عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 10:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2010, 09:54 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها

    نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعا نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فورا.
    بهذا العبارات القليلة الحاسمة تم إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م وكان ذلك نتاجا لمجهودات جبارة بذلها خلص أبناء السودان كل بحسب ما تهيأ له من إمكانية التأثير في الأحداث. كانت الساحة حينها مرتعا خالصا للحزبين الكبيرين: الوطني الاتحادي والأمة وعلى حاشية طاولة اللعبة السياسية أحزاب صغيرة ولكنها أصيلة يحق لها الفخر بأنها من صناع جمهورية السودان الديمقراطية, ويظل على الشعب اليوم معرفة الفضل لأهله.
    تمر الذكرى تلو الأخرى وأمتنا كل مرة تتمنى لو أنها تعود للوراء!! ولم تصدق يوما في التمني كما تفعل الآن بعد 55 عاما من هذه الذكرى العزيزة على أصحاب النفوس الأبية التي تعرف للاستقلال معناه, وكيف لا يكون الأمر كذلك وغصة العجز قد سدت حلق الأمة وهي ترى بأم عينها وحدة البلاد التي بذل فيها غالي الدم ومضني الجهد وثاقب الفكر ووافر المال, تراها تتبخر كالماء على النار. كل ولايات جنوب البلاد أصبحت الآن عمليا دولة لها علمها وجيشها وحدودها ورئيسها وسفراءها ونشيدها الوطني!! وليت نزيفك يجف يا بلادي. . . وليت المليون ميل تنقص هذه المساحة فحسب.. لم يجمع قادة ذلك الزمان الذي نتنسم عبقه اليوم على شيء كما أجمعوا على وحدة البلاد التي لم يجرؤ حتى المستعمر على النيل منها! ولكنه عمد إلى قانون المناطق المقفولة الذي حاول مؤتمر الخريجين جاهدا منذ العام 1938م اختراقه وإبطال مفعوله ثم رفع مذكرة في العام 1942م طالب فيها بإلغاءه وتوحيد النظام التعليمي بين شطري البلاد وكفالة حرية حركة المواطنين السودانيين في جميع انحاء البلاد. أيضا قاطعت القوى السياسية الحية المؤسسات التي اصطنعتها الإدارة البريطانية لترسيخ الفصل بين الشمال والجنوب كالمجلس الاستشاري لشمال السودان والجمعية التشريعية, قاطعتها لما في ذلك من اعتراف ضمني بتقسيم البلاد, ولما فشلت كل مساعي التقسيم انعقد مؤتمر جوبا سنة 1947م والذي خرج بضرورة الوحدة بين الشمال والجنوب. وفي العام 1953م وقعت دولتا الحكم الثنائي اتفاقية الحكم الذاتي والتي اعترفت بحق السودان في تقرير مصيره عبر النواب بالاتحاد مع مصر أو الاستقلال التام, فأجريت أول انتخابات برلمانية في البلاد في نفس السنة فحاز الحزب الوطني الاتحادي على أغلبية 51 من أصل 97 مقعداً. من المعلوم أن الحزب الاتحادي يتكون من عدة أحزاب توحدت في مصر سنة 1952م وتبنت الوحدة معها وعلى هذا الأساس فاز الحزب بالأغلبية في هذه الانتخابات ولكنه لاحقا تخلى عن ذلك وتبنى الاستقلال التام!! ذلك الاستقلال الذي تغني به الشعب السوداني وعظم الأعلام الأفذاذ الذي ساهموا فيه, وكانت أولى مظاهر وجود السودان كدولة مستقلة كاملة السيادة قيادة الزعيم الأزهري لوفد السوادن للمشاركة في مؤتمر باندونق الذي انعقد في أبريل من عام 1955م, ولا يعرف للبلاد علم بعد فما كان من الرئيس الازهري رحمه الله إلا أن كتب بقلمه على منديل أبيض اسم السودان وجلس خلفه حتى استفز ذلك الرئيس الراحل عبد الناصر الذي كان يتوقع أن يجلس وفد السودان ضمن الوفد المصري! ولم ينفع احتجاجه على ذلك للمنظمين. ولما عاد الزعيم استقبل استقبال الابطال بل وأصبحت هذه الواقعة من الوقائع التاريخية التي يتغنى بها الشعب السوداني. ويمكننا التساؤل من أين للزعيم الأزهري بهذه الجسارة وبلاده لاتزال يرفرف في سماءها علما دولتي الحكم الثنائي وهو الذي اختارته الاحزاب الاتحادية ليكون رئيسا لها يناط به إنجاز الاتحاد مع مصر؟؟؟ فهو السياسي الذكي الحصيف الذي يعرف تماما متى ينحني للعاصفة ومتى يركب أمواجها.
