العميد برير:
    - (انعل..... انت، و.. نميري ذاتو؟) أمشي لي نميري بتاعك دا، قول ليهو حسن ساتي قال ليك.. قال ليك ما بنشرو.. وقول ليهو حسن ساتي قال ليَّ، تاني ما ح ينشر لي أي موضوع تاني، بعد كدا!

    (نطط) محجوب برير عينيه االاثنتين معا،
    بهت لثانية، أو ثانتين،
    ثم، (دنقر).. دنقر يلملم موضوعه، ذلك الذي كان قد تطاير جملة.. جملة، وراء كرسي عبدالقادر حافظ، و.. خرج، ولمْ.. لم يقل حتى مع السلامة..
    لم يقلها حتي لحسن ساتي..

    حسن ساتي و.. بسْ!
    و.. شقّ بطن سكون تلك اللحظة، رنين التليفون السري، خمش حسن ساتي السماعة وكان نفسه لا يزال (مخموما):
    - أيوه.. حسن!
    -....
    - يا علي، يا علي شمو (هكذا بدون استاذ) أيه الحاصل دا.. مرة انشروا الخبر، مرة ما تنشروه.. ياخي، اذا انت بتتعامل كدة مع الاذاعة، والتليفزيون ما تتعامل كدا مع (الأيام).. دي جريدة دي يا علي.. جريـــــدة.. جريدة عندها زمن محدد.. انت داير (الأيام) بجلالة قدرها كلو، تطلع الساعة عشرة صباحا وللاّ شنو؟!
    -....
    - اوكي.. اوكي يا علي!
    و.. خت السماعة،
    لم يتحرك لسان...
    كان الكلام، في تلك اللحظة (كلام زعل).. وكان يمشي فقط بين عشرة عيون، حين رن جرس التليفون السجم، بعد أقل من دقيقة ونُص:
    -....؟
    - دا كلام نهائي؟ نهائي يا علي؟!
    - ....
    - اوكي!
    وخت السماعة ليقول لنا: علي شمو قال انشروا الخبر، لكن.. لكن أكتلوه!
    (اكتلوه)
    كانت تعني، ألا ينشر في مكان بارز، في الصحيفة.
    و.. نشرناه (مكتولا): ظهر خبر تأييد محكمة المكاشفي لاعدام الاستاذ محمود في عمود صغير جدا في الجانب اليسار أسفل الصفحة الأولى، من الأيام. كان ذلك بتاريخ 17 يناير 1985!
    بعد شهر، أو أقل من الانتفاضة، (شلت أنفاسي وطلعت) لمكتب الأستاذ علي شمو.. مكتبه التجاري، في الطابق الثالث، عمارة الأخوة، في الخرطوم:
    - تعرف يا هاشم (وانتو في اجتماعكم) في الليلة ديك.. طبعا لاحظتم انني كنت اتصل كثيرا بحسن ساتي.. كنت بين كل اتصال واتصال أحاول الاتصال بجعفر نميري، دون جدوى: تلفوناتو السرية لا ترد.. كنت ابحث عنه في القصر، وفي القاعة، وفي القيادة.. حتى .. تلفونو الفي البيت كان ما برد..
    تقديراتكم حول عدم النشر كانت في محلها تماما.. غير كده كنت أحاول الاتصال به لأنو كانت هنالك رسائل تأتيني من بره.. وكان هنالك وفد أو وفدين يطلبان لقاءه.. وكان هنالك سفراء زي ما فهمت من الخارجية.. لكن جعفر نميري كان في ذلك الوقت معزولا تماما.. كان معزولا حتى عن وزير اعلامو!
    صدقني، لو كنت لقيت نميري في اليوم داك.. وفي تلك الليلة، كنت سأوضح له الصورة تماما.. كنت سأقول ليهو قتل الأستاذ محمود خطأ.. خطأ كبير جدا جدا!



    .... وأخرج الأستاذ حسن ساتي، ورقة من جيبه، وراح يقرأ فيها، علينا نحن الأربعة.
    كانت كلمة، (قال) انه قد كتبها، مستبقا بها هذا الاجتماع، ليسترشد بها هذا الاجتماع، ويقول رأيه فيها:
    ـ نمررها، أو نعدل فيها كلُنا مع بعض، أو نكتب غيرها و.. غايتو شوفوا!
    الكلمة، كان يمكن ان (نمررها) كما هي، لولا أنه كان فيها (هتاف)، ولولا أنها كانت تفوح منها رائحة (ملاواة) ظاهرة.. والاثنان الهتاف والملاواة، كان قد دعا إلى تجنبهما بقدر الامكان، (حكيمنا) مرتضى الغالي، حين كان قد ابتدره استاذ حسن في أول الاجتماع، بجملة، ها.. مرتضى ، نسمع منك!
    التقط أستاذ حسن «الاشارات»، وفجأة..فتح (درجو) واخرج كتابا:
    ـ ما عارف، لكن.. هذا مستوى آخر من الدين.. فهم آخر.. فهم لاعمال الفكر.. ونحن نتحدث هنا عن الفكر.. وعن مفكر.. وعن حد، و.. المهم قد نستفيد .. ويمكن إذا رأيتم أن نشير إليها في كلمتنا.. ممكن نسمع؟
    وراح يوزع عينيه علينا نحن الاربعة.
    فتح صفحة من الكتاب: كتاب «علي إمام المتقين» للشرقاوي، وراح يقرأ منه علينا. الرواية «مذهلة» تلك التي أوردها الشرقاوي في كتابه عن «باب مدينة العلم»: الإمام علي وهي - إجمالا - تحكي عن الاجتهاد» وبابه الذي لا ينبغي أن يقفل الى يوم الدين .. اجتهاد العقل «الإسلامي» والعقل ..لئن كان كريما عند الله, فهو ينبغي أن يكون كريما عند خلقه.. ولله في خلقه شؤون!
    تحكي رواية «العقل والاجتهاد».
    جيء برجل الى أمير المؤمنين، علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ,كانت في يده اليمنى سكين تقطر بالدم..
    هذا الرجل يا أمير المؤمنين - قتل رجلا في «خربة» وأمسكنا به.. السكين في يده ودم القتيل كان لا يزال حارا!
    نظر اليه الإمام علي ورمى عليه بالسؤال:
    { هل أنت قتلت؟
    - نعم، نعم يا امير المؤمنين!
    { اذن.. اقيموا عليه، الحد!
    تقول الرواية:
    احتشد الناس، ورفع السياق، السيف... و .. حين همَّ ان يضرب، اندفع من بين الحشد، رجل يكبر ويهتف اوقفوا الحد... اني انا القاتل!
    ظل السيف مرفوعا .
    و.. جيء الى الامام بالرجلين.. ذلك الذي هتف انا القاتل.. وذلك الذي كانت عنقه على مرمى ضربة سيف سأل علي.. اولا.. ذلك الذي كان قد اعترف بأنه القاتل:
    { هل انت القاتل؟
    - لا، يا امير المؤمنين!
    { ولماذا، قلت بذلك اولا.. احكي قصتك.
    وراح يحكي:
    انا رجل قصاب يا امير المؤمنين. ذبحت شاة و... خرجت الى «خربة» لافرغ مثانتي من البول، و.. فجأة وجدت نفسي فيها امام رجل قتيل وكان دمه لا يزال يتدفق حارا!
    استجمع الرجل انفاسه قبل ان يواصل الحديث: فجأة وكنت لا ازال امام ما هو امامي والسكين التي ذبحت بها الشاة كانت لا تزال في يدي تقطر دما، التف حولي العسس.
    كانت السكين في يدي.
    والقتيل امامي.
    و-حين سألني العسس: أأنت القاتل قلت لهم بمثل ما قلته لك - يا امير المؤمنين .. وتركت امري لله.. هو حسبي ونعم الوكيل!.
    الله .. الله!
    و.. التفت الامام علي كرم الله وجهه, الى الرجل الذي اندفع من بين الحشود, يملأ فمه بالتكبير وان اوقفوا الحد انني انا القاتل:
    - وما قصتك انت يا رجل؟
    - القتيل يا أمير المؤمنين. ظل يماطلني في دين لي عليه حتى امتلأ صدري بالغل.. وظللت اترصده حتى اذا ما دخل «الخربة» لحقته وافرغت غلي, بطعنه حتى الموت!
    - الآن قل: بعد ان نجوت من الحد .. لماذا جئت في يوم التنفيذ بمثل ما جئت عليه: اوقفوا الحد انني انا القاتل؟
    لم يتردد الرجل، في الإجابة،
    ولم يتلجلج..
    قال في صوت واثق من نفسه، إلا انه حزين جدا:
    ـ لقد خفت ـ يا أمير المؤمنين ـ بدلا من أن أكون قد قتلت نفسا واحدة.. أكون قد قتلت نفسين! الله، الله!
    تقول الرواية، ان الإمام علي، كرم الله وجهه ـ اغمض عينيه، وراح يجتهد في الرأي.
    تقول الرواية، انه فتح عينيه، وقال افرجوا عن الرجلين. ذلك الذي لم يقتل، وهذا الذي قتل.. وقال عن الأخير:
    ـ هذا الرجل، لئن كان قد قتل نفسا، فهو قد أحيا نفسا، والله يقول في كتابه الكريم «من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا.. ومن أحياها فكأنما........»
    . تقول الرواية، ان أمير المؤمنين، امر بأن تدفع دية القتيل، لأولياء الدم، من بيت مال المسلمين!
    الله، الله!!
    ذلك عقل، واجتهاد، ومستوى من الدين، اين منه أولئك الذين يأتون،في الثلث الأخير من ليل الوقت، بفهم هزيل للدين ليقيموا الحد، على رجل يقول «تعلموا كيف تصلون، رجل يقول (الله) و«الله نور السموات والأرض»، رجل محب للنبي، وآل بيته، واصحابه، متأسيا به حتى في كفاف قوت يومه، وقوت يوم آل محمد الكفاف، رجل يريد ان يبعث الدين، في مستوى السنة (حتى تعود لا إله إلا الله) (قوية) (خلاقة) مثلما كانت، في صدور الرجال والنساء، في القرن السابع!
    تأدب الاجتماع السري(اجتماعنا)، بأدب هذا الاجتهاد، وبأدب (ادرأوا الحدود بالشبهات).. وبأدب «يا أيها الذين آمنوا، ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»،
    تأدبنا بكل ذلك، وتركنا، للاستاذ حسن ساتي، ان يكتب هو الكلمة، متضمنة الاشارات العظيمة، في اجتهادات باب مدينة العلم، تلك التي قالت بها تلك الراوية، ومتضمنة في ذات الوقت، كل معاني التسامح التي أوردها استاذ حسن، في كلمته الأولى، تسامح (الثورة) مع فيليب عباس غبوش.
    أمسك استاذ حسن القلم، وراح يكتب تحت عنوان وتبقى رايات التسامح والحوار عالية:
    كتب فيما معناه ان الثورة التي رفعت راية الحوار والتسامح حتى مع فيليب عباس غبوش الذي خطط لحمل السلاح، لهي مطالبة بأن تظل قابضة على تلك الراية، خاصة مع الذين لم يرفعوا بندقية او يشهروا السلاح.
    وكتب ,ونحن نتكلم عن دولة العلم والايمان ,لا بد ان يظل للعقل مكان، ولابد ان يظل باب الاجتهاد مفتوحا، معيدا التذكير، باجتهاد الإمام علي، وإعماله العقل، في رواية الرجال الثلاثة: القتيل، والبريء، وذلك الذي قتل نفسا، وأحيا نفسا.
    وكتب عن حكمة درء الحدود بالشبهات، وكيف اننا لئن نخطئ في العفو، خير لنا من أن نخطئ في العقوبة.
    كتب عن كل ذلك، وكان، كلما كتب صفحة، (مررها) علينا لنقرأها بالعين الثالثة، أولا، ثم ندفع بها إلى محمد في مكتب ليلى، حيث ماكينة (الريمستار)، حتى إذا ما انتهى من جمع تلك الصفحة، رحنا معا نصحح الأخطاء الطباعية.
    انتهينا
    - اللية، محرر السهرة منو؟
    قال له عبدالقادر حافظ، انه (فلان)، وهو الآن منتظر تحت!
    - أنا افتكر، يا عبدالقادر تساهر إنت الليلة.. قول ليهويمشي، يساهر بكره و.. و.. التفت إلى نجيب نور الدين (نجيب، إيه رأيك تساهر الليلة مع عبدالقادر حافظ؟).
    - أصلو، أنا، ما عندي مشكلة، بس بعدين يوصلوني الثورة... أولا!
    و... (طبق) عبدالقادر حافظ، أخبار الصفحة الأولى، هو ونجيب إلى بحري، حيث المطبعة (الفاتحا خشما)
    و(دوّر) حسن ساتي، إلى المنشية.
    و(جدعني معاهو ) مرتضى الغالي، في شارع الأربعين، وهو في طريقه إلى (ودونوباوي)!

    هذا الـ (Te نشن)،
    الـ (Deبريشن)، لا..
    لا يداويه إلا سوط،
    سوطان،
    سياط،
    سياط من جهنم!
    - اووفْ!
    و... وراح جسدي (يتعتع) بما يشبه النعاس، أو بما يشبه منتهى الصحو، وراح صوتي - بينه و بين نفسه - (يتعتع) بما قلت عنه- في سري- انه قريب من صوت (ود اللمين):
    بتتعلم،
    من الأياآآآم،
    مصـ .. ي.. ي، يرك
    بُكرا،
    تتعلّم!
    كان (شكل) النميري، وهو يقرأ صباح غدٍ في كلمة الأيام، واقفا يتحكحك, في وعيي أو لا وعيي, بين كل سوط، وسوط.. وكان (شكل) المكاشفي، واقفا يتحكحك.. وكذا (أشكال) أبوقرون، وعوض الجيد، وبدرية، وحاج ماجد، وحاج نور، والمهلاوي و.. كان السوط- السوط الرابع- لا يزال في يدي، حين دقّ الباب، (دقة واحدة).
    (ما ضاريتا)، ولا نزّلتو..
    (رفعتو) فوق- السوط.. جلدتها، وما حكيتا: كبدتي!

    نقرة ثانية ,
    عاينت ليها..
    وعاينت لي.. وكانت عيناها الجميلتان في تلك اللحظة- (طاقتين) من خوف، مفتوحتين على (النقرة) مفتوحتين على ليل الخرطوم، الذي كان قد أليل!
    بعينيها قالت لي (أوعْ يكونوا هم؟!
    وبعيني قلت لها (أظنهم)
    ولم يكن أي منا - قبل الدقة - يتحدث بلسان أو بعينين، عن.. عن «زوار الليل»!
    دقّ!
    ، وكانت (الدقة)، في مثل ذلك الوقت، من ليل الخرطوم، غريبة،
    وكانت مخيفة،
    ولو كنت أنت (مكاني)، لكنت قد ظننت ما ظننت، ولو كانت زوجتك أنت الى جوارك في تلك اللحظة - مثلما كانت الى جواري (روجيتا)، لكانت هي ايضا، قد تساءلت في (حُرقة) - بعينيها لعينيك - (اوعْ يكونوا هم؟)
    - يا هم!
    ظللت أرددها في سري، بطول المسافة الى الباب..
    فتحتو،
    و- (لبدت) روجيتا وراءه. كانت تكتكت من (السقط)، وقد استحالت كلها- وراء الباب المتاكا- الى عين واحد، خائفة، وأضان مرخية!
    شافت متلي:
    سيارة،
    امرأتين، ورجل
    في تلك اللحظة - من ليل الخرطوم - التي فتحت فيها الباب، كان يمكن أن اتوقع- وقد رأيتهم ثلاثة - أي ثلاثة من زوّار الليل، لكن، لئن افتح الباب، وأجد هؤلاء الثلاثة - بالتحديد - فهذا ماكسر كل توقعاتي:
    الأستاذ سعيد الشايب،
    الاستاذتان (اسماء أو سمية محمود محمد طه (هنا أرجو تصحيحي) وبتول مختار محمد طه.
    (طارت!)
    حيوني،
    وحييتم،
    ما أدهشني- أولا- هو: (كيف عرف الثلاثة الطريق إلى شارع بيتنا؟!).
    ذلك هو السؤال الذي قفز الى ذهني ورسم ابتسامة غريبة - ربما - في وجهي.
    أستاذ الشايب، بفطنته عرف انني (مندهش).
    تكلم- أولا- لا ليزيل دهشة التقطها في ملامح وجهي، وانما ليقدم اعتذارا لطيفا، عن هذه (الدقة)، في مثل هذا الوقت (الغير مناسب على الاطلاق، لكن)
    - يا استاذ.. يا استاذ، لا لكن ولا حاجة.. كدي خشوا.. خشوا لي جوا! لم يخشوا.
    كان الاستاذ الشايب، لا يزال يقدم اعتذاراته: هو، في الحقيقة ما كان يمكن ان نمرق عليك، الاّ في هذا الوقت لسبببين، أولا نحن نعرف انك -بطبيعة عملكم- ما ممكن تكون موجود في البيت الاّ في مثل هذا الوقت المتأخر.. تانيا نحن برضواما كان ممكن نمرق الا في مثل هذا الوقت المتأخر: عربات الأمن لافّة باستمرار أمام منزل الاستاذ، وامام بيوت الاخوان، وفي الثورة كلها.. معليش.. ما كان يمكن ان نمرق الا بعد ان غبينا الأتر، وحتى لا نسبب لك انت أي نوع من الاحراج، أو المضايقة، أو.. - يا اخوانا- يا جماعة.. كدي.. كدي خشوا!
    في تلك اللحظة، شعرت بأن (روجيتا) ختت نفسا، كانت شايلاه، من أول دقة.. شعرت بها (تخب) إلى جوّه، لتلبس توبها، و..
    - لا، لا معليش، مرة ثانية ان شاء الله،
    و.. راح يزيل عني دهشة كيفية معرفتهم لشارع بيتنا.. لبيتنا، بطريقته اللطيفة جدا، واللماحة.
    - تعرف- يا استاذ هاشم- الحمد لله ما لفينا كتير.. طبعا قبل أقل من سنة استاذ عادل عبدالغني كان وصفّ لينا البيت.. وجينا حضرنا عقدك انت على كريمة المرحوم صادق.. الواحد لسه ذاكرتو كويسة، خاصة بالليل!
    تلك، كانت أول مرة، اعرف فيهاي ذلك:
    أول مرة أعرف فيها ان الاستاذ سعيد الشايب وجمهوريين آخرين حضروا يوم عقدي الما حضرتو!
    - طيب دي مناسبة يا أستاذ.. خشوا وباركوا لينا جوّه!
    ضحك الاستاذ الشايب:
    - مبروك تاني، وح نجي نبارك.. لكن نحن في الحقيقة جينا (نتنوّر) عن الحاصل.. نشوف تقديراتكم.. وطبعا انتو أقرب مننا للشوف!
    - نتنوّر)؟!
    دقت الكلمة في (صنقوعي)،
    ودقت.. دقت كلمة (نشوف).
    نظرت للأستاذ سعيد. ترجيته - في سري - ان يبدّل - ما استطاع - الكلمتين إلى العكس تماما.
    من أين له ان (يتنوّر)، أو (يشوف)؟ يشوف مني، أو من نميري، أو من جنس مخلوق، و(الضلمة).. (الضلمة) ما خلّت في البلد الحدادي مدادي، من يرى، ولا منْ يشوف؟!
    عاينت..
    كانت الضلمة.. ضلمة:
    - والله يا أستاذ سعيد، أنا ما.. ما شايف،،
    لم أكمل.
    رحت أوزع عيني على الثلاثة، الذين دقوا بابي، في مثل هذا الوقت المتآخر من ليل الخرطوم، وقلوبهم ليست شتى، متعلقة بقلب رجل..رجل أصبح مصيره في جرة قلم مهووس!
    لو كان الثلاثة ليسوا هم هؤلاء الثلاثة،
    لو كانوا أي ثلاثة آخرين، لكنت إذن قد (داريت) عنهم.. ولكنت قد اردفت (ما شايف.. ما شايف إلا خير).. لكن لأن هؤلاء الثلاثة، هم تلاميذ للرجل، الذي ظل عمره كله يتجمل بالصدق مع الذات، ومع الآخر، ويعلم الآخرين ان يتجملوا بالصدق، فإنني لم أقل ما لم أقله.. لم أقل (ما شايف إلا خير)!
    لم أقل بذلك، ليس فقط لأن مثل هذا القول هو التفاف على الحقيقة، أو هو - بالأحرى - كذب على الذات وعلى الآخر، فحسب، وانما لأن في مثل هذا القول - ايضا - (تخييب للظن): ظن هؤلاء الثلاثة تحديدا.. الثلاثة الذين احسنوا فيَّ الظن، والى الدرجة التي دقوا فيها بابي، في مثل هذا الوقت من ليل الخرطوم، (ليشوفوا نحن شايفين شنو)!
    أردفت: (ما شايف.. ما شايف خير!).
    مرت هنيهة، حسبتها دهرا، والثلاثة.. عيونهم تحوم في الضُلمَّة، وتتركز من وقت لآخر في عيني، وفي فمي.. وتحوم، من وقت لآخر، في أفق مفتوح على احتمالين.. افق ظلت تحوم فيه اعينهم الستة، قبل ان يجيئوا.. الثلاثة.. ويدقوا الباب - باب بيتنا- في مثل هذا الوقت من الليل الذي كان قد أليل!
    - كل البتشوفو انت.. والبنشوفوا نحن خير، حتى وان بدا غير ذلك.. لكن قول لينا الانت شايفو!
    ذلك كان صوت الاستاذ الشايب (يشع) بهدوء غريب، مشوب بالحذر، في تلك الضُلمَّة.
    - والله أنا الشايفو انو قرار محكمة المكاشفي ح يمشي!
    - ونميري.. نميري ح يأيدو؟!
    كان ذلك صوت الاستاذة بتول مختار، شبّ هكذا، حائرا.. ليس من (الحتة) ا لتي هي بين مصدق ومكذب، وانما من تلك (الحتة) التي تفرز هرمون الادرينالين،
    في تلك اللحظة - بالتحديد - ومن مكان ما في قلب (الضُلمةّ)َ، هجم علي (نافوخي) يدق عليه من الجهات كافة، صوت الاستاذة بدرية: (صاحبك انتهى).. (صاحبك انتهى).
    حدقت في المكان الذي هاجمني منه الصوت.. قام شعر جلدي كله سبيبة سبيبة، وانا أراها تمرر من اليمين الى اليسار- سبابتها على عنقها.. في تلك اللحظة، أخذت (الضُلمةَ) كلها شكل كلمة صوتية واحدة.. أخذت شكل كلمة «شخ خ)».. في تلك اللحظة أوشكت ان اسقط مغشيا ، تماما مثل الترابي، وليس مثله، حين سقط مفمي عليه، والدم يصرخ من خلاف، ذات تنفيذ ما قبل انه حد، في كوبر!
    لم أقل للأستاذة بتول، كل ذلك،
    ولم أقل منه شيئا،
    كنت - في تلك اللحظة - مشغولا بلملمة تماسكي، لأسند (اسماء أو سمية) تلك التي خيّل إليّ في تلك اللحظة، انها سمعت ما سمعت من قلب (الضُلمة) ورأت ما رأيت.. في اللحظةتلك, خيل الي انها شافت مثلي (الضُلمّة) كلها تأخذ شكل الكلمة الصوتية الفظيعة: كلمة (شخ خ)!
    لو قدر للساني ان ينطق, في تلك اللحظة التي رمت فيها بتول بالسؤال ,في المسافة التي بيني وبينها, لكان بالتأكيد قد نطق:
    - يا أستاذة بتول.. نميري الذي تتساءلين عنه، أيد الحكم من زما آ آ آن.. من قبل (هذا أو الطوفان).. ومن قبل محكمة المهلاوي..
    نطق لسانها هي:
    - بنسمع انو في وفود.. دايرة نميري، وما لاقياهو.. نميري وين؟
    - نميري معزول..
    هذا ما قلته لبتول، ولو كنت في تلك اللحظة ختيت انفاسي في الأرض.. تلك التي كنت قد شلتها- كما قلت لكم - الى الطابق الثالث في عمارة الاخوة حيث الاستاذ علي شمو - لكنت قد اردفت لبتول بمثل ما قاله لي علي شمو: «نميري معزول.. معزول حتى عن وزير اعلامو!».
    - هل تفتكر - يا استاذ هاشم - انو النميري ممكن يؤيد الحكم.. حكم ناس المكاشفي الغريب، والظالم دا؟!
    كان الصوت - في تلك المرة - ليس هو صوت الشايب، ولا صوت بتول.. ولا هو صوت يتأرجح بين الأمل واليأس، فقط.. ولا فقط، هو صوت، تفوح منه رائحة الغضب، ورائحة الاحساس بالغبن، ورائحة الاحساس بالظلم.. لا، لا.. ولم يكن صوتا خائفا ولا حزينا، ولا متحسرا فقط.. كان صوتا فيه كل الاحساس الغريزي بطعم مرارة الفقد.. فقد الأب.
    كان ذلك الصوت الغريب جدا في تلك (الضُلمّة) هو صوت اسماء أو سمية محمود محمد طه.
    لم أجب.
    مرت هنيهة ولم أجب.
    رحت أزيح عبرة، راحت تطعن في الحلق.. رحت ازيح غصة راحت تطعن في القلب.. وأزيح من حبالي الصوتية - ما استطعت - أي رعشة.. أي رعشة من رعشة البكاء،تلك التي راحت تحتويني.. تحتويني والدنيا ضُلمة!
    لم أعاين ليها.
    لم أعاين لـ (اسماء أو سمية).
    كان بيني وبينها - في تلك اللحظة - صدى صوت صديقي نجيب نور الدين.. صوته في تلك اللحظة التي حدثتكم عنها: لحظة انزوينا انا وهو، في مكتب تحرير الأيام, في اليوم التالي لمجييء المكاشفي، حاملا بنفسه (خبر محمود) للأيام، بالتويوتا.. التويوتا السنينة، الدبل قبينة، البراند نيو. لدهشتي اشرأب الصوت، صوت نجيب من لساني انا في تلك اللحظة: - انتو بتفتكروا نميري المهووس دا، ما ح يعملا.. او ما مكن يعملا. لا. لا. ح يعملا.. حي يعملا ونُص.. لأنو هو ذاتو ما عارف بعمل في شنو!
    قلت ما قلت، وخطر لي - في تلك اللحظة - ان اسند نفسي بالثلاثة..
    خطر لي ان اشد حيلي، واسند (أسماء أو سمية)،
    واسند بتول،
    واسند سعيد الشايب..
    نظرت اليه - ومن خلال عينين غائمتين والدنيا ضلمّة رأيته يسبل عينيه، ويسند سريعا جدا، بيده اليمنى، جسده المليان، على كبوت السيارة البيجو!
    دنقرت.
    ما رفعت عينا لاسماء أو سمية،
    ما رفعت عينا لبتول..
    ما كنت لأستطيع ذلك، والدنيا الجواي كلها.. والدنيا البرة، دمع يترقرق، ورعشة بكا، و(ضُلمّة).
    كم مضى من الوقت.. لا أعرف.
    كل ما أعرفه، ان صوت الشايب جاني (ما ياهو):
    - نحن بنشكرك يا أستاذ هاشم.. ونكرر ليك نحن، في الحقيقة، متأسفين جدا، على ازعاجك في هذا الوقت من الليل، و..
    ،
    ،
    ،
    ختيت راسي،
    وبقيت اتقلب، واتقلب..
    اتقلب للصباح،
    وما الصباح، صباح الخميس كان.. بأمثل من تلك (الضُلمَّة)..
    ضُلمة البلد، الما..
    الما فيها مَنْ رأى،
    ولا فيها من شاف!
                  

01-06-2011, 09:45 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    مواصلة في توثيق الاستاذ هاشم كرار

    Quote: الحلقة الخامسة(أ)

    وطني الحبيب، صباح الخير!

    قالتا، بلا خجلة، ودورت مزيكا، هنا.. (هنا أم درمان).
    الوطن (قنت)، وقبّل.. قبّل غادي، ما..
    ما ردَّ،
    ولا رديت.
    طنطنت، وما رديت..
    ما رديت على (روجيتا): صباح النور!
    شويتين:
    «شمس الصباح،
    والصباح رباح..
    شمسك،
    يا وطني!»
    هكذا، دخل الكابلي - بعد المزيكا - يرفع من شأو صوته - مرة - بـ (ألف) الصباح.. ومرة، بـ «ألف» رباح، ثم لا يلبث أن ينزّله متخولنا، كسيرا، مكسورا جدا بـ «ياء»، يا وطني!
    تفيت،
    تفيت على الخولنة،
    وتفيت،
    تفيت - تاني - على روحي،
    وتفيت،
    تفيت - تاني من تاني
    - تفيت على شمس الوطن،
    شمس الوطن الما بقت شمسين!
    في تلك اللحظة - بالتحديد - كان الاستاذ حسن ساتي، يبتسم هازئا، وهو اذّاك، كان - بالضبط - فوق (سنام) كبرى القوات المسلحة، كان - على غير عادته - في الطريق، إلى «دار الأيام»، في المنطقة الصناعية، في بحري، حيث مكتبه كرئيس لمجلس الإدارة.
    - يا.. كابلي.. يا كابلي!
    هكذا، حتى إذا ما ظن أن كابلي، داخل راديو السيارة، قد سمع النداء، ألقى عليه الاستاذ حسن بالسؤال الاستنكاري.
    ياتو وطن؟
    ياتو وطن؟!
    كررها، هكذا، مرتين، وكان يهم بأن يكررها ثلاثا، لولا أنه تذكر - فجأة - محمد الحسن سالم حميد:
    ياتو وطن،
    يا الزين ود حامد..
    ياتو وطن،
    دام للانجاس؟
    ياتو وطن
    ياتو...
    اختفى حميد، سريعا جدا، و.. فجأة تذكر ساتي - في تمام اللحظة (دنيا دبنقا)، وتذكر المذيع محمد سليمان بـ «لجنتو»، وضحكتو.. ابتسم وهو يتذكر النكتة الشهيرة:
    - من هو الزعيم الافريقي الشاعر، والمثقف جدا، الذي....
    كان محمد سليمان، وهو يلقي بالسؤال، يعني ليوبولد سنغور.
    - السادات!
    - لا، لا..مش هو!
    - القذافي!
    - أقعد.. برضو غلطان!
    و.. وقف يفرقع اصبعين بالحاح عجيب: استاذ محمد، استاذ محمد.. وكان غيره ايضا وقوفا وقعودا يفرقعون الأصابع.
    - أيوه.. انت!
    و...وقف احدهم..
    لا، لا، مُش انت.. انت.. انت ياللابس تحرمني منك!
    - جعفر نميري!
    - ها ها ها، يا راجل.. حرام عليك!
    يذكر، حسن ساتي، انه في مكانه ذاك - فوق (حدبة) كوبري القوات المسلحة - ضحك، بينه وبين نفسه للنكته، ربما للمرة الثالثة، أو العاشرة، أو... يذكر انه استعار سريعا - في سره صوت محمد سليمان وبقايا من ضحكته الشهيرة، ليقول للكابلي «يا راجل.. حرام عليك!، قبل ان يغير الموجة، إلى حيث دقات (بغ بن)، و.. (هنا لندن، هيئة الإذاعة البريطانية!)
    هذا ما يذكره - تماما - حسن ساتي.
    ما يتذكره، انه لم (ينقش) شيئا، من موجز (البي.بي.سي).
    مالا يتذكره، انه في تمام تلك اللحظة، وهو فوق (الحدبة) كان يعاين شمالا، حيث يمكن للناظر، أن يطل بعينيه، من عل، على ملامح سجن كوبر.. ملامحه الخشنة، والمهيبة، والمخيفة أيضا!
    كانت (معاينة) لا ارادية.
    لو قيض الله لك، ان تتسلل إلى داخل جمجمة الاستاذ ساتي، وهو في معاينته تلك، لكنت - إذن - قد رأيت، ما رأيت أنا فيها - وانا كنت لا أزال فوق سريري (مغمض عين ومفتح عين)، والشمس.. شمس الوطن الما بقت شمسين، كانت - يا دوب - في قامة (نوباوي)، أو في قامة (بني عامر)!
    كان بندول تفكيره، يمشي جاي، ويمشي جاي، بسرعة غريبة.
    تلقى جسده اشارة أن ارتعد، فارتعد..الا قليلا.
    هذا ما رأيته، أولا.
    تلقت ذاكرته، اشارة سريعة، ان تذكري، فتذكّر: «فضل الله، ازيّك.. انت جاهز؟ أنا على الطلاق، شنطتيي جاهزة ياهادي، للسجن!».
    تلقت رقبته اشارة ان تلتفت، فالتفت سريعا جدا، إلى المقعد الخلفي، ليتأكد من وجود شنطته.. شنطته (الترفلنغ باك)، تلك التي كان قد همّ، ان (يورّيها) للاستاذ فضل الله محمد، حين دنقر اسفل مكتبه، ليرفعها بيد، وكانت يده الأخرى، تمسك بسماعة التليفون، وفضل الله على الجانب الآخر، من الخط!
    تلقت عينيه اشارة، أن (شوفي) فشافت جريدة الأيام، عدد الخميس، تلك التي اشتراها، من كشك في بري، ونظر فيها - سريعا جدا - في صفحتها الأولى - وختاها فوق (الطبلون).
    تلقى خياله اشارة ان تخيّل، فتخيّل جعفر نميري، في هذا الصباح، يقرأ بعينين عكرتين في كلمة الأيام، تواترت الاشارات: (تخيّل.. تخيّل.. تخيّل) فتخيّل المكاشفي، وتخيّل حاج نور، وحاج ماجد (محمد سر الختم ماجد)..
    هذا، ما رأيته أنا، داخل جمجمة الاستاذ ساتي، وهو (يعاين) شمالا من مكانه ذاك، فوق (سنام) كوبري القوات المسلحة.
    ما رأيته أيضا، داخل جمجمته، انه لم ير إلى جانب وجوه نميري والمكاشفي، وحاج ماجد وحاج نور، وجوها أخرى..وجوها رأيتها انا.. وجوها كثيرة جدا، وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة!
    ما رأيته أخيرا، انه لم يتلق اشارة من مخيخه، اذ هو في تمام لحظة التخيل، ان يرفع صوته، في سره، تماما مثلما تلقيت الاشارة أنا، في تلك اللحظة ان ارفع صوتي في سري.. (رفعتو) وكنت لاازال
    (مغمض عينا ومفتح عين): هؤلاء ، هم القتلة.. الفجرة! .

