تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 03:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2011, 04:54 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"

    يستهدف هذا البوست تسليط الضوء على رواية هشام آدم "قونقليز" التي نشرت مؤخرا بفضل مبادرة الكاتب عماد البليك في الرابط التالي:
    http://e-booksudan.com/
    وقصدنا من ذلك فتح نقاش حول الرواية مما قد يساعد كاتبها في تطوير تجربته الروائية و أغنائها و تجنب ما يمكن أن يعتبر من عثرات الرواية.و ننطلق مما سبق ان قال به الكاتب الكبير معاوية نور قبل تسعة و سبعين عاما و بالتحديد في السابع عشر من سبتمبر عام 1931 في جريد مصر-العدد 10278 في مقال بعنوان "أديب معاصر-إبراهيم عبد القادر المازني:
    Quote: لا أعرف على وجه التحقيق ما الذي ينأى بالكتّأب في مصر عن تناول أعمال زملائهم الأدباء بالدرس و النقد.و لا أعرف ما الذس ينأى بفلان الأديب الكبير أن يعرض لفن صاحبه-فلان-الأديب المعاصر الآخر-بالدرس التقديري.و القارئ الذي يتتبع حركة النقاد و التأليف في مصر يشقه و لا يسهل عليه أن يجد الدراسات الأدبية الوافية عن أدب هيكل و المازني و العقاد و سلامة و خلافهم من أدباء هذا العصر.و كل ما كتب عن هؤلاء الأدباء إنما هو بسبيل اللمحة الخاطفة و الخاطرة السريعة لمناسبة صغيرة.و لكنك قلّ أن تعثر أو محال أن تعثر على تقدير أدبي وافٍ كتبه هيكل مثلا عن الأستاذ العقاد،أو دراسة فنية دقيقة كتبها أديب معاصر عن المازني و مكانته في الأدب المصري أو غير هؤلاء من الكتّب و النقّاد.و أعرف فوق كل هذا أن كتابة الأدباء المعاصرين عن زنلائهم هي أروج الكتابات و أكثرها ذيوعا في الأدب النقدي في أوروبا هذه الأيام.
    فأنت تلجأ"لشسترون":لتعرف رأيه في أدب "برنارد شو".كما أنك لو أردت أن تطالع ما كتب عن "ولز" لا غنى لك عن إستشارة "أرنولد بنيت" و هكذا فهذا الأديب يكتب عن ذاك من المعاصرين دراسات مطولة و بحوثا تتناول أمهات المسائل ووجوه الإختلاف أو جمال أدبه و روعة فنيه!.

    و يعزو معاوية نور ظاهرة عدم الكتابة بين الكتاب إلى "الخلق الشرقي" شارحا ذلك حين قال:
    Quote: و لعل للخلق الشرقي النصيب الأوفر في هذه الظاهرة التي تدل أكثر ما تدل على عدم الصراحة أو الرغية في خدمة الأدب و الفن خدمة لا تتصل بأهواء الساعة و نزوات الميول الشخصية و عدم مواجهة الأدباء لبعضهم وجها لوجه في ميدان المساجلة و النقد-هذه ظاهرة شرقية و هي مسألة خلقية قبل أن تكون أدبية و كنا نود أن نرى رأي أدبائنا في دراسات نزيهة عن بعضهم البعض.

    و يمدِّد معاوية نور دعوته لتطال العلاقة بين الأجيال المختلفة من الكتاب.يقول:
    Quote: و كنا نود فوق كل هذا و ذاك أن نسمع صوت الجيل الجديد في من سبقهم من الكتاب في الزمان و الحظوة لدى القراء.فأنا أعرف أن شباب الكتاب في كل جيل و في كل بلد سوى مصر هم أنشط الأدباء و أشدهم جرأة و ثورة.و أعرف الحال في انجلترا من بلدان أوروبا على وجه التحقيق.أعرف أن "الدوس هكسلي" و "ج.ب.بريستلي" و "مايكل ارلن" و أضرابهم هم قوة يأبه لها كبار الأدباء و تخشاهم الصحف الأدبية و الناشرون.فلهؤلاء الكتاب حملات و دراسات نقدية عن كتاب الجيل الماضي أمثال "شو" و "ولز" و "جولزورثي"و "كنراد"-معروفة مشهورة حتى أن اسم "الدوس هكسلي" أصبح عنوان الشباب المتجدد الثائر الهدام. و أعرف أن قلمه لم يقتصر على معاصريه دراسة و نقدا و تمحيصا.بل انه تناول عبقريات الأمة الانجليزية المقررة و لم يقف منها موقف القداسة و الخشوع و لكنه تناولها غير هياب و لا وجل في جرأة نادرة و حصافة رأي و عمق بديهة فانزل "دكنز"-أكير قصاصي الانجليز-من ربوته العالية و أبان مواضع الضعف في فنه و اقترب من "وردزورث" و "ادحار الان بو" فسخر منهما و ضحك.و كان أن ردد العالم الأدبي ذلك الضحك و تلك السخرية.و قد يكون في آراء "الدوس هكسلي" كثير من الخطأ و قد لا يكون. و لكنه أصبح مثال الشباب المفكر و رائد نزعة فكرية و إمام مدرسة و هو لم يتجاوز الثلاثين عمرا.

    ثم يوضح معاوية نور بعد ذلك معياره للكتابة عن مجايليه مختصرا ذلك في "قول الحق" و إبعاد عنصر الصداقة.يقول:
    Quote: و إذاً فقد صحت نيتنا أن نوالي الكتابة في الأدب المصري المعاصر و عن زعماء الكتابة في هذا البلد كتابة وافية و ليس لنا من دافع سوى قول الحق من غير أن تجعل الاعتبارات الأخرى تتحكم في دراستنا و لا نجعل للصداقة مكانا ينأى بنا عن الحق.فإن للأدب علينا حقا و للقراء حقا مثله.

    المصدر-الأعمال الأدبية لمعاوية نور-جمعها و أعدها للنشر الأستاذ رشيد عثمان خالد-دار الخرطوم للطباعة و النشر و التوزيع-1994-ص ص 75-76.

    و لهذا نوجه الدعوة إلى كل القراء والقارئات و خاصة الكتّاب منهم وأخص بالذكر فضيلي جماع و بشرى الفاضل و محسن خالد و مصطفى مدثر و عبد الحميد البرنس وأبو جهينة و عبد المنعم ابراهيم الحاج و كبر و خالد عويس و الجندرية و عثمان محمد صالح"لعله بخير" و عماد البليك و محمد النعمان و "تراث".ومعظم من ذكرناهم لهم مساهمات في كتابة القصة القصيرة و الرواية. و معذرة إذا فاتني ذكر أحد.

    و سأعطي الكتّاب و الكاتبة و القارئات والقراء مهلة لقراءة الرواية، و سأعود لابداء تعليقاتي كفاتحة للنقاش يوم الثلاثاء القادم كان الله هوّن. و نتوقع مساهمة كاتب الرواية الاستاذ هشام آدم .

    كنّ\كونوا بخير
                  

01-02-2011, 06:36 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    الأديب العزيز أسامة الخواض، شكراً لك لفتح
    هذه النافذة، ومن هسا حاجز كرسي في هذا البوست
    للمتابعة

    تحياتي لك وللأديب الصديق هشام آدم
                  

01-02-2011, 08:48 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: النذير حجازي)

    مرحب بك يا النذير
    و كل عام وأنت و بخير.
                  

01-02-2011, 09:37 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    الصديق المشّاء
    ارقد عافية


    شكرا لأنك أتحت لنا قراءة هذه الرواية صراحة سعدت بالرابط أيما سعادة.
    وسنسعد أكثر بقراءتك وإن كنت اريدها قراءة لا يطاردها الزمن ولا يحاصرها
    حدث. وأتمنى مشاركة لصيقة من كل الذين لهم إهتمامات بقراءة هذا الجانب
    من الحياة. حتما سيجد مني هذه البوست إهتماما بالمتابعة اللصيقة.
    النذير ياصاحب أحجز لي بالقرب منك .لك التحية.
                  

01-02-2011, 09:39 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    الأستاذ: أسامة الخواض
    تحية طيبة
    وكل عام وأنت بألف خير، أنت ومن تحب

    في البدء أشكرك على هذه اللفتة البارعة والتي كنتُ بحاجة إليها وبشدة ، تماماً كما قلتَ: حتى أزيل عثرات الكتابة لدي، وأن أعرف موطئ قدمي من الكتابة الروائية، وبالتأكيد سوف أتابع بشغف هذا الخيط وأتمنى أن أستفيد من النقد الذي سوف يُقال في هذا الخيط

    لك مني كل المودة والتقدير

    _________
    التحية موصولة إلى الأخ الصديق النذير حجازي
    كل عام وأنت بألف خير يا صديقي وأتمنى أن يكون 2011 عام خير عليك وعلى أسرتك وعلى كل من تحب
                  

01-03-2011, 03:07 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: هشام آدم)

    العزيز هشام آدم
    دعني أستغل وجودك هنا لأقول ألف مبارك الجائزة وقطع شك هذا العمل يستاهل الكثير من الإضاءة
    ليتعرف الناس بمساهمتك على وجه الخصوص في الجانب الروائي، ولدي ملاحظات في أكثر من
    جانب من جوانب ما قرت حتى الآن حيث إنني مقبل على فصل " التركة" ربما تتبدل هذه الملاحظات
    بقراءتي حتى النهاية .
    لك التحية
                  

01-03-2011, 06:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    العزيز عبد المنعم:
    مرحب بيك و كل عام وأنت و الاسرة بخير.
    نتوقع مساهمتك و مساهمة الآخرين خاصة من يكتبون القصة القصيرة و الرواية،وحتى نحقق أمنية للكاتب الكبير معاوية نور و نستفيد من الجو الاسفيري الذي يتيح لنا امكانية التواصل ورفد المبدعين بملاحظاتنا.

    الكاتب هشام آدم:
    مرحب بيك و كل سنة و أنت طيب.
    أتابع مناقشاتك الثرية و نفسك الهادئ،رغم أنك أعلنت تمتعك بضيق نفس لم ألحظه.
    مرحب بك مرة أخرى.
                  

01-03-2011, 09:01 PM

Mustafa Muckhtar
<aMustafa Muckhtar
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    شكرا على الكتاب
    سوف أعود بعد القراءة
    تحياتي للكاتب و صاحب اتلبوست

    مصطفى
                  

01-04-2011, 02:20 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: Mustafa Muckhtar)

    تحياتي يا أسامة، لك ولصاحب العمل الصديق هشام وللضيوف
    وشكراً جزيلاً على المضافة النقدية والشكر الوفير على جلبك لكلام معاوية نور، عسى ولعلّ يجد التنبّه والقراءة، فهو كلام مهم للغاية.
    النقد لعمل أدبي روائي كامل، هذا يحتاج لجاهزية وتحضُّر وتدبير كما تعلم، ويبدو أنك توافرت على ذلك.
    عن نفسي، كأحد المدعوين، سأكون متابعاً حميماً لهذا الكتاب، وسأتداخل لو وافتني خواطر التداخل لإبداء وجهة نظر أو رؤية.. إلخ
    شكراً لك ولهشام
    وتحياتي للجميع


    --------
    أين صديقنا الناقد ود النور كبّر؟ له كلامات ببوست أبي جهينة بهناك، وهي كلامات له كررها كثيراً، لدرجة فكّرت أفتح بوست وأقول له فيه (إنت هنا) ثم أشير للقلب وأقفل قوس الخافقين على المحبّة والتقدير لابن النور. لأنَّني شخصياً من المقدّرين لأعماله والمتابعين لها باستمرار، ولكن الرجل يبدو أنّه متحسس من عدم تعاونٍ ما من قبلنا. عن نفسي أبرأُ منه برءاً كاملاً، وبالحق لم أجد الوقت لأقل لكبر هذا شكراً جزيلاً على كل خدماتك التي قدمتها في حقل الثقافة السودانية. علي بالحلال يا أسامة فكّرت في فتح بوستين لأجل تكريمه من أبو الخشم دا، واحد هنا والثاني في سودانيات. له التحية أينما كان.

                  

01-04-2011, 06:35 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: محسن خالد)

    عزيزي محسن خالد
    كل عام و أنت أكثر إبداعا وصحة.
    شكرا على تلبيتك لدعوة محاوية نور.

    لست جاهزا لاجراء "مقاربة نقدية"،و لذلك اسميتها "تعليقات نقدية" يمكن أن تساهم في إضاءة النص و أيضا المساهمة في دفع تجربة هشام الروائية،رغما أنني لم أطلع على روايته الأربع التي وجدت عناوينها في مدونته. كما انطلقت أيضا من تفهم هشام إلى أن النقد يمكن أن يفيد الكاتب "راجع ذلك في حوارأجرى معه في "أجراس الحرية" و قد تم نشره في المدونة.

