الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-17-2024, 00:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2010, 11:42 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية

    بالمنطق
    (صلاح عووضة)
    نقطة نظام (عام)..!!!
    ٭ لأن الكلمة أمانة سوف نُسأل عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون، فاننا نحرص على أن لا تخط يميننا إلا ما يعلم الله صدقنا إزاءه..
    ٭ ولا يهمنا بعد ذلك إن أعجبت كلماتنا هذه البعض، أو أغضبت البعض الآخر..
    ٭ فما يهمنا هو أن لا نؤتى بشمالنا - حينذاك - ما خطته يميننا هذه..
    ٭ وما نكتبه اليوم في مستهل كلمتنا هذه نعلم أننا مسؤولون عنه أمام الله تعالى..
    ٭ وما قصدنا من هذا الذي نكتب إلا تبيان مفارقةٍ غريبة نعجب أن لا يخشى المتسببون فيها من هذا الذي نخشاه يوم يُنادى فينا سؤالاً: (لمن الملك اليوم؟!!!)..
    ٭ فأحد القيّمين على مرفق ذي (بأس!!) أسرّ لي يوماً بخبرٍ عجيب بتر منه خواتيمه و(معالمه) وأسماء شخوصه خشية أن تدفعنا نفسنا الأمارة بـ (بالنشر) - حسب قوله - إلى إطلاق سراحه من (سجن) التكتُّم..
    ٭ ذلك السجن الذي أمر بوضعه فيه - أي الخبر - (مهاتفون!!) حتى لا يكون هنالك (تشهير) يضرّ بسمعة أحد (المحاسيب!!)
    ٭ والقصة (الأخلاقية!!) تلك بطلها أحد (المحاسيب!!) هؤلاء، وطالبة جامعية..
    ٭ والطالبة هذه في عمر بنات لـ (القيِّم) وضعناه بدورنا في (سجن التكتُّم) إلى أن أطلقنا (سراحه) الآن عقب مشاهدتنا لفيديو (إقامة الحد) على فتاةٍ الأسبوع الماضي تطبيقاً لـ(شرع الله!!)..
    ٭ وشرع الله (الصحيح) إنما يُحذِّر من ترك الشريف إذا سرق وإقامة الحد على الضعيف السارق..
    ٭ يُحذِّرنا من ذلك، ويُذكرنا بأمم من قبلنا هلكت لمّا فعلت الشيء نفسه..
    ٭ ونحن - في سياق هذه المقارنة - لا يهمنا ما اقترفت الفتاة تلك من جريرةٍ ما دمنا نظن أن هنالك (شريفاً) تُرك دونما (حدٍّ) ولا (جلد) ولا (تشهير) رغم جريرتها المستوجبة لذلك..
    ٭ لا يهمنا ذلك رغم رأينا الذي جاهرنا به من قبل - جرياً على عادتنا - تحت عنوان (بسطة الشريف وبنطال لبنى)..
    ٭ ثم لم نأبه بأبواب جهنم التي (انفتحت) علينا من تلقاء الذين وصفناهم قبل أيام بـ (حُرَّاس بوابة حقوق المرأة)..
    ٭ الذي يهمنا - من منطلق أمانة الكلمة - هو شبهة أن يكون هنالك خيار وفقوس في التعامل مع الجرائم الأخلاقية إذا ما صدقت رواية (القيِّم) ذاك..
    ٭ وما يجعلنا نميل إلى تصديقها وجود (قيمين) آخرين لحظة الإسرار إلينا بها..
    ٭ ثم (متواترات!!) كثرٌ؛ يُهمس ببعضها تارة ويُجهر ببعضها تارة أخرى..
    ٭ فما من دخان من غير نار كما يقول المثل..
    ٭ وفي الغرب - حيث لا (شريعة!!) - لا ينجو حتى رئيس الوزراء نفسه من العقاب إذا ما ضُبط في جريمة أخلاقية أو مجرد (شروع!!)..
    ٭ وقد رأينا ما حدث لكلنتون وبرلسكوني ورئيس اسرائيل السابق بسبب تحرشات جنسية من تلقائهم تجاها سكرتيراتهم..
    ٭ مجرد تحرشات تُسمى هنا (شروعاً)..
    ٭ ووالي المدينة - في عهد عمر - المغيرة بن شعبة لم يُنجِه من حد الزنا إلا الإفتقار إلى شاهد رابع..
    ٭ لم يقل أحد إن في حدٍّ هذا الصحابي الوالي (تشهيراً)، أو (مساساً)، أو (إنتقاصاً)..
    ٭ ولكن الفتاة (المسكينة) لم تجد من - أو (ما) - يشفع لها..
    ٭ ثم أن تنفيذ الحد نفسه شابته شوائب تقدح في كونه تطبيقاً صحيحاً لشرع الله..
    ٭ فالضرب أولاً - حسبما شاهدنا في شريط الفيديو - كان عشوائياً يصيب حتى الوجه والرأس..
    ٭ ثم ثانياً رأينا كيف أن (المشرف!!) ذا ربطة العنق كان يخوِّف الفتاة من توافد الشهود - حتى (تُّسرع) - رغم أن التوافد هذا هو المطلوب متى كان الحد ذاك (شرعياً)..
    ٭ أما ثالثة الشوائب - ولم نقل الأثافي - فكانت ذاك الضحك (العجيب!!) من تلقاء أحد (المنفّذين) وهو يحثّ - في الوقت ذاته - حامل الكاميرا الهاتفية على التصوير..
    ٭ والسماح بالتصوير هذا يعني أن لا يشهد العذاب طائفة من (الحاضرين) وحسب وإنما تشهده (طوائف) إلى ما شاء الله عبر مواقع (النت)..
    ٭ فهو قد أضحى (وثيقة إدانة مصورة!!) تلازم الفتاة خلال بقية حياتها حتى القبر..
    ٭ وثيقة يمكن أن يشاهدها زوجها، أو أبناؤها، أو حتى أحفادها..
    ٭ فأية شريعة هذه التي ترضى (سماحتها) بعقوبة (حدية) غير ذات (حدود) زمانية ومكانية..
    ٭ عقوبة حدية أفضل منها - وأرحم - عقوبة الإعدام حيث الموت (مرة واحدة!!) بدلاً من الموت (ألف مرة!!) في اليوم بعدد أيام العمر..
    ٭ ثم على العقوبة (الشرعية!!) هذه - (أبو كرفتة) - يتعجل الفراغ من التنفيذ حتى لا يتكاثر (الشهود) ولو كان الجلد عشوائياً..
    ٭ و(المنفذ) الثاني ذاك يضحك ويحث المصور على (توثيق) العقوبة حتى (يتكاثر) الشهود إلى ما لا نهاية..
    ٭ والقائمون على الأمر (يشهدون) ذلك كله دون أن تبدو عليهم خشية من يوم (المشهد) العظيم..
    ٭ يوم يُنادى فينا - إجابةً على السؤال ذاك - : (لله الواحد القهار)..

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 12:45 PM)

                  

12-11-2010, 11:44 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    ليس من رأى كمن سمع
    (منى سلمان)


    قبل بنطال (لبنى)، حقيقة لم اكن أعلم أن هناك قانون في بلاد أخوال فاطنة، ترفع بموجبه النساء على ظهور البكاسي، بسبب ما يرتدينه من ملابس، إلى حيث يتم الحكم عليهن حسب (مفضوحية) ملابسهن ضيقا أو تحزيقا أو تشبها بلباس الرجال، ثم يذهب بهن بعد ذلك الى (مكان ما) - عجز خيالي عن تصور تفاصيله - ليتم جلدهن هناك ..
    لباس البنطلون و(حمى ليلة الجلد) التي كانت الشغل الشاغل لمجالس البلدة وقتها، لفتت نظري لاستقصى عن قضية مست بوجعها بنات حواء في اللحم الحي، فحاولت أن أمحو أميتي وجهلي الفاضح بقوانين النظام عامه وخاصه، ولكن كل ما فعلته عندما طالعت القانون، أن زدت حيرة شاويشي وأنا أحاصره بتساؤلاتي ..
    من الذي في يده سلطة تقييم أن هذا الزي فاضح أم عادي أم ساتر في الموقف المعين، قبل الاستعجال ببهدلة بنات الناس ورفعهن أو سوقهن إلى الاقسام ؟ فمن المعلوم أن مجرد أعتراض امرأة من جهة نظامية ولو بمجرد لفت النظر، يعتبر بصمة فيش وتشبيه على اخلاقها وسمعتها !
    ثم تانيا، من الذي أفتى بأن البنطال زي رجالي، وقد جعلته ملايين من النساء الشرق اسيويات زيهن القومي منذ زمان حبوباتنا بنات حوا الكبار ؟! بل ان البنطال في كثير من الاحيان اكثر سترة، مما تقدل به بعض بنياتنا في المجتمعات ولا يجدن من يسألهن عن تلت التلاتة كم !!
    قلتها ابان قضية لبنى رغم ما شابها من اجندة وتسييس، واقولها الان وقد توشح وجداني بالحزن والسواد منذ رؤيتي للفيديو المشئوم الذي ازاح عن بصري بعض غشاوة الجهل بكيفية تطبيق العقوبة .. التزمت بالحجاب منذ تقريبا بلوغي مبلغ البنات، ولكن لم يقلل هذا الالتزام يوما من احترامي وتقديري التام لغير الملتزمات به، وفيهن بعض أخواتي وقريباتي وصديقاتي وأهل عشيرتي، ولا أملك لهن سوى الدعوة بالهداية فانك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ..
    عدم الالتزام بالحجاب لا يقدح في أخلاق المرأة، ولا يعني أن توصم بالفعل الفاضح أو أن تعامل بصورة غير لائقة، ورغم أن هناك من بناتنا الصغار من يجبرنك على نتف صويفاتك من سوء ما يرتدين من ضيّق ومحزّق، ولكن هذا لا يعني معالجة ذلك التفلت بامتهان انسانيتهن، فنحن شعب روحه في شرف بناته وسمعتهن، ولا نرضى بأن نمس فيهن بالترويع أو الجلد ولو بـ (دغث) أو (حنقوق) الحصير ناهيك عن سياط الحمير ..
    طالما شغل بالي موضوع عقوبة جلد الفتيات بجريرة اللبس الفاضح، وكنت أحاول تخيل المكان الذي تنفذ فيه العقوبة وكيفية تنفيذها، وأحاول تصور اخواتي وبناتي ممن توقعهن (شوكة الشقي في الفراش بتتلقي) دون غيرهن في شقاء الجلد، ولكن حقيقة .. ليس من رأى كمن سمع !!
    هرب النوم من عيوني بسبب بشاعة الفيديو، وكلما قمت بتحنيسه فر من رجع صدى لسعات السوط، وصرخات (واااي يا أمي) التي قللت الصبر وجفّلت النوم واسالت مني الدموع وجعة ووجيعة .. أمر الله سبحانه وتعالى بجلد شارب الخمر والزاني غير المحصن ومن يقذف المؤمنات الغافلات، ودعا للتثبت قبل اتهام الناس بالباطل ووضع قيودا على اثبات التهمة، وجعل من سابع المستحيلات اجتماع اركان الشهادة فيها، إلا بأن يعترف الجاني بفعلته أو يظهر الحمل على غير المتزوجة، وبعد ثبوت الجريمة، وضع شروطا ايضا لكيفية تنفيذها .. فليفتنا علماء زواج الايثار عن غير هذه الاسباب إذ عرفوها هم ونحن عنها غافلون - اباح فيها الاسلام جلد النساء ..
    هل أمرنا الاسلام بدفع الحراير لـ (الزحيح) والزحف على أربع اتقاء لسعات السوط، وهن يستجرن ولا من مجير !
    هل أمرنا الاسلام بأن نمتهن الانسانية بضرب الرؤوس والوجوه والاعناق !
    هل يأمرنا الاسلام بجعل بنات الناس فرجة، أمام جمع من أخوان السرّة تجمهروا ليشهدوا عذابها وهم يضحكون ..

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 12:54 PM)

                  

12-11-2010, 11:48 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    صباح الخير
    أوقفوا الإجراءات التي تشوه صورة بلادنا في الخارج
    (كمال حسن بخيت)

    نحن لا نقبل أن يكون مجتمعنا السوداني متفلتاً وغير منضبط أخلاقياً.. والإنضباط في أي مجتمع يحتاج الى آليات هادئة ومستوعبة لعقلية المواطن.
    والضرب بالسياط.. وبالتحديد جلد المرأة بالسياط وبالصورة التي شهدناها في أكثر من موقع إلكتروني.. أمر غير مقبول.. وغير شرعي كما أفتى بذلك كثير من المتفقهين في القرآن والسنة.
    بلادنا تمر بمرحلة في غاية الخطورة.. مرحلة مليئة بالعديد من التحديات والمخاطر والتي تهدد ليس استقرار السودان وإنما تستهدف وجوده ووحدته واستقلاله.
    والسؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسها وتجيب عليه.. لماذا تطورت وزادت المخالفات التي ينص النظام العام على جلد النساء المخالفات لبعض مواد ونصوص ذلك القانون.
    ونسأل المسؤولين في النظام العام.. كم بلغت القضايا هذه منذ محاكمة الزميلة «لبنى أحمد حسين»؟ تلك القصة التي وضعت نصف المجتمع.. في تحدٍ مع قانون النظام العام ورجاله.. ثم ألا يمكن تبديل عقوبة الجلد بعقوبة أخرى.. وما أكثر البدائل.
    سيدنا عمربن الخطاب.. جمَّد الحدود في عام الرمادة فلماذا لا نجمِّد عقوبة الجلد بالسياط ونحن مقبلون على أعوام أشبه بعام الرمادة.. حيث وصلت الخلافات بين شريكي الحكم حداً صعباً وأن إنفصال جنوب السودان قادم وقد وصل (الميس).. وهناك قضايا خلافية ملغومة يمكن أن تنفجر في أية لحظة.
    سون يتاجر خصوم الحكومة بصورة البنت التي تجلد بالسياط فترة طويلة وسوف يحركون كل منظمات حقوق الإنسان في العالم ضد هذه الحكومة.. والتي هي أحوج ما تكون للسند الشعبي وللدعم الدولي.
    إن المؤامرة على هذا الوطن كبيرة وكبيرة جداً تشارك فيها أطراف دولية وإقليمية ومحلية.
    وكنت دائماً أطالب الشريكين بتحسين الخطاب الإعلامي وكذلك الخطاب السياسي.. وإبعاد المخاشنة منهما.. ولكن وبكل أسف ما زال الخطاب الإعلامي كما هو.. ومازال الخطاب السياسي يزداد عنفاً.. الأمر الذدي لم يمكَّن الشريكين حتى الآن من الوصول الى اتفاق في العديد من القضايا العالقة.
    ومن الصعوبة إرجاع القطار الذي غادر محطة الوحدة إليها ثانية، لكن يجب أن تعمل الحكومة ومعها الشريك الآخر. ولآخر يوم من أجل خلق أسس راسخة للتعاون بين السودان ودولة الجنوب الجديدة.. حتى لا يشتعل الحريق الكبير والمدمر.. والذي لا قدر الله إذا اشتعل لن تستطيع حتى القوة المادية التي أشعلته إيقافه.
    إيماننا بالوحدة قوي.. وأملنا أكثر قوة ونعتقد أن الانفصاليين في الحركة سيكتشفون مخاطر الإنفصال بعد فترة وجيزة من تكوين دولتهم وسيندمون حيث لا يفيد الندم.. كما أن الحكومة في الشمال ستندم كثيراً إذا ما حدث الإنفصال.. ولم تستطع اللحاق بإعادة القطار الى محطة الوحدة.
    المسألة.. ليست بترولاً.. فقط.. وإنما وحدة الوطن.. إذا تمكنا من إقامتها سيكون وطناً قوياً.. وصاحب موارد غنية يمكن أن يقفز قفزات عالية.. ويقف في مقدمة الدول العربية والإفريقية.
    وليس من الحكمة إلغاء الدورة المدرسية التي كان مقرراً لها في بحر الغزال لأسباب واهية.. وليس من الحكمة إتهام الجيش السوداني بقصف بحر الغزال والتي تتمركز في حدودها قوات خليل ابراهيم وقوات مني أركو مناوي.. التي تنتظم لشن هجوم عسكري ضد الشمال.. لأن القصف يمكن أن يؤدي الى إشعال الحرب من جديد، وإن جاءت الحرب فلن تبقي ولاتذر.
    المطلوب من حكماء الشريكين تحكيم صوت العقل والعمل على تفادي المشاكل العالقة كافة بينهما من أجل استقرار البلاد وتطورها في حالتي الإنفصال أو الوحدة.
    إن عدم الوصول الى اتفاق بين الشريكين من شأنه.. أن يدفع بالمغامرين على إغراق البلاد في بحر من الدم.. وفي دوامة جديدة يصعب الخروج منها.. هذه الدوامة ليست مثل بقية الدوامات التي أصابت هذه البلاد قبل ذلك.
    بعد هذه السنوات من الاستقرار ورغم صعوبات المشهد المعيشي إلا أنه إذا الأمور تفاقمت سنعيش أياماً في غاية الصعوبة المصحوبة بوحشية غير معروفة في بلادنا.
    أيها الناس.. كونوا حكماء وتذكروا مصير هذا البلد الصابر.
    والله الموفق وهو المستعان،،

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:00 PM)

                  

12-11-2010, 11:53 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    مناظير
    (زهير السراج)
    وامعتصماه..!!

    * شاهدت التسجيل المصور الذى عرضه موقع الراكوبة الالكترونى www.sudaneseonline.com لواقعة جلد فتاة بأحد مراكز شرطة النظام العام، وما حدث فى هذه الواقعة من جلد وحشى بالاضافة الى قيام اثنين من افراد الشرطة بعملية الجلد فى وقت واحد أثناء تنفيذ جزء من العقوبة، يبين بجلاء الى اية درجة وصلت وحشية التعامل مع المرأة فى مراكز شرطة النظام العام ومحاولة كسر ارادتها ..!!
    * لا أدرى ما هى تهمة الفتاة ، ولكن جلد اية فتاة او انسان بهذه الطريقة الوحشية بغض النظر عن الفعل الذى ارتكبه يجب أن يكون موضع ادانة ويدعونا للمطالبة بمراجعة القوانين التى تهين كرامة الانسان السودانى وعلى رأسها المادة 152 من القانون الجنائى لعام 1991، بالاضافة الى مراجعة الاداء فى المحاكم التى تتعامل مع هذه القوانين ..!!
    * ونبدأ من النقطة الأخيرة: فى التسجيل الذى عرضه موقع الراكوبة يظهر القاضى واقفا يراقب بينما الشرطى يقوم بجلد الفتاة فى اى مكان فى الجسم يستطيع سوطه الوصول اليه بدون ان يوقفه القاضى او يوجههه الى عملية الجلد الصحيح او القانونى، ليس ذلك فقط بل إن رجل شرطة آخر يظهر فجأة فى الصورة ويشارك فى عملية الجلد بطريقة وحشية الى ان يطلب منه أحدهم أن يترك المهمة لزميله الأول الذى يواصل الجلد. كل من يشاهد المنظر الوحشى لا يمكن أن يصدق انه يحدث فى مركز شرطة وتحت اشراف قاض، بل اول ما يتبادر الى الذهن هو انه منظر تعذيب وحشى فى فيلم من افلام السينما التى لا يسمح بمشاهدتها لمن هم اقل من 18 عاما.
    * يدعونا ذلك لأن نتساءل .. ( هل ما حدث فى هذه الواقعة يحدث فى كل القضايا التى تنتهى بتوقيع عقوبة الجلد على النساء فى مراكز شرطة النظام العام، وهل هنالك لجان قضائية تراقب كيفية تنفيذ عقوبة الجلد وترفع تقارير منتظمة الى السلطات القضائية المختصة وهل هنالك جهات تحاسب، وهل هنالك دور رقابى قانونى لمنظمات المجتمع المدنى، وكيف يتم تصوير الواقعة الذى يبدو ان الشرطة او بعض أفراد الشرطة كانوا على علم به أو ان أحدهم هو من قام به وهو امتهان فظيع لحقوق الانسان يجرمه القانون؟!). صحيح ان تصوير الواقعة قد أتاح لنا الفرصة لمشاهدة تجاوزات خطيرة وتعريتها وإادانتها، ولكن التصوير فى مثل هذه الحالات هو امتهان لكرامة الانسان وحقوق المتهم يعاقب عليه القانون.
    * ونأتى الى القانون الجنائى وعلى وجه الخصوص مواد ( الجلد ) مثل المادة 152 التى تستغلها شرطة النظام العام لمطاردة الفتيات بتهمة ارتداء ( البنطلون ) برغم عدم وجود نص فى المادة يمنع ارتداء البنطلون، ونتساءل .. ( من الذى فسر تهمة الزى الفاضح بأنها ارتداء البنطلون، ولماذا يعاقب القانون بالجلد فى غير الجرائم الحدية، وهل المقصود من ذلك هو كسر ارادة الانسان السودانى، أم ماذا ؟!). سأواصل باذن الله، انتظرونى.
    زهير السراج
    [email protected]

