كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: بشأن حيثيات استقالتى من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) (Re: بهاء بكري)
|
عزيزتى القارئة عزيزى القارىء اعتذر عن الانقطاع لمشاغل حياتية متعددة ، واوصل فى موضوع ازمة الثقافة داخل المجلس القيادى (اى الثقافة المستخدمة فى التداول داخل المجلس القيادى لحركة حق ) والتى اعتقد انها من واحدة من أهم الاسباب التى اعاقت عملية التحول الديمقراطى داخل هذه الهيئة القيادية البالغة الاهمية وهو الامر الذى انعكس على اداء الحركة العام ولم تستطع الاستفادة من زخم اعادة توحيد الحركة والاستفادة من تجارب الانقسامات وهى بعد ما زالت طفل يحبو ، وكان تغييب المؤسسية هو المرض العضال الذى اصاب طفل الحركة بمرض لين العظام المزمن الذى اقعدها عن الحراك المدنى والسياسى رغم انها تمتاز على غيرها فى موقفها الناقد للاوضاع السياسية السودانية !! فى هذا الاطار اعتقد اعتقادا جازما ان الثقافة السائدة فى المجلس القيادى هى المسئولة عن غياب المؤسسية والحوار الجماعى فى الحركة واغتيال روح الفريق !! تمثلت هذه الثقافة كما قلت فى اعتماد الوسائل التقليدية فى التداول (اى على الاجتماعات التى تعقد فى الخرطوم ) وتم اهمال تام للوسائل الديمقراطية التى وفرتها تكنولوجيا الاتصال الحديثة وذلك بحجة الخوف من تسرب الاجندة الى خارج محيط الحركة (اى تم اهمال الوسائل الحديثة مثل التخاطب بالنت داخل المجلس القيادى لحق بحجج امنية ) ورأينا كيف ان الطرف الاخر فى الخلاف والذى تمثله رئيسة الحركة ونائبها واخرون لم يكونوا بالصدق المطلوب والمسؤول فى هذا الادعاء حيث قاموا باعتماد مشاركات لثلاثة اعضاء فى اجتماعهم الاخير الذى قاموا فيه بارتكاب المجازر التنظيمية ضد من اختلف معهم فى الرأى من اجل هزيمة التعددية داخل المجلس وقد كان هذا الموقف شموليا بامتياز، كان التضليل واضحا فى المزاعم الامنية لعدم اعتماد الوسائل الحديثة فى التداول لان الثلاثة الذين شاركوا فى الاجتماع المزعوم قد فعلوا ذلك عن طريق اسكايبى !!!!!!!! لكن الخداع والتضليل الذى تم فى حق ما هو الا امتداد لثقافة تجذرت فى سودان الاستقلال وما بعده وهى ترتبط بسيادة الثقافة الحداثوية التى تحتفى بالثقافة الشفوية باعتبار ان المصداقية تتعلق بالمواجهة والرجالة والعين الحمرا والحضور وليس على المحاججة المخلصة وقد تم الاحتفاء بالخطابة منذ موتمر الخريجين العام على حساب الكلمة المكتوبة وفى الاذهان (سوق عكاظ)، ولكن ولان الحركة لم تنظر فى اهمية نقد الحداثة وقد كان من المفترض ان يكون هذا الامر الجلل من واجبات المؤتمر الرابع واجندته التى تم اغتيالها (وهذا ما سوف اعرج عليه عند مناقشة القضية الثانية والمتعلقة بقضايا المؤتمر الرابع )، كان هذا النقد واحد فى تقديرى من شروط الانتقال والتحول الديمقراطى من الشمولية الى التعددية !!! نقد الثقافة الشفاهية ودورها فى مصادرة الديمقراطية داخل المجتمع ومنظماته هو ما احاول التنبيه اليه هنا وقد اخترت فى المداخلة المقبلة الاستعانة بالمفكر الفرنسى جاك دريدا من اجل توضيح الاهمية الفائقة لهذا النوع من النقد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشأن حيثيات استقالتى من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) (Re: طلعت الطيب)
|