    كتب الشيخ طيفور محمد شريف في مذكراته – مخطوطة - : ( بدأنا ثلاثة محمد جبارة العوض نائب كسلا والمرضي محمد رحمة نائب بربر وطيفور محمد شريف نائب الدامر ثم انضم إلينا محمد الصديق طلحة نائب أبو دليق والشيخ المجذوب إبراهيم فرح نائب شندي والوسيلة الشيخ السماني نائب الدويم وحسن محمد زكي نائب الرصيرص وكنا نجتمع في منزل أحدنا كدعوة عشاء ثم أصبحنا نفكر في تغيير اتجاه الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام وقد كان عندنا قَسَمَين أحدهما عندما ندعو أحد الأعضاء الجدد إلى اجتماعاتنا أن يقول: ( والله العظيم وكتابه الكريم لا أبوح بما يدور في هذا الاجتماع حتى ولو لم أنضم إلى هذه المجموعة ) والقَسَم الثاني لأولئك الذين يوافقون على الانضمام إلينا وهو: ( والله العظيم وكتابه الكريم أن أستمر عضواً في الحزب الوطني الاتحادي حتى يحول مبادئه من الوحدة مع مصر إلى الاستقلال التام ) وقد أدينا كلنا ذلك القسم واصبحت مجموعتنا تزيد على السبعة وعشرين عضواً كلهم من النواب إلا المرحوم بشير عبد الرحيم فإنه كان من الشيوخ ..... واصلنا اجتماعاتنا وناقشنا مذكرة من أثنى عشرة بنداً لنقدمها للرئيس المرحوم اسماعيل الأزهري كان من بنودها تحويل مباديء الحزب إلى الاستقلال وقد أوكل إلي الحديث عن الاستقلال وأذكر أننا سلمنا الرئيس أزهري رؤوس المواضيع التي نريد أن نناقشها معه وطلبنا منه تحديد موعد لذلك إلا أنه رحمة الله عليه كان يوعدنا ويسافر قبل الموعد بيوم واستمرت هذه المماطلة شهور طويلة كنا نعتقد أنه كان يريد أن يستمع إلى رأي الجماهير في هذه الرحلات التي يقوم بها, وقد بدأ الشك يدور حولنا عند قيادة الحزب وخاصة المرحوم السيد محمد نور الدين الذي سمع بأننا نسعى للاستقلال وقد انزعج كثيرا .... ولاحقنا المرحومان نور الدين والمحلاوي ليعرفا اتجاهنا ولكنهما لم يحصلا منا على أي معلومات كما أن يحي الفضلي أيضا لاحقنا كثيرا ليعرف شيئاً منا ولكنه لم يفلح, وعندما عاد مولانا السيد علي الميرغني من مصر في بورسودان قررنا أن نرسل وفدا لمقابلته هناك لنريه وجهة نظرنا والا نجعل الآخرين يتقولون علينا ووقع الاختيار على السادة المرحوم المرضي محمد رحمة والوسيلة الشيخ السماني والمرحوم الشيخ المجذوب إبراهيم وشخصي ولربما يكون يكون معنا خامس لم أتذكره ...) إلى أن يقول: (ثم ذهبنا لمقابلة مولانا السيد علي الميرغني في منزله ببورسودان وبعد أن حمدنا له سلامة العودة تحدثنا عن تكتلنا وأننا سعينا لنحول الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام واننا أدينا القسم بإلا نستقيل من هذا الحزب إلا بعد أن تتحول مبادئه للاستقلال, فكان رد مولانا السيد علي الميرغني وهل يستبدل الاستقلال بأي نوع من الاتحاد؟؟ هذه خطوة مباركة وسيروا فيها وفقكم الله. وقد ذكرنا لمولانا السيد علي بصراحة بأننا إذا استقلنا من هذا الحزب فسوف يتمسك بالاتحاد وسيدعمه المصريون, لهذا السبب إننا سنبقى فيه لنحوله إلى الاستقلال التام. )
    ومن الملاحظ أن كل نواب هذه المجموعة من أصحاب الولاء للسيد علي الميرغني وقد أصبحوا فيما بعد من قادة حزب الشعب الديمقراطي جراء إنقسام الحزب كنتيجة منطقية لهذا التحول الكبير. ولم يكن هذا التكتل نشازا فقد كان السيد علي في مصر قد نصح المصريين بالرضى من السودان بالصداقة والجوار والإخاء لا التبعية! يقول الدرديري محمد عثمان رحمه الله في مذكراته: ( قد شهدت لهذا الرجل مواقف وطنية وسياسية قد لا يريد سردها ولكنها كانت مصدر فخر واعتزاز عظيمين . ولقد سمعته يقول للمصريين لاتطلبوا من السودان غير الصداقة وتبادل المنافع أيام كانت علاقة السودان بمصر موضع كلام ) انتهى.