    .
    .
    .
    تيت!
    و.. لم يصبر،
    تيت، تيت، تي يـ يـ يـ ت! و.. خبّ الخفير، من مكان ما، باتجاه الباب، وحين رأى سيارة رئيس مجلس الادارة، نهر رجليه، وهو لا يخفي استغرابا، للمرة الثانية.
    كانت المرة الأولى، حين زعق بوري، مدير شؤون الموظفين، حسن البدوي، في ذلك الصباح البدري، أمام دار الأيام.
    لم يكن عاديا، أن يأتي الدار، في مثل هذا الوقت من الصباح، أيّ من العاملين، أو الموظفين، فكيف اذن ان يأتي، مدير شؤون الموظفين، ويأتي (كمان) رئيس مجلس الإدارة؟
    - قطع شك، الليلة في مسعلة ليها ضل!
    قالها الخفير الهمام، بينه وبين نفسه، وهو يسرع في فتح الطبلة، وفكفكة الجنازير.
    كان الـ(حسنين) على موعد.
    كان حسن ساتي، قد (تلفن) للبدري:
    - يا حسن، بكرة 7 صباحا، في مكتبي.. معاكم هناك في بحري.. ومعاك كل فايلات ناس التحرير.
    دخل الاستاذ حسن مكتبه في بحري، ووراءه حسن البدوي، وكان مكتبه في الخرطوم، في تلك الحظة، يضج برنين التليفونات، من وقت لآخر.
    كان ذلك - أيضا - شيئا غريبا، في مثل هذا الوقت من الصباح.
    طنطن الخفير محمد صالح، بينه وبين نفسه، بصوت مرتفع، وهو ينزل الدرج:
    - والله الليلة، لو ترنّو لحدث الساعة 9 ما في زولا بعبّركم.. انتو قايلين سكرتيرات استاذ حسن شغالات في النسيج.. وللاقايلين استاذ حسن شغال في الغيط، وماسك مويه؟
    كان استاذ حسن، في تلك اللحظة، يمسك (فايلا)، ينظر للاسم، و(يختّو).. يمسك آخر، ينظر إليه من الداخل، ويمسك القلم ليكتب مذكرة، و.. و.. هكذا، حتى إذا ما انتهى خاطب مدير شؤون الموظفين:
    - كل هذه القرارات، تطبع اليوم، وبالتاريخ الأنا حددتو، و.. تديني تليفون!
    كانت قرارات بـ (أثر رجعي).
    قرارات شملت ترقية محررين، استحقوا الترقية من وقت طويل.. وشملت تعيين محررين ومحررات كانوا تحت التدريب.. وشملت التصديق بسلفيات و.. و..
    لملم استاذ حسن، أشياءه الشخصية من المكتب، ألقى عليه نظرة أخيرة، قبل ان يقفله و.. يسلم المفاتيح للخفير الهمام.
    في تلك اللحظة، لملمت سكرتيرته ليلى، في مكتب الخرطوم، انفاسها، تلك التي بعثرها طلوع الدرج، وردت:
    - والله، استاذ حسن لسع ما وصل!
    - ......
    - لمّن يجي، أقول ليهو منو....؟
    - جعفر! (وخت السماعة).
    شالت ليلى الطويلة، نفسا، قبل ان تجلس، وشالت زهيرة المليانة، التي كانت (يا دوب) قد لحقت بليلى، بعد طلوع من النوع الثقيل للدرج- شالت نفسين، ثلاثة، و..
    - جعفر؟! جعفر منو يا ربي؟!
    شبَّ السؤال - هكذا - في ذهن ليلى، و.. حين لم تأتيها الاجابة، بعد لحظة.. لحظتين، (اتمحّنت).
    - الصوت دا ما غريب عليَّ!
    هكذا، حدثت ليلى نفسها، بصوت عال،
    - هوي، يا ليلى هوي.. قولي بسم الله، صوت شنو كمان؟
    لم تقل ليلى بسم الله، ولم ترد على زهيرة، ذلك لأنها - وكانت لا تزال متمحنة - لم تدرك أن زهيرة دخلت وراءها بعد خطوات.. وذلك لأنها لم تسمع - بالتالي - صوتها على الاطلاق.. صوتها الذي لم يكن منسجما اطلاقا مع رائحة (الكبرتة)، تلك التي كان يضج بها جسدها كله!
    - يا ربي جعفر؟ جعفر منو؟!
    لم تنتظر اجابة من الرب، راحت تمرر الصوت (الماغريب عليها)، على (عدسة) أذنها الخارجية، وأذنها الوسطى، وأذنها الداخلية، وتستدعي.. تستدعي إلى ذهنها - في الوقت ذاته - كل الجعافر الذين يمكن أن يعرفهم حسن ساتي، ويمكن - بالتالي - لأي منهم أن يتصل عليه، في مثل هذا الوقت من الصباح.
    - يا ربي يكون جعفر حسين؟ لا، لا ما أظن!
    جعفر قاقرين.؟!لا..لأ استاذ حسن هلالابي, لو قلنا علي قاقرين كان معليش!!
    - جعفر الريابي.. لا، لا.. ريابي شنو كمان!
    - جعفر شيخ ادريس. دا أنا سامعا بيهو سمع... وأصلو ما سمعت صوتو!
    -جعفر عبدالرحمن؟! لوكان هو كان سلم علي,وكان قال داير تيتاوي!!
    - جعفر؟ جعفر.. جعفر؟ جع..
    و.. فجأة (نط ) ذهنها. انتبهت بأنفها أيضا - في تمام اللحظة - الي رائحة (الكبرته) التي كانت تملأ المكتب، فادركت_ في التو_ ان زهيرة قد طلعت آخر درجة من السلم، ووصلت تربيزتها كمان:
    - كرُ.. كرُ عليَّ الليلة يا زهيرة..أنا ما ودّرتو!
    بالطبع، لم تلتقط زهيرة (الواو الضكر)، في (ودرتو)، شبَّ صوتها، ولم يكن مكبرتا على الاطلاق:
    - هوى يا ليلى هوى.. قولي بسم الله.. ودرتي منو؟!
    راحت زهيرة تعاين إلى ليلى الطويلة، من تحت، وتصنقع لتعاين إليها من فوق، بعينين مكبرتتين، قبل ان يثقب صوت ليلى النحيل، المسافة التي بينها وبينها.
    - ودّرت صوتو!
    - هوي يا ليلى هوي.. أنا زمان كنت قايلة ماسكك مرض حامد وبس.. الليلة جابت ليها كمان اندراوة؟!
    حكت ليلي لزهيرة، ما حكت؟! أنا... عارف!
    ما أعرفه أيضا، أن زهيرة التي دقت سريعا جد صدرها، قالت لليلى: كان كدا، والله الليلة ووو.. ب عليك يا ليلى!
    مع «الووو.. ب»، كانت جزمة ليلى تطرقع في الدرج .... طرق رع، في طرقعات متواترة، سريعة، إلى تحت.
    كنا اثنين، في المكتب.
    وكان بيني وبين صديقي عبد المنعم عوض الريح، الذي كان يعمل في مكتب الأمم المتحدة للاعلام (القريب جدا من مكتبنا)، كانت بيننا دخان سجارتين، ورائحة جبنة الرشيد المعتّتة.
    كان يقرأ في كلمة الأيام.
    وكانت (البرنجاية) تترمّد بين اصبعين من اصابع يده، الخمسة.
    وكان - مرة مرة - يقطع القراءة، ليقول:
    - والله دي شتلة سمحة سماحة!
    يطلق ضحكة، ويقرأ.
    ثم، يمص نفسا:
    - والله انتو يا شكاشيك.. مرات مرات عندكم شكشكة في (الأيام) دي نجيضة نجاضة!
    ذلك هو صديقي، عبدالمنعم شتلي، كان له قاموسه, مفرداته الخاصة: الكرافتة مثلا عنده (ظمباجة)، والظمباجة تعني عنده أيضا (القزازة)، والظمبجة قد تأخذ في كل مرة معنى آخر.
    - شوف ياشكشوك، الليلة لو ما ظمبجوكم انتو الأربعة، وحسن ساتي، تب تاني ما بتتظمبجوا!
    يطلق ضحكة من ضحكاته الشهيرة.. يمص نفسا، ويروح يقرأ، ثم..
    - والله دي شتلة ما فيها أي اتنين تلاتة... شتلة امها بت عم ابوها.. قت لي كتبتوها حداشر بالليل، وكنتوا واعين كدا ؟!
    و..
    الكتابة الفنانة عند شتلي, هي شكشكة ,الشكشكوك عنده , هو الذي يتشكشك في الكتابة!
    ذلك هو شتلي.. «الكتابة» في مفرداته الخاصة..ايضا.. (شتله): والله انت الليلة شتلت ليك شتلة جهبوذة.. أو: دقائق النشتل الشتلة دي، ونقوم نجيب الظمباجة!
    هكذا هو..
    نشتل.. شتلة، وشتلتها.. حتى.. حتى اطلق عليه احدنا (عبد المنعم شتلي).. وذاع اللقب.. وظلت تمشي به حتى ألسنة «الامميين» في (اليو اند بي).. وظلت تمشي به حتى يوم الناس هذا، ألسنة «الأمميين» في نيويورك.. حيث هو الآن صديقي (شتلي)، في مبنى الأمم المتحدة... كما كان في الخرطوم.. اتخيله: ليس خانقا نفسو بـ (ظمباجة)، وأغبـ....آش.. (أغبش زي الفول المدمس!).

    - شوف يا شيخنا .. ما كان ممكن تشتلوها الا بالطريقة دي.. صحي.. صحي فيها شوية جغمسة.. لكن كمان ما نحن بنعرف برضو .. ما كان عندكم أي طريقة يا شكاشيك غير انكم تجغمسوا .. والجغمسة - ما انت عارف وانت شكشوك كبير - بتكون في مرات كتيرة ضرورية عشان التولا دي.. لكن أي زول لابس نضارة زي نضارتي دي بعرف .. بعرف انكم كتبتوا كلاما نجيض و.. «اطلق ضحكة» ويغطس حجركم!
    و.. طبقّ شتلي الجريدة،
    شالا..
    - اسمع الصحافة .. الصحافة ما جاتكم؟
    و.. حين قلت له «لسه» لفح شتلي- سريعا جدا- رجليه الاثنتين، اطلق واحدة من ضحكاته المشاغبة جدا:
    - بلقاها ..بلقاها في مكتبي .. كدي النجري نحصل، ونشوف فضل الله ركز وللأ اتفنس في الدربُكة دي!
    هو طالع، لافح كرعيه..
    وهي لافحة كرعيها، نازلة،
    أوشك كل منهما، أن يصطدم بالآخر، قريبا جدا من المدخل الداخلي، لمكاتب الأيام:
    - قُت ليك يا عبد المنعم شتلي، ما شفت ليّ استاذ حسن ساتي؟
    توقف عن اللفح،
    صنقع ليها من فوق النضارة:
    - يا ليلي.. يا ليلي، انت متين قبل كدا قلتي لي؟ ثم .. حتى لو قلتي لي، بتفتكريني يا العشا البي اللبن - إنو أنا مركّب الظمباجة دي في عيوني ديل عشان أشوف ليكي بيهاحسن ساتي ؟!
    لم ينتظرها تقول «آي» وللا «لا»،
    اطلق ضحكة،
    ولفح..
    ولم تضحك هي.
    كانت تتاوق، تتاوق ليست كأم العروس، كان ريقها ناشف، وفي اذنها اسم واحد فقط: «جعفر» ..وفي مكان ما في فمها جملة ،واحدة، تريد أن تتخلص منها في أول »شوفة» وترتاح !
    - يا استاذ حسن جعفر نميري ضرب.. ضرب كايس ليك!
    (لقاهو):
    - Yes.. معاك حسن ساتي!
    -...
    و... لم أكن ثالث اثنين، إذ هما على الخط السري.. ولم تكن ليلى الطويلة- بالطبع - (تتاوق)، تتاوق بأذنها.. ولم يكن فمها، بصوته النحيل، في أذني، بعد تلك المكالمة في ذلك اليوم أو في أي يوم آخر على الإطلاق، لكن.. لكن أبوعلي حدثني عن جعفر (المنصور):
    -يا حسن، ما معقول أولادك يكتبوا في قضية محمود محمد طه، والقضية حتى الآن أمام القضاء.. وأمام رئيس الجمهورية.. أمامي أنا. وأنا عاكف عليها هسع.. أدرس فيها من كل الجوانب!
    لم أكن في المكتب الذي كانت تفوح منه - في تلك اللحظة - رائحة سمك البربري، لأقرأ في ملامح وجه حسن، رد الفعل على كلام (جعفر)، ولم أكن في حضرة (جعفر)، لأقرأ في (وشو)، ما كان يدور في (مخو)، وهو يقول ما يقول..
    لم يحدثني..
    لم يحدثني - بالطبع - جعفر، عن أبوعلي، لكن.. لكن الأخير حدثني فقال: قُتْ ليهو..
    - قت ليهو شنو؟
    -قت ليهو.. معليش.. معليش يا ريس.. بسْ المكتوب الليلة في الأيام، لم يكتبه أولادي.. وانما كتبته أنا!
    - وقال ليك شنو؟
    - شكرا يا حسن، و...!
    - و.. و.. شنو؟!
    - و.. خت السماعة!
    رنّ الجرس، ولم يكن ذلك، أول جرس يرن.. كانت الأجراس تتخابط، منذ ان (لفح) عبدالمنعم شتلي، كرعيه الغُبُّش- بعد ان قال لليلى الطويلة ما قال- ليمشي يشوف - كما قال - (فضل الله ركز وللاّ اتفنس في الدربُكة دي)!
    - أيّوه.. (الأيام).
    - يا ناس الأيام عافي منكم.. عافي منكم!
    كان ناس الأيام، في ذلك الوقت من الصباح (مدنقسين) ولا.. (ولا بغمْ) يقرأون في الصفحة الأولى، أفضل ما كتبته (الريمستار)، في تاريخ (الأيام):
    أبو العزائم، كانت عيناه الكبيرتان، تكبران وراء نظارته الطبية السميكة، بين كل سطر وسطر.. صباح (غرقانة)، ولا يمكن - اطلاقا- انتشالها من تلك (الدنقسة)، حتى.. حتى بمتاوقة من دكتور مضوي، أو (متاوقتين).. عمر اسماعيل، كان يتلّمس من وقت لآخر (المغزوز في اضانو)، البزيل بلم.. فايزة شوكت، تلملم مع كل جملة جزءا عزيزا من خاطرها: خاطرا اللي كان انكسر.. سمساعة، كان يرفع رأسه من الجريدة، ويعاين.. يعاين لانعام.. (علاّ.. علاّ) انعام ما رفعت رأسها، ليقول لها: (الكلام دا كلام عديل.. علاّ، علاّ بجيب من الناس الفوق الكلام اللعوج..بجيب الضقلها يكركب!).. النحاس، يجبّد في (شعرو) المفلفل، الخشم متربس بالتمباك، ولسان الذي.. محمد لطيف، صدرو اتنفشْ، وطيّر الزرارة الزرّرا يوم المكاشفي جا.. نجوى حسين، نفيسة، عواطف، الزين الشين، واسامة.. اسامة سيد عبدالعزيز (مدنقس) يقرأ.. يقرأ بدون ان يأكل أي (را)، يقرأ - لأول مرة - بلسان عربي مبين، وليس بلسانه ذاك (الفيهو لجنة).. والبلال.. البلال في (مكتبو)! بلا (ها.. ها.. ها)، تلك التي تخرج متقطّعة، هكذا، من بين لهاته وجيوبه الأنفية، قبل ان يقطعها- فجأة- و(يخش) في موضوع آخر!
    - أيوه.. ايوه الأيام.. معاي منو؟!
    لم أعرف صوته.
    - يا ود الكرار.. ازيك!
    هكذا، عرف هو صوتي، برغم إنني التقيته، وكلمته، في هذه الدنيا، مرة واحدة وبسْ - تحديداً قبل أقل من أربعة أشهر- حين استوقفني، في نص السوق العربي، ليقول لي: (هاشم كرار؟! عافي منك دنيا واخرى!) كنت في ذلك اليوم (عشرين اكتوبر)، في ذلك الوقت في بوكسي السكرتارية السجم، المكتوب عليه (بالجنبتين) (الايام) بخط أحمر، أوشكت الأيام ان تسهك حمرته سهكا.
    قدرت - بالطبع - انه ربط بين بوكسي (الأيام)، وصورتي المنشورة في ذلك اليوم، قبل أن يقول ما قال.. ولم يقل ما قال، الا لأن (الأيام)، في ذلك اليوم، كسرت محرّماً من المحرمات: الحديث عن ثورة اكتوبر، بنشرها حوارا مطولا لي، مع سر الختم الخليفة، رئيس وزراء حكومة اكتوبر، في صفحتي النُص، تحت عنوان (حوار الخطر)، في (الأيام الأسبوعي).
    - أظنك ما.. ما عرفتني!
    لم ينتظرني ريثما (أحك راسي)، وأضع صوته - من جديد - تحت عدسة أذني، لأزيل غشاوة من عيني الذاكرة - ذاكرتي - واشوفو بـ (خضرتو السودانية العريقة) و(شلوخو المطارق)، كما (شفتو) لأول مرة، وجها لوجه في ذلك اليوم، من أيام السوق العربي.
    لا. لم ينتظرني، لأقول له: (واللّه لو ما بخاف الكضب أقول معاي.....)، أردف هو سريعا جدا:
    - معاك الحاج عبدالرحمن!
    - بل معاي.. عطبرة!
    ابتسم في أسى. هذا ما تخيلته، وقد جاءني صوته موجوعاً بالحنين: - يا حليل عطبرة يا ولدي، يا حليلا، ويا حليل أبرولاتا وعجلاتا واضراباتا.. يا حليلا، ويا حليل حديدا ونارا!
    - ويا حليل قطارا.. قطر واقف.. وقطر ماشي!
    - و.. (عمي الزين محكّر في قطار الهم).. يا هو دا بسْ.. عمي الزين محكّر.. ونحن محكرين فيهو.. في قطر الهم دا.. القطر المافيهو مفتش، ولا فيهو كمساري، ولا فيهو عطشجي، ولا فيهو فانوساً يضوي.. ولا فيهو لمبة.. ولا ليهو تابلت!
    - والمحطة؟ آخر محطة وين يا حاج؟!
    - المحطة؟!
    (قالها) وزفر.. زفر نفساً حارا. استذكر تاريخاً من المحطات، واستذكر قطر النضال الولىّ، قبل ان يملأني كلي- أولي وآخري- صوتو المشلخ تلاتة:
    بذكّرك.. محطة، محطة..
    وبذكرّ مناديلك الحمرا،
    ما صدفة..
    وبذكرّ سؤالك ليْ، متين..
    متين، جرح البلد،
    يشفى..
    ومتين..
    متين تضحك، سما الخرطوم، حبيبتنا..
    ومتين،
    متين تصفى!
    ذلك هو الحاج عبدالرحمن،الرجل التاريخ, كما عرفته في يوم (الريمستار) ذاك: رجلاً موجوعا جدا، ومحكّر.. محكّر- متلي متلك ومتل أي سوداني آخر صميم الفؤاد- محكّر متل عمي الزين، في (قطار الهم)!
    - ودعتك الله!
    لا أذكر، ما إذا كنت أنا- من جانبي - قد ودعته الله، أم لا، كل ما أذكره انني شعرت بوحشة.. كل ما أذكره انني شعرت بفرح غريب.. كل ما أذكره انني قلت بيني وبين نفسي، وأنا أضع السماعة، ان هذا الرجل (الأبرولي) الذي (نكَتْ) من المسرح- , وليس من السكة الحديد، (قطار الهم) ليوصل فكرته بمثل كل هذا الترميز- كان يمكن ان (ينكُتْ) من ذات المسرح (العمة الواقعة) و(اللسان المقطوع) (ونحن نفعل هذا أتدرون لماذا؟)ليّجيرّاسماء هذه المسرحيات,علي مسرح الدم هذا, وما (العَّمة الواقعة) التي ترمز الى الفضيحة، في مسرحية حمدنا الله عبدالقادر إلاّ عمة أي سوداني.. وما (اللسان المقطوع) إلاّ (لسانو).. وما الضمير في مسرحية (نحن نفعل هذا أتدرون لماذا؟).. ضمير المتكلم، إلاّ ضمير القتلة.. وما الاجابة على السؤال، في المسرحية التي كان يلعب فيها، بفنيات عالية عثمان جمال الدين، وصفوان عثمان، واحمد اسماعيل، وعيسى تيراب، وغيرهم من العقد المسرحي الفريد - إلاّ «لا» ذلك لأن الضُلَّمة التي تكل عليها السودانيون عكاكيزهم وتحكّروا في قطار الهم - ما تركت في البلد الحدادي مدادي من زولا سمع.. ولا تركت فيه من زولاً شاف!

                  

01-06-2011, 12:24 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)


    أمجد ... تحياتي ....

    منذ أن أصدر سئ الذكر جعفر نميري ومكاشفيه قرارهم باغتيال الأستاذ محمود .. لم تهدأ الخرطوم، وظلّت تفور وتتزلزل، حتى لفظت ذلك النظام البغيض.

    دخلت بس عشان أقول ليك .......... (((((تعود الأيام)))))
                  

01-06-2011, 03:26 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    T1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الأستاذ محمود محمد طه: كل رداء يرتديه جميل
    مما يؤثر عن الأستاذ محمود محمد طه أن رجلا قد رآءه على أيام خلوته مرتديا ثيابا لم ير ذلك الرجل أنها ترقى لمستوى "الغردونى" الذى فى ذهنه، فلما رأى الأستاذ محمود منه ذلك أجاب على حيرة الرجل بـ :

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل!!

    وقد رأته حفيدة له بلباس السجن الخشن فى كوبر فتأثرت لذلك فسرى عنها أن هذا أشرف وأحسن لبس، ذلك لأنه إنما لبسه لأنه وقف وقفة الحق فى وجه السلطان الجائر فأكتسى بذلك الهيبة والجلال.

    كانت خلوة الأستاذ المعروفة بعد حادثة "الخفاض الفرعونى" الشهيرة فى رفاعة والتى حبس فيها الأستاذ محمود لعامين ثم لما خرج قال أنه رأى أن الناس تجعجع "فى أمر الدعوة للإسلام" فلم تطب له نفسه أن يجعجع فاختلى بها ليعرفها ويعيش فى سلام معها وينشرها للناس وقد فعل.

    وبعض ما عناه الأستاذ بـ "الجعجعة" هو أن الناس لا تفعل ما تقول ولذا فقد قال قولته المشهورة عن أن الإنجليز قد تخرج اليوم أو غدا ثم لا نجد أنفسنا أحرارا ولا مستقلين وانما استبدلنا الإنجليز بسودانيين فى أسلاخ "إنجليز"، وقد كان، فقد تدّثر الناس للناس بالصوف اللانكاسترى الفاخر، ولا يزالون، ثم هم بعد يخاطبون، وفى درجة حرارة قد تصل لخمس وأربعين، بذلك اللباس، أناس قد إهترأت "عراريق" الدمورية منهم!! وقد يستشهدون لهم بعدل عمر ويمنونهم بدولة عمر!!

    وقد لاحظ حامد درار – باحث سودانى فى شئوون الغذاء – أن الصفوة المتعلمة بعد خروج المستعمر قد نحت للتشبه بالمستعمر فيما يخص الطعام فأختفت "الكسرة" من موائدهم وحل محلها الخبز الأفرنجى. ويمكنك أن تقيس على ذلك الملبس والمسكن وما الى ذلك.

    وتأسيسا على ذلك، فقد كان من الواضح أن تلك الصفوة "الغردونية" قد خلقت وقتها حاجزا بينها وبين السواد الأعظم من السودانيين، إذ يتأفف السودانيون بطبعهم من مخالطة "الما متلم" فى "البساط الأحمدى" ولكن يقول حسن مكى ويقول غير حسن مكى أنهم كانوا يجدون "لقمة الكسرة" عن الأستاذ محمود محمد طه، أى كان منزله مفتوحا ويجيئه كل الناس بلا موعد. كان الأستاذ يقول أن يوم الويكاب دة يوم عيدنا!!

    ودعوة الأستاذ محمود الدائمة لـ "ساووا السودانيين فى الفقر الى أن يتساووا فى الغنى" عاشاها لحما ودما فلم يتميز عليهم فى شىء وقد نعى على رجال الدين تميزهم على عامة الشعب بملبس خاص اتخذوه لأنفسهم بل أنه ذهب ليبين لهم أن ليس فى ديننا شىء اسمه "رجال دين" وانما هذه بدعة أتتنا بعد أن حلت بنا النذارة "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه!! قالوا: أاليهود والنصارى؟؟ قال: فمن؟؟!!" ولقد تميز رجال الدين عندنا بما تميز به أولئك طمعا فى حظوة دنيوية تميزهم عن سائر الشعب بل أنهم ذهبوا لأكثر من ذلك وتجلببوا للإنجليز بكساوى الشرف التى أنعم بها عليهم لجليل خدماتهم له وقد نعى عليهم الأستاذ محمود ذلك وأسماها لهم "كساوى عدم الشرف"

    وقد خرج علينا مؤخرا قنصل سودانى بسفارة السودان بواشنطون مستنكرا كيف أن الفنان السودانى خالد كودى قد رسم لوحات لزعماء سودانيين عراة ولم يكن بين أؤلئك الزعماء الأستاذ محمود محمد طه!! عجبا لهؤلاء القوم فهم وكدهم أن ينفوا عن الأستاذ محمود "الزعامة" وأن يسقطوه من ذاكرة الشعب السودانى ولكن أن يأتى أحد ليبوئى الأستاذ مكانة سامقة يستحقها وأكثر ذهبوا يقولون (ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الـ ....)!! هذا ديدنهم فى الكيل دائما بعدة مكاييل وعهدهم أنهم يطففون الكيل، فالأستاذ محمود لم يجرد من شىء يتدثر به لأنه ببساطة لم يتدثر بشىء لا يستحقه، ومن يطمع فى عراقى وهو يلبس أحسن منه!!! فالأستاذ محمود رجل قد اتسقت سيرته مع سريرته خيرا وبرا بالأحياء والأشياء لذا لن تجد فيه ما يشين الا لمقلة ترى النور ظلاما!!

    أولئك الناس الذين تلفعوا للناس بفاخر الثياب إنما تلفعوا بذلك على حساب نساء تأكل لحى الأشجار فى دارفور ورجال تقرحت أكبادهم لأنهم لا يجدون ما يأكلون لذا فهم عراة لأنهم قد تدثروا بدثار غيرهم وأنه "ما أغتنى غنى الا بجوع فقير" وقد طالب الفقراء بحقهم الآن فانتزعوه منهم!! ولكن الأستاذ محمود قد شارك "الفقرا" نبقتهم بل وقد آثرهم بها على نفسه وبه خصاصة ولذا فسيكسوه الناس كساء العز والشرف وقد قال هؤلاء الفقراء:

    الناس فى العروض ما تقيسا بى تبانا ما يغرك لباسم والعروض عريانة

    ============
    نقلا عن سودانايل 29 اكتوبر 2007


    الأستاذ محمود محمد طه: كل رداء يرتديه جميل

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 01-06-2011, 04:38 PM)

                  

01-06-2011, 08:58 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عبدالله عثمان)

    الفكر الجمهوري ، مكامن الضعف وسراب الأصالة
    السلام عليكم ورحمة الله
    أصالة محمود ومكامن الضعف في الفكر الجمهوري
    يسأل الكثير عن الأصالة التي إدعاها محمود محمد طه وترك من أجلها صلاة التقليد مدعيا صلاة الأصالة وترك الحج بدعوى اخذ عباداته الخاصة من الله مباشرة وبزعم انه رسول ، كما يزعم أتباعه انه المسيح الموعود
    لذا كانت المداخلة التالية لتوضيح بدعة الأصالة والتشريعات الفردية ومكامن الضعف في الفكر الجمهوري
    وأقول مستعينا بالله ، ان محمود لم يصل لمرحلة الأصالة ، حتما وتحقيقا لم يصل ، ومن يقل بغير ذلك فليأتي بدليله ودون ذلك خرط القتاد !!!
    ولا أدل على ذلك من طريقة غيابه ومصيره المجهول .
    والسؤال الآخر ، ما هي مكامن الضعف في الفكر الجمهوري ؟؟
    أول أخطاء الفكر الجمهوري والتى لا ينتبه له الكثير ، هو في توقيته نفسه ، فلو أتى محمود بفكرته هذه ما بين اي من الأنبياء الذين سبقوا الرسول الخاتم لوجد قبولا بشرط ان لا يتطرق لموضوع العقيدة والشريعة الفردية ، فلو قال بتطور التشريع ونسف اي ديانة سابقة ربما لوجد الكثير من التأييد وكان يمكن تسجليه على الأقل في كشوفات المصلحين حيث يستحيل ان يسجل هذا الفكر البشري المتناقض في سجلات الأنبياء والرسل خاصة وانه لم يدعم باي معجزة او كرامة ولم يظهر دينه كما ظهر دين محمد ، بل ولم ينصره أصحابه ساعة المحنة.
    محمود قال بختم النبوة وأنكر ختم الرسالة ، وله هنا فلسفة أعرفها جيدا حيث تحدث عن معنى الرسول والرسالة، يقول:
    Quote: ولكن رسول الله قد التحق بالرفيق الأعلى وترك ما هو منسوخ منسوخا ، وما هو محكم محكما .. فهل هناك أحد مأذون له في أن يغير هذا التغيير الأساسي ، الجوهري ، فيبعث ما كان منسوخا ، وينسخ ما كان محكما ؟؟ هذا سؤال يقوم ببال القارئ لما سلف من القول .. والحق أن كثيراً ممن يعترضون على دعوتنا إلى الرسالة الثانية من الإسلام لا يعترضون على محتوى هذه الدعوة ، بل إنهم قد لا يعيرون محتوى الدعوة كبير اعتبار .. وإنما هم يعترضون على الشكل .. هم يعترضون على أن تكون هناك رسالة ، تقتضي رسولا ، يقتضي نبـوة ، وقد ختمت النبـوة ، بصريح نص ، لا مرية فيه .. وإنه لحق أن النبـوة قد ختمت ، ولكنه ليس حـقا أن الرسالة قد ختمت : (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله ، وخاتم النبيين .. وكان الله بكل شئ عليما )).. ومعلوم أن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا .. ولكن النبوة ما هي ؟؟ النبـوة هي أن يكون الرجل منبأ عن الله ، ومنبئاً عن الله .. أي متلقياً المعارف عن الله بواسطة الوحي ، وملقيا المعارف عن الله إلى الناس ، على وفق ما تلقى ، وبحسب ما يطيق الناس .. فبمرتبة التلقي عن الله يكون الرجل نبياً ، وبوظيفة الإلقاء إلى الناس يكون رسولا .. هذا هو مألوف ما عليه علم الناس .. ولكن هناك شيئا قد جد في الأمر كله ، ذلك هو معرفة الحكمة وراء ختم النبوة بمعناها المألوف .. لماذا ختمت النبوة ؟؟
    أول ما تجب الإشارة إليه هو أن النبـوة لم تختم حتى استقر ، في الأرض ، كل ما أرادت السماء أن توحيه ، إلى أهل الأرض ، من الأمر .. وقد ظل هذا الأمر يتنزل على أقساط ، بحسب حكم الوقت ، من لدن آدم وإلى محمد .. ذلك الأمر هو القرآن .. واستقراره في الأرض هو السبب في ختم النبوة .. وأما الحكمة في ختم النبوة فهي أن يتلقى الناس من الله من غير واسطة الملك ، جبريل - أن يتلقوا عن الله كفاحا - ذلك أمر يبدو غريبا ، للوهلة الأولى ، ولكنه الحق الذي تعطيه بدائه العقول ، ذلك بأن القرآن هو كلام الله ، ونحن كلما نقرؤه إنما يكلمنا الله كفاحا ، ولكنا لا نعقل عنه .. السبب ؟ أننا عنـه مشغـولون .. قال تعالى في ذلك: (( كلا‍‍!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا!! إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )).. وإنما جاء القرآن بمنهاج شريعته ، ومنهاج طريقته ، وبأدبه في كليهما ، ليرفع ذلك الريـن ، حتى نستطيع أن نعقل عن الله ما يحدثنا في القرآن ، فإذا وقع هذا الفهم لرجل فقد أصبح مأذوناً له في الحديث عن أسرار القـرآن ، بالقدر الذي وعى عن الله ..