فى اطار نقدى للثقافة الشفاهية السائدة فى الهيئة القائدة فى تنظيم حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق والتى ظلت تعتمد الاجتماعات القائمة على التداول الشفوى مع كتابة محضر ، ولا تستخدم الوسائل الحديثة سوى اسكايبى او المحادثات الهاتفية ، اقول اننا لا يمكن ان نستغنى عن الحوار الشفوى ولكن نقدى ينصب على سيادة الثقافة الشفوية على الكلمة المكتوبة واعتقد ان هذه السيادة ماكان يجب ان تستمر فى تنظيم حديث مثل حق !! اعتمادها يوضح اشكاليات مفاهيمية ارتبطت بجمود الوثائق وانعدام التطوير المناسب لها وهى كانت مهمة المؤتمر الرابع لحق ، وهى اجندة اصلاح عزيزة لن تستطيع الحركة الخروج من كبوتها اطلاقا دون احداث نقلة نوعية فى الوضوح النظرى تجاه قضايا التجديد والاصلاح والديمقراطية !!!!!!! بقى ان اقول ان سيادة الثقافة الشفوية التى بلينا بها فى العمل العام السودانى والتى ساهمت بقدر كبير فى تغييب الحقائق والحوار الجماعى القائم على هذه الحقائق نظرا لهيمنة الحداثة منذ استقلال السودان وحتى الان فى العمل العام وطريقة تفكير الحداثة فى هذا الامر, قامت باستبطان ما قبلها من طرق تفكير مدعوم بثقافة ابوية وصائية متوارثة فى اعتقاد ان الحديث الشفوى والمواجهة تستطيع تحقيق الجدية والمصداقية وهو اعتقاد خاطىء فيستطيع السياسى مثلا الذى يعتمد على الخطاب ان يقول حين تعرضه للنقد (اننى قصدت كذا لو اقصد كذا فى حديثى )!! كان جاك دريدا اول من قام بنقد الثقافة الشفاهية واوضح دورها السلبى فى تغييب التعددية ، جينما اشار فى تفكيكاته اللغوية الشهيرة الى ان كلمتى difference وdifferance فى اللغة الفرنسية تنطقان ينفس الاصوات ولا يمكن التفريق بينهما الا عند الكتابة لان الاولى تعنى معناها الانجليزى وهو الفرق اما الثانية فتعنى تأجيل المعنى لوقت لاحق او شىء من ه\ا القبيل ، اوضح دريدا ان هذا الفرق الذى لا يمكن ادراكه فى المعانى بين الكلمتين الا عند الكتابة يستطيع ان يؤكد حقيقة اهمية التوثيق الكتابى لان المعانى والدلالات فى الثقافة المكتوبه يتم التواصل معها فى وقت لاحق متى ما تهيأ القارىء لها ان عدم اكتمال وضوح المعانى والدلالات الكبير بين الثقافة المكتوبة والشفاهية فى كلمتى difference وdifferance يوضح الفارق فى التضليل الذى يمكن ان تقود اليه عملية اعتماد الثقافة الشفاهية على المكتوبة وبالتالى مدى تغييب الحقائق وضلال القرارات المعتمدة عليها !!! اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشأن حيثيات استقالتى من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) (Re: طلعت الطيب)
|
........... أرجو أن يبقي مركز الخاتم منارة إشعاع فكري وقبس نور والهام ومحرك دافع لقضايا الديموقراطية والإستنارة والتحديث والتوعية والتثقيف و والتغيير الإجتماعي ..... وجميل أن يعلن مجلس حق القيادي دعمه لحيدة وإستقلالية المركز وجميل أن يتمسك الأستاذ والكاتب الباقر عفيف بإستقلالية المركز ويقود دفته لبر الامان هذا المركز يعبر عن هموم شعبنا وعن قضايا قوي اليسار والوسط السوداني وبالتالي يصبح من حقه علينا حمايته من هجمات جحافل التتار وقوي الظلام والهوس وأعداء الإبداع والجمال والفن والفكر الخلاق...... ............ الأخ طلعت ; الصراع الفكري والسياسي من سمات العمل التنظيمي و السياسي ومن لوازم الصيرورة والحراك والحياة فتنظيم بلا صراع وتبائن وتفاعل -تنظيم ميت وغير قابل للتطور والإستمرار وحق ليست أستنثناء في هذا- ولكن للصراع مواعينه وأدواته وقيمه و وأدبه ولتجليات الصراع زمانها ومكانها المناسبين وللتنظيمات أولوياتها -فالصراع الفكري في ظل نظام فاشي مترصد ومستهدف للاخر يختلف عنه في جو ديموقراطي - ........ .........يأهل حق أحسموا خلافتكم بصورة ديموقراطية و با لرضوخ لرأي الأغلبية والأهم من هذا النأي بهذا الصرح الكبير-مركز الخاتم- عن الصراعات فالمركز أضحي متنفس ومنارة للجماهير وللقوي الوطنية وقد عجزت مؤسسات الدولة والمؤتمرالوطني بـكل مالهم من ثروة ونفوذ من مجارته لذا ليس مستغرب أن تسعي لخنقه وإضعافه فلا تتطوعوا بمنحهم مسوغات وتبريرات لقتل الحلم والأمل.........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشأن حيثيات استقالتى من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) (Re: طلعت الطيب)
|
كان فيلسوف ما بعد الحداثة جاك دريدا من اوائل من انتبهوا الى خطورة الحداثة وثقافتها الماكرة وضرورة نقدها من خلال نقد (لغتها) لأن اللغة تعتبر مركز الثقافة وفق مفهوم الثقافة كنظام علامات متعدد وهو مفهوم تزامن مع تطور علم العلامات (السيماطيقا) ، تكمن ضرورة هذا النقد فى هدم القمع الذى كرسته مدارس الحداثة جميعها لاعتمادها مبدأ (الحوهرانية )Essentialismوتساعد بالتالى على الارتقاء بقدراتنا من اجل ان نحسن (الانصات للاصوات المقموعة من اقليات عرفية واثنية وجندرية) الفرق الكبير فى القدرة على التمييز بين كلمتى difference وdifferance فى اللغة الفرنسية وهى لغة دريدا بالطبع ، هذه القدرة على التمييز فى المعانى والدلالات بين الكلمتين والتى لا يمكن ادراكها الا عند كتابتهما يمثل الاتجاه الذى يضىء لنا الضرر البالغ فى اعتماد الشفاهة فى العمل العام على الواقع والحقائق !!! لذلك لا بد من اعتماد الثقافة المكتوبة عند التداول بدلا عن تلخيص التداول فى اجندة تخضع لتقديرات كاتب الاجندة والذاكرة البشرية المشوهة !!!
لاعطاء نموذج يمكن الرجوع الى الكلمة التى القاها الرئيس الامريكى السابق فى جيسنبيرج بنسلفانيا فى ستينات القرن قبل الماضى ، الملاجظة انها القيت فى حشد لا يتجاوز بضعة الاف ولكنها لعبت دورا كبيرا فى توعية الشعب الامريكى بشرور الحرب الاهلية الامريكية وهذا الوعى الجديد هو الذى ساهم فى ترسيخ ثقافة السلام هناك ، ولكن لم يحدث هذا الوعى الا بعد تحول خطبة لنكولن من نص خطابى الى نص مكتوب ساهم فى نقش السلام على الوجدان الامريكى العام لدى الشعب، هناك اعمال توثيقية ساهمت فى المحافظة على هذا الوعى من خلال اعادة نقد ماسى الحرب مثل الفيلم الاسطورة (ذهب مع الريح ) وغيرها من الادبيات العظيمة التى عملت على ترسيخ ثقافة السلام بدلا عن ثقافة الحرب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشأن حيثيات استقالتى من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) (Re: Dr Salah Al Bander)
|
Quote: الأعزاء والعزيزات حسب معلوماتى هنالك شكوى مقدمة لوزارة الشؤون الإنسانية (هاك) أو بالأحرى طعن دستوري ضد الجمعية العمومية الأخيرة لمركزالخاتم عدلان، بناء على ذلك تم استدعاء الباقر وعند ذهابه اتضح أن مقدمو الطعن هم
محمد سليمان عمر النجيب شاتي النجيب منى التيجاني خالد سليمان أحمد جادالله عبدالله محمد عبدالله هالة عبد الحليم إضافة لشقيقتيها أسماء عبدالحليم وهويدا عبدالحليم |