    أما بالنسبة لصديقنا كبر ،فقد تلمست مثلك أنه يشكو من الاهمال.و قد أشار إلى شخصي ضمن أسماء أخرى لم تهتم بسماهماته التي للأسف لم أطلع عليها إلا في بوست "أبو جهينة".فله العتبى حتى يرضى.

    و في انتظار أستاذ فضيلي و البرنس و بشرى الفاضل وبقية العقد الكريم.
    مع خالص محبتي

    للاطلاع على مدونة هشام آدم،الرجاء زيارة الرابط التالي:
    http://hishamadamme.blogspot.com/
                  

01-04-2011, 06:50 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    باضت ليكـ في قفص يا هشام!!!
    احتمال تكون اشتريت بدلة على حس البوست دا!!









    _
    تحياتي الخواض ضيوفه
                  

01-04-2011, 07:54 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: محمد عبد الماجد الصايم)

    متابعة عن كثب
    اليوم الثلاثاء
    في إنتظار رؤية الخواض


    تسلموا
                  

01-04-2011, 08:06 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: اسامة الكاشف)

    الأخ العزيز مصطفى مختار:
    أولا كل عام و أنت بخير.
    ثانيا كلي أسف لانني لم أر مداخلتك إلا الآن.
    ثالثا في انتظار مساهمتك بعد إكمال القراءة.

    سمي أسامة الكاشف:
    الساعة عندنا الحادية عشرة مساء الاثنين،جاييك بكرة كان الله هوّن.
    وكل عام و أنت بخير.
                  

01-04-2011, 10:15 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    Quote: وقد أشار إلى شخصي ضمن أسماء أخرى لم تهتم بسماهماته التي للأسف لم أطلع عليها إلا في بوست "أبو جهينة".
    أسامة الخواض


    الذي أعتقده أنَّ كبّر ممن سبقوني إلى الكتابة في هذا المكان، على الأقل، وأنت أيضاً، باستبعاد أماكن الكتابة الأخرى لأنَّها لم تتوفّر لزولي بتاع الخلاء هذا كما توفّرت لك.
    أقصد جيرتكما في الكتابة هنا وما إليه، أيام لم يكن هذا المكان يعاني من ازدحامه الحالي الذي يعمي عن الكتابات الجيدة.
    فجملتك هذه (بالأحمر) أثارت حَيْرتي وشطبت رأسي عديل!
                  

01-04-2011, 12:13 PM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: محسن خالد)

    ..
                  

01-05-2011, 00:52 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: محمد يوسف الزين)

    عزيزي محمد عبد الماجد الصويم
    لم ألحظ تحيتك للبوست إلا بالصدفة،فمعذرة و شكرا على المرور.

    عزيزي محمد يوسف الزين
    مرحب بيك،
    و جاييك وقد أتأخر شوية لأسباب قاهرة.

    عزيزي محسن خالد
    سلام
    قلت:
    Quote: الذي أعتقده أنَّ كبّر ممن سبقوني إلى الكتابة في هذا المكان، على الأقل، وأنت أيضاً، باستبعاد أماكن الكتابة الأخرى لأنَّها لم تتوفّر لزولي بتاع الخلاء هذا كما توفّرت لك.
    أقصد جيرتكما في الكتابة هنا وما إليه، أيام لم يكن هذا المكان يعاني من ازدحامه الحالي الذي يعمي عن الكتابات الجيدة.
    فجملتك هذه (بالأحمر) أثارت حَيْرتي وشطبت رأسي عديل!


    جملتك بالأحمر تحتاج إلى الرجوع إلى تاريخ هذا المنبر. فحتى في أيام عزه ،كما يسميها كبر في مداخلته الغاضبة في بوست ابو جهينة،كان المنبر يشكو من اختفاء المساهمات الجيدة سريعا من الصفحة الأولى و انزوائها في الصفحات التالية مما يحرم الكثيرين من قراءتها.و قد عزت الغالبية عدم دخولها لتلك البوستات لانعدام الاضافة،فتم اقتراح أن يكتفي القراء ب"فوق" أو "أب" حتى يظل البوست المعني في الواجهة.إذن المشكلة قديمة،و لذلك لم يكن من المستبعد عدم اطلاعي عليها.

    اتفهم جيدا مدى المعاناة النفسية الناتجة عن الاهمال و التجاهل،و لكن لي عتب على "كبر"، و يتمثل في ان من تكن الكتابة مهما كان شكلها مشروعا له،فعليه بالصبر و أن ينظر إلى أبعد من ذلك،إذ يمكن لما ينشره هنا أن يكون مشروعا لكتاب ينشره في المستقبل.
    مع تقديري
                  

01-05-2011, 07:20 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    أخي المشاء

    سلام و تحية

    أولا نشكرك على إفتراع هذا البوست النقدي أو ( التعليقات النقدية ). و الشكر على دعوتك الكريمة للإدلاء بدلائنا.

    و أقف هنا :

    Quote: و إذاً فقد صحت نيتنا أن نوالي الكتابة في الأدب المصري المعاصر و عن زعماء الكتابة في هذا البلد كتابة وافية و ليس لنا من دافع سوى قول الحق من غير أن تجعل الاعتبارات الأخرى تتحكم في دراستنا و لا نجعل للصداقة مكانا ينأى بنا عن الحق.فإن للأدب علينا حقا و للقراء حقا مثله.


    و ما بالأحمر هو بيت القصيد في العملية النقدية في مقال الأستاذ معاوية نور و يشكل معلما بارزا في بعض الآراء التي تصاحب بالتعليق بعض المقالات و النصوص في المنابر.

    بالإضافة إلى ردك على أخي محسن :

    Quote: جملتك بالأحمر تحتاج إلى الرجوع إلى تاريخ هذا المنبر. فحتى في أيام عزه ،كما يسميها كبر في مداخلته الغاضبة في بوست ابو جهينة،كان المنبر يشكو من اختفاء المساهمات الجيدة سريعا من الصفحة الأولى و انزوائها في الصفحات التالية مما يحرم الكثيرين من قراءتها.و قد عزت الغالبية عدم دخولها لتلك البوستات لانعدام الاضافة،فتم اقتراح أن يكتفي القراء ب"فوق" أو "أب" حتى يظل البوست المعني في الواجهة.إذن المشكلة قديمة،و لذلك لم يكن من المستبعد عدم اطلاعي عليها.

    اتفهم جيدا مدى المعاناة النفسية الناتجة عن الاهمال و التجاهل،و لكن لي عتب على "كبر"، و يتمثل في ان من تكن الكتابة مهما كان شكلها مشروعا له،فعليه بالصبر و أن ينظر إلى أبعد من ذلك،إذ يمكن لما ينشره هنا أن يكون مشروعا لكتاب ينشره في المستقبل.مع تقديري

    و حتى قراءة الرواية

    دمتم أستاذنا أسامة

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-08-2011, 07:29 AM)

                  

01-05-2011, 07:22 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    تحياتي يا أستاذ أسامة .
    Quote: و قد عزت الغالبية عدم دخولها لتلك البوستات لانعدام الاضافة،فتم اقتراح أن يكتفي القراء ب"فوق" أو "أب" حتى يظل البوست المعني في الواجهة

    وأحدث ما يمكن أن يشهد لرأي الأغلبية هو خيطك هذا :
    (تعليقات نقدية على رواية هشام آدم )

    ومن يوم 02-01-2011, 03:54 ص
    ظللت أنقر هذا العنوان لقراءة هذه التعليقات النقدية
    لكني لم أجد شيئا حتى هذه اللحظة من هذه التعليقات !
    القارئ الذي سيدخل لقراءة تعليقات الخواض النقدية على رواية هشام آدم
    سيجد نفسه مجبرا لقراءة حوارات جبر الخواطر بين عظام الكتاب وتبادل المجاملات
    بينهم !
    هل هي مبالغة في التشويق ؟ أم ؟ أم ؟أم؟ أم ؟ أم ؟؟؟
                  

01-05-2011, 08:09 PM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: Mohamed E. Seliaman)

    تحياتي استاذ اسامة الخواض، وتهنئة متأخرة للروائيين هشام آدم و طه جعفر، في خضم شح مشهود في الوقت قرأتُ التقديم للرواية في موقع البيت السوداني للكتاب الالكتروني واستوقفتني هذه العبارة (نص "قونقليز"، و هي العنوان الدال الذي يحيل لطعم و رائحة الموت، ) فوجدتني استعيد طعم القونقليز اللاذع ورائحته التي تستدعي مشهداً لدكان قديم تتداعى فيه الشوالات القديمة على أرضيته الترابية باهمال ويتكوم القونقليز في "طشت" متوسط الحجم في طاولة قديمة آيلة للسقوط، لكن لم تستدع رائحته ولا طعمه الموت في ذاكرتي وقد ذكرت العلاقة في العبارة بشكل قطعي يستدعي القارئ مراجعة مسلمات علاقات طعم ورائحة القونقليز الشرطية، إهداء الكتاب أحالني إلى لا أُبالية وجودية قرأتها مقرونة بقراءاتي السابقة للكاتب ومعاركه الاسفيرية الصاخبة هناوفكرت وأنا أقرأ (شخص شده العنوان وشخص شدته لوحة الغلاف) فكرت بأن من سيشتري الكتاب سيحتاج لما هو أعمق من عنوان ولوحة....
    سأقرأ وأكتب هنا إن سمحت لي كل ما عن لي ...
    تحياتي
                  

01-05-2011, 11:59 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: Mohammed Elhaj)

    الأصدقاء جميعا هنا.. حبابكم
    كل عام و انتم بخير..و ح ارجع بالتفصيل..

    مدخلي لهذا الخيط يتفق مع الفكرة التي ساقها الصديق محمد الحاج..وبعدها ساقدم ما تيسر لي من فهم قراءة رواية صديقنا هشام ادم (قونقليز)..
    اصدق التهاني للصديق جعفر طه في روايته (فركه) و التي نتمنى أن نقرأها هنا ايضا..و التهاني موصولة للصديق هشام في روايته (قونقليز)..

    و بالطبع لا يفوتنا ان نهنئ الصديق عماد البليك (حلال المشبوك) الذي اجتهد لتوفير كثير من الكتب بصورة ميسرة..


    اعتذر للقراء قد تجئ مداخلاتي متلاحقة هنا..و السبب لأنو عندي مشكلة وكت.. يعني الواحد يقرا و يتابع و يعمل ملاحظات..و في النهاية يلقى روحوفي مطب ضيقة عند نشر المداخلات..و تظهر كانها خرمة نقة..

    و للجميع العتب..

    كبر
                  

01-06-2011, 00:10 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: Kabar)





    في رد الإعتبار للتبلدي ، كواهب للحياة ، وليس رائحة الموت:
    عن رأي لجنة التحكيم:


    ثمة ملاحظة عن تسبيب لجنة التحكيم في قرارها حول رواية (قونقليز لهشام ادم) ، قالت اللجنة (قونقليز العنوان الدال على رائحة الموت) ، و هذه الجزئية تحتاج التوقف و التأمل و المراجعة ، لأنها اصبحت دمغة تقييم و تكييف لمجمل الرواية ، و معظم القراء و القارئات سيأخذ بها و يعتبرها مدخل لفهم احداث الرواية. و في اعتقادنا هي اشارة خادعة و مضللة.

    القونقليز هو ثمرة شجرة التبلدي ، و في المثيولوجيا و ذاكرة بعض المجتمعات السودانية (مثلا في كردفان) التبلدي يرتبط بالحياة ، عكس الموت ، و يعد التبلدي واهب الحياة. في مجتمعات شمال كردفان ، وهي جغرافية يصيبها الجفاف و العطش كثيرا ، فالتبلدي مرتبط بتخزيين الماء ، و الماء هو سر الحياة . و الإنسان هناك يستخدم اوراق التبلدي الخضراء في نظامه الغذائي (مكافحا للموت جوعا) ، و يستخدم ثمرته في العلاج ، و يستخدم لحائه في صناعة الحبال و العناقريب ، و ظل شجرة التبلدي عنوان للضرا الكبير و هو مجمع الملمات فرحا أو كرها. باختصار التبلدي هو عنوان الخصب و العطاء ، و تلك اظنها من عناوين الحياة الكثيرة ، ولا علاقة لها بالموت من بعيد أو من قريب..!

    استغربت لإشارة لجنة التحكيم بان رائحة القونقليز هي رائحة الموت ،أو سلب الحياة ، و تلك اشارة غير موفقة ، اضافة لكونها تشكل تزيد بصورة اعتباطية و تظلم فكرة الرواية الأساسية. فالقونقليز ليس بثمرة سامة حتى نقول انها تشبه الموت أو تدل على الموت ، او تسبب الموت.بل بالعكس ، ان كان المرض طريق مؤدي للموت ، فالقونقليز في بعض الأحيان يستخدم في علاج المرض ، أي محاربة الموت..!!