    ذكر حديث لا نبي بعدي وقال ان الرسالة لم تختم وألف كتابا سماه الرسالة الثانية وقال بنسف (بتطوير) الشريعة وإحلال مزيج مشوه مرقع من تجارب البشر في فترة محدودة مكانها.
    الرسالة والرسول بالمعنى الذي مارسه محمود لا ينسحب على التعريف العادي للرسول ولا يمكن قبول ذلك اذ رسول الله هو من ارسله الله ورسول رسول الله ، هو من ارسله رسول الله ومحمود يقول:
    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=10&chapter_id=2
    Quote: من رسول الرسالة الثانية ؟؟
    هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام

    وقد راينا جميعا ذلك الفهم الناقص المتناقض ونطالب بالدليل على الإذن فمتى اذن له الله بالكلام وكيف وأين برهان ذلك ؟؟؟
    إذن الفهم والإذن من الله فماذا تكون هذه ان لم تكن رسالة بالمعنى الذي بعث به الرسل من لدن نوح والي رسولنا محمد ، بل وهي اتم تأكيدا في ذلك وما هي الحكمة من إصراره على ختم النبوة وإنكار ختم الرسالة ؟؟؟؟
    أن ما يدعو اليه محمود يحتم إعتقاده بأنه رسول من الله وهو قطعا ليس رسول رسول الله لأنه يدعي بأن الفهم والإذن قد جاءه من الله وليس من رسول الله !!!
    والأدل وضوحاً هنا فحوى الدعوة التى قام بها حيث قال بنسخ الرسالة الأولى وبعث الرسالة الثانية ، ونسف شريعة القرن السابع لا يمكن ان يقوم بها اي مصلح عادي او اي إنسان أقل درجة من رسول إذ كيف ينسخ شريعة خاتم الرسل من ليس برسول ، كلام لا يستقيم عقلاً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت زمنا لصلاحية شريعته كما يدعى محمود بإنتهاء صلاحيتها إنما تركها بيضاء ماضية الي يوم الدين.
    محمود يقول بنسف الجهاد ويقول الجهاد ليس اصلا في الإسلام ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول الجهاد ماض الي قيام الساعة ولم يقل الي القرن العشرين.
    الرسول صلى الله عليه وسلم ، صلى وقال صلوا كما رأيتموني أصلي ، ولم يوقت ذلك ولم يقل حتى تكونوا أصلاء ، وحج وقال خذوا عني مناسككم والكلام مطلق وموجه للبشرية الى قيام الساعة ولم يقيد ذلك بزمن ، فمن أين أتى محمود بهذه البدع ؟؟
    محنة أتباع الفكر الجمهوري تتجدد أيضا في غياب المشرع والمفتى وكما قال دالي في إحدى محاضراته على الإنترنت انهم كانوا يرجعون لمحمود في كل شئ ويجدون عنده الإجابة ، والآن وقد غاب فأنى لهم ذلك ؟؟ والأنكى من ذلك أنه أغلق الفكر على أي مضيف آخر حيث حدد ذلك.
    هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام
    وفاته ان يقول رجال فصار الفكر مقيداً مكبلاً محنطاً !!!
    المحنة الأخري هي إنتفاء إمكانية البتر والتحريف التي كثيرا ما نجدها في الفكر الجمهوري كنتاج طبيعي في الفكر البشري حيث يعول محمود كثيرا على بتر النصوص وليها لإخراجها عن سياقها وكذلك الإعتماد على الروايات الضعيفة والموضوعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبما أننا في عصر تقدمت فيه وسائل التقنية كثيرا عن عهد محمود فكل واحد منا يحمل في جيبه جهاز حاسب او جوال يحوى كل المصحف بتفاسيره المختلفة وكل كتب الصحاح وكتب الضعاف والموضوعات فصار من السهل إكتشاف التلاعب وهذا ما شهدناه في هذا البوست ومن ذلك أيضا توفر كل كتب الفكر الجمهوري على الإنترنت فما عليك سوى البحث والقص واللصق وهذه من نعم الله التى هيئها لحفظ خاتم الرسالات.
    المعضلة الكأداة في الفكر الجمهوري انها ( حاولت ) مناطحة اكبر جبل في التاريخ وهو التشريع الأخير للصقلين وإلي قيام الساعة والنتيجة الحتمية هي ما تعلمونه جيداً ، تفتت وتشتت ، ذبول وإنكشاف ، غياب الى المجهول وفكر متجمد متروك !!!
    الكثيرين قالوا بعقائد شبيهة بما يقول الفكر الجمهوري ولكنهم لم يقولوا بمنظومة متكاملة متناقضة تحمل داخلها عوامل تفتتها ، الباطنية قالوا بالحلول والإتحاد ووحدة الوجود ووحدة الشهود والإنسان الكامل والحقيقة المحمدية والنور المحمدي والأقطاب والأبدال وغيرها مماإستُجلب من عقائد الرومان والمجوس وغيرها من الفلسفات السابقة ، والكثير منا يقرأ ذلك ولا يفهمه ، قرأت الكثير من ذلك في النور البراق وغيره ولكن لم أجد احدا يقول بذلك في من كانوا حولى كفكرة جماعية على الأقل ولكن قد تجد افراد هنا وهناك ، فهي مثل سمك المحيط ،أفكار متجمدة تحتاج لمن (يحاول) أن يبعث فيها الروح كمحمود محمد طه ، وكذا الكثير مروا بها ومرروها كطرود البريد ، محكمة الإغلاق ، بعيدة عن الحياة والواقع المعاش.
    أقوى سهم يوجه للفكر الجمهوري هو أنه من صنع البشر (ويحاول) تعطيل شريعة نزلت من السماء ونصرته الملائكة والرعب والريح و ايدت رسوله ونبيه كرامات كثيرة ورأى خصومه بأم اعينهم المعجزات ، أما الفكر الجمهوري فلم ينزل من السماء بل حتما قول بشر ، فلم تنصره السماء بل تركت صاحبه يواجه أشنع مصير بل وحتى تفرق عنه اصحابه ونبذوه وراء ظهورهم وتركوه يواجه مصيره المحتوم وحده ، ثم ظهروا بعد ذلك يسكبون دموع الحسرة ، والأبلغ من ذلك ان لا أحد يعرف ما فعل به بعد ذلك !!!
    وهذه كلها تدل بوضوح على بشرية هذا الفكر والذي جاء ليزيح شريعة السماء !!!
    مكامن الضعف تبدأ من العقيدة ، حيث يركز الفكر الجمهوري على محور الإنسان الكامل وقوله بامكانية وصول الانسان مرتبة الإله من الكمال .
    ومن مكامن الضعف في الفكر الجمهوري أنها حصرت البيان والبلاغ في شخص محمود وحده وحددت زمانه بالقرن العشرين .
    وقد جاء القرن العشرين ومضى ومازالت الفكرة ناقصة بل وتنقص من أطرافها يوما بعد يوم وكان السقوط والنقصان الأكبر في محنة محمود وتولى اصحابه عنه يوم الزحف وتنكرهم له وتلفزيون السودان يشهد بذلك ، ثم جمود أصحابها عن الكلام دهرا ودونكم محاضرات دالي التى تثبت ما أقول ، وبغيابه بترت الفكرة وليس لأحد أن يزيد فيها او ينقص ولنا فقط ان نكرر ما كان يراه محمود وذلك هو الجمود وإنقضاء الصلاحية التى رموا بها شريعة خاتم الرسل .
    كل ذلك إنتصار للرسالة المحمدية التى سموها زورا وبهتانا بالرسالة الأولى وأطلقوا عليها النار من كل مكان وقد فاتهم ان الله حاميها الى يوم البعث وقد أهلك كل أدعياء الرسالة والنبوة بل وبهلاك مبين مشين مهين !!!!
    ومن مكامن الضعف في الفكر الجمهوري القول بتبديل التشريع وإحلال تشريعات البشر مكانه ونعلم جميعا قصور التشريع البشري ولنأخذ الأمثلة التالية:
    كلمة التوحيد شهادة لا اله إلا الله محمد رسول الله ، تبتر وتعدل لتصير (لا إله إلا الله المجردة) هكذا قال بالنص ، والهدف من البتر هو القول بإنتهاء تقليد الأصيل للرسول وتقليد الله مباشرة لذا لا داعي لهذه الجزئية من الشهادة التى تقتضي متابعة وتقليد النبي محمد ؟؟؟
    ومن الملاحظات الغريبة ان محمود لا يصلى إلا فيما ندر في كتاباته على النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يكتفي بتسميته بالمعصوم !!!!
    الصلاة تضع ونصلى صلاة الأصالة ولذا ترك محمود صلاة التقليد
    لكل منا شرعه ومنهاجه في الفكر الجمهوري
    الحجاب ليس اصلا في الإسلام بل السفور هو الأصل.
    الحج يسقط عن الأصيل حيث لكل شرعه ومنهاجه ولذا لم يحج محمود بدعوى تلقي عباداته من الله !!
    الزكاة وضعت بالاشتراكية والشيوعية مارسها النبي في ثمتها حسب كلام محمود
    الأضحية ليست أصلا في الإسلام .
    الميراث مصيره مجهول في الوضع الإشتراكي الجمهوري وحتما ليس للذكر مثل حظ الأنثيين !!!
    دعونا نتأمل قليلا ، ما أسهل هذا الدين واهونه !!!
    من منا لا يستطيع تطبيق هذا الدين بحذافيره ؟؟؟؟
    أي دين هذا الذي يعطي لكل شخص شرعه ومنهاجه ؟؟؟
    ما اسهله وما أسهل ان نحذف منه ما لا يليق بنا وندعي ان الله امرنا بذلك فلا ضابط هنا حيث الشريعة الفردية والتلقي المباشر عن الله !!!
    والمحنة هنا ، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ؟؟؟
    أي جمر هذا الذي نقبض عليه ونحن نمارس هذا الدين السهل المجهول المبتور القابل للتعديل في اي وقت والذي يختلف في البيت الواحد وفي الأسرة الواحدة.
    تخيلوا معي وعلى مساحة العالم الإسلامي بأسره ، كم دين يمارس في الوقت الواحد ، وأي منهم يمثل كلمة الله الأخيرة ومراده ؟؟؟
    هل هذه رسالة الله الخاتمة وكلمته الأخيرة الى الجن والإنس والى قيام الساعة ؟؟؟؟
    أيرضى ربنا بهذه الفوضى التى تضرب بأطنابها عنان السماء ؟؟؟
    كلا ، فهو قول بشر ، وهذه من مكامن ضعف الفكر الجمهوري وما أكثرها ، وقد بترت بغياب صاحبها قبل بلوغ الأصالة المزعومة ، التى يوهمه الشيطان بها وكلما عطل ركنا من أركان الإسلام طلب بتعطيل غيره ،إنه سراب ووهم يستحيل الوصول إليه !!!!.

    أدعي الإذن من الله ووضع الثمار معيارا للصدق
    ونحن هنا لا نتجاوز ما قاله محمود
    فقط نطالبه بهذا الإذن ونحكم عليه بثماره !!!
    الإذن لم يأتي هو ولا أتباعه بإثباته وأخيرا (الأصل في الأشياء الإباحة)
    الأصل في هدم الدين الإباحة ، أين تكون الحرمة والحرم والحرام ؟؟؟
    بثماره نعرفه !!!
    ذكرنا ثمار محمود وعرفناها
    موت شنيع وإعدام مهين وجثة مفقودة ومصير مجهول وحرمه الله تعالى حتى من صلاة المسلمين على جنازته !!!
    وتشتت الأتباع وتمكن أعداء فكره ومن كان يسميهم بالهوس الديني !!!
    لم يملأ الأرض عدلا ولم يظهر دينه !!!
    لم تتدخل السماء لنصرة الأصيل الرسول الذي أتي لبيان كلمة الله الأخيرة الي الصقلين !!!
    خذله أصحابه وتولوا عنه يوم الزحف وفسقوا فكره في التلفاز وتركوه يواجه مصيره المحتوم!!!
    كان موته مفاجئة لأقرب الناس إليه حيث كانوا يتوقعون تدخل السماء وتغيير مسار الأمور !!!
    أهذه نهاية أصيل يأخذ من الله مباشرة دون واسطة ونهاية رسول أتى لإتمام البلاغ !!!
    لعمر الله إنها ثمار الرسالة الكاذبة والأصالة المزعومة وبثماره عرفناه !!!
    لحوار الفكر الجمهوري ومعرفة المزيد عن محمود وفكره زورونا في البوست التالي:
    http://الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب

    تعديل الرابط

    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب

    (عدل بواسطة محمد الزبير محمود on 01-06-2011, 09:03 PM)
    (عدل بواسطة محمد الزبير محمود on 01-06-2011, 09:06 PM)

                  

01-06-2011, 10:15 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    ابو الريش سلامات

    و ستعود الايام بمثل هذا و لو طال الزمان

                  

01-07-2011, 04:36 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    ( من الأفضل للشعب السودانى أن يمر بتجربة جماعة الهوس الدينى وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية ، إذ أنها بلا شك ستبين لأبناء هذا الشعب زيف شعارات هذه الجماعة
    وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان
    سياسيا
    وإقتصاديا
    حتى ولو بالوسائل العسكرية
    وسوف يذيقون الشعب الأمرين .
    وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها إلى ليل
    وسوف تنتهى فيما بينهم
    وسوف يقتلعون من أرض السودان إقتلاعا.)
    محمود محمد طة 1977
                  

01-07-2011, 04:50 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    شاهد عيان لمحاكمة واعدام محمود محمد طه
    _______________________________________

    محمد الحسن محمد عثمان
    الولايات المتحدة الأمريكية

    _______________


    كلماجاء يناير من كل عام تراءى لي مشهد اعدام الأستاذ محمود محمد طه , وبرغم مرور كل هذه السنين فهو يتمثل امامى وكأنه بالأمس القريب .

    كانت تلك الأيام فى نهايات 84 وبداية 85 تشهد تخلخل نظام نميرى والذى لم تجد فى تثبيته قوانين سبتمبر ومحاكم الطوارئ !. فقد كانت تلك الأيام تتميز بنشاط معارض لا تخطئه العين , فالساحات حول النشاط بجامعة الخرطوم كانت بحق ( هايد بارك ) السودان .. كل الوان الطيف السياسى تمارس نشاطها فى جسارة وعلنية وبمستوى متميز من المتحدثين .. وكانت كلما سنحت سانحة نشد الرحال الى الجامعة حيث نتنسم عبير الديمقراطية فى رحابها .

    وكانت النقابات بعد ضرباتها المتلاحقة للنظام تبدو فى أحسن عافيتها تنظيما وقيادة .. وكان نظام نميرى الذى يترنح فى حاجة لثبات الذات وأخذ زمام المبادرة بعد ان فقدها رغم تحالفه مع جبهة الترابى .

    أصدر محمود محمد طه فى تلك الأيام المشحونة بيانا ينتقد فيه قوانين سبتمبر وتم القبض عليه ووضع فى حراسة بمعاملة خاصة مع كل من فيليب غبوش والقاضى يس سعيد اللذين قبض عليهما فيما اطلق عليه المؤامرة العنصرية , كما كان معهم رجل الأعمال خليل عثمان , وقد أخبرنى يس بأنهم اندهشوا لسعة اطلاع الاستاذ والمامه المتنوع , وكان يقضى أغلب وقته فى التأمل والطلاع .

    تم اطلاق فيليب ومجموعته بعد توبتهم , وتم تقديم محمود لمحكمة العدالة الناجزة والتى انعقدت فى احدى قاعات محكمة جنايات امدرمان وسط , وكان حضورها أصناف متنوعة من البشر من طلاب وقانونيين وجمهوريين وغيرهم . وخارج القاعة انتشر العشرات من رجال الامن والجنود المدججين بالسلاح وكان المتهم من اعتى المجرمين مع ان الرجل كان فى سموه لا يأكل حتى لحم الحيوان فهو يعده نوعا من الايذاء لروح , فقد كان نباتيا .

    كنت من حضور تلك المحاكمة الظالمة .. أدخل محمود الى قفص الاتهام وهو يرتدى الزى القومى .. دخل المهلاوى قاضى المحكمة ( من أقرباء النيل أبو قرون ) .. شاب لم يتجاوز الثلاثين , ليس من سلك القضاء المدنى انما جئ به مع من جئ بهم للقضاء الجنائى فى تلك الايام من المحاكم الشرعية , فهو غير ملم بالاجراءات الجنائية , كان ارتباكه واضحا وباديا , ان القضية اكبر من حجمه .. كان المحامون الوطنيون امثال مصطفى عبدالقادر والشامى والجزولى وغيرهم يصطفون فى الصف الاول جاهزين للدفاع عن الاستاذ ولكن عندما سألت المحكمة الاستاذ عن محاميه رفض ان يمثله اى محامى , ولابد ان المهلاوى قد تنفس الصعداء , فقد كان ذلك الرهط من المحامين جهابذة فى علم القانون وكانوا يتمتعون بالشجاعة والحجة التى كانت ستجعل من المحكمة محاكمة للنظام ولقاضيه الحدث كما حدث ذلك فى محاكمة البعثيين فيما بعد .

    استمعت المحكمة لشاهد الاتهام الوحيد المتحرى بدون أن يؤدى القسم , فقد كان المهلاوى مرتبكا ومتعجلا حتى تجاوز أبسط الاجراءات .. وسألت المحكمة الاستاذ محمود ليدلى بأقوله فارتجل كلمة قال فيها: ان القضاة الذين يتولون المحاكمة غير مؤهلين فنيا وضعفوا أخلاقيا من أن يمتنعوا من وضع أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستغلهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين , من اجل ذلك فأنى غير مستعد للتعاون مع محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت ان تكون آداة من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر والتنكيل بالمعارضين السياسيين .

    صدر الحكم باعدام محمود محمد طه
    فحين يسود الرعب والوهن
    ويبطئ الشهود والقضاء والزمن
    ينفلت القاتل والمقتول بدفع الثمن

    تم تأييد الحكم من محكمة الاستئناف ورفع الحكم الى رئيس الجمهورية للتأييد , ومن المهازل أن نميرى قال فى كلمته التى أيد من خلالها الحكم انه بحث ونقب فى كل كتب الفقه فلم يجد مخرجا لمحمود ( نميرى الذى لايجيد تلاوة خطاب مكتوب له بدون ان يخطئ فى كل قواعد النحو ) ومرت الايام نحو يوم الاعدام .. فى اليوم السابق له حضرت حلقة للجمهوريين بجامعة الخرطوم , كان المتحدث ذلك المتمكن القراى والذى زجر عناصر الجبهة الشامتة على الاستاذ واكد لهم ان الاعدام لن يتم ( ولا اعرف حتى الآن على ماذا استند القراى فى حديثه ذلك ) وتفرق الجميع وهم بين مصدق ومكذب لتنفيذ الاعدام .. اخبرنى بعد ذلك انور محمد طه ( المحامى ) وهو ابن اخ الاستاذ بأنه زار محمود الليلة السابقة للتنفيذ ووجده فى كامل هدوئه وتألقه الذهنى , وقد حاول انور ان يصل معه لحل وسط يقيه الاعدام ولكنه رفض فى حسم أى تنازل او تراجع .

    فى يوم 18/1/85 اتجهت صباحا الى سجن كوبر وفى بحرى كانت الشرطة تمنع تجاوز العربات لخط السكة الحديد وكان الناس يمشون راجلين نحو كوبر وينتشر الجنود حول السجن .

    دخلت ساحة الاعدام .. كانت هناك مجموعة من الجمهور تجلس بعيدا عن المنصة .. بجوار المنصة كان عدد من كبار المسئولين يجلسون على كراسى بينهم فؤاد الامين رئيس القضاء والنيل أبو قرون وعوض الجيد مستشارا رئيس الجمهورية , والمكاشفى رئيس محكمة الاستئناف ومحمد الحافظ قاضى مديرية بحرى .

    جاء الاستاذ يحيط به جنديان وهويرتدى ملابس السجن البيضاء وعلى وجهه غطاء احمر يوضع فى لحظات التنفيذ .. طلب منه ان يصعد السلم المؤدى للمنصة .. صعد فى خطوات ثابتة بدون مساعدة من احد .. كان يتحسس برجله الدرجة الاعلى ويصعد عليها حتى وقف منتصبا فوق المنصة رغم سنواته ال(76).. الحبل يتدلى على جانبه .. مدير السجن يتلو امر تنفيذ الاعدام, وللغرابة طلب المكاشفى ان يلقى كلمته فأمسك الميكرفون وبدأ يسئ للآستاذ وافكاره واصفا له بهذا المرتد .. محمود يقف فى شموخ لم يهتز ولم يتزحزح .. ورفع الغطاء الاحمر عن رأس محمود والتفت الرجل نحو فؤاد الامين وابتسم .. وتصيب الربكة المجموعة .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يسقط .. عوض الجيد يكتب فوق قلبه (ن) عدة مرات وبسرعة .. النيل يخرج سبحته ويحتمى بها والمكاشفى يضحك فى عصبية .. يلتف الحبل حول رقبة محمود ومازالت على فمه بقايا ابتسامة .. يصيح رجل ذو لحية ( سقط هبل ) .. ويردد الهتاف بعض المحشورين .. يتدلى جسم الاستاذ بعد ان اسلم الروح .. وجهه مازال يتميز بذلك الهدوء العميق .. يعترض احد الجمهور على هذه المهزلة .. يسرع اليه رجال الامن ويقبضون عليه ويبدأون فى ضربه امام رئيس القضاء ويوقف الضرب القاضى محمد الحافظ ( عرفت فيما بعد ان الذى اعترض هو الاستاذ بشير بكار الدبلوماسى السابق واللآجئ السياسي حاليا بالولايات المتحدة ) .. يتحرك فؤاد الامين ومجموعته عبر سجن كوبر للخارج .. يمرون بزنزانات المعتقلين سياسيا الذين يتصاعد ه########م ( محمود شهيد لعهد جديد ) (لن ترتاح يا سفاح ) ( مليون شهيد لعهد جديد ) ولم يغطى على هذه الهتافات حتى أزيز الطائرة الهيلكوبتر التى حملت جثمان الاستاذ محمود الى جهة غير معروفة حتى اليوم{2} .. وغابت شمس ذلك اليوم وغاب معها للأبد ذلك الزعيم الوطنى الذى كان كل مايملكه فى هذه الحياة بيت من الطين فى الحارة الرابعة فى المهدية بامدرمان صادره منه النميرى .

    ________________________________

    {1} نشرتها صحيفة الفجر اللندنية فى 17 يناير 1999
                  

01-07-2011, 08:49 AM

عارف الركابي

تاريخ التسجيل: 06-14-2010
مجموع المشاركات: 2037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    Quote: وقد راينا جميعا ذلك الفهم الناقص المتناقض ونطالب بالدليل على الإذن فمتى اذن له الله بالكلام وكيف وأين برهان ذلك ؟؟؟
    إذن الفهم والإذن من الله فماذا تكون هذه ان لم تكن رسالة بالمعنى الذي بعث به الرسل من لدن نوح والي رسولنا محمد ، بل وهي اتم تأكيدا في ذلك وما هي الحكمة من إصراره على ختم النبوة وإنكار ختم الرسالة ؟؟؟؟
    أن ما يدعو اليه محمود يحتم إعتقاده بأنه رسول من الله وهو قطعا ليس رسول رسول الله لأنه يدعي بأن الفهم والإذن قد جاءه من الله وليس من رسول الله !!!
    والأدل وضوحاً هنا فحوى الدعوة التى قام بها حيث قال بنسخ الرسالة الأولى وبعث الرسالة الثانية ، ونسف شريعة القرن السابع لا يمكن ان يقوم بها اي مصلح عادي او اي إنسان أقل درجة من رسول إذ كيف ينسخ شريعة خاتم الرسل من ليس برسول ، كلام لا يستقيم عقلاً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت زمنا لصلاحية شريعته كما يدعى محمود بإنتهاء صلاحيتها إنما تركها بيضاء ماضية الي يوم الدين.
    محمود يقول بنسف الجهاد ويقول الجهاد ليس اصلا في الإسلام ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول الجهاد ماض الي قيام الساعة ولم يقل الي القرن العشرين.
    الرسول صلى الله عليه وسلم ، صلى وقال صلوا كما رأيتموني أصلي ، ولم يوقت ذلك ولم يقل حتى تكونوا أصلاء ، وحج وقال خذوا عني مناسككم والكلام مطلق وموجه للبشرية الى قيام الساعة ولم يقيد ذلك بزمن ، فمن أين أتى محمود بهذه البدع ؟؟
    محنة أتباع الفكر الجمهوري تتجدد أيضا في غياب المشرع والمفتى وكما قال دالي في إحدى محاضراته على الإنترنت انهم كانوا يرجعون لمحمود في كل شئ ويجدون عنده الإجابة ، والآن وقد غاب فأنى لهم ذلك ؟؟ والأنكى من ذلك أنه أغلق الفكر على أي مضيف آخر حيث حدد ذلك.
    هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام
    وفاته ان يقول رجال فصار الفكر مقيداً مكبلاً محنطاً !!!
    المحنة الأخري هي إنتفاء إمكانية البتر والتحريف التي كثيرا ما نجدها في الفكر الجمهوري كنتاج طبيعي في الفكر البشري حيث يعول محمود كثيرا على بتر النصوص وليها لإخراجها عن سياقها وكذلك الإعتماد على الروايات الضعيفة والموضوعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبما أننا في عصر تقدمت فيه وسائل التقنية كثيرا عن عهد محمود فكل واحد منا يحمل في جيبه جهاز حاسب او جوال يحوى كل المصحف بتفاسيره المختلفة وكل كتب الصحاح وكتب الضعاف والموضوعات فصار من السهل إكتشاف التلاعب وهذا ما شهدناه في هذا البوست ومن ذلك أيضا توفر كل كتب الفكر الجمهوري على الإنترنت فما عليك سوى البحث والقص واللصق وهذه من نعم الله التى هيئها لحفظ خاتم الرسالات.
    المعضلة الكأداة في الفكر الجمهوري انها ( حاولت ) مناطحة اكبر جبل في التاريخ وهو التشريع الأخير للصقلين وإلي قيام الساعة والنتيجة الحتمية هي ما تعلمونه جيداً ، تفتت وتشتت ، ذبول وإنكشاف ، غياب الى المجهول وفكر متجمد متروك !!!
    الكثيرين قالوا بعقائد شبيهة بما يقول الفكر الجمهوري ولكنهم لم يقولوا بمنظومة متكاملة متناقضة تحمل داخلها عوامل تفتتها ، الباطنية قالوا بالحلول والإتحاد ووحدة الوجود ووحدة الشهود والإنسان الكامل والحقيقة المحمدية والنور المحمدي والأقطاب والأبدال وغيرها مماإستُجلب من عقائد الرومان والمجوس وغيرها من الفلسفات السابقة ، والكثير منا يقرأ ذلك ولا يفهمه ، قرأت الكثير من ذلك في النور البراق وغيره ولكن لم أجد احدا يقول بذلك في من كانوا حولى كفكرة جماعية على الأقل ولكن قد تجد افراد هنا وهناك ، فهي مثل سمك المحيط ،أفكار متجمدة تحتاج لمن (يحاول) أن يبعث فيها الروح كمحمود محمد طه ، وكذا الكثير مروا بها ومرروها كطرود البريد ، محكمة الإغلاق ، بعيدة عن الحياة والواقع المعاش.
    أقوى سهم يوجه للفكر الجمهوري هو أنه من صنع البشر (ويحاول) تعطيل شريعة نزلت من السماء ونصرته الملائكة والرعب والريح و ايدت رسوله ونبيه كرامات كثيرة ورأى خصومه بأم اعينهم المعجزات ، أما الفكر الجمهوري فلم ينزل من السماء بل حتما قول بشر ، فلم تنصره السماء بل تركت صاحبه يواجه أشنع مصير بل وحتى تفرق عنه اصحابه ونبذوه وراء ظهورهم وتركوه يواجه مصيره المحتوم وحده ، ثم ظهروا بعد ذلك يسكبون دموع الحسرة ، والأبلغ من ذلك ان لا أحد يعرف ما فعل به بعد ذلك !!!
    وهذه كلها تدل بوضوح على بشرية هذا الفكر والذي جاء ليزيح شريعة السماء !!!
    مكامن الضعف تبدأ من العقيدة ، حيث يركز الفكر الجمهوري على محور الإنسان الكامل وقوله بامكانية وصول الانسان مرتبة الإله من الكمال .
    ومن مكامن الضعف في الفكر الجمهوري أنها حصرت البيان والبلاغ في شخص محمود وحده وحددت زمانه بالقرن العشرين .
    وقد جاء القرن العشرين ومضى ومازالت الفكرة ناقصة بل وتنقص من أطرافها يوما بعد يوم وكان السقوط والنقصان الأكبر في محنة محمود وتولى اصحابه عنه يوم الزحف وتنكرهم له وتلفزيون السودان يشهد بذلك ، ثم جمود أصحابها عن الكلام دهرا ودونكم محاضرات دالي التى تثبت ما أقول ، وبغيابه بترت الفكرة وليس لأحد أن يزيد فيها او ينقص ولنا فقط ان نكرر ما كان يراه محمود وذلك هو الجمود وإنقضاء الصلاحية التى رموا بها شريعة خاتم الرسل .
    كل ذلك إنتصار للرسالة المحمدية التى سموها زورا وبهتانا بالرسالة الأولى وأطلقوا عليها النار من كل مكان وقد فاتهم ان الله حاميها الى يوم البعث وقد أهلك كل أدعياء الرسالة والنبوة بل وبهلاك مبين مشين مهين !!!!
    ومن مكامن الضعف في الفكر الجمهوري القول بتبديل التشريع وإحلال تشريعات البشر مكانه ونعلم جميعا قصور التشريع البشري ولنأخذ الأمثلة التالية:
    كلمة التوحيد شهادة لا اله إلا الله محمد رسول الله ، تبتر وتعدل لتصير (لا إله إلا الله المجردة) هكذا قال بالنص ، والهدف من البتر هو القول بإنتهاء تقليد الأصيل للرسول وتقليد الله مباشرة لذا لا داعي لهذه الجزئية من الشهادة التى تقتضي متابعة وتقليد النبي محمد ؟؟؟
    ومن الملاحظات الغريبة ان محمود لا يصلى إلا فيما ندر في كتاباته على النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يكتفي بتسميته بالمعصوم !!!!
    الصلاة تضع ونصلى صلاة الأصالة ولذا ترك محمود صلاة التقليد
    لكل منا شرعه ومنهاجه في الفكر الجمهوري
    الحجاب ليس اصلا في الإسلام بل السفور هو الأصل.
    الحج يسقط عن الأصيل حيث لكل شرعه ومنهاجه ولذا لم يحج محمود بدعوى تلقي عباداته من الله !!
    الزكاة وضعت بالاشتراكية والشيوعية مارسها النبي في ثمتها حسب كلام محمود
    الأضحية ليست أصلا في الإسلام .
    الميراث مصيره مجهول في الوضع الإشتراكي الجمهوري وحتما ليس للذكر مثل حظ الأنثيين !!!
    دعونا نتأمل قليلا ، ما أسهل هذا الدين واهونه !!!
    من منا لا يستطيع تطبيق هذا الدين بحذافيره ؟؟؟؟
    أي دين هذا الذي يعطي لكل شخص شرعه ومنهاجه ؟؟؟
    ما اسهله وما أسهل ان نحذف منه ما لا يليق بنا وندعي ان الله امرنا بذلك فلا ضابط هنا حيث الشريعة الفردية والتلقي المباشر عن الله !!!
    والمحنة هنا ، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ؟؟؟
    أي جمر هذا الذي نقبض عليه ونحن نمارس هذا الدين السهل المجهول المبتور القابل للتعديل في اي وقت والذي يختلف في البيت الواحد وفي الأسرة الواحدة.
    تخيلوا معي وعلى مساحة العالم الإسلامي بأسره ، كم دين يمارس في الوقت الواحد ، وأي منهم يمثل كلمة الله الأخيرة ومراده ؟؟؟
    هل هذه رسالة الله الخاتمة وكلمته الأخيرة الى الجن والإنس والى قيام الساعة ؟؟؟؟
    أيرضى ربنا بهذه الفوضى التى تضرب بأطنابها عنان السماء ؟؟؟
    كلا ، فهو قول بشر ، وهذه من مكامن ضعف الفكر الجمهوري وما أكثرها ، وقد بترت بغياب صاحبها قبل بلوغ الأصالة المزعومة ، التى يوهمه الشيطان بها وكلما عطل ركنا من أركان الإسلام طلب بتعطيل غيره ،إنه سراب ووهم يستحيل الوصول إليه !!!!.

    أدعي الإذن من الله ووضع الثمار معيارا للصدق
    ونحن هنا لا نتجاوز ما قاله محمود
    فقط نطالبه بهذا الإذن ونحكم عليه بثماره !!!
    الإذن لم يأتي هو ولا أتباعه بإثباته وأخيرا (الأصل في الأشياء الإباحة)
    الأصل في هدم الدين الإباحة ، أين تكون الحرمة والحرم والحرام ؟؟؟
    بثماره نعرفه !!!
    ذكرنا ثمار محمود وعرفناها
    موت شنيع وإعدام مهين وجثة مفقودة ومصير مجهول وحرمه الله تعالى حتى من صلاة المسلمين على جنازته !!!
    وتشتت الأتباع وتمكن أعداء فكره ومن كان يسميهم بالهوس الديني !!!
    لم يملأ الأرض عدلا ولم يظهر دينه !!!
    لم تتدخل السماء لنصرة الأصيل الرسول الذي أتي لبيان كلمة الله الأخيرة الي الصقلين !!!
    خذله أصحابه وتولوا عنه يوم الزحف وفسقوا فكره في التلفاز وتركوه يواجه مصيره المحتوم!!!
    كان موته مفاجئة لأقرب الناس إليه حيث كانوا يتوقعون تدخل السماء وتغيير مسار الأمور !!!
    أهذه نهاية أصيل يأخذ من الله مباشرة دون واسطة ونهاية رسول أتى لإتمام البلاغ !!!
    لعمر الله إنها ثمار الرسالة الكاذبة والأصالة المزعومة وبثماره عرفناه !!!