    وظهر هذا أيضا بوضوح في ما نقله الأستاذ محمد علي صالح في الوثائق الامريكية علي لسان ميرغني حمزة: بأنه يتذكر ان الميرغني حكى لصلاح سالم قصة عن اعتماد الابن على الاب. ثم يكبر الابن، ويريد الاستقلال. وقال لى ميرغني حمزة ان هذا يدل على ان الميرغني يريد الاستقلال ... "وفي الحلقة 13 من هذه الوثائق المنشورة على الصحف والشبكة الدولية وتحت موضوع حمزة يريد الاستقلال كتب السفير الأمريكي لخارجية بلاده في 30/10/1954م: (بعد عودته من زيارة الى مصر، قال لي ميرغني حمزة، وزير المعارف والزراعة والري، ان اغلبية السودانيين صارت ترفض الاتحاد مع مصر، وتؤيد الاستقلال. وان الختمية، وهو واحد من قادتهم، وبرعاية السيد على الميرغني، سيطالبون بالاستقلال. لكنه قال لى ان ان هذا سر يجب الا اكشفه لاحد. وذلك لأنه وبقية الختمية في الحزب الوطني الاتحادي يريدون، اولا، اقناع جناح الاشقاء. حتى لا ينقسم الحزب. وقال ميرغني حمزة ان الختمية لا يزالوا يريدون علاقة خاصة مع مصر، مثل تأسيس اتحاد، او ارتباط، بين دولتين مستقلتين. وقال لي ميرغني حمزة سرا آخرا، طلب منى الا اكشفه لاحد. وهو ان السيد على الميرغني، بالرغم من انه لم يعلن انه يريد الاستقلال، بل ولم يقل له ذلك، لكنه، في اعماقه، يريده. وحكي لي قصة عندما كان الميرغني يتعالج في مصر. زاره الصاغ صلاح سالم، عضو مجلس قيادة الثورة في مصر، ووزير شئون السودان. اشتكى صلاح سالم للميرغني من الدرديري محمد عثمان، مستشار الميرغني، وقال انه لم يستقبله استقبالا طيبا عندما كان صلاح سالم في الخرطوم. غضب الميرغني، واستدعى الدرديري محمد عثمان في الحال من الخرطوم. ثم جمعه مع صلاح سالم. وطلب منهما ان يتصالحا اذا كانت المشكة شخصية. اما اذا كانت مشكلة سياسية، فان الميرغني لن يتدخل. لكن، بعد ساعة كاملة، لم يتفق الرجلان. وصار واضحا انهما يختلفان حول مستقبل السودان، وأن الدرديري محمد عثمان لا يتحمس، أو لم يعد يتحمس، لاتحاد مع مصر.
    وبعد اسبوع قابل السفير حمزة مرة أخرى فكتب لخارجيته قائلا: (وهذه المرة قال لي، في قوة، وبدون لف ودوران، أن الختمية حسموا موقفهم، وأنهم يريدون الاستقلال. وكرر ما قاله لي في المقابلة الماضية بأن الموضوع لا يزال سرا، حتى يقنع الختمية جناح الاشقاء في الحزب الوطني الاتحادي، خوفا من انقسام الحزب. ) انتهى
    وهنا نجد أن هذا الخوف على انقسام الحزب يقع على كلام النواب أصحاب القسم المبرور ذاك كالحافر على الحافر!!! ويمكننا أيضا القول بأن سبب القوة في حديث حمزة بعد أسبوع واحد هو مقابلة مناديب هؤلاء النواب للسيد علي في بورتسودان حيث أصبحت أغلبية نواب الحزب المتمعة بدعم الميرغني القوي مع الاستقلال , فقرأ هذا السفير الواقع قراءة مهنية صحيحة فقال: صار مستقبل السودان يعتمد على قرار من الميرغني!!
