البشير القشير كان يضرب أمه التي ولدته من بطنها؛ فهل يتورع عن ضرب حرائر السودان ؟

Quote: في الثلاثين من يونيو من العام 1989م كانت الحاجة (هدية) والدة العميد عمر حسن أحمد البشير في طريق عودتها من واجب عزاء بالجزيرة إلى الخرطوم.. وفي الحصاحيصا شعر الركاب بأن الحركة غير عادية.. وراح بعض المتابعين يتحدثون بأن أمراً جللاً قد حدث في البلد.. والتقطت أّذنها حديث أحدهم وهو يقول إن ضابطاً بالجيش اسمه (عمر حسن) هو قائد المجموعة التي استولت على السلطة.. فهتفت بعفوية: "عمر ولدي.. مالو عليا البلد دي جنازة بحر".. وتداول بعض المسؤولين آنذاك هذا المصطلح.. (جنازة بحر).. وجنازة البحر يعرفها ناس الشرطة فهي من الجثث التي يتعذر الاقتراب منها ويستحيل حملها أو رفعها من مكانها إلا لذوي خبرة ومقدرة فائقة لأنها (تتحلل) و(تتملّص) و(تتزلق) و(تتمزق) أشلاؤها عند لمس أي طرف منها.. فكم كان بليغاً ورائعاً وصف (الحاجة أم الرئيس) لهذا البلد في ذلك الحين.. ونستطيع أن نقول إن (ود الحاجة) لازال يراوح حول (جنازة البحر) ويفعل كل ما في قدرته واستطاعته مع معاونين فيهم المقتدر الحريص وفيهم المتفرج والمشجع وفيهم من لا (يجّدع ولا يجيب الحجار).. بعضهم اتوكل وغادر وبعضهم مات بحسرته وبعضهم أخد أجرته وتوكل على الله.. .. واليوم وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً تجمع أهل البلد شماله وجنونه وشرقه وغربه من الحادبين على معالجة أمر (جنازة البحر) وأجمعوا على أن يباشر (البشير) أمر (البلد الجنازة) وأن عليه اختيار من يعاونه عن قريب من أبناء البلد من الذين يتأد له حرصهم وحبهم لهذا البلد فجأة (التشكيل الوزاري) الأخير (سبعاً وسبعين) وزيراًً من رجال ونساء وهنالك مستشارون لم يعلن عنهم بعد.. أليس هذا أن هنالك من هم وراء الحالة قبل تسليمها إلى العدد كافيا؟؟ بل أكثر على رفع الجنازة؟؟ وايتعداها لمعرفة وتشخيص وتشريح الحال والوصول إلى أسباب الوفاة قبل الغرق ولاشك أن هنالك من هم وراء الحالة قبل تسليمها إلى (عابدين درمة) ليقوم بإنزالها (بأحمد شرفي).. وماعلينا نحن الحادبين والحريصين معالجة الأمور بالتي هي أفضل وأحسن وبالرأي والرأي الآخر للأطمئنان على من أوكلنا لهم أمر المعالجة من وزراء جدد.. ولأن فيهم من كان وزيراً من قبل ومن تبوأ منصباً رفيعاً في خدمة هذا البلد.. ولأن فيه من عمل بجد وإخلاص وأحسن العمل وإن كان عليه بعض المآخذ.. فإننا نذكر سعادة (ود الحاجة الرئيس) بأن لا يأخذ من أخطأ فيه بخطيئة ولينظر إلى ماقدم من عمل حسن كخدمة هذا الوطن والمواطن.. وأن لا يسامح في خطأ يتضرر منه مواطن واحد.. فسيدنا موسى عليه السلام عندما عاد من لقاء ربه حاملاً الألواح ورأى تفريط أخيه هارون في بني إسرائيل ووجدهم يعبدون عجل السامورائي ألقى بالألواح حتى تحطمت وبها كلام الرب وجذب إليه أخيه من لحيته موبخاً غاضباً لله.. فلم يعاقبه الله على ذلك... وفي عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، تآمر خطأ (ابن ابي بلتعة) في بحر حسناته عندما كاد أن يصل خبر جيش فتح مكة لقريش، وعندما أعلم الله رسوله بالأمر غضب سيدنا عمر بن الخطاب ووصف (ابن ابي بلتعة) بالنفاق واستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في ضرب عنقه استرجعه رسولنا الكريم بحلمه وعلمه ونظرته العميقة بقوله "ومايدريك لعل الله اطلع على أهل بدر وقال لهم اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم". ادب الحوار والاستئلاف والخلاف شيء لازم ولابد منه ونحن في مثل هذه الحال مع قلة علمنا وضعف إيماننا وواقع لايحسه إلا من اصابعه على الجمر. محمد الياس السني السوداني