    أرجو أن يجد هذا الكلام تعليقاً أو نقداً من الإخوة أتباع الفكر الجمهوري
                  

01-07-2011, 01:08 PM

هشام كمال
<aهشام كمال
تاريخ التسجيل: 05-14-2006
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عارف الركابي)

    قنابات تل العمارنة

    إلى
    ناسنا
    والاستاذ محمود محمد طه


    ساعة المرة ...
    مرقت زين
    وساعة الريح
    وساعة الدمعة كانت باطلة
    ف القسم اليمين
    تنزف ولاد
    والجنس دق علي المعارف الباب
    وسويناك ....
    علي كيفك ....
    كنا ...
    علي ملابس لينة
    عرقانين ...
    وحُراسك ( دُمُك )
    تحتل دبش
    والشيش يموت
    وكانت العورة
    قطعة من الشقا المابينو
    يندس ف البيوت
    كنا ...
    همباتا ... ومزارعيه ... ورواعيه
    وغفر عمال وحطابين
    شي بقيرات ...
    وشي تميرات وشي لبينات
    وشبرين من تعب صياد
    وود اب نادم المابينو ...
    مابينو ...
    وبت اب نادم العاتب عليها الغيم
    كانت السرقة منها ليل
    دي املاكا موالح هيلنا
    واملاكا درادر هيلنا
    واملاكا نظاير هيلنا
    من سكج ...
    ولي قرنة جهار السي
    تباكو المشتهين العيد
    وصلت ارحامنا في الغربة
    دم الريد ...
    وبير الدم ....
    وحق الطير
    وحب الخير
    ويا اخناتونا ... يا ادم
    فظيع الشفتو في طينك
    وبحكيلك ...
    تراني الليلة بحكيلك ...
    عن الحرقانة ف حس الغبن
    وفي عكر الحجار
    وفي المحلوب
    وفي الطقشة المريرة
    علي الركازية ارتباك
    شدوك ...
    ولا شدوك حجر
    كتبوك ف صرة لقيط
    مسحوا المودة مع الزمن
    باعوك ...
    ولا حسوا ببكاك
    ***
    نساية ...
    حتى
    ولا حفظتي الشوق وفضيتي البُكان
    من جملة الفطرة ولحيس
    من صورة النوم المكرر
    بُعد ...
    لامن مرر الطعن الخبيث
    لسه ماكملن دروب
    ولسه ما كمل الشُكاك
    في حس الغُبن
    وفي صفق الكتابة علي اللُكاك
    نفضي فيك ...
    من العراقيل شوف
    نفضي فيك ...
    من الارامل خوف
    ولا هاميك ...
    ولا حتى الوجود حاميك
    وفي ضيق القصور دونك !!
    دخل عِرق الامتني غريب
    دخل حجاي
    ومو قاصدك
    عمل متوصي ب لونك
    بقى مشربني
    معلاق السقاية شريف
    بقيتى لا بمشي
    لا بتمشي
    بقيت ....
    ما لاي ..
    تهاتي لهاتي بالتحتي
    وقناب الملامح يجف
    تعال نخدم برانا
    وغير بطون الجوف
    بتن حيل الدوال الصوف
    إتوقعت ...
    إنك
    ما فصلتي المد
    ولا كمل العدد جواك
    مليت من حب شقوق الطير
    مواليد الرزق وكتي
    وإستنيت
    مسافتك تبرا من شوفتك
    يا باهلة الملايكة علي
    طين ورا طين
    براي لاقيت مطر معناك ولاقاني
    ولا من جملة ...
    تسقي من الشقوق الريح
    أكابس ....
    لا بحصل فيك
    حلم النيل ولا بقدر
    أداوي من الطقان الجاني
    فوق وشم الدبار والشيح
    النار ؟
    النار متل ما تسلمك إحساسا بيك ( حرقت )
    ولواية المدن ...
    هرشت حجار نباحة
    بين مفتاح فرج لازق ...
    وبين عترة دخول الغير
    وحشير نفسو في مراحا ... تقالعني
    وبين مفتاح فرج لازق
    وفتحة لوح خشوم الفن
    عبر الضريح
    شايل جناو يلكع
    قديم البنات ... واجب
    بساعد الارض ف الطابور
    اكان فهموك
    ولا صدوا الجناح ف السور
    اظنك اسي ثابت وخام
    ولابسمن شديد الكاوية
    ضحكات السغب ... ومشيت
    قومات ؟
    قومات ولا قوما
    قومات ...
    تهجر الشق
    وتنسى حبالا بي غادي
    قومات ؟
    قومات ولا هاميك
    طول البال
    ونمات الرزم وادي

    * يرقدن
    زي ...
    حجار الرادي
    تحت الزير
    وكت نهرس قميص الدوم
    نصبن والدة ف الميراث
    ونبض الخيش
    بيوتا كوم
    أكان في الراس
    تعال
    ما تفوت ...
    مشهاد السلم لوام
    وافيني ...
    اللخابير كيف ...؟
    هي بيناتكم
    معلمة الله من خالين
    وقت ليك ياخ
    نادي فيها البوح
    نادي فيها شروقي نادي
    وغنيتي ...
    غنيتك مصنقر فوت
    ندهتك بي
    حلق متعشي وضيني
    وزي قطرة عرق في أم شير
    أدخليني ب شفافية ووضوح مافي
    نجلي من النهار الضل
    عويزة تامة شكاية
    وقبالت الريح
    نعبي نت الشدر كاسين
    وملخة فرعك الرويان
    بتتسهل علي اليدين
    قبالت الريح
    ده خيرك فيني
    أدخليني بشفافية
    وندهتك بي رسم في وحشي
    بواطن ريحك
    الشال ريح !!!
    مقبل غادي ....
    يا أبو مروا فوقي اللوهح
    ويا ولضي الرطان غالبكو ؟
    كيف حهرف النإعيز بيناتنا ؟
    شاكي حهداك ؟
    أني الموقناية تأعرفني الملوك تأعرفني
    تأعرفني البتطون !!
    لو ... ما كا جيتا أعنيتي كي المهروس
    بتطني شيلني من قضـدام
    خيركو ملاني
    وصسلني الخيام شقيش
    ملامهح طتفلي
    سيركو أمير
    كريم في الدارة كيف عأرباني
    شدوكو الجمال الطتيبة
    كي الماهلات ...
    تراني عإيالي ...
    من ضدلات خهشوم الرق
    ومن صورة برق
    ف النجمة....
    مرسال البدوه حديه
    زي رسم الحلاقة
    علي صفحة المهرة
    منضوم تاني ...
    تقري براك ؟
    براكي بتقري ؟
    مالك تاني تقري براك ؟
    شوية .... شوية
    نتلمابنا
    كان عطشن حفر صدينا
    كان عطشن صور
    سوينا تاني !!!
    شوية .... شوية
    بيناتنا
    وبينات بين
    ولاد راشد قراب
    وكان طبق الخرير جدول
    وكملت فيك سفاهة الليل
    تراك علي صباحات الكنوز واقف
    وواقف
    في حمد مشري ولهاك
    لا قدمت طقوم الريحة ف البالين
    ولا آسف
    علي البال
    المشبه ذمة البحري
    في حس الغبن
    وفي صفق الكتابة علي اللكاك
    شاردين ....
    شاردين نحنا من صورة
    محالب شينة
    شاردين نحنا من نظرة
    فسل للدين
    وصادقين ....
    صادقين نحنا
    من جهة الجنس والغلة
    صادقين نحنا
    فينا شروق
    يقد حزم الضلام
    لو فيك من شق الكلام
    يتملا
    صادقين نحنا
    مانا كايسين
    ف اللجاويد شايا
    مانا كايسين من فتاشنا
    مذلة
    وصادقين نحنا
    في الكوباري فوق ب فوق
    وتلغراف معاك من برة
    ما بنقراو
    تجي تباشرنا
    هادي الارض
    مالا حدود
    ان درت الصلاة ..... بنصلي
    وان درت الخلا ..... بنخلي
    وان درت النعيز ...... ناعزين
    وان درت الدواس ..... دايسين
    بلاك ...
    محقة مباشر جود
    هادي الارض مالا حدود
    وصادقين نحنا
    من تالا الرباب الريس
    وزي عافية عريس مخزون
    تجي مجاورنا
    أصلنا ولا مرن
    مصيوط قلبنا ولا حجر
    فينا المظنة تراث
    وفينا ورا العشق ميراث
    وفينا المافي
    من ساعة نوصيلن
    بنات لا زفة لا زغرود
    زي خيشة القمح متكية دال ناقصة
    ومبقوصة الرمال من دود
    في حس الغبن
    وفي صفق الكتابة علي اللكاك
    مشيتنا في لولاي سعيب
    خلتنا نمتص الزراق
    ولا عن جينا ...
    ما كان في المحل مولاص
    حفرنا البير
    وغسلنا الحلوق الباحة
    دون ما يتعب الظن ف البنات
    ومشينا ننتظر النياق
    قامن فينا
    يرقات في اظافر خف
    بحلقنا القلوب من خوف
    تاوقنا القمر في زقاق
    وآبرنا الملامح فيك
    لمانا الوجع لصاق
    ياخي انحنا مالنا ومال
    براسيم المكوك والطين
    كل ما نغشاك
    ينتصب المطر في العيش
    شغلتك بينا رفاس الترع
    متسوغرة عينيك التحت
    بطان
    مسوياليك جلود مخاض
    ولوا دراق
    شدر مغزوز علي ضهرك
    ســــــــــــاي
    لا سعية ولا مظنة
    شغلتك بينا
    نقة كلام
    توهتي النجوم من ركعة
    شقيتي الرفيق شقاق
    مقابلابنا النطع لو داب
    الحالة لسه ...
    ما لقيتي العدل
    القولة والملكة السراب
    بت المغنين الزرق
    واحدين يمرقوك من امام
    واحدين يدخلوك من قفاك
    بت الحمام
    الدموا ما نشق
    مصوفن ... لسه
    في حس الغبن
    وفي صفق الكتابة علي اللكاك
    تلحقيني ان كان
    معالم الدخلة جرت واصل
    وتلحقيني ...
    اذا الفواصل خيرت
    والعام دخل
    في طفلة
    ميته من الضحك
    ونوضحك
    في تسعة من شهر الولادة
    يا قاعدة في طاير
    ويا طاير شوايلك باطلة
    من باب الغلب والطيش
    يا لطيش مطر
    في حاوية
    كايسة المويه
    فينا الشق
    وكايسه بلا سعايا الجيل
    وكايسه الوِرده فينا الحيل
    وكايسة تفتشي المعدومة
    والمقدودة
    كملتي النطع
    البساط
    الخوف ...
    الدايره من ترحال
    ومن شيلت دلوك
    كملتي الملوك الدم
    وشهدتي النبات
    الكم ...
    يفوت
    بلا
    مُترار
    وكملتي البنات والطاعة
    شواف العيون الخلقة
    رسام الدرب للمرقة
    يوم الحل يكون في زراعة
    الرحمه
    الامين
    واللخو الفنان
    أبو الطبع الجميل
    البالغ الانسان
    محمود محمد طه
    شقيش
    من عمايلك نبرة
    يا سطوة حليق البال
    وين المدن
    من وين ؟
    ووين الشعر
    من وين ؟
    أكان
    من قلبي
    مابيك ...
    ومابياك الحواس الخمسة تنسلبي
    وين
    الرامية فينا حجارة ؟
    وين
    الحارقة فينا دبارة
    وين
    الغيم
    ووين الدم ؟
    ووين الطين
    ووين المافي ووين الـ..............
    ... ( إستغفر الله العظيم ) ...
    أجبر خاطر الوطن الثبات
    أنزل
    علي حمل البيوت
    الشايلة شيل
    وأدخلى علي بيوت الذوات
    ما ...
    يلخمك هذا الكنز
    أدخل عليهم
    وقولهم ..."
    نحنا المطاليق
    الصعاليق الوقاية الدود
    البنلد الجاهلة تنضم ..."
    قولهم ..."
    صوتكن
    في الحرابات تسعة
    وفي الحرازات
    البطون متقابلة ..."
    وغبن الما بيصل للحق
    ده غبن الحوقة
    غبن الموية
    غبناً ســـــــاي
    ***
    قامة
    الحجاز طويلة
    ماشة عمال
    وماشة في الارض
    الافندية التوابع
    وماشه أرواح من غرايز
    جابوا نصين
    من هضاليم المكسر
    لاقتن
    نية اليتاما
    متشدعين
    وشايلين كلامن في اصايص
    نحنا مون خابرين بلادن
    ولانا خابرين الدسايس
    .. جابوا سرجين
    جبنا ناقة
    .. جابوا سيفين
    جبنا فوق الطاقة طاقة
    .. قالوا نحلب من ضفورا
    قلنا ما بنحلب جنونك
    إنت ناقصك المدارس
    والعيادات والمرونة
    شتمت فينا
    التواريخ والمساجد
    وكترت فينا ..... المغايس
    .. قلنا نصبر
    صبر اوطان في ضميرنا
    صبر طير الجنة غايس
    نفتح المزروب
    نوحد
    بين كلامنا
    بين عواطفنا ... وصلاتنا
    في المساجد وفي الكنايس
    بعد ما ..
    حصلنا حالنا
    وشِلنا في المدلوقة ضيقنا
    ولدت الناقة الرواية
    وجينا
    سوينا الموسيقى
    ضحكة الاطفال تفرح
    طق خبر الجن أرضك
    سوي فرضك يا مداين
    .. عاكسوك ؟
    بتعاكسي ضلك
    .. جابوا ضلمه
    جبنا شمعة
    .. جابوا قلمين للرواية
    جبنا ..
    من فخذ الممالك قطعة
    ومن خيالات المطر قطعة
    ومن لبس الغجر قطعة
    ومن قطع البحر قطعة
    ... أصلو
    صوتكن
    في الحرابات تسعة
    .. جابوا جلاد للكتابة
    جبنا للطاير علاموا
    .. جابوا واقود الحرابة
    جبنا كل الدنيا تقعد
    والعمارنة
    مليناهو تب
    .. قالوا ..
    حا ... نبنيها فوقكم
    .. جابوا سيخم يسقفوها
    كنا زارعين نحنا .... نيمة
    قامت النيمة كبرت
    وكبرت النيمة كبرت
    وكبرت النيمة كبرت
    قدت السقف القديمة
    شالوا من النص خيالوا
    غتغتوبوا
    الحفرة والساق العظيمة
    ومرقنا من تل العمارنة بخير
    ومحمود
    كان مشجر
    بين سلامات الولاد
    وبين مخاليت النقادة
    قلنا نحجز في القيادة
    قالوا ..
    راحة البال تفضل
    ندي منها ..
    كل واحد فيكو عودو
    قلنا في حس الغبن
    وفي صفق الكتابة علي اللكاك
    نحن
    جند الله
    جند الوطن
    إن دعا داعي الفداء
    لن نخن
    نتحدى الموت
    عند المحن
    ونشتري المجد
    بأغلى ثمن
    ونحنا في هذا الزمن ...
    لا مجد بعناوا
    لا إشترينا
    نحنا
    لا جندي
    ولا أفندي
    ولا داعي دعانا
    ولا وفينا
    ولا وقفنا علي وطن
    أصلو ما إتحدينا موت
    وما تحداو
    إلا محمود
    يبقى محمود الوطن
    في حس الغبن
    وفي صفق الكتابة
    علي اللكاك
    إتحصبن الفال والحبل
    ورجعنا
    لامن جينا فيو
    الخيت رخا
    والدم نجيض
    والإنزرع في الإنحرق
    والمنجبر في المنكسر
    الما قِرص
    من دابي حي
    رش النخا
    وعافوا اليبيض
    ما بننتهي
    ولا أظن نفوتا مفلخه
    نرجاها تحت الحافضه سر
    نرجاها
    لوما بتترجي
    فوق المظنات والكسر
    فوق العواجيز والحُجي
    فوق الغباين
    والمغايس والضلال

    .. قالوا راحة البال تفضل
    ندي منها كل واحد فيكو عودو
    قلنا
    في حس الغبن
    وفي صفق الكتابة علي اللكاك
    نحن جند الله
    جند الوطن ..

    محمد عبيد الفاضلابى
                  

01-07-2011, 02:00 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: هشام كمال)

    الدخول لنيل الفضل بان اكون حاضرا في بوست والي الاستاذ محمود

    لقد كتبت بوست للذكري ال 26 لكن لم ادري اين ضاع مني او من الاخرين ؟؟


    لكن هذا بوست للاحتفال بالانسان العظيم الاستاذ محمود الرجل الذي لم يحمل عصا ليتوكا بها ( جني )


    شكرا يا دكتور واتمني في ذكراه ان نشمر السواعد ونعمل من اجل هزيمة الهوس الديني

    تحياتي الطيبة وللاستاذ محمود يوم الموقف العظيم
                  

01-07-2011, 02:46 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Sabri Elshareef)

    أدعي محمودالإذن من الله بتغيير الشريعة ووضع الثمار معيارا للصدق !!!
    ونحن هنا لا نتجاوز ما قاله محمود
    فقط نطالبه بهذا الإذن ونحكم عليه بثماره !!!
    الإذن لم يأتي هو ولا أتباعه بإثباته وأخيرا
    بثماره نعرفه !!!
    ذكرنا ثمار محمود وعرفناهاونعيدها هنا
    موت شنيع وإعدام مهين وجثة مفقودة ومصير مجهول وحرمه الله تعالى حتى من صلاة المسلمين على جنازته !!!
    وتشتت الأتباع وتمكن أعداء فكره ومن كان يسميهم بالهوس الديني !!!
    لم يملأ الأرض عدلا ولم يظهر دينه بل جمد الفكر ونضب المعين!!!
    لم تتدخل السماء لنصرة الأصيل الرسول الذي أتي لبيان كلمة الله الأخيرة الي الصقلين !!!
    خذله أصحابه وتولوا عنه يوم الزحف الأكبر وفسقوا فكره في التلفاز وتركوه يواجه مصيره المحتوم!!!
    كان موته مفاجئة لأقرب الناس إليه حيث كانوا يتوقعون تدخل السماء وتغيير مسار الأمور !!!
    أهذه نهاية أصيل يأخذ من الله مباشرة دون واسطة ونهاية رسول أتى لإتمام البلاغ !!!
    لعمر الله إنها ثمار الرسالة الكاذبة والأصالة المزعومة وبثماره عرفناه !!!
    وسؤالنا لتلاميذ وأتباع محمود:
    من أذن لمحمود بتغيير الشريعة؟؟؟
    وأين دليل وصوله للأصالة التى ترك من أجلها صلاة المسلمين ولم يحج ؟؟؟
                  

01-07-2011, 04:30 PM

Haitham Elsiddiq

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 766

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    Quote: موت شنيع وإعدام مهين وجثة مفقودة ومصير مجهول وحرمه الله تعالى حتى من صلاة المسلمين على جنازته




    الأخ محمد

    لم يكن موتة مهينا فقد وقف شجاعا أمام الموت بلا وجل وبلا خوف...

    إختلف مع الرجل وهذا حقك ولكن لا تنقصة حقة في الشجاعة والموت بشرف..
                  

01-07-2011, 04:49 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Haitham Elsiddiq)

    الذي اراه وصرحت به إبنته انهم كانوا يتوقعون حدوث امر يغير مجرى الأحداث ولم يكونوا يتوقعون تنفيذ الحكم ابدا !!!
                  

01-07-2011, 07:01 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    الاخ محمد
    سلامات

    قلت :
    Quote: أدعي محمودالإذن من الله بتغيير الشريعة ووضع الثمار معيارا للصدق !!!


    ماذا تعني بتغيير الشريعة ، في اي من تفسيراتها هي فهم بري للنص القراني الالهي و الذي قاله الاستاذ محمود محمد طه بأن النص الالهي يحتوي على رسالتين و لكل مواقيته، و هذا كان اجتهاد محمود و فهمه للنص.
    و نفس هذا النص الواحد اختلفت فيه شيع المسلمين و طوائفهم في تفسيره. فكيف تأتى لك اذن أن تصادر حق الاخرين في فهمه و تفسيره ايضاً - بمثل اجتهاد محمود من محمود - و تعتمد فهمك انت او ما تتبناه كشريعة مطلقة ما عداه باطل و تغيير.

    اما عن هذا :
    Quote: موت شنيع وإعدام مهين وجثة مفقودة ومصير مجهول وحرمه الله تعالى حتى من صلاة المسلمين على جنازته !!!
    وتشتت الأتباع وتمكن أعداء فكره ومن كان يسميهم بالهوس الديني !!!
    لم يملأ الأرض عدلا ولم يظهر دينه بل جمد الفكر ونضب المعين!!!
    لم تتدخل السماء لنصرة الأصيل الرسول الذي أتي لبيان كلمة الله الأخيرة الي الصقلين !!!
    خذله أصحابه وتولوا عنه يوم الزحف الأكبر وفسقوا فكره في التلفاز وتركوه يواجه مصيره المحتوم!!!
    كان موته مفاجئة لأقرب الناس إليه حيث كانوا يتوقعون تدخل السماء وتغيير مسار الأمور !!!
    أهذه نهاية أصيل يأخذ من الله مباشرة دون واسطة ونهاية رسول أتى لإتمام البلاغ !!!
    لعمر الله إنها ثمار الرسالة الكاذبة والأصالة المزعومة وبثماره عرفناه !!!


    فأحسبك تفجر في الخصومة و الخطاب بما لا يليق و ادب الحوار و لا جلال الموقف عند هذا الشيخ الجليل.
    و لاذكرك أن الحسين بن علي قتله في كربلاء وحيداً عبيد الله بن زياد و لم يعرف له قبر و قطع رأسه شمر بن ذي الجوشن ليلعب به يزيد بالشام
    و عبد الله بن الزبير صلبه الحجاج في باحة الكعبة مع ###### اعقر
    و ما زال الناس في ذكراهم بانهم خيار من خيار

    فأين ذكرى الحجاج و و بن زياد بل و يزيد بن معاوية نفسه و ..
    و اين نميري .. و اين المهلاوي

    اما اهل الهوس الديني
    فحسبك الحال البلاد اليوم تحت ولايتهم ، و قد تحققت فيهم قراءة الاستاذ كاملة غير منقوصة
    فاضاعوا البلاد و اذلوا العباد و اوردو الناس جميعا موارد التهلكة

    و لو كان الاستاذ يريد قبراً لسلك طريق السلامة و تجنب الصدوع بالحق في حضرة سلطان جائر.. كان ليقيم له مريدوه قصراً
    لكانها شيم الزهاد
    زهد في الحياة و في الممات

    و لله دره شيخنا الاستاذ محمود محمد طه ،حين وقف يستقبل الموت مبتسماً


                  

01-07-2011, 07:57 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    استاذ امجد
    تحية طيبة
    الموت في حد ذاته ليس به شماتة
    ولكن محمود إدعى انه رسول اتاه الله فهما ليغير بموجبه الشريعة وهذا هو نص كلامه هو ، لذا ذكرت طريقة موته لاستدل على كذب إدعائه للرسالة ، كيف يموت الرسول الخاتم بهذه الطريقة قبل اكمال بلاغ الدين وظهور الأمر ولم اكن اشمت على طريقة الموت.
    من ذكرت ممن قتلوا كانوا عبادا لله ولم يدعي اي منهم الرسالة لذا لم اقف عند طريقة موتهم.
    محمود لم يقل بإجتهاد في ظل الشريعة او بعض ابوابها إنما إدعى رسالة كاملة تضع الرسالة الاولى وتنسخها باكملها وهذا هو الفرق بينه وبين من ذكرت ممن اختلفوا في تفسير بعض جزئيات الشريعة.
    مودتي استاذ امجد
                  

01-07-2011, 10:21 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    يا استاذ محمد
    سلامات

    الاستاذ محمود لم يدعي بانه اصيل يأتيه الوحي من الله بل تحدث عن الرسالة الثانية و التي هي مستقاة من نفس النص الالهي ولا تنسخه بل تعود به الي اصله.
    و اصل الفكرة لفهمها لابد ان يرجع لمفهوم الاستاذ حول ايات الاصول في الاسلام و كيف انها الاساس الذي استقى منه اجتهاده في الرسالة الثانية للاسلام
    حيث يقول (ولما كانت الرسالة الثانية تقوم على الارتفاع من الآيات الفرعية إلى الآيات التي هي أصل ، والتي جرى منها التنزل إلى الفروع لملابسة الزمان ، ولملاءمة طاقة المجتمع ، المادية ، والبشرية ، فقد وجب الارتفاع بالتشريع ، وذلك بتطويره ليقوم على آيات الاصول)
    و لم يدعي انه رسول يأتيه وحي مغاير بل هو مجتهد اجتهد في الدين بما رأى
    فلا يأخنك حماسك في معارضة فكر الاستاذ بان تقوله ما لم يقله
                  

01-07-2011, 09:33 PM

مختار مختار محمد طه

تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: جمال المنصوري)

    الاخ ماجد
    وضيوفك الكرام
    اسعدنى حقاً وضعك لهذا الموضوع فى هذا المنبر العامر ، ومنذ الوهلة الاولى ، خطر ببالى ما قاله الاستاذ حين سمعت ابونا الاستاذ يقول :( فى جمهوريين لا شفتوهم ولا شافوك اجوكم احيروكم فى فكرتكم دى...) و ايضاً قال :( فى ناس معاكم فى الجلسة دى ، وطالعين معاكم فى الاركان ، و شايلين كتبكم يبيعوا فيها ، ثم انهم ما جمهوريين ، اكثر من كدا هم معارضين ...) صدق ابونا الاستاذ وانت مصداق لتلك . فان الاستاذ ملك للانسانية جمعاء وليس حكراً على فئة معينة

    (إن ما جئت به هو من الجدة بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو إليه هو نقطة إلتقاء الأديان جميعها، حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم، وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته، ولأول مرة في تاريخه الطويل..)

    الاستاذ محمود محمد طه
    (الى الجمهورين
    انتم الغرباء اليوم ، انتم غرباء الحق ، ولكن غربتكم لن تطول ، فاستمتعوا بها من قبل ان تنظروا فلا تجدوا فى الارض إلا داعياَ بدعوتكم. فاستمتعوا بها فإنه فى وقت الغربة القرب من الله سريعا ، فالتصقوا به و اجعلوه انيسها ، و اجعلوه عوضاً عن كل فائت ..)
    الاستاذ محمود محمد طه
                  

01-07-2011, 10:29 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: مختار مختار محمد طه)

    استاذ مختار سلامات
    يكفي محمود محمد طه فخراً على هامات الشعب السوداني
    انه اختار المشنقة غير هياب ليصدح بكلمة الحق البين
    مبتسماً هادئاً مطمئناً مضى ليلقى ربه
    بانه احق الحق على حد السيف ...
    لاجيال السودان كلها ان تفخر بمثل هذه الشجاعة في طريق قل سالكوه
                  

01-08-2011, 07:39 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    الاستاذ ماجد
    تحية طيبة
    Quote: الاستاذ محمود لم يدعي بانه اصيل يأتيه الوحي من الله بل تحدث عن الرسالة الثانية و التي هي مستقاة من نفس النص الالهي ولا تنسخه بل تعود به الي اصله.
    و لم يدعي انه رسول يأتيه وحي مغاير بل هو مجتهد اجتهد في الدين بما رأى
    فلا يأخنك حماسك في معارضة فكر الاستاذ بان تقوله ما لم يقله

    سيدي أنا اعلم جيدا ما اقول ولم اكتب في منبر كهذا لو لا اني املك من الوثائق ما يكفي
    نعم محمود محمد طه يزعم أنه أصيل والأصيل عنده هو من يسقط عنه تقليد النبي ويقلد الله حيث يتلقي من الله مباشرة ويزعم أنه رسول ولم تكن المسالة مسألة إجتهاد إنما وضع للشريعة ونسخها للوصول لمرحلة الشريعة الفردية حيث يتلقي كل واحد من الله مباشرة ولهذا لم يرد على اي من الأخوة الجمهوريين في المنبر لعلمهم بصدق ما اقول وإليك الدليل:يقول محمود :
    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=10&chapter_id=2
    Quote: من المأذون؟
    ولكن رسول الله قد التحق بالرفيق الأعلى وترك ما هو منسوخ منسوخا ، وما هو محكم محكما .. فهل هناك أحد مأذون له في أن يغير هذا التغيير الأساسي ، الجوهري ، فيبعث ما كان منسوخا ، وينسخ ما كان محكما ؟؟ هذا سؤال يقوم ببال القارئ لما سلف من القول .. والحق أن كثيراً ممن يعترضون على دعوتنا إلى الرسالة الثانية من الإسلام لا يعترضون على محتوى هذه الدعوة ، بل إنهم قد لا يعيرون محتوى الدعوة كبير اعتبار .. وإنما هم يعترضون على الشكل .. هم يعترضون على أن تكون هناك رسالة ، تقتضي رسولا ، يقتضي نبـوة ، وقد ختمت النبـوة ، بصريح نص ، لا مرية فيه .. وإنه لحق أن النبـوة قد ختمت ، ولكنه ليس حـقا أن الرسالة قد ختمت

    يقول:
    Quote: من رسول الرسالة الثانية ؟؟
    هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام ..
    كيف نعرفه ؟؟
    حسنا !! قالوا أن المسيح قد قال يوما لتلاميذه : (( احذروا الأنبياء الكذبة !! )) قالوا: (( كيف نعرفهم ؟؟ )).. قال : (( بثمارهم تعرفونهم )) ..

    وعن اصالته تقول بنته اسماء:
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/ar/exec/view.cgi/3/2910
    Quote: هل صحيح ان والدك كان لا يؤدى العبادات الشرعية من صيام وصلاة وحج ؟
    = (دا كلام فارغ )..!
    الاستاذ له كتاب بعنوان (كيف تصلون؟ ) يتهم فيه المسلمون بأنهم لا يصلون رغم انهم يملأون المساجد , ولكن صلاتهم هذه لا تنهيهم عن الكذب والنفاق والفحشاء والمنكر و ......
    مقاطعة
    * هل ذهب الى الحج ؟
    = لا ..!
    قد يكون ذلك مرتبطاً بالاستطاعة
    هل كان ذلك مترتباً على موقف فقهى وفكرى ام عن عدم الاستطاعة ؟ *
    = هو له موقف فكرى اتجاه الدعوة لكل العبادات , فهو يرى ان العبد يترقى بهذه العبادات الى مراق يصبح فيها على علاقة خاصة بالله*هل تسقط العبادات حينها ؟
    = يسقط التقليد ولكن لا تسقط العبادات
    *العبادات كأداء هل تسقط مع ذلك الترقي؟
    = (الاستاذ لم يكن يصلى مثل صلاتنا دي لكنو كان بصلى )
    *كان يصلى مثل من ؟
    = لم يكن يصلى الخمس اوقات (ارجو ان ترجع الى كتاب رسالة الصلاة لان هذا امر كان يخص الاستاذ )
    * كم كان يصلى من الخمسة اوقات ؟
    = هو كان يصلى أكثر من الخمسة اوقات لان نفسه الصاعد والهابط كان صلاة ,وهو يرى ان العبادة يجب ان تكون اسلوباً للحياة تجلب الخير للناس وتمنع عنهم الشر
    * وماذا عن الصيام ؟
    = كل عباداته كانت خاصة به لانه اصيل فيها (ارجو ان ترجع فى ذلك الى كتبه لانها هنالك مفصلة بشكل اكبر )
    * هل هنالك من الجمهوريين من وصل ذلك المقام ؟

    فهذه سيدي شهادة إبنته وأقرب الناس إليه ولا يستطيع احد ان يكذبه وظاهر دعوة محمود تدل على ذلك ، فما رايك سيدي ؟؟؟
    ولو تود الأستفسار او الدليل على اي كلمة ذكرتها فعلى ذلك لك !!!
    تحياتي
                  

01-08-2011, 10:21 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    يا استاذ محمد
    قرأت كلام الاستاذة اسماء و اعلم ايضاً بانك قرأته
    لكن الفرق انك قرأته مدفوعاً بغرض
    و الغرض مرض يا سيدي فاضل يمنعك من التعامل النقدي السليم مع محتوى المكتوب و يدفعك دفعاً باتجاه مسلماتك المحسومة جدلاً لديك.
    و في ذلك يظهر معنى كلام الاستاذ الذي اوردته : (والحق أن كثيراً ممن يعترضون على دعوتنا إلى الرسالة الثانية من الإسلام لا يعترضون على محتوى هذه الدعوة ، بل إنهم قد لا يعيرون محتوى الدعوة كبير اعتبار .. وإنما هم يعترضون على الشكل)
    فأنت تنكر عليها قولها عن محمود :
    (هو له موقف فكرى اتجاه الدعوة لكل العبادات , فهو يرى ان العبد يترقى بهذه العبادات الى مراق يصبح فيها على علاقة خاصة بالله)
    و مفهوم الترقي في العبادات هو مفهوم صوفي موجود و متوارث في متن الفكر الاسلامي .. و مفهوم العلاقة الخاصة مع الله هذه تبني عليها مفاهيم كثيرة في الاسلام الذي يرفض الواسطة بين العبد و ربه و يبشر بالمباشرة في هذه العلاقة.
    بل العلاقة بين العبد و ربه مبنية على هذه المباشرة بشكل كبير ..
    و دونك
    ( وان شكرتم لازيدنكم ) و (وادعوني استجب لكم) ... الي اخره من الايات التي تتحدث عن مباشرة العلاقة بين الانسان و ربه و عن ارتقاء الفرد و تقربه للاله من خلال هذه العبادات
    و انت تفسر قولها بانه لم يكن يصلي مثل صلاتنا هذه بانه لم يكن يصلي بالرغم من انها تتحدث عن صلاته لأكثر من الاوقات الخمسة بعد ذلك
    و قد دعا الاستاذ محمود لخشوع النفس و حضور القلب في الصلاة بما لا يجعلها محض حركات محفوظة تؤدى فيقول في رسالة الصلاة :
    (((صلوا كما رأيتموني أصلي))!! هكذا أمر النبي في تبليغه رسالة ربه. فالصلاة معراج النبي بالأصالة، ومعراج الأمة من بعده بالتبعية، والتقليد.. وكلمة ((رأيتموني أصلي)) لها معنى بعيد، ومعنى قريب.. فأما معناها البعيد، فهو أن نرى بعين البصيرة حالة قلب النبي من صدق التوجه، حين يقوم لصلاته. فهو حين يقول الله أكبر، في إحرامه، لا يكون في قلبه أكبر من الله، لأنه حرر نفسه من علائق الدنيا بتقليل حاجته منها، وبزهده فيها، وهذا ما أشرنا إليه آنفا في مقام العبودية وأما معناها القريب، فهو أن نرى بعين البصر حركات النبي الظاهرة في صلاته فنتقنها أيضا.. فنحن بدون أن نراه بعين البصيرة وبعين البصر.. وبعبارة أخرى بدون أن نعرف حالة قلبه، وحركات جسده، لا نكون قد رأيناه.. وإذا صلينا بمحاكاة حركات الجسد، بدون محاكاة صدق توجه القلب، لا نكون أطعنا عبارته ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) وآفة صلاتنا الحاضرة أننا ذهلنا عن هذه الرؤية المزدوجة، فأصبحنا نتقن حركات الصلاة، ولكن قلوبنا شاردة. فنحن، حين نقوم بأجسادنا في مساجدنا، نكون بقلوبنا في السوق، أو في الشارع أو في الأماكن العامة.. ونحن، حين نقول الله أكبر في إحرامنا يقول مناد من قبل الحق كذبتم.. لستم بها صادقين.. وإنما المال أكبر، أو الجاه أكبر، أو السلطة أكبر من الله في قلوبكم. وبذلك لا تكون صلاتنا صلاة، ويحق فينا قوله تعالى: ((فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون)) سماهم المصلين، لأن حركاتهم حركات مصل. ثم قال فيهم أنهم عن صلاتهم ((ساهون)) يعني غافلون عن حقيقة صلاتهم، وهي التي تقوم فيها الصلة بين الله وبينهم وذلك بحضور قلوبهم فيها.. ولذلك قال ((الذين هم يراؤون)) أي يهتمون بالظاهر ويهملون الباطن ((ويمنعون الماعون)). والماعون يعني القلب.. يمنعونه من الله أن يكون فيه، ويملأونه بأصنام حب الجاه والمال والسلطة.
    وقد قال المعصوم: ((رب مصل لم يقم الصلاة))!! هو مصل، حسب ظاهر حركاته، ولم يوف الصلاة حقها بحضور القلب فيها، فكأن صلاتك في صلاتك هي حضورك مع ربك فيها، طال هذا الحضور، أثناء صلاة الحركات أم قصر، وليس ما عدا ذلك صلاة، وإن كان قيام الليل كله.
    ويحدثنا القرآن فيقول ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) فهل يظن أحد، أنه يمكن أن نحوز حب الله، إذا اتبعنا النبي في ظاهر أمره من الحركات والسكنات، ثم أهملنا الإتباع الباطني؟؟ وقول القرآن ((ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) وكذلك الفهم هنا.. فإن الرسول آتانا بالمعنى القريب، وبالمعنى البعيد.. أما بالمعنى البعيد، فقد آتانا أشياء بلسان حاله، وأما بالمعنى القريب، فقد آتانا أشياء بلسان مقاله.. فما آتانا إياه بلسان حاله، فهو سنته، وما آتانا إياه بلسان مقاله، فهو شريعته.. ولسان مقال النبي صادق، ولسان حاله صادق، ولكن لسان حاله أصدق من لسان مقاله، لأن الحقيقة فوق العبارة. قال المعصوم: ((قولي شريعة، وعملي طريقة وحالي حقيقة)) وحاله هو سنته.)