    في الرواية اشارات كثيرة تذهب الى عكس ما ذهبت اليه فكرة لجنة التحكيم عن عنوان الرواية ، و في نفس الوقت تؤكد أن الرواية تستطبن التبلدي ( و ثمرته القونقليز) كمعنى معادل لمعنى الموصوف واهب الحياة. عنوان الفصل الأول (في عزاء القونقليز) ، و عمليا يبدا بفكرة ذهاب بطل الرواية شرف الدين الى حضور و تقبل العزاء في امه المتوفية ، و ان كان عنوان هذا الفصل لم يتحدث صراحة عن ان القونقليز ، كواهب للحياة ، معادل للأم كواهب للحياة ، الإ ان الإشارة فيه تذهب لذلك. مثلا في الفصل الأول يقول الرواي في وصف فكرة الأم، واهبة الحياة عند بطل الرواية ، (و رائحتها القريبة من رائحة القونقليز) ، نفس الفكرة تكررت في الفصل الخامس (شئون عائلية) حيث يقول الراوي في وصف بطل الرواية (باحثا عن رائحة امه القريبة من رائحة القونقليز ) ، و ايضا تكررت في الفصل السابع و عنوانه (المتوتر) حيث يقول الرواي عن البطل (أو عن رائحتها التي تشبه رائحة القونقليز).

    و الرواية قالت بصراحة عن فكرتها حول رائحة الموت ، و التي قطع شك لا علاقة لها برائحة القونقليز ،و يصف الراوي فكرة الموت عند بطل الرواية في اكثر من موضع . في الفصل الأول و عنوانه ( في عزاء القونقليز) يصف الرواي فكرة الرواية و فكرة بطلها عن الموت بقوله ( للموت عنده ، رائحة مزعجة و قريبة ، أو أشبه برائحة القطن المبلول) ، و نفس الفكرة تكررت في الفصل الثامن ، و هو الأخير ، و عنوانه (ذكريات مشوكة) ، حيث يحدثنا الرواي و هو يصف قمة تصاعد مأساة بطل الرواية شرف بقوله (افاق شرف و رائحة القطن المبلول تملأ خياشيمه).

    و نتساءل ببراءة: هل لا تعرف لجنة التحكيم رائحة الموت ، أم أنها لم تقرأ الرواية ؟

    كـّبر


                  

01-06-2011, 01:11 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: Kabar)


    المثلي (كآخر) : تواصل مع رواية قونقليز لهشام ادم:


    رواية (قونقليز لهشام ادم) هي رواية في المسكوت عنه اجتماعيا و اخلاقيا ، و هي في نفس الوقت تدشن نفسها كرواية (نفسية) و (اجتماعية) بطريقة أو باخرى.

    تطرقت الرواية لفكرة الأخر الأخلاقي و الإجتماعي ، و ذلك عبر محاولتها مقاربة فكرة وجود البطل المثلي المتوتر السلبي الذي ينتهي به المطاف الى المؤسسة الصحية النفسية كواحدة من ادوات العقاب و الإقصاء كما حدثنا عنها ميشيل فوكو. و ان كانت الرواية قد اختارت مجتمع قرية العيكورة القروي المعزول ، فانها لم تفارق المجتمع السوداني الكبير ، و هو مجتمع ، في راينا ، متوتر جنسيا ، و يشكل الجنس هاجسا كبير في اذهان افراده (رجالا و نساءا). في مقاربتها لموضوعة الجنس ، ذهبت الرواية الى دحض الترابية الإجتماعية و فضح النفاق الإجتماعي الكبير الذي يصنع تراتبيته الخاصة با لتمييز بين نساء الجنس المنفلت و نساء الجنس المضبوط (اكيج دينق/ وقية عبد الباسط ) فالمجتمع السوداني يقبل بفكرة الجنس مع اكيج دينق ، اما فكرة الجنس مع وقية عبد الباسط يستهجنها على اساس تقسيمات مثل بنات الناس و غير بنات الناس ،و الرواية اتفقت مع فكرة بنات الناس في هذه النقطة لدرجة انها استماتة لتقنعنا في النهاية ان ما حدث مع وقية عبد الباسط هو مجرد وهم و خيال لأن وقية تزوجت قبل خمسة عشر سنة و ذهبت مع زوجها لبلد اخر بعيد. و خلاصة الفكرة أن التقييم الأخلاقي تجاه الجنس المقبول و الجنس المرفوض غض النظر عن فكرة الحلال و الحرام. و لكن الرواية تجاوزت ذلك ، و قدمت فكرة البطل عن رؤيته للكون ، و التي دشنتها بوعيه لذاته ( و صديقه حسن البلولة/ ايضا الرواية استماتت في خواتيمها لتقنعنا بان البلولة هو مجرد خيال و انه هو البطل شرف الدين في نفسه حينما حاصره الأمن و انتحل ذلك الإسم) باعتبارهم هم الأخر. و مثل هذا الآخر لا مصير له سوى العزلة سواءا كانت اخلاقية أو اجتماعية أو عقابية. تحدثت الرواية عن البطل الذي يعيش في عوالمه الخاصة (فكرة القائمة الطويلة من المشتروات، فكرة الفشل العاطفي المتكرر ، فكرة العقاب من قبل الأب في جنية لم يعرف عنها مجتمع القرية ، فكرة الهروب الى الفضاءات الخارجية مثل حقول القصب..الخ). و في كل ذلك متابعة لتفاصيل الاخر الى ان يفصح عنها البطل اكثر من مرة.

    ايضا الرواية تطرقت للمسكوت عنه في جانب اخر. فالبطل في الرواية يقول رأيه عن امه بصورة ساخرة تزعج كثيرا افكار و اذهان الكثيرين و الكثيرات من اهل المجتمع السوداني. في المجتمع السوداني نادرا أن يصرح فرد برأي سلبي (حسب منظومة القيم) عن الأم ، وان حدث ذلك يكون في الضمير أو في مجالس خاصة للغاية.
    و جانب اخر من المسكوت عنه و تطرقت له الرواية ، هي مقاربتها لفكرة العنوسة في وسط الرجال. و هذه مشكلة اجتماعية لا يرغب المجتمع السوداني في التحدث عنها ، ولا يعترف بوجودها . طبعا الرواية حاولت مقاربة هذه الفكرة كمدخل استغلته في محاولتها مقاربة فكرة بطل الرواية عن الوجود الذاتي.

    و ان كانت الثيمة الجوهرية لرواية (قونقليز) هي تقديم نموذج البطل المثلي (باعتباره اخر اجتماعي و اخلاقي) الإ انها وهنت فكريا و فلسفيا و جماليا ، و ذلك بتواطئها مع قيم المجتمع الموجودة. الرواية في بعض مفاصلها ذهبت الى الهذيان و التماهي مع فكرة المجتمع السوداني عن المثلي. فالذهاب الى المصحة النفسية ( كمؤسسة اقصاء) بررت له الرواية بانه مؤامرة في تقسيم تركة و ارث ، و لكن تفاصيلها تذهب الى اعمق من ذلك بأعتبار أن المثلي مريض نفسيا و يحتاج العلاج. و هذه الفكرة عكس فكرة اخرى قدمها الكاتب محسن خالد ، و هو اول كاتب سوداني يقارب فكرة البطل المثلي في رواية (تيموليلت). و اذا جاز لنا المقارنة ، فمحسن خالد قدم البطل المتمرد المعتد بذاته الذي ينحاز لوعيه الخاص و يجابه الحياة ، دون التدخل باسقاط قيم اخلاقية أو اجتماعية تنتهي بان تجعل من الإنسان المثلي انسان مريض يجب على الأسرة و المجتمع أن يذهب به الى المصحة النفسية (كمؤسسة للإقصاء). و في اعتقادي ان الإستهجان الذي جوبهت به رواية تموليلت من البعض في المجتمع السوداني لأنها حاولت ان تقارب فكرة البطل المثلي الإيجابي(كاٍنسان/ة عادي/ة) ، بينما جوبهت رواية (قونقليز) بالقبول لأنها قدمت البطل المثلي السلبي و الذي لا مكان له الإ المصحة النفسية (كمؤسسة للإقصاء).


    كبر

    (عدل بواسطة Kabar on 01-06-2011, 01:34 AM)

                  

01-06-2011, 01:20 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: Kabar)



    ملاحظات جانبية:



    في منهج مادة الكيمياء في السنة الأولى ثانوي عالي ، مبدأ يقول ( المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم) ، و ان جازل لنا حق الإستلاف فاننا نقول ( ثيمات الواقع لا تفنى ولا تستحدث من عدم) و بالتالي الثيمات موجودة ، لكن التحدى يأتي في اختيار و طريقة مقاربة تلك الثيمات و بالتالي صناعة الفرق الإبداعي.

    من الميزات الجيدة في تجربة هشام ادم ، أنه حاول ان يجعل مسرح احداث رواية (قونقليز) مشهد مجتمع سوداني قروي ، باستصحاب أن تجربة الكاتب الشخصية هي انها تكونت في محيطات بعيدة عن واقع المجتمع السوداني ، و في هذه اعتقد ان هشام تفوق على نفسه و اجتاز التحدي الذاتي.

    الثيمة الأساسية ، ثيمة مقاربة البطل المثلي ، هي فكرة مطروقة في مشهد الكتابة السودانية ، و كما ذكرنا محسن خالد هو اول من تصدى لها بشجاعة نادرة يحسد عليها ، و اعرف ان هشام له رأي حول الوقوف في محطة الطيب صالح ، لكن لا فرار من استبدالها بمحطة اخرى ، و هي محطة محسن خالد. و ان كانت الرواية الجيدة تذهب الى فكرة الإبتكار و المغايرة في مقاربتها للواقع ، فاعتقد أن رواية هشام لم توفق في هذه الفكرة ، و انما استلفت افكار جاهزة في محاولة اعادة انتاجها . و في نفس الوقت فكرة حقول القصب/كفضاءات ورانية و اماكن سرية لإعادة اكتشاف الإنسان لذاته أو اماكن للجنس المرفوض ، هي الأخرى قد دشنتها كتابة محسن خالد من قبل ، و هنا رواية (قونقليز) لم تأتي بفكرة جديدة و مغايرة.

    البناء في الرواية ، معقول الى حد ما ، و فيه اجتهادات ايجابية جيدة ، و اجمل ما عجبني في الرواية روح السخرية المريرة فيها ، و هي مقاربة تصعد لحد كوميديا الإضحاك . التقطت الرواية تفاصيل دقيقة في الحياة السودانية و قدمتها بصورة متماسكة للغاية.

    الفصل الأخير ، و فيه يكتشف القارئ حقائق كثيرة و جديدة ، و كأنما هشام يستبطن فكرة الكتابة السنمائية و التشويق السنمائي بأن تكون كل النتائج في النهاية. و هذه فكرة هي جيدة ، لكنها تحسب على الرواية و تظهر بعض الإختلال فيها. فالرواية في فصولها الأولى خلقت زمن ايقاعها الخاص ، و في الفصل الأخير جاء متسارع بصورة تختلف عن زمن ايقاع الفصول الأولي ، و هنا كأنما هشام استبطن ثقافة اداء الأغنية السودانية و التي دوما يكون ختامها متسارع الإيقاع.

    ايضا من الميزات الجيدة أن هشام كانسان مثقل بحمل الأيدولوجيا ، توفق كثيرا في ضبط نفسه من الإنسياب في بذل الأيدولوجيا و مفرداتها في الرواية ، و استطاع باقتدار أن يحفظ التوازن ، و ضبط نفسيته الكتابية (من الكتابة عشان ما تفهمونا غلط) و الجامها عن الإنزلاق في اتون تقريرية الأيدولوجيا و تجنب الوعظ الأيدولوجي المجاني.

    اعتقد أن هشام كتب رواية جيدة ، لكنها غير مختلفة.


    كبر

    (عدل بواسطة Kabar on 01-06-2011, 01:31 AM)

                  

01-06-2011, 06:19 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: Kabar)

    Quote: اعتقد أن هشام كتب رواية جيدة ، لكنها غير مختلفة.


    التحية ياأستاذ كبر على القراءة الماتعة ، وعلى هذه القدرة على إبراز وأوجه داخل الرواية لا سيما العنوان.
    فرغت من قراءة الرواية وكما سبق لدي ملاحظات وتعليقات حول
    الفراغات داخل الرواية، وحول الحوار، وتكرار السرد، والتجيير للصور الإبداعية والتكنيك.
    لك التحية على هذا المجهود الرائع .
                  