    وبالعودة إلى مذكرات الشيخ طيفور محمد شريف تظهر هذه الحقيقة بوضوح . . يقول رحمه الله: ( وبعد شهور من تسليمنا رؤوس المواضيع التي نريد مناقشتها مع السيد إسماعيل الأزهري حدد لنا موعدا للقاءه وكان ذلك في منزله وتحدث كل منا في الموضوع الذي أوكل إليه ووعدنا بأن يعرض هذه المذكرة على الهيئة البرلمانية التي كونت لجنة من عشرة أشخاص كنت من بينهم وسميت هذه اللجنة لجنة العشرة أذكر منهم: المرحوم مبارك زروق والمرحوم أمين السيد والمرحوم أحمد يوسف علقم والمرحوم حماد توفيق وآخرين وكانت اجتماعاتنا كلها في منزل المرحوم حماد توفيق واتفقنا أن يغير الحزب مبدأه إلى الاستقلال وكتبنا توصياتنا بذلك ثم اجتمعت الهيئة البرلمانية لمناقشة هذه التوصيات وكان النقاش حاداً بين الاستقلاليين والاتحاديين وأذكر في تلك الليلة أن قال الشاذلي الشيخ الريح: إن رأي مولانا السيد علي غامض لا نعرفه إذا كان مع الاستقلال أو مع الاتحاد فقام البعض بإثارة شغب بسبب هذا الكلام وأخرجت المسدسات فيه وكان ذلك الاجتماع الصاخب على سطوح نادي الخريجين فرفع الرئيس الأزهري الاجتماع وكان يوم خميس على أن نواصل الاجتماع الساعة 8 صباحاً يوم الجمعة وقد رفعت تلك الجلسة بعد الساعة الواحدة صباحاً فطلب مني المرحوم أحمد يوسف علقم أن نذهب للسيد علي ونحكي له بما حدث ونطالب بتدخله فذهبنا ووجدنا مولانا السيد علي يجلس على كرسيه ويقف بجواره أحد الخلفاء فحكينا له ما حدث وقلنا إن الكلام الذي يصدر من أخواننا المحتجين سيفسر بأنه هو رأيكم أنتم فطلب من الخليفة أن يذهب في نفس الليلة ويتحدث معهم ويطلب منهم أن يكونوا مع أغلبية الأعضاء. إن هذه الهيئة البرلمانية تتكون من مجلس النواب المنتمين للحزب ومن لجنة الحزب الستينية, وفعلاً عندما اجتمعنا في نادي الخريجين في الصباح طلب منا الرئيس أن نصوت على الاستقلال أو الاتحاد فكانت الأغلبية الساحقة مع الاستقلال إلا الدكاترة كما كنا نسميهم وهم أحمد السيد وعبد الوهاب زين العابدين ومحمد أمين حسين وعقيل ومنهم محمد نور الدين ونواب شرق السودان, فصدرت جرائد السبت تعلن بأن الحزب الوطني الاتحادي قد اتخذ من الاستقلال التام مبدأ له. بمجرد إعلان الاستقلال قدم الدكاترة ونور الدين ونواب الشرق استقالاتهم من الحزب الوطني الاتحادي ونادوا بالاتحاد مع مصر إلا أنهم لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم الجماهير, وكانوا يعتمدون إعتمادا كليا على الختمية إلا أن الختمية كلهم وقفوا مع الحزب الوطني الاتحادي وبدأوا يفكرون في قيام حزب جديد بالاتفاق مع المرحوم ميرغني حمزة ورفاقه الذين استقالوا من الحزب وكونوا الحزب الوطني الاتحادي الاستقلالي الجمهوري. ) انتهى
    كان هذا الاجتماع التاريخي يوم 30/3/1955م وبهذا يتضح بجلاء سر جسارة الرئيس الأزهري رحمه الله عندما اعتد بسيادة بلاده في مؤتمر باندونق في أبريل بعد أيام قلائل من هذا التاريخ فهو إنما يعتمد على قرار هيئة الحزب البرلمانية وإن كان هذا خلافا لما يريد ولكن هذه الواقعة تشهد له بالإيمان الكامل بالديمقراطية.