    فأمثل كتابة هذا الرجل تجعله متهماً بانه لا يصلي ...

    يا استاذ محمد
    حاكم الفكرة في متنها
                  

01-08-2011, 11:45 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    شكرا استاذ امجد
    كلامها واضح لم يكن يصلي صلاتنا وكانت له عباداته الخاصة وهو كان اصيل لذا لم يحج !!!
    ولمعرفة الفكر الجمهوري والإطلاع على الوثائق الكاملة عن قولنا فيه ارجو التكرم بزيارة البوست التالي
    بصفحاته المختلفة

    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب

    مع خالص التحايا لك
                  

01-07-2011, 10:58 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: مختار مختار محمد طه)

                  

01-08-2011, 01:12 PM

Munir
<aMunir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    الأخ أمجد .. هل أنت جمهوري تعتنق الفكرة الجمهورية؟؟ ..
    إن كانت الإجابة 'نعم' فنأمل أن نراك تدحض آراء الأخ محمد الزبير محمود في بوست جرد الحساب الذي أتي برابطه لك .. أما إن كانت إجابتك 'لا' فلماذا تقحم نفسك فيما تجهل وتتلصق وتحتفي برسول فكرة وأنت لا تؤمن به ولا تؤمن بفكرته - مع العلم أن هذه الفكرة هي ليست مفاهيم هامشية وفرض كفاية ، إذا آمن به البعض سقط عن الباقين، بل مشروع حياة دنيا وبعد الموت ؟؟
                  

01-08-2011, 01:34 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Munir)

    الأخ منير
    سلامات

    أن ذكرت في اول حديثي أنني احتفي بمحمود كرمز سوداني و انساني اختار في سبيل الحق ان يعتلي هامة المشنقة، و ذاك الحق الذي كان يقول به يتفق معه فيه صاحب كل حس انساني سليم و فكر مجرد.
    اما نقاشي مع الاخ محمد فهو في انه يقرأ نصوص الفكرة الجمهورية مدفوعاً بغرضه في دحضها و هذه قراءة المغرضة لا تصلح للمحاكمة النقدية السليمة.
    ام عن كوني لست جمهورياً فلست أحسب ان ذلك يمنعني من الاحتفاء بمحمود محمد طه كمفكر سوداني و اسلامي عظيم مضى بفكره حتى نهايته و لست أحسب ذلك يعني ايضاً انني اجهل فكر الاستاذ او اتلصق به.
    هذه مفاهيم غاية في الطفولية يا استاذ منير ( زي كأني بك تقول: و انتا مالك بي محمود)

    تراث محمود و مواقفه المجردة لو تعلم تجعلنا كسودانيين نفخر جميعاً ان بلادنا انجبت مثل هذا الرجل
                  

01-08-2011, 05:01 PM

متوكل الحسين

تاريخ التسجيل: 10-14-2010
مجموع المشاركات: 527

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    والله يا أمجد ما قصرتا تب..قمت بعمل الجميل كسودانى وإنسان ..

    متوكل الحسين
                  

01-08-2011, 05:46 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: متوكل الحسين)

    قالوا هم ولم يقول الجمهوريين !! 1-
    وحتي من تولي كبره وكفروا الإستاذ وساهموا في إغتياله بدأوا
    في التنكر لمواقفهم !! ماذا قال النيل أبو قرون ?
    وماذا يقول عن الأستاذ وفكره?
    Quote: الشيخ النيَّل أبوقرون يخرج عن صمته ويروي لـ«الأهرام اليوم» شهادته للتاريخ: (2-3)
    حوار: عزمي عبدالرازق(نقلا عن الاهرام اليوم)


    { اقترحتم محاكمة المنشور الجمهوري، فلماذا لم تقارعوا الفكرة الجمهورية الحجة بالحجة بدلاً عن محاكمة ما يصدر عنها؟
    - نحن لم نحاكم الفكر، وإنما المنشور المعارض لقوانين الشريعة، فمحمود محمد طه كان رجلاً مفكراً ومن يقول بغير ذلك فهو لم يقرأ كتبه ولم يستمع إليه
    .
    ...........

    <a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=print&board=310&msg=1286377251&rn=" target=_self>النيل أبوقرون: الترابي ليست له علاقة بقوانين سبتمبر ومحمود محمد طه رجل مفكر

    .........
    Quote: كيف ترى الفكر الجمهوري؟
    الفكر الجمهوري تطور من فكر صوفي، ولم يُسبق بمؤلفات بمثل ما جاء من مؤلفات الاستاذ محمود محمد طه. وكان شعارهم الحرية لنا ولسوانا - الأمر الذي يحتم على معتنقي الطريقة الجمهورية سعة الصدر وقبول الآخر والرضاء بقدر الله.

    هل أنت راضٍ عن السياق والمسار الذي أتبع في قضية اغتيال المفكر محمود محمد طه؟
    حينما أصدر الإخوة الجمهوريون منشورهم الناقد والمعارض للتشريعات الإسلامية كتبت للسيد الرئيس طالباً محاكمة الفكرة المضمنة في المنشور، والمطالبة بمحاكمة لا تعني المطالبة بإصدار حكم معين. فجرت المحاكمة وتغيَّر مسارها من محاكمة منشور فكري معارض إلي محاكمة رِدَّة، ووصل الأمر إلى مرحلة الاستئناف وتنفيذ الحكم. وأثبتت المحكمة الدستورية فيما بعد بطلان حكم المحكمة الأولى، وجاء ذلك بعد تنفيذ الحكم.

    ......

    http://www.alhadag.com/interviews1.php?id=309
    تلاحظ أن الرجل ينتقد نفسه بصورة خجولة ( تملصا) ويطالب الجمهوريين بالصفح والرضاء بقدر الله- بإعتبار أن الأغتيال كان قضاء وقدر وأن عليهم تجاوز تلك المحطة و التحلي بسعة الصدر !!
    هكذا !!!
                  

01-08-2011, 11:41 PM

عارف الركابي

تاريخ التسجيل: 06-14-2010
مجموع المشاركات: 2037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    قد يرى من (بقي) من اتباع الفكر الجمهوري أن من حقهم ان يحتفلوا ويمجدوا لذكرى قتل مؤسس فكرتهم ...
    ويساعدهم ويشاطرهم في ذلك لفيف من الملاحدة والشيوعيين وكوكبة مستنيرة من بني علمان !! ....... حيث تجتمع (مصالح) معروفة ... من أهمها : التحرر من الدين...وإن اختلفت الطريقة والوسيلة والهدف....!!
    ومن الواجب علينا أن نبين بما لدينا من حجج براءة الإسلام من هذه الفكرة الجمهورية ، وكذب دعواها ، وتهافت أفكارها ، وعدم صمودها أمام الحجج الشرعية ، نصحاً لهم وإبراءً للذمة.
    هذه دعوة لقراءة هذه التجربة لهذا العالم :
    الدكتور / محمد أمان بن علي الجامي (المتوفى 1416ه) وهو من بلاد أثيوبيا أصلاً واستقر بالسعودية
    وكان مدرساً بالمسجد النبوي الشريف ، وأستاذاً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لسنوات طويلة.
    وقد زار السودان سنة 1383ه تقريباً 1963م ، أي قبل 22 عام من الحكم بردة محمود محمد طه .
    ويحكي لنا قصته مع محمود محمد طه ، عبر هذه الرسالة : "المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية"
    وأقتبس منها هذه الجزئيات :
    والكتاب متوفر عبر الشبكة ، وهذا أحد روابطه:
    http://shamela.ws/rep.php/book/45
    **في المقدمة قال:
    Quote: في العطلة الصيفية من عام 1383 هـ، زرت الجمهورية السودانية مع بعض الشبيبة من طلاب الجامعة الإسلامية التي زارت السودان

    Quote: وبعد أن أقمت معهم يوما واحدا عزمت على السفر إلى الخرطوم لإجراء اللازم في شأن السفر إلى الحبشة بواسطة السفارة الأثيوبية بالخرطوم حيث كنت على عزم لدخول الحبشة لو أراد الله. وجعلت أسأل عن أمهات المدن فيما بين بور سودان والخرطوم فوصف لي بعض من سألته مدينة عطبرة و رغبني في النزول بها إذ وصفها بطيب المناخ وجمال المنظر وكثرة الورشات حتى أنهم يسمونها عاصمة الحديد، فقطعت تذكرة السفر إليها في طريق الخرطوم، ونزلت بها فعلا صباح يوم الجمعة، وفور نزولي توجهت إلى أحد الفنادق.وفي طريقي إلى الفندق أوقفني إعلان جذاب وقد كتب بخط عريض ملون ونصه كالآتي : (دار النشاط الإسلامي) تقدم مساء يوم 1لجمعة محاضرة للأستاذ محمود محمد طه تحت عنوان: (( المستقبل للإسلام)) وراعني الإعلان وسررت به كثيرا

    Quote: وأخذوا يحدثوني عن المحاضرة التي قرأت عنوانها وطلبوا إلي حضورها وأجبت دعوتهم فحضرتها فإذا بمحاضرة الحادية أكثر ما فيها تمويه وتلبيس ولم أملك نفسي عن المشاركة في مناقشتها على الرغم من أني غريب في الدار بل رأيت أن الذمة لا تبرأ إلا بالمناقشة ومحاولة الدفاع حسب الإمكان وقمت بذلك فعلا بعد أن أذن لي رئيس النادي ولما طالت المناقشة بيني وبين المحاضر اقترح رئيسا النادي إجراء المناظرة إلا أن صاحبنا أعتذر ولم يقبل، وفي آخر المحاضرة أعلنت فما محاضرة دفاعية للرد والتعقيب على بعض النقاط الحساسة التي جاءت في محاضرته وجعلت أسجل في مذكرتي بعض النصوص التي حرفها للمناقشة حولها وقبل موعد محاضرتي حضرت له محاضرة أخرى وناقشته كما ناقشه غيري. ولكن بدون جدوى لأنه لا يحاول الرجوع عن فكرته مهما كلفته الحال لأنه ليس من طلاب الحق.


    Quote: ولما أعلنت محاضرتي في الشوارع كالعادة المتبعة بادر بالسفر إلى أم درمان، وعلى الرغم من غيابه قمت بإلقاء المحاضرة وحضرها عدد ضخم ونوقشت كالعادة، وبعد ذلك طلب مني بعض إخواننا المخلصين من شباب السودان وغيرهم طبع هذه العجالة التي لم أقصد بها الدفاع العاجل عن عقيدة الإسلام وتصحيح بعض النصوص التي حرفها المدعو" محمود " ولما أعلمه فيهم من حب الخير و الحرص على الدفاع أجبتهم إلى طبعها وتوزيعها في السودان.
    والله أسأل أن ينفع بها ويجعلها فاتحة خير. كما أسأله تعالى أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم بعيدا عن الرياء والسمعة إنه سميع قريب. وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وآله وصحبه.
    محمد أمان بن علي الجامي.

    اقتباس من متن الكتاب:
    Quote: وقد فوجئنا في مدينتكم هذه (عطبرة) مع الأسف بهجوم عنيف ضد تعاليم الإسلام من المدعو (محمود) تناول فيه العناصر الأولية لهذا الدين في محاضرته التي استطاع فيها أن يخرج كل ما في جعبته بكل صراحة ووقاحة، ولكثرة النقاط الإلحادية التي جاءت في محاضرته سجلت في هذه الوريقات ما استحضرته خشية النسيان ولنناقشها نقطة نقطة ونرد شبهاته شبهة شبهة، مستعينين بالله تعالى.

    Quote: ومن أخطر ما جاء في كلامه- هداه الله- قوله بأن العبد يترقى حتى يسمى بالاسم الفرد (الله) بدعوى أنه يسمو ويعلو روحيا بالرياضيات الروحية وبالخلوة فيترقى إلى درجة الألوهية والربوبية فيسوغ له آنذاك أن يقول هو (الله) {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} وهذه النقطة هي حجر الأساس في دعوته، وهى هدفه الأول والآخر، لأنه يستطيع بمقتضاه أن يسقط عن الناس جميع التكاليف ويصبح الإنسان حرا مطلقا لا يخضع للأوامر والنواهي وهذا ما يريده ويدعو إليه وما عدا ذلك من النقاط الكثيرة التي سوف تسمعونها فكل وسائل غير مقصودة إلا أنه سلك في دعوته إلى هذه النقطة مسلك اللف والدوران والعتمية على الناس، وكان يحلق في أجواء بعيدة لا يدركها عوام الناس وفات المسكين (محمودا) أن الإنسان إذا بلغ تلك المرحلة وسمي (الله) لا يقف عند الحرية المطلقة التي يشهدها (محمود) بسقوط تكاليف الدين فقط، بل يكون معبودا لأن الله هو المألوه المعبود وبذلك يورط نفسه في أوحال الشرك من حيث لا يشعر.

    Quote: النقطة الثانية: هي سقوط الصلاة عن خواص العارفين على حد عبارة الملحدين، من يسميهم (محمود) بالعارفين- وهم في الواقع هم الجاهلون- كانوا يتدرجون في هذه المسألة علي النحو التالي: يزعم الواحد منهم، أولا: أنه بلغ مرحلة استطاع أن يستأذن فيها ربه أن يصلى الصلوات بمكة أو بالمدينة فأذن له فجلس في أوقات الصلاة بدعوى أنه يصلى في أحد الحرمين، وإذا ما تأكد أن الناس آمنوا بهذه المرحلة الأولية أعلن بسقوط الصلاة عنه كليا. إلا أن محمودا لجرأته ولظنه أن الجو صاف قابل لكل ما يلقى فيه، صرح بالمرحلة النهائية من أول وهلة بدون تدرج فلا يشك طبعا من في قلبه مسكة من الإيمان ولديه أدنى معرفة أن هذه الطريقة لا صلة لها بهدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم كما يعلم الجميع يصلي بأصحابه في سفره وحضره، صلى بهم بمنى ومزدلفة وعرفة وفيما بين مكة والمدينة ولا يعلم أنه قال ذات يوم لأصحابه. " صلوا أنتم هاهنا. وأنا أصلي بمكة أو المدينة إذا كان خارجهما " وهو سيد ولد آدم. وكان صلى الله عليه وسلم كثير العناية بالصلاة وكانت قرة عينه في الصلاة وكان حكمه صلى الله عليه وآله وسلم على تارك الصلاة بأنه كافر حيث يقول صلى الله عليه وسلم : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" 1 ويقول أيضا: "إن بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة "2 وما ذلك إلا لأنه قطع صلته. بالسماء لأن الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، ولذا سميت بالصلاة.


    Re: الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب
    وهذه المداخلة سبق أن تداخلت بها في شريط الأخ محمد الزبير ذلك الشريط الذي ينتظر من ينافحون عن الفكرة للحضور إليه وتقديم حججهم والدفاع عن أدلة إبطال فكرتهم فقد بان هزالها وضلالها وكذب مدعيها بناء على ما الأدلة التي هي كالشمس في رابعة النهار.
    ونسأل الله تعالى الهداية للجميع.
    اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وهو رأس مالنا.
    ونشهد أنه لا نبي ولا رسول بعد نبيك المصطفى المجتبى خاتم الأنبياء والمرسلين سيد ولد آدم أجمعين.

    عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ».رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

    وفي حديث ثوبان قال عليه الصلاة والسلام : "وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِى أُمَّتِى كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى وَلاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى عَلَى الْحَقِّ ». رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
                  

01-08-2011, 11:48 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عارف الركابي)

    Quote: قد يرى من (بقي) من اتباع الفكر الجمهوري أن من حقهم ان يحتفلوا ويمجدوا لذكرى قتل مؤسس فكرتهم ...
    ويساعدهم ويشاطرهم في ذلك لفيف من الملاحدة والشيوعيين وكوكبة مستنيرة من بني علمان !! ....... حيث تجتمع (مصالح) معروفة ... من أهمها : التحرر من الدين...وإن اختلفت الطريقة والوسيلة والهدف....!!

    !!!!!!!!!!!!!!
                  

01-08-2011, 11:59 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    Quote: قد يرى من (بقي) من اتباع الفكر الجمهوري أن من حقهم ان يحتفلوا ويمجدوا لذكرى قتل مؤسس فكرتهم ...
    ويساعدهم ويشاطرهم في ذلك لفيف من الملاحدة والشيوعيين وكوكبة مستنيرة من بني علمان !! ....... حيث تجتمع (مصالح) معروفة ... من أهمها : التحرر من الدين...وإن اختلفت الطريقة والوسيلة والهدف....!!


    ولله يا عارف الركابي
    لست ادري كيف يكون طلب الحق عندك و انت تنطلق من مسلمات جاهزة لا تقبل الرد و لانقاش و ابلغ مثال عليها ما خطته يداك اعلاه
                  

01-09-2011, 00:05 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    Quote: والأسوأ من تخليط الفقهاء، هو دعوة (الوهابية) التي تتصور الإسلام تصورا جافا، وغليظا، ومتخلفا .. ثم تقدم هذه الصورة علي اعتبار أنها (السنة)، وأنها الإسلام
    ..
    وهذه الحركة المشوهة تجد دعما من الخارج، فهي تنظيم واسع، مما يجعل الإسلام مواجها بتشويه خطير، يبعد الناس عنه كل يوم جديد .. ولما كان وقت بعث (السنة) قد اظلنا، ولما كانت حاجة الإنسانية إليها كما وصفنا، فقد وجب فضح زيف هذه الدعوة، وتبرئة الإسلام و(السنة) من جهلها، وجفافها، وغلظتها، خاصة وقد أصبحت تجد الطريق ممهدا في الصحف، وفي الإذاعة السودانية، مما ينذر بتضليل شعبنا، وجيله الناشئ علي وجه الخصوص


    Quote: ..
    ان (الوهابية) بعيدون عن معرفة الإسلام – هم بعيدون عن روحه، وعمقه .. بل أنهم لهم بعيدون حتي عن الذوق الإنساني العام الذي يرعي قيمة الآثار، والمشاهد الدينية، ويرعي حرمتها، ويري فيها الإنسانية بدل الوثنية
    ..
    والوهابيون هم أبعد ما يكونون عن التوحيد، اذ يتصورون ان التوحيد هو محاربة الموتي، ومهاجمة الأضرحة، ومناكفة الناس البسطاء، في غلظة، وجفاء، في هذا الشأن، لصرفهم للاشيء .. وصورة الحكم الإسلامي عند (الوهابية) صورة متخلفة، فهم لا يتصورون الا ان الحكم الإسلامي مجرد حدود تقام وعقوبات تطبق بمعزل عن الإصلاحات الشاملة


    محمود محمد طه
    اسمهم الوهابية و ليس انصار السنة
                  

01-09-2011, 00:21 AM

عارف الركابي

تاريخ التسجيل: 06-14-2010
مجموع المشاركات: 2037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    Quote: ولله يا عارف الركابي
    لست ادري كيف يكون طلب الحق عندك و انت تنطلق من مسلمات جاهزة لا تقبل الرد و لانقاش و ابلغ مثال عليها ما خطته يداك اعلاه

    الأخ أمجد تحية طيبة
    هي بلا شك مسلمات عندي وثوابت ... راسخة رسوخ االجبال الشوامخ في قعر الأرض.
    لكنها تقبل النقاش بل تريد النقاش ، ولك أن تنظر في آخر المداخلة حيث دعوت للحضور في ذلك الموضع حيث النقاش في متن وأساس الفكرة الجمهورية .
    لنستفيد جميعاً من نقاش حجج وأدلة حول الرسالة الثانية وصاحبها.

    الأخ كمال عباس تحية طيبة
    أقدر أن عبارتي التي افتتحت بها المقال كانت مستفزة جداً لك ، فطالما رأيناك ممن يصولون ويجولون في ساحات هذا المنبر للكلام عن تشريعات الإسلام والطعن فيها وأنها لا تصلح وما يتبع ذلك من حديث.....وما تدعو إليه.... وها أنت تستميت وتستبسل في الإشادة برجل له دعوة يرى أهلها وأتباعها وتلاميذ شيخها أنها (إسلامية) ومتأثرة ب(التصوف) وذات صلة بـ(علم الباطن) و(حدثني قلبي عن ربي) و(الشهود) و(الأصالة) و(الوصول) وما يتبع ذلك ........

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ومن المؤكد أن ما ذكرته من إصناف ليس هو (حصر) لمن يتعاطفون مع هذه (الرسالة الثانية)!!!
    فيوجد (غيرهم) ممن لا يعرفون حقيقتها او يجهلون حقيقة مصادمتها لرسالة محمد عليه الصلاة والسلام
    أو من يريدون منها كسباً سياسياً أو من يستخدمون عاطفتهم مجردة عن تحقيق علمي وغيرهم....
    ولكني أردت بذكر هؤلاء التنبيه لأن يتحفونا بالأسباب التي جمعت بينهم في هذه القضية.
    ومنهم نستفيد.....

    (عدل بواسطة عارف الركابي on 01-09-2011, 00:27 AM)

                  

01-09-2011, 00:31 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عارف الركابي)

    سلامات استاذ عارف

    المؤسف انك تقول بغير ما هو واقع ، فالشاهد في امر دفوعاتك بانها دعوة سياسية بينة ( و هذه لا عيب عليها) الا انها تتلبس لبوس الدين. حيث انك تدعو الي اقصاء جماعة دينية ذات اجتهاد معين بالاستناد الي ثوابتك الراسخة التي لا تقبل التغيير حسب ما قلت و تلحق بها جماعات اخرى و توصمها جميعاً و ذلك من المسلمات عندك بانها تريد اجتثاث الدين و تحاربها في حين ان بعضها لا علاقة له بالتدافع الديني بالاساس.
    حيث انك تصف كل من يمجد حياة الاستاذ محمود و يرثى على حالنا اثر نهايتها المؤلمة بانه اما مغيب جاهل او معادي للدين او يريد بها كسباً سياسياً
    في حين أن سيرة محمود و من التقوه في حياته سواء ان اتفقو مع ارائه او اختلفوا معها فكرياً اتفقوا جميعاً على صلاحه و تقواه و صدقه في اجتهاده. و اتفقوا ايضاً بل اجتمع اغلب اهل السودان ايضاً على ان ما حاق به في محاكمته الاخيرة علي ايدي نميري كان مجرد مهزلة سياسية و فضيحة للقضاء السوداني و لسلك العدالة في البلاد و على انه ظلم بين ردته عنه محاكم السودان عندما عادت الديموقراطية.
    الا يستحق منكم هذا الاجتهاد المحمود النظر بعين التجرد الي فكرته التي تريد ان تعيد الدين الي اصوله المتينة بدلاً من المزايدة السياسية بتكفير رجل كان يقول الله ربي ؟
                  

01-09-2011, 00:46 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: عارف الركابي)

    كتب السيد عارف الركابي
    Quote:
    ولكني أردت بذكر هؤلاء التنبيه لأن يتحفونا بالأسباب التي جمعت بينهم في هذه القضية. ومنهم نستفيد.....
    ............ لن يتفهم موقفنا هذا الا شخص ديموقراطي يؤمن بالتعدد والرأي و الرأي الاخر ... أنا ومعي من يري رأي ندافع عن حق الإنسان في الفكر والأعتقاد وحقه في الدعوة والتبشير - مسلما أومسيحيا- أو غيرذلك !! وحق جميع الجماعات والتيارات الفكرية والدينية - في التنظيم وممارسة نشاطها !! وندعو لتمتع الجميع بحقوق الإنسان والمواطنة والحريات العامة !! ومن هذا المنـطلق نثمن موقف القوي التي تعلي من قدر الإنسان وتتسم بالتسامح والقدرة علي التعائش مع المختلف والتي تؤكد علي قيم ومبادي الديموقراطية !! أستنادا علي هذا تجدنا ندافع عن حق الجمهوريين وفكرهم في الوجود وفي النشر والترويج !! ... نعم ندافع عن حقوق التيارات الفكرية ولكن لانتبني بالضرورة كافة مفردات طرحها !! وأقول هذا مع علمنا برأي الصوفيةوغيرهم في الفكرة الوهابية وبعدها عن منبع الدين الصافي - الإ أن هذا لن يجعلنا نقف مع أي أتجاه لمصادرة حقوقكم في التنظيم والدعوة السلميةوذلك علي الرغم من أنكم لاتؤيدون الديموقراطية وبعض حقوق الاخر المختلف !!

    (عدل بواسطة كمال عباس on 01-09-2011, 00:50 AM)

                  

01-09-2011, 05:51 AM

Ismail Alam Elmahdi

تاريخ التسجيل: 01-24-2008
مجموع المشاركات: 103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ الكريم صاحب هذا الخيط، امجد، تحية وسلام
    لك عظيم شكري وتقديري لمبادرتك في فتح هذا الخيط للاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين للوقفة التاريخية الشجاعة لسيد شهداء بلادي الحزينة المكلومة.
    الأستاذ محمود محمد طه رجل اتشرف بالانتماء لفكره والذي عملت ومازالت تعمل قوي الهوس الاسلامي بكل الوانها لتشويهه امام وحجبه عن اعين ابناء وبنات وطني الحزين. وعجيب امر هؤلاء الذين يستنكرون عليك اخي امجد الاحتفال بذكرى رجل سوداني اصيل قدم نفسه فداء مدافعا عن الاسلام والسودان كما اوضح ذلك في المنشور الذي بنيت عليه المحاكمه ، او بالاصح المؤآمرة، والذي ثبته انت في بداية هذا الخيط، حيث قال: "غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، وأصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، ولا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم .."

    لقد تفاعل الرأي العام الإنساني في شتى بقاع الارض مستنكرا جريمة اغتيال الأستاذ محمود، فكان الحزن والاسى والتقدير هو تلخيص لجلسة مجلس العموم البريطاني والتي عقدت للتعبير عن هذه الفاجعة. فقال احدهم:
    هذه الجريمة تقلل من قيمة كل إنسان!!
    ثم تناول الكلمة السيد سيريل ثاومند نائب البرلمان الممثل لحزب المحافظين ورئيس جمعية عزيز للتفاهم العربي ـ البريطاني فكان مما قال: "والجريمة التي تمثلت في شنق هذا الرجل المسن بهذه الطريقة البشعة ودون أن يحظى بمحاكمة عادلة هي جريمة تقلص من قيمتنا، نحن المجتمعين في هذه القاعة ومن قيمة كل إنسان يوجد على وجه البسيطة"
    http://alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1000&page_id=5

    فان كان حال البريطانيين هو الحزن والاسى والتقدير، فما بال بعض ابناء وبنات هذا البلد لا يقدرون ولا يأسون ولا يحزنون؟
    لك الله ياوطني
                  

01-09-2011, 07:42 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Ismail Alam Elmahdi)

    الأخوة الكرام
    الأستاذ امجد والدكتور عارف وكل الأحباب
    السلام عليكم ورحمة الله
    من فضل الله على الإسلام ان كل الشهادات التى يوردها انصار الفكر الجمهوري تعمل ضدهم
    شهادة البريطاني التى وردت هنا:
    Quote: لقد تفاعل الرأي العام الإنساني في شتى بقاع الارض مستنكرا جريمة اغتيال الأستاذ محمود، فكان الحزن والاسى والتقدير هو تلخيص لجلسة مجلس العموم البريطاني والتي عقدت للتعبير عن هذه الفاجعة. فقال احدهم:
    هذه الجريمة تقلل من قيمة كل إنسان!!
    ثم تناول الكلمة السيد سيريل ثاومند نائب البرلمان الممثل لحزب المحافظين ورئيس جمعية عزيز للتفاهم العربي ـ البريطاني فكان مما قال: "والجريمة التي تمثلت في شنق هذا الرجل المسن بهذه الطريقة البشعة ودون أن يحظى بمحاكمة عادلة هي جريمة تقلص من قيمتنا، نحن المجتمعين في هذه القاعة ومن قيمة كل إنسان يوجد على وجه البسيطة"
    http://alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1000&page_id=5

    فان كان حال البريطانيين هو الحزن والاسى والتقدير، فما بال بعض ابناء وبنات هذا البلد لا يقدرون ولا يأسون ولا يحزنون؟
    لك الله ياوطني

    هذه شهادة إثبات لما قاله الدكتور عارف من ان الذين يبكون على محمود يفعلون ذلك لعلمهم بأنه يعمل ويدعو على إفراغ الإسلام من محتواه والعمالة للغرب كما شهد بذلك الإمام الصادق المهدي ايضا .
    هل بكى مجلس العموم البريطاني على محمود حبا في الإسىلام ام بغضا له ؟؟؟
    دعونا من محمود ومن الوهابية فكلهم زائلون ، ما موقف مجلس العموم وكل المتباكين على محمود من النبي محمد نفسه ؟؟؟
    هل يحبونه ، هل هو إرهابي ، ام رؤوف رحيم ؟؟؟
    ما موقفهم من الإسلام كدين ونظام متكامل يحكم الحياة !!!
    محمود لم يقل ان فكره مجرد فكر إنساني حتى ندعه وشأنه ، إنما قال بعدم صلاحية الشريعة وقد اتى هو مرسلا من عند الله لتغييرها لتساير العصر !!!
    وألخص الفكر الجمهوري
    ان الأنسان الكامل يصل لمرتبة الإله من الكمال !!!
    وان الإنسان الكامل هو زوج الله !!!
    وأن الإنسان يكون الله !!!
    وأن تلاميذ محمود يقولون بأنه المسيح المنتظر !!!
    وأنه وأتباعه أفضل من الصحابة بمن فيهم ابو بكر !!!
    وان محمود ترك الصلاة المعهودة مدعيا صلاة الأصالة !!!
    وأن محمود لم يحج أيضا بدعوى الأصالة !!!
    وأن الشريعة لا تصلح للقرن العشرين لذا جاء هو لتغييرها !!!
    ويدعى انه يحمل إذنا من الله بتغيير الشريعة وهذا ما لم يستطع هو وتلاميذه إثباته !!!
    وأن الإنسان يصل لمرحلة التشريعات الفردية ليأخذ عباداته من الله مباشرة ، فتكون له صلاته وشهادته وحجه وصومه !!!
    وأن الشهادة تبتر لتصير في النهاية لا اله الا الله المجردة ويحذف منها محمد رسول الله لإنتهاء دور محمد وتقليده عند الأصيل الذي يقلد الله ويترك تقليد محمد !!!
    وأن محمود كان يعتقد بأنه يأخذ تشريعاته من الله مباشرة وانه ترك تقليد النبي وإنتقل لتقليد الله !!!
    وأن اتباعه كانوا يعتقدون بعدم موته وأن أمرا ما سيحدث دون تنفيذ الحكم عليه !!!