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:08 PM)

                  

12-11-2010, 11:59 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    (الجلد الكيرى) و ( الجلد الحلال ) !..
    (لبنى أحمد حسين)
    أرايتم على اليوتيوب ما رأيته على الارض ؟ ..وماذا اذا رايتم فتاة يمسك بها من الصدر والخصر واجزاء اخرى ستة او سبعة رجال يتزيأون بزى الشرطة ، يمسكونها بقوة وشراسة حتى لا تفلت لبرهة من سياط المراة ” الجلاّدة “؟ ..وماذا اذا رايتم طفلة فى السادسة عشر تتبول على نفسها رعباً حين ولوجها قاعة المحكمة وقبل سماع اقوال الشاكى الذى هو نفسه الشاهد الوحيد للاتهام وهو نفسه رجل الشرطة الذى قبضها وصويحباتها الثلاث بسبب ارتدائهن للبنطال .. ولك ان تتخيل حالها وهى تتلوى بين براثن ذئاب بوليسية فيها من تطوع لاغلاق فمها حتى لا تزعجه بصراخها المتواصل ولتلهب ظهرها السياط الدامية ، المشهد مؤلماً.. لكن اكثر ايلاما منه حين تفلت رندا وريم وريهام لانهنّ دفعن رشوة وتجلد بخيتة وحواء وكلتوم لانهنّ لا يلبسن خواتم ذهبية ولا سلاسل تفديهنّ ، وحتى لبنى وقد رفعت سبابتها فى وجوه سادتهم وقالت لهم : ” طظ” أجلدونى .. هم أجبن من ان يفعلوا ذلك .. سيغرمونها ثم يهرولون لدفع الغرامة بعد ان بصقت على عفوهم الرئاسى الذى لم تناله طفلة جنوبية مسيحية بالت على نفسها من الخوف و ستصوت لصالح الوحدة او الانفصال ، فباى حق أناله وانا أمراة ناضجة مسلمة ولا صوت لى فى تقرير المصير ؟.. المشهد مقززاً لكن ما يثير الاستفراغ أكثر حين يقبض عسكرى فتيات ثم يتصل بضابطه العظيم يوم خميس : ” أن أبشروا فقد قبضنا لكم حاجة حلوة “!.. يخخخخخخخخخخخخ .. تفى ! .. اى اهانة هذة للشرطة وللرجال .. واى أوحال هذه التى مرّقت فيها حكومة البشير انوف البوليس وشرف الشرطة !..
    اعزائى .. هل صدمكم مشهد جلد الفتاة ؟ ماذا كنتم تتوقعون ؟ ان تمدّ الفتاة يدها اليمنى ثم اليسرى بالتوالى أو تعطى مؤخرتها لتجلد كما يجلد تلاميذ المدارس الابتدائية ؟ ماذا كنت تتوقعون ان يتم الجلد بطريقة ” حضارية ” أو ” فقهية مالكية ” بالجلوس فى قفة تحت رمل ؟ على طريقة فقه القفة ؟!..على فكرة ، طريقة جلد هذه المراة التى ظهرت فى الفيديو هى الطريقة التى كانت مألوفة لجلد النساء منذ بداية الانقاذ وحتى منتصف التسعينات مع بداية انتشار الهواتف الجوالة والكاميرات الرقمية ، لكنها تبدلت خوفاً من فضائح اليوتيوب ، وظهور مشاهد الجلد عند قوقلت اسم السودان ، ومع تعاطفى وتضامنى مع المرأة او الفتاة المسكينة التى جلدت لكننى اقول انها أوفر حظاً من غيرها فعلى الاقل اتيحت لها برهة لتتلوى وتصرخ ولا تكتم آهاتها واوجاعها ، مئات بل آلاف غيرها جلدنّ بطريقة يسمونها ” شرعية ” واقفات ووجوههن على عمود او حائط او كرسى يمسك بهن رجال من عساكر النظام العام الاشاوس !!.. وللتولى جلدهنّ امرأة بالطريقة ” الحلال” ولك ان تخبط وجهك خيبة لا بسبب القهر ولا الضيم فحسب ولكن من هذا الغباء ! .. فلو طبقنا ذات منهجهم -على اعوجاجه - أولم يكن من الاجدر ان يمسك بالمجلودة من جسدها نساء بدلاً عن الرجال وليتولى الضرب رجل كان او امراة لا فرق ؟ لكن الذين جاءوا بانقلاب لا يمكن ان يفكروا الا بشكل مقلوب .. فليتكم رايتم تلك الطريقة المسماة شرعية والتى لم توثق بعد ، والتى هى أبشع صورة من ” الجلد الكيرى ” ، وقد ساءنى عند قراءتى لتعليقات قراء ومشاهدى الشريط ان البعض منهم حاول بقصد او بغير قصد ان يصب غضبه على الفئة التى نفذت الجلد وتحميلهم المسئولية والانتهاك باعتبار طريقة الجلد ” غير شرعية ” ، وهذا ما يسمى فى ادارة الازمات بالبحث عن كبش فداء ، قد جرت مساومات مع كاتبة هذه الاسطر على اعلى المستويات اثناء القضية ان اتقدم ببلاغ ضد فريق الشرطة الذى قبضنا من مطعم ام كلثوم ، فالقمت محدثى حجراً وسالته ولماذا اشتكيهم أولم ينفذوا القانون ؟ قال نعم ولكن ألم يعاملوكم بقسوة؟ قلت نعم ولكن أولم تدربونهم على ذلك؟ صمت .. فقد كنت اعلم انهم لا يضحون بكبش لكنهم يبحثون عن دجاجة يذبحونها و يحمّلونها المسئولية لتبييض وجوههم امام الاعلام العالمى ..
    والآن .. ما تراهم فاعلون ؟ ..وقد بدأوا ، قرأت ولم اسمع ان المدعو نافع قال عند سؤاله لاحد القنوات عند سؤاله عن الفتاة المجلودة :ربما تكون لبنى ؟ وأشهدوا اننى كنت ساحترم مبدأ المساواة امام القانون المضمّن فى صلب او عجز الدستور ،لو انهم جلدونى ، ليس لاننى مذنبة ..ولكن من باب المساواة بين البشر ، حتى لو كان هذا القانون ظالماً أوليس من الاولى ان يتساوى امامه الجميع ..بدلا عن تسليطه على رقاب البسطاء ؟ غير اننى أضفت الى احتقارى لقانونهم ومحاكمهم احتقار للدستور ، ورد نافع حين سؤاله عن المرأة المجلودة : لو علمت جريمتها لتمنيت موتها !.. ماذا تراها فعلت ؟ هل اغتصبت طفل داخل المسجد؟ يا لبؤس هذا الرجل غير النافع ! .. أسوأ جريمة يمكن ان ترتكبها أمراة تؤدى لتقليص التعاطف والتضامن الذى وجدته هذه المرأة المسكينة سيرمونها به وأيقن انهم يعملون الآن لتلفيقها .. ايقولون قاتلة ؟ ايقولون زانية ؟ فاين الرجل الزانى اذن ؟ ايقولون سكرانة ؟ انها جلدت لاكثر من اربعين .. لابد انها ارتدت تنورة اعتبروها قصيرة لذلك جلدت 50 حيث ان عقوبة البنطال 40 والتنورة القصيرة 50 فى شريعة الانقاذ ، ولا علم لى بحد فى شريعة الفقهاء - ولا اقول شريعة الله- يقضى بالجلد 50 ..هذا الرمى والاتهام مورس معى ايضاً غير ان سقفهم كان محدوداً بالمادة 152 وبالمطعم /المكان العام ، والا فانهم كانوا سيقولون اننا وجدناها بلا بنطال وبلا شئ على الاطلاق ،ولا يتفاءل احد ويأمل ان يجد اليقين فى سجلات المحاكم ونحن نشاهد على الشريط قاضى يأمر بفيه يللا اقعدى خارجينا ) ( ياخى سريع خلينا النمشى عندنا مشاغل ) ( اعمل ليها سنتين سجن !) وكأنه ميكانيكى يأمر صبيه ان يناوله مفك بدلا عن الزردية !.. وليس قاضى يصدر احكام .. هكذا حال قضاة الانقاذ على راسهم مدثر الرشيد قاضى محكمة الارهاب 2 الذى حاكمنى كما حاكم بعدى الاخوة الصحفيين من صحيفة راى الشعب، وحاكم قبلى الحاج وراق وما زلت أتعجل كل حين محامىّ مولانا نبيل اديب برغبتى فى التعجيل بمحكمة الاتحاد الافريقى لاننى أدخر صفعة و فضيحة اخرى لحكومة البشير ، ان لم يغيروا بكرامتهم هذا المسخ المسمى قوانين ، أن كان او بقيت لهم كرامة ..
    ان العيب ليس فى القانون الجنائى لسنة 1991م وحده ، انما الاسوأ منه هو قانون الاجراءات الجنائية الذى يخوّل للقاضى سلطة المحاكمة الايجازية - فى اى جريمة عدا الاعدام ، والتى تطلب فقط ” سماع ” الشهود دون حاجة لتدوين اقوالهم وحتى الشاكى والمتهم يدوّن ملخص لاقوالهم فقط ، تصدر هذه المحاكم الايجازية الاوامر النهائية ، نعم ، النهائية ، فى الحكم (و لا تطلب تدوين البينة ولا تحرير التهمة )-اى والله - ينص القانون صراحة على ذلك فى المواد 175-177 من قانون الاجراءات الجنائية وقد تقدم مولانا نبيل اديب بطعن نيابة عنى لدى المحكمة الدستورية ضد هذه المواد الثلاث بالاضافة للمادة 152من القانون الجنائى ،ورغم هذا السوء فان طريقة المحكمة الايجازية على ارض الواقع اسوأ بكثير مما ينص عليه القانون السئ حيث يحرم المتهم من حق الاتصال بمحام و استدعاء شهود الدفاع او حتى مجرد الاتصال باسرته فى اغلب الاحوال ، وحتى فى قضيتى رفض القاضى السماع لشهود الدفاع وعلل ذلك بانها” محكمة ايجازية ” واذا كان هذا حظى وقد شهد محكمتى ممثلين لمنظمات عالمية واقليمية لحقوق الانسان و سفراء وعدد من المحامين والصحفيين العرب والاجانب ، فلك ان تتخيل المهزلة التى تسمى محكمة التى حاكمت هذه المراة المسكينة ؟
    ولكن هل نكيل السباب للقاضى الذى أصدر الاحكام والشرطة التى نفذت ما يسمونه قانون ؟ لهم نصيب مما اكتسبوا ، ولكن لن يستقيم الظل والعود اعوج ..فما لم تلغى “المحاكمات الايجازية ” الصورية و التى تمارسها “محاكم النظام العام” عادة و”المحاكم العادية ” احيانا كما فى حالتى ..وكذلك القوانين القمعية والمهينة لكرامة الانسان فان اى مساءلة للقاضى او تيم الشرطة ستكون مجرد عبث وبحث عمن “يشيل وش القباحة” وكبش فداء اقصد .. قدوقدو للفداء !.

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 02:09 PM)

                  

12-11-2010, 02:47 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    الشرطة تعد بكشف ملابسات شريط جلد الفتاة
    الخرطوم: هادية صباح الخير
    كشفت مصادر مطلعة، أنّ وزارة الداخلية شكّلت لجنة تقصي حقائق للوقوف على صحة الشريط الذي بثه موقع «يوتيوب» الأربعاء الماضي عن جلد فتاة. وقال المصدر لـ «الرأي العام» أمس، إن الوزارة طالبت اللجنة باستعجال التقصي.
    وقال إن رئاسة الشرطة ستكشف المعلومات كافة في الوقت المناسب. وتساءل المصدر عن الدوافع الحقيقية التي تقف خلف بَث هذه المشاهد في هذا التوقيت، وقال إن هذا التسجيل ليس بحديث، واتهم جهات تسعى لتشويه شرطة النظام العام، وأشار الى أن المشاهد تعرض تنفيذ حكم قضائي، وقال إن شرطة النظام العام لا علاقة لها بالأحكام القضائية. وكان موقع «يوتيوب» بث الأربعاء الماضي مشاهد تظهر تنفيذ حكم الجلد على إحدى الفتيات، الأمر الذي أدى لإثارة موجة من الانتقادات للشرطة

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 02:24 PM)

                  

12-11-2010, 02:49 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    فضيحة (يا ناس الشرطة)!!
    ضياء الدين بلال
    [email protected]

    أصدقكم القول، لقد أصبت بحالة من الحزن والأسى. بل بحالة من التقزز والرغبة في الغثيان. وأحد الزملاء يعرض عليّ عبر
    موقع اليوتيوب تطبيق حكم بالجلد في أحد مراكز الشرطة بالخرطوم، على فتاة في العشرين من عمرها او يزيد، لا أعرف
    ماذا فعلت ولا بأي ذنب جلدت؟ ولكن ما رأيته مشهد لا تراه في أي مكان فيه احترام للانسان أو لقيم العدالة ومقتضياتها الاخلاقية.

    في ساحة مركز الشرطة او المحكمة التي تجاور استاد الخرطوم، جلست الفتاة على ركبتيها في انتظار حكم الجلد، عدد من رجالات
    الشرطة كانوا ضمن الحضور، وعلى أسوار المبنى مجموعة من المواطنين وضعوا رؤوسهم على السياج الحديدي، يشاهدون السياط
    تنهال على الفتاة، ليس هناك مكان محدد للجلد، السوط يعبر على كل الجسد، الظهر والرأس والبطن، وصرخات الفتاة تشق جموع الحضور،
    لتمتزج مع ضحكات رجال الشرطة. وأصحاب كرفتات وأقمصة بيضاء ضبطتهم كاميرا التاريخ داخل هذا الحدث المأساوي، وكاميرا
    مشاغبة كانت تسجل حالة الانفلات القانوني وذلك للتسلية فقط. وأحدهم يستدل بنص قرآني مقدس: (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

    ما حدث وتم توثيقه بكاميرا الهاتف السيار لا يثير جدلاً حول عقوبة الجلد ولكنه يوضح مدى الاستهانة بالضوابط القانونية والفقهية المرعية في
    العقوبة، بكل مقاييس الدين ومذاهب الفقهاء لا يمكن وصف ما يتناقله موقع اليوتيوب بأنه ممارسة تتقرب بها الدولة وأجهزتها العدلية إلى الله،
    الله طيب ولا يقبل الا الطيب من الأفعال والأقوال المنسجمة مع الطبيعة الانسانية والمتوافقة مع الفطرة السليمة.

    ما اثبتته تسريبات ويكيليكس أنك لا تستطيع أن تفعل شيئا في هذه الكرة الأرضية وانت على ثقة كاملة بأنك في مأمن من الكشف
    والافتضاح، هي ثورة المعلومات والاتصال، ثورة في الأساس مضادة لسياجات التستر والاختفاء.

    كثيرون يصيبهم بريق المنصب والنفوذ بحالة خدر، تجعلهم لا يشعرون بفداحة ما يفعلون، فتذهب سيرهم الى مضابط التاريخ حاملة
    معها آثار ما اقترفوا من آثام وما وقعوا فيه من أخطاء في حق الآخرين.

    امريكا بكل قوتها وجبروتها وترساناتها الحمائية لم تستطع أن تحمي خطاباتها الداخلية، من دقات معدودات على الكيبورد بأصابع الشاب الأسترالي جوليان أسانج.

    يستطيع أي شخص بجهاز هاتف سيار صغير أن يوثق لجرائم كبيرة، يهتز لها الرأي العام، وذات الجهاز يمكن استخدامه لإيذاء الأشخاص والأسر والحكومات.

    من الافضل للجميع محاصرة الأفعال الشائنة بالامتناع عنها لا بإخفائها، فعين التاريخ يقظة لا تغيب عن راداراتها لا صغيرة ولا كبيرة (أنْ تعبد اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

    مشهد الفتاة وهي تجلد بتلك الطريقة الوحشية من قبل اثنين من رجال الشرطة، على مقربة من استاد الخرطوم، وبحضور اصحاب الكرفتات والأقمصة البيضاء
    والتسلي بالمشهد عبر ممارسة هوية التصوير، والضحك على صراخ امرأة، كل ذلك يحدث في الهواء الطلق ويثير كثيراً من الاستفهامات حول ما يحدث داخل
    الأسوار والحراسات وبعيداً عن استادات كرة القدم وعدسات كاميرات الهاتف السيار!!

    أين قادة الجهاز القضائي؟! وأين رجال ما تسمى بوزارة العدل؟! وماذا سيقول الفريق هاشم
    ومولانا عادل العاجب (يوم العرض) يوم لا ينفع الكاكي ولا تجدي الأوسمة والنياشين؟!!

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 02:16 PM)

                  

12-11-2010, 03:02 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    ناشطون يقررون تصعيد قضية الفتاة
    التي تعرضت للجلد من فرديّ شرطة

    الخرطوم:فاطمة جقد
    اعلن ناشطون وناشطات في مجال حقوق الانسان تصعيد قضية الفتاة التي ظهرت في شريط فيديو على عدد من المواقع على الشبكة الالكترونية وهي تتعرض للجلد من قبل فرديّ شرطة وهي تتلوى وتسقط على الارض، وقرروا تسليم مذكرة للجهات الرسمية المعنية في السودان والمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان في الداخل والخارج.
    وقال الناشط في مجال حقوق الانسان الخبير القانوني نبيل اديب لـ (أجراس الحرية) امس ان الجلد عقوبة مهينة لا يجوز التذرع بالشريعة فيه باعتبار انه لم يذكر في القرآن الا في موضعين من
    صورة واحدة ويتصل بعقاب جريمتي الزنا والقذف لافتاً الى ان القصد من العقوبة اذلال الجاني . واضاف انه لا يجوز التوسع في تلك العقوبة لجرائم اخرى والصاقها للشريعة الاسلامية وزاد:(ما رأيناه في الفيديو مخالف لكل ماهو متفق عليه في تنفيذ الحدود الشرعية)، واستند على ان الضرب بالغ القسوة والشدة وفي اماكن خطرة من الجسم مثل لها بالرأس، وانتقد تبادل اكثر من شرطي جلد الفتاة بحضور القاضي وكلاهم من الرجال، واعتبر ان الفيديو سبب كثيراً من الاستهجان لمخالفته القانون، وشدد على ضرورة الغاء بعض الاحكام القانونية. في السياق اعترض رئيس حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي على العنف ضد المرأة ووصف شريط الفيديو المعني بالدرجة العالية من العنف الذي يتنافى مع تسامح الاسلام والانسانية والاعراف والعادات والتقاليد السودانية. من جهتها وصفت الناشطة في مجال حقوق الانسان ناهد جبر الله المشهد المعروض بالصادم للرأي العام والناشطين واعتبرت انه يجسد بشاعة القانون واكدت تصعيد القضية لكافة المستويات ورفع مذكرات للجهات الرسمية في السودان والمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان داخل وخارج السودان وركزت على ان بشاعة الجرم لا تبرر الانتهاك. من جهتها استنكرت قوي الاجماع الوطني الحادث واعتبرت السلوك الذي مورس علي الفتاء منافي لقيم واخلاق السودانيين وطالبت في بيان صادر امس تلقت (أجراس الحرية) نسخة منه الشرطة باجراء تحقيق شفاف ومستقل ومعاقبة المجرمين. وطالبت بالالغاء الفوري لقانون النظام والمادة 152 عقوبات. واكدت قوي الاجماع الوطني دعمها ومؤازرتها لكل المجهودات والنشاطات التي تتم لانهاء قمع وإذلال المرأة السودانية التي يقوم بها الرجال والنساء في المجتمع المدني والمنظمات النسوية، بما فيها مبادرة لا لقهر النساء.