01-08-2011, 09:09 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    استمتعنا بقراءة الرواية
    ونستمتع أكثر بالتشريح والاستقصاء المنهجي
    الذي بدأه كبر
    وفي انتظار مداخلة أسامة الخواض وضيوفه نتساءل
    هل أفلح كبر في الامساك بخيط الرواية
    وهل فعلاً سعت الرواية لتقديم معالجة لحالة "مثلية"

    أعتقد أن اغتصاب شرف الدين لم يحوله إلى مثلي بالمعنى المفهوم
    بقدر ما أصابة بشيزوفرانيا عجز عن استقصاء مآلاتها
    هي حالة تشظي لفنان موهوب عجز عن استيعاب واقعه المعاش
    وقهر فرض عليه أولاً من أبيه الذي قال أنه اغتاله (لم يبين كيف)
    ومن رفض حلمه في دراسة الفن (بحثاً عن مستقبل ذو عائد مادي سريع)
    وجره مربوطاً على الحمار
    ومن أخوته وأصهاره
    ومن رجال الأمن وطبيب المستشفى
    بطل هشام آدم محاصر من كل الواقع المحيط به
    لم يكن هو أبداً
    وفي لحظة التفلت قرر أن يعيش حياته كما يطيب له
    ووضع لذلك قائمة ساذجة جداً
    لا يجد نفسه إلا في لحظات غياب الوعي

    يشبه شرف الدين المعري
    في عدم الرغبة في تكرار تجربة التناسل
    حتى لا يتسبب في وجود كائن يعيد إنتاج المعاناة

    التهاويم اللاواعية تشي برغباته الدفينة
    التي لم يجد سبيلاً لإخراجها حيز الواقع
    هي حالة استلاب
    لفنان لم يعش كما يرغب أو كما ينبغي

    مجرد خواطر .. ونعود

    تسلموا
                  

01-08-2011, 11:59 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: اسامة الكاشف)

    في إنتظار ما سيجود به يراع أسامة الخواض وضيوفه
                  

01-09-2011, 07:20 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: اسامة الكاشف)

    مرحب بمحمد اي سليمان.و لعله لم يفهم جيدا ما قلنا به عن اعطاء مهلة للقراء والقارئات حتى عودتي

    يوم الثلاثاء و التي تأخرت لاسباب قاهرة.كما نرحب بالكاتب محمد الحاج وفي انتظار مساهمته.

    الشكر موصول لكبر الذي سبقي في افتراع مقاربته للرواية.و شكرا ايضا لاسامة الكاشفق على تعقيبه على كبر في ما يتعلق بالمثلية.

    ستركز تعليقاتنا النقدية على رواية هشام آدم "قوقنليز" على العتبات النصية و لغة الحوار.و العتبات النصية تطرح مسألة paratext و ترجماتها العديدة و منها المحيط الخارجي و محيط النص الخارجي و المناص و النص والموازي و الموازيات.و العتبات النصية باعتبارها مدخلا للنص تفتح أفق انتظار من قبل الراوي لما يمكن أن يتوقعه حين يقرأ النص.
    و نبدأ بلوحة الغلاف و هي نص بصري نشاهد فيه رجلا في حالة استغراق و حزن. و أدناه لوحة الغلاف:
    http://e-booksudan.com/images/Cover.jpg

    ثم نعرج على عتبة العنونة.فالعنوان يتكون من كلمة مفردة تحيل على نبات معروف في السودان.و الطريف أن الروايتين الفائزتين بجائزة الطيب صالح للرواية هذا العام قد تعنونتا بكلمة مفردة أي "قونقليز" عند هشام آدم و "فركة" عند طه جعفر.و كل قارئ يكون أفق انتظار خاصا به كما نرى عند الكاتب محمد الحاج الذي انبنى تأويله للقونقليز على تجربته الخاصة.يقول في مداخلته المنشورة في هذا البوست:
    قرأتُ التقديم للرواية في موقع البيت السوداني للكتاب الالكتروني واستوقفتني هذه العبارة (نص "قونقليز"، و هي العنوان الدال الذي يحيل لطعم و رائحة الموت، ) فوجدتني استعيد طعم القونقليز اللاذع ورائحته التي تستدعي مشهداً لدكان قديم تتداعى فيه الشوالات القديمة على أرضيته الترابية باهمال ويتكوم القونقليز في "طشت" متوسط الحجم في طاولة قديمة آيلة للسقوط، لكن لم تستدع رائحته ولا طعمه الموت في ذاكرتي وقد ذكرت العلاقة في العبارة بشكل قطعي يستدعي القارئ مراجعة مسلمات علاقات طعم ورائحة القونقليز الشرطية.عند الانتهاء من قراءة ا لرواية نكتشفا ان العنونة لم تستهدف تقديم موجز او تكثيف لما ستقوله الرواية لاحقا و انما كان عبارة عن مقتطف من الرواية كما اشار الى ذلك كبر.
    أما في عتبة الإهداء،فنجد أن كاتب الرواية لم يقم باهداء الرواية لانسان محدد،و اكتفى باعطاء الحرية للقراء في ان يعتقدوا انه اهداها لهم.ولم يرق ذلك لمحمد الحاج،لذا نجده يقول معلقا على إهداء كاتب الرواية:
    إهداء الكتاب أحالني إلى لا أُبالية وجودية قرأتها مقرونة بقراءاتي السابقة للكاتب ومعاركه الاسفيرية الصاخبة هناوفكرت وأنا أقرأ (شخص شده العنوان وشخص شدته لوحة الغلاف) فكرت بأن من سيشتري الكتاب سيحتاج لما هو أعمق من عنوان ولوحة.... نلاحظ ان الكاتب قد قدّم الإ هداء على التصدير. انه شدّد على أهمية العنوان و لوحة الغلاف في جذب القارئ لاقتناء الكتاب مما يعنى أن لهما وظيفة اشهارية تجارية.
    و أخيرا نعرج على عتبة التصدير التي جاءت من عبارات للفيلسوف نيتشة كالآتي:
    "يفشي أهل الحزن العميق سرهم حين يسعدون.لهم طريقة في تلقي السعادة كما لو انهم يريدون أن يسحقوها و يخنقوها غيرة.آه انعم يعلمون جيدا انها ستفر منهم".تهيئ هذه العتبة النصية القارئ عبر اشارتها لثنائية ضدية هي ثنائية الحزن و السعادة.

    أما عن لغة الرواية،فنلاحظ ان الكاتب التزم إلى حد كبير بالعربية الفصحى،ولم ترد العامية إلا في تضمينات الأغاني،واشارة وحيدة إلى لغة عربية أشبه بعربي جوبا،و سنعود إلى ذلك في حينه.لكن في المقابل تقتضي الرواية من قارئها المفترض الماما باللغتين الانجليزية و الفرنسية.فالرواية تحتوي أغنية بالانجليزية لبوب مارلي،و حديثين لشخصية من شخصيات الرواية هي "النيل زرقة".نجد الراوي قد ترجم مرة ما قالت به تلك الشخصية بالفرنسية.لكنه في المرة القادمة اكتفى بايراد النص الفرنسي دون ترجمة.و هذا يحيلنا إلى الطيب صالح في "موسم الهجرة إلى الشمال" حين صوّر الليلة التي قرأ فيها مصطفى سعيد شعرا بالانجليزية.يقول الراوي عن مصطفى سعيد في مجلس الشراب الذي دعا إليه محجوب:
    "دفن مصطفى قامته في المقعد،و مدّد رجليه.و أمسك الكأس بكلتا يديه،و سرحت عيناه،كما خيل لي،في آفاق بعيدة،ثم فجأة،سمعته يتلو شعرا انكليزيا،بصوت واضح و نطق سليم.قرأ قصيدة وجدتها فيما بعد بين قصائد عن الحرب العالمية الأولى:
    "هؤلاء نساء الفلاندرز
    ينتظرن الضائعين،
    ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يغادروا الميناء،
    ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يجيئ بهم القطار،
    إلى أحضن هؤلاء النسوة،ذوات الوجوه الميتة،
    ينتظرن الضائعين،الذين يرقدون موتى في الخندق و الحاجز و الطين في ظلام الليل.
    هذه محطة تشارنغ كروس.الساعة جاوزت الواحدة.
    ثمة ضوء ضئيل
    ثمة ألم عظيم.
    و دار في رأسي سؤال:هل يا ترى كان الوقع على القارئ سيكون أكثر تأثير إذا ما أورد الكاتب النص الانجليزي بدلا عن ترجمته؟؟؟؟

    نلاحظ أن هنالك اضطرابا في لغة الحوار.فبينما يصف الراوي لغة الشخصية الروائية بانها عربية ركيكة ذات لكنة،نجد ان الحوار نفسه هو بالعربية الفصحى مثل قوله"جلس في تأدب حتى قدمت أكيج،و هي تحمل كأس الخمر،و همست بصوتها الحاد و لكنتها العربية الركيكة "زوجي ذلك الجالس أمامك،فلا تتهور كما هي عادتك".و ينطبق نفس الأمر في ما يتعلق بالزوج "جيمس" زوج أكيج الذي يرى الراوي انه يتمتع ب"لكنة عربية ركيكة"،لكنه في حواره مع شرف الدين يتحدث العربية الفصحى.يقول الراوي"خرج إليه زنجي عملاق سد فتحة الباب،و سأله بنبرة جافة و لكنة عربية ركيكة"ما ذا تريد؟ و في مقام آخر،يقول نفس الزنجي ذو اللكنة العربية الركيكة "في هذا الوقت؟ و نفس الاضطراب نشهده في حوارات أكيج مع شرف الدين،فهي تتحدث أحيانا بعربية فصحى لا تتناسب مع بناء الشخصية مثل قولها"أراك اتجهت إلى التدخين،ما الأمر؟ و مثل "زوجي الذي رأيته.دعك من هذا ،أين كنت طوال هذه السنوات أيها المجرم".و يبدو ان الراوي انتبه الى انتفاء التناغم بين الشخصية و ما تقول به،فلذلك غير من لغة الحوار لتكون ممثلا حقيقيا لكفاءة الشخصية الروائية اللغوية،إذ نجده يكتب الحوار أقرب ما يكون إلى عربي جوبا،يقول الراوي مستطردا"فترد عليه أكيج بحزم إداري قاطع"يا النيل أليك الله رطانة بتاء خواجات دي انحنا ما بنفهم،ما تئمل لينا صداء ساي".

    يحيلنا كل ذلك إلى أشكالية واجهت و تواجه الرواية العربية حول لغة الحوار:هل يكون الحوار مستندا على الفصحى لاعتبارات تتعلق بتوزيع الكتاب في أوسع نطاق ممكن،خاصة لدى اللهجات العربية التي لاتتمتع بانتشار واسع مثل المصرية و اللبنانية والسورية،أم يكون الحوار بالعامية مراعاة للواقعية اللغوية و بناء الشخصيات الروائية.و قد أشار "كبر" الى "تيموليت" لمحسن خالد،فكيف عالج محسن خالد اشكالية الحوار في روايته تلك؟