هل حرض بدر الدين اسحاق هولاء القوم على الذهاب الى ( هاك ) ام ان الاصطراع الداخلــى ما بين حق ومركز الخاتم عدلان لم تستوعبــه الاليات الداخلية لكل من المركز وحق ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشأن حيثيات استقالتى من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
الاعزاء احمد عثمان صلاح بندر بدر الدين اسحق اشكر لكم الاهتمام والمرور انتقل الى القضية الثانية وهى اهم القضايا على الاطلاق لانها الخاصة بالتحضير للمؤتمر العام الرابع ذلك المؤتمر الذى انتظرناه بشغف وصبر وترقب وكثير من الهواجس ايضا ،اوضح كل ذلك فى حينه ولكنى اقوم بانزال مقال للاخ الفاضل عبد العزيز الصاوى والذى كان قد كتبه بمناسبة اعادة توحيد جناحى الحركة فالى المقال اولا :
وحدة " حق " : كيف تكبر الاحزاب ( الصغيره )
عبد العزيز حسين الصاوي
بين تاريخ قادم بعد شهور قليله( نوفمبر 2009 ) واخر مضي منذ شهرين ( اول يوليو 2009 ) علاقة وثيقه. بين المؤتمر المخصص لمراجعة كلية وجذرية للتعليم العام وفق تصريحات الوزير، وتوحيد جناحي حركة " حق " مجاري تحتيه لابد من استكشافها لكي ترتوي منها جذور حركة قد تكون هي ومثيلاتها الاكثر تأهيلا من غيرها لاداء هذه المهمه بحكم منشأها كمشروع فكري ذو افاق سياسيه وليس العكس. أمارات ذلك الابرز نجدها في تاريخ " حق " ، في الطابع الغالب علي اهتمامات ونشاطات شخصيتي مؤسسيها الخاتم ووراق، والنوعية الغالبة لكوادرها حاليا. كذلك فأن النفحات الفكرية التي يحملها بيان التوحيد ( الوثيقة السياسيه ) تؤكد هذه الحقيقه وأهمها في تقدير هذا المقال تصور المشروع السياسي علي قاعدة " نهضوية تحديثيه، كما ورد في البيان، بحيث : " لا يقتصر على الموقع الاجتماعي أو الانتماء للبرنامج السياسى، بليتعلق جوهريا بالرؤى والتصورات .إنها الحداثة المرتبطة بالقدرة على الخلق والإبداعوالابتكار وعدم الركون للأجوبة الجاهزة أو الخوف من غمار المجهول وتنعكس على الأداء وفي أساليب وأدوات ووسائل العمل ، وفي الأشكال والبنىوالمؤسسات المستندة إلى كافة منجزات العلم والمعرفة " . فرغم الجدل الممكن معهذا التصور عن العلاقه بين الحداثه والتنوير ، إذ يجد كاتب هذا المقال المصطلح الاخير اكثر ملاءمة لظروفنا التاريخيه، وكذلك الاختلاف الممكن مع بعض اسس المشروع وترتيب أولوياته كما ترد في البيان، الا ان ربط العمل السياسي بهذا المفهوم يعتبر نقلة جذريه يجدر الاحتفاء بها.
فالحركات السياسية السودانيه لم تنتبه حتي الان الي ان المهمة الكبري امامها تتجاوز انجاز التحول الديموقراطي الي التحول التنويري بأعادة تشكيل العقل النخبوي السوداني مما يضفي قدرا كبيرا من الصحة علي الفرضية التي تقوم عليها هذه المقاله وهي ان كافة الحركات السياسية السودانيه، قديمها وجديدها كبيرها وصغيرها، محكوم عليها بالعودة الي المربع الاول، مربع التأسيس او إعادة التأسيس لان السياسة المنتجة الفعاله مستحيلة دون عقل جماعي يحمل هذه الصفات نفسها، ففاقد الشئ لايعطيه. هذا هو المعني الوحيد الذي يمكن استخلاصه من فقر حصيلة العمل المشترك بين هذه الحركات ازاء حزب مثل المؤتمر الوطني يبقي إسميا ومجازيا حتي يثبت وجوده بغير سلطه، ومن ظاهرة التشرذم التي تعاني منها جميعا، بما فيها تلك التي لاتحمل الانشقاقات عنها اسما يدل علي الاصل او تتخذ طابع