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 02:31 PM)

                  

12-11-2010, 03:05 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    قزقزة المغاوير بأجساد القوارير..!
    (عبد الله ا لشيخ)

    أهكذا تكون ( قزقزة المغاوير بأجساد القوارير)..!؟ هذه الفتاة المسكينة التى شاهدناها على الـ ( دوت كوم) تُجلد فى حوش الدولة(السودانية)، من الذي أمر بجلدها أمام هذه الكاميرا الصليبية الخفية؟ بأي ذنب جُلدت؟

    هل جُلدت لأنها تعيش فى وطن سلط الله عليه (يأجوج وماجوج)، الذين لا يعنيهم شيئاً من شئون الحفاظ على السيادة و الحكم ومعاش الناس ،، إلا (معاينة) بلوزات الحرائر و
    ومقاسات بنطلونات الجينز ؟! و، (ديك لابسة تركواز.. وتلك مَحَننة، لكن ما لابسه شُراب)؟!
    هل جُلدت هذه المسكينة لأن حكامنا هم من أطلق عليهم النميري(أخوان الشياطين) بعد أن جرب حظه البائس معهم وأيقن أن لا علاقة لهم، ولا صلة ، بأخلاق أهل السودان..؟!
    خلال السنوات الأخيرة من الحقبة المايوية رأينا الخبث كله يتراكم بعضه فوق بعض،، حدث الفراغ و جاءت الانتفاضة وقلنا أن الزبد قد ذهب جفاءا، وسيبقي ما ينفع الناس.. طاف علينا طائف من ظن بأن تلك التجربة مع ( يأجوج ومأجوج) ستجعل أهل هذا البلد الطيب يفيقون ، ولن تُستغل سماحتهم من عصابة (الموت القادم من الشرق).. ظننا أن لن يحكمنا ـ أبداً ـ إلا رجالٌ( لا تلهيهم تجارة ولا بيع)، رجال، يتحلون بأخلاق مجتمع السودان الذي أنجب الشيخ حسن ود حسونة، وأزرق طيبة، وسيدي الحسن، و مبارك زروق،وعبد الخالق، والإمام الهادي ، والأُستاذ محمود ،والدكتور على فضل، والدكتور قرنق، والأمير نقد الله، يوسف كوة ، والسلطان تاج الدين ، والشيخ طه البطحاني، و ود ضحوية، والتيجاني الماحي ، ومحجوب شريف،و،و....! ظننا أن هذه البلاد لن يحكمها إلا (سودانيو الصفات)، حتى ولو كانوا من نوعية النميري..!
    فكيف إذن عادت التركية السابقة وسطع نجم (التركي والمتورك) فى هذه الأرض الطيبة بعد أن حررنا منهم الفرسان من مساليت ، وهبانية ، وفور ، وتراجمة وبجا وعرب وزنج؟ كيف عادوا بعد مجاهدات الزاكي طمل وأبو قرجة و ود النجومي؟ هل لنا الحق فى أن (نتفشخر) فى هذه الحقبة ، و بعد هذا الشريط ( الحضاري) ونقول أننا أولاد عُزاز الناس..!
    لقد أمرنا رسولنا الكريم ، المبعوث رحمة للعالمين أن ندع الفتنة، لأنها مُنتنة.. فكيف إذن تمكن هؤلاء الذين يقولون أنهم فتحوا هذه بلادنا (فتحاً إسلامياً) فى نهاية القرن العشرين من أن يفرقوا أهل السودان بالألوان والسحنات؟ ماهي مشروعية إطلاق الأمر بإبادة أهلنا فى الغرب و فصل أهلنا فى الجنوب؟
    من أعطى ( غازي) هذا الحق..!؟
    هل تبقى فى (السوادنة) عرق نابض إذا كان ( أخوان الصفا) من نوعية (غازي) يتمتعون بحق الجنسية المزدوجة..! بينما يُحرم من ذلك الحق إدوارد لينو سيد البلد؟.. من الذي أعطى الدفتردار وإسماعيل باشا تأشيرة العودة الى الخرطوم بعد عشرات السنين ، و الخرطوم مدينة الدينكا التى دللوها فى لغتهم وقالوا أنها " أرض الماء والشجر"..؟!
    هل فى الخرطوم اليوم ماء أو شجر أو حياة..؟! لا..!
    الخرطوم الآن ليس فيها إلا ( سوط عنج) يجلدون به بنات البلد..!فلا تغضبوا يا (سوادنة) و لا تستهجنوا ما حدث، عليكم إحترام مشاعر (أُخوان الصفا) الذين تفننوا فى جلد بنت من بناتكم فى اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المراة طمعاً فى ثواب الدنيا والآخرة..! لا تغضبوا يا (سوادنة)..هكذا هي الأحاسيس و المشاعر (الشرعية) و( الدستورية) بهذا الإنجاز..!
    لقد جلدوها داخل حوش الدولة ( تقرباً)..!و(تأكيداً)..! على أنهم( قبل وبعد التاسع من يناير ).. أي ، من الآن وصاعداً،سيعملون (هكذا وهكذا) على حماية (الذوق العام) فى هذه المرحلة التى لا تحتمل التسويف، من أجل الحفاظ على وحدة تراب ( أهل السودان)..!
    .. نواصل غداً..


    إنه جلدٌ (شرعي) في دولةٍ (مُشرعنة)..!

    وأنا أتابع فيديو جلد الفتاة ،الذي يشاهدة العالم الآن .. دعوت كثير من الأصدقاء ليشاهدوا جلد تلك الفتاة ، لم يتمكنوا من إحتمال المشهد، انتحبوا من (كربجة) السوط الأول على جسد تلك الفتاة ، أخفوا عيونهم وراء أصابعهم ومضوا فى شوارع وطنهم الغالي..! كنت أنادي عليهم : لماذا تهربوا، لا تهربوا، إن كنتم لا تحتملون مشاهدة هذا ( البث الحي) لجلد فتاة فى وطنكم الغالي فكيف احتملت فتاة من هذا الوطن الغالي تجسيد المشهد؟
    حسناً،، دعونا نعود الى الذاكرة.. ماهي (الذاكرة
    القردية )..؟ يقول أهل الإختصاص فى علم الحيوان أن القرد إذا مات أعز عزيز لديه فان القرد يظل يبكي ويبكي طالما أن جثة ذاك العزيز ماثلة أمام عينيه ..! لكن، إذا جاء ( فاعل خير) وقام بإخفاء الجثة من أمام عينيه فإن القرد ينصرف سريعاً إلى شأنه اليومي وينخرط فى ممارسة حياته( السياسية)..! بشكل عادي جداً، جداً..! ما الذي حدث ؟ هل جدد هذا الفيديو أشواقنا الى كيف يكون الوطن ..!؟ هل نحن ( من أعز ديار) ..!؟ بعد جلد تلك الفتاة على الـ (دوت كوم ) بواسطة اثنين من جند الدولة (الشرعية) و بسوط عنج (شرعي)..!؟ هل هذه سانحة تاريخية لتجلية الذاكرة السودانية ؟ هل يصلح هذا الفيديو لأن يكون مستنداً دامغاً لإدانة السايس، وسوطه ، ودولته ، وجنده ..! لا..! كفى وهماً..!! إن كان هذاالفيديو يشكل إدانة (لمشروع حضاري) مثل هذا فما مصير تلك الأطنان من الأدلة الدامغة التى نوقِشت فى ورش العمل فى منظمات مجتمعاتنا السياسية و المدنية؟ أين ذهبت القرارات المصيرية التى اتُخذت من أجل ترفيع وضعية حقوق الإنسان فى ظل دولة هذا المشروع..؟ أيها (السوادنة)إن الإنقاذ هي الإنقاذ ، الجلد هو الجلد ،القتل هو القتل.. ولا إله إلا الله...هذه ليست أول حادثة جلد( حضاري) ، ليست هذه هي المرة الأولى ــ أو المليون ــ التى تبرهن لكم أحداثها أن هؤلاء ما هم إلا ( بلاءٌ من ربكم عظيم)..! أيها ( السوادنة) أنكم لم تستيقظوا يوم أمس الأول ــ فقط ــ لتكتشفوا فى قسم الكجبي بأن لا علاقة لهؤلاء بأخلاق أهل السودان..! هؤلاء الذين لا تعرفون من أين أتوا، ظلوا فيكم لعقدين من الزمان حتى حققوا هدفهم الكبير بفصل الجنوب( الكافر) من الشمال( المؤمن) بعد ان نقلوا استثماراتهم الى بلد النمور الآسيوية، هل حدث هذا بينما كانت تلك الفتاة تصرخ ( واي يا أُمي) فى قسم الكجبي..؟! أم فى حضور قواكم الوطنية ـ ممثلة فى الأحزاب ـ والتي تؤكد فى كل حين أنها أجمعت على ضرورة حل أزمة الوطن عبر حوار شفيف من أجل الإطمئنان على مستقبل السودان الموحد..!؟ أيها ( السوادنة) لماذا تغضبون هكذا ،وكأنكم تشاهدون البعاتي لأول مرة؟ لم تستنكرون هذا الجلد ( المُشرعن) ـ فجأة هكذا ـ كأن المشروع الحضاري قد دُشن اليوم فى قسم الكجبي..؟ كيف فطنتم ـ فجأة هكذا ـ الى أن أهل هذا البلد قد أصبحوا مشروع قزقزة حضارية، وأن هؤلاء ما جاءوا إلا ليذيقوا أهل السودان عذاب يوم الظلة..؟! لا تغضبوا كثيراً أو قليلا، عليكم أن تلعنواهذا الفيديو، العنوا هذا الـ (دوت كوم) لأنه كان يجب أن يخفي (خصوصيات ) مشروع حضاري مع فتاة لم تستنجد أبداً بأحد منكم ..! فقد كانت تصرخ تحت لهيب السياط الحضارية وتقول ( واي يا أُمي)..!؟ أيها ( السوادنة) :كيف ايقظت هذه الكاميرا الخفية مشاعركم المرهفة ؟ حسناً ،، إذا تفحصتم شريط الفيديو مرة أخرى ستعلمون أن دولة المشروع كانت وراء تلك الكاميرا، وأن أحدهم كان يقول للمصوراتى: ( صِّور ، صِّور،، ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)..!؟ كيف إذن، انتبهتم ـ فجأة هكذا ـ الى أن هذه هي أفاعيل دولة المشروع فى (الزي السماوي)..!؟ إذن ، لا تغضبوا ، فتغضب الآلهة ..! إن دولة الزي السماوي قد تعتذر لكم قريباً بعد اكتمال التحقيقات، أو قد تنفي قزقزة المغاوير بأجساد القوارير فى قسم الكجبي..! لا تغضبوا .. فالذي لم ،و لن تشاهدوه على مواقع الـ ( دوت كوم ) وغيره، كثير، كثير..!! نواصل غداً

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-11-2010, 03:09 PM)
    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 02:39 PM)

                  

12-14-2010, 12:23 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    فلنرفع السياط عن أجسادهن..
    (إخلاص نمر)

    ٭ ما ظهر على (شريط الڤيديو) المصحوب بالوجع والصراخ والاستغاثة التي تعكس الضرب المبرح الذي أشبعته الشرطة للفتاة يؤكد تماماً (التناقض) الذي نعيش فيه داخل الوطن الذي ترتفع فيه الاصوات عالية تنبذ العنف ضد المرأة والطفل وتعقد له الندوات والمنتديات والمنابر وتفرد له المساحات وتكتب التوصيات وتشارك في المؤتمرات الخارجية (صوتاً وصورة) و(تجلدها) عياناً بياناً أمام المارة ووسط الميادين.
    ٭ يضحك الشرطي وهو يهوي بالسوط على جسد الفتاة ولا يهم أين يحفر السوط رسمه.. فالجلاد ينتشي كلما استغاثت الفتاة فيزيدها وجعاً وألماً و(جرحاً) جراء ضرب قاسٍ فجر في داخل كل من شاهد الشريط دمعاً هتوناً وحسرة على (قيم) مجتمع أهدرتها (فئة) يفترض فيها حماية أفراده بينما هي وتحت تطبيق خاطئ تماما لشرع الله الذي تنتهجه (دولة المشروع الحضاري) تجدها وقد ألهبت قلب الفتاة (ناراً) تلك النار التي تحمل (عنواناً) يحكي سوء تنفيذ العقوبة التي تبادل (تطبيقها السالب) واستصدارها شرطيان وقاضٍ..
    ٭ ما فعلته الشرطة (عنفاً) جارحاً لطخت به جبين الانسانية الجمعاء وجبين المرأة السودانية التي اصبحت في هذا الشريط (هدفاً رئيسياً) من أهداف المؤسسة التي لاذت بالصمت على (فعلتها) وتسترت عليها ثم اعترفت بها بعد تداول الشريط غير (آسفة) على ما تم ارتكابه من جريمة ستبقى (وصمة عار) تعلو شعار (الشرطة في خدمة الشعب) وأي شعب.. إنه الذي تتلقى (حرائره) سياطاً..
    ٭ وحشية واضحة لا تخطئها العين تضمنها الشريط الذي مارس (الجلادون) فيه الاستخفاف بمقاصد الشرع وهو البريء مما فعله الشرطيان اللذان تبادلا (الضرب) على ظهر الضحية، كما لو أنها معركة لابد فيها من (الانتصار)..
    ٭ قانون الشرطة المقترن او المتصل بالنظام العام اثبت فشله وتتسبب في (احراج) وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم التي شرعت في الخامس والعشرين من نوفمبر في تطبيق نظام جديد يهدف الى توعية الاطفال في المدارس عن العنف ضد المرأة، كما جرى على لسان رئيسة قسم محو الأمية والطفل بالاتحاد العام للمرأة السودانية انه سيتم تخصيص الحصة الأولى في المدارس في ذلك التاريخ - للتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة انه ذات العنف الذي شاهده الأطفال (المستهدفون) في الشريط (الفضيحة) فبللت دموعهم الوسائد ومنحتهم (نموذجاً) ومثالاً (حياً) للعنف الذي يمارس في مجتمعهم (الخارجي) بـ (مباركة داخلية).
    ٭ إن ما نزل من سياط على جسد الفتاة وما سال من دم إثر جرح عميق فيه هو مسؤولية الشرطة ونظامها العام بل مسؤولية دولة بأكملها تسمح بهذا الفعل الشائن والمشين الذي عمد الى (جرح) كرامة المرأة وسط المستهزئين والباحثين عن الضحك حتى ولو على جسد (القوارير)..
    همسة:
    تركض سيدتي على طاولة التعذيب..
    فينهار صمتها..
    وترفس العذاب تحت قدميها..
    فتنجلي ناراً وبركاناً من الوجع الخصيب.
                  

12-11-2010, 03:12 PM

نورالدين الفحل
<aنورالدين الفحل
تاريخ التسجيل: 02-12-2008
مجموع المشاركات: 727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)



    شكرا نصرالدين وانت توثق لهذا الظلم الفادح
    وغدا سوف نمثل جميعا تحت رحمة القاضى الابدى
    وعندها لن تنفعهم سلطة ولاجاة الا من اتى اللة
    بقلب سليم وهم من ذلك براء صبرا فالفجر قادم.
                  

12-12-2010, 08:33 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نورالدين الفحل)

    Quote: وغدا سوف نمثل جميعا تحت رحمة القاضى الابدى
    وعندها لن تنفعهم سلطة ولاجاة الا من اتى اللة
    بقلب سليم وهم من ذلك براء صبرا فالفجر قادم.


    تسلم أخي نور الدين
    نعم .. سوف تكون لهذا الظلم نهاية..
    هكذا حدثنا التاريخ .. والتاريخ لا يكذب أبداً ..
    دولة الظلم ساعة ..
    وسوف ينال الظالم جزائه عاجلاً أم آجلاً ..
    أرأيت وجوه أولئك الجلاوزة وهم في غمرة نشوتهم في حفلهم التعذيبي هذا!!؟
    لشد ما أثار انتباهي وأدهشني تلك الاعتيادية العجيبة لازمتهم ..
    وهم يهوون بسياطهم على كل أجزاء جسد تلك المسكينة!!
    هي بالقطع اعتيادية (نادرة) يتميز بها القتلة المحترفين
    الذين تمرسوا على القتل وسفك الدماء ..
    ولكن المثير حقاً هو ذلك القاضي الهمام ..
    وهو يلقي - بارتباك ظاهر - أوامره إلى تلك البائسة!!
    (أقعدي .. خلصينا ..)
    فطافت على الذاكرة أسماء قضاة عظام ..
    (أبو رنات) .. (عبد المجيد إمام) .. (صلاح حسن) ... (هنري رياض) ....
    أيها القاضي الهمام ..
    هل تدري بأنك قد أحلت كل هذه الصفحات الناصعة إلى ركام!!؟
    لن يكون هناك خلاص ..
    سوف تطاردك وجلاوزتك صرخات تلك البائسة في صحوكم وفي منامكم ..
    ولن تفارقكم أبداً .. أبداً
    حسبنا الله ونعم الوكيل
                  

12-12-2010, 08:55 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    (في مشهدك هزيتي عرشو من الأساس)

    (رباح الصادق)

    ما تقولي واي
    يا الصرختك حرقت حشاي
    يا ربي
    لامتين اللقا
    شان تنختم دمعة بكاي
    شان ما نقاسي من اللي كاين في عمرنا
    ولا نخاف من اللي جاي
    شان نحن بنوت البلد.. نقدل
    وانظم لي غناي
    شان عزة ما يهينوها
    ساي
    ما تقولي واي
    ناديتي امك يا الحنينة
    وامك الكاتمة القهر بتقول اضاير لي بلاي
    ساموها ألوان العذاب
    من الختان
    حت قالوا عورة ومالا راي
    يوم ولعت كانونا للكفتيرة شان ما تسوي شاي
    شان تاكلي، شان تتعلمي،
    كشوها مرة ومرتين
    قالوا المناظر.. ما بتشرف ماها هاي
    ما تقولي واي
    ما تقولي للجلاد خلاص
    في مشهدك هزيتي عرشه من الأساس
    كم سوط موجه ليكي يا بت العزاز؟
    ما تقولي واي
    باكر يكون خطوي اللي جاي
    غضبي المحكّر في عروفي
    وصوت دواخلي يكون نداي
    يطلع مفجّر يكنس القهر
    الكريه..
    يكسر كرابيجن بحسها في قفاي
    ما تقولي واي
    يا ربي قبال اللقا
    نفتح طريق
    نلفا الحريق
    نمسح دموع عزة ونفيق
    ننهي الكوابيس المقيلة في الفريق
    يا ربي.. ما تخذل دعاي!

