|
Re: الرصد العِلمي، و" تنبيه الغبي" لضلالات ابن عربي..وخروجه عن منهج النبي، ومحاكمة عق (Re: عماد موسى محمد)
|
بلة موسى يتلصص على الصوفية ..جاء في صورة صوفي..وهو في الحقيقة غنوصي فلسفي هؤلاء لايرون فرقا بين الساجد والمسجود له... الإمام الذهبي-صاحب سير أعلام النبلاء-وغيره، يتّصف بالإنصاف والعدل حتى على المخالفين.. تأملوا كلامه في إنكاره على البدع عموما وعلى شيخ بلة موسى- المسمى بأبن عربي-خصوصا-: Quote: صور من إنكار الإمام الذهبي على الصوفية ، وبيان مخالفتهم لطريقة أهل الزهد والتنسك من المتقدمين ، وتمحيص ما عند المتقدمين من خلل:
قال رحمه الله في ترجمة "حاتم الأصم" من كتابه سير أعلام النبلاء: (11ـ487) بعد أن ذكر قول حاتم الأصم: ((لو أن صاحب خبر جلي إليك لكنت تتحرز منه وكلامك يعرض على الله لا تحترز. فقال الذهبي: قلت: هكذا كانت نكت العارفين وإشاراتهم لا كما أحدث المتأخرون من الفناء والمحو والجمع الذي آل بجهلتهم إلى الاتحاد وعدم السوى)).
وذكر الذهبي في ترجمة "أبي حامد الغزالي" من السير: (19ـ322): قول الغزالي: (وذهبت الصوفية إلى العلوم الإلهامية دون التعليمية فيجلس فارغ القلب مجموع الهم يقول: الله .... الله.... الله... على الدوام ، فليفرغ قلبه ولا يشتغل بتلاوة ولا كتب حديث !! ، قال: فإذا بلغ هذا الحد التزم الخلوة في بيت مظلم وتدثر بكسائه فحينئذ يسمع نداء الحق !!!: (يا أيها المدثر) و (يا أيها المزمل) !!!)).
قال الذهبي معقباً: ((قلت: سيد الخلق إنما سمع: {يَا أيُّهَا المُدَّثِرِ} (المدثر: 1) من جبريل عن الله ، وهذا الأحمق لم يسمع نداء الحق أبدا !! ، بل سمع شيطاناً أو سمع شيئا لا حقيقة من طيش دماغه ، والتوفيق في الاعتصام بالسنة والإجماع) انتهى كلامه رحمه الله .
ونقل كلاما "للطرطوشي" قال فيه: ((وقال محمد بن الوليد الطرطوشي في رسالة له إلى ابن مظفر فأما ما ذكرت من أبي حامد فقد رأيته وكلمته فرأيته جليلا من أهل العلم واجتمع فيه العقل والفهم ومارس العلوم طول عمره وكان على ذلك معظم زمانه ثم بدا له عن طريق العلماء ودخل في غمار العمال ثم تصوف وهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين ولقد كاد أن ينسلخ من الدين فلما عمل " الإحياء " عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية أنيس بها ولا خبير بمعرفتها فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات)).
قال الذهبي: ((قلت أما " الإحياء " ففيه من الأحاديث الباطلة جملة وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء و منحرفي الصوفية نسأل الله علما نافعا تدري ما العلم النافع هو ما نزل به القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا ولم يأت نهي عنه قال عليه السلام من رغب عن سنتي فليس مني فعليك يا أخي بتدبر " كتاب الله " و بإدمان النظر في " الصحيحين " و " سنن النسائي " و " رياض " النواوي و " أذكاره " تفلح وتنجح ، وإياك وآراء عباد الفلاسفة ، ووظائف أهل الرياضات ، وجوع الرهبان ، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة ، فواغوثاه بالله اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم)).
وقال في ترجمة "سعيد بن عبد العزيز أبي عثمان الحيري" (14ـ62) لما ذكر قول أبي نعيم الحافظ فيه من قوله: (تخرج به جماعة من الأعلام كإبراهيم بن المولد وكان ملازما للشرع متبعا له) .
قال الذهبي: ((قلت: يعني أنه كان سليماً من تخبيطات الصوفية وبدعهم)).