    دعوة للحوار حول الفكر الجمهوري هنا

    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب


    ويمكن للإخوة غير اعضاء المنبر ان يراسلوني على بريدي
    [email protected]
    وأنا على إستعداد لنشر اي مداخلة معنا كانت او مع الفكر الجمهوري ، فالحرية للجميع والبقاء للحق !!!
    تحياتي للجميع
                  

01-09-2011, 06:20 PM

Ismail Alam Elmahdi

تاريخ التسجيل: 01-24-2008
مجموع المشاركات: 103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    لو كان السيد محمد الزبير صادق في البحث عن الحقيقة لتابع الوصلة التي الحقتها بتعليقي ولعلم ان عشرات الافراد والمؤسسات ممن اتيحت لهم الفرصة في التوثيق قد استنكرت جريمة إغتيال الأستاذ محمود عدى الأخوان المسلمين ومن ركب ركبهم من فاقدي الحس الإنساني السليم. هذه هي الوصلة مرة أخرى:
    http://alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1000&page_id=1
    يا سيد الزبير الأستاذ محمود اول سجين سياسى في عهد الاستعمار الانجليزي المصري فوصفك له بالعمالة للغرب دي فرية ما اظنها بتفوت على قراء هذا المنبر. كذلك قولك أن السيد الصادق المهدي شهد بعمالة الاستاذ محمود للغرب بتحتاج منك لتوفير المصدر وإلا بتكون ضللت القراء الكرام.
    للرد على سؤالك هل بكي مجلس العموم البريطاني على محمود حبا في الإسلام ام بغضا فية؟ فالإ جابة لا هذا ولا ذاك وإنما كان دافعهم هو "الشعور بالحزن أمام هذه الفاجعة، والشعور بالأسى بالنسبة للذين ارتكبوا هذه الجريمة، والشعور بالإجلال والاحترام أمام محمود وشجاعة الذين ضحوا بالغالي والنفيس لإعلاء كلمة الحق والذين كان المرحوم محمود محمد طه ينتمي إلى صفوفهم" (مجلة الدستور 11 فبراير 1985)
                  

01-10-2011, 08:22 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Ismail Alam Elmahdi)

    الأستاذ إسماعيل
    تحية طيبة
    محمود بذل قصارى جهده لإنزال الإسلام ليساير الحياة الغربية ومن أهمها إلغاء التشريعات فيما يسميها بالشريعة وجعل الحرية الفردية حجر الرحى في دعوته وتبنى الديمقراطية والشيوعية ، عوضا عن العقائد الباطنية مثل الإنسان الكامل وغيرها.
    مقتل محمود كان فاجعة من طرف أنه كبير في السن وأصر على افكار تخرج صاحبه عن الملة فالذين بكوا على محمود منهم من كبى لكبر سنه ومنهم من بكى لشناعة ما كتب ومما ينتظره من مصير إن مات على ما كان عليه دون توبة ومنهم من بكى لذهاب ذلك الصوت الذي كان يحارب الإسلام وباسم الإسلام.
    محمود وكما ذكرت كثيرا قد أفضى الي ربه ولا ندري ما مصيره وهل تاب ام لا ولا يهمنا ولا يفيدنا مآله ولكن والذي بين يدينا ويهمنا فهو مقاله وما كتب.
    نعم سجن في عهد الإسعتمار لأنه عارض قوانين معينة ولكنه قّدم الإسلام للغرب في طبق من ذهب ، وبنفس المنطق فقد ناصر النميري دهورا وتمدد في عهده وأخيرا اعدم تحت سلطانه .
    الذين تعاطفوا مع محمود يجب ان ينظروا الي ما كتب محمود عن الإسلام وحب الإسلام يحب ان يقدم على حب الأفراد.
    وقد أفردنا بوست كامل في حوار الفكر الجمهوري فمرحبا بك محاورا هناك وعلى هذا الرابط:

    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب

    من حقك ان تطالبني بالدليل على ما كتبت وعلى ذلك فتفضل هنا:

    http://www.umma.org/umma/ar/page.php?page_id=238

    أصحاب الهوى – مقال حول الحركات التي ترفع الشعار الإسلامي مع إفراغ الدين من محتواه.

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    أصحاب الهوى
    بقلم: الإمام الصادق المهدي
    لقى عالمنا الإسلامي العالم الأوربي مرات ومرات في التاريخ القديم في الأندلس وأثناء الحروب الصليبية. وفى أوج الخلافة العثمانية. وفي تلك المرات كانت يد المسلمين هي العليا. بل إن كثير من الكتاب والمفكرين الأوربيين المنصفين يرون أن صلة أوربا بالحضارة الإسلامية هي التي دفعت بها نحو نهضتها التاريخية. ويقول الأستاذ وات في كتابه عن اثر الإسلام في أوربا القرون الوسطى أن معارف أوربا الفلسفية والطبية والرياضية والفنية والجغرافية وغيرها من المجالات مدينة للمسلمين دينا كبيرا سكت عنه الفكر الأوربي حماية لهوية أوربا فلا تذوب في الكيان المعلم وأن الأوان قد آن لاعتراف الفكر الأوربي بفضل الحضارة الإٍسلامية عليه. تلك حقائق تاريخية مختلفة تماما عن ظروف لقاء عالمنا الإسلامي بأوربا في الثلاثة قرون الأخيرة: الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين.
    كان حال عالمنا الإسلامي في تلك القرون الثلاثة ضعيفا ضعفا روحيا وثقافيا وماديا وكانت يد أوربا هي العليا وكانت الإرادة الأوربية تتصرف بمصائرنا ومصالحنا كما تشاء. تصرف قاومه المصلحون والمجددون والثوار ورغم المقاومة احتل جل أراضينا وطوق حضارتنا بل وحاول عن طريق الغزو الفكري والثقافي أن يحتل قلوبنا وعقولنا. وترتب على هذا التفوق الأروبي آثار ضخمة بعضها سياسي ومن نتائجه قيام حركات تحرير وثورة تقابلها تيارات قبول الواقع الجديد وتبعية لسلطانه وبعضها ثقافي ومن نتائجه دعوات لبعث الثقافة الأصيلة تقابلها دعوات انخراط في الثقافة الوافدة باعتبارها سفينة العبور للعصر الحديث. وبعضها ديني ومن نتائجه دعوة للتقليد كما فصل أسسه ومذاهبه الائمة والمجتهدون في ايام الإسلام الزاهرة تقابلها دعوات لالغاء التقليد والتمسك بالأصول كما جاءت في الكتاب والسنة وفتح باب اجتهاد جديد يبعث تعاليم الإسلام في العصر الحديث.
    ولكن إلى جانب هذه الدعوات والتيارات قامت في عالمنا الإٍسلامي حركات دينية تأثرت بالفكر الأوربي والحضارة الأوربية الوافدة تأثرا حملها على إفراغ الاسلام تماما والدعوة لملل ونحل مثل القاديانية والبابية والبهائية ودعوة الأخوان الجمهوريين التي ولدت في السودان منذ ربع قرن ولكنها بقيت ضعيفة حتى قيام حركة الخامس والعشرين من مايو 1969م بعد قيام تلك الحركة دخلت الدعوات الإسلامية في السودان في نزاع مع السلطة الجديدة وانحاز الاخوان الجمهوريون إليها فوجدوا مجالا للتمدد والانتشار ولهم الآن عدد من الجيوب في بعض المدن السودانية وفي بعض المعاهد والجامعات. وهي " دعوة الاخوان الجمهوريين" تجد من النظام الحالي في السودان نوعا من الاعتراف يشهد عليه تعيين اثنين من زعمائها "سيدة وأستاذ" في لجنة تطوير الاتحاد الاشتراكي التي باشرت أعمالها في بداية هذا العام. هذه الدعوات التي تجاوبت مع الفكر والحضارة الأوربية لدرجة إفراغ الإسلام تختلف فيما بينها اختلافات واسعة في كثير من التفاصيل ولكنها على اختلافها تتفق في خمس نقاط أساسية هي:
    أولا: الإيمان برسالة بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. رسالة يحملها شخص تتجلى فيه روح الله أو نال فتحا روحيا حمله رسالة ثانية بعد رسالة المصطفى.
    ثانيا: القول بنسخ الشريعة لامجرد تجاوز المذاهب أو الدعوة لاجتهاد جديد بل نسخ الشريعة على نحو ما نسخت رسالات الأنبياء اللاحقين رسالات الانبياء السابقين.
    ثالثا: الغاء الجهاد لامجرد الاجتهاد في ظروف الجهاد وبيان دوره في الماضي ودوره في العصر الحديث بل الغاؤه أصلا.
    رابعا: حل بيضة الإسلام بحيث يجوز بل يجب الصلح مع أعدائه سواء كان ذلك العدو هو الاستعمار أو الصهيونية. مثلا: القاديانية كانت ترى الترحيب بالإمبراطورية البريطانية لا تقية ولكن إيمانا بأنها الخير الذي اختاره الله لعباده. تلك الدعوات جمعها وبدرجات متفاوتة تبذل الود نحو الصهيونية.
    خامسا: مهادنة أو مخادعة الحكام في البلاد الإسلامية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، مثلا البهائية احتلت مكانا مرموقا في إيران الشاه ومن الوسائل الهامة التي تستخدمها هذه الدعوات للترويج لفكرها افتراض أن الرسالة الإسلامية بعيدة عن فهم الظروف العصرية وترشيدها فقد لزمت الحاجة في نظرهم لرسالة جديدة، هذه إحدى الثغرات التي ولج منها هؤلاء، ألا رحم الله الإمام ابن القيم الجوزية إذ قال في كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ما معناه ، أن تقييد السياسة الشرعية بالنصوص النقلية منح فرصة استغلها الذين أرادوا التنصل من هداية الإسلام ورمى الشريعة بالقصور. إذ قال: "وهذا موضوع مزلة أقدام ومظلة إسهام وهو مقام ضنك معترك صعب فرط فيه طائفة فعطلوا الحدود ########وا الحقوق وجرأوا أهل الفجور على الفساد، وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة إلى غيرها وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له وعطلوها مع علمهم وعلم غيرهم قطعا أنها حق مطابق للواقع ظنا منهم منفاتها لقواعد الشرع، ولعمر الله أنها لم تناف ما جاء به الرسول "ص" وان نفت ما فهموه هم من شريعته باجتهادهم، والذي أوجب لهم ذلك نوع تقصير في معرفة الواقع وتزيل أحدهما على الآخر فلما رأى ولاة الأمور ذلك وأن الناس لا يستقييم لهم أمر إلا بامر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا من أوضاع سياستهم شرا طويلا وفسادا عريضا فتفاقم الأمر وتعذر استدراكه وعز على العالمين بحقائق الشرع تخليص النفوس من ذلك واستنقاذها من تلك المهالك"
    ولكن مهما كانت الثغرات ومهما تحالفت تلك الدعوات مع الحكام ومع الاستعمار والصهيونية فان وعي الشعوب الإسلامية كان ومازال لها بالمرصاد ان وعي الشعوب الإسلامية يحاصر تلك الدعوات ويحصرها وفوق ذلك الوعي تصدها عناية الله، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .

    سعدت بحوارك أخي إسماعيل ومرحبا بك محاورا وجميعا نبحث عن الحق.
                  

01-11-2011, 04:31 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    الاستاذ محمد الزبير
    قراءتك لمغزى رثاء البرلمان الانجليزي للستاذ محمود لا تعدو سوى ان تكون مضحكة جداً فحسب



    شهادة حارس الاستاذ محمود بالسجن

    قال لمدير السجن:" لو بَسْتَأنف أو بَسْتَرحم ما كان جيت هِنا"..!
    حاوره من الخرطوم : عبد الله الشيخ

هذا الرجل ، رقيب أول / عبد اللطيف سعد علي أوكلت اليه مهمة حراسة الاستاذ داخل سجن كوبر منذ عصر السابع عشر من يناير 1985م وحتى لحظة التنفيذ فى العاشرة من صباح اليوم التالي..
    مرت خمس وعشرون سنة على هذا الحدث ، وهذه الافادات التى وردت خلال الحوار تقرأ الى جانب إفادات آخرين ، إذ المشهد الكامل لحادثة اغتيال الاستاذ محمود قد يتشكل من إفادات أخرى لشهود آخرين، الى جانب ذاك الذي لم يزل فى صدور الرجال.. كان الحكمدار عبد اللطيف حريصاً على ترديد عبارات الاستاذ محمود التى سمعها منه فى تلك الساعات، يرددها حتى يكاد يطمئن السامع الى أن مرور كل هذه السنين لم تجعله ينسى الوقائع..مهما يكن ، فإن استخلاص الحقائق عن طريق الحوار يبدو صعباً مع عسكري أُمي ، ملتزم بمهنته، ، ربما لو تحدث قبل هذا العهد لما أهمل تفاصيل صغيرة ودقيقة و ملاحظات قد لا تبدو مهمة من وجهة نظره، نظراً لانغماسه فى القيام بواجبه المباشر فى حراسة سجين هدد بكلماته القوية وبمواقفه الصميمة عرش الحاكم.. ومع إعجاب السجان بالسجين ، إلا ان السجان مازال يؤكد أن جناية الاستاذ محمود التى اوصلته الى حبل المشنقة هي أنه سمع مايلي :" قالوا ، قال إنو الصلاة رُفِعت مِنو"..
فى بداية اللقاء ، وقف الرجل بشلوخه ، وقف الرجل الثمانيني " رقيب أول" عبد اللطيف سعد علي ،وألقى علي " التحية العسكرية "..! قلت له: عسكري بالمعاش، يلقى التحية العسكرية على ملكي ، لماذا؟
قال الرقيب أول عبد اللطيف: نظامنا فى العسكرية ، لما تدور تتكلم كلام مهم ترفع التحية العسكرية ،، لأنو الكلام عن الزول دا كلام مهم.. (الزول هو الأُستاذ محمود محمد طه ، وقد كان الرقيب أول عبد اللطيف مكلفاً بحراسته منذ عصر السابع عشر من يناير ، وحتى لحظة تنفيذ حكم الإعدام فى الساعة العاشرة من صباح الجمعة 18 يناير 1985م ).
* متى دخلت الشرطة..؟
ـ أنا من البرصة ، من الشمالية ، جيت الخرطوم ، اتعينت شهر واحد سنة 56 لما كان الخواجات ينقلوا عفشهم راحلين بالسكة حديد، زمن الاستقلال أنا كنت مستجد، عملت فى بورتسودان، وجابونى سجن كوبر عشان أبنى القشلاقات ، كنت شغال فى الكمينة بتاعة الطوب فى الجريف غرب، من الكمينة جابونى السجن للتنفيذ.. الترقيات زمان كانت بالأقدمية، ما عندك كفاءة ممكن تتظلم ، أنا أمي ما بعرف القراية.. نزلت المعاش سنة 93، لما نزلت المعاش أدونى معاش700 جنيه بس.. زول ما إشتغل عسكري ما بيعرف يمشى كويس فى الشارع، أنا هسه شغال بى حرارة العسكرية ، لحدي هسه عمري تمانين سنة ما بقدر أرقد فى السرير وأتناوم ، عندى روح معنوية عالية ..
* من هو قدوتك فى العسكرية..؟
ـ أحسن عسكري هو الصول طه على عيسى ، شايقي من جلاس ..
* ماهذا الغرام بين الشايقية والعسكرية ..؟
زمان كان تعليم مافى ، زمان كانوا بيقولوا الشايقى إن نجح هجاني ، وإن بطل طياني ..
*هل كنت تعرف الاستاذ محمود محمد طه من قبل؟
ـ ما بعرفو ، ما قابلتو إلا لمن الله جابو لي فى السجن، لكن كنت بلاقي ناسو فى الخرطوم واقفين فى الشارع ، بنات وأولاد شباب ، نسوان ورجال ، شايلين كتبو،واقفين " لمة لمة "، لابسين أبيض ، كنت أعرف إنو ديل الجمهوريين..لكن الله جابو لي فى السجن ، كنت حارسو من العصر لحدى ما طلع المشنقة..

* ممكن توصفو لينا؟

ـ ماهو طويل ، وماهو قصير ، مربوع ، ماهو سمين ولا هو نحيف ..
* لماذا جاءوا به الى السجن؟
ـ جابوهو محكوم عليهو بالاعدام ، قالوا " قال الصلاة رفعت مني"..
* هل سمعت منه هذا الكلام ؟
ـ لا، أنا كنت حارسو من العصر الخميس لحدي ساعة التنفيذ،،
* كيف تم اختيارك لحراسته؟
ـ انا كنت حكمدار، كنت شغال فى كماين الجريف، بنشتغل فى الطوب ،سلمونى ليهو ومعاي تلاتة من العساكر
* هل تذكر أسماءهم ؟
ـ العساكر اللى كانو حرس تحت إمرتى هم جعفر طه، صلاح محمد، خالد طه، ما بعرف بلودهم وين ، لمتنا العسكرية ..
* استلمتوهو وين؟
ـ استلمناه فى سجن كوبر، لما استلمناه وديناهو الميزان ، بعد الميزان دخلناهو على مدير السجن، مدير السجن قال ليهو : يا محمود ،، إنت بكره فى الدار الآخرة ..
* مدير السجن ـ حينها ـ إسمو منو؟
ـ مدير السجن كان الكمندان عبد الرحمن الصاوي ..
* ماذا كان رد الاستاذ محمود على عبارة إنو بكرة حيكون فى الدار الآخرة ؟
ما قال حاجة ، انا كنت واقف بى شمالو ، عسكرى واقف بى يمينو وإتنين وراهو .. وقدامو مدير السجن ، قاعد فى الكرسى قدامو تربيزة.. بعدين مدير السجن سألو تانى، قال ليهو:عندك وصية لأولادك؟ رد عليهو طوالى ، وقال: " أنا أولادي موصيين طبيعي" ، تانى سألو مدير السجن: عندك إستئناف أو إسترحام؟ رد عليهو طوالى : لو بستأنف أو بسترحم ما كان جيت هنا .. مرقنا من مدير السجن، ومشينا بى زولنا عشان ندق ليهو القيد ..

* ماهو دق القيد ؟

ـ دق القيد دا يسويهو العسكري بتاع الحدادة، القيد عبارة عن حجل كبير وجنزير، يركبوهو فى الكرعين ، وفى اليدين ، لما تجي ساعة الإعدام يفكو القيد ، ويركبو القيد فى اليدين من الخلف..
* ماذا قال الاُستاذ محمود لحظة " دق القيد"..؟
لما وصلنا للعسكرى بتاع القيد سأل العسكري : دا شنو ؟ العسكري بتاع القيد قال ليهو : دي أوامر .. رد عليهو طوالي وقال : " أوامركم زي زبد البحر"
* يعنى شنو؟ هل هذا إعتراض على وضع القيد فى يديه ورجليه؟
ـ لا، مافى احتجاج ، قال بصوت واضح ما فيهو خوف "أوامركم زي زبد البحر".. بعد ما دقينا ليهو القيد وديناهو للزنزانة ، قعد فى الزنزانة..
* قعد كيف ؟
ـ قفلنا الطبلة، الطبلة مسوكرة، والمفتاح معاي، دخل الزنزانة ، خت نعلينو تحتو وقعد لحدى الصباح..
* ما طلب منكم حاجة ؟
ـ لا حاشا ،ولا قال ماشى الحمام ..ما طلب أي حاجة ، القعدة الياها ..كان قاعد مستقبل القبلة ، ونحن كنا قاعدين قدام الزنزانة مقابلين ليهو، الزنزانة بلاط، مترين فى متر ونصف..
* قال ليكم شنو؟
ـ ما قال أي حاجة ، واحد من العساكر سألو : داير الحمام ؟ نجيب ليك موية ؟ نجيب ليك أكل ؟ قال : لا ..
* قال " لا" بى ياتو طريقة..؟
ـ قال " لا، شكراً" .. ( يحاكي الرقيب أول عبد اللطيف الاستاذ محمود ويقول أنه أومأ باصبع يده اليمنى بعلامة لا..)..
* قعد قعدة واحدة فى الزنزانة حتى الصباح؟
ـ قعدة واحدة ، ما إتزحزح منها ، لا نام ، ولا نحن نمنا، نحن كنا بنتاوب على الحراسة إتينين ، إتنين..
لما جات الساعة 4 صباحاً جانا الضابط يعقوب وقال لينا : " جيبو الراجل ده ".. سقناهو، ومرقنا بيهو الى بوابة السجن القبلي ، لقينا عربية ،، أركبوا ، أركبوا ركبنا ،، مشت العربية الى الباب الشمالى للسجن وحتى وحدة العدالة الناجزة ، لما طلعنا بالعربية لقينا البوليس مالي الفِجة بى درقاتو ، وبى سلاحو ، والأُمة طالعة فى رؤوس البيوت ، بيوت القشلاق، وفوق الكوبري ، وفى الشوارع والناس مرصوصة وزاحفة لحدى سلاح النقل و المنطقة الصناعية ،ما أعدموهو الساعة 4 زي ما بيعدموا المساجين العاديين ، أعدموهو الساعة 10، نحن المساجين العاديين بننفذ عليهم الحكم الساعة 4 صباحاً ..
* كنت تحرسه فى " وحدة العدالة الناجزة " أم تغير طاقم الحراسة ..؟
ـ كنت حارسو، و مدير السجن قال شيلو الطاقية والشال منو ،، لما شلنا الطاقية والشال منو قال : " ما عندكم كلام "، جاء القاضى وقرأ صحيفة " السوابق "..
* هل تعرف ذلك القاضي الذي قرأ صحيفة السوابق ؟
ـ مابعرفو، كمان جابوا نفر من ناسوا ، لابسين أبيض ، وقفوهم فى صف واحد ، و ونحن مشينا طلعناهو فى السِلِم ..
* لماذا لم يصعد وحده الى سلم المشنقة ؟
ـ كان مقيد بالجنازير، القيد تقيل .. المهم طلع المشنقة ، بعد سحب الحبل، الجماعة كبروا.. بعد ربع ساعة جاء الطبيب ، وكشف عليهو ، شلناه بالنقالة ، و ، إستلموهو مننا ..
* إستلمو منو..؟
ـ مافي أي زول بيعرف ودوهو وين ، لا عسكري ، ولا ملكي ، إستلموهو ناس الأمن .. الناس لو عرفت مكانو " كان بيلحسوا ترابو "..
* ليه ..؟
ـ الرجل ده صميم ، كلمتو واحدة ، وما بيعرف التراجع ..
* خلال حراسته من عصر الخميس وحتى التنفيذ هل أبدى أي اعتراض على علملكم ..؟
ـ لا، حاشا... ما أدانا و لا كلمة، كان ساكت قاعد ، ما كان بيحتج على أي حاجة ، ما أبدى أي اعتراض.. يا زول دا سجين ما عادي ..
* ماهو الشيئ الذي يميزه عن الآخرين ..؟
ـ أنا حضرت إعدام ناس كتيرين ، الزول لما يقولو ليهو " إنت بكره فى الدار الآخرة " بعضاً منهم يكورك ويبكي ، وفيهم اللى بيقع غمران ،فيهم اللى بيرجف ، فيهم اللى بيتضعضع ، فيهم اللى بـ " يتُر" لا ورا ، وفيهم .......، زولنا ده ثابت ، شجيع ، ما فيهو حبة خوف من الموت، يرد الكلمة بالكلمة .. يقول كلامو بصوت واضح ، و كلام قوي..
* اثناء الحراسة كنتو قاعدين قدامو، شفت تعابير وجهه ؟ تعابير وجهه بتقول شنو؟
ـ أيوه ، شفتو ، شفت تعابير وشو، الموضوع ده و لا هاميهو ،، وشو طبيعي جداً ..الصاح يعلم بيهو الله ،، لكن الزول دا لا هو كاتل ولا هو سراق ، انا ما كنت بعرفو ، لامن الله جابو لي ، ولاقيتو ..
* وانت تقوم بواجبك فى الحراسة ، هل تعتقد إنو ممكن يفكر فى الهرب ..؟
ـ أنا واجبى أحرسو ،، لكن الزول ده شجاع و ثابت.. لكن لو ثابت أو ما ثابت نحن بنحرسو، وبس ..
* كيف عرفت انه شجاع وانت أول مرة تشوفو فى السجن..؟
ـ ردو على مدير السجن براهو كفاية ..
* إنت عسكري، وعندك قوة الملاحظة، احساسك شنو لما لقيتو قدامك..؟
ـ إحساسي ..؟ أنا زول حارس ..
* الحراسة مهنة، هذا عملك ، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ، لكن انت لما شفتو ، هل حسيت إنو الزول ده بتاع شر..؟
ـ لا ، حاشا ، ده زول ما عندو شر..
* بأمارة شنو عرفت إنو ما عندو أي شر..؟
ـ عرفت من وشو ..
* هل أداك إحساس بانك إنت عدو بالنسبة ليهو ..
ـ لا ، حاشا ،، ولا أدانى أحساس بإنو زعلان مننا ، ولا حتى من مدير السجن ، ولا حتى من الناس اللى حكموا عليهو..الزول دا أنا قلبى إنشرح ليهو ..
* إذن، لماذا لم تتحدث معه ..؟
ـ أنا حارس ..
* لو قدر لك أن تتحدث معه ، ماذا كنت ستقول..؟
ـ ( أطرق برهة ، وقال ) : لو إتكلمت معاهو كنت حأسألو " السبب الجابك هنى شنو"..؟ لكن، نحن ما بندخل فى الحاجات دي .. وما بنتونس ...
* تفتكر جابوهو السجن ليه..؟
ـ ما اتكلم معانا ..
* سمعت السبب الجابوهو بيهو شنو؟ هل سمعت إنو الجمهوريين وزعوا منشور " هذا أو الطوفان"..؟
ـ سمعت قالوا إنو قال الصلاة رفعت منو ..
* قلت إنو الاستاذ محمود قعد قعدة واحدة من العصر حتى الساعة الرابعة صباحاً، هل أصيب بالقلق أو تململ من القعدة الطويلة دي..؟
ـ لا ، لا، حاشا ..
* لو قلنا ليك وصف لينا حالتو فى الساعات ديك تقول شنو..؟
ـ ده زول عارف بيسوي فى شنو، أنا ما حصل لاقيت زول زي دا ، سجين ما عادي، المساجين العاديين المكوم عليهم بالاعدام نحن بنعرفهم ، كل الناس تبطبط، إلا دا، ثابت، ناشف عود ..
* لما قال لمدير السجن " أولادي موصيين " قال الكلام دا بى ياتو صيغة ..؟
ـ قال " أنا أولادي موصيين طبيعي "..
* هل قالها بانفعال..؟
ـ لا، ما كلام زول زعلان ، قال كلامو بصوت عادى،صوت واضح ..
*هل قالها هازئاً بمدير السجن..؟
ـ لا مستهزي ، و لا ساخر، ولا خايف ، ولا زعلان ..
* لما وقف قدام الميزان ، طلع فى الميزان براهو..؟
ـ الحكمدار بتاع الوزن قال ليهو أطلع فى الميزان ، ملص نعلينو وطلع فى الميزان ..
* تتذكر وزنو كان كم ..؟
ـ لا أذكر .. لكن وقف زي خمس دقايق فى الميزان ..
* العسكري بتاع القيد إسمو منو.. ؟
ـ إسمو بلال ..
* انت كمواطن عادي، هل ترى انه مظلوم ..؟
ـ قالوا قال الصلاة رفعت منو .. لكن السمعتو منو إنو كان بيرد الكلام بكلام قوي ، رد بى معنى..
لكن ما إتكلم معانا ،هو فى حدودو ، ونحن فى حدودنا ..
* " أوامركم زي زبد البحر " الكلام دا فهمت منو شنو ..؟
ـ قالها ومدير السجن واقف قدام الباب .. في راجل بيقول كده؟، ده زول كلمتو واحدة ، ما إتزحزح لا جاي ، ولا جاي ..
* هل أنت معجب به..؟
ـ جداً جداً، أنا معجب بى شجاعتو، معجب بى رجالتو دي..
* لو لا قيت الزول الشجاع ده تانى ، حتقول ليهو شنو ..؟
ـ ( رفع يديه علامة السؤال، إبتسم وقال) : ألاقيهو وين..؟
* نفترض إنك لاقيتو تاني، حتقول ليهو شنو..؟
ـ لو لا قيتو حأهنيهو على الرجالة بتاعتو دي، مافى ولد مرا وقف الموقف دا..
**
سألت إبنه الذى كان طالباً حينها، سألته عن تلك الحادثة ، قال : فى ذلك اليوم طرق باب بيتنا فى القشلاق بعض النسوة فى عمر جدتى ،طلبن منى أن أسقيهن، جئت إليهن بجردل ماء ، قلن لي أنهن من حي لطفي ، من رفاعة ..سألتهن : هل انتن من تلاميذ الأُستاذ محمود ..؟ردن علي بصوت واحد : كيف يا ولدي..؟ والليلة نحن جينا من رفاعة عشان نحضر التنفيذ، الليلة إن شاء الله تحصل كرامة ..
* هل وقعت الكرامة..؟
ـ وهل هناك كرامة أكتر من الابتسامة ؟
إبتسامة وإنت ماشي لحبل المشنقة ..؟ في كرامة أكتر من زوال نظام نميري بعد 73 يوم من إعدام الأُستاذ..؟
** عندما ودعت عم عبد اللطيف ، الذي كانت كنيته بين العساكر "سعد حداد" لإدمانه حياة العسكرية ،، كان "سعد حداد" حريصاً على أن يقف وقفة العسكري ليودعنى .. إبتسم، كأن الطيف الذي يروق له قد استقر فى الواقع!
قال بلكنة حديثه المميزة:
    "الليلي ده يوم سعيد،ذكرتنى بى زولاً ليهو تاريخ، عندو بنت إسمها أسماء ، رفعت قضية فى زمن حكومة الصادق ، قالت أبوي دفنوهو وين؟..قول ليها أنا حافظ تاريخ أبوك"..



                  

01-11-2011, 04:46 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    كتب الأخ محمد الزبير :
    Quote: الأستاذ إسماعيل
    تحية طيبة
    محمود بذل قصارى جهده لإنزال الإسلام ليساير الحياة الغربية ومن أهمها إلغاء التشريعات فيما يسميها بالشريعة وجعل الحرية الفردية حجر الرحى في دعوته وتبنى الديمقراطية والشيوعية ، عوضا عن العقائد الباطنية مثل الإنسان الكامل وغيرها. مقتل محمود كان فاجعة من طرف أنه كبير في السن وأصر على افكار تخرج صاحبه عن الملة فالذين بكوا على محمود منهم من كبى لكبر سنه ومنهم من بكى لشناعة ما كتب ومما ينتظره من مصير إن مات على ما كان عليه دون توبة ومنهم من بكى لذهاب ذلك الصوت الذي كان يحارب الإسلام وباسم الإسلام
    .
    أرجو أن تجيبني وبشكل محدد وموثق أين ومتي وفي أي مستند تبني الاستاذ محمود الشيوعية ? عليك أن تثبت كلامك بشكل علمي أوتعتذر عنه ثانيا تقول أن الاستاذ محمود تبني الديموقراطية وإذا كان هذا سبة ومطعن في الإستاذ محمود فلماذا لم نقرأ رأيك في التيارات والمدارس الإسلامية الاخري التي تتبني الديموقراطية ? وعندك بالسودان عدد منها ? ثالثا ظاهر كلامك يشير بوضوح بأنك لاتتبني الديموقراطية وترفضها ..حسنا ماهو نظام الحكم ومؤسسات الحكم واليات الحكم البديلة للديموقراطية من منظورك
    الفكري ? وهل الديموقراطية حرام/ كفر ? ماهو رأيك علي الاخص في التعددية السياسية والحزبية ? وهل يتيح فكرك للعلماني والملحد والمسيحي بحق التنظيم والنشاط السياسي وحق التعبير والفكر?
    ........
                  