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:17 PM)
    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:21 PM)

                  

12-12-2010, 08:59 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    حملة توقيعات ضد قهر واذلال النساء ولاجل الغاء قانون وشرطة ومحاكم النظام العام

    إبتدرت هادية محمد حسب الله مسؤولة الجندر بالصحيفة والناشطة في حقوق الانسان حملة توقيعات ضد إذلال وقهر النساء،وفي إستطلاع رأي حول مشاهد الفيديو البشع ،قالت الاستاذة هادية محمد حسب الله (فلتتحد جهودنا جميعاً لأجل إالغاء قانون شرطة ومحاكم النظام العام ) .
    * هذا النظام اتى لتعذيب النساء
    د. إحسان فقيرى قيادية بالحزب الشيوعى وناشطة:
    هذا النظام اتى لتعذيب النساء وكل القوانين التى يعمل بها تصب فى دونية المرأة ومهما اقترفته هذه الفتاة من جرم لاتستحق هذا التوحش فى العقاب ادين بشده التعذيب الذى شاهدته ونحن الان نتحدث عن وحدة جاذبه وسلام فى مجتمع متعدد الثقافات يجب ان تكون هنالك قوانين تسمح بقبول الثقافات المختلفة لإحلال السلام الاجتماعى الذى يدعونه وبرأيى اسقاط هذا النظام الاجرامى هو المهمة الاساسية للنساء .
    * لم تنام النساء فى السودان ليلة أمس.
    ايمان الخواض حزب الامة القومى:-
    ما رأيناه مقزز ومؤلم وباختصار لم تنام النساء فى السودان ليلة أمس وهى مشاهد مستفزة لتغيير هذا القانون وهو لايشبه القانون فى شىء اذ يطبق دون سيادة القانون ويخضع لمزاج القاضى فحتى الوقفة والطريقة لتنفيذ هذا الحكم المهين كانت عشوائية ووسط ضحكات واهانة كبيرة …..لايوجد منطق محدد لهذا القانون إذ هو فقط مرتبط بمزاج القاضى والمنفذ والناس مشغولين بمصير البلاد فان قضية المراة حاضرة ورغم الألم والشعور بالفظاعة الا ان نشر مثل هذه المشاهد هو بداية للتغير. أتمنى ان يلطف الله بالنساء والبلاد .
    * ليست صدفة ان يتزامن هذا مع اليوم العالمى لحقوق الانسان
    احسان عبدالعزيز السيد الحركة الشعبية(ناشطة):
    جلد النساء فعل قبيح يدل على ضعف الدولة وانصرافها عن القضايا المصيرية التى تهدد وحدة البلاد وسلامها وآمنها كما انها تعبير فاضح لإنتهاك الدولة لحقوق الانسان وحقوق المرأة على وجه الخصوص كما إنه شكل من الاشكال المرفوضة فى المجتمع السودانى. ونحن فى تجمع المراة بقطاع الشمال بالحركة الشعبية ندين بشدة الانتهاكات التى تمارس ضد المراة فى السودان وليست صدفة ان يتزامن هذا مع اليوم العالمى لحقوق الانسان.
    * مارأيناه أشعرنا كنساء بعدم الامان.
    رشا عوض كاتبة صحفية:
    المشهد الذى رأيناه أشعرنا كنساء بعدم الامان وهو دليل على ان المرأة عندما تقع فى أيدى هؤلاء تكون خارج القانون واسيرة لغرائزهم العدوانية ونزواتهم الشريرة التى تجد نفسها فى مأمن بحصانة القوات النظامية وبيدها السلطة والسلاح والاخطر إنه لايوجد أرث مساءلة وبقدر ما يتم الحديث عن حقوق الانسان إلاإنه لايوجد مايطمئننا كنساء أن القانون بصفنا وهذه الاشياء وليدة قانون النظام العام لذا لابد من إلغاء هذا القانون لأن القضاء الطبيعى يمكن أن يحفظ حقوننا القانونية.
    * من الجيد رؤيتها لانها تعكس بشاعة واقعنا.
    ناهد جبر الله :
    ممارسة بشعة ولكن من الجيد رؤيتها لانها تعكس بشاعة واقعنا ولقد آن الآوان للمعاملة مع القوانين القمعية والانتهاكات التى تتم خلالها. ونحن فى إطار حملة 16 التى تشارك الحكومة فيها فى الاحتفالات بذات الوقت تقوم بجلد النساء بهذه الوحشية وانا أنادى ان تجعلنا هذه المشاهد نواجه الانتهاكات اليومية التى تتعرض لها النساء فى السودان.
    * ان قانون النظام العام يطبق على الأضعف
    أمل هبانى (ناشطة وصحفية) :
    مرحلة من البشاعة والمهانة سببها قانون النظام العام وأمن المجتمع وكل الاذرع الأخطبوطية التى تتلتف حول المرأة كنا نسمع ولكن لم نتصور البشاعة والفظاعة التى رأيناها.. كل يوم يتم جلد النساء وليس النساء فقط فهناك 11 طالب تم جلدهم . ولأن هذه المسكينة لاتملك جواز أجنبى يرهب الدولة ولا إعلام ولا مجتمع دولى وان قانون النظام العام يطبق على الأضعف. ندعو كل فئات المجتمع للتضامن معنا لإلغاء قانون النظام العام لانه قد تكون راكب الحافلة ويوقفك احدهم وتعاقب بالجلد انه قانون بلا منطق. صار واجب على كل سودانى مواجهة هذا القانون الذى ضد القوانين البشرية والآلهية.
    ( نص المذكرة المطلوب التوقيع عليها)
    أعاد شريط فيديو ( البشير يجلد النساء) التذكير بالواقع المهين والبشع الذي ترزح تحته نساء البلاد , حيث قبض في عام واحد , وبحسب الاحصاءات الحكومية , على أكثر من 43 الف امرأة تحت قانون النظام العام , وتعرض غالبهن للجلد والمذلة .
    اننا نحن الموقعات (الموقعين) أدناه ندين قهر واذلال النساء ونطالب بالغاء قانون وشرطة ومحاكم النظام العام.

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:26 PM)

                  

12-12-2010, 09:21 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    النظام العام.. أوقفوا هذا العبث
    (رباح الصاق)

    كنا نظن أنه مثلما يذهل يوم القيامة المرضعات عما يرضعن فإن الاستفتاء أذهلنا عن كل ما سواه، وباخ في نظرنا حديث النسويات وكتبنا مرة نستهجن غرقهن هكذا في القضية ولا يهمهن أن سفينة البلاد تغرق ثم محونا ما كتبنا وقلنا نتركهن وشأنهن ولكنا سنغادر منصتهن ولن نقرأ لهن أو نستمع لتلك السمفونية حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فإذا بسفينة النساء السودانيات تغرق ويصيبنا بلل البحر اللجي من الظلمات.
    شريط الفيديو المنشور بعنوان “الرئيس عمر البشير يجلد الفتيات في السودان” كان دفقة أو موجة كبيرة اخترقت استغراقنا الاستفتائي لتغرقنا “في صمة خشمنا” فيما تعانيه النساء تحت سنابك النظام العام.
    يحكي الشريط كيف بدأ الجلد (والحكم المنشور أنه لخمسين جلدة أي حكم تعزيري) ولكن الشريط يصور 21 جلدة، وجدنا أنفسنا نعدها لأنها كأنما كانت تجلد قلوبنا.. انتهى التصوير ولم ينته الجلد.
    في البداية كان قائل يستعجل الفتاة لتجلس، أو قل تحثو على ركبتيها، (لتخلصه) أي خوفا من ضياع زمنه! ترددت الفتاة قليلا وجثت على ركبتيها ثم بدأت سياط مجنونة.
    صوت الضرب كان أعلى شيء في الشريط أم لعل إحساسنا به هو الذي جعله هكذا ولو لم يكن التصوير للصورة والصوت معا لقلنا إن “المايكرفون” كان معلقا في سوط “العنج” الذي ألهب ظهر الفتاة وركبتيها وبطنها ورأسها وأحيانا صفعها في وجهها. فهل هذا هو الضرب الشرعي؟
    إن أشد مناظر الجلد إيلاما كان حينما تمسكت الفتاة بسوط جلادها واحتضنته في وضع هو أقرب للسجود كأنما تسترحم جلادها أو تقبل سوطه حتى لا يذيقها مزيدا، فإذا بشرطي آخر يحمل سوطا شبيها يأتي ليكمل المهمة فكانت الفتاة في لحظة منكفئة على سوط، ويلهب ظهرها سوط آخر..
    الحضور الواقف في قسم شرطة الكبجاب مسرح الضرب كما قال بعض المداخلين في موقع سودانيز أون لاين هم بوصف الشرطي (صاحب السوط الثاني): طائفة من المؤمنين يشهدون عذابها، وكان يتحدث وهو يضحك ويسائل مصور المشهد لماذا يصوره، وغطى وجهه منه وهو ضاحك ما يشي بأنه شرطي آخر مثله، ونحن لن نذهب مع من ذهب كثيرا في تفسير أسباب التصوير، فمن رأى أن ذلك لأن الطائفة التي شهدت العذاب لم تكن كافية لذلك صورت ليشهدها آخرون، ومن اعتبر أن المصور له نية بخلق “شوشرة”.
    ومن تساءل عن جرم الفتاة وعن سلوكها، ومن تشكك في توقيت نشر الشريط، وهذه كلها مواقف برأينا انصرافية، هذا الشريط أسقط ورقة التوت عن سوأة النظام العام، ومهما قيل أو سيق من مبررات لبقائه بعد الآن فإنها تبدو غير ممكنة، غير محتملة على أقل تقدير، وبأهدأ العبارات في موضوع ملتهب وألهب ظهور وصدور وبطون ووجوه ورؤوس الفتيات السودانيات على نحو ما حدث للفتاة في التصوير الشهير.. فالجلد المذكور يحدث يوميا، والإحصائيات عن عشرات الآلاف من المجلودات كل عام، سمعنا بهن واستئنا ورفضنا لكننا حينما رأينا رأي العين كانت (الواقعة) أكبر مما تخيلنا!
    منظومة (النظام العام) منظومة مركبة تقوم على تشريعات للنظام العام تتخذ ولائيا، وعلى شرطة ومحاكم النظام العام.
    بالإضافة لسياسات تعليمية وإعلامية مصاحبة. قانون النظام العام لولاية الخرطوم مثلا استن في 1996م. ضمن منظومة المشروع الحضاري ولكنه قانون مختلف عليه حتى داخل الحاكمين أنفسهم، فوزير العدل في 2001م السيد محمد عثمان ياسين قال إن وزارته هي أول من انتقد قانون النظام العام، وبالرغم من ذلك ظل يعمل حتى يومنا هذا وصار المشروع الحضاري بعد التراجع الكبير أمام القوى الدولية والغرب صار مختزلا في قوانين النظام العام والأحوال الشخصية أي في قهر النساء.
    لم يتبق من (شرع الله) إذن خلاف الشعارات أي عمل ملموس بخلاف جلد النساء وإهانتهن! ولعلنا نذكر في بداية هذا الشهر كيف أجيز قرض تركي يحسبه الإنقاذيون ربا وقد عبرت عن ذلك الدكتورة عائشة الغبشاوي بقولها إن رائحة الربا تفوح منه ولكن البرلمان الذي يرى رؤاها الدينية ذاتها (بدليل فكرة النظامين الاقتصاديين في الشمال والجنوب وتحريم التعامل بالنظام المصرفي التقليدي في الشمال)، أقول يحسبه لأننا نعلم يقينا أن رؤاهم الإسلامية غير متفق عليها داخل السودان نفسه، سواء أكانت حول الاقتصاد أم حول النساء أم حول الزكاة، وأخيرا طالت خزعبلات النظام حتى الحج! نعم كل خزعبلات الإنقاذ الفكرية وصلت إلى أن تكون مجرد شعارات أمثال (هي لله لا للسلطة ولا للجاه) ويضحك منها حتى أصحابها في دواخلهم، ولا تجد طريقا لأرض الواقع.. اللهم إلا فيما يتعلق بالنساء!
    صارت منظومة النظام العام هي الدليل الوحيد الذي يشهره النظام في وجه العالم ليقول إنه إسلامي، وليجد لنفسه عذرا جاهزا يبرر به انعزاليته العالمية التي هي من نسج يديه بالتدخل في شئون الآخرين، وانتهاك حقوق الإنسان داخل أرضه. فصار الالتزام بزي محدد للنساء، والتقييد عليهن وإذلالهن إذن جندا وطنيا من الدرجة الأولى!
    محاكم النظام العام هي نوع من المحاكم الخاصة درجت السلطة منذ البداية على تكوين أشكال مختلفة منها بتجاوز القضاء الطبيعي، وبالتالي انتهاك الإجراءات الجنائية المتعارف عليها والمنصوص عليها قانونا من اجراءات القبض على المتهمين ومحاكمتهم وإعطاءهم حقوقهم القانونية.
    وهي أشبه بالمحاكم الإيجازية ومحاكم العدالة الناجزة سيئة الصيت في العهد المايوي. المحاكمة فيها تجري حال القبض على المتهم ثم تنفذ العقوبة فلو استأنفت المتهمة بعدها لن تستفيد في حالة الجلد إلا النفي المعنوي لأنها تكون قد أخذت العلقة. وهذا بالطبع يخالف منظومة العدالة المتعارف عليها والمنفذة عبر القضاء الطبيعي.
    تختص محاكم “النظام العام” بالقضايا المتعلقة بنصوص قانون النظام العام مثل شرب الخمر ولعب الميسر وارتداء الزي غير الإسلامي والرقص المختلط وإقامة الحفلات الصاخبة…الخ وكذلك بمواد أخرى موزعة في القوانين، وليس فقط بنصوص قانون النظام العام، مثال المادة 152-1 من القانون الجنائي (الأفعال الفاضحة والمخلة بالآداب العامة) أو المادة 153 المواد والعروض المخلة بالآداب العامة. ويترأس تلك المحاكم “قضاة” لم تسبق لبعضهم الخبرة بالعمل القضائي وتنقص الكثير منهم حتى المؤهلات القانونية.
    كما أكد من قبل القانوني الضليع الدكتور أمين مكي مدني.
    تختص بحفظ “النظام العام” شرطة خاصة هي شرطة النظام العام تتعاون معها فرق الشرطة الشعبية وشرطة أمن المجتمع وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد منحت صلاحيات واسعة في تعقب حركة ونشاط المواطنين وتفتيش مساكنهم واعتقالهم وتقديمهم لمحاكم النظام العام.
    انتهاكا لخصوصياتهم وحقوقهم. وتهتم هذه المنظومة بالأساس بتعقب النساء!
    يتكامل مع هذه المنظومة العدلية المجحفة نظام تعليمي بمناهج تملأ رأس التلاميذ ريبة في النساء وتشغلهم بالزي وبالجسد وبالمظهر أكثر ما تشغلهم بقضايا كرامة الإنسان ورقيه وصلاحه وابتعاده عن الزيف ونقاء وجدانه ودفاعه عن المستضعفين ونبذه للظلم والعسف.
    ويتكامل معها إعلام غالبه مسخر للسخرية من النساء وأقلام موتورة والغة في القذف بدون تثبت. حتى وصل إعلامنا لدرك صرنا فيها نخاف من اطلاع الناشئة على ما يكتب بعض الكاتبين من لغو وخوض في الأعراض، إشاعة للفاحشة وغمزا ولمزا في أشراف المجتمع وشريفاته إذا كن في غير خط السلطة السياسي، ويغض الطرف عما يقوم به المحاسيب من تجاوزات.
    هذه هي منظومة النظام العام التي كانت نتيجتها الطبيعية تدني الأخلاق العامة مجملا لأن الزيف لا يصنع عفة. ومشكلتها الأساسية أنها تضع المرأة في مكان محقور وكرسي اتهام مستمر.
    ومن أعجب المفارقات أنه انطلقت الأخبار قبل فترة حول مداهمة نفر من الشبان في حفل عرس للمثليين، وكانت تلك الكارثة بالمقياس الأخلاقي والديني مثار (رحمة) أهل شعار (هي لله) وطالب أحد الخطباء -لا فض فوه- بنصحهم بالحسنى، وطارت الأقاويل تتحدث عن شوكة بعض المقبوضين أو أهلهم.
    إن فكرة الآداب العامة والنظام العام ليست فكرة قانونية في المقام الأول بل تربوية، وإذا أنت لم تفلح في إشاعة قيم العفة والاستقامة عبر التربية والقدوة في الأسر والأحياء والمدارس، فأنت أعجز عن أن تفرضها بسوط القانون، ناهيك عن استخدامه بشكل يفرق بين المواطنين.
    أما ما يحدث من تطبيق أو المحاكمات المحمولة TAKEAWAY بحسب تسمية القانوني الأستاذ نبيل أديب، والتي فيها تتم المداهمة وتعقد المحكمة وينطق بالحكم ويتم تنفيذه في بحر دقائق ويستعجل القاضي التنفيذ ليشهد (شواء) جديدا، مثلما يصنع طاهي البيرجر في مطاعم الماكدونالدز، فلا يمكن أن تكون عدلا ولا يمكن إرجاعها لشرع الله.
    والجلد غير المنضبط إذ مهما سمعنا صوت السوط المجلجل لم نسمع أحدهم يعد الجلدات، ولا وضع المجلودة كان منضبطا، ولا موضع الجلد.. هل كان بإمكاننا أن نتخيل ونحن نسمع بالجلد في النظام العام أن الجلد يمكن أن يصل الرأس أو الوجه؟ هل كان بإمكاننا التخيل أن الجلد يتم بتلك القسوة؟
    كثيرون قالوا إن الجلد أصلا عقوبة مهينة وقاسية. وبالفعل هو كذلك ففي الشريعة الجلد هو بمثابة آخر الدواء الكي لأن متعدي الحدود بالأوصاف الإسلامية لا يمكن أن يكون بشرا بل هو وحش تجاوز العدل والتربية السوية والرأي العام القوي وانتهك حدود الله بدون أدنى شبهة تدرأ عنه الحد، ولذلك لا يمكن أن يعمم الجلد الحدي في كل جريمة بل فقط في الجرائم الحدية المعلومة وبتمام أركان الحد بدون أية شبهات. هذه الشبهات التي تدرأ الحد كثيرة منها ما يتعلق بالمجرم وما يتعلق بالمجتمع نفسه.
    ففي مجتمع تنتفي فيه الحاجات المادية وتشبع فيه الحاجات الروحية والأخلاقية بالتربية السليمة وبالقدوة والرأي العام وتهيأ للشباب فيه ظروف العمل وفرصه، وعقد الزواج وإقامة عشه، يكون مرتكب الجريمة معتديا أثيما.. أما الآن في السودان فالحال وصل وضعا مزريا من الناحية الاقتصادية فسواد الناس على حافة العوز وقلة متخمة جاء معظم أصحابها من صفوف (المعدومين) بحسب تعبير السيد عمر البشير في لقاء معه أول أيام “الإنقاذ” (قاصدا المعدمين)، صارت تتحكم في تسعة أعشار الثروة وتملأ أسماعنا بشعارات (هي لله)! مع هذا الزيف، وهذا الظلم، وهذا الاحتياج لا يمكن أن تتحدث عن حدود، والجلد عقوبة حدية، وإذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه قد رفع الحدود في عام الرمادة، فنحن في أعوام (الجراد) الذي قضى على الأخضر واليابس لا يمكن أن نقول بتطبيق الحدود، ثم نطبقها على السواد، بينما لا نطبقها على ذلك (الجراد) مهما ارتكب من فواحش وأتى من آثام يشيب لها الولدان!
    ومجمل قولنا إن ما يتم تطبيقه الآن على النساء والفتيات السودانيات هو ظلم محض وتشف في النساء ماذا فعلن لا ندري؟
    تساءل كثيرون من أين أتى هؤلاء واتضح أنهم أتوا من بيننا، وتساءلوا: ألم يرضعوا من لبن الأمهات والخالات؟ وأنا أقول: اسألوا السيدة هدية والدة السيد عمر البشير التي جيئ بها في لقاء تبشيري أيام الحملة الانتخابية، وقالت إن ابنها المرشح كان يضربها أحيانا، ولها روايات عديدة في هذا الصدد ترويها بروح فكاهية.
    وحينما تشاهد شريط الفيديو الذي تجلد فيه الفتاة وهي تولول، تجد التعليقات ضاحكة.. إنها مسألة مربكة، لأن ما نعلمه عن الأمهات والخالات والفتيات وضرورة الرفق بهن في ثقافتنا السائدة يتناقض مع ما صرنا نسمع ونرى.. صار المشهد عبثيا، متناقضا مع قيم ديننا ووطننا ومع الحس الإنساني السليم.. أي شيء أثمر ثقافة النظام العام؟ أي شيء صير جلد النساء طرفا من الفكاهة؟ لا ندري؟ ولكنه قطعا عبث، ويجب أن توقفوا هذا العبث!
    وليبق ما بيننا

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:32 PM)

                  

12-12-2010, 09:54 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    فعظوهن.. منهج قدو قدو
    (حيدر المكاشفي)

    يقول الراوي أن أحد الاعراب ممن ينطقون الظاء ضاد والعكس، كان كثير الاختلاف والشجار مع زوجته وكان كلما تقع بينهما مشاجرة يهجم على «الحرمة» ويشبعها عضاً باسنانه كيفما إتفق على جسدها، مرة يعضها في رأسها، ومرة في ذراعها، ومرة في إليتها، حتى لم يبق في جسدها موضعاً لم يعضه ويغرس فيه أسنانه، صابرت المرأة المسكينة واحتسبت كل هذه الوحشية والهمجية عسى الله يهدي زوجها يوماً ما فيكف عن عضها، ولكن مرّت الايام وتكاثرت العضات دون أن تلوح في الأفق بوادر هداية مرجوة في الرجل، ما جعل المرأة تقنع من خيراً فيه وتصمم على وضع حد لهذه المعاشرة التعيسة، فذهبت إلى القضاء تشكو زوجها وتطالب بالطلاق، استدعى القاضي الرجل وسأله عن حقيقة ما إدعته زوجته، اعترف الرجل بزهوٍ وثقة، إستغرب القاضي من إعتداد الرجل بهذه الفعلة النكراء وسأله باستغراب ولماذا تفعل ذلك، قال الرجل وقد زاد إعتداده وزهوه «إمتثالاً لامر الله تعالى، قال القاضي وقد إزداد عجبه وكيف هذا، قال الرجل ألم تقرأ يا مولانا قوله تعالى «واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن»... إنتهت الحكاية.. ومن حيث إنتهت هذه الحكاية تبدأ حكاية «قدو قدو» التي سارت على ذات المنهج، المنهج الذي يتكيء على الشرع على طريقة «فعظوهن»... ولا أظن أن أحداً الآن يجهل من هو «قدو قدو» بعد أن ذاع خبره وانتشر وعمّ القرى والحضر جراء فعلته هو وآخر وثالثهما أحد القضاة وطائفة من «المؤمنين» الذين شهدوا «عذاب» تلك الفتاة التي أوقعها حظها التعيس تحت قبضة عسس «النظام العام»، فانهالوا عليها ضرباً كيفما إتفق واينما يقع السوط في أي موقع من جسدها من أعلى رأسها وإلى أخمص قدميها وبطريقة وحشية تبدو معها مظاهر التشفي والغل مع الشماتة واضحة لا تخطئها عين أو أذن، وثالث يباهي بهذا المنظر المقزز ويردد في جهالة مثل جهالة الاعرابي صاحب «فعظوهن»، الآية الكريمة «وليشهد عذابهم طائفة من المؤمنين»، فما أشبههم جميعاً بذاك الاعرابي الجهلول..
    من بشاعة ذلك المشهد وقبحه والطريقة الوحشية التي نُفذت بها العقوبة وما صحب ذلك من سخرية وضحكات وإبتذال لمقاصد الشرع الحنيف بتلاوة تلك الآية الكريمة في حضرة هذا المنظر الكريه، لم يقف أحد ليسأل أي ذنب جنته هذه الفتاة لتعاقب بهذه الصورة المفارقة لكل دينٍ وشرعة، فكاذب من يقول أن الذي تم وبالطريقة التي تم بها كان تطبيقاً لحد من حدود الشرع، ولن تسعف من يزينون الباطل هنا أي حجة لتبرير ما حدث، فالشرع منه براء اللهم إلا أن تكون هي شريعة «فعظوهن» تلك التي طبّقها ذاك الاعرابي على زوجته، وهنا أيضاً لن يسعف المدافعين عن «النظام العام» قولهم أنه «مستهدف»، فما تم لم يصنعه أحد وإنما كان صنيعته، ولو كان «النظام العام» يُستهدف لانه يأتي بمثل هذه «الصنائع» فما أشرفه من إستهداف، ولكن حقيقة الامر كما أظهرها شريط الفيديو أن الذي يستهدف البلاد ويشوّه سمعة شعبها هم الذين فعلوا بتلك الفتاة وربما بغيرها تلك الفعلة الشائنة والمشينة، فانظروا ماذا أنتم فاعلون مع منهج «فعظوهن»...