وقال الذهبي في ترجمة "ابن الأعرابي" (15ـ407-412) في التمييز بين التصوف المحدث ، والتنسك والتعبد الشرعي: ((قلت: إي والله دققوا وعمقوا وخاضوا في أسرار عظيمة ما معهم على دعواهم فيها سوى ظن وخيال ولا وجود لتلك الأحوال من الفناء والمحو والصحو والسكر إلا مجرد خطرات ووساوس ما تفوه بعباراتهم صديق ، ولا صاحب ، ولا إمام من التابعين ، فان طالبتهم بدعاويهم مقتوك ، وقالوا: محجوب ، وإن سلمت لهم قيادك تخبط ما معك من الإيمان ، وهبط بك الحال على الحيرة والمحال ، ورمقت العباد بعين المقت ، وأهل القرآن والحديث بعين البعد ، رجاء مساكين محجوبون ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنما التصوف والتأله والسلوك والسير والمحبة ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الرضا عن الله ولزوم تقوى الله والجهاد في سبيل الله والتأدب بآداب الشريعة من التلاوة بترتيل وتدبر والقيام بخشية وخشوع وصوم وقت وإفطار وقت وبذل المعروف وكثرة الإيثار وتعليم العوام والتواضع للمؤمنين والتعزز على الكافرين ومع هذا فالله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، والعالم إذا عري من التصوف والتأله فهو فارغ كما أن الصوفي إذا عري من علم السنة زل عن سواء السبيل) .
قال الذهبي رحمه الله عن سيد الصوفية "ابن عربي الطائي" (23 ـ 48): ((وكان ذكياً كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد واهتم وأنجد وعمل الخلوات ، وعلِق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ، ومن أردإ تواليفه كتاب ((الفصوص)) فإن كان لا كــفـر فيه فما في الدنيا كفــر!!! نسأل الله العفو والنجاة . فواغوثاه بالله ، وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات)). انتهى .
وقال الذهبي في ترجمة"الحكيم الترمذي" (13ـ442): ((كذا تُكلم في السُلمي من أجل تأليفه كتاب حقائق التفسير فياليته لم يؤلفه ، فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية ، والشطحات البسطامية ، وتصوف الاتحادية ، فواحزناه على غربة الإسلام والسنة)).
منقول من موقع الصوفية . |
نقلته من موقع "الدفاع عن السنة"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرصد العِلمي، و" تنبيه الغبي" لضلالات ابن عربي..وخروجه عن منهج النبي، ومحاكمة عق (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: قال الذهبي رحمه الله عن سيد الصوفية "ابن عربي الطائي" (23 ـ 48): ((وكان ذكياً كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد واهتم وأنجد وعمل الخلوات ، وعلِق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ، ومن أردإ تواليفه كتاب ((الفصوص)) فإن كان لا كــفـر فيه فما في الدنيا كفــر!!! نسأل الله العفو والنجاة . فواغوثاه بالله ، وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات)). انتهى . |
هذا يا بلة موسى الإمام الذهبي وهو من العلماء في الحديث ورجال الحديث والتاريخ والفقه والشريعة...إلخ تأملوا إنصافه..ثم نقده بعلمية لابن عربي ولكتابه..ولأتباعه.. Quote: وعلِق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة[/ |