غير منظم. حتي اذا أضفنا، تفاديا للتعميم الظالم لبعض هذه الاحزاب، التفاوت القائم بينها في هذا الصدد يحافظ هذا الحكم علي صحته لان السقف المشترك بينها يظل متدنيا. علي هذا الاساس فأنه بهذا المقياس، مقياس انعدام الحد الادني من الفعاليه الضروري في هذه المرحله وانسداد الافق المستقبلي، تتساوي الاحزاب السودانيه قديمها وجديدها كبيرها وصغيرها. فمع بقاء الاسباب القاعدية لقلة حصيلة العمل الحزبي السوداني الكامنة في إهمال متطلبات إحداث التحول التنويري بحيث ظل دون معالجات نظرية وعمليه، لايبقي من مقياس للكبر والصغر الا السبق الزمني والحجم الكمي وهو مقياس لاقيمة له من الناحية العملية، أي امام التحديات المصيرية المطروحة عليه. والمفارقة هي ان الاحزاب الموصوفة بالصغر وفق هذا المقياس التقليدي الرائج علي خطله، فرصتها في انجاز مهمة المهمات بالتصدي للسبب القاعدي افضل لان الاحزاب الكبيرة بهذا
المعني نفسه لاتستطيع ( أوللة ) هذه المهمه تشخيصا أو/ وبرمجة حتي لو اهتدت اليها، بحكم ضغوط العمل السياسي اليومي وربما انعدام قابلية قياداتها للتأقلم مع الدور المطلوب.
علي سبيل التداخل الحواري مع الفكرة التجديدية والتأسيسية التي حملها بيان التوحيد في هذا الخصوص مضفية عليه اهمية يستحقها، يلاحظ هذا المقال تناقضا في فقرته المحوريه التي يتحدث فيها عن القوي الحديثه بأعتبارها موجودة ولكنها " مبعثره وغير موحده سياسيا في معظمها ". فالوجود الفعلي الواقعي لهذه القوي غير ممكن، في رأي هذا التداخل، دون ان يكون التنظيم سياسيا كان او غير سياسي، نقابي مثلا، جزء لايتجزأ منه بحكم ان التنظيم المدني الحديث هو المظهر الملموس للوعي، بما يجعل من هذه الخاصيه عنصرا اساسيا في تعريف مصطلح " القوي الحديثة " نفسه. ومن هنا فأن انعدام هذه الخاصيه، كما تقول الفقرة المعنيه، دليل علي وجود القوي المعنيه ولكن بالامكان وليس الواقع، في تاريخ مضي منذ عقدين وأكثر وليس حاضرا. فالحقيقة هي ان ضعف انتاجية العمل السياسي ( والنقابي ) السوداني والحالة التشرذمية لمكوناته الحزبيه كما جري التنويه سابقا، هو التجلي العيني لغياب القوي الحديثه. وهو غياب يعود في أسبابه التاريخيه الي سطحية عملية التحديث/ التنوير التي انبثقت عنها هذه القوي منذ بداية القرن الماضي ثم عوامل التعريه القوية التي تعرضت لها بعد ذلك نتيجة تراكم وتصلب ترسبات العهود اللاديموقراطية المتلاحقه.
من الميزات الاخري لوثيقة التوحيد انها تتعرض لكيفية الشروع بمعالجة هذه الاسباب عندما تتحدث في احدي فقراتها عن ضرورة : " إجراء إصلاح جذري في التعليم ، مناهج ومؤسسات ، وفي وسائل الإعلام القومية،والأجهزه الثقافية لترسيخ قيم الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية " . ولكن هنا ايضا مجال للتداخل للحواري من زاوية ما يعتبره هذا المقال تدنيا في الاولوية التي تسبغها الوثيقة علي هذه النقطه في جدول المهمات التي تطرحها الحركة الموحدة علي نفسها، بينما هذا الاصلاح هو في الواقع مفتاح المعالجه لان تاريخ ميلاد الحداثة/ التنوير السوداني ومماته هو تاريخ ميلاد وممات التعليم الحديث. كل مكونات التغيير التقدمي في الحياة السودانيه ونقيضها، يمكن ارجاعها في الجوهر والمنشأ الي هذا المحرك لذلك فلا سبيل لاعادة الحياه الي مسيرة التغيير دون إعادة تعمير كلية وجذريه لهذا المحرك، كما يقول البيان.