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:43 PM)

                  

12-12-2010, 09:57 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    الشرطة تشكك في توقيت ودوافع بث شريط «جلد الفتاة»

    الخرطوم - الصحافة: شككت قيادة الشرطة في توقيت ودوافع بث فيلم ڤيديو على «الانترنت» يصور مشهد جلد فتاة في مركز شرطة بولاية الخرطوم، ورأت أن تزامن بثه مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان يرمي إلى جر مزيد من الضغوط على البلاد والتشويش على العقوبات الحدية، وأعلنت بدء التقصي حول الفيلم، مؤكدة أن حصانة الشرطة لا تمنع من محاسبة منسوبيها إذا تجاوزوا القانون أو ارتكبوا أي خطأ يستوجب المساءلة.
    وقال نائب المدير العام والمفتش العام للشرطة، الفريق عادل العاجب في لقاء نظمه مجلس الصحافة بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم والشرطة حول «تناول القضايا الجنائية والاجتماعية في الصحف» أمس، قال إن الشرطة أكثر مؤسسة تخضع منسوبيها إلى المراقبة والمحاسبة،موضحا أن مسؤولي البعثات والدول الذين يزورون البلاد يشيدون بأدائها وكفاءتها،مؤكدا التزامهم بالقانون وتابع « لا توجد معتقلات سرية ولا انتهاكات لحقوق السجناء ولا تجاوزات قانونية ونفاخر حتى الدول الأوروبية بسجلنا».
    وكشف الفريق العاجب أن الڤيديو الذي يصور مشهد جلد فتاة في مركز شرطة جرى في يوليو 2009، وان توقيت بثه على «الانترنت» قصد به أن يتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، واعتبر ذلك عملا خبيثا يستهدف جر مزيد من الضغوط الأجنبية على البلاد وتشويه صورتها والتشويش على العقوبات الحدية والشرعية.
    وأكد أن الشرطة تحترم سيادة حكم القانون ولن تتوانى في محاسبة أي من منسوبيها في حال انتهك قانونا أو ارتكب أي خطأ، مؤكدا أن حصانة الشرطة إجرائية وليست موضوعية ولا تمنع من المحاسبة وتوقيع عقوبات مغلظة،ولم يستبعد وقوع أخطاء فردية.
    وأضاف الفريق العاجب أن جلد الفتاة أمام الناس وكيفية تنفيذ العقوبات تمت معالجته حتى يكون بطريقة سليمة على رغم الخلاف حول كيفية تنفيذ العقوبات،مؤكدا أن الفتاة التي جلدت ارتكبت جرما يعاقب عليه القانون وستنتظر إدارة الشرطة اكتمال تقصي الحقائق قبل أن تعلن بيانا رسميا حول الحقائق كاملة حول ما جرى.
    من جانبه، قلل مدير الجنايات بولاية الخرطوم اللواء محمد أحمد علي من الحديث عن وجود «عصابات نقرز»، وتفشي حالات الاختطاف، مؤكدا أن معظم ما ينشر حول هذه القضايا تنقصه الدقة.وقال إن غالبية البلاغات المدونة عن اختفاء وغياب وليس اختطاف، ورأى أن النشر السالب للمعلومات الجنائية يبث الخوف في المجتمع ويعطي انطباعا عن غياب الدولة وسيادة حكم القانون،وتابع « لا تفريط ولا تلاعب في أمن ولاية الخرطوم».
    كما أكد مدير هيئة التوجيه والخدمات الفريق أحمد إمام التهامي أن أية تجاوزات وقعت في الشرطة يحدث فيها تحقيق ومحاسبة،وقال إن الشرطة مستعدة لمرحلة الاستفتاء، موضحا أن الاستحقاق سيمر بصورة هادئة كما حدث خلال مرحلة الانتخابات الماضية رغم المخاوف التي سبقتها عن عنف وانفلات. وكان رئيس المجلس القومي للصحافة البروفيسور علي شمو تحدث عن ضوابط نشر أخبار الجريمة والصور المصاحبة لها، ودعا إلى مراعاة عادات المجتمع وتقاليده.

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:48 PM)

                  

12-12-2010, 09:59 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    حسبي الله ليست «كفاية»!!
    (غادة عبد العزيز خالد)

    اكتب اليوم هذا المقال بقلب موجوع ونفس مقطوع، أكتب وبيدي حقيقة رجفة وبعيني دمعة تتأرجح. لقد شاهدت لتوي، مثلما الآلاف من أبناء وبنات بلادي، فيديو يسري على شبكات الإنترنت سريان النار في الهشيم. فتاة تبدو صغيرة بريئة لكنها خائفة مرعوبة، كيف لا تخاف ومعظم من حولها واقفون أو جالسون ينتظرون بين ثانية وأخرى جلدها. لقد كان المشهد ليس حزيناً فحسب، بل كان مؤلما بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، ولا تزال لقطاته تحاصرني، في كل ثانية تطوقني وصارت مثل حبل يضيق على عنقي ويخنقي.
    حقيقة، لقد كانت تلك الدقائق من أبشع ما شاهدت حديثاً، فلا تزال صورة الفتاة المرعوبة وهي تهرب من نياط السوط عالقة امام عينيّ. أكثر ما آلمني كانت اللحظة التي لم يستطع أن يتحمل فيها جسدها ضربات الرجل القوي الذي كان يهبط بسوطه عليها، فأمسكت يدها بالسوط تحاول أن تحد من حركته. لقد كان وجهها في الأرض وهي متمسكة برأس ذلك السوط، ولا تريد ان تتركه بالرغم من محاولات الشرطي لأن يسحبه. لكن لم يكتف الشرطي الآخر بألمها، بل قرر أن يأتي بسوطه هو الآخر ليهبط على ظهرها بضربات من حيث كانت لا تحتسب.
    ولم تكن اللقطات فقط هي المؤلمات، بل كان إحساس عميق بالعجز يسيطر عليَّ. إحساس بأنني مشلولة غير قادرة على التصرف. لم أكن موجودة لحظة ضرب هذه الفتاة حتى أحاول ان احمي جسدها او اتحدث مع جلادها، ولست موجودة الآن حتى اصلها وامد إليها يدي طالبة منها العفو في أنني لم اتمكن من إيقاف ما جرى. لقد كانت الجموع جالسة ترقب، بلا شك هنالك المتعاطف او الذي لم يرضه الموقف، فقام بنشر ذلك الفيديو، لكن كان هنالك الذين يضحكون منتظرون ان يرقبوا عذابها بدون ان يتحركوا. ما هي خطيئتها؟ لا يهم، حقيقة لا يهم، فإن كان بينكم شخص بلا خطيئة فليرشقها برأس العصا او ليلقمها بحجر. كلنا بشر وكلنا خطايا نحملها إلا ان يغفر الله لنا، لكن أن نكون نحن جلادين بعضنا فهذا يكون كما قال عادل إمام: «دي البلد كلها حتبات في الشارع أو ستنجلد».
    إن حسبنا الله ونعم الوكيل هذه حقيقة، لكنها ليست الآن كافية. إن مقام هذا الموقف ليس مقام حزن وتعاطف فحسب، بل هو لحظة صحو للمجتمع الذي نعيش فيه، إنها البداية لتقيَّم القوانين التي نعيش تحتها، إنها نقطة الصفر ومفترق الطرق الذي منه يجب أن نعمل على التوجه في الطريق الصحيح. اتمنى أن تلمس هذه الفتاة في نفسها الشجاعة الكافية التي تجعلها تقف وتكون المتحدث باسم ظلم ومهانة القوانين التي حوكمت تحتها، وتكون هي وجه حركة التغير التي أثق، بعد رؤية هذا الفيديو، إنها بلا شك آتية.. والله المستعان..!!

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 01:52 PM)

                  

12-12-2010, 10:08 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    إليكم
    (الطاهر ساتي)
    ** كما ليس لحاقن رأي، كذلك ليس لغاضب أو حزين رأي..ولذلك لم يستطع عقلي وقلبي تشكيل حروف تصلح بأن تكون رأيا حول مقطع الفيديو الذي عكس للرأي العام العالمي مشهدا فضائحيا لسان حاله يقول:هكذا تهان كرامة الإنسان في السودان، بأمر سلطته القضائية وبتنفيذ سلطته الشرطية ، إجتهدت في كتابة شئ يوم الخميس ولم افلح ، فحاولت البارحة ولم أستطع ..شعبك نام غاضبا وحزينا ليلة الخميس الفائتة يا ولي الأمر، ومنهم من تمنى صادقا - من هول المشهد - أن يهرب من جلده ونسل أهله، بحيث لاينتمي إلي بلد يحدث فيها ما حدث لتلك الفتاة ..عفوا ، ما حدث من تعذيب وإذلال تحت إشراف وتنفيذ سلطة قضائية وأخرى شرطية أمام ملأ سوداني قبل التصوير وأمام الدنيا والعالمين بعد التصوير والبث الفضائي ..!!
    ** فالحدث ليس أن هناك فتاة سودانية أخطأت أو أجرمت فعاقبها القانون بالجلد لأنها ( غير محترمة )، أوكما وصفها الدكتور نافع على نافع عبر فضائية الجزيرة مباشر في تبرير أقبح من الذنب ..علما : ما أكثر الذين يعيثون في أرض بلادي فسادا موثقا في ديوان المراجعة وتقارير المراجعين، ينهبون ويهدرون مال العامة ولكنهم لا يجلدون ولو بسياط من حرير، لأنهم بفقه هذا الزمان البائس (رجال محترمون )..وما أكثر الرجال الذين عذبوا الناس وشردوهم من ديارهم بغير وجه حق ، فقط لأنهم اختلفوا معهم في الرأي السياسي، ومع ذلك لم يجلدوا بسياط ولومن قطن ، لانهم (رجال بدريون) ..وما أكثر الذين بطشوا شعبا ونكلوا بوطنه تنكيلا، ولم يجلدوا ولو بسياط من قماش ، لأنهم حسب تعريف زمن البؤس هذا ( رجال محترمون )..هكذا شريعة زمن ( إذا سرق الشريف ستروه أو رقوه ) ، بحيث لا تلهب سياطها سوى ظهور الضعفاء والفقراء وما يصفهن نافع ب( غير المحترمات ).. هكذا ( شريعة المحترمين )..ومع ذلك ، ليس الحدث - ياولي أمر الناس والبلد - هو أن فتاة أخطأت فعاقبها ما يسمونه بالقانون، فالحدث هو أن هناك قاضيا سخر ما يسميه بالقانون بحيث يتجاوز سقف التأديب والتهذيب إلي حيث التعذيب والإذلال والإهانة، وهنا صار فعل القاضي هي (الأفدح والأفضح )، وليس فعل تلك الفتاة (مهما فعلت ) . .التشفي كان ولايزال واضحا في المشهد البائس وكذلك التشهير يا وزير العدل، ثم استمتاع كل الذين حول الفتاة – شرطيا كان أوقاضيا – بتأوهاتها وإلتواءاتها، وكانوا يستمتعون بانينها وصرختها ، وكان حالهم كما حال عشاق السادية ومصاصي الدماء حين يفترسون ويعذبون ضحاياهم .. وكل هذا يجرد القانون - أي قانون، سماويا كان أو وضعيا - من قيمته وهدفه..وبئس الزمان والمكان حين يصبح القانون فيهما (آداة للجريمة) وليس تهذيبا أو تطهيرا للأنفس الخاطئة..!!
    ** ولهذا لم ولن يسأل أحد : ماذا فعلت تلك الفتاة ، ليتناوب على جلدها أفراد الشرطة، كيفما إتفق حراك أياديهم وأمكنة الجلد - رأسا كان أو ظهرا أو وجها أو صدرا أوأقداما – كما يتجلى الحقد والتشفي في المشهد الفضائحي الذي بات يؤرق مضاجع المجتمع السوداني منذ ضحى بثه ، بحيث يجعله يتساءل متوجسا : ثم ماذا قبل وبعد هذه الفتاة، وكم مشهد كهذا حدث - تحت سمع وبصر مؤسسات تحقيق وتنفيذ العدالة - ولكن غابت عنه كاميرا البث والتوثيق ؟..ولم ولن يسأل الرأي العام ماذا فعلت تلك الفتاة بحيث يقف القاضي شاهدا على كل هذا الإنتهاك الصارخ وصامتا أمام إبتسامات أفراد الشرطة وقهقهات تملأ المكان ؟..من كان يصدق بأن مجتمع، كما المجتمع السوداني العفيف حامي حمى المرأة ، صار به رجالا تضحكهم صرخة إمرأة (ظالمة كانت أو مظلومة) ويسعدهم إذلال إمرأة و بإذلالها يستمتعون بلا حياء ، بل ويعزم بعضهم بعضا لمتعة مشاهدة الصرخة والإذلال وتوثيقهما، بمظان أن القصد هو( فليشهد عذابهم طائفة من المؤمنين ) ، أوهكذا يستخدمون آيات الله الطيبات كماتهوى نفوسهم الخربة وضمائرهم الخاوية إلا من ( الغل والتشفي) وليس ( العدل والإحسان ).. يا ( لنخوة الرجولة ) ويا ( لأخلاق الرجال )، حين يقتل قانون القوة - وليست قوة القانون - في نفوس البعض كل ( معانى الرجولة ) و( نخوة ود البلد ) و( شهامة السوداني ) ..صب أمراض نفوسهم في إمرأة هو مبلغ علمهم بالشريعة وغاية همهم في التطبيق، وكأن الشريعة هي فقط ( إن كانت مواطنة ذات فعل فاضح أجلدوها كما يشاء العسكر والقاضي .. وإن كان مسؤولا ذو فعل فاسد ، فهذا إبتلاء فأحكموا عليه الغطاء ثم أحسنوا إليه العطاء ) ..ولهذا ليس عدلا ولاعقلا أن يسأل السائل في مقام كهذا : ماذا فعلت تلك الفتاة ، ولكن السؤال الذي يجب أن يطارد شركاء هذا الحدث الفضائحي - ومن يرأسهم - مدى العمر هو: إن لم يكن ما أرتكب فى حق هذه الفتاة ( مدانة كانت أو متهمة أوبريئة ) فعلا فاضحا لضمائركم وعقولكم وقوانينكم ، فما معنى الفعل الفاضح في قاموسكم وشرعكم ؟.. ومن قال بأن الأفعال الفاضحة تعالج بأفعال أعمق فضحا ؟..أهكذا الشريعة التي عليها تتكئون، وبغطائها تغطون سوءات أفعالكم وأقوالكم ؟..لا يا ولاة أمر العدالة ، لو أن كل فعل فاضح تم علاجه بفعل أفضح كهذا، لما عاشت في حياة الناس قيم ومعاني وفضائل ( مكارم الأخلاق ) .. فتحسسوا أخلاق مؤسسات الدولة القضائية والشرطية ياولاة أمر البلد ، قبل محاسبة الرعية على أخلاقها ..!!

    الطاهر ساتي
    [email protected]
                  

12-12-2010, 10:23 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    (سيف الدولة حمدنا الله عبد القادر)
    لم تقع الخمسون جلدة على بدن تلك الفتاة المكلومة وحدها ، فقد لسعت السياط ظهر الأمة بأسرها ، ولا بد ان دموعا كثيرة قد انهمرت ليلة امس ، فيا ويلي على امها التي كانت تناديها ( واي يا امي واي علي يا امي ) ، ويا ويلي على وطن تجلد فيه نساؤه بلا رحمة على قارعة الطريق .
    ليست عادتي ان اجزع من رؤية مشاهد قاسية ، فقد شهدت اثناء فترة عملي بالقضاء جثثا نبشت من القبور بعد دفنها لشهور طويلة ، ولكني جزعت ليلة امس ، بل تجزعت ، وبكيت ، بل ظللت كل الليل ابكي ، فسياط البنت قد اكتمل عددها ومضت الى امها لتواسيها وتحتمي بحضنها الذي كانت تناديه مع كل ضربة تهبط على جسدها ، ولكن الكسر الذي صار فينا لن يجبر .
    عرفت عقوبة الجلد في قانون العقوبات السوداني منذ عهد الانجليز ( قانون 1925) ، وقد نص عليها القانون كعقوبة تأديبية ( بديلة ) تطبق على الصبيان الجانحين لتفادي ارسالهم الى المؤسسات العقابية ( الاصلاحيات ) التي تقضي على مستقبلهم التعليمي فضلا عن مخاطر اختلاطهم بمجرمين حقيقيين اثناء فترة تنفيذ العقوبة ، ولم يرد الجلد كعقوبة اصلية لاي جريمة تضمنها ذلك القانون .
    استمر هذا الوضع في القوانين المتعاقبة حتى وقت صدور قوانين سبتمبر 1983 في عهد النميري، التي تعرف بقوانين الشريعة الاسلامية، ومن عجب ، ان واضعي تلك القوانين جعلوا عقوبة الجلد عقوبة اصلية لجميع الجرائم الواردة في قانون العقوبات ، فتطبق لوحدها في الجرائم الحدية ، وتوقع مع الغرامة او السجن في جميع الجرائم الاخرى ( التعذيرية ) ، وقد ادى ذلك لحدوث خلل كبير في السياسة العقابية، فلا يكون امام القاضي حتى في الجرائم البسيطة كجريمة الاهمال بشأن الحيوان اية خيار فاما ان يقوم بتوقيع عقوبة السجن او توقيع عقوبتي الجلد و الغرامة معا، مما حدى برئيس القضاء في ذلك الوقت، مولانا دفع الله الحاج يوسف لاصدار تعميم قضائي – طريف – للقضاة يطلب منهم اعتبار (واو) العطف التي ترد بين عقوبتي الجلد والغرامة كأنها (او ) ليتيح للقاضي الاختيار بين العقوبتين لا جمعهما معا ، وعلى الرغم من ان تعميم رئيس القضاء يعتبر تدخلا في مهام السلطة التشريعية، الا انه كان موفقا على اية حال في مثل تلك الظروف . وقد استمر تطبيق عقوبة الجلد – فيما عدا الجرائم الحدية – في اضيق نطاق كعقوبة تأديبية للصبيان، حتى جاءت هذه الحكومة الرسالية، هذه مقدمة كان لا بد منها للحديث عن امر الشريط العجب .
    اظهرالشريط صوتا غليظا لاحد المؤمنين من الشاهدين وهو يهتف ( ليشهد عذابها طائفة من المؤمنين )، وذلك بغرض تأصيل الفرجة ، ولم يتح لنا الشريط ان نفهم مغذى الرجل من دعوته لشهادة عذاب تلك المسكينة، فالحق جل سلطانه، لم يأمر بعذابها اصلا، لان الحق انزل حكم شهادة العذاب في حق الزناة حين قال عز من قائل بسورة النور ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)، ولم يأمر بشهادة عذاب من تحاكم لارتدائها ( بنطلون )، وبصرف النظر عن حقيقة التهمة التي حوكمت بموجبها ، فانها – الفتاة - لم ترتكب جريمة زنا او اي جريمة حدية اخرى ، فالجلدات طبقا لجرائم الحدود لا يملك القاضي ان يزيد او ينقص فيها ( الخمر 40 ، قذف المحصنات 80 والزنا لغير المتزوج 100 جلدة )، فليس من بين جرائم الحدود ما يعاقب فيها الجاني بالجلد 50 جلدة كما ورد مع الخبر او 22 جلدة كما ظهر في الشريط .
    بدوري تمعنت في وجوه الذين شهدوا العذاب، لأرى طائفة المؤمنين من الصحابة الذين اتخذوا من دموع تلك الفتاة المسكينة وجزعها سببا للتقرب الى الله ، فوجدت قاضي العدالة الذي اصدر الحكم وقد اتخذ ظلا يقيه شرور الشمس ، ولا بد انه قد شهد من المعذبات ما يكفيه مؤونة عمره، حين خطب فيها وهي لا تعي ما يقول ( يا لله خلصينا سريع خلينا نمشي )، ولان عصبة المؤمنين التي شهدت العذاب لم تكن تكفي النصاب ، سمح القاضي بتصوير العذاب بالكاميرا التي وقف صاحبها امامه، ولم اجد في الاثر ، ما يوضح آداب الشهود وسلوكهم، ولكن لا يمكن ان يكون من بينها الضحك في حضرة عذاب امرأة تتلوى امام المؤمنين .
    ان عقوبة الجلد – في الاسلام – لها ضوابط ، فقد روى ابي بردة انه قال سمعت رسول الله (ص) يقول " لا يجلد احد فوق عشرة اسواط الا في حد من حدود الله تعالى " وقد اخذت المملكة العربية السعودية بهذه القاعدة، اما في الاشهار فننقل بالنص ما ورد في موقع هيئة الامر بالمعروف وهي الاكثر تشددا في توقيع العقوبات الاسلامية والذي ورد فيه: (التشهير بالرجل يكون بجلده خارج السجن أمام ملأ من الناس اذا كان الحكم في جريمة حدية، أما الإشهار في الجلد في حالة التعزير يكون داخل السجن ، اما إشهار الحكم بالنسبة للنساء فهو بتحقق بحضور مندوب الهيئة ومندوب المحكمة لأنها إمرأة لا تجلد امام ملأ من الناس )
    يجلس على قمة الجهاز القضائي لدولة الانقاذ السيد جلال الدين محمد عثمان، الذي لم يجد حرجا في ان ينشر على الملآ و بموقع السلطة القضائية بالانترنت الاركان الكاملة لجريمة تزوير، وهي جريمة لم يسأل عنها ولم يحقق معه بشأنها، ولم نفتري عليه بها، فقد اهدانا دليل جريمته بنفسه، ولا يزال – وقد مضى على كتابتنا حول ذات الموضوع سنوات عديدة – غير آبه باية بسمعته او سمعة القضاء الذي يجلس على رأسه، فقد ورد ضمن سيرته الذاتية المنشورة بالموقع انه – اي جلال – من مواليد ارقو في 1/1/1944 والتحق بالقضاء في 31/8/1961، مما يعني انه استهل عمله بالقضاء وهو صبي في السابعة عشر من عمره، في الوقت الذي يشترط القانون بلوغ القاضي سن الخامسة والعشرين عند تعيينه، وهو شرط لم يحدث في تاريخ القضاء السوداني ان تم الاخلال به ، وقد قصد رئيس القضاء من ذلك تمديد فترة عمله التي امضاها في طاعة الله عدلا بما يجاوز السن القانونية للتقاعد ( يمكن الرجوع للموقع المذكور لمزيد من التفاصيل حول السيرة العطرة للسيد رئيس القضاء).
    قال أفضل الخلق (ص ) " أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وفي حديث بن رمح إنما هلك الذين من قبلكم "
    صدق رسول الله
    فليوجه السوط لمستحقيه ولا حول ولا قوة الا بالله ،،
                  