يقصد أهل وحدة الوجود الذين لايفرّقون بين الخالق والمخلوق ويعتبرون أن هذا الكون كله هو الله بل ينفون وجود الإله الحق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرصد العِلمي، و" تنبيه الغبي" لضلالات ابن عربي..وخروجه عن منهج النبي، ومحاكمة عق (Re: عماد موسى محمد)
|
يقول بلة موسى في تخبطه من مسلم إلى نصراني إلى يهودي إلى الانتساب إلى ابن عربي-"شبهينا واتلاقينا"!!-والطيور على أشكالها تقع: :
Quote: فشخصى الضعيف كنت فى نفس مربعهم وانتقلت أسمع وأقرا للمسيحيين الأرثودوكس والغنوصيين, وأصبت بغم شديد أرق حياتى فترة , فانتقلت الى اليهود وتحديدا القباليين وانتميت الى مجموعة بنى باروخ وكان شيخنا مايكل لايتمان وهو رجل فيلسوف ومتدين وموسوعة فى الفيزياء, والقباليون يدعون أن القبالة هى امتداد لمنهج سيدنا إبراهيم ومانسميه فى الإسلام بالحنيفية.وكتابهم الأساسى هو الزوهر ولهم منهج روحانى ممتاز فى معرفة الخالق, ولايشترطون عليك تغيير دينك,وهذه النقطة هى التى كانت موضوع انجذابى لهم وفى نفس الوقت موضع تركى لهم, لأنى لاحظت تمسكهم بكل دقائق الديانة اليهودية فى ظاهرهم بما فيها الأشياء الصغيرة.فاغتم قلبى من ناحيتهم وتركتهم. بعدها وجدت طبيب هندى وفيلسوف روحانى فى كلفورنيا إسمه ديباك جوبرا وهو إنسان فى غاية الصفاء الروحى وله محاضرات جذابة, فلاحظت أنه كثيرا مايستدل بشعر ابن الرومى وفريد الدين العطار مما أرجعنى الى قراءة بعض كتابات هذين الشيخين كشمس تبريز لابن الرومى ومنطق الطير للعطار. ومن هؤلاء عاد بى الترحال مرة أخرى للقرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحينها انفتح على كنز من مؤلفات محى الدين بن العربى فقرأت منها ماسهل فهمه ( فهى إن رأيتها أصعب من الطب والفيزياء مجتمعتين) وهكذا عدت |
حسنا..أنت حتى الآن تقول عن منهج هذه الطائفة اليهودية "القبالة" :
Quote: وكتابهم الأساسى هو الزوهر ولهم منهج روحانى ممتاز فى معرفة الخالق |
أي منهج ممتاز لهؤلاء..؟ ما بيّنت لنا امتيازه، ولكنه ولو كان الإنجيل أو التوراة الصحيحة..فهي كلها شرائع منسوخة، فكيف إذا كانت محرّفة.. ثم إن سيدنا إبراهيم لاعلاقة له بيهودية ولاغير يهودية، إبراهيم هو أبو الأنبياء وهو إمام الموحدين وشيخ الحنيفين المخلصين..وهذا بنصّ الكتاب المنزّل: (ماكان إبراهيم يهودياً ولانصرانيا ولكن كان حنيقا مسلما وما كان من المشركين)
Quote: ولايشترطون عليك تغيير دينك |
وكذلك ابن عربي ..يرى ما يرى هؤلاء..وان الكل عنده سواء والذي يقرأ االفصوص أو شيئا من عباراته سيجد من عقيدة الرجل الكثير سآتيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرصد العِلمي، و" تنبيه الغبي" لضلالات ابن عربي..وخروجه عن منهج النبي، ومحاكمة عق (Re: عماد موسى محمد)
|
أها..دا كلام بلة موسى في شريط الملحد هشام آدم:الحجاب والحرية الشخصية.." هذا المسكين لايرى فرقا بين المؤمن والملحِد..ويشبّه هذه"التسوية" بين الإلحاد و"الإيمان" بصورة إنسان يرى وجهه بمرآه.. فالصورة التي تنعكس على المرآه هي صورتك "أنت" و"أنت" هوالذي ينظر إلى المرآه!!!! فلافرق!!!!! عشان مافي واحد يتهمني بأنو أنا بتكلّم ب"شدة" عن ابن عربي وتلامذته!! أها دا كلام اليهودي:
Quote: رد خاص للأخت دوما doma يادوما الناس ديل تعبانين مع هشام دا ساكت لكن هو رضى أم أبى مؤمن بالخالق..