01-11-2011, 06:24 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: كمال عباس)

    الأستاذ كمال عباس
    تحية طيبة
    يبدو انك تدافع عن محمود ولا تدري ما كان يدعو إليه ، وِشأنك شأن الكثير، تلاميذ محمود لم يتداخلوا ولم يحتجوا على ما أكتب لعلمهم بصدق ما اقوله عن محمود :
    تقول:
    Quote: أرجو أن تجيبني وبشكل محدد وموثق أين ومتي وفي أي مستند تبني الاستاذ محمود الشيوعية ?عليك أن تثبت كلامك بشكل علمي أوتعتذر عنه

    يقول محمود:
    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=10&chapter_id=23
    Quote: وعند تحقيق المساواة المطلقة بفضل الله ، ثم بفضل وفرة الانتاج ، تتحقق الشيوعية ، وهي تعني شيوع خيرات الأرض بين الناس .. فالشيوعية إنما تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار .. فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية .
    ولقـد عاش المعصوم الشيوعية في قمتها حيـن كانت شريعتـه في مستـوى آية الزكاة الكبرى (( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو )) ولقد فسر العفو بما يزيد عن الحاجة الحاضرة . وحديثه عن الأشعريين في مستوى الشيوعية ، وذلك حين قال (( كان الأشعريون إذا أملقوا ، أو كانوا على سفر ، فرشوا ثوبا ، فوضعوا عليه ما عندهم من زاد ، فاقتسموه بالسوية ، أولئك قوم أنا منهم وهم مني )) وهذا هو فهم الأمة المسلمة التي لما تجئ بعد

    وهذا نص كلام محمود في كتابه الرسالة الثانية ومن موقع الفكر الجمهوري.
    محمود لم يقف عند حد الديقراطية التى تمارس في السودان بل يدعو الى الحرية الفردية المطلقة والتشريعات الفردية التى يأخذ دينه من الله مباشرة وهذه قمة الخطورة على كل الأديان وليس الإسلام فحسب .
    لم يتطرق اي منكم للدين الذي كان يدعو اليه محمود والعقيدة التى كان يتبناها كالقول ببلوغ الإنسان مرتبة الكمال الإلهي ، وان الإنسان هو زوج الله وبأنه(محمود) رسول ونبي أتى لتغيير الشريعة وبأن الشريعة لا تصلح للقرن العشرين.
    أنتم تعرفون وتذكرون قشور الفكر الجمهوري ولا تستطيعون ان تثبوا لمحمود اي فضيلة على اللإسلام وغاية ما تمدحونه هو الشجاعة والثبات على المبدأ والإبتسامة للمشنقة.
    الشجاعة والموت بثبات يفعله الكثير من قطاع الطرق واللصوص ومروجي المخدرات وحسب منطقكم فقد مات صدام حسين شجاعا وبنفس الطريقة فهل شجاعته هذه ترفعه عندكم لدرجة محمود ام ستحاسبونه على أعماله(مع العلم بأني لا أدافع عن افعال صدام).
    فالشجاعة لا تمحى ما جناه على الإسلام ولا تفيد مع كتبه التى بيننا وقد ذهبت معه شجاعته وهو لم يدعنا في حياته الى الشجاعة والإبتسامة للمقصلة وإنما دعانا وما زال تلاميذه الى دين مبتدع يحل محل الإسىلام.
    كل هذا فصلناه بشكل دقيق وموثق وحاورنا فيه تلاميذ محمود في بوستنا المشار إليه فأرجو التكرم بالحوار هناك حتى لا نعيد كل ما كتبناه.
    وهنا الرابط مرة اخرى:
    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب
                  

01-11-2011, 06:41 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    كتب الاخ محمد الزبير
    Quote: الأستاذ كمال عباس
    تحية طيبة
    يبدو انك تدافع عن محمود ولا تدري ما كان يدعو إليه ، وِشأنك شأن الكثير، تلاميذ محمود لم يتداخلوا ولم يحتجوا على ما أكتب لعلمهم بصدق ما اقوله عن محمود :
    ومانقلته لايعدو الرصد والتحليل وليس فيه تبني للشيوعية بمعناها المعروف أكاديميا وفلسفيا وسياسيا !! الأستاذ محمود لم يتبني الشيوعية المعروفة -أي النظرية الماركسية ولم يطرحها منهجا - فهم الاستاذ محمود لايتعدي الاصطلاح اللغوي -شيوع الخيارات المادية لذا طرح الإشتراكية كمنهج إقتصادي ويبدو أنك أنت لم تقرأ كلام الاستاذ محمود وتكمله وإنما بترت منه
    جزء يسير وتركت هذا
    Quote: وعلى هذه المبادئ ، ووفاء بها ، ظل ماركس ، منذ كتاباته الأولى ، يهاجم بإلحاح التجارب الاشتراكية يرعاها روبرت أوين ، ويصفها بأنها غير علمية ، وغير واقعية ، لأن التاريخ ، كما هو واضح في رأيه ، قد سار على قوانين علمية قاسية ، وأن تغييرا اجتماعيا جوهريا بغير طريق القوة والعنف لا يمكن أن يتم .. ولهذا فقد سخر باعتقاد أوين وغيره من الاشتراكيين بإمكان اصلاح اجتماعي عن طريق الزمالة ، والتعاون ، والتطور الوئيد . وكان يسمي عملهم هذا الاشتراكية (( المثلى )) ويهتم كثيرا بالتفريق بينها وبين مذهبه هو ، ويسميه الاشتراكية (( العلمية )) أو (( الشيوعية )) . ونحن عندما نتحدث عن الاشتراكية العلمية ، أو عن الشيوعية ، فيما ندعو إليه ، لا نريد مذهب ماركس هذا ، بل إنا لنعلم أن اشتراكية ماركس ليست علمية ، وإنما هي متورطة في خطأ أساسي ، ليس هذا المقام مقام الخوض فيه ، وإنما سنخوض في تبيانه عند الكتابة عن (( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) الذي سيصدر عما قريب إن شاء الله .
    ..... ثم أين أجابتك علي هذا
    Quote: ثانيا تقول أن الاستاذ محمود تبني الديموقراطية وإذا كان هذا سبة ومطعن في الإستاذ محمود فلماذا لم نقرأ رأيك في التيارات والمدارس الإسلامية الاخري التي تتبني الديموقراطية ? وعندك بالسودان عدد منها ? ثالثا ظاهر كلامك يشير بوضوح بأنك لاتتبني الديموقراطية وترفضها ..حسنا ماهو نظام الحكم ومؤسسات الحكم واليات الحكم البديلة للديموقراطية من منظورك
    الفكري ? وهل الديموقراطية حرام/ كفر ? ماهو رأيك علي الاخص في التعددية السياسية والحزبية ? وهل يتيح فكرك للعلماني والملحد والمسيحي بحق التنظيم والنشاط السياسي وحق التعبير والفكر?
    هيا أجب وبوضوح وصراحة

    (عدل بواسطة كمال عباس on 01-11-2011, 08:04 AM)

                  

01-11-2011, 06:42 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    الأستاذ / محمد الزبير محمود

    تحية طيبة


    Quote: محمود لم يقف عند حد الديقراطية التى تمارس في السودان بل يدعو الى الحرية الفردية المطلقة والتشريعات الفردية التى يأخذ دينه من الله مباشرة وهذه قمة الخطورة على كل الأديان وليس الإسلام فحسب .



    اسمح لي بان اقول لك انك تخل بالموضوع اخلال غريبا،

    يا اخي الكريم..

    الموضوع ابسط مما تتصوره..

    الحرية الفردية = غاية..

    المجتمع = وسيلة..


    ما بين البداية والنهاية مسافة قد يستغرق انجازها ملايين السنين، وده الحاصل انو مسيرة البشرية التي بدأت منذ الاف السنين ولا زالت مستمرة، ماضية لأنتاج الفرد الحر... المسافة دي يستلزم ان يقطعها الانسان الفرد بصعوبة تتبدي في النهج الصارم الذي يتبعه الفرد، وسيلكه يوميا ليكون حرا، وتعريف الحر في الفكرة الجمهورية هي (ان يفكر كما يريد، وان يعمل بما يفكر، وان يكون عمله هذا بارا بالأحياء والاشياء ، وان يكون مسؤلا عن حريته هذه) بمعني اخر اذا قام بارتكاب فعل يتضرر منه الباقين المشاركين له السكن او الوطن بما في ذلك البيئة من حوله، سيقوم المجتمع بتطبيق ما يراه مناسبا وفق القوانين السائدة لأرغامه علي تصحيح فعلته، مش بالصورة الانت بتقدمها للناس، وبتصورها كأن العملية انو الواحد يقول انا حر ، والسلام،، لا يا سيدي الكريم، يمكنك ان تراجع التربية الصارمة التي كان يتبعها الفرد الجمهوري، والذي هو الانتاج المباشر لهذه الفكرة ، حتي يجعل من نفسه انسان حر، واكبر انجاز للفكرة في هذه النقطة تحديدا هي الاستاذ في خاصة نفسه، فقد ضرب لك نموذجا في كيفية ان تكون حرا، وكيف توطن نفسك علي دفع الثمن الباهظ للحرية اذا تناقض الفعل العام امامك مع حريتك الفردية، فالاستاذ / كا ممكن يجاري النظام والمجتمع في (البوليتيكا) ويتراجع عن قوله وفعله والنجاة من الموت، ولكنه فضل ان يظل حرا علي ان يعمل عملا لا يتفق مع قناعته، عملا بالاية (يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفغلون . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون) ده هو معني الفرد الحر..
    يا اخي الكريم..

    في ناس غير جمهوريين، ولم يسمعوا بالاستاذ / محمود نفسه، وهم احرار حرية فردية،، بمعني انو اي انسان لايتعدي علي غيره، ولا يرهن نفسه لأي سلوك يضعه تحت طائلة القانون، هو انسان حر.. الا اذا كان مفهومك للحرية كالمفاهيم السلفية بانها (مفسدة) عندها تبقي في مشكلة كبيرة عندك لا زم تحلها، وهي منو الخلاك انت (حر) حتي تحجر علي غيرك حتي مجرد التفكير في الحرية، والـتأسيس لتعريفها تعريفا يختلف عن تعريفك..

    سلام

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 01-11-2011, 07:12 AM)

                  

01-11-2011, 07:15 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: جمال المنصوري)

    أخي الأستاذ جمال المنصوري
    تحية طيبة:
    Quote: الحرية الفردية = غاية..
    المجتمع = وسلة..
    ما بين البداية والنهاية مسافة قد يستغرق انجازها ملايين السنين، مش بالصورة الانت بتقدمها للناس... المسافة دي يستلزم ان يقطعها الانسان الفرد بصعوبة تتبدي في النهج الصارم الذي يتبعه الفرد، وقد يروح ضحيتها هو نفسو،،، يا اخي خد الاستاذ // نموذجا،، هو عشان يصبح حر حرية مطلقة، قدم حياته لأجلها.. تجي انت ببساطة تريد ان تصورها للناس بانها فوضي

    مرة اخرى وأكرر سيدي
    محمود يزعم ويعتقد أنه أصيل ، والأصيل هو من وصل للحرية الفردية والشريعة الفردية وإذا كانت الأصالة هي أصلا الغاية من الإسلام الذي يدعو إليه محمود فمن المفترض ان يكون سهلا لكل الناس الوصول إليه وإن كان مستحيلا فما الداعي لطرحه على العوام وجعله الغاية من العبادة ؟؟؟
    الذي نعلمه ان الدين الإسلامي سهل والإسلام لا يحملنا ما لا نستطيع والإستطاعة مدار الكثير من التكاليف التى تسقط من دونه ودونكم حديث بني الإسلام على خمس (وحج البيت لمن إستطاه إليه سبيلآ).
    والصوم يسقط عن المريض المزمن مرضه وتؤجل للمسافر والصلاة تقتصر وهكذا ، فلماذا يعقد محمود الوصول للأصالة والشريعة الفردية ومعنى كلامك هذا يا جمال ان الأمة حكومة وشعبا لن تصل الأصالة وسوف تبقي تتعبد بشريعة القرن السابع شريعة التقليد تلك الشريعة التى وصفها محمود بأنها غليظة واين نضوج البشرية ومجئ زمن الرسالة الثانية التى يدعيها محمود ويصف غير المؤمنين بها بالتيه ويدعوهم لإتباع الرسالة المحمودية ؟؟؟
                  

01-11-2011, 07:21 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    استاذ أمجد
    سبق وان علقناعلى هذه الشهادة
    ونخرج منها بالنقاط التالية:
    Quote: * قلت إنو الاستاذ محمود قعد قعدة واحدة من العصر حتى الساعة الرابعة صباحاً، هل أصيب بالقلق أو تململ من القعدة الطويلة دي..؟
ـ لا ، لا، حاشا ..
*

    محمود لم يؤدي صلاة المغرب والعشاء كما كل المسلمين يصلون.
    أقارب محمود كانوا يتوقعون حدوث معجزة او كرامة تحول دون تنفيذ الحكم .
    كل ذلك لأنه كان يزعم انه رسول ونبي وبموته تلاشت وذابت كل تلك الخرافات .
                  

01-11-2011, 07:42 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    استاذ / محمد الزبير

    تقول:
    Quote: محمود لم يؤدي صلاة المغرب والعشاء كما كل المسلمين يصلون.


    وربنا يقول:
    "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"


    ثانيا : تقول:

    Quote: أقارب محمود كانوا يتوقعون حدوث معجزة او كرامة تحول دون تنفيذ الحكم .


    ده امر ما مسئول عنه الأستاذ ، ده مسئولية الشخص الكان موتوقع، والاشياء زي دي اشياء طبيعية، عندك امير المؤمنين عمر بن الخطاب، لمن مات النبي، هو رفض فكرة موت النبي من اساسها، وقال اي واحد يقول النبي مات، ح اقطع رقبتو بالسيف، لمن تدخل ابوبكر الصديق، حتي الناس رجعت لي عقلها،، فما تحمل الأمر اكتر من طقتو..

    بالنسبة لي دي:
    Quote: كل ذلك لأنه كان يزعم انه رسول ونبي وبموته تلاشت وذابت كل تلك الخرافات .


    في اختلاف بيناتنا في مفهوم النبي، ومفهوم الرسول، لم يحسم حتي الأن ، وفرص مهومنا ومفهومك في صحته من عدمها متساوية، اما مسألة الخرافت دي، فما تفرح بيها كتير، لأنو في ناس يمتلكون عقولا مميزة، برضو شايفه كلامنا وكلامك وكلامهم وكلامهن، خرافات ليس الا..

    سلام
                  

01-11-2011, 07:27 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    Quote: محمود يزعم ويعتقد أنه أصيل ، والأصيل هو من وصل للحرية الفردية والشريعة الفردية وإذا كانت الأصالة هي أصلا الغاية من الإسلام الذي يدعو إليه محمود فمن المفترض ان يكون سهلا لكل الناس الوصول إليه وإن كان مستحيلا فما الداعي لطرحه على العوام وجعله الغاية من العبادة ؟؟؟


    استاذ / محمد الزبير

    تحية طيبة

    دائما نت بتبسط الاشياء بصورة تبعدك كثيرا عن العلمية في تحليلاتك، وده اسلوب سيضر بيك انت قبل الاخرين، لأنك في النهاية حتلقي نفسك في مواجهة الفكر، علي الطرف النقيض.. سهولة في الدين ما في، يا خي المؤمنين الأوائل طلب منهم انهم يضحوا بأنفسهم، عارف يعني شنو الكلام ده، يعني ممكن ببساطة تشاهد نفسك تتقطع حتة حتة في ميدان المعركة، مثلما حصل لبعض الشهداء، وتعاني من الالم الشديد، ولا يأتيك الموت في لحظات بل قد تعاني اياما كثيرة، وبرضو ما تصل لي الله، شوف من امة محمد ديك كلها ما في زول وصل الا (عبد الله بن حرام)..
    اما مسألة خطأ النهج المتبع (وهو طريق محمد صلي الله عليه واله وسلم) فلا يمكن لأحد ان يخطئه او يصححه مالم يجربه ، ففي العلوم لا يمكنك ان تثبت خطأ او صواب معادلة كيميائية او فيزيائية او احيائية الا بدخول المعمل واتباع الخطوات التي ابتدعها صا حب المعادلة. يعني تقوم من دلوكت وتحاول تتبع نهج النبي الأعظم وتصبر عليه، وبعدين تحكم..

    تحياتي
                  

01-11-2011, 07:48 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: جمال المنصوري)

    وأعود للأخ محمد الزبير وأقول حينما سألتك
    Quote: أرجو أن تجيبني وبشكل محدد وموثق أين ومتي وفي أي مستند تبني الاستاذ محمود الشيوعية ? عليك أن تثبت كلامك بشكل علمي أوتعتذر
    وقدجاءت إجابتك وللأسف لتدعم رأي في طريقتك في الحوار حيث لاحظت أنك متحامل وتعتمدإجابتك علي الإنتقاء والنتف وإنتزا ع الكلام من سياقه والإثارة وتفقد المنهج والرؤية في التناول
    ياعزيزي الشيوعية - كمرحلة تتسم بالاتي - مجتمع بلا طبقات ولا دولة ولا ملكية خاصة والمنهج المؤدي لها هو منهج مادي - أولوية المادة في الوجود والتطور ....... والاشتراكية الماركسية كمرحلة تقوم علي هيمنة طبقة محددة وعلي الملكية العامة وكلاسيكيا لاتطرح أو تتبني الديموقراطية البرجوازية ..... بينما الاستاذ محمود منهجه روحي أولا وتجده يدعو لإشتراكية ديموقراطية أو رؤية( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) .
    وهو مزيج روحي وديموقراطي وأشتراكي !!
    كان عليك يامحمد الزبيرأن تتحلي بقدر من الموضوعية والمنهجية لتعرض فكرة الرجل كماهي بدلا من الإبتسار والتشويه وإسلوب الاثارة يامحمد الاسلوب التبسيطي والتناول السطحي لايفيد في موائد الحوار الفكري وماب يأكلك عيش في ميدان السجال العلمي والموضوعي
    قولـك :
    Quote: محمود لم يقف عند حد الديقراطية التى تمارس في السودان بل يدعو الى الحرية الفردية المطلقة والتشريعات الفردية التى يأخذ دينه من الله مباشرة وهذه قمة الخطورة على كل الأديان وليس الإسلام فحسب .
    أرجو أن تكون دقيقا في طرحك ..إذا تجاوزنا جدلا نقطة
    Quote: بل يدعو الى الحرية الفردية المطلقة والتشريعات الفردية التى يأخذ دينه من الله مباشرة
    لنعبربك الي مأخذك الثاني علي الاستاذ بعد التشريعات الفردية نجدك تلخصه في
    Quote: وتبنى الديمقراطية والشيوعية
    دعنا نقف في تبنى الديمقراطية لأعيدك لأسئلتي
    تقول أن الاستاذ محمود تبني الديموقراطية وإذا كان هذا سبة ومطعن في الإستاذ محمود فلماذا لم نقرأ رأيك في التيارات والمدارس الإسلامية الاخري التي تتبني الديموقراطية ? وعندك بالسودان عدد منها ? ثالثا ظاهر كلامك يشير بوضوح بأنك لاتتبني الديموقراطية وترفضها ..حسنا ماهو نظام الحكم ومؤسسات الحكم واليات الحكم البديلة للديموقراطية من منظورك
    الفكري ? وهل الديموقراطية حرام/ كفر ? ماهو رأيك علي الاخص في التعددية السياسية والحزبية ? وهل يتيح فكرك للعلماني والملحد والمسيحي بحق التنظيم والنشاط السياسي وحق التعبير والفكر?
    فهيا أبسط رؤيتك الفكرية ومنهجك وأجيبنا علي ضوء ذلك ...........

    (عدل بواسطة كمال عباس on 01-11-2011, 07:57 AM)
    (عدل بواسطة كمال عباس on 01-12-2011, 03:06 AM)

                  

01-11-2011, 07:48 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: جمال المنصوري)
                  

01-11-2011, 07:58 AM

بهاء الدين سليمان
<aبهاء الدين سليمان
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 1095

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: جمال المنصوري)

    مادام المنصوري حي يرزق ويكتب
    ومادام محمد الزبير حي يرزق ويكتب
    الهارب من جرد الحساب فيكم منو
    نحنا افكارنا مسترسله هناك
    مالكم دايرين تقطعوها لينا في حنانا
    لنعد الى جرد الحساب
    ولا تفترعا نقاش جديد تبدان فيه من الصفر
    والهروب افلاس
    والهارب ما معانا
    واهارب تاني ما نشوفو يبرطع بي قناعاتو
    الما قدر يدافع عنها ..
    انا شخصياً بجر بنبر
    وقاعد منتظر في جرد الحساب
                  

01-11-2011, 08:18 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: بهاء الدين سليمان)

    كتب جمال المنصوري
    Quote: في اختلاف بيناتنا في مفهوم النبي، ومفهوم الرسول، لم يحسم حتي الأن ، وفرص مهومنا ومفهومك في صحته من عدمها متساوية، اما مسألة الخرافت دي، فما تفرح بيها كتير، لأنو في ناس يمتلكون عقولا مميزة، برضو شايفه كلامنا وكلامك وكلامهم وكلامهن، خرافات ليس الا..

    أستاذ جمال
    حتى لا نكرر ما نقول ونشتت جهودنا ادعوك لمواصلة الحوار في بوستنا الأصلى فكلنا ينتظرك هناك:

    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب
                  

01-11-2011, 08:23 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    استاذ / محمد الزبير

    تحية طيبة

    Quote: حتى لا نكرر ما نقول ونشتت جهودنا ادعوك لمواصلة الحوار في بوستنا الأصلى فكلنا ينتظرك هناك:


    ما في شيء يمنعني ان اصحح لك فكرتك عن الفكر الجمهوري في اي خيط او مكان او زمان، وانت شخص عزيز علي (كأنسان) وسأسعي جاهدا ما استطعت في عملية التصحيح هذه متي ما كان المقام مقام فكر.. اما مسألة الجرد دي ، مسألة تهم الجارد ولا تهمني كثيرا، ،، انت اجرد وانا بصحح. هني ولا هناك .. ما تشغل بالك

    سلام
                  

01-11-2011, 08:38 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    كتب الأستاذ كمال عباس
    Quote: تقول أن الاستاذ محمود تبني الديموقراطية وإذا كان هذا سبة ومطعن في الإستاذ محمود فلماذا لم نقرأ رأيك في التيارات والمدارس الإسلامية الاخري التي تتبني الديموقراطية ? وعندك بالسودان عدد منها ? ثالثا ظاهر كلامك يشير بوضوح بأنك لاتتبني الديموقراطية وترفضها ..حسنا ماهو نظام الحكم ومؤسسات الحكم واليات الحكم البديلة للديموقراطية من منظورك
    الفكري ? وهل الديموقراطية حرام/ كفر ? ماهو رأيك علي الاخص في التعددية السياسية والحزبية ? وهل يتيح فكرك للعلماني والملحد والمسيحي بحق التنظيم والنشاط السياسي وحق التعبير والفكر?
    فهيا أبسط رؤيتك الفكرية ومنهجك وأجيبنا علي ضوء ذلك ...........

    نحن هنا نناقش الفكر الجمهوري وليس بالضرورة ان ننقاقش كل الأفكار دفعة واحدة.
    الديمقراطية الموجودة في السودان لا ارفضها ولا ارفض حق التنظيم لغير المسلم ما لم يدعو لإلحاد او دين آخر باسم الإسلام كما فعل محمود ، وانا لست دولة لأحدد من يوجد ومن يذهب كل ذلك من مسؤليات الحاكم والنظام القائم في البلد .
    ودعنا في حوار الفكر الجمهوري ولو تريد ان تقف على تفاصيل الفكر والتوثيق الكامل فيكنك حوارنا هنا

    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب.

    كل الأنظمة لها ضوابط وحدود تراعي عقيدة الأغلبية فمثلا في الغرب تستطيع ان تتعري ولك الحرية والدعم في ذلك ولكن لا تستطيع ان تحتجب المراة في الكثير من الدول التى تسمح بالتعري وذلك لمنافاة الحجاب لعقائدهم وثقافاتهم كما يقول ساركوزي.
    والكلام في الإلحاد مذموم وممنوع في مجتمعات المسلمين كما يقول محمد ابراهيم نقد ، كما والكلام في الهوليكوست ومحرقة اليهود خط احمر في الغرب.
    وبناء المآذن وصوت الأذان ممنوع في الكثير من دول أوروبا ، وليس من حق مسلمي أوروبا مقارعة طول الكنيسة.
    والإيمان كان محاربا في الدول الشيوعية في حين كان الإلحاد يدرس كمنهج رسمي للدولة.
    لا يوجد في كل الدنيا نموذج للحرية المطلقة التى يدعيها الكثير !!!
    فكل مجتمع له خطوط حمراء ومناطق جزاء وحق التعبير والفكر والكلام له حدود وليس الأمر مطلقا كما تتصور في اي مكان في العالم.
                  

01-11-2011, 08:48 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    لا ادري فيما اصرار الاخوة السلفيين في أن يحضر لهم من يحاورهم هناك
    و كأن الحوار هنا لا يجوز مثلاً

    المهم عوداً الي ذي بدء
    تستدل يا اخ محمد بأن محمود لا يصلي بانه لم يصلي و هو في محبسه و تنسى بداية ما اتى به الشاهد بانه مقيد و الاثقال في قدميه و رجليه ...
    غموماً يا اخ محمد لا تزال تواصل منهج القراءة المجتزأة لنصوص الاستاذ محمود و في ذلك قلت لك انك تقرأها مدفوعاً بغرض و هذا ما يجعل كل استدلالاتك غير مقبولة في اطار النقد العلمي المحايد
                  

01-11-2011, 09:23 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    أستاذي الكريم
    Quote: تستدل يا اخ محمد بأن محمود لا يصلي بانه لم يصلي و هو في محبسه و تنسى بداية ما اتى به الشاهد بانه مقيد و الاثقال في قدميه و رجليه ...

    لم يكن مقيدا طيلة حياته فهو كان يدعي انه يصلى صلاة الاصالة ولم يحج بدعوى انه اصيل وله عباداته الخاصة وقد شهدت بذلك إبنته اسماء وقد نقلت ذلك عنهاوأعيده:
    http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=92&msg=1190691966&rn=0
    Quote: هل ذهب الى الحج ؟
    = لا ..!
    قد يكون ذلك مرتبطاً بالاستطاعة
    هل كان ذلك مترتباً على موقف فقهى وفكرى ام عن عدم الاستطاعة ؟ *
    = هو له موقف فكرى اتجاه الدعوة لكل العبادات , فهو يرى ان العبد يترقى بهذه العبادات الى مراق يصبح فيها على علاقة خاصة بالله
    *هل تسقط العبادات حينها ؟
    = يسقط التقليد ولكن لا تسقط العبادات
    *العبادات كأداء هل تسقط مع ذلك الترقي؟
    = (الاستاذ لم يكن يصلى مثل صلاتنا دي لكنو كان بصلى )
    *كان يصلى مثل من ؟
    = لم يكن يصلى الخمس اوقات (ارجو ان ترجع الى كتاب رسالة الصلاة لان هذا امر كان يخص الاستاذ )
    * كم كان يصلى من الخمسة اوقات ؟
    = هو كان يصلى أكثر من الخمسة اوقات لان نفسه الصاعد والهابط كان صلاة ,وهو يرى ان العبادة يجب ان تكون اسلوباً للحياة تجلب الخير للناس وتمنع عنهم الشر
    * وماذا عن الصيام ؟
    = كل عباداته كانت خاصة به لانه اصيل فيها (ارجو ان ترجع فى ذلك الى كتبه لانها هنالك مفصلة بشكل اكبر )
    * هل هنالك من الجمهوريين من وصل ذلك المقام ؟
    = لا..!

    الأمر أكبر من مجرد موقف عابر في السجن ولكنه يوضح انه ظل بنفس افكاره حتى تلك اللحظات الحرجة .
                  

01-11-2011, 10:11 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    Quote: الأخ أمجد .. هل أنت جمهوري تعتنق الفكرة الجمهورية؟؟ ..
    إن كانت الإجابة 'نعم' فنأمل أن نراك تدحض آراء الأخ محمد الزبير محمود في بوست جرد الحساب الذي أتي برابطه لك .. أما إن كانت إجابتك 'لا' فلماذا تقحم نفسك فيما تجهل وتتلصق وتحتفي برسول فكرة وأنت لا تؤمن به ولا تؤمن بفكرته - مع العلم أن هذه الفكرة هي ليست مفاهيم هامشية وفرض كفاية ، إذا آمن به البعض سقط عن الباقين، بل مشروع حياة دنيا وبعد الموت ؟؟

    أخي منير
    سلمت يداك وشهدت لك في الآخرة بما تكتب خيرا
    هناك سؤال كبير محير
    لماذا يدافع الشيوعيون وبإستماتة عن صاحب الرسالة الثانية من الإسلام ؟؟؟
    ما موقفهم من صاحب الرسالة الأولى ومن الإسلام نفسه ؟؟؟
    لماذا يدافعون عن محمود؟؟؟
    إذا كان حبا في الإسلام فليظهروا حبهم ودفاعهم عن الإسلام الأول ورسوله أولا .
    وإذا كان دفاعا عن الحرية فليغيروا التاريخ والممارسة التى كتبت الشيوعية في قمة جبل الجليد المكتوب عليه لنا وليس لسوانا الراي والفكر في الدول التى حكموها وتاريخ لينين وستالين يشهد ، وليعيدوا طلاء الميدان الأحمر وأقوال ماركس عن الدين !!!
    وبعد ذلك يحق لهم الدفاع عن محمود.
    الذي اراه هو ان كل خصوم الإسلام (كنظام حياة) ومنهم الشيوعيون يؤيدون محمود لأنه يتفق معهم في إفراغ الإسلام عن محتواه ويهدم الإسلام باسم الإسلام !!!
                  

01-11-2011, 10:53 AM

Abdelhai Omar
<aAbdelhai Omar
تاريخ التسجيل: 09-16-2009
مجموع المشاركات: 227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Ismail Alam Elmahdi)

    جاء في منشوره الأخير هذا أو الطوفان

    Quote: ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول


    فلم يوطيء لها الله أكناف القبول.
    ألم تكن آثار الطوفان وما فعله بمحمود وأتباعه بادية للعيان ؟؟ أليس في ذلك عبرة يعتبر بها؟

    (عدل بواسطة Abdelhai Omar on 01-11-2011, 10:59 AM)

                  

01-11-2011, 03:26 PM

مختار مختار محمد طه

تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    Quote:


    Ýí 18 íäÇíÑ áÚÇã Çááå 1985¡ ãÇ ÚÇÏ ÈæÓÚ ÇáãÊÃÓáãíä Ýí ÇáÓæÏÇä ÇÍÊãÇá åÐÇ ÇáÔíΡ ÝÑÍá ÈÇÓãÇð áíáÇÞí ÑÈå
    æ áå ÇÌÑ ÇáÇÌÊåÇÏ ÕÇÏÞÇð Çä ßÇä ÃÎØà Çæ ÇÕÇÈ

                  

01-11-2011, 09:22 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: مختار مختار محمد طه)

    ..........
                  

01-13-2011, 11:47 PM

مختار مختار محمد طه

تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    up
                  

01-14-2011, 06:54 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: مختار مختار محمد طه)

    Quote: إذا كان حبا في الإسلام فليظهروا حبهم ودفاعهم عن الإسلام الأول ورسوله أولا .
    وإذا كان دفاعا عن الحرية فليغيروا التاريخ والممارسة التى كتبت الشيوعية في قمة جبل الجليد المكتوب عليه لنا وليس لسوانا الراي والفكر في الدول التى حكموها وتاريخ لينين وستالين يشهد ، وليعيدوا طلاء الميدان الأحمر وأقوال ماركس عن الدين !!!
    وبعد ذلك يحق لهم الدفاع عن محمود.


    يا راجل
    بعد ذلك يحق ليهم عديل كدا ؟؟
    انتا خلاص اتلبستك حالة القدرة الكلية و اصبحت تعطي و تمنع الحقوق كمان و تحدد من يحق له ان يفعل ماذا و من الذي يحق له
    و بعداك انتا في كل سياحتك الدينية اصلو ما مرت عليك الاية بتاعة كل نفس بما كتبت رهينة دي
    يعني هسي الشيوعيين السودانيين ديل
    حكمو ياتو دول يا اللخو ,و متين قالو لنا و ليس لسوانا \
    و لينين و ستاليين ديل من سكان الطيب سيد مكي و لا ابروف

    و لا انتا برضو لسع بتتكلم ساي و بتنطلق من مواقف اقصاء الاخر و بتحاول صبغ اقصائيتك دي بنبرة دينية

    أغتيال الاستاذ محمود محمد طه كان جريمة في حق الفكر و في حق الانسانية و في حق الشعب السوداني ككل
    و هذه القراءات و التفسيرات المغرضة لكتاباته و فكره لن تنجح في تغيير هذه الحقيقة ناهيك عن سذاجة و تبسيط هذه الدفوعات تصطدم في نهاية المطاف بالفكر الحقيقي و لا تصمد لوهلة في ميزان الحكم النقدي
    يا استاذ محمد ...
    راجع في نفسك اين انت من الحق و اين الحق منك
                  

01-15-2011, 10:49 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: Amjed)

    استاذ امجد
    تحية طيبة
    Quote: يعني هسي الشيوعيين السودانيين ديل
    حكمو ياتو دول يا اللخو ,و متين قالو لنا و ليس لسوانا \
    و لينين و ستاليين ديل من سكان الطيب سيد مكي و لا ابروف

    الشيوعية السودانية ليست نبتا شيطانيا نبت في السودان !!!
    إنما إمتداد لفكر عالمي لا بد ان يحمل معه شيئا من تجارب ونظريات المنشأ وتبعاته ، وإلا فليتغير إسم الحزب ونهجر الدياليكتيك والتفسير المادي للتاريخ وعندها يمكن فصل المسارات ، ولا ننسى مقولة نقد ، ماركسيين ، سجن سجن غرامة غرامة ، وكما قال ( فقد ضحينا بالكثير من أجل الماركسية).
    هل تراجعتم عن الأممية وصارت الماركسية والتفسير المادي للتاريخ إسلاميا في السودان يؤمن بالرسالة الثانية ومسيحيا في ايطاليا وبوذيا في اليابان ؟؟؟
    وماذا عن دار شهدي للكتاب التقدمي في الخرطوم الذي كان يبيع البيان الشيوعي وبقية كتب التفسير المادي للتاريخ ؟؟؟
    إذا تراجعتم عن ماركس ونظرياته الأجتماعية اولا ، ثم الإقتصادية فلا أعتقد ان اللغة العربية سوف تبخل عليكم بالإسم الذي تفكرون فيه !!!
    Quote: أغتيال الاستاذ محمود محمد طه كان جريمة في حق الفكر و في حق الانسانية و في حق الشعب السوداني ككل
    و هذه القراءات و التفسيرات المغرضة لكتاباته

    لماذا لا تأتينا انت بقراءات وتفسيرات غير مغرضة وتوضح لنا مدلولات اقواله ومنها( ان الانسان هو زوج الله ، وانه يكون الله وان مرتبة الإنسان من الكمال هي مرتبة الإله ، وانه جاء لوضع الشريعة وإلغاء الصلاة والحج والزكاة والصوم المعهودة عندنا وإحلال دين جديد مكانه) ؟؟؟
    هل حرية الفكر مباحة لدرجة تضع الإنسان مقام الإله وتعدل الأديان والشرائع ؟؟؟
    Quote: و في حق الشعب السوداني ككل

    من الذي قال ذلك وكم نسبة الذين يؤيدون الفكر الجمهوري وحق محمود في التلاعب بالدين من مجموعة الشعب السوداني-الجنوب طبعا؟؟؟
    تحياتي
                  

01-15-2011, 10:59 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    Quote: لماذا لا تأتينا انت بقراءات وتفسيرات غير مغرضة وتوضح لنا مدلولات اقواله ومنها( ان الانسان هو زوج الله ، وانه يكون الله وان مرتبة الإنسان من الكمال هي مرتبة الإله ، وانه جاء لوضع الشريعة وإلغاء الصلاة والحج والزكاة والصوم المعهودة عندنا وإحلال دين جديد مكانه) ؟؟؟
    هل حرية الفكر مباحة لدرجة تضع الإنسان مقام الإله وتعدل الأديان والشرائع ؟؟؟


    يا استاذ / محمد الزبير

    يا خي خليك ولو مرة صادق في نقلك عن الاستاذ/ اختصارك الأمور بالطريقة دي يقدح في مصداقيتك في الفهم وفي النقل...

    المسالة بسيطة، ويمكن ان نشرحها ليك باي طريقة تراها مناسبة اذا استعصت عليك،

    اما ان تقول علي الاستاذ / ما لم يقله فدي لا يمكن تصنيفها الا تحت طائلة الافتراء..

