نهاية الطاغية محمد طاهر ايلا

Quote: ثم نعرِّج على تكلفة تلك المساكن سابقة التجهيز (PREFAB.) فقد علمت أن ثمن الوحدة الواحدة هو مبلغ سبعة آلاف دولار أمريكى وأن تكلفة المسطبة الأسمنتية التى توضع عليها مبلغ أربعمائة ألف دينار سودانى ، ولحساب الخسارة المادية على المشروع بكامله فقد يعنى تشييد المسجد والمبانى الخدمية بالمواد الثابتة وبمواصفات جيدة .. إستقطاب الأهالى (الرجال منهم ) لقضاء ساعات القيلولة بداخلها في ظروف لا تؤكد وجود أعمال راتبة لـهم فى ظل " نظرية الايواء" .. وذلك بإستثناء مركز الشرطة والوحدة الادارية وللأسباب المعلومة للجميع. وبالمقابل ستضطر النساء لاضافة " راكوبة" أمام المطبخ كمساحة للمعيشة نـهاراً في حين يوفر فناء المنزل بجزئيه الأمامى والخلفى مساحة لا بأس بـها لقضاء ساعات الليل ..هكذا .. ترتبك أعمال تلك المساحات الخدمية بترادف أغراض استغلال المساحة مما يؤدى إلى مضايقات واحتكاكات يحسها جيداً مستخدمى تلك المساحات. ثم لغرض المقارنة نقول بالامكان عمل مسكن بنفس التكلفة أو أقل وبنفس المساحة "48 متر مربع" من البلكات الاسمنتية المجوفة ( CEMENT HOLLOW BLOCKS) وبسقف من الطوب الأحمر " جاك آرش أو عقد ليبى ". وكذلك بالامكان عمل مسكن من طوب اللُبن " الجالوص" وبمونة طينية مع الطوب الأحمر " قشرة " وبالسقف السابق بتكلفة لا تتعدى سبعين بالمائة من تكلفة تلك الوحدة الجاهزة (PREFAB.). وحتماً تقل التكاليف في حالة البناء التعاونى. ونعود للدكتور العلامة حسن فتحى ففكرته في مجملها تقوم على عدم استخدام المواد المستوردة أو حتى المصنعة تصنيعاً مكلفاً بل يوصى باستخدام نظم البناء والمواد المحلية المتاحة من طين طفل وحجر وأخشاب وغيره ولم يمقت شيئاً في حياته الزاخرة مقته لنظام المبانى سابقة التجهيز (PREFAB.) حين تستعمل لغرض السكن المستدام، وكما يقول المهندس الاستشارى المرموق ماجد خلوصى: "كان حسن فتحى ينطق هذه الكلمة ببغض شديد". ويقوم فكره كذلك على حتمية مشاركة الناس في البناء مشاركة حقيقية وفعالة والتعاون فيما بينهم وهو صاحب المقولة المشهورة " ان رجلاً واحداً لا يستطيع ان يبنى بيتاً واحداً ولكن عشرة رجال يمكنهم ان يبنوا عشرة بيوت".