    نجد أن محسن خالد يستخدم اللهجة العامية السودانية و اللهجة العامية المغربية،لكنه يضع في اعتباره فهم قارئ محدّد هو القارئ السوداني،و لذلك يقوم الراوي بشرح ما تعنيه العامية المغربية مثل قوله:
    ديرتيها آلدراوي)، بمعني: سوّيتها يا الأسود! كانت تعتبرني على الدوام قد أخذتُ منها شيئاً ما كان يجب أن آخذه،و في مكان آخر يشرح كلمة "الدراوي" حين يقول ". . "نحن نحبك يا الدراوي/ الأسود".و هنا أيضا يشرح ما تريد أن تقوله العامية المغربية"قلت له: قد ندورو معاها. بمعنى سأمنحها مالاً.و أحيانا يشرح الخلفية الثقافية و التاريخية التي شكلت مفردة ما ،كما في حديثه عن لماذا سألته تيموليت إذا ما كان كاتبا ولم تقل له مثلا طبيبا ،يقول"وجدَتْني لا أزال حيث لا يمكن لصوت أن يبلغني ليناديني، وحيث الصمت مطبقٌ ومخيف كما هو في حقيقته بقلب المجرّات:
    - كاتب ياك؟
    "نعم، ياني".
    المغاربة يتصوّرون أنّ كل غريب يزور بلادهم هو كاتب، لأنّ هذا التصوّر فيه قدر كبير من الحقيقة، فمعظم كتّاب الدنيا يذهبون إلى هناك، بل الفنانون بشكل عام وخصوصاً صانعو الأفلام بأفلامهم وكوادرها و حتى في العامية التونسية،نجد الراوي يشرح معنى "ذبي" حين يقول "حَسّونة المصباحي لا يتفوّه بمفردة مطلقاً إلا ومسبوقة أو متبوعة بمفردة "ذِبي"، هي عادة تونسية في المزاح" .ثم يشرح ماذا تعني "الكعوات" في العامية المغربية حين يقول ""تحب الكعوات ياك؟"، "الكعوات" ترادف "الجعبات والأرداف" عندنا،و أظنه يشرح هنا ما ذا تعني كلمة باللاتي حين يقول"باللاتي،.. باللاتي"، لحظة لحظة،...و هنا أيضا أظنه يشرح ما ذا تعني كلمة الزربة "تشترط عليّ تيموليلت العودة بسرعة، بالزربة بالزربة،...و يشح هنا "لأنك ما شيء بحالنا،... بمعنى فأنت مختلف.و يشرح كلام تيموليت حين يقول"نتسولوا عن السودان ودرياته ودراري يا؟ تقول هي، نسأل عن أبناء وبنات تلك البلاد القديمة،..ثم يشرح أيضا ما تقوله "تيموليت" "بغيتِ شيء واحدة لوخرا؟... أي أُخرى،...
    و يغلب حينا الحوار بالفصحى مع اضافة كلمة من العامية مثل"ياك" كما في المثال التالي"أجابتني: الطمأنينة هي العُمْلة التي نشتري بها العدم، ياك؟
    و تتحول لغة "يتموليت" إلى الفصحى،لكن الراوي يجد لذلك مبررا"هل هو مقبول؟"إذ أنها –أي تيموليت تمثل دور مذيعة تجري حوارا مع الراوي،يقول"تتكوّر تيموليلت في جلستها الإذاعية،.. تقول:
    غير الطيب صالح، لا أعرف أي كاتب آخر؟؟
    و لم يحافظ محسن خالد على اتساق لغة "تيموليت" حين لجأ إلى الفصحى كما في قول الراوي أو محسن خالد ""لم تجبني!؟"، تُلح بسؤالها تيموليلت، وتركّز عينيها في مدى عينيّ،كما أنها أي"تيموليت" تقول. بالفصحى "ليسوا كلهم"، تحتج تيموليلت،.."" .و هنا تمزج "تيموليت" العامية بالفصحى "أكلّم مُنى تجيك؟ تُعزّك هي، صارت تحبك، ماذا فعلت لها؟"، تهشني تيموليلت بعيداً،...و هنا أيضا تتحدث "تيموليت بالفصحى "وضعتْ يدها على كتفي، قالت: حتى لو كنت حبيبتك فستملّني غداً، أنت مَصْنَعٌ ينتج الملل من كل شيء، هذه طبيعتك،..و هنا مثال آخر على سيادة الفصحى" خاصرتني وخاصرتُها من لدى هذه الفكرة، لتضيف:
    لا أشعرُ بشيء تجاه جمالي، ويمكنك أن تقول بأنني دَرّبتُ نفسي على ذلك؟
    هل يمكن أن نقول كما قلنا عن هشام آدم بشأن اللكنة أن ثمة اضطرابا لدى محسن خالد في استخدامه المزدوج للغة الحوار؟
    ثم ألم يكن أجدى لو ان الكاتب خصّص هوامش لشرح ما قد يستغلق على أفهام القراء السودانيين؟
                  

01-09-2011, 09:31 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز" (Re: osama elkhawad)

    Quote: أين صديقنا الناقد ود النور كبّر؟ له كلامات ببوست أبي جهينة بهناك، وهي كلامات له كررها كثيراً، لدرجة فكّرت أفتح بوست وأقول له فيه (إنت هنا) ثم أشير للقلب وأقفل قوس الخافقين على المحبّة والتقدير لابن النور. لأنَّني شخصياً من المقدّرين لأعماله والمتابعين لها باستمرار، ولكن الرجل يبدو أنّه متحسس من عدم تعاونٍ ما من قبلنا. عن نفسي أبرأُ منه برءاً كاملاً، وبالحق لم أجد الوقت لأقل لكبر هذا شكراً جزيلاً على كل خدماتك التي قدمتها في حقل الثقافة السودانية. علي بالحلال يا أسامة فكّرت في فتح بوستين لأجل تكريمه من أبو الخشم دا، واحد هنا والثاني في سودانيات. له التحية أينما كان.



    صديقي محسن خالد..حبابك

    و كل سنة و انت طيب.. اما الأماني بت الكــلب.. فشكلها يا اخوي عايرة ليلها و صباحها..!

    كتر خيرك يا محسن ، و قد قرأت هذا التعليق..و عندي اسمى من كل الجوايز..و دمعت يا صديقي.. سنين و في هذا المكان ، لم نكن نسعى لنبني مشروعنا الخاص (و هو مؤجل مثله و مثل أي امنية جميلة ، فنحن يا صديقي اولاد و بنات الزمن المُر فطمنا على لبن اللعنة المالح)..و لكن بطيبة رواعية الخلا اياهم نسعى لمحبة الناس (رغم انف صديقي الخلوق محمد حسبو الذي عايرنا بهكذا سعى في يوم ما)..و لأن الشين قنيع يا محسن .. فقنعنا بما والنا من نصيب..و نحسبه كنز يا صديقي..!

    يوما يا محسن قرأت عنك و انت تقول فيما تقول أنك تقرأ المخلوق الإسمو كبر..و في خيط اخر الناس لموهم و سألوهم : قاعدين لي شنو في سودانيز اونلاين؟..و جات رجاء العباسي الواحدة دي..و قالت للخلق كلها: عشان فيهو ناس زي ناس كبر..!!
    و مع هكذا جري و طيران .. مثل تلك العبارات تذهب يا صديقي مغضوب عليها في سوق ام دفسو اياه..و لكنها تعلق في قلوب من تعنيهم و ابصارهم و بصائرهم..!!

    الله يقدرني يا محسن على الكتابة مرها و حلوها..و صدقني اليوم التعرض انت و تتنبر بما يكتب اخوك كبر..او تعرض و تتنبر صديقتنا الجميلة رجاء العباسي بما يكتب كبر.. فذلك مطمورة الإحساس و التماسك يا صديقي..فذاك زاد و الزاد قلة في المسافات و العتامير الخايضين فيها..!

    حيلة ، و من المسكنة ما قتلت يا محسن ، وراني ليها صديقي عبد الرحمن عزاز ( و هو اكتر اهل المنبر محادثة لي بالتلفون)..و نبهني لعدد زوار مكتبتي في سودانيز اونلاين..و بقيت زي المجنون.. كل ما القى لي فرقة امشي اتاوق.. يا زول خلق كتيرة خلاس..و الحمل صار اكبر من التملص.. لذلك نحن هنا..!

    في دار ابي جهينة زعلت يا صديقي.. لكن نسوي شنو.. اهلك المسيرية عندهم مثل بيقول ( الوالى لا تسأل من خلقتو (اخلاقه) و لكن اسأل من عافيتو)..و ناس الكتابة كنا نظنهم اهلنا ووالينا و تالينا..لكن مرات لمن تشوف فيهم الفط و المزاجية.. بتتعقد عديل..و تسأل روحك منو الصاح و منو الغلط..!

    شوف كلام معاوية محمد نور.. تسع و سبعين سنة يا محسن و نحن في نفس المربط.. كانما ارواحنا استمرأت ربطة الوتد و ادمنتها لحد الإسفاف..!

    و القارئ السوداني فيهو الحصيف و فيهو المستهبل و فيهو سيد الرايحة..ممكن ببساطة ينط فيك واحد و يقول ليك..البلد بتتقطع ..و البعض بيقرأ في رواية؟.. افترضت هذا السؤال.. و كانت اجابتي ليهو: البلد كستها الدموم من قبل..و اليوم و في المستقبل..و لكن الأدب ذاكرة..و سيبقى بقيت البلد ام مشت ( فاين هي الأندلس اليوم؟)..و ظننت ان هذا هو رهان المستقبل..!

    ستمضي الأنظمة السياسية بخيرها و شرها..و سينساها التأريخ و ينسى ظلوماتها تجاه اهلها..و لكن الأدب و الكلمة سيبقيان ما بقيت ذاكرة الإنسان حية متقدة..!

    كتر خيرك يا محسن..و ليك جميل الأمنيات..

    كبر
                  

01-10-2011, 00:11 AM

مازن قرافي

تاريخ التسجيل: 09-22-2010
مجموع المشاركات: 102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: Kabar)

    الاستاذ /هشام ادم
    حقيقة,وكما تمنيت لي كانت قراءة ممتعة....دوام عملي يمتد حتي السابعة الا انني جلست حتي الحادية عشر والنصف لاكمل ماقراته واكتب لك
    عدد صفحات الرواية ليس بالكبير ولكن كمية الافكار والخيال الموجود بها لايملاؤه الورق...واعتقد ان هذا هو مقصدك
    اعتقد يااستاذ هشام ان هدفك من الرواية ليس سرد لقصة تجتاحك او شيء من هذا القبيل ولكنني ورغم عدم تاكدي من هذا الانني اوقن تماما انك حاولت تفجير التناقضات البائسة في واقعنا السوداني خصوصا ذات الدلالات الدينية واعجبتني جدا تلك العبارة في صفحة42 حين قال بطلها شرف (لاخبايا في الدين يجدر للدين ان يكشف الخبايا لاان يتحلي بها) انها لعبارة قصيرة تمتليء فكرا ونقدا حقيقيا ...كنت اتمني ان تضعها مع الاهداء.
    لغتك العربية عالية جدا مما يكسب القاريء غير الاستمتاع ذخيرة لغوية كما عكست الرواية ثقافتك العالية وتنوعك في انتهال الادب العالمي....حتي انني عجزت عن فهم بعض العبارات مثل (جارًا وراءه اتانٍ عشراء)ص9
    هنالك بعض القضايا التي وقفت عندها واحسست انك تود لفت نظر القاريء لها.....
    مثلا قراءة الفاتحة بصورة سريعة الاكل بنهم في بيوت العزاء رغم سخونة الدافنة..قسمة جزء من اللحم او طبق مفضل والاخيرة نلاحظها في بيوت الافراح والاتراح نجد ان الرجال لايتورعون في قسمة اللحم (الضلع) وتحس حينها بجشعهم وطمعهم وحبهم لانفسهم جماً ولايكونوا رقيقين الا في وجود الانثي...ومغذاهم من ذلك كسب ودها لا اكثر.....
    اراك استاذ هشام ابتعدت عن التشويق الرخيص احسسن انك تتجنت الغوص في التفاصيل الجنسية رغم حدوث الوقائع ...حاولت تثبت ان فكرتك العامة ولغتك هي الجاذبة لاغير وهذا موضوعي وضروري كما ذكرت في موقف اعتقال حسن البلولة وفي ممارسة شرف الدين مع وقية عبد الباسط.
    تحليل شرف عن الوحدة كسلوك شخصي ص28 له منظارين الاول الذي ذكرته حول الخوف منها هو الذي يجعلنا نتفاعل والخوف من مواجهة انفسنا كما وصفته انت (بالصفاء الروحي ) يجعلنا نلتئم ونتواصل مع الاخرين...لكن قد تكون هنالك نظرة اخري ان التفاعل الاجتماعي هو يكشف خبايا النفس فالنفس تنفعل مع التفاعل وبدون ان تتفاعل النفس لايمكنك اكتشافها التفكير وحده لايهدي الي معرفة نفسك والصراع نفسه ينقسم الي مراحل كثر اولها الصراع مع النفس ثم يتعاظم ليصبح صراع مع الاخر ,اعتقد ان التفاعل مهم في هذا المنحي رغم معقولية (جاذبية الوحدة) والاخيرة لا علاقة لها بنيفاشا.
    السبكة الزمنية للرواية جيدة مابين طلاقه لاكيج 1991 وعودته بعد 9 سنوات لوفاة والدته في 23 يونيو 2002 اعتقد ان اللقاء بينه ومديره (بخصوص النقل) كان في العام 1993 اما بخصوص احداث حسن البلولة تجربة (الاغتصاب)...فهي صحيحة اعتقد انها بداية عهود الانقاذ الرعناء. اعتقد انك حاولت تربط بين الفترة الزمنية الحقيقة والفترة السياسية البغيضة وهذا جيد لمعقولية الاحداث.
    مسالة الميراث ص51 انسانية الي حد كبير لم ترد بذهني من قبل واعلمتني كم هي مؤلمة حتي للموتي حينما يعلمون ان سياراتهم واملاكهم وملابسهم اقتنوها بعض الناس...بدل الموت بيبقي موتين ...اعتقد انني في قبري سوف احس بالندم اذا استعمل احدهم اشيائي او ورثها...وخاصة اذا كنت وفيا له.
    انتقال الاحداث من حدث لاخر لم احس به وهو يوكد علي قوة جذب الرواية ...تقاطع الشخصيات بين حسن البلولة وشرف الدين بابو هو ماجعل الرواية تاخذ بُعدها الجمالي
    كتبت لك في عُجالي ولكن القراءة الثانية سترسخ نقدي بشكل افضل
    دمت سعيدا ايها الرائع ومزيدا من التوفيق
    شكرا جزيلا وسعدت لانني لمثلك اكتب

    (عدل بواسطة مازن قرافي on 01-10-2011, 00:15 AM)

                  

01-10-2011, 09:57 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: مازن قرافي)

    رفعاً للبوست ولمزيد من التشريح:

    عند زيارة شرف كلية الفنون توقف عند منحوتة لفنان مجهول اسمه حسن البلولة
    لكن البلولة/الشخصية المتوهمة
    كما فهمنا كانت نتاج تجربة بيت الأشباح
    أي أنها تالية لتخلق الشخصية
    أم أن الفصام كان متجذراً منذ الأزل؟؟

