جذور الارهاب فى العقيدة الوهابية

Quote: المؤمن بالقرآن الكريم يعلم ان هناك اثنان من الملائكة يلازمان كل انسان ويسجلان كل ما يلفظ من قول أو ما يفعل من فعل. طبقا لذلك التخلف السنى الوهابى من الممكن لأى شخص أن يتصور نفسه فى بيت ملىء بالعاهرات يفعل ما ما يشاء وسيضمن أن معاصيه لن يتم تسجيلها اذا اوقف ك ل ب ا على باب البيت ليطرد البوليس والملائكة أيضا. وهناك تطبيقات أخرى لهذه الفكرة الجهنمية لكل سارق وقاتل وخائن ومرتشى ونصيحة لهم باصطحاب الكلاب لطرد الملائكة وخداعها. أحمد صبحي منصور

ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ) الآية: 18، سورة "ق". رقيبٌ واحد، وهذا الرقيب الواحد كُنْهُهُ وليس نَفْسُهُ –قلتُ ذلك، لأنَّنا لا نعرف ماهيّته ولا طبيعته- صِفَتُهُ أنَّه عتيدٌ! ولم يقل القرآن إنّ هذا الرقيب العتيد ملكٌ أو جانٌّ أو إنسي أو قمر صناعي! فمن أين أتى منصور بملكيه هذين كي ينسبهما إلى القرآن بكل ثقة خاطئة!؟ ألم يأتِ بملكيه هذين من الثقافة الميرابلية الشائعة ذاتها، التي يدعي محاربتها!؟ ومعروف أنَّ الحديث الذي يقول ذلك هو حديثٌ "غريب"، ولم يعتمده ثقةٌ واحد. إنِّي أرى أن نسبته هذا الكلام للقرآن مضحكة أكثر من نكاته أعلاه*. لأنَّ العامة تقول "رقيب" و"عتيد" اسمان لمَلَكَي المراقبة.
ومثل هذا التخليط وعدم الدقّة والتقصي والتحري، بوسط كتابة منصور هذا يحتاج لتفرّغ رسمي، منذ اختراعاته وأوهامه التي لا تحد عن تاريخ الحجاز وظهور دولة بني سعود، أي المعلومات المتاحة لكل إنسان حتى طالب الثانوي بريفٍ قصي، ناهيك عن الوثائق البريطانية وما يحتاج لترجمات ومطاردات وبحوث واسعة ومكلّفة. حقاً، لقد استسهل الناس الكتابة والنقد والفكر والثقافة ومراجعة التاريخ.
أي زول يعمل ليه بجبوج زي دا، قوامُه خفّة العقل وشح القراءات والمعلومات، الاستسهال، والركاكة المنطقية واللغوية، ويجي يكشحوا في وش الإنترنت، إنا لله.

------
ملاحظاتي عن جميع هؤلاء الذين يعادون ثقافة المسلمين عداءً مطلقاً، وبشكل فوضوي لا تهمه أية وقائع نقدية، ولا خلاصات فكرية، ولا إصلاحات رؤيوية، ولا تأسيس بُنى إنسانية ثانية، أنهم في الإجمال ضعيفون جداً في المنطق والتصور والخيال واللغة. وفقيرون في معرفة هذا التراث ذاته، وضعيفون جداً جداً في معرفة سياقات هذا الإرث التاريخية. أما ضعفهم في اللغة العربية ذاتها، التي هي من أهم المفاتح النقدية لذلك التراث، الذي عالج في أعمه قضايا لينغوستية بحتة، لأنَّها تنطلق من هذا النص القرآني ذاته، فقدراتهم هنا صفر، وفتوحاتهم التي تُبنى على عداء الثقافات وهدم السياق التاريخي والمعرفي تُنَصِّبُهُم بكل يسر "إسكندراً لبلاد ما وراء الصفر".
* من متعي الجمّة القراءة في ترجمة الشيخ شاكر للقرآن، أكتب عنها بعض الملاحظات، مما يخطر لي أثناء القراءة، سأنشرها إن استطعتُ إلى ذلك سبيلاً. ويا لها من ترجمة اشتملت على جهد جبّار وخرافي، ومع ذلك فهي لا تخلو من المشاكل كحال أي جهد بشري، المشكلة أن تقدّس هذه الترجمة في ذاتها كما قُدِّس الرسم العثماني. ولكن الشيخ شاكر هنا، في هذه الآية تحديداً، لم يقع في الخطأ الفادح الذي وقع فيه منصور:
He utters not a word but there is by him a watcher at hand
A watcher واحد، غير متعيّنة ماهيته، وليس ملكين. كما أنَّ كلمة رقيب أكثر سَعَةً من الكلمة الإنجليزية "watcher".
(at hand) هنا بمعني، عند، أو (لدى) من الآية. توضيحي هذا لأنَّ الرواية الشعبية، بتاعة أخينا منصور، تقول إنَّ الملكين "رقيب" و"عتيد" يجلسان على الكتفين.
**

خصومٌ هم حتى الإفناء، أم هي معركة إلى أن يسود المنطق؟

---------------
البي الأحمر دا، نجاحه في العربي مع هذا البرغراف فقط، أمَّا متابعة أخطاء كتابته كلّها فيصيب باليأس