12-12-2010, 11:34 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    للظــــــــلم نبض الفجيعـــــة
    (معـــز عمر بخيت)


    جلدوك جهراً يا فتاة المجد آه..
    جلدوك عمداً
    في الصدور وفي المآقي والجباه
    جلدوك يا امرأة من الماس الأنيق
    ومن حبيبات المياه..
    لا السوط أسكت حسك المثقوب
    بالصيحات لا خنق الشفاه..
    الآهة السكرى بغدر الآثم الملعون
    يلهب ظهرك المسدول لوعاً وانتباه
    عفواً فإن شوارع الدنيا
    ستهزم صمتنا
    وتضج غضباً يا فتاة..
    وتضيء أنفاق الممات
    على ممرات الحياة..
    وستجعل البركان يخرج بين آهات
    العذاب حملتها بين التنهد
    حين ناظرك اعتراه..
    والله يا بنت الكرامة لن يناموا
    في سرير الأمن بعد الآن
    لن يتنفسوا سراً هواه..
    يا آثمون وظالمون ويا طغاة
    تباً لكم
    إن الفجيعة لم تعد تزهو بكم
    والموت أسمى من لهيب الذل
    من سحت بناه
    ضيم الأسى والموقف المخزيُّ
    شرطيٌ سقيم شاهد الذنب احتواه
    تباً لكم
    يا زمرة الأحقاد يا كل البغائض
    يا ذئاب النار يا زبد اللهاة
    متى تذهبون فتصلح الدنيا
    وتأتلق الخطى
    والبرق يرفل في سماه
    متى تخرجون من الحقول بأرضنا
    وبدارنا
    من كل صدر قد دعا بزوالكم
    فيما دعاه..
    أختاه إن عذابك الممتد
    في شرف المحطات استمد جلاله
    مما رآه..
    من ويلك الساقي غليل النهر شهداً
    قد رواه
    وتأكدي إن الحياة سترتقي نفحاتها
    من طيب آهك من نداه..
    وبأن نبع الخير يأتي
    من ذنوب سطروها بالسياط
    على مسامك في معالي العز
    في اسمى رباه..
    يا أخت عزة سامحيني
    إن تخاذلت السيوف
    وإن تسولت النفوس
    وإن توارى البؤس
    في أقصى دماه..
    هم جردوك من الأنوثة
    من عيون التوق من دنيا صباه
    لكنهم ما جردوك من القيام
    من الصلاة على جنائزهم
    بقبر قد سقاه
    مطر الجحيم يسومهم
    ويل الصبابة عند أبواب السعير
    وفي نهاه..
    مجداً لك وتباً لهم
    هي لم تكن لله يوماً بينهم
    هي آخر الأحزان
    في وطن سيصمد ها هنا
    ونظل نسمق في حماه..
    هي يا بلادي أول البشرى
    مقام العدل يأتي
    حين يصدر في الضحى
    صوت النساء الحق
    يبلغ منتهاه.
                  

12-12-2010, 12:05 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)


    ومن يُهُنْ يســهل الهَوانُ عليه:
    عندما تجلدنا استغاثة مقهورة

    (عزاز شامي)

    إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح
    و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا
    و توقظها الرياح
    و الريح عندك كيف تلجمها
    و ما لك من سلاح
    إلا لقاء الريح و النيران
    في وطن مباح - محمود درويش
    لم أفق بعد من صدمة مشاهدة مقطع جلد فتاة في ذلك القسم بالخرطوم على مرأى و مسمع من السابلة والمتفرجين. يبدأ المشهد مبتورا من منتصف جلسة التعذيب، فالفتاة تتململ و صوت مدني يبدو أنه قاضي، في الخلفية " أديها سنتين .. دايرة وين؟ السجن؟ يالله اقعدي ... يالله
    حضور المشهد المهيب، الذين أضفوا بحضورهم بعدا آخر للعقاب، سريع خلينا نمشي الشارع ده شوفيه واقف" ! وبمجرد انتهاءه من استعجاله لها كي يلحق ما تبقى من مشاغل اليوم - مشاهدة جلد أخريات في أقسام أخرى، من يدري, جلست على ركبتيها تنفض يدها من ألم الجلدات السابقة، تستجمع ما تبقى من قوتها لتستقبل ما تبقى من لسعات ... وما أن جلست حتى هوى السوط على ظهرها فجفلت و أستقبلت جلادها وهي جاثية تصرخ صرخات تدمي القلب، صرخات كسكين مسنونة النصل تصم الآذان وتدمي القلوب. زحفت بجسدها الموجوع للوراء فعاجلها بأربع جلدات على ركبتيها أفقدتها القدرة على المشي، ابتعدت عنه فعاقبها على تقهقرها بجلدة على وجهها و أتبعها بأخرى على ركبتيها، وهي تزحف، وتصرخ، وتستغيث "يا أمي!" صرخة تدمي، توجع، تلكز انسانية من شهد (أن أفيقوا، فالوجع يفوق الاحتمال). "يا أمي!" وكأنها تنادي أمها أن ارجعيني لرحمك فهذه الحياة موجعة لا أريدها! "يا أمي! وااااااي" و تنفض يديها، و تزحف للوراء حتى وصلت لسيارة بالقرب و استجارت بها، استجارت بالجماد الذي بات أرحم من بني الانسان المتحلقين حولها. تتالت الضربات على وجها و صدرها وهي تصرخ صرخات تشق الحجر، ولكن قلوب من حولها أشد قسوة { فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } 74سورة البقرة - أمسكت بطرف السوط علّها توقف سيل العذاب، توقف الجلاد ليلتقط أنفاسه، فهب آخر لإحقاق العدالة، فألهبها بالسياط على حين غرّة. هب بتلقائية من يود مساعدة آخر في تحريك قدرِعلى النار... تناوبوا في جلد كل ما طالته سياطهم من جسدها، بجلد عشوائي مما يليهم. انتهى المقطع وهي تكاد تفقد وعيها من الصراخ والجلاد لا يعنيه صراخها في شيء، وظل يجلدها بلا رحمة. والسادة النظّارة، السادة منفذي الحكم القانوني، السادة "المؤمنين" السادة الشهود في شغل عنها يتضاحكون، و يتبادلون الحديث، ويعبر بعضهم الساحة وهي على بعد خطوتين منهم جاثية على ركبتيها، وكأنه يوم عادي، وكأن الجلاد طفل يلهو بقطة في يوم مشرق جميل. تركني المقطع معلقة بين السماء و الأرض، ظللت أعيده مرة تلو المرة، و صراخها يملأ الغرفة، يصم أذني، وسوط ملفوف حول عنقي وغصة تسد حلقي و الدمع حار يكوي وجهي. لم أنم من يومها إلا لماماً، يلاحقني صوتها في الأحلام متى غفوت. ظلت صورتها وهي جاثية وتمسك بطرف السوط تلح علي، وأفراد نظاميين من حولها و السابلة والمتحلقين يشاهدون ما رأينا ولم يطرف لهم رمش! المصور أو أحد قريب منه يعلق بأنه "ليشهد عذابها طائفة من المؤمنين" و يضيف "ما ديل مؤمنين!" يا لوجعي لو هؤلاء هم المؤمنين! يا وجعي لو كان الإيمان هو أن أقف مكتوف الأيدي في الظل لأتلذذ بمراقبة انسان يُشوى حيا! المؤمنون الذين صوّروا المشهد، ونشروه، ليشهد مزيد من المؤمنون تنفيذ الحكم (العادل) متناسين بأنهم تعدوا بذلك أي خطوط حمراء في حماية المتهمة و التي برغم تعديها في نظرهم على القانون ما يزال أمنها و سلامتها مسؤوليتهم الأصيلة. فكونها متهمة لا يعني تعريض حياتها للخطر بتصوير المشهد و نشره لما له من عواقب على سمعتها وصورتها في الوسط الذي تعيش فيه. أم تُراهم حكموا عليها بالإعدام ولكنه حكم مؤجل يقوم به من يأنس في نفسه الكفاءة من أسرتها ومعارفها؟
    ظللت أسأل نفسي عن الجرم الذي أقترفته هذه الفتاة لتستحق ما رأيت؟ أي جرم يستحق التعدي على كرامة وانسانية مواطن في وطنه وبيد بني جلدته؟ أي جريمة تستحق تجاوزات في حد الجلد وفق الشريعة؟ أهي متهمة بالخيانة؟ هل هي قاتلة؟ أي فساد في الأرض أفسدت لتستحق ما رأينا؟ هل الجريمة زنا؟ لا أظن , فعدد الجلدات ليس وفق ما يحدده الشرع. هل هي جريمة أخرى متعلقة بأمن المجتمع؟ إذاً لما اكتفوا بجلدها عوضا عن حبسها مدة تتناسب مع الجرم ولو بنص قانونهم الجائر. وإن كانت جريمتها تستحق حكما تعزيريا بالجلد، هل هذه الطريقة المتوحشة هي الطريقة التي يقرّها القانون؟ أي قانون هنا يا سادة؟ أي قانون يجيز هذا الجلد على الركب و الوجه و البطن؟ ماهي حيثيات القضية؟ هل سُمح لها بتوكيل محامي؟ هل حضر؟ أين القاضي؟ أين مدير القسم؟ أين "الانسان" في ذلك المشهد الدامي؟
    ولم تطل حيرتي كثيرا، فقد تناقلت وسائل الإعلام الخبر و انتشر مقطع الفيديو كالنار في الهشيم، وعدنا لتصدر عناوين الأخبار، عناوين أخبار تجعلنا نغوص في مقاعدنا خجلا من الانتماء لدولة تجلد النساء علنا في الشوارع، دولة تلقي بالنساء في عربات النظام كما تُلقى الشياه، دولة تروج لـ طالبان في نسختها الأفريقية. وأعلن الشريط الاخباري في قناة الجزيرة بأنه قد تم "جلد شابة سودانية بسبب لبس البنطلون." ولله الحمد اني لم أحضر لقاء المستشار النافع مع برنامج مباشر في قناة الجزيرة الذي قال فيه انها لو كانت محترمة لما جلدت (نقلا عن الراكوبة) وهو لعمري تصريح موجع حد الوجع، هل دور القانون والقائمين عليه توزيع صكوك "الاحترام"؟ ماهو الاحترام الذي تجيزة القوات النظامية يا سادة؟ من يعرف من (المؤمنين ) او ( المشاهدين ) .. ينورنا كي لا نجلد بجريرة الظن!
    **"إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل و أنصار الجور." الكواكبي

    **"العوام هم قوة المستبد وقوته، بهم و عليهم يصول و يطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم، فيحمدونه على إبقاء حياتهم، ويهينهم فيثنون على رفعته." الكواكبي

    "جلد شابة سودانية بسبب لبس البنطلون." قد يتساءل شخص ما في الكرة الأرضية إن كان لبس البنطلون جريمة، وسنجيبه أنه نعم. في السودان يعد لبس البنطلون جريمة تمس بالأمن القومي. لبس البنطلون فساد في الأرض. لبس البنلطون سبب تدني قيمة العملة و انهيار الاقتصاد. لبس البنطلون أدى لتأجيج حرب أهلية راح ضحيتها اكثر من مليوني شخص. البنطلون سبب أزمة دارفور. البنطلون رفع سعر المواد الاساسية. والبنطلون سبب احتلال حلايب. لبس البنطلون رفع معدلات البطالة وسبب هجرات الشباب والقوى العاملة. أي نعم! هذه البنطلون هو سبب الفساد والاختلاسات والرشوة. هذا البنطلون يا سادة ليس مجرد قماش ساتر للجزء السفلي للجسد بل هو الشيطان في شكل وردة! بنطلون يا سادة! التهمة لبس بنطلون! واستحقت بذلك عشرين جلدة رأيناها من أصل خمسين أشار إليها أحد "المؤمنين" .. خمسون جلدة على الوجه و الصدر والرأس والركبتين، جلدات بـ (سوط عنج) قد تفضي لمضاعفات خطيرة، تلقتها على مرأى و مسمع من المارة والمشاة في وضح النهار بسبب بنطلون! الشيطان بنطلون جعل البعض يظن أنها تهمة أخلاقية، وبذا جلدت الفتاة مئة مرة غيبا في شرفها وسمعتها. من أجل بنطلون ترتديه الفتيات في السودان طيلة اليوم، وفي نفس يوم الجلد، وبعد يوم الجلد، و لا استبعد ان تكون مرت بالموقع في وقت الجلد أكثر من سيارة بها فتاة تلبس بنطلون، نفدن لسبب أو لآخر من ذات القدر الذي واجهته تلك الفتاة. يبدو أن لهذا البنطلون قدرات أكثر مما أعرف. فبسببه ثارت الخرطوم العام الماضي عندما تعرضت أخريات و الصحفية لبنى لذات التهمة وكادت ان تواجه ذات المصير لولا أنها كانت صيدا عصيا على الجلاد. التهمة بنطلون. رفعت الجلسة، اجلدوها خمسون جلدة وليشهد ذلك المؤمنون من المارة والمشاة والأمساخ البشرية التي تضحك , نعم تضحك وفي الخلفية بكاء وعويل امرأة جاثية على ركبتيها.
    وبعدها بيوم تسربت معلومات أخرى عن القضية، وتناقلت المنتديات الإلكترونية أنها كانت مدانة بجرائم أخرى ليس من بينها لبس البنطلون، وازددنا حزناً، فإن كانت فعلا مدانة بما قرأنا وبأنها روّجت المخدارت وحبوب منع الحمل في المدارس و ممارسة الدعارة وتسهيلها، فهل ما رأينا هو الحل القانوني لكل ذلك؟ هل تخييرها بين الجلد وبين الحبس من ضمن الاجراءات القانونية؟ بدا سؤاله و كأنه إعلان ترويجي "ارتكب جريمتين أو أكثر وأحصل على عقاب واحد!" هل الخمسين جلدة عقوبة على الترويج ام التشهير على الدعارة؟ هل تم دمج العقابين في واحد two in one ؟ من يدير قضاءنا يا سادة؟ قبل شهور حكم على مغتصب طفل في مسجد (نعم في مسجد، في بيت من بيوت الله) بالسجن سنتين و مائة جلدة!! ولم تشهد طائفة من المؤمنين جلده و لن استغرب إن علمت أنه قضى من مدته شهرين و أخلي سبيله بموجب كفالة! هل كان حكم السجن لمدة سنتين لانتهاك حرمة المسجد و الجلد عقوبة الاغتصاب؟ هل يستحق مغتصب لطفل الحياة ناهيك عن بشاعة جرمه باختياره بيتا من بيوت الله مسرحا لجريمته؟ أي مظلة قانونية هذه التي لا تدرك فداحة جرم و آخر ويطبق أفرادها القانون بانتقائية و مزاجية دون مراعاة لمصلحة المجتمع و أفراده؟!
    للحادثة أكثر من بعد، البعد الانساني لا يخفى على أي "انسان" ومن خفي عليه فليتحسس انسانيته، أما البعد القانوني فسأتركه للعارفين ليفتونا في أمر ما رأينا وموقعه من القانون وأي فلسفة أخلاقية اعتمد عليها من نص على العقوبة التي شهدنا و فجعتنا وإن كان من أجازها يرجى من ورائها تقويم و إصلاح المخطئ،هذا في حال أتفقنا على الخطأ و الجرم من الأساس! ما أود معرفته هو شعور "البشر" الآخرين ... الحضور. أود أن أعرف حقيقة شعور الجلادين، شعور السادة المارّة و النظّارة، شعور "مولانا" القاضي المستعجل الذي كان يقايض الفتاة على (الزمن البتضيعو بتوجعها) تقعد و تنجلد ولا تاخد سنتين؟ سؤال بسيط كأنه يسألها "اها؟ شاي ولا قهوة؟" سؤال اعتيادي يبدو وكأنه آت من شخص من خارج المشهد، شخص منفصل عن الحدث وغير متأثر به على الإطلاق وكأن عملية الجلد هي عملية تنفيض لسجادة معلقة في البلكونة لا جسد انسان كرّمه الله... ترى هل يشعر الجلاد بأنه يد القانون و العدالة؟ هل هو مقتنع حقا بأن ما قام به متسق مع روح العدالة؟ أم من الأحرى أن أسأله عن مفهومه للعدالة؟ هل يدرك ذاك الجلاد (الاستاند باي) بأن ابتسامته في تلك اللحظة تحديدا تخرجه من زمرة البشر الاسوياء ؟ ابتسامة عادية خجولة غطاها بيده التي تحمل السوط. ابتسامة مرتاحة كأنه في منزله يحستي الشاي مع أصدقاءه ... وذلك الآخر ذو الصوت العميق الذي ظل يردد ان الحضور مؤمنين وحضورهم جزء من الاحتفالية، هل يدرك مدى فداحة ابتساره للآية القرآنية و تعديه الخط الفاصل بين مجرد مشارك في الظلم إلى مذنب أيضا كونه قذفها ضمنا بقوله ذاك وانه بات مستحقا لثمانين جلدة لوكان القانون فعلا عادل؟ ولا ننسى أن نشكر للمصور حرصه على تأكيد أن ما رأينا هو فعل سوداني مية في المية و صناعة وطنية فقد أظهر لنا علم السودان مرفرفاً كأنه يحاول أن يحمي الملكية الفكرية لهذا الابداع وقفل بذلك أي باب لمحاولة التنصل من (سودانية) هذه الجريمة.
    لا أعلم من أين أبدأ في وصف شعوري الشخصي تجاه ما رأيت. منذ مجيء الإنقاذ وصورتها تزداد تشوها وبعدا عن الانسانية. فالانقاذ تصر على حصري كمواطن في قالب مجهول حتى بالنسبة إليها. أنا كسودانية مطالبة على أخذ القالب الذي تضعني فيه القوانين، قوانين..( استرتش مطاطية تشيل من الحبايب مية)..! فالقانون يتغير و يتشكل بحسب الأهواء و الأمكنة و الظروف ويبدو غير معني بأي ظرفية تخص المتهم. العقوبات عبارة عن صحن كوكتيل من كل التشريعات الربّانية و القوانين الوضعية مع رشة توابل من سادية المطبقين. فقد تجلد فتاة على باب الجامعة لأنها لا ترتدي طرحة، في حين تطالعنا سهرات التلفزيون بنساء محسوبات على السلطة وهن في كامل هيبتهن و جمالهن و طرف الثوب يكاد يلامس شعرهن المصفف بعناية. ما رأيته على موقع اليوتيوب والذي أورثني غصة بالأمس، شاهدت من خلاله أيضاً قبل سنة حفلة في سجن ترقص فيه فتاة حاسرة الرأس وترتدي لبسا قد يوجب الخمسين جلدة أو أكثر في ظرف آخر و تهتز و يشاركها الرقص رجل و الحضور من رجال نظاميين و مدنيين في غاية السعادة و الحبور و كمان بيصفقوا! السؤال الملح سألخصة ببساطة "شنو البيخلي دي رجل وديك كراع؟"
    ومن يُهُنْ يســهل الهَوانُ عليه **** ما لِجُرْحٍ بِمَيِّـــتٍ إيــلامُ
    المتنبي
    إن ما شاهدته في الفيديو دليل حي على سيكولوجية الانسان المقهور. فالكذب الذي تمارسه السلطة في أعلى قمة هرمها، وادعائها بتطبيق حدود الله شفهيا و قولها ما لا تعمل انتقل تلقائيا لباقي أجزاء الدولة ومؤسساتها وهنا نراها متمثلة في أفراد الجهاز النطامي الذين يرددون آيات القرآن وأفعالهم منافية للدين والعرف والانسانية. تخرص النافع على "احترام" الفتاة دون الرجوع للوقائع ومحاضر الجهاز يثبت "سهولة" الاتهام لمجرد رأي شخصي أو فرضية لا تسندها دلائل ولا براهين. أين حدود الله هنا؟ أين مخافة الله وشرعه؟ هل لبس البنطلون بالمطلق يعني ان الفتاة غير محترمة؟ هل يعني هذا ان نساء بلاد السند اللاتي يرتدين (الشروال) قميص غير محترمات بالمطلق كده؟ والآن, و على ضوء ما يتناقله البعض عن جريمة الفتاة، هل حوكمت وفق معايير "الاحترام" ؟؟؟أم المتاجرة الممنوعة ؟؟؟أم خدش الحياء العام ؟؟؟أم ممارسة الدعارة؟ هل يعلم هذا كم هو "غير محترم" في حكومته وفق ذات المعايير؟ هل سنشهد يوما جلدهم ؟ أم هم فوق القانون؟