هنا ميدان المعركة الاساسي والحقيقي مع القوي غير الحديثه، وسلطة المؤتمر الوطني أهم تجلياتها، ميدان الاشتباك اليومي مع المعوقات والسدود في طريق الحداثة/التنوير السوداني. وهو مايعيد الي الفقرة الافتتاحية في هذا المقال منوها الي انعقاد مؤتمر مراجعة سياسات التعليم العام كفرصة لبروز دور حركة حق الموحده ومثيلاتها ( الصغيره ) لكونها مؤهلة اكثر من الاحزاب ( الكبيره ) لايلاء اهتمام لهذا الميدان يوازي اهتمامها بالعمل السياسي المباشر بالمفهوم السائد حاليا مع بقية الاحزاب في تحالف المعارضه. والاقتراح المحدد الذي يطرحه هذا المقال هو اعداد دراسة او خطوط عريضه تتضمن رؤية اصلاحية للتعليم العام والسعي علي اساسها لتنظيم اكبر قدر ممكن من الفعاليات ( محاضرات، تجمعات تنويريه الخ.. الخ.. ) بقدر امكانيات الاحزاب المعنيه تتوج عند انعقاد المؤتمر ببيان شامل ربما علي شكل عريضه تحمل اكبر عدد ممكن من التوقيعات للشخصيات ومنظمات المجتمع المدني السياسي غير السياسي يوزع علي اعضاء المؤتمر انفسهم. وعلينا الا نستكين هنا الي فكرة ان كون معظم هؤلاء سيكونون من مؤيدي او اعضاء المؤتمر الوطني مما يجرد هذا الجهد من الجدوي، فعلينا ان نتذكر ايضا أن هؤلاء هم في الان
نفسه اباء وامهات واقرباء وجيران لتلاميذ وتلميذات ويدركون الي حد او اخر بالتجربة المرة بعد عشرين عاما من تطبيق النظام الحالي ان أعمار ابنائهم وبناتهم راحت هدرا. وعلي حد علمي فأن من بين الاحزاب ( الصغيرة ) الاخري التي يمكن ان تشارك حركة " حق "في تنفيذ مثل هذا الاقتراح " حزب البعث السوداني " الذي يتفاعل منذ مده مع تفكير من هذا النوع. واخيرا لعل في النبأ التالي ( الصحافه 3 اغسطس 2009 ) مايحفز الجميع علي الشروع بالتنفيذ " تم ترشيح الأمين العام السابق لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، البروفسير عمر محمد توم لشغل منصب وزير دولة في الوزارة. وعمل البروفسير التوم امينا عاما للوزارة لمدة خمس سنوات، كما شغل ايضا منصب مدير ادارة التعليم الاهلي والاجنبي، وهو من قدامي رجالات الحركة الاسلامية واحد صانعي «ثورة التعليم العالي» وحاليا يتبوأ منصب امين التوجيه بحزب المؤتمر الوطني ".
( عن جريدة الاحداث 10 اغسطس 9200 )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشأن حيثيات استقالتى من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: الشىء الثانى الذى يهمنى هنا هو طرح ملامح الورقة السياسية التى تم تشريفى بهاهنا فى ختام هذا البوست ، وسوف اقوم بتاجيل نشرها كاملة حتى ابريل المقبل وهو الموعد الجديد المؤجل للمؤتمر العام ، واذا لم تتغير اوضاع الحركة الحالية فسوف اقوم بنشرها فى وسائل الاعلام المتاحة فى تزامن مع انعقاد المؤتمر الرابع ... |
يا طلعت حزب كلفت حال عضويتك معه بإعداد ورقة مــا ( وافترض انه قد زودك بكل المعطيات المطلوبـة لاعداد الورقة للمؤتمر ) تأتـى واعداً بأنك ستبذل هذه الورقة عبر وسائل الاعلام المختلفــة .. تانــى بكرر ليك سؤالى ( لماذا ) ؟ ثم فى مقبل حياتك ستكون جزء من حزب سياسي / تنشــئ لك حزب سياسي .. لن تجد من يقبل التشارك معك ابداً درب العمل العام ..
انت عارف يا طلعت المزعل الكيزان ديل من سبدرات شنو قولـه ( انه لن يبصــق على تأريخــه ) ونفس الشئ البيخلى الشيوعيين يحفظو ليهو هذا الموقف ... فكن ذاك الرجــل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|