    عودة إلى الخواض:
    استطعم لغة الحوار اليومية الدارجة
    فهي بهار النص
    وتكريس لطقس المعايشة والتقمص وربما إعادة كتابة النص
    من واقع تجاربنا الخاصة
    أنا كأحد أبناء مدني المجاورة للعيكورة
    مثلاً للعيكورة عندي مداخل مختلفة تتصل كل منها بإحدى الحواس
    ولدي تصوراتي المسبقة عنها والتي اتسقت مع طقس الرواية عدا لغة الحوار

    عموماً في انتظار ما ستضيف

    تسلموا
                  

01-10-2011, 11:57 AM

ديامي

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: اسامة الكاشف)

    شكرا للأخوان

    الأساتذة كبر وأسامة ( الخواض + الكاشف )

    على الإضاءات المهمة والمفيدة لنا معشر القراء
                  

01-10-2011, 11:58 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: اسامة الكاشف)

    الأساتذة والأخوة الكرام
    تحية طيبة

    الحقيقة أنني سعيد بهذه المفاكرات النقدية وكنت أتمنى لو أنني أملك الوقت الكافي للتعقيب (وليس التعليق) على هذه المفاكرات القيمة، وتلك الملاحظات النقدية الذكية التي أبداها الأساتذة: كبر وأسامة الخواض وأسامة الكاشف، وصديقي العزيز محمد الحاج (الترتيب غير مقصود)، ولكنني أعد بعودة مطولة للقراء والتعقيب .. تحياتي للجميع
                  

01-11-2011, 09:59 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: هشام آدم)

    في هذه اللجظات الغبرة
    يبقى لنا الحلم
    غير قابل للمصادرة ويحتمل التأويل

    يترنح النيل زرقة الآن على ضفة النيل وهو يتراطن بكل لغات العالم

    أكيج وزوجهاربما اختارا العودة الطوعية
    وأعلنا العصيان خروجاً على نص رواية هشام آدم

    لهفي على ###### أجرب لا يهش ذبابة
    وعلى أحلام كثيرة وأدتها سطوة الأب/الحاكم

    تسلموا
                  

01-11-2011, 03:50 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: اسامة الكاشف)

    عزيزي أسامة الكاشف
    إنها أيام حزينة هذه التي نمر بها، فتراني أتأرجح بين الشعور بالسعادة والحزن: حزين لأنه ثبت –لي على الأقل- أننا لم ننجح في إقامة دولة تحترم الحقوق الأساسية (حقوق الأقليات – حقوق المواطنة)، لم ننجح في خلق دولة تنال فيها أكيج وجيمس حقهما الطبيعي في الحياة الكريمة، بل وينال فيها شرف حقه في أن كون مواطناً تحترم كرامته وإنسانيته. لقد فشلنا، وما الانفصال إلى مظهر واحد من مظاهر هذا الفشل الذريع. وسعيد في ذات الوقت لأن الأخوة الجنوبيين سوف ينالون حقهم وحريتهم أخيراً بعد سنوات طويلة من التهميش والتغييب (دون أن نتكلم عن مآلات الانفصال على الدولة الجنوبية) ولكن يظل تقرير المصير حقاً مشروعاً لكل من عانى من التهمييش والتغييب، وطالب بحقه بكل الوسائل فلم يجد أمامه إلى هذه الطريق. ولا أدري على من سيأتي الدور تالياً ليُطالب بحق تقرير مصيره في ظل هذه الدولة الهمجية التي عملت وساعدت في هذا الواقع المرير.

    أتمنى –في حال الإنفصال- أن يجد الأخوة الجنوبيون ما كانوا ينشدونه من هذا الانفصال، وأن تعمل حكومتهم على سد النواقص في كافة المجالات حتى يتم تعويضهم عن سنوات الشقاء والعوز.

    أتساءل الآن: ما هو موقف الجبهة الوطنية العريضة من الحكومة السودانية بعد الانفصال؟ هل سوف تستمر في محاولات إسقاط المؤتمر الوطني؟ لماذا؟ ما هو موقفها من الدولة الجنوبية الجديدة بعد إسقاط النظام الحاكم الحالي؟ هل هنالك فرصة للوحدة بعد إسقاط النظام؟


    _____________
    اسمحوا لي أخوتي أن أزوّدكم بالغلاف النهائي للرواية حسبما سوف يتم نشرهن وهو غلاف صممه الأخ الفنان الصومالي المقيم في ماليزيا: إبراهيم عبد الناصر فله كل التحية والتقدير

    Sudanese-Novel-Cover-2010.gif Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة هشام آدم on 01-13-2011, 02:29 PM)

                  

01-12-2011, 00:56 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: هشام آدم)

    شكرا لديامي على كلماته.
    و يا أسامة الكاشف كلنا نشعر بالحزن،لكن مما تود أن تقول به رواية هشام آدم حول أكيج و جيمس يجعلنا نشعر بالأسباب التي تحدو بهم أن يقرروا الانفصال.
    وأقول لهشام ان رئيس الجبهة الوطنية الاستاذ علي محمود حسنين في خطابه بمناسبة الاستقلال ذكر انهم سيسعون لاعادة توحيد السودان. لكن موقفه من فصل الدين عن الدولة لا يبشِّر بان الجبهة قد وعت جيدا مأزق الجمع بين الدولة الدينية و الديمقراطية.

    هنالك إشارة لا بد منها حول مشاركة هشام ككاتب فعلي للرواية حول التأويلات التي قُدمت أو ستقدم لروايته.و هذا ما يقودنا للعلاقة بين قصدية المؤلف وقصدية النص وقصدية القارئ.و في هذا سنستعين بأقوال امبرتو ايكو إذ انه يمثل دورا مزدوجا باعتباره سيموطيقيا ينظِّر للعلاقة الثلاثية التي أشرنا إليها،وباعتباره مؤلفا فعليا كروائي معروف.يقول عن العلاقة بين مؤلف النص والقارئ"عندما يتم إنتاج نص ما لا لكي يقرأه قارئ بعينه،بل لكي يتداوله،والصحيح تتداوله،مجموعة كبيرة من القرّاء،فان المؤلف يدرك أن هذا النص لن يؤول وفق رغباته هو،بل وفق استراتيجية معقدة من التفاعلات التي تستوعب داخلها القرّاء بمؤهلاتهم اللسانية باعتبارها موروثا اجتماعيا.إن الإرث الاجتماعي لا يحيل،في تصورنا،على لغة بعينها باعتبارها نسقا من القواعد فقط،بل يتسع هذا المفهوم ليشمل الموسوعة العامة التي انتجها الاستعمال الخاص لهذه اللغة،أي المواصفات الثقافية التي انتجتها اللغة،و كذا تاريخ التأويلات السابقة الخاصة بمجموعة كبيرة من النصوص بما في ذلك هذا الذي بين أيدي القارئ.إن فعل القراءة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مجموع هذه العناصر حتى و إن استحال على قارئ واحد أن يستوعبها كلها.و على هذا الأساس،فإن أي فعل للقراءة هو تفاعل مركب بين أهلية القارئ (معرفة الكون الذي يتحرك داخله القارئ) و بين الأهلية التي يستوعبها النص لكي يُقرأ قراءة اقتصادية.ص ص 85-86.

    ثم يشدِّد ايكو على الدور الهام للنص،بعيدا عن "نوايا المؤلف" قائلا"إن هذا النمط من التفاعل بين معرفتي و بين المعرفة التي أسندها إلى الكاتب المجهول،لا يقودني إلى المراهنة على نوايا المؤلف،بل على نوايا النص،أي نوايا ذلك الكاتب النموذجي الذي أنظر إليه باعتباره استراتيجية نصية"ص ص 87-88.

    لكنه لا يهمل أهمية "قصدية المؤلف" في بعض الحالات.يقول"هنالك حالة يجب فيها استحضار قصدية المؤلف.إنها تلك التي يكون فيها المؤلف ما يزال على قيد الحياة،حيث يقوم النقّاد بتأويل نصه.في هذه الحالة سيكون مفيدا جدا مساءلة المؤلف في أي مدى كان واعيا،باعتباره مؤلفا محسوسا،بمجمل التأويلات التي تعطى لنصه،و ذلك من أجل تبيين الاختلافات بين قصدية المؤلف و قصدية النص.أن طبيعة التجربة ليست نقدية بل هي نظرية"ص ص 92-93.ثم يشير إلى حالات أخرى يكون فيها المؤلف منظِّرا لنصوصه،يقول "و قد تكون هناك حالات أخرى يكون فيها المؤلف نفسه منظِّرا للنصوص.و في هذه الحالة من الممكن أن نكون أمام نوعين من رد الفعل: سيردّ أحيانا قائلا (لا لم أكن أود قول هذا،و لكنعلي أن أعترف بأن النص قد يوجب ذلك،و أشكر القارئ الذي نبهني إلى ذلك،أو يقول: "بغض النظر عن كوني لم أكن أود قول ذلك،فإني أعتقد أن قارئا مسؤولا لا يقبل بتأويلات من هذا النوع،لأنه يشتمل على خصائص غير اقتصادية".ص 93. ثم بعد ذلك يعرج إلى التأكيد على انعدام التعويل على "قصدية المؤلف"،يقول"إن الأمر يتعلق بإجراء لا يعتدّ به،و لا يمكنني أن أستعين به لتأويل نص ما.و ألجأ إليه فقط باعتباره تجربة مخبرية أقدمها لمجموعة من العلماء".ص 93. وعلى ماذا يجب أن نعول في ما يتعلق بالقصديات الثلاث" أي قصدية المؤلف و القارئ و النص" يقول"فما بين قصدية الكاتب الصعبة الإدراك،و بين قصدية القارئ،هناك القصدية الشفافة للنص التي تدحض كل تأويل هش". ص 99-100.
    و يعطي إيكو المؤلف الفعلي جوازا لتدخله،يقول "و مع ذلك هنالك حالات أخرى يكون فيها للمؤلف الحق في التصرف كقارئ نموذجي".ص 101.

    وعندما أحس إيكو أنه لم يكن "رحيما بالمؤلف الفعلي"،استدرك قائلا"فهنالك حالة واحدة على الأقل تكون فيها شهادته-أي المؤلف الفعلي-التوضيح من عندي و وليس من طرف المترجم-كاتب المداخلة-ذات أهمية،لا من أجل فهم النص فهما جيدا،بل من أجل فهم سيرورة الإبداع الفني.إن فهم هذه السيرورة معناه فهم كيف أن بعض الحلول النصية تفرض نفسها صدفة كما لو انها اكتشافات سعيدة،أو كما لو انها نتاج ميكانزم غير واع.فمن الأهمية بمكان معرفة الفرق بين الاستراتيجية النصية،باعتبارها موضوعا لسانيا وصع بين يدي القرّاء النموذجيين (ما سمح لهم بالتحرك داخل النص دون الاستعانة بالمؤلف الفعلي) و بين تاريخ تطور هذا الاستراتيجية.ص 108. ثم يعاود التأكيد على أهمية النص قائلا"إن هذه القصة لا علاقة لها بأي تأويل ممكن للنص.و العبرة الوحيدة التي يمكن أن نستخلصها هي : إن الحياة الخاصة للمؤلفين الفعليين لا يمكن سبر أغوارها بسهولة،و هي في ذلك شبيهة بنصوصهم.فما بين خفايا التاريخ الخاص بانتاج نص ما و بين متاهات قراءته المقبلة يمثل النص في ذاته حضورا مكثفا{ للمؤلف ]،أو هو بؤرة يجب أن نتشبث بها.ص 112.

    لكنني أضيف إلى ما قال به إيكو،ان المؤلف الفعلي قد يكون مفيدا في إضاءة نصه أو نصوصه.و في هذا استند على ما قال به الصديق الناقد محمد خلف في إحدى دراساته المهمة عن الطبب صالح،حول ان مؤلفين مثل الطيب صالح يكونون مفيدين في إضاءة الطريق إلى النص أو الإيماء إليه.

    من كل ذلك نقول ان مشاركة هشام آدم هنا لا تستهدف معرفة"نواياه"أو قصديته عندما كتب النص،و أنما قد يكون مفيدا في إضاءة النص،و معرفة آرائه حول كتابة الحوار بالفصحى أم العامية أم اللغات الاجنبية مثلا.
    *آراء ايكو مستشهد بها من ترجمة سعيد بنكراد لمحاضرات ايكو التي ألقاها في جامعة "ييل".و هي مماثلة في مضمونها لما قال به ايكو في محاضرات له،نشرت بالانجليزية عام 1990 حول التأويل و التأويل المضاعف،بترجمة بنكراد،التي اجدها غير موفقة،إذ أرى بديلا لها مثل الترجمة التي اقترحها دكتور احمد الصادق أحمد،أي التأويل المفرط.و لم أجد تلك المحاضرات التي ترجم عنها بنكراد عندما بحثت عنها في موقع أمازون".
                  