    الأستاذ محجوب محمد عثمان في مقاله بصحيفة الأحداث بعدد 19 ديسمبر 2010م كتب تحت عنوان الاثنين 19 ديسمبر 1955م: كيف تحول الأزهري من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام؟ البعض يقول إنه لم يكن وحدويا وكان يستتر خلف ذلك ليكسب دعم مصر للتخلص من الانجليز ولكن قرائن الأحوال تظهر أن الرجل كان وحدويا حتى النخاع إلا أن تأثيرات هائلة أبعدته من موقعه تجاه النغيض. رأى الكاتب أن هناك عاملان أكثر أهمية كان لهما تأثيرهما المباشر على الرئيس إسماعيل الأزهري ليتجه نحو الاستقلال بدلا من الوحدة مع مصر أولهما مشاركة السودان في مؤتمر باندونق والثاني لقاء السيدين واتفاقهما برغم عمق الشقاق بينهما على تشكيل الحكومة القومية كترياق مضاد يبعد الازهري عن الواجهة. ثم يحكي الكاتب أن الرئيس في جلسة عادية وهادئة يوم الخميس 15 ديسمبر قال: إن مهمة حكومتي تقتصر على السودنة والجلاء والاستقلال وقد حققنا الأول والثاني وسنعلن الثالث وهو الاستقلال من هذا البرلمان ومن داخل هذه القاعة يوم الاثنين القادم 19 ديسمبر إن شاء الله. ويصف الكاتب رد الفعل بأن كلام الرئيس كان كالقنبلة التي انفجرت وكانت الجملة الأخيرة هي إنذار للقوى السياسية ثم تسارعت الأحداث أحزاب المعارضة وافقت على المقترح دون تحفظ ثم تلتها باقي الأحزاب. مصر بادرت في نفس اليوم وأعلنت موافقتها المطلقة.
    مجريات الأحداث كما أوردنا تقول بأن قرار الاستقلال قد اتخذه حزب الأغلبية في اجتماع هيئته البرلمانية منذ 30/3/1955م وعلى هذا ظهر وفد السودان في باندونق معتدا بسيادة البلاد الكاملة, وغير هذا فمن المعلوم أن كل تفاصيل إعلان الاستقلال قد تم إعدادها بعناية فائقة وبتناغم شديد حتى من يقترح ومن يثني من يتحدث ومن يحضر هذه الجلسة التاريخية من الشخصيات غير النواب. كما أن مسألة الاستقلال هي مبدأ معلن للسيد عبد الرحمن المهدي لذلك فهذا أغلى ما يطلب حتى أجهش بالبكاء حين تحقق الأمر في هذا الإثنين السعيد فليس إذا ثمة مفاجأة.
    أما السيد علي فقد عمل منذ أمد بعيد على تحقيق استقلال البلاد فتضامن مع حركة ثورة اللواء الأبيض برغم تعرضه لمضايقة الحكومة ليقوم بإفشال المظاهرات يقول الدرديري محمد عثمان: (وفي عام 1924م عند نشوب الاضطرابات في السودان بسبب اللواء الأبيض سافر السيد علي الي دنقلا وبعثت اليه الحكومة بعدة برقيات لكي ينشر علي الناس ما يهدئهم ويضمن ولاءهم للحكومة ولكنه لم يرد علي تلك البرقيات . ثم أضاف المستر بني : والآن ومسالة السودان تاخذ طابعا حادا والمظاهرات تنطلق في كل مكان والشعور العام في غاية الهياج لا يحتاج الأمر إلى أكثر من كلمة ينطق بها السيد علي ولكن السيد علي حتي الآن لم يقل هذه الكلمة) وقد دللنا على أصالة مبدأ الاستقلال عنده وكيف نصح المصريين بالياس من تبعية السودان لهم وكيف أن النواب المحسوبون عليه هم من ساقوا الحزب بقوة الصوت لاختيار الاستقلال مبدءاً وعلى العكس منه كان الرئيس الأزهري وحدويا حتى النخاع ولكنه بحسب ما نرى عدل عن ذلك لذكاءه كما اسلفنا وحسه السياسي المرهف حيث أصبح الاستقلال