    والآن ياتي دور السادة المقهورين السابلة و المتفرجين، ما سر اصطفافهم بنظام على سور الجسر؟ هل كانوا مستمتعين بالفعل أم أجبروا على التحلق؟ هل استهجنوا ما رأوا وكانوا يمنون أنفسهم بقدوم بطل مخلص (غودو) منقذ من السماء يكفيهم شر المواجهة مع أفراد النظام المتعطشين لممارسة السلطة؟ أريد أن أصدق أن أي من المارة لم تحدثه نفسه بمخاطبة الجلادين أو حتى نصحهم بنقل حفلة الشواء الآدمي للداخل أو بالعدم ,مافى زول قدر يقول (حرااااااام عليكم ياخ) , وبعداك .. يقوم جاري..! عملا بمبدأ (ال######## ربو عيالو)! أخبروني أن أحدا من المارة استهجن الحدث... أخبروني أنه مازال في السودان رجل لم تنكسر نفسه بعد، ولم يعلق كرامته كمعطف وراء باب غرفته قبل أن يغادر منزله. أي خنوع و انكسار هذا؟ أي سلبية واى جبن يا إلهي؟ ترى ألهذا ظلت تردد الفتاة يا "أمي!" بدلا من الاستنجاد بابو مروة من الحاضرين، أترى لمست من أعينهم بأنهم مغيبون، قليلي حيلة، و لا يقلون قهرا عنها فلم ترد أن تثقل عليهم باستنهاض نخوتهم من سباتها؟

    "لا اخاف عدوا يواجهنا
    بل عدوا بنا اسمه القمع والسلطة المطلقة
    نياشين دم الضحايا على صدرهم زنبقة" مظفر النوّاب

    تأكدت الآن اكثر من أي يوم مضى بأن طريق الديموقراطية أمامنا طويل طويل طويل ... بعيد المنال. لكي نطالب بالديموقراطية يلزمنا أولا أن نؤمن بقدرة الجماهير في إحداث التغيير، في طلب الحرية، في الوقوف في وجه الظلم و قول كلمة لا. ولكن ما رأيته في ذلك الفيديو وارى أحلامي في الغد الآت الثرى، فالجماهير التي رأيتها تتحلق حول فتاة ضعيفة وحيدة تلهبها السياط وضحكات الجلادين جماهير خنوعة، مكسورة. فلقد جلدت أمامهم بوحشية.. فشحت انسانيتهم وجادوا بالصمت ولم يتدخل أحد. لم يثر أحد. لم يصرخ أحد. لم يغضب أحد.. لم يبدوا اعتراضا حتى ولو بالتفرق عوض التجمهر. لو رأيتهم يتفرقون في بادرة استياء مما رأوا.. لإطمئنت النفس في نخوة باقية، ولكنهم خذولها و خذلوني وخذلوا أي أمل في التغيير. خذلوني وخذلوا محجوب شريف الذي احسن فينا الظن حين قال:
    يا اللي بتسمع والما بتسمع
    لازم تفتح اضانك وتسمع
    صوت الشارع لمن يدوي
    كل قلاع الخونة بتهوي
    وكل جباه الكهنة بتركع
    وشمس الحق السرقو شعاعها
    بكرة بامر الشعب بتطلع
    مافي زول بيسمع! لا الجلاد لا الشارع! في انسانيتهم صمم ... والشارع أخرس. الشارع خائف. الشارع ذليل. الشارع خاين نفسو وواقف يتفرج يا استاذي. الشارع راكع...!!
    الفاتحة... انتقل أبو مروة للرفيق الأعلى - ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن، وقد كان. دفن أبو مروة يوم جلدت النساء في الاسواق و الجامعات وفي باحات أقسام الشرطة. مات ابو مروة يوم أقتحمت قواتهم سكن الطالبات وهن نيام ولم يثر أحد. مات أبو مروة يوم جاعت النساء واستقبلتهن الشوارع بالعمل الذليل ولم يثر أحد. مات أبو مروة يوم أُغتصبت النساء ولم يثر أحد. مات أبو مروة يوم قُتل الطلبة و ألقيت جثثهم بلا تكفين في الشوارع ولم يثر أحد. مات أبو مروة يوم اقتتلنا و مزقتنا الصراعات السياسية العقيمة. مات أبو مروة يوم قبلنا الفساد وتقديم الولاء على الخبرة. مات أبو مروة يوم تركنا الخوف يدخل قلوبنا لمن تشوف زول الأمن و "قلبك كل ما باب الشارع دق يدق ...إيدك ترجف في الصقاطة ووشك شاحب :ربنا يستر أمكن هم" محجوب شريف.
    يا سادة ... مات أبو مروة يوم حكمنا العسكر "الاستأسد والأتنمر" ويوم غضبتنا ما جا ... وهلكنا احنا وهو قاعد متسمر!
    مات أبو مروة يوم حكمنا العسكر!
    اعزيكم وأعزي نفسي في الفقيد "ابو مروة" كان طيب الاخلاق لا يرتضي الظلم ولا المهانة. مات ولم يترك وريثا ولا ولد، غاب ولكنه باق في قلوبنا، نفتقده ببالغ الأسى ولكنها سنة الحياة ومن يهن يسهل الهوان عليه!

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-12-2010, 02:00 PM)

                  

12-14-2010, 01:00 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    إلي الأنثى الذبيحة بسياط الحقد : أحني قامتي احتراماً ...
    (عبد الله الشقليني)

    سيدتي في أعالي المجد ،
    نلمحُ رسمَكِ ووسمَكِ
    لن يعرف مكانتك إلا الذين افترشوا الحصباء واعتصروا الحجر على بطونهم ،
    إنها محبة الفقراء الذين يرون ، وعيونهم نافذة عبر الحُجب
    لنفرش لكِ البُساط الأحمر لتُعيدي له مجد الذي يمشي عليه ويستحق .
    **
    لمثلكِ تُقام التماثيل في باحات الحفاوة بالأبطال .
    لمثلَكِ تقام المآدب وتزدهي عندما تُنيرينها وأخواتكِ الألوف وقد خرجنَّ من بئر النفي إلى القمر الساطع في ليلته البدراء .
    **
    لمثلِك تنحني الرؤوس التي ما انحنت إلا للشرف الباذخ .
    لن ينالوا من شرفك من لا يعرفون الشرف ،
    **
    لن ينتقص من إذلالكِ بالسياط أو بالسعي الحثيث لتخليص جُرمهم برميكِ بايقونة الشرف ،
    فدمعكِ أشرف من بطانتهم كلها ،فقد مجّدت إنسانيتك هذا الإنسان الكامن في شخصكِ الكريم لأنه يبكي بدمع الدم .
    **
    لن يحكم الزمان إلا لتنالي حقك من الأقزام الأنذال .
    **

    نحن في الشدة بأسٌ لم يتجلى بعد، انسلخت النخوة المُحببة من أذهان الذين تعودوا الذلة ،
    واستمرءوا مشهد القسوة وبيع الأجساد لمجد الدولة التي قامت على رُكام الإنسانية .
    **
    لسيدتي التي لن ينال من شرفها من لا ذمة له ،
    لا يهمك سيدتي ... الدفع بالمواد الجنائية المغموسة بحبر الحقد و المُدججة بالحيلة والمكر،
    أو ترك الحبل على غارب الذين استعملهم القانون وهم مُجردين من الإنسانية ، و مجردين من نُبل الأخلاق أو عزة الكرامة .
    **
    لا أظن أن السابلة كانت في يوم من الأيام تحلم بأن تكون قيِّمة على الأخلاق ،
    تستبيح الضعفاء لبيع أجسادهم رخيصة على الملأ .
    **
    هذا يومك يا موطني ،
    فقد خسرنا كثيراً قبل أن نجتث أصل الوباء .
    **
    من أين جاء هؤلاء ؟!
    **
    لم يجيئوا من فراغ ، بل باليد الأجنبية من منظمة الإسلام السياسي الدولي التي كانت تحرُس لهم مفاصل الدولة
    ( من السادسة مساء إلى السادسة صباح كل يوم ) و التي سرقوها بليل ،
    وباسم القوات المسلحة التي استباحوا شرفاءها فدمروا وقتلوا وهجّروا وسلخوا البلاد من حماتها .
    **
    لن يسمع أحد كل بذيء العُهر السياسي ، وهو ينصبُ ينال ، من الشرف ، فما النقيصة إلا شهادة كمال .
    وما المجد إلا بأخذ الثمن الغالي الذي هز أركان دُنيتهم ، وهم في نعيم سرقوه من أفواه الفقراء .
    مزقوا الوطن ، ووزعوا أراضيه التي استعصت على حكام الدنيا رخيصة ، تركوها وراءهم دون أن يرمش لهم جفن .
    **
    نعرف أن الآلاف من المجهولين والمجهولات من طالتهم يد الجلادين من الأراذل ،
    مدد لهم القانون الذي صاغته مؤسسة الجهل النشِط فُسحة ،
    وخرجت الروائح الكريهة تفوح من جُثثهم التي تمشي على الأرض ، وتقتات من دم الفقراء .

    **
    نحن أبناؤك موطني في الحُزن النبيل
    نحن أبناؤك في الجُرح الوبيل
    نحن مداد فُرسانِك حين تفرح خيلهم عند الصهيل

    **
    بمجدك سيدي ..
    يا صاحب الوقت ،
    يا مُنزل البشارات ،
    يا صاحب العظمة وصولجان المُلك الممدود سماوات وأراضين ، هذه عبدتُك ،
    أذلّها الذين تمكنوا من قهر الضعفاء وشراء الذمم ، واستعباد الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا .
    اقتص لها ولكل من ذاق حنظل الظلم المبين . هدّ قصورهم المسروقة من عروق الفقراء عليهم ،
    وسلط عليهم من لا يخافك ولا يرحمهم يا رب العالمين .
                  

12-15-2010, 08:52 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    فضيحة الفضائح!!
    (د. عمر القراي)

    الفتاة المنكوبة، التي جلدت ظلماً، بصورة بربرية، وحشية، عشوائية، لا تمت بصلة لأي دين أو قانون، أو عرف، أو خلق، وتفتقر الى أبسط صورالرجولة والشهامة العادية، فضحت نظام الإنقاذ المتهالك، ودعواه التضليلية، لإقامة أي علاقة بينه وبين الإسلام، من قريب أو بعيد.. ولقد صدم شريط الفيديو، الذي يصور تلك الواقعة البشعة، الحس الإنساني، وأدانه كل صاحب ضمير حي.. ولقد ساقه الله في هذا الوقت بالذات، ليطلع العالم على هؤلاء الأوباش، الذين يدعون أنهم مع وحدة البلاد، وأمنها، وسلامتها، وهم يفعلون ببسطاء أهلها هذه الجرائم، التي يندى لها الجبين. وهذه الفتاة التي ستذهب في تاريخنا رمزاً لا ينسى لقهر المرأة السودانية، وإهانتها، والتي كان احترامها، وصونها، وتقديرها، شيمة هذا الشعب، طوال تاريخه، إنما تؤرخ بتلك الحادثة التي اختارها الله لها، الإنفصال التام، بين هؤلاء الرعاع الجهلة، وبين هذا الشعب الكريم.. ولعل سؤال الاستاذ الطيب صالح من أين أتى هؤلاء؟! يصبح الآن، وبهذا الحادث، الذي فضحهم وزلزلهم من هؤلاء؟!
    إن قيمة الحدث، رغم مرارته، أنه القى المزيد من الضوء على عقليات هذه العصابة الدموية الخائرة.. فحين وضع الشريط في سودانيزاونلاين، قاموا أولاً بسحبه، ولكن مجموعة كانت قد سجلته في أجهزتها، واعادته فوراً، للموقع، وانتشر في مواقع أخرى، شملت المجتمع الدولي الذي لا يريدون إغضابه.. فسارعوا بالتنصل من الموضوع، كما هي عادتهم، وأعلنت رئاسة الشرطة انها تجري تحقيق في الامر، وستحاسب كل من تورط في هذا الفعل، وكأن الواقعة حدثت يوم نشرت الصورة، ثم إذا بهم يخبروننا بأن هذا الموضوع قديم، وتم قبل عشرة اشهر!! فلماذا لم تحاسبوا عليه في ذلك الوقت؟! هل يعقل ان تكونوا أنتم (حماة) الإسلام ويدلكم (أعداء) الإسلام على أخطائكم لتصححوها؟!
    وكان يمكن للمؤتمر الوطني، ان يختار بعض عقلائه، ليعلق على الشريط، بصورة تخفف من السخط العام على الحكومة، وحزبها، بسبب هذا الحادث.. ولكن قضى الله أن يزيد من فضحهم فسلط عليهم أقلهم حنكة، واعياهم حجة، فزادوا الأمر سوءاً من حيث ظنوا لجهالتهم أنهم يحسنون صنعاً.. فحين عرضت قناة الجزيرة الشريط سألت د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني فذكر ان الفتاة غير محترمة ولو كانت محترمة لما جلدت!! فهل حقق هذا المسئول في الحادث، وتأكد مما قال، أم انه إفترض ان قضاءهم عادل، ولا يخطئ، ومادام قد جلد هذه المرأة فلا بد أن تكون غير محترمة!! أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد إشتكى إليه رجل بأن واليه على مصر عمر بن العاص قد جلده، فلم يقل له ما دام قد جلدك في ظل خلافتي فأنت رجل غير محترم، وإنما أبقاه وارسل الى عمر بن العاص، وتأكد من الحادث، ثم أمر الرجل ان يجلد ابن الأكرمين. فهل كان ذلك حكم إسلامي وهذا الذي نشاهده حكم إسلامي؟!
    وأما والي الخرطوم، فإن أمره عجب، فحين سألته قناة النيل الأزرق قال (تجمعت لدي معلومات ولو سمحت لي أدلي بها أمام مشاهديك جميعا.. أنا طلبت اليوم معلومات لاتعرف على حجم المشكلة نفسها..) فهو لم يكن يعلم بالأمر، ثم أخبرته مصادر معينة عن القضية، ولم تقل له ان الفتاة إرتكبت جريمة الزنا.. ولذلك قال عن العقوبة (العقوبة كانت الجلد 80 جلدة تعزيرا لكل واحد)، ولو كانت الفتاة قد إرتكبت جريمة الزنا، لكانت العقوبة 100 جلدة، إذا كانت غير متزوجة والرجم بالحجارة إذا كانت متزوجة.. فلماذا قال عنها (المواد كلها متعلقة بأعمال أخلاقية وفاضحة وإدارة الدعارة)؟! حتى يوحي بأن المرأة قد أرتكبت الزنا؟! قال تعالى في حق مثل هذا الوالي (والذين يرمون المحصنات، ثم لم يأتوا بأربعة شهداء، فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا، وأولئك هم الفاسقون)!! وهو بعد أن شهّر بهذه الفتاة المسكينة، من أجهزة الإعلام، ولمح كذباً، وزوراً، بأنها زانية، قال (والمواد هذه أنا لم أشأ أن أذكر طبيعة المواد.. أنا لا أريد التشهير الآن).. فهل رأى الناس مثل هذا النفاق؟! وبعد أن أخبرنا الوالي بأن الفتاة عوقبت تعزيراً لأنها لم تجلد جلدات الحد، نسى ذلك، ثم قال (انما هو حكم قضائي لحد من حدود الله سبحانه وتعالى.. قررته المحكمة وتولت المحكمة التنفيذ في فناء المحكمة)!! فهل حقاً تطبق حكومة هذا الوالي حدود الله؟! لماذا لا يقطع السارق ولا يرجم الزاني المحصن؟! وهل يجوز لحاكم ان يترك حداً من حدود الله ويطبق الآخر؟! وما علاقة قانون النظام العام الوضعي بالشريعة الإسلامية؟! والقاضي الذي نفذ العقوبة على الفتاة المسكينة، ولم ينه الذي كان يضحك، والذي قال عنه الوالي (عقوبة حدية صادرة من قاضي مختص)، لماذا لم يخبر رؤساءه بأنه لن يطبق الحدود في دولة نائب رئيسها، الذي يكون رئيساً لها في حالة سفر الرئيس، غير مسلم؟! وهذا الوالي المفارق لاخلاق الإسلام، والذي شهر بالمرأة المظلومة، يذكرنا مرة أخرى، بالستر فيقول عن الفتاة (كانت متهمة بعد أن حوكمت خلاص الشرع نفسو بيقول إنه طهرها.. هذا ما نعرفه نحن في شرعنا.. لذلك ما كان ينبغي أن تستغل هذه القضية بهذه الكيفية... وأنا في طوافي على أمن المجتمع دائماً أحثهم على الستر)!! إذا كان الشرع كما ذكر الوالي يقول عنها بعد العقوبة (مطهرة)، ونائب رئيس حزب الوالي يقول عنها (غير محترمة)، فهل يعتبر قوله هذا مخالفة للشرع يستحق عليها عقوبة تعزيرية؟! ولعل الوالي رغم دفاعة المستميت عن هذه الحادثة، شعر أن المستمعين ما زالوا لا يقبلونها، خاصة الذين رأوا الشريط، ولهذا حاول ان يطمئنهم بأن الحكومة أيضاً، مثلهم لم تقبل هذا العمل، ولذلك قال (اوقف العمل في تلك المحكمة يعني قفل المحكمة خالص في التاريخ داك قبل عشرة شهور قفل المحكمة وأدان الناس المارسو العقوبة).. من الذي قفل المحكمة وأدان الذين جلدوا الفتاة؟! وقد قاموا حسب زعم الوالي بتنفيذ حد من حدود الله بتوجيه (قاض مختص)؟! إذا كان الوالي الذي يلي أمور الناس يضطرب ويلتوي بهذه الصورة، فكم من الحقوق تضيع تحت ولايته؟!
    يقول الطيب مصطفى (هنيئاً لأجراس الحرية ولباقان وعرمان وبني علمان فقد وجدوا ضالتهم في قصة «فتاة الفيديو» ليعلنوا حربهم من جديد على القرآن وعلى الإسلام كما فعلوا غداة سهرة لبنى ـ أرملة طيب الذكر عبدالرحمن مختار ـ في ذلك الملهى الليلي بعد منتصف الليل وهي ترتدي ما خفّ وشفّ مما لا يتسع المجال للتفصيل فيه)(أجراس الحرية 13/12/2010م). ولا أود ان أعلق على العبارات الكاذبة المسفة، التي يستحق قائلها الجلد لمخالفته للشريعة، بالحديث غير اللائق، فقد جاءت لبنى للمحكمة بنفس زيها، ولم يستطع القاضي الإعتراض عليه، ولكن المهم هو لماذا لم تجلد لبنى، وسجنت ليوم واحد، ودفع عنها مسئول حكومي الغرامة، حين رفضت ان تدفعها، وجلدت هذه الفتاة المسكينة؟! هذه الدولة هي التي يجلد فيها الضعيف، ويترك فيها الشريف، إذا سرق، وإلا لماذا لم يحاكم كل الذين سرقوا المال العام، مما اورده المراجع العام، أمام المجلس الوطني؟! وأي الجرمين اضر بالأمة ما فعلت هذه الفتاة، أم ما فعل رؤوساء المرافق الحكومة من قادة المؤتمر الوطني الذين وصفهم المراجع العام بنهب المال العام؟!
    يقول الطيب مصطفى («وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» مضمون هذه الآية يخاطب المؤمن وينهاه عن استخدام العاطفة حتى ولو صرخت المذنبة «واي يا يمه تعالي لي» فهل نسمع كلام الله أم تخرصات دعاة حقوق الإنسان الذين يحلو لهم أن يستنجدوا بأولياء نعمتهم من خواجات فضائح أبو غريب وباغرام وقوانتانامو الذين لو عرضنا مشاهد عُريهم وممارساتهم وعروض الشذوذ الجنسي الحية في مدنهم النجسة لاستحوا من استنكار عقوباتنا الإسلامية القرآنية لكن هل يعرف هؤلاء قيمة الحياء؟!)(المصدر السابق) إن الآية التي ذكرها الطيب مصطفى، خاصة بعقوبة الزنا قال تعالى "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رافة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" وهذه الفتاة لم تعاقب على الزنا بدليل انها لم تجلد مائة جلدة، كما جاء في الآية. ونسبة هذه الآية لتلك الفتاة، مما يوحي بأنها ارتكبت جريمة الزنا، هو إتهام لها من الطيب مصطفى، لم يأت عليه بأربعة شهداء، قال تعالى (والذين يرمون المحصنات، ثم لم يأتوا بأربعة شهداء، فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا، وأولئك هم الفاسقون) ونحن لعلمنا بأن الطيب مصطفى عند الله من الفاسقين، لا نقبل له شهادة أبداً، سوى ان كانت عن باقان أموم، أو عن علي عثمان محمد طه.. والطيب مصطفى يهاجم الامريكان، فمن هم الذين كان الامريكان أولياء نعمتهم، إن لم تكن حكومة المؤتمر الوطني التي وصفوها بانها كانت يدهم اليمنى، في ضرب الحركات الإرهابية، بعد أن سلمت المخابرات الأمريكية (المجاهدين) المسلمين، لوضعهم في نفس السجون التي يدينها الطيب، هنا، كذباً ونفاقاً.. وهذه المدن "النجسة" أليست هي نفس المدن، التي تعلم فيها كوادر الحركة الإسلامية، ونال معظمهم جنسيات أهلها، واصبحوا يتمتعون بالجنسية المزدوجة، التي لا يريد الطيب أن تمنح للجنوبيين؟!
    أسمعوا هذا التبرير البائس، لجلد الفتاة المكلومة، يقول الطيب مصطفى (من منكم لم يُجلد في حياته على يد أساتذته عشرات المرات خلال مسيرته الدراسية)!! فهل جلد المدارس مثل جلد هذه الفتاة؟! وإذا ثبت ان هنالك أستاذ معتوه جلد طالب أو طالبة مثل هذا الجلد فهل فعله المشين يبرر هذه الفعلة الشنعاء؟! ثم هل يعلم الطيب مصطفى ان وزارة التربية والتعليم التي يقوم على أمرها زملاء له في المؤتمر الوطني قد ألغت تماماً عقوبة الجلد في السودان؟! أما قول الطيب مصطفى ( ثم أيهما أحق بأن ترق له قلوبنا تلك الفتاة أم أطفال المايقوما الذين يعيشون أعمارهم في ذلّ ومسكنة جراء اختفاء أبوين هاربَين استسلما لشيطان الشهوة وتسبّبا في كارثة إنسانية تدوم ما بقي ضحاياها من الأطفال الذين سيكبرون ويعانون مليارات المرات أكثر من معاناة تلك الفتاة؟!) فإنه أسوأ من سابقه، ولم يسأل الطيب مصطفى نفسه لماذا زاد أطفال المايقوما الآن في ظل الحكومة الإسلامية التي تزعم أنها تطبق حدود الله؟! ومن الذي تسبب في كارثة أطفال المايقوما، وما هي الظروف التي دفعت الناس للرذيلة؟! ومن المسئول الاول عن سوء الاوضاع الإقتصادية، والإجتماعية، والنزوح والتشرد؟! وما هي أكبر كارثة إنسانية في السودان: هل هي أطفال المايقوما أم أطفال دارفور؟
    لقد قامت مبادرة " لا لقهر النساء"، تضامناً مع الفتاة التي جلدت، وظهرت صورتها المؤثرة في القنوات الفضائية، وفي الإنترنت.. بالخروج في مسيرة إحتجاج، يحملن فيها مذكرة تطالب بالغاء قانون النظام العام، وهو عمل حضاري، ومسئول، ولكن رجال الأمن منعوهن من الوصول للوزير وقاموا بإعتقالهن، وأودعن السجن لعدة ساعات، ثم أطلق سراحهن. التحية لهؤلاء النساء المناضلات، الحرات، اللاتي فعلن ما عجز عنه الرجال.. إن حكم الوقت معكن، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم (في آخر الزمان خير أولادكم البنات)؟! بلى!! قد قال.
    د. عمر القراي
                  