هل فى صورة وهى موجودة فى المراية تقدر تقول لصاحبها أنت ماموجود؟ |
!!! (ذلك مبلغُهم مِن العِلم)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرصد العِلمي، و" تنبيه الغبي" لضلالات ابن عربي..وخروجه عن منهج النبي، ومحاكمة عق (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: فشخصى الضعيف كنت فى نفس مربعهم وانتقلت أسمع وأقرا للمسيحيين الأرثودوكس والغنوصيين, وأصبت بغم شديد أرق حياتى فترة , فانتقلت الى اليهود وتحديدا القباليين وانتميت الى مجموعة بنى باروخ وكان شيخنا مايكل لايتمان وهو رجل فيلسوف ومتدين وموسوعة فى الفيزياء, والقباليون يدعون أن القبالة هى امتداد لمنهج سيدنا إبراهيم ومانسميه فى الإسلام بالحنيفية.وكتابهم الأساسى هو الزوهر ولهم منهج روحانى ممتاز فى معرفة الخالق, ولايشترطون عليك تغيير دينك,وهذه النقطة هى التى كانت موضوع انجذابى لهم وفى نفس الوقت موضع تركى لهم, لأنى لاحظت تمسكهم بكل دقائق الديانة اليهودية فى ظاهرهم بما فيها الأشياء الصغيرة.فاغتم قلبى من ناحيتهم وتركتهم. بعدها وجدت طبيب هندى وفيلسوف روحانى فى كلفورنيا إسمه ديباك جوبرا وهو إنسان فى غاية الصفاء الروحى وله محاضرات جذابة, فلاحظت أنه كثيرا مايستدل بشعر ابن الرومى وفريد الدين العطار مما أرجعنى الى قراءة بعض كتابات هذين الشيخين كشمس تبريز لابن الرومى ومنطق الطير للعطار. ومن هؤلاء عاد بى الترحال مرة أخرى للقرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحينها انفتح على كنز من مؤلفات محى الدين بن العربى فقرأت منها ماسهل فهمه ( فهى إن رأيتها أصعب من الطب والفيزياء مجتمعتين) وهكذا عدت |
وأتحدّاك أن تبيّن لنا أنك عدت لملّة إبراهيم حنيفا:- ب*ولائها للمؤمنين..وبراءتها من الكافرين *وبتفريقها بين الخالق والمخلوق و*بتفريقها بين الكفر والإيمان و*بتفريقها بين القدر الكوني والشرعي *وبتفريقها بين الخير والشر ...إلخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرصد العِلمي، و" تنبيه الغبي" لضلالات ابن عربي..وخروجه عن منهج النبي، ومحاكمة عق (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: ويرى أن فرعون تماما كموسى إيمانا!! وأن نوح مكر على قومه!! ..إلخ هذه عقيدة ابن عربي وبلة موسى |
وعندما نقول عن ابن عربي ذلك..إنما ننقل كلام ابن عربي من كتبه.. وكلام العلماء المحقّفين مما نقلوه عنه من كتبه فحالة ابن عربي الفلسفية "الغنوصية" لم يثبتها كتاب واحد ينكِر بلة موسى-كذبا- ما قيل فيه، بل هي كتُب كثيرة..تتشابه فيها عقيدة الرجل وإشاراته "الغنوصية" الداعية إلى اعتقاد أن هذا الكون إنما هو الله- سبحانه وتعالى عما يقولون علوّا كبيرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرصد العِلمي، و" تنبيه الغبي" لضلالات ابن عربي..وخروجه عن منهج النبي، ومحاكمة عق (Re: عماد موسى محمد)
|
كان لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان أكبر الأثر في كشف إلحاد هذه الطائفة التي ينتمي إليها بلة موسى-وهي طائفة تقول بإتحاد الخالق والمخلوق وأنه لافرق بينهما والحق يقال أن ابن تيمية ماهو إلا حلقة في سلسلة طويلة من العلماء كابن حجر العسقلاني وغيره ممن كشفوا تلبيسات ابن عربي وضلاله وبيّنوا حقيقة الزهد وحقيقة ما كان عليه الصوفية الأوائل-رغم ملاحظات العلماء على بعض ما طرحوه-
هذا مقطع رائع لابن تيمية -من كتابه المذكور- يدخل عبره في أغوار هذا الفكر الباطني الخطير الملبّس وتأمل معي أسلوب العلاّمة ابن تيمية وإنصافه للصوفية الأوائل مع نقده العلمي القوي وشدّته الواضحة على هذا النوع من الصوفية الباطنية-صوفية ابن عربي-التي تلبّست بلوس الصوفية الأوائل :
Quote: الكلام على خاتم الأولياء وقد ظن طائفة غالطة، أن خاتم الأولياء أفضل الأولياء، قياسا على خاتم الأنبياء، ولم يتكلم أحد من المشايخ المتقدمين بخاتم الأولياء، إلا محمد بن علي الحكيم الترمذي ، فإنه صنف مصنفا غلط فيه في مواضع، ثم صار طائفة من المتأخرين يزعم كل واحد منهم أنه خاتم الأولياء، ومنهم من يدعي أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء من جهة العلم بالله، وأن الأنبياء يستفيدون العلم بالله من جهته.