أمرا واقعا لا يمكن مدافعته, كما أن الحال في مصر التي يراد الاتحاد معها قد تغير فالرئيس نجيب الذي تربطه بالسودان علاقة عميقة تجري في دمه - الذي للسودان فيه شركة بالميلاد- وعقله حيث درس بكليه غردون وعمل بجبل أولياء فهو على معرفة قوية بمزاج شعب السودان فلما أصبح رئيسا عمل على توحيد الأحزاب الاتحادية وأصبح الأزهري رئيسا للحزب الاتحادي الوليد ومن ثم أنجز نجيب اتفاقية الحكم الذاتي التي نصت على حق تقرير المصير لشعب السودان ولكن الرئيس عبد الناصر أقاله في نهاية سنة 1954م ووضعه تحت الإقامة الجبرية بمنزله! فبلد هذا واقع صناع الثورة فيها, من أين لها بجاذبية تجعل الرئيس الأزهري يعمل للاتحاد معها مكلفا نفسه عنت مصارعة تيار الاستقلال التام الجارف الذي سد المخارج على المخالفين حتى بلوغ الاستقلال وبعد ذلك فليكن ما يريدون؟؟؟
    بالعودة إلى الوثائق الامريكية وتحديدا لتلك المرسلة في 27/11/1954م نجد: أن الازهري ربما يريد الآن، بدلا عن الاتحاد الكامل لمصر والسودان، اتحادا كونفدراليا بين مصر والسودان، يسمى "جمهورية وادي النيل". و يتبادل فيه مصرى وسوداني رئاسة الاتحاد لكن، اذا عزل المصريون رئيسهم محمد نجيب، ما هو الضمان انهم لن يعزلوا رئيسا سودانيا؟ انتهى. لذلك عند تمام الأمر بإنجاز السودنة والجلاء وإعلان الاستقلال وإنزال علمي دولتي الحكم الثنائي في 1/1/1956م وبدلا عن أن تستقر أوضاع الحزب الاتحادي بسبب هذه الإنجازات التأريخية, إلا أنها تفاقمت وبدأت في السوء في نفس اليوم في أولى محاولات تكوين الحكومة القومية, حيث عقد نواب الحزب اجتماعا في إحدى قاعات البرلمان برئاسة الأزهري الذي اقترح تسمية الشيخ علي عبد الرحمن وحماد توفيق وأمين السيد ليفاوضوا أحزاب المعارضة في تشكيل الحكومة ومن الملاحظ أن ثلاثتهم قد أصبح لاحقا في حزب الشعب الديمقراطي وكان مفاوضيهم من المعارضة عبد الله خليل وميرغني حمزة ومحمد نور الدين والأخيرين كلاهما لاحقا أصبح أيضا في حزب الشعب!! وكفى بهذا دليلا على علاقة هؤلاء الخمسة بمولانا السيد علي الميرغني وهم خمسة من ستة قادة يناط بهم تسمية حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها!!! وقد اتفقوا على الحكومة برئاسة الزعيم الأزهري ولكنه قرر إبعاد الثلاثة المفاوضين من قبله من الوزارة ليستبدلهم بآخرين ولكنه لم يستطع تنفيذ ذلك تحت ضغط استقالات من المبعدين ونواب الكتلة الموالية للسيد علي فتراجع الرئيس وأمضى الحكومة بما اتفق عليه المفاوفضون ولكن في نهاية المطاف حصل انقسام الحزب الشهير بميلاد حزب الشعب الديمقراطي بعد ستة أشهر فقط في يونيو 1956م وعاجلا في بداية يوليو أسقط الحزب وزارة الأزهري ليتحالف مع حزب الأمة والأحرار الجنوبي مشكلا وزارة جديدة بقيادة عبد الله خليل. برغم كل هذا فقد أثر عن الزعيم الأزهري قولته المشهورة: ( لولا الأسد الرابض في حلة خوجلي لما نال السودان استقلاله ) وحق له أن يقول ذلك فهي شهادة حق صدع فيها بالحقيقة المجردة التي يبين ما قلنا هنا صدقه الشديد فيها, رحمة الله وبركاته على هؤلاء الكرام بما قدموا لهذه البلاد.