01-12-2011, 07:52 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: osama elkhawad)

    الغلاف الجديد
    مستوحى من الفصل السابع (مش بتاع مجلس الأمن)
    المتوتر THE ENTONIC
    هذه الانكفاءة الحمائية
    تشي بالتقوقع على الذات
    على العالم الخاص
    والانزواء عن المشاركة في العام
    فالصدفة وحدها هي التي دفعت بالبطل لخضم الحدث الجماهيري
    هي حالة المستلب/السلبي
    المقموع والخاضع طوعاً
    الباحث في الأوهام والتهاويم عن عالمه الخاص
    هو شخص غير سوي وغير طبيعي
    وغير قادر على الفعل وتغيير الواقع
    مستسلم وقدري

    هذا بعض ما الأثر البصري للغلاف مقروءاً مع النص


    تسلموا
                  

01-12-2011, 09:00 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: اسامة الكاشف)

    الجميع هنا
    وعلى رأسهم مفترع هذا الخيط
    لكم التحية والامتنان
    على ما تقدمونه من جهد
    يدفع بالكتابة إلى الأمام
    والشكر والثناء والتباريك للشاب هشام آدم
    لأنه بصنيعه في (قونقليز)
    قد أتاح فتح باب
    ينفع الجميع في هذا الدرب





    وحتى لا يكون ما قدمت لا يتخطى حد المشاركة في رفع البوست عالياً
    والتهنئة والتشجيع على الاستمرار في هذا المنوال
    فإني أتي بهذه المشاركة المنقولة عسى أن يكون فيها ما يفيد:

    الشكل الروائي المفتوح، أم الفكر الروائيّ؟
    خليل النعيمي




    الشكل خدعة

    الأدب ليس خدعة. أو هو، على الأقل، ليس خدعة شكلية. وحتى لو كان كذلك، فهذه الخدعة لن تمر، إذا لم تكن توحي بمنهج خدعتها، وطريقتها لتبليغنا ما تريد أن توصلَه إلينا. بمعنى آخر، إذا لم تُفْصِحْ عن تصوُّر خاص للعالم، وللكيفية الإنسانية التي تنتج الأدب، وضرورته. معنى ذلك، أننا سننتهي، أخيراً، إلى 'الفكر' الذي تحتويه هذه الخدعة، وتقوم عليه، والتي لم تعد خدعة تماماً.
    الشكل الروائي الذي لا يحوي فكراً جديداً (هذا إذا وُجد)، مثل غطاء من حرير يُوضَع على هيكل ميت. لا يُحْيي الهيكل، ولا يَحْميه من التَفَتُّت، وإنْ زَيَّنَه إلى حين. والبحث عن 'شكل' مثل هذا سهل وجذاب. والوقوع فيه في متناول الجميع. لكنه، منذ أن يَتَغَلْغَل في بُنْية الكتابة الروائية، يجعلها خالية من الإحساس بالوجود، أو يُفَرِّغها من محتواها، حتى وإن أصَرَّ كاتبُه على تبنّيه والإعتزاز به. لأن 'حسن النيّة' لا قيمة له في الإبداع.



    لغة الأشياء

    لغة الأشياء هي التي تمنح الكلماتِ أبعادَها الميتولوجية. والأشياء ليستْ بلا معنى، ولا فكر لها، كما يمكن لنا أن نظنّ. فهي ليستْ شكلاً فقط. ويمكن لها أن تكون مصدرَ معرفة، وفنّا، أيضاً. والكاتب الذي يُنْهِك نفْسَه في البحث عن 'أسطورة إسمها الشكل'، لن يغمط يغفل عن الكائنات حقها،ي فقط، وإنما يغفل عن الأشياء، قبل كل شيء. وهو، في هذه الحال، لن يساهم في عملية إبداع الحياة التي لا تقوم على الإستيهام، وإنما على المعرفة. على معرفة عميقة تتطلّب جهداً كبيراً، والتي سيكون لها، منذ أن يتمخّض النص عنها، دور أساسيّ في الوجود، كما في الكتابة.
    الشكل لا ينتج فناً. وليس صحيحاً أنه يَخْـلُق فضاءه الخاص. بمعنى أنه يمكن أن يكون، هو، نفْسُه، معيارَ نفْسِه. لأنه بحاجة دائمة إلى 'فكر'، أو 'فكرة'، أو 'جوهر' يستند إليه، وعليه. ولكن لِمَ الخوف الذي يكاد أن يكون، اليوم، شعوراً معمماً، في الفضاء الثقافي العربي: الخوف من الإعتراف بأن الإبداع فكر، وموقف، أولا، وله، بعد ذلك، أن يرتدي الشكل الذي يلائمه. ونحن نعرف أن 'الموقف الإبداعي'، مهما كان متطرفاً، ليس حركةً استفزازية عارضة. وإنما هو 'شأن اجتماعيّ'، ولو تَحَمَّس له فرد واحد، فقط.
    الحقيقة ليستْ شكلاً
    نحن نكتب لنتغيّر. لنتغيّر جذرياً، لا شكلياً. ولنا أن تَبَنّي، أو نواجه، أي منظور، أو فكر، أو نزعة، أو 'وضع' مهما كلفنا الأمر. وليس علينا أن ننسحب من 'المواجهة' بحجة أن 'موقفاً'مثل هذا ليس من شأن الأدب، أو لأسباب أخرى كثيرة.
    نحن نعرف أن الأسبابَ، مهما كانت حصيفة، تبقى ذرائع لا أكثر ولا أقل. وهي لا تخدع أحداً، ولا تُقْنِع. وفوق ذلك، فإنها لن تغيِّر 'طبيعةَ الشيء' لأنها غيرُ فاعلة. وليس لها بُعْد فني مُحَرِّض، وإنما دور إجتماعيّ مستقِـرّ، وغيرُ مُجْدٍ. إنْ لمْ يكن خطيراً.
    ونعرف أيضاً، أننا عندما ندير ظهورَنا لمعطيات وجودِنا الأساسية، لا يمكن للأدب الذي ننتجه إلا أن يكون 'شكليا'. وهو سيكون فوق ذلك في خدمة الطغاة. ولا مبرر تاريخياً لأدب مثل هذا، مهما اتسم بالفنية، ووجد الكثيرَ من القراء.



    الرواية فن الكذب

    الرواية فن الكذب. والكذب ليس شكلاً، كما يمكن لنا أن نعتقد لأول وهلة، وإنما هو 'فكر'. إنه خلق وتصوّر آخر للذات وللوجود، حتى ولو لم نُصدِّقْه. وهو في حالته الروائية، يكاد يكون أحياناً ثورياً، وحقيقياً، أكثر من 'حقيقة المجتمع' الذي نستجدي إعجابه، ولا نحظى به.
    والمجتمعات المتزمتة، مثل مجتمعاتنا العربية، بحاجة إلى حقيقة أخرى مزعجة تناقض حقيقتها. وتلغيها إذا استطاعت. والروائي الذي هو 'ضمير المجتمع'، جدير بذلك. لكنذلك' ليس من مهمات الشكل الروائي، وإنما من مقتضيات الفكر، وتأثيراته. الفكر الذي يتَجَسَّد في النص الروائي، ويَتَحَوَّل إلى تصوُّر آخر للعالم وللحياة.
    مواجهةُ الأخلاقِ العربية المستكينة بنقائضها، إذن، والقيمِ المتخلفة والرجعية بما تستحق من إنكار ورفض حتى ولو كانت فائقة َالثروة، والشكلِ الحكائي المبتذل بفلسفة جديدة منفتحة وجذرية، ومواجهةُ القمعِ المنتِج للإحباط العربي المعمم، الآن، ذلك هو المطلوب من الرواية العربية. وليس اللُّهاث خلف 'أشكال حكائية' لا دَوْر تاريخيّاً لها.



    الرواية لا شكل لها.

    وعظمتها، كلها، تنبع من الأفكار التي تحتويها، لا من الشكل الذي ترتديه. وفي النهاية نحن نخلق أشكالاً لأفكارنا وليس العكس. لكن الغرب الذي يعيش، اليوم، حالةَ جفافٍ تام، تقريباً، من الأفكار الإنسانية الكبرى، لأسباب كثيرة، كُتّابُه هم الذين بدؤوا يلجؤون إلى 'حياتهم الفقيرة' بالمشاعر والأحاسيس والمعاناة ليجعلوها موضوعاً لكتاباتهم اليابسة. وهم الذين ابتدعوا 'لعبة الشكل'، هذه، وما تَلاها.
    والمؤسف أن العرب الذين يعانون، حتى الآن، أقسى المآسي الإنسانية، فهم الشعب الوحيد على سطح الكوكب الأرضي الذي لا زال مستعْمَراً في جزء منه، وبطريقة 'استعمارات' القرن السادس عشر الهمجية بكل حماقتها وعنفها واختزالها للإنسان، مع أن هذا النوع من الاستعمار قد اختفى من على سطح الكرة الأرضية منذ عقود وعقود، أقول، من المؤسف أن العرب نتيجة لاستلابهم العميق بالفكر الأوروبي الذي أصبح بائساً وارتدادياً، انحازوا بشكل آليّ، أو غير مبدع، إلى فعل ما يفعله 'الآخرون' ممّنْ لا زالوا يعتقدون، خطأ، بتفوقهم وإبداعهم .


    القطيعة

    الروائي عندما يكتب، يسأل. وهو عندما يسأل يكون قد درس، وتعمّق، وقَبِل ، ورفَض، ما لا يتوافق مع مزاجه وآرائه الشخصية. وسؤالُه، في هذه الحال، ليس 'سؤالَ الحَيْرة'، وإنما هو 'سؤالُ الإدراك'. إنه 'سؤال الفكر' الجديد الذي يخلقه النص، أثناء خلقنا له. فالكاتب 'عَبْر إنشاء النص الروائي' يكتشف الخَلَل المرعب في حياته، وفي مجتمعه، ويعي عيوبهما، أو هذا هو المأمول من الكتابة. ومنذ أن يعي ذلك، تصبح القطيعة مع 'الحياة القديمة' لا مفر منها. قطيعة مع نسقها المعرفي الذي سيبدو له، عندئذ، متخلفاً وقميئاً. ولا يعود يجدر بالروائي تبنّيه، ولا بقرائه، أيضاً.


    العمل الروائي معرفة وحرية

    العمل الروائي، من هذا المنظور، لا يتعلّق بالشكل، إذن، وإنما بالفكر الذي يتضمّنه، أو يُحيل إليه. والفكر الذي نعنيه ليس استجلاباً للمفاهيم المألوفة أو'الملْقاة على قارعة الطريق'، لأن هذه ليست فكراً، أو هي لم تعد كذلك، حتى ولو قالها 'الجرجاني'. إنها 'اجترار للعلف'، لعَلَفنا الذي 'كان فكراً'، ذات يوم، وسئمناه.
    الفكر الروائي، كما نراه، ديناميكي، مناهض للمسلمات، ولعقلها الجامد. متحرك كالحياة اليومية. وهو عكس الفكر الجامعي، أو المنهجي، أو الديني، لا قيود عليه، ويستلهم شغفَ الكاتب، ويطابق أهواءه، حتى ولو كانت لا تسُرُّ السامعين، أو القارئين. ومن الأفضل أن تكون كذلك.



    القارعة

    نحن لا نتحدث، هنا، عن 'كتابة ملتزِمة'، وإن كان ذلك متضمَّناً بشكل طبيعي في الكلام. لأن تَسْليخَ اللغة غيرُ ممكن. وهنا تكمن عظمتها. إننا نتحدث عن 'كتابة مفكِّرَة'، أو 'مفَكَّر فيها'، مهما كانت أحكام القيمة التي ستعترض على هذا المفهوم جديرة ً بالإعتبار، وتستحقُّ الحوار.
    والرواية، في النهاية، ليست هي حكايات أهلنا وجيراننا ولا حكاياتُنا نحن، وبالخصوص وفق التصوّر الأولي للحياة، ووعيه البسيط. أو ما يمكن أن نسميه: 'وعي الدجاج'. إنها 'القارعة'. أو هي'التصوّر النقدي' للذات وللعالم منطلِقاً من 'تاريخنا الشخصيّ' الذي ابتدَعْناه، وحاملاً سِمات 'وعينا الجديد' الذي اكتسَبْناه بجهدنا الفكري الخلاق، يوماً بعد يوم، ونحن نكبر ونفترق ونسافر ونغامر ونعمل ونعاني، لا ذاك الذي تمَثَّـلْناه عن أهلنا، صغاراً، وعشناه في مرابعنا، وبين أصدقائنا، عندما كنا نلعب ببراءة مع الحياة. ولا هو'الآخر' الذي تزَيِّن لنا 'السلطات الثقافية' العربية اتِّباعه، وتُغْرينا لنتَبَنّاه.
    'الرواية العربية الواحدة'
    'الرواية العربية الواحدة' التي تسود فضاء الإبداع العربي، حالياً، هي خير دليل على الطريق المسدودة التي تنتهجها هذه الرواية التي صارت تركض وراء الشكل، دون أن تشغل نفسها، إلا نادراً، بتحدي 'كاسِحات الإبداع' العربي الحر، أو المفترض فيه أن يكون كذلك، مثل القمع والمنع والمحظورات اللامتناهية العدد والفكر الديني في شكله المتزمت وسيطرة السلطة العربية على الثقافة...و
    غيرها من العوائق والمغريات (كالجوائز، والمحفِّزات ـ المُخَمِّدات، بالأحرى ـ المادية الأخرى، الإدارية، أو الوظيفية، أو الاستيعابية بأية طريقة تَمَّتْ).
    ولا ننسى أن هذه (العوائق والمغريات) هي التي ستقود الرواية العربية إلى حتفها. أو، على الأقل، ستحاول أن تجعل مصيرها مثل مصير أخيها الأكبر، الشعر: الخروج من دائرة التاريخ، وتَتْفيه دورها الذي يمكن أن يكون فاعلاً جداً، إلاّ إذا عرفَت هذه الرواية كيف تُنَمّي أدواتها، وتُقاوم الإغراء.