مزاعم ابن عربي كما زعم ذلك ابن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية وكتاب الفصوص ، فخالف الشرع والعقل، مع مخالفة جميع أنبياء الله تعالى وأولياءه، كما يقال لمن قال: فخر عليهم السقف من تحتهم: لا عقل ولا قرآن.
وذلك أن الأنبياء أفضل في زمان من أولياء هذه الأمة، والأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، أفضل من الأولياء، فكيف الأنبياء كلهم؟! والأولياء إنما يستفيدون معرفة الله ممن يأتي بعدهم، ويدعي أنه خاتم الأولياء، وليس آخر الأولياء أفضلهم، كما أن آخر الأنبياء أفضلهم، فإن فضل محمد صلى الله عليه وسلم ثبت بالنصوص الدالة على ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد آدم ولا فخر " وقوله: " آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت، أن لا أفتح لأحد قبلك ".
احتياج شريعة عيسى عليه السلام إلى النبوات السابقة وليلة المعراج، رفع الله درجته فوق الأنبياء كلهم، فكان احقهم بقوله تعالى: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات " إلى غير ذلك من الدلائل، كل منهم يأتيه الوحي من الله، لا سيما محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكن في نبوته محتاجا إلى غيره، فلم تحتج شريعته إلى سابق، ولا إلى لاحق، بخلاف المسيح، احالهم في أكثر الشريعة على التوراة، وجاء المسيح فكملها، ولهذا كان النصارى محتاجين إلى النبوات المتقدمة على المسيح، كالتوراة والزبور، وتمام الأربع وعشرين نبوة، وكان الأمم قبلنا محتاجين إلى محدثين، بخلاف أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله أغناهم به، فلم يحتاجوا معه إلى نبي، ولا إلى محدث، بل جمع له من الفضائل والمعارف والأعمال الصالحة ما فرقه في غيره من الأنبياء، فكان ما فضله الله بما به أنزله إليه، وأرسله إليه، لا بتوسط بشر.
وهذا بخلاف الأولياء، فإن كل من بلغه رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، لا يكون وليا لله إلا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وكل ما حصل له من الهدى ودين الحق، هو بتوسط محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك من بلغه رسالة رسول إليه، لا يكون وليا لله إلا إذا اتبع ذلك الرسول الذي أرسل إليه.
هل للولي طريق لا يحتاج فيه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ومن ادعى أن من الأولياء بالذين بلغتهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، من له طريق إلى الله لا يحتاج فيه إلى محمد، فهذا كافر ملحد، وإذا قال:أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر، دون علم الباطن، أو في علم الشريعة، دون علم الحقيقة، فهو شر من اليهود والنصارى الذين قالوا: إن محمدا رسول إلى الأميين دون أهل الكتاب، فإن أولئك آمنوا ببعض، وكفروا ببعض، فكانوا كفار بذلك.
إيمان الأولياء بين الباطن والظاهر وكذلك هذا الذي يقول: إن محمدا بعث بعلم الظاهر، دون علم الباطن آمن ببعض ما جاء به، وكفر ببعض، فهو كافر، وهو أكفر من أولئك، لأن علم الباطن، الذي هو علم إيمان القلوب ومعارفها وأحوالها، هو علم بحقائق الايمان الباطنة، وهذا أشرف من العلم بمجرد أعمال الاسلام الظاهرة.
كفر من يدعي ان محمدا صلى الله عليه وسلم علم من الأمور ظاهرها وان الأولياء علموا باطنها فإذا ادعى المدعي، أن محمدا صلى الله عليه وسلم، إنما علم هذه الأمور الظاهرة، دون حقائق الايمان، وأنه لا يأخذ هذه الحقائق عن الكتاب والسنة، فقد ادعى أن بعض الذي آمن به مما جاء به الرسول، دون البعض الآخر، وهذا شر ممن يقول: أومن ببعض، وأكفر ببعض، ولا يدعي أن هذا البعض الذي آمن به، أدنى القسمين.