    (عدل بواسطة محمد ميرغني عبد الحميد on 12-29-2010, 09:38 PM)

                  

12-29-2010, 09:42 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    بدأنا ثلاثة محمد جبارة العوض نائب كسلا والمرضي محمد رحمة نائب بربر وطيفور محمد شريف نائب الدامر ثم انضم إلينا محمد الصديق طلحة نائب أبو دليق والشيخ المجذوب إبراهيم فرح نائب شندي والوسيلة الشيخ السماني نائب الدويم وحسن محمد زكي نائب الرصيرص وكنا نجتمع في منزل أحدنا كدعوة عشاء ثم أصبحنا نفكر في تغيير اتجاه الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام وقد كان عندنا قَسَمَين أحدهما عندما ندعو أحد الأعضاء الجدد إلى اجتماعاتنا أن يقول: ( والله العظيم وكتابه الكريم لا أبوح بما يدور في هذا الاجتماع حتى ولو لم أنضم إلى هذه المجموعة ) والقَسَم الثاني لأولئك الذين يوافقون على الانضمام إلينا وهو: ( والله العظيم وكتابه الكريم أن أستمر عضواً في الحزب الوطني الاتحادي حتى يحول مبادئه من الوحدة مع مصر إلى الاستقلال التام ) وقد أدينا كلنا ذلك القسم واصبحت مجموعتنا تزيد على السبعة وعشرين عضواً كلهم من النواب إلا المرحوم بشير عبد الرحيم فإنه كان من الشيوخ ..... واصلنا اجتماعاتنا وناقشنا مذكرة من أثنى عشرة بنداً لنقدمها للرئيس المرحوم اسماعيل الأزهري كان من بنودها تحويل مباديء الحزب إلى الاستقلال وقد أوكل إلي الحديث عن الاستقلال وأذكر أننا سلمنا الرئيس أزهري رؤوس المواضيع التي نريد أن نناقشها معه وطلبنا منه تحديد موعد لذلك إلا أنه رحمة الله عليه كان يوعدنا ويسافر قبل الموعد بيوم واستمرت هذه المماطلة شهور طويلة كنا نعتقد أنه كان يريد أن يستمع إلى رأي الجماهير في هذه الرحلات التي يقوم بها, وقد بدأ الشك يدور حولنا عند قيادة الحزب وخاصة المرحوم السيد محمد نور الدين الذي سمع بأننا نسعى للاستقلال وقد انزعج كثيرا .... ولاحقنا المرحومان نور الدين والمحلاوي ليعرفا اتجاهنا ولكنهما لم يحصلا منا على أي معلومات كما أن يحي الفضلي أيضا لاحقنا كثيرا ليعرف شيئاً منا ولكنه لم يفلح, وعندما عاد مولانا السيد علي الميرغني من مصر في بورسودان قررنا أن نرسل وفدا لمقابلته هناك لنريه وجهة نظرنا والا نجعل الآخرين يتقولون علينا ووقع الاختيار على السادة المرحوم المرضي محمد رحمة والوسيلة الشيخ السماني والمرحوم الشيخ المجذوب إبراهيم وشخصي ولربما يكون يكون معنا خامس لم أتذكره ...) إلى أن يقول: (ثم ذهبنا لمقابلة مولانا السيد علي الميرغني في منزله ببورسودان وبعد أن حمدنا له سلامة العودة تحدثنا عن تكتلنا وأننا سعينا لنحول الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام واننا أدينا القسم بإلا نستقيل من هذا الحزب إلا بعد أن تتحول مبادئه للاستقلال, فكان رد مولانا السيد علي الميرغني وهل يستبدل الاستقلال بأي نوع من الاتحاد؟؟ هذه خطوة مباركة وسيروا فيها وفقكم الله. وقد ذكرنا لمولانا السيد علي بصراحة بأننا إذا استقلنا من هذا الحزب فسوف يتمسك بالاتحاد وسيدعمه المصريون, لهذا السبب إننا سنبقى فيه لنحوله إلى الاستقلال التام. )
                  

12-30-2010, 05:44 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)


    الأخ محمد ميرغنى
    تحايا طيبات
    وكل عام وأنتم بخير
    الإستقلال ذكرى مجيدة عند كل الأمم

    لاحظت أن السرد الذى أوردته بهذا البوست لأحد النواب منذ الخمسنيات ، ومن السياق هو واحد من الثلاث
    محمد جبارة العوض نائب كسلا والمرضي محمد رحمة نائب بربر وطيفور محمد شريف نائب الدامر
    الرجاء أن توضح من هو الكاتب ولو أمكن تاريخ النشر

    تقديرى
                  

12-31-2010, 09:20 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: نادر الفضلى)

    مرحبا بك نادر الفضلي
    وكل عام وأنت بخير
    في هذا المقال اقتبست من مذكرات الشيخ طيفور محمد شريف وهي مخطوطة لدي بحمد الله
    وهو مقال وليد مناسبة الاستقلال هذه الأيام كتبته ونشرته في سودانايل يوم 21 أغسطس 2010م على ما أظن
    وأعدت نشره هنا بعد أن أعاد لي سيد الحوش مشكورا كلمة مروري المفقودة منذ سنين.