    سلامي
                  

01-15-2011, 02:37 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: جمال المنصوري)

    استاذ المنصوري
    تحية طيبة
    ذكرنا كل ذلك مفصلا من موقع الفكر في بوستنا
    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب
    ونقلنا النصوص كاملة مع ان الإختصار الذي اوردته هنا لا يغير المعنى ، وقطعنا شوطا في الحوار ومن اراد الحوار حول الفكر الجمهوري فمرحبا به هناك حتى لا نكرر ما قلناه مرارا وتكرارا وان عندما كتبت ذلك عن محمود نقلت واتحمل تبعات ذلك واعلم جيدا ما اقول ونعم يا المنصوري مرة اخرى محمود يقول بان الانسان زوج الله وان له ان يبلغ مرتبة الإله من الكمال وان الانسان يكون الله وقد حاورناك هناك واوردت انت مجموعة من النصوص لتستدل بها على زعم محمود ولم تستطع إثبات اي منها واخيرا تأخرت عن الرد وما ندري هل ستواصل الحوار معنا هناك ام لا .
    ومرة اخرى نحيل القارئ الكريم والأستاذ أمجد لبوستنا الموثق عن الفكر الجمهوري وندعو الأستاذ المنصوري لمواصلة الحوار هناك لا ان نفتح بوست ونتركه.
    وهنا رابط البوست

    الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب
                  

01-15-2011, 03:00 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ فوق السبعين ... و مقصلة (Re: محمد الزبير محمود)

    تفضل استاذ المنصوري وخذ النص كاملا مع الرابط اذا كان ذلك سيغير المعنى:
    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=10&chapter_id=26
    Quote: خاتمة
    أما بعد فان فيصل القول في أمر الرسالة الأولى ، والرسالة الثانية ، هو أن للدين شكلا هرميا قمته عند الله ، حيث لا عند ، وقاعدته عند الناس .. (( إن الدين عند الله الإسلام )) ، ولقد تنزلت هذه القاعدة من تلك القمة .. تنزلت إلى واقع الناس ، وحاجتهم وطاقتهم البشـرية ، والماديـة ، فكانت الشريعة .. وستظل قمة هرم الإسلام فوق مستوى التحقيق ، في الأبد ، وفي ما بعد الأبد ، وسيظل الأفراد يتطورون في فهم الدين ، كلما علموا المزيد من آيات الآفاق ، وآيات النفوس . والله تبارك وتعالى يقول (( سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهم أنه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ )) ويقول (( ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء )) وهو تبارك وتعالى يشاء لنا الزيادة من علمه كل لحظة ، وفي ذلك يقول (( كل يوم هو في شأن )) وما شأنه إلا إبداء ذاته لخلقه ليعرفوه .. وهو تبارك وتعالى يعلمنا في ذلك فيقول (( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه ، وقل رب زدني علما )) وما الزيادة في العلم إلا ترق من قاعدة الهرم نحو قمته في تطور مستمر .. وحين يتطور الإنسان بفهم الدين ، في فهم الدين ، يطـور شريعتـه ، تبعا لحاجتـه ولطاقتـه ، من القاعـدة الغليظة إلى قاعدة أقل غلظة ..
    فالأفراد يتطورون في فهم الدين فيدخلون في مراتب الشرائع الفردية ، والمجتمعات تتطور ، تبعا لتطور الأفراد ، فترتفع شرائعها من قاعدة غليظة إلى قاعدة أقل غلظة .. وذلك صعدا في سلم هرم قاعدته شريعة الرسالة الأولى ..
    فإذا كانت قمة هرم الدين ، فيما يختص بالمال ، هي آية (( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو )) فان قاعدته هي آية (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم ، وتزكيهم بها ، وصل عليهم ، إن صلاتك سكن لهم ، والله سميع عليم )) ، وعليها قامت شريعة الرسالة الأولى في الزكاة ذات المقادير ، وجعلت شريعة في المال ، وركنا في العبادة ، وذلك لأن الناس لم يكونوا يطيقون أفضل منها ، وترك أمر تحقيق قمة الهرم للأفراد ، كل حسب طاقته ، وورد الترغيب في التسامي في قول المعصوم حين قال (( في المال حق غير الزكاة )) وورد في قوله تعالى حين قال (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) وذلك لأن شريعته هو في المال ، وركنه في العبادة ، هو أقرب الى القمة ..
    وإذا كانت قمة هرم الدين ، فيما يختص بالسياسة ، هي آيتا (( فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر )) فإن قريبا من قاعدته آية الشورى (( فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم ، واستغفر لهم ، وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله ، إن الله يحب المتوكلين )) وقاعدته على الإطلاق هي آية السيف (( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ، وخذوهم واحصروهم ، واقعدوا لهم كل مرصد ، فإن تابوا ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، فخلوا سبيلهم ، إن الله غفور رحيم )) .
    وعلى هذه القاعدة قامت شريعة الجهاد ، وعلى آية الشورى قامت شريعة الحكم ، على أساس وصاية الفرد الرشيد على المجموعة ..
    فقاعدة الهرم في هذه ليست ديمقراطية . وإنما هي أقرب ما تكون إلى الديمقراطية ، في وقت لم تكن الديمقراطية قد عرفت ، ولم يكن المجتمع مستعدا لممارستها .
    وقاعدة الهرم في تلك ليست اشتراكية ، وإنما هي أقرب ما تكون إلى الاشتراكية ، في وقت لم تكن الاشتراكية ، بمضمونها العلمي ، قد عرفت ، ولم يكن المجتمع مستعدا لممارستها ..
    فإذا كانت البشرية ، في مدى أربعة عشر قرنا قد قطعت أرضا شاسعة نحو النضج ، وأصبحت تستقبل عهد الرجولة ، وتستدبر عهد الطفولة .. وأصبحت ، بفضل الله ، ثم بفضل هذا النضج ، تطيق ، ماديا وفكريا ، الاشتراكية والديمقراطية ، فقد وجب أن تبشر بالإسلام على مستواهما ، وهذا يعني الارتفاع من قاعدة شريعة الرسالة الأولى الغليظة إلى قاعدة أقل غلظة ، ترتفع هونا ما نحو القمة ، وستظل القمة دائما في منطقة الفرديات .. وأدنى منازل القاعدة الجديدة هي المدخل على الاشتراكية ، وذلك بتحريم تمليك وسائل الانتاج ، ومصادر الإنتاج على الفرد الواحد ، أو الأفراد القليلين في صورة شراكة .. فإن هذا يفتح أبواب التشريع على الاشتراكية ..
    وأدنى منازل القاعدة الجديدة هي المدخل على الديمقراطية وذلك بوجوب حق الانتخاب لكل مواطن ، ولكل مواطنة ، بلغ وبلغت سنا ، معينة مثلا ، وكذلك حق الترشيح .. فإن هذا يفتح أبواب التشريع على الديمقراطية .
    وهذا الصنيع هو ما يسمى بتطوير التشريع .. فهو ارتفاع ، من نص فرعي ، يستلهم أكثر ما يمكن من التسامي نحو نص أصلي .. هو ارتفاع من نص إلى نص .
    وهناك تشريع متداخل بين الرسالة الأولى والرسالة الثانية كتشريع العبادات ، وهذا لا يدخل فيه ، من التطوير ، إلا ما يجعل قمته مفتوحة على منازل الشرائع الفردية ، لكل فرد تسامى ، بفضل الله ، ثم بفضل إتقان التقليد ، إلى تحقيق فرديته التي ينماز بها عن أفراد القطيع .
    فالشريعة الجماعية ليست أصلا، وإنما الأصل الشريعة الفردية ، ذلك ، وبنفس القدر الذي به الجماعة ليست أصلا ، وإنما الأصل الفرد .. ولكن الناس لكثرة ما ألفوا المعيشة في الجماعة ، ولشدة أثر غريزة القطيع عليهم ، ظنوا الأمر بعكس ذلك . فأنت تراهم يستغربون ، ويستوحشون عندما تكلمهم عن الشرائع الفردية . ولأمر آخر أيضا ، فإن الشريعة الفردية مرتبة رجولة ، ومرتبة مسئولية . والناس لا يزالون أطفالا ، يحبون أن يحمل غيرهم عنهم مسئوليتهم ، ويطيب لهم أن يظلوا غير مسئولين .. أو هم إن احتملوا المسئولية فإنما يحتملونها في القطيع ، وعلى الطريق المطروق . أما أن يكون المسئول وترا ، وأن يطرق طريقا بكرا ، فإنه أمر مخيف ، ولا يجد في النفوس استعدادا ، ولا ميلا .
    والمدخل على الرسالة الثانية الرسالة الأولى . إلا ما يقع عليه التطوير من تشريعها .. ولا يقع التطوير في أمر العبادات إلا على الزكاة ذات المقادير ، وما ذاك إلا لأنها ليست ركنا تعبديا إلا لعلة أن الناس لم يكونوا يطيقون أفضل منها ، وإلا فإن الركن التعبدي إنما هو زكاة المعصوم . ولا يقع التطوير على تشريع المعاوضة ، وما ذاك إلا لأنه أصيل ، وقد بني على الأصول الثوابت من الدين . وإنما يقع التطوير في تشريع المعاملات ، كالحقوق الأساسية للأفراد ، وكالنظم الاقتصادية والسياسية ، إلى آخر ما يرتبط بتحولات المجتمع ، وما يسرع إليه التغيير من هذه النظم التي يجب أن تواكب المجتمع في حيوية ، واقتدار على التجدد ، والنمو ، والتطور ، وقد سبقت إلى كل أولئك الإشارة في هذا الكتاب .
    فالأصل في الرسالة الثانية الحيوية والتطور ، والتجدد ، وعلى السالك في مراقيها أن يجدد حياة فكره ، وحياة شعوره كل يوم ، بل كل لحظة ، من كل يوم ، وكل ليلة .. مثله الأعلى في ذلك قول الله تبارك وتعالى في شأن نفسه (( كل يوم هو في شأن )) ثم هو (( لا يشغله شأن عن شأن )) .
    فهو حين يدخل من مدخل شهادة (( ألا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله )) يجاهد ليرقى بإتقان تقليد المعصوم إلى مرتبة (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) ثم يجاهد بإتقان هذا التقليد حتى يرقى بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة ، ولا يرى إلا أن الشاهد هـو المشهود ، ويطالع بقوله تعالى (( شهد الله أنه لا إله إلا هو ، والملائكة ، وأولو العلم ، قائما بالقسط ، لا إله إلا هو ، العزيز الحكيم )) وعندئذ يقف على الأعتاب ، ويخاطب كفاحا ، بغير حجاب (( قل الله ! ثم ذرهم في خوض يلعبون )) ، و (( قل )) هنا تعني (( كن )) وههنا مقام الشرائع الفردية . وحين يرقى السالك في مدارج الرسالة الثانية من مدخل الرسالة الأولى على النحو الذي بينا يكون قد قطع درجات السلم السباعي ، من درجة الإسلام ، إلى الإيمان ، إلى الإحسان ، إلى علم اليقين ، إلى عين اليقين ، إلى حق اليقين ، إلى الإسلام من جديد ، ثم يبدأ من جديد ، على مستوى جديد ، دورته الجديدة ، وهكذا دواليك .
    إن الإسلام سلم لولبي ، أوله عندنا في الشريعة الجماعية ، وآخره عند الله ، حيث لا عند ، وحيث لا حيث .. والراقي في هذا السلم لا ينفك في صعود إلى الله (( ذي المعارج )) فهو في كل لحظة يزيد علمه ، ويزيد ، تبعا لذلك ، إسلامه لله . وتتجدد بكل أولئك حياة فكره ، وحياة شعـوره .. ودخول العارج ، في هذه المراقي ، على مرتبة الشريعة الفردية ، أمر محتم ، وليس هو بالمقام البعيد المنال ، وإنما محك الكمال ، الذي تقطع دونه الأعناق ، هو أن تكون حقيقتك عند الله وأن تكون شريعتك الفردية طرفا من حقيقتك هذه . وهيهات !! هيهات !!. فإن ذلك سير في الإطلاق .. وليس في هذا القول مثالية ، لأنه في طرفه العلمي ، قد تنزل إلى أرض الناس ، وأخذ يشدهم إلى المطلق ، على تفاوت في التحصيل بينهم ، كل حسب مبلغه من العلم . فهم في سلم صاعد ، عدد درجاته بعد الأنفس ، و (( فوق كل ذي علم عليم )) إلى أن ينتهي العلم إلى (( علام الغيوب )) .
    إن هذا يعني أن حظ الانسان من الكمال لا يحده حد ، على الإطلاق . موعود الإنسان من الكمال مرتبة الإله . ومع ذلك فإن النهج إلى تحقيقه لا يقوم على المثالية ، وإنما يقوم على الواقعية الملموسة في مسلك العبادة ، وفي مسلك المعاملة ، وقد سلفت إلى كل أولئك التفاصيل .. وبحسب الانسان أن الله قد ادخـر له مـن كمال حيـاة الفكر ، وحيـاة الشعـور ، ما لا عيـن رأت ولا أذن سمـعت ، ولا خطـر على قلب بشر.
    لك الحمد اللهم كما أنت أهله ، حمدا كثيرا ، طيبا ، مباركا فيه .

    وهنا أيضا:

    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=10&chapter_id=14
    Quote: هناك ما يسمى سر القدر ، وهو الطرف الرفيع من القضاء ، ولقد وردت الإشارة إليه في قوله تعالى (( إنا كل شئ خلقناه بقدر * وما أمرنا الا واحدة كلمح بالبصر )) فالقضاء هو هذا الأمر الواحد الذي خرج عن الزمان والمكان ، كما تفيد عبارة (( كلمح بالبصر )) والقدر هو تنفيذ القضاء ، وإبرازه في حيز الزمان والمكان ، على مكث ، وتلبث ، وتطوير.
    والقضاء والقدر وردت الإشارة اليهما أيضا في آية أخرى ، وهي قوله تعالى (( يمحو الله ما يشاء، ويثبت ، وعنده أم الكتاب )) فقوله تعالى (( يمحو الله ما يشاء، ويثبت )) إشارة إلى القدر ، وهي في ذلك إشارة إلى التطور ، بتعاقب صور الكائنات ، فقد أسلفنا الإشارة إلى أن الحياة تتقلب في الصور ، ابتغاء أن تكون ثابتة في الصور كما هي ثابتة في الجوهر ، وهيهات !!.. وقوله (( وعنده أم الكتاب )) يعني القضاء ، يعني سر القدر.
    واليهما أيضا الإشارة بقوله تعالى (( وإن من شئ إلا عندنا خزائنه ، وما ننزله إلا بقدر معلوم )) فقوله (( وما ننزله إلا بقدر معلوم )) تعني القدر ، وقوله (( وإن من شئ إلا عندنا خزائنه )) تعني القضاء ، تعني سر القدر أيضا.
    فالقدر منطقة ثنائية ، حيث الخير والشر ، والعلم والجهل ، ولكن القضاء منطقة وحدة ، حيث يختفي الشر ، ولا يبقى إلا الخير المطلق ، عند الله، حيث لا عند . وهذا ما يسمى عند أصحابنا بسر القدر ، وهو أمر لم يكن عندهم مما يصح البوح به ، وذلك مراعاة لحكم الوقت ، وتأدبا بأدبه .
    وهناك سابقتان لكل مخلوق : سابقة في القضاء ، وسابقة في القدر .. فأما السابقة في القضاء فهي خير مطلق لكل الخلائق ، وأما السابقة في القدر فهي : إما خير ، وإما شر ، وأمرها مغطى على الناس ، وقد تدل ، على هذه السابقة ، اللاحقة ، وهي ما يكون عليه الإنسان في حياتـه اليومية من صلاح أو طلاح ، وأمر اللاحقة غير مغطى على أصحاب البصائر ، الذين يعرفون عيوب العمل بالشريعة ، وإرسال الله الرسل ، لكشف اللاحقة ، بتفصيل الشريعة ، وتغطيته تعالى السابقة في سر لوحه المحفوظ ، ألزم عباده الحجة ، وأوجب عليهم العمل بأوامر الشريعة ، ونواهيها ، (( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) ولقد قال ، جل من قائل ، في ذلك (( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ، ما لهم بذلك من علم، إن هم إلا يخرصون )) .. ما لهم بمشيئة الرحمن من علم ، لأنها مغطية عنهم ، وإنما لهم علم بشريعة الرحمن ، وقد أمرتهم ألا يعبدوا إلا إياه ، وقوله (( إن هم إلا يخرصون )) تعني إلا يكذبون ، وذلك لأنهم لا يردون الأمور كلها لله ، في أمور معاشهم ، وفي كسب أرزاقهم ، وما ردوها إليه في أمر عبادتهم إلا لقلة يقينهم بالآخرة ، إذا ما قيست إلى الدنيا .
    وحين تطلع النفس على سر القدر ، وتستيقن أن الله خير محض ، تسكن إليه ، وترضى به ، وتستسلم وتنقاد ، فتتحرر عندئذ من الخوف ، وتحقق السلام مع نفسها ، ومع الأحياء والأشياء ، وتنقي خاطرها من الشر ، وتعصم لسانها من الهجر ، وتقبض يدها عن الفتك ، ثم هي لا تلبث أن تحرز وحدة ذاتها ، فتصير خيرا محضا ، تنشر حلاوة الشمائل في غير تكلف ، كما يتضوع الشذا من الزهرة المعطار.
    ههنا يسجد القلب ، وإلى الأبد ، بوصيد أول منازل العبودية . فيومئذ لا يكون العبد مسيرا ، وإنما هو مخير . ذلك بأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف ، فأسلمه إلى حرية الاختيار ، فهو قد أطاع الله حتى أطاعه الله ، معاوضة لفعله .. فيكون حيا حياة الله ، وعالما علم الله ، ومريدا إرادة الله ، وقادرا قدرة الله ، ويكون الله .وليس لله تعالى صورة فيكونها ، ولا نهاية فيبلغها ، وإنما يصبح حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين ، وذلك بتجديد حياة شعوره وحياة فكره ، في كل لحظة ، تخلقا بقوله تعالى عن نفسه ، (( كل يوم هـو في شأن )) والى ذلك تهدف العبادة ، وقد أوجزها المعصوم في وصيته حين قال (( تخلقوا بأخلاق الله ، إن ربي على سراط مستقيم )) وقد قال تعالى (( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) .
    وفي حق هؤلاء قال تعالى (( لهم ما يشاءون عند ربهم ، ذلك جزاء المحسنين )) فقوله تعالى (( لهم ما يشاءون )) يعني هم مخيرون وقوله (( عند ربهم )) يعني مقام العبودية ، لأنه لا يكون عند الرب إلا العبد ، وقوله (( ذلك جزاء المحسنين )) يعني بالمحسنين من أحسنوا التصرف في الحرية الفردية المطلقة ، وذلك باستعمالها في تحقيق العبودية لله ، فإنه تعالى قد قال (( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )) .
    ههنا منطقة فرديات ، والشرائع فيها شرائع فردية ، والداعية فيها إلى الله، الله نفسه .. يقوم فيها العبد في مواجهة الرب ، وقد سقطت من بينهما الوسائط ، ورفعت الحجب - حجب الظلمات وحجب الأنوار- العبادة فيها عبودية ، والعمل فيها ملاحظة السابقة ، وضبط اللاحقة عليها ، حتى يستقيم الوزن بالقسط، إذ محاولة العبد هنا أن يكون لربه كما هو له ، وهذا معنى أمر الرب سبحانه حين قال (( وأقيموا الـوزن بالقسط ولا تخسـروا الميزان )) فإذا كان حضور العبد مع الرب كحضور الرب مع العبد ، تماما ، فقد أقيم الوزن بالقسط .. وهيهات !! ولا بأس هنا من استطراد بسيط إلى القيمة العملية من العبادة ، ذلك بأن قيام العبد في مواجهة الرب ، وقد سقطت من بينهما الوسائط، تعني اللقاء بين الحادث والقديم ، وقد رفعت من بينهما الحجب ، والحادث هنا العقل والقديم القلب ، وهو ما يعبر عنه أيضا بالعقل الباطن . وهذه الحجب هي جثث الرغبات المكبوتة على سطح العقل الباطن ، بفعل الخوف الموروث ، في سحيق الآماد، من لدن النشأة البشرية الأولى ، وهي (( الرين )) الذي وردت الإشارة إليه في قوله تعالى (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) .
    ولا يمكن أن يبلغ الفـرد الحرية الفردية المطلقة وهو منقسم على نفسه ، وبعضه حرب على بعض . بل لا بد له من اعادة الوحدة إلى بنيته ، حتى يكون في سلام مع نفسه ، قبل أن يحاول أن يكون في سلام مع الآخرين ، فإن فاقد الشئ لا يعطيه . وهو إنما يكون في سلام مع نفسه حين لا يكون العقل الواعي في تضاد، وتعارض مع العقل الباطن ، ويومئذ تتحقق سلامة القلب ، وصفاء الفكر . وبعبارة أخرى ، تتحقق حياة الفكر ، وحياة الشعور ، وتلك هي الحياة العليا .. وتوحيد القوى المودعة في البنية إنما يتم بأن يفكر الإنسان كما يريد ، ويقول كما يفكر ، ويعمل كما يقول ، وهذا هو مطلب القرآن إلينا جميعا ، حين قال ، عز من قائل ، (( يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ؟ * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) .
    وإنما يفض التعارض القائم ، بين العقل الواعي والعقل الباطن عن طريق فهم التعارض القائم بين الفرد والجماعة ، وبين الفرد والكون وقد بينا فضل الإسلام في ذلك ، وهكذا يتضح ان ضرورة فهم علاقة الفرد بالجماعة ، والفرد بالكون ، فهما دقيقا إنما تجئ من الحاجة العملية إلى المنهاج الذي به يتم تحقيق الحرية الفردية المطلقة ، ولا يتم بمنهاج سواه .
    بقي شئ .. وهو أن هنالك خطأ يتورط فيه كثير من المفكرين ، وذلك حين يظنون أن القول بالتسيير فيه سلبية والحق غير ذلك .. ذلك لأن تغطية ما سبق به القدر ، وكشف ما جاءت به الشريعة ، قد أوجبا على الإنسان العمل بأوامر الشريعة ، ونواهيها ، جهد الإتقان ، والإحسان ، ثم الرضا بعد ذلك بما عسى أن يكون مكتوبا عند الله ومقدرا ، وذلك توكلا عليه ، وثقة به - ولقد قال المعصوم (( إن الله كتب الإحسان على كل شئ ، فإذا قتلتـم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحدد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته . )) بل إني لا أعلم إيجابية تبلغ إيجابية من يعمل الواجـب المباشـر جهد الإتقان (( لأن الله قد كتب الإحسان على كل شئ )) ثم يرضى بالنتيجة مهما كانت من غير أن تذهب نفسه حسرات عند الخيبة ، أو يستخفه الفرح عند النجاح ، والله تبارك وتعالى يربينا ، في ذلك ويؤدبنا ، بقوله جل من قائل (( ما أصاب من مصيبة ، في الأرض ، ولا في أنفسكم ، إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ، إن ذلك على الله يسير * لكيـلا تأسـوا على ما فاتـكم ، ولا تفرحـوا بما آتـاكم ، والله لا يحب كل مختال فخور . ))

    ويقول:
    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=23&chapter_id=10
    هنا ايضا النص كاملا:
    Quote: هناك زواج في ((الحقيقة)).. وهناك زواج في ((الشريعة)).. فأما، في (الحقيقة) فإن زوجتك هي صنو نفسك.. هي شقيقة نفسك.. هي انبثاق نفسك عنك خارجك.. وهي، بذلك جماع آيات الآفاق لك.. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ((سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسـهم، حتى يتبين لهم أنه الحق.. أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟؟)).. وما يقال، في هذا المستوى، عن موضع الزوجة من الزوج، يقال عن موضع الزوج من الله.. فالزوجة هي أول تنزل من الوحدانية الحادثة إلى الثنائية.. هذه هي الزوجة في ((الحقيقة)): ((يا أيها الناس اتقوا ربكم، الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا، ونساء.. واتقوا الله الذي تساءلون به، والأرحام.. إن الله كان عليكم رقيبا)).. وهذه النفس الواحدة هي، في أول الأمر، وفي بدء التنزل، نفس الله، تبارك وتعالى - هي الذات القديمة التي منها تنزلت الذات الحادثة، وتلك هي الإنسان الكامل (الحقيقة المحمدية).. والإنسان الكامل هو أول قابل لتجليات أنوار الذات القديمة - الذات الإلهية- وهو، من ثم، زوجها.. وإنما كان الإنسان الكامل زوج الله لأنه إنما هو في مقام العبودية.. ومقام العبودية مقام انفعال، في حين أن مقام الربوبية مقام فعل.. فالرب فاعل، والعبد منفعل.. ثم تنزلت من الإنسان الكامل زوجته.. فكان مقامها منه، مقامه، هو، من الذات.. فهي منفعلة، وهو فاعل.. وهذا هو، في الحقيقة، مستوى العلاقة ((الجنسية)) بين الرجل والمرأة.. وقد خلق الله تبارك، وتعالى، من كل شئ زوجين، اثنين.. والحكمة في خلق الزوجين هي أن تستطيع العقول أن تدرك الأشياء.. لأن العقول إنما برزت بالثنائية، ولا مجال لها في الإدراك في مرتبة الوحدة المطلقة.. قال تعالى، عن حكمة خلق الأزواج: ((ومن كل شئ خلقنا زوجين، لعلكم تذكرون)).. هذه هي العلة في خلق الزوجين: ((لعلكم تذكرون)).. و((تذكرون)) هنا تعني تميزون، وتعلمون.. وإنما سمي (العلـم) تذكراً، لأننا، في الواقع لا نتعلم شيئا مستانفاً، وإنما نحن فقط نتذكر ما قد نسينا.. ذلك بأن فينا، مركوزة، الحقيقة الأزلية - الذات المطلقة- ولكنا نسيناها، فجاء القرآن، بتشاريعه في العبادة، وفي العادة، ليذكرنا بهذه ((الحقيقة)) التي نسيناها: ((ولقد يسرنا القرآن للذكر * فهل من مدكر؟)).. وإلى خلق الأزواج كلها أشار، تبارك وتعالى، بقوله: ((سبحان الذي خلق الأزواج كلها، مما تنبت الأرض، ومن أنفسهم، ومما لا يعلمون)).. ((ومما لا يعلمون)) هذه، تحوي الإشارة إلى زوج الذات الحادثة ((ومن أنفسهم)) هذه، تحوي العبارة عن أزواجنا - المرأة- و ((مما تنبت الأرض)) هذه، تحوي الإشارة إلى كل شئ.. وحين يكون إنجاب الذرية هو نتيجة العلاقة ((الجنسية)) بيننا وبين نسائنا: ((وبث منهما رجالا كثيراً، ونساء))، تكون ثمرة العلاقة بين الذات القديمة وزوجها - الإنسان الكامل- المعارف اللدنية.. فإن انفعال العبودية للربوبية يرفع الحجب التي أنستنا النفس التي هي أصلنا - نفس الله، تبارك، وتعالى: ((يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة)).. وحين يتم اللقاء بين هذين الزوجين - الذات الإلهية، والإنسان الكامل - ينبث العلم اللدني، في فيض يغمر العبد العالم من جميع أقطاره.. ومن هذا العلم.. اللدني رجال، ونساء، ((وتلك الأمثال نضربها للناس، وما يعقلها إلا العالمون)).. فهذا الوضع بين الذات الإلهية، والإنسان الكامل - انفعال العبودية بالربوبية - هو الذي جاء الوضع منه بين الرجال والنساء- انفعال الأنوثة بالذكورة.. وهو ما يسمى عندنا، بالعلاقة ((الجنسية)).. وهي علاقة عظيمة الشرف لأنها، حين تقع بشريعتها بين الأطهار الرفعاء، العارفين بالله، تكون ثمرتها، المباشرة تعميق الحياة، وإخصابها، ووصلها بالله، بغير حجاب.. وهذه هي ذروة اللذة.. وتكون ثمرتها، شبه المباشرة، المعارف اللدنية، التي تفاض والتي تغمر الذكر، والأنثـى، اللذين تقع بينهما هذه المشاركة النظيفة الرفيعة.. ثم تكون ثمرتها، غير المباشرة، الذرية الصالحة من بنين وبنات: ((وبث منهما رجالا كثيرا، ونساء..)).. وإنما عنيت بالمباشرة المتصلة بالذات الإلهية، وشبه المباشرة، التي تليها من حيث القرب من الذات، وغير المباشرة التي تلي هذه.. ثم تتوالى اللذات في التنزل كلذة الاستمتاع، والانتفاع بالذرية الصالحة، التي تكون قرة عين في الدنيا والآخرة..
    ومن أجل شرف هذه العلاقة ((الجنسية)) الذي حاولنا أن نبينه في الأسطر السابقات وقع شديد الحرص عليها في الدين.. وهي أكبر مظهر للحياة في مجال تعبيرها عن وجودها.. ومن أجل ذلك قامت على تنظيمها أول ((شريعة)) عرفها الإنسان، ووقع عليها أول ((كبت)) في العقل الباطن.. ومن أجل هذا ((الكبـت)) الذي وقـع في ((قـاع)) العقل شرع الرجم بالحجارة.. تصوب إلى الدماغ، عقوبة على مخالفة الممارسة.. وشدد في أمر عقوبة الزنا على العموم.. أكثر من ذلك!! شددت العقوبة على القاذف به غيره إن لم يستطع أن يثبته عليه.. فكان أدق حدين في الإسلام حد الزنا، وحد القذف.. قال تعالى: ((والذين يرمون المحصنات، ثم لم يأتوا بأربعة شهداء، فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا، وأولئك هم الفاسقون)) بل أكثر من ذلك!! شدد في زجر الخائضين فيه.. فقال: ((ولولا فضل الله عليكم، ورحمته في الدنيا والآخرة، لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم: ما يكون لنا أن نتكلم بهـذا، سبحانك، هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا، إن كنتم مؤمنين))..
    وقال في وعيده الذين يتهاونون في هذا الخوض: ((إن الذين يرمون المحصنات، الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم، وأيديهم، وأرجلهم، بما كانوا يعملون)).. بل أكثر من ذلك!! فإنه توعد، أشد الوعيد، الذي يسمحون لخواطرهم أن تجول في نسبة الزنا للآخرين.. فقال، تبارك، وتعالى: ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم، في الدنيا والآخرة، والله يعلم، وأنتم لا تعلمون)).. ولم ينه الله، تبارك، وتعالى، عن مقارفة الزنا نفسه، بل نهى حتى عن مقاربته فقال، عز من قائل: ((ولا تقربوا الزنا.. إنه كان فاحشة، وساء سبيلا)).. ولخطر هذا الجرم عنده شدد في إثباته، تشديداً يجعله في حكم المستحيل.. ويكفي أن يقال أنه لم يقع، في طول تاريخ الإسلام، إثبات شرعي لجريمة الزنا: وما وقع فيه من إقامة الحدود لم يقع إلا بالاعتراف.. ثم يجيء التشديد من جانب المعصوم.. فيقول: ((لا يزني الزاني، حين يزني، وهو مؤمن)).. وهذا أمر في غاية الخطـورة.. ذلك بأن هذا الحديث إنما يعني أن الإيمان يرفع عن المؤمن، لحظة المقارفة، حتى أنه لو مات فيها مات على غير الإيمان.. ويقول المعصوم، في هذا التشـديد أيضا، ((يا أمة محمد!! والله ما أحد أغير من الله، أن يزني عبده، أو تزني أمته.. يا أمة محمد!! والله لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا..))..
    هذا قليل، من كثير، يقال في إحاطة هذه العلاقة الرفيعة، بين الرجل والمرأة، بأسباب الصيانة، والحفظ.. وهي، لمكان كرامتها، وعظيم أثرها في حياتنا، لا يحفظ علينا صونها إلا الله.. قال تعالى في ذلك: ((يأيها الذين آمنوا!! لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء، والمنكر.. ولولا فضل الله عليكم، ورحمته، ما زكى منكم من أحد أبدا، ولكن الله يزكي من يشاء.. والله سميع عليم..))..قوله: ((فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر..)).. ((الفحشاء)) هنا الزنا.. ((والمنكر)) هنا اتهام الآخرين به.. قوله: ((ولولا فضل الله عليكم، ورحمته، ما زكى منكم من أحد أبدا، ولكن الله يزكي من يشاء..))، يعني ما تطهر، ولا تصـون، ولا تنظف من أوحال الممارسة، غير المشروعة أحد أبدا.. قوله ((ولكن الله يزكي من يشـاء)) بشرى بعموم الزكاة.. فإن العباد بها، جميعا، سيتزكون.. وجاءت العبارة الفاصلة بقوله: ((والله سميع عليم))، لتؤكد هذا المعنى الذي ذهبنا إليه.. فهو ((سميع)) لنداء الفروع التي تطلب الأصول وقد حجبتها عنها الخطيئة.. وهو ((عليم)) بطريق خلاصها من الخطيئة، لتعود إلى وطنـها في الذات: ((يأيها الناس اتقـوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحـدة)).. وقـد أسلفـنا في ذلك القول..
    وفي عجزنا عن صون أنفسنا، ومجيء الصون من فضل الله علينا قال تعالى: ((الرجال قوامون على النساء، بما فضل الله، بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم.. فالصالحات قانتات، حافظات للغيب، بما حفظ الله.. واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن.. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا.. إن الله كان عليا كبيراً..)).. قـوله: ((الرجال قوامون على النساء)) يعني أوصياء، متسلطون، لهم عليهن حق الطاعة.. فإن قلت ما هي الحكمة وراء هذا التسليط؟؟ قلنا: الحفظ - حفظ فروج النساء- هذا في المرحلة.. ويجيء قوله تعالى: ((فالصالحات قانتات حافظات للغيب))، ومعنى الصالحات الطاهرات، الصينات.. ومعنى قانتات مطيعات لربهن، ولأوليائهن من الرجال.. ومعنى((حافظات للغيب))، حافظات لفروجهن هذا الحفظ يكون بدوافع من طاعة الله، والخوف من الله، ويكون بطاعة الأولياء، والخوف من الأولياء.. هذا جميعه في المرحلة.. ثم تفضي المرحلة إلى العفة، والصيانة المضروبة على الرجال والنساء جميعا والتي أشار إليها، تبارك، وتعالى، هنا إشارة لطيفة بقوله: ((بما حفظ الله)).. ويطيب لي هنا أن أشير إلى أس الرجاء في هذه الآية لجميع النساء، وذلك أنهن حين يبلغن هذا المبلغ من العفة، والتصون، ترفع وصاية الرجال عنهن ويكون إليهن، في ظل الله، أمر القيام على أنفسهن، تحت وصاية القانون..

    فهل سيغير ايراد النص كاملا المعنى والمقصود
    وحتى ننصف الرجل فهو لا يقصد بالزوج هنا زوج النكاح !!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de