لا مثيل لولاية محمد صلى الله عليه وسلم على الاطلاق
وهؤلاء الملاحدة يدعون أن الولاية أفضل من النبوة، ويلبسون على الناس، فيقولون: ولايته أفضل من نبوته، وينشدون:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي ويقولون: نحن شاركناه في ولايته التي هي أعظم من رسالته، وهذا من أعظم ضلالهم، فإن ولاية محمد لم يماثله فيها أحد، لا إبراهيم ولا موسى، فضلا عن أن يماثله فيها هؤلاء الملحدون.
وكل رسول نبي ولي، فالرسول نبي ولي، ورسالته متضمنة لنبوته، ونبوته متضمنة لولايته، وإذا قدروا مجرد إنباء الله إياه بدون ولايته لله، فهذا تقدير ممتنع، فإنه حال إنبائه إياه، ممتنع أن يكون إلا وليا لله، ولا تكون مجردة عن ولايته، ولو قدرت مجردة، لم يكن أحد مماثلا للرسول في ولايته.
ادعاؤهم بوحدة معدن الأنبياء والأولياء وهؤلاء قد يقولون كما يقول صاحب الفصوص ابن عربي : إنهم يأخذون من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول، وذلك أنهم اعتقدوا عقيدة المتفلسفة، ثم أخرجوها في قالب المكاشفة، وذلك أن المتفلسفة الذين قالوا: إن الأفلاك قديمة أزلية، لها علة تتشبه بها، كما يقوله أرسطو وأتباعه: أولها موجب بذاته، كما يقوله متأخروهم، كابن سينا ، وأمثاله، ولايقولون: إنها لرب خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ولا خلق الأشياء بمشيئته وقدرته، ولا يعلم الجزيئات، بل إما أن ينكروا علمه مطلقا، كقول أرسطو ، أو يقولوا: إنما يعلم في الأمور المتغيرة كلياتها، كما يقول ابن سينا ، وحقيقة هذا القول، إنكار علمه بها، فان كل موجود في الخارج فهو معين جزئي الافلاك، كل معين منها جزئي، وكذلك جميع الأعيان وصفاتها وأفعالها، فمن لم يعلم إلا الكليات، لم يعلم شيئا من الموجودات والكليات إنما توجد كليات في الأذهان، لا في الأعيان.
والكلام على هؤلاء مبسوط في موضع آخر، في رد تعارض العقل والنقل وغيره، فإن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود والنصارى، بل ومشركي العرب، فإن جميع هؤلاء يقولون: إن الله خلق السماوات والأرض وإنه خلق المخلوقات بمشيئته وقدرته. و أرسطو ونحو من المتفلسفة واليونان، كانوا يعبدون الكواكب والأصنام، وهم لا يعرفون الملائكة والانبياء، وليس في كتب أرسطو ذكر شيء من ذلك، وإنما غالب علوم القوم الأمور الطبيعية.
فساد تلفيق ابن سينا في الأمور الإلهية وأما الأمور الإلهية، فكل منهم فيها قليل الصواب، كثير الخطأ، واليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل اعلم بالهيئات منهم بكثير، ولكن متأخروهم كابن سينا ( غيره) أرادوا أن يلفقوا بين كلام أولئك وبين ما جاءت به الرسل، فأخذوا أشياء من أصول الجهمية والمعتزلة، وركبوا مذهبا قد يعتزى إليه متفلسفة اهل الملل، وفيه من الفساد والتناقض ما قد نبهنا على بعضه في غير هذا الموضع.
وهؤلاء لما رأوا أمر الرسل، كموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم قد بهر العالم، واعترفوا بالناموس الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم، أعظم ناموس طرق العالم، ووجدوا الأنبياء قد ذكروا الملائكة والجن، أرادوا ان يجمعوا بين ذلك، وبين أقوال سلفهم اليونان، الذين أبعد الخلق عن معرفة الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأولئك قد أثبتوا عقولا عشرة، يسمونها: المجردات، والمفارقات.
وأصل ذلك مأخوذ من مفارقة النفس للبدن، وسموا تلك: المفارقات لمفارقتها المادة، وتجردها عنها. وأثبتوا الأفلاك، لكل فلك نفسا، وأكثرهم جعلوها أعراضا، وبعضهم جعلوها جواهر. |
من موقع "خيمة"
| |
|
|
|
|
|
|
|