    الكتابة العرجاء

    والآن، يخطر لي أن أسألكم باعتباركم تحبون الأسئلة، وتدعون إليها، يخطر لي أن أسألكم: بأي 'عِتاد لُغَويّ' تسأل ثقافتُنا، أو روايتُنا العربية، نفسها والعالم؟
    أنتم لا تجهلون، أننا نعتمد في أدبنا على لغة تحاول أن تطير بجناح وحيد (وليس ذلك رمزاً وإنما حقيقة). هي لغة أدبية محض، أو 'مؤدَّبة'. أقصد: 'لغة ذات بعد واحد' هو البُعْد الأدبي. وتلك كارثة إبداعية في حد ذاتها. أين لغة العلم، والطب، والفلك، والفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والجبر، والهندسة، والتشريح، والغرائز (الفسيولوجيا) وغيرها من 'اللغات'؟
    ولا تجهلون، أيضاً، أن الرواية العربية هي الوحيدة في العالم التي لا يُتْقِن كاتبوها، سوى في حالات نادرة جداً، إلا 'جهة' واحدة من لغتهم، هي جهة الأدب، أو الصحافة اليومية. وسبب ذلك، أن العلوم بكل أنواعها تُدَرَّس في الجامعات العربية بلغة أجنبية كالإنكليزية أو الفرنسية، والإستثناء العربي الوحيد هو سورية التي تم تعريب كل العلوم فيها، وفي جميع مراحل التعليم، من الثانوي إلى الجامعي. وهو كنز لغوي لا يقدر بثمن.
    هكذا نرى أن الكتابة الروائية العربية، اليوم، تمشي على قَدَم واحدة، هي 'القَدَم الأدبية'. إنها كتابة عرجاء. معزولة عن 'الجهات اللغوية' الأساسية الأُخرى. واليوم، صرنا نعرف أن اللغة لُغات عديدة. وأننا بحاجة إليها، كلها، لنحيا، ونبدع، ونعيش، وبالخصوص لنتطوّر.



    السؤال الأخير

    ويحضرني سؤال أخير، بعد أن قضيت عشرات السنين في باريس: كيف أن فرنسا التي بالكاد يتجاوز عدد سكانها ستين مليوناً تصرُّ، وتجتهد، وتصرف ملايين الدولارات، لتدريس كل العلوم بلغتها. وهي تركض وراء كل جديد لتنقله إلى اللغة الفرنسية التي يتكلم بها بين ستين إلى تسعين مليوناً في العالم، أو أكثر قليلاً. في حين أن العالم العربي الذي يتجاوز تعداده مئات الملايين، ويتكلم بلغته، خارج حدوده، ملايين كثيرة أخرى، ولغته لغة دين كونيّ، لا يدرّس في جامعاته، ومعاهده العليا، أي علم من العلوم الأساسية بلغته. مرة أخرى، باستثناء سورية .
    هذا الفصل بين الحياة واللغة، وبين العلم والأدب، في العالم العربي، هو الذي مهّد الطريق أمام 'اللَّغْو' لكي يسيطر على الحياة الثقافية العربية. وهو الذي هيّأ الفضاء العربي العام لتقَبُّل 'ثقافة الصيغة' الفارغة، هذه. وجعلها، وهي 'ثقافة شكلية' لا تتَّصف إلاّ بالسطحية والعَجالة والإبتذال، ثقافة سائدة.
    وأخيراً، نحن 'نأمل من الرواية، بما تحويه من فكر، أن تُفَجِّر ينابيع العقل المستنير في نفوسنا، لا أن تخضَّ مستنقع عواطفنا الشكلي الكريه الرائحة'.

    (*) ــ نص المداخلة المقدمة لمؤتمر الرواية في القاهرة /كانون الاول/ ديسمبر 2010
    2011-01-03

    http://www.jehat.com/Jehaat/ar/ShahadatShe3reya/shahadat/6-1-11.htm
                  

01-12-2011, 05:35 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: بله محمد الفاضل)

    فاتني أن أرحب بمازن قرافي،و أشكره على مساهمته في هذا البوست.
    مرحب ببلة،و شكرا على رفده للبوست بمساهمة شيقة عن مأزق الرواية العربية و تمحورها حول اللعبة الشكلانية كما يرى كاتب المداخلة.
    كونوا بعافية.
                  

01-13-2011, 02:26 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: osama elkhawad)

    الأستاذ: كبر
    تحية طيبة

    قرأتُ تعليقك النقدي على الرواية وعلى ملخص لجنة التحكيم، وأُعجبت كثيراً بما سطرته في هذا الموضع. وأنا أشكرك على هذا الجهد الجيّد والموزون. كما أعجبتني ملاحظاتك الذكية؛ لاسيما حول ترجمة النصوص المنقولة، وكذلك لغة الحوارات داخل النص.

    حسناً، دعني أكن واضحاً في هذا الشأن. فالرواية –كما تعلم- قد تحتوي على مستويات عديدة للأصوات داخلها، ولكن حين يكون الصوت الطاغي (صوت الراوي) الناقل للأحداث والحوارات، فإنه لابد لنا –عندها- أن نتوقف عند مدى مصداقية الراوي في النقل، أو حرفيته في نقل الأحداث. فهل وظيفة الراوي –في الرواية- أن ينقل لنا الأحداث كما هي، أم كما يراها أو يُحسها؟ الحقيقة أن واحدة من إشكاليات الرواية المعاصرة –حسب اعتقادي الشخصي- تتمحور حول هذه النقطة والتي تتناسل منها إشكاليات أخرى كلها مرتبطة بهذا العنصر المحوري والأساسي.

    إذا قابلتُ شخصاً ما وقال لي حرفياً: "قف مكانك ولا تتحرك" أو "أقيف قبلك" وأردتُ أن أقص عليك ذلك، فثمة أساليب يُمكن لي (كراوي) أن أنقل بها ما جرى لي، فبإمكاني أن أقول: "قابلتُ شخصاً وطلب مني الوقوف وعدم الحركة" وهو نقل تجريدي للحدث، فكلام هذا الشخص مضمن داخل الأمر بالوقوف وعدم الحركة، وهنا لا نكترث كثيراً باللغة المستخدمة في إصدار هذا الأمر؛ إلا إذا كان ذلك مهماً (حسب الحدث)، ولكن ماذا لو أردت أن أنقل إليك ما قاله لي الشخص؟ فهل بإستطاعتي أن أنقل ما قاله حرفياً، أم يُمكنني التصرّف في ذلك؟

    أعني هل بإمكاني أن أقول: "قابلتُ شخصاً وقال لي: قف مكانك ولا تتحرك" والواقع أنه قال لي: "أقيف قبلك"؟ أنا أتفق معك أن هذا النقل ليس نقلاً أميناً، ولكن له ضرورياته، فالنص –كما أراه- له نسق يجب أن يكون متمثلاً به، فهذا التفاوت بين لغة النقل ولغة المنقولات يشرخ هذا النسق في اعتقادي، والأمر يتساوى عندما أقول لك: "قابلت لي زول وقال لي: قف مكانك ولا تتحرك" فثمة مستويين للغة داخل النص.

    هنالك اتجاهات في الأدب تتحدث عن ضرورة الموائمة بين شخصيات الرواية وبين ثقافتها، وعلى هذا فإن كلامك عن اللغة التي تتحدث بها أكيج أو زوجها جيميس من هذه الزاوية صحيح وذكي جداً، لاسيما عندما أقول إن جيميس تحدث إليّ بلغة عربية ركيكة قال: "ما الذي أتى بك في هذا الوقت؟" فالواقع أن هذه الجملة ليست ركيكة، بل هي فصيحة. ولكنني أعتقد أن القارئ بإمكانه افتراض الركاكة التي قد تقال بها هذه الجملة من شخصية وصفت بأنها غير عربية في الرواية.

    بإمكاني أن أُضيف إلى ذلك ما ذكرته من مبررات لاستخدام الفصحى حتى في الحوارات، بسبب الرغبة في انتشار النص بين شرائح غير سودانية، وهو وارد إلى حد كبير، ولكن أرجو أن تتفق معي حول نقطة مهمة، وهي: أن اللغة ماعون للمعنى، وكيفما كان هذا الماعون فإن وصول المعنى هو الأهم على الإطلاق، حتى وإن كان الماعون المستخدم هو (لغة إشارة). فما يهمني ككاتب يتركز حول المعنى وليس حول ماعون المعنى، وبطريقة أخرى، فإن ما يهمني هو (ماذا قال الشخص) وليس (كيف قالها) وربما أترك الإجابة على سؤال (لماذا قالها) لفطنة القارئ إن تكن هنالك ضرورة لهذا الكشف الاستباقي.

    أعلم أن الكتابة بالدارجية –في الحوارات- تساهم كثيراً في التنسيق بين الشخصية وبين واقعها الثقافي، ولكنني في الوقت ذاته، أفهم أن واحدة من واجبات السرد إيصال هذا العنصر عبر تجسيد الشخصية والإخلاص فيها رسمها: الحركة، الأفكار، الهيئة، المنبت، الواقع الاجتماعي والأكاديمي والثقافي وووو إلخ. كل هذه العناصر يُمكن نقلها عبر السردية؛ أو هكذا أرى.

    أما عن ترجمة المنقولات أو إيرادها كما هي، فإنني أقف مع إيراد المنقولات كما هي، لأن الترجمة هنا تعني إدخال العنصر الذاتي في النقل، وهو شيء آخر يختلف عن حديثنا حول المعنى وماعون المعنى. وفي حين لا يتوجب على الراوي الالتزام بالأمانة في نقل الحوارات –كما أرى- فإنه يتوجب عليه الالتزام بها في سرد المنقولات عوضاً عن التدخل بترجمتها. هذا الأمر يُذكرني بحديثي (لا أذكر لأي جريدة) عن دور القارئ في صناعة النص، وكيف أن القارئ مطالب بألا يكون كسولاً فيتوقع من الراوي أن يُقدم له كل شيء على طبق من ذهب لدرجة أن يترجم له القصائد الأجنبية، أو أن يمهر الرواية بحواشي توضيحية لبعض الكلمات أو المصطلحات. (فعلت الأمر ذاته في رواية "أرض الميت" وفي رواية "أرتكاتا" وندمت على ذلك).

    لك مني خالص الود والتحية، وأتمنى أن تكون الرواية –في مجملها- قد نالت قسطاً من إعجابك.
                  

01-13-2011, 07:58 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليقات نقدية على رواية هشام آدم "قونقليز"رؤية قاريء (Re: هشام آدم)

    العزيز هشام آدم
    تحايا خالصة
    أعتقد أنك تقوم بالرد على ما أثرته حول لغة الحوار واضطرابها.
    أرى ان وجهة نظرك حول دور انتشار الرواية في الانحياز إلى اللغة العربية الفصيحة مقبول جدا.
    و قد لاحظنا في كلامنا عن استخدام محسن خالد للعامية المغربية في "تيموليت"،انه اضطر في احيان كثيرة إلى شرح تلك العامية،لانه وضع في ذهنه قارئه المحتمل السوداني أو أي قارئ عربي آخر لا يعرف العامية المغربية.
    صحيح ان التمهيد بالقول ان لغة الشخصية عربية ركيكة،يتيح للقارئ أن يتصور كيف يمكن ان تكون كذلك،مثلما ان كلام الراوي في "موسم الهجرة إلى الشمال" عن" قرأ شعرا انجليزيا" يحيل القارئ إلا أن ما سيقرأه من شعر بالعربية،أصلا هو شعر انجليزي.لكن في المقابل لم تحافظ على انسجام كلام الشخصية،فنجد ان شخصية مثل أكيج قد تحولت من الحديث من الفصحى إلى عربي جوبا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de