    لك الشكر على المرور.
                  

01-02-2011, 01:35 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
                  

01-03-2011, 11:22 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: ( وبعد شهور من تسليمنا رؤوس المواضيع التي نريد مناقشتها مع السيد إسماعيل الأزهري حدد لنا موعدا للقاءه وكان ذلك في منزله وتحدث كل منا في الموضوع الذي أوكل إليه ووعدنا بأن يعرض هذه المذكرة على الهيئة البرلمانية التي كونت لجنة من عشرة أشخاص كنت من بينهم وسميت هذه اللجنة لجنة العشرة أذكر منهم: المرحوم مبارك زروق والمرحوم أمين السيد والمرحوم أحمد يوسف علقم والمرحوم حماد توفيق وآخرين وكانت اجتماعاتنا كلها في منزل المرحوم حماد توفيق واتفقنا أن يغير الحزب مبدأه إلى الاستقلال وكتبنا توصياتنا بذلك ثم اجتمعت الهيئة البرلمانية لمناقشة هذه التوصيات وكان النقاش حاداً بين الاستقلاليين والاتحاديين وأذكر في تلك الليلة أن قال الشاذلي الشيخ الريح: إن رأي مولانا السيد علي غامض لا نعرفه إذا كان مع الاستقلال أو مع الاتحاد فقام البعض بإثارة شغب بسبب هذا الكلام وأخرجت المسدسات فيه وكان ذلك الاجتماع الصاخب على سطوح نادي الخريجين فرفع الرئيس الأزهري الاجتماع وكان يوم خميس على أن نواصل الاجتماع الساعة 8 صباحاً يوم الجمعة وقد رفعت تلك الجلسة بعد الساعة الواحدة صباحاً فطلب مني المرحوم أحمد يوسف علقم أن نذهب للسيد علي ونحكي له بما حدث ونطالب بتدخله فذهبنا ووجدنا مولانا السيد علي يجلس على كرسيه ويقف بجواره أحد الخلفاء فحكينا له ما حدث وقلنا إن الكلام الذي يصدر من أخواننا المحتجين سيفسر بأنه هو رأيكم أنتم فطلب من الخليفة أن يذهب في نفس الليلة ويتحدث معهم ويطلب منهم أن يكونوا مع أغلبية الأعضاء. إن هذه الهيئة البرلمانية تتكون من مجلس النواب المنتمين للحزب ومن لجنة الحزب الستينية, وفعلاً عندما اجتمعنا في نادي الخريجين في الصباح طلب منا الرئيس أن نصوت على الاستقلال أو الاتحاد فكانت الأغلبية الساحقة مع الاستقلال إلا الدكاترة كما كنا نسميهم وهم أحمد السيد وعبد الوهاب زين العابدين ومحمد أمين حسين وعقيل ومنهم محمد نور الدين ونواب شرق السودان, فصدرت جرائد السبت تعلن بأن الحزب الوطني الاتحادي قد اتخذ من الاستقلال التام مبدأ له. بمجرد إعلان الاستقلال قدم الدكاترة ونور الدين ونواب الشرق استقالاتهم من الحزب الوطني الاتحادي ونادوا بالاتحاد مع مصر إلا أنهم لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم الجماهير, وكانوا يعتمدون إعتمادا كليا على الختمية إلا أن الختمية كلهم وقفوا مع الحزب الوطني الاتحادي وبدأوا يفكرون في قيام حزب جديد بالاتفاق مع المرحوم ميرغني حمزة ورفاقه الذين استقالوا من الحزب وكونوا الحزب الوطني الاتحادي الاستقلالي الجمهوري. ) انتهى
                  

01-05-2011, 10:14 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
                  

01-06-2011, 11:27 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الذكرى .. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de