12-15-2010, 09:01 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    نحن كلنا انتي ...كلنا بنعتز بيك
    (تماضر شيخ الدين)

    ما بتستحي؟؟

    يا باغي يا ضارب النسا

    تضرب على الجسم الاصلو احتمل ظلمك سنين

    الما بعرفك صحي يجهلك

    انت عارف بت من السودان دي بتبقى مين؟

    بت الوطن بت الفرح الكان يطل
    قبل ما سنينك تحين

    خالدة زاهر ربتها

    شايلة سماعة وشهامة شقت الطرقات الى الممكن

    كالشمس أضحت سمعتها

    فاطمة بت محمود :

    رايدة بين كل النسا ما في مجرم ساي وقف فى سكتها

    عشة فلاتية غنت للجمال وللوطن ما فى مأفون سكتا

    وفاطنة تانية وتالتة جن

    وسعاد واسما ورابحة ومهيرة

    وغاليات كتيرات من كل زاوية بيمرقن

    حصل طفت المحاكم وشفت قاضياتنا ومحامياتنا شايلات الاضابير يقدلن؟

    هل حصل زرت الجرايد وشفت صحفيات يخيطن بالليل نهارن ويكتبن؟

    هل حصل زرت المباحث والمعامل وشفتهن ؟

    هل حصل لاقيت طبيبة أو ممرضة فى الاسبتاليات يبدعن

    شفت المعلمة فى القرى ...شفت المعلمة فى المدن؟

    هل شفت ربات البيوت؟

    هل شفت فنانات وعابدات للجمال يسقنوا روح من ريشتن؟

    شفت صانعات الطواقي ؟ شفت ضافرات البروش؟؟

    ساهرات ليالي عشان يربن يضفرن؟

    شفت كيف الناشطات شايلات مع الليل والهموم دفاتر وكمرتن؟

    شفت صانعات ال ج ب ان ..عواسات ومشاطات يناضلن فى الضلام شان يربن ويسترن؟

    الما بعرفك بجهلك يا باغي يا ضارب النسا ..

    شفت غادة الحلوة كيف بي موتها كم أحيت سبات الكون بي لونا انكسا

    .ديل هن بجيبن للحياة أملها ,,,, وبكراها وشذاها وفكرتا

    يا باغي ياضارب النسا

    كل ناس الدنيا عارفين العملتوه فى الجنوب ..حرقتو شطر الأم وجنياتا وعمارا وبهجتا

    كل ناس الدنيا عارفين العملتوه فى الغرب ...بنات دارفور ووصمة عار وصرخة أم ومن كانت أمينة فى قريتا

    يا باغي يا دني يا حقير ، عارفنك تمد ايدك علي البت المطرفة كلها تلقي منها بغيتك وما بتهمك حسرتا

    آآآآخ و نمتي كيف يا يمة ديك الليلة ؟

    أمك المسكبنة بتكون حضنتك؟؟

    ضربات سياطك أوجعتني وقشعريرة منظرك ما فارقت عيني ما أدتني نوم الله بيعلم أرقتني

    نمتي كيف يا السمحة من ديك المذلة ؟؟وعايشة كيف حسة؟معاك منو ..؟؟

    خليني أهمسا ليك شان يمكن شوية أطمنك:

    نحن ما بنسكت عليك

    الصدى المن صرختك يشهد عليك

    نحن شايلنك شهادة ورسمة كلنا بتعتز بيك

    نحن بنجيبك دليل ...ما زي قبيل وبنمشي موكب عزة ليك

    مجدنا الجايي بنكرسو ليك

    والطاغية ده حنركعوا زي ما ركعتى .

    ..نجيبوا ليك

    محقور ذليل ...يجي بين ايديك

    يا رمزنا نحن كلنا انتي ...كلنا بنعتز بيك ...
                  

12-15-2010, 10:16 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    شهادتي لله
    جلد «الفتاة».. بعيداً عن العواطف
    (الهندي عز الدين)

    {ثار جدل كثيف خلال الأيام الفائتة في الصحف، ومجالس المدينة، على خلفية بث تسجيل ڤيديو يظهر فيه أحد رجال الشرطة يقوم بجلد فتاة في ساحة أحد أقسام شرطة النظام العام، بينما تصرخ الفتاة وسط مجموعة من الجمهور تحلقت حول الأسوار، ويبدو واضحاً أن قاضي النظام العام كان شاهداً على عملية الجلد، وهذا واجبه طبقاً للقانون، وقد كان يوضح للشرطي طبقاً لما سمعنا في التسجيل مواضع الجلد، وكان يقول للفتاة (أقعدي على كرعيك).. تحرياً لموجِّهات الشرع في تنفيذ عقوبة الجلد.
    { وفي رأيي أن معظم الكتابات والتعليقات على الحادثة جاءت (عاطفية) محضة، وشابها الكثير من التضخيم والتهويل وركوب (موجة هاشميَّة) تعبيراً عن ثقافتنا المركوزة والبارزة في أوصاف (أخوان البنات).. و(عشا البايتات).. التي لا علاقة لها هنا - طبعاً - بصفة أخرى هي (مُقنع الكاشفات)!!
    { وقد تركز الهجوم كله على الشرطة، لدرجة أن قيادتها قد شكلت لجنة للتحقيق في الحادثة، مع أن (العسكري) الذي نفذ العقوبة، وهي صادرة من محكمة، (عبد المأمور).. وهذه هي وظيفته، ومهمته، شأنه شأن (الشنَّاق) في سجن كوبر الذي ينفذ أحكام الإعدام شنقاً حتى الموت..!! فلتبث تلك المواقع الالكترونية صوراً بالڤيديو لتفاصيل تطبيق عقوبة الإعدام على أحد المدانين بجريمة القتل العمد بالسجن الاتحادي، وما أكثرها.. لنرى شلالات أخرى من الدموع.. وموجات هادرة من الإنسانية الشفيفة، على (كي بوردات) الهواة، وأقلام المحترفين.
    { ظننت في بادئ الأمر، وأنا أسمع عن التسجيل قبل مشاهدته لكثرة ما تناقل الناس خبره، أنه يحكي تجاوزاً من تجاوزات شرطة أمن المجتمع في الشارع العام.. وتخيلتُ أن شرطياً طارد طالبة جامعية، أو فتاة على شارع النيل وأخد يجلدها (بسوط العنج)، وقد شمَّرتُ قلمي وتهيأتُ لقيادة الحملة ضد شرطة أمن المجتمع، ولكنني ما أن تابعتُ التسجيل عدة مرات، حتى تبيَّنتُ أنَّه (حكم محكمة)، وأن القاضي كان هناك (صاحب الكرافتة)، ليشهد تطبيق الحكم، لا ليتشفَّى، فلا أظن أن من بين قضاتنا المبجَّلين مرضى نفسيين يتلذَّذون بمشهد جلد النساء، حتى ولو كنَّ (عاهرات).. مرتكبات للفاحشة.
    { القاضي - حسب التسجيل - كان يوجِّه بجلد الفتاة، أو السيِّدة، على ظهرها، ويدعوها أن تجلس، ولكنها لم تجلس، فهل يأمر بتقييدها (بالحِبال) أم (الجنازير)؟! وهل يصحُّ ذلك في الشرع.. ومواثيق حقوق الإنسان الدولية؟!
    { المشكلة ليست في عملية (الجلد)، كان شرعياً أم لم يكن.. ولا في حضور القاضي، لأنه ملزم بالحضور.. ولا في تجمهر بعض الناس.. عشرين أو ثلاثين، لأن الله تعالى يقول في كتابه الحكيم: «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» صدق الله العظيم.
    { المشكلة في رأيي ليست في كل ذلك، ولن تُحل بأن يكون الجلد ناعماً، أو خشناً، على الظهر، أم على الساق، فهو في النهاية (جلد)، وسيكون مؤلماً ويستدعي الصراخ من كل (أنثى)، كيفما كان، ولكن كان الأهم أن نبحث عن إجابة على الأسئلة التالية:
    { هل كانت هذه الفتاة مدانة بحد الزنا أم باللبس الفاضح؟! وكيف يثبت حد الزنا وسيدنا «عمر».. أمير المؤمنين يسأل سيدنا «علي» وهو في مقام رئيس القضاء: (لو أني قلت لك إن فلاناً زنى بفلانة وأنا أمير المؤمنين.. فماذا أنت فاعل؟!) فرد سيدنا «علي»: (أقول لأمير المؤمنين ائتني بأربعة شهود عدول). فقال «عمر»: (وإن لم آتك بهم؟) قال «علي» (رئيس القضاء): (يُجلد أمير المؤمنين حد القذف)..!! أو كما قال.
    { يتعذر إثبات جريمة الزنا حسب ما قالت به الشريعة الإسلامية (أربعة يشهدون على دخول الحشفة في الفرج).
    { أما ما يسمى (الشروع في الزنا)، من خلوة بأجنبية، أو تقبيل أو ملامسة، فلم يثبت في الشريعة أمر بالجلد عقوبة له.

    { مداهمة شرطة أمن المجتمع للبيوت والمكاتب والشقق، ليست من (الشريعة) في شيء، ولو كانت بأمر النيابة، وهذا ما كان أولى الطرْق عليه بدلاً من النواح على (مدانة) بأمر محكمة، غض النظر عن رأينا في صحة القانون وعدالة المُشرِّع.
    { ليس المطلوب من السيد المدير العام للشرطة الفريق أول «هاشم عثمان» تشكيل لجنة تحقيق في تلك الحادثة لأنها (أمر قضائي) وانتهى. ولكن المطلوب منه التوجيه بعدم تتبع عورات الناس، والتربص بهم، وتدبير (الكمائن) - جمع كمين وليس (كمينة طوب) - للقبض على متهمين بأفعال فاضحة (فلا تجسسوا... ولا تحسسوا....).
    { والمطلوب منه اختيار الدعاة وحفظة القرآن والتُقاة من رجال الشرطة للعمل في إدارة أمن المجتمع من مستوى الضباط إلى الجنود، ومراقبتهم ورفع تقارير مستمرة عن أدائهم وسلوكهم في العمل وخارجه.
    { كما ينبغي توجيهه لرجال أمن المجتمع بأن يلجأوا - عند ضبط الحالات في المواقع العامة - إلى (التوبيخ)، و(التخويف) بالقول، لا الحرص على (جرجرة) الفتيات إلى الأقسام بتهمة ارتداء «بنطال» أو (زي) يشف ويصف، لأن الذهاب إلى تلك الأقسام هو (إشانة) في حد ذاته قبل صدور الإدانة.
    { هنالك مظاهر كثيرة سالبة في الشارع العام، لا علاقة لها بالنساء، يمكن لشرطة ومحاكم النظام العام أن توقفها، مثل الاعتداء على الطريق العام بسده بالأنقاض ومواد البناء، ودلق المياه على الأسفلت، وإساءة استخدام الكباري بواسطة شباب يرتدون ملابس (رجالية فاضحة) بدعوى ممارسة الرياضة في أماكن ترتادها العائلات، والتجمهر في التقاطعات عند فوز «الهلال» أو «المريخ» على أحدهما..!! وغيرها من المظاهر السيئة..
    { حمانا الله.. وإياكم.. وحمى بلادنا طاهرة عفيفة.

                  

12-15-2010, 11:43 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    صفعة على وجه الإنقاذ وسياط تجلدها! وويل لها من لعنة التاريخ!! .. بقلم: د. محمد وقيع الله
    ([email protected])

    أحد أسوأ أدواء الإنقاذ ومخازيها أن خلق المحاسبة لأقويائها ومتنفذيها معدوم أو شبه معدوم!
    ومع أن هذا الخلق الشنيع هو أحد الأسباب التي أودت بالأمم الأولى كما أنبأنا أبرز محللي التاريخ السياسي وهو سيدنا رسول الله عليه صلاة الله مع التسليم.
    إلا أن أدعياء الدين من الضباع المضبوعة المتنفذة في دولة الإنقاذ وجهازها الأمني الكثيف كأنهم ما سمعوا بهذا النذير المبين.
    وقد كان ينبغي لهم أن يصيخوا إلى هذا النذير الخطير ويلتزموا أمره حتى ولو لم يكونوا من المتدينين الصادقين.
    أعني لو كانوا فقط من عشاق السلطة وهواة التنفذ والعلو على العالمين.
    فالعدل أساس الملك.
    ولا يدوم الملك بدون العدل.
    انهيار الدولة الظالمة:
    وفي هذا قال قديما فقيه السياسة الشرعية الراشد المرشد إمام الملة وشيخ الإسلام تقي الدين الحرَّاني رضي الله تعالى عنه وأرضاه: إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة. ولهذا يروى أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة.
    وفي سياق آخر بكتاب الفتاوىَ قال الحراني رضي الله تعالى عنه وأرضاه: إن أمور الناس تستقيم فى الدنيا مع العدل الذى فيه الاشتراك فى أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم فى الحقوق، وإن لم تشترك فى إثم. ولهذا قيل إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والاسلام.
    وتطبيقا لهذه الموعظة على حال أهل الإنقاذ أقول إنه لو كان فيهم أَثَارةٌ من هذا الفقه التيْمي الراشد لأمر رجل رشيد منهم رئيسا أو وزيرا أو قاضيا بأن يُقتص للفتاة التي جلدت هذا الجلد المبرِّح ممن أصابوه بها من أفراد الشرطة الأوباش ومن الذين أمرهم وحثهم على تنفيذه وجاء ليستمتع بتنفيذه بهذه الكيفية البشعة من قضاة الضلال الذين يتشفون في الناس بهذا الضرب من القسوة السادية التي لا يسوِّغها خلق ولا دين.
    أين كرامة الإنسان؟
    فللإنسان محض الإنسان مسلما كان أو غير مسلم بريئا كان أو مسيئا كرامته الإنسانية التي لا يمكن أن تهدر وتستباح كما استباحت أجهزة الإنقاذ الباغية كرامة هذه الفتاة.
    وكم أتمنى، بل كم أطالب، ألا تغفل هذه الفتاة عن حقها في صيانة كرامتها الإنسانية المستباحة.
    وذلك بالإصرار على المطالبة بالاقتصاص ممن ضربوها هذا الضرب الوحشي وهم يضحكون.
    فعدالة الإسلام وهو الدين الذي آمنا به إيمانا يقينيا وما نفتأ نؤمن به بيقين وندعو إلى تمكينه في العالمين تقر هذه المطالبة العادلة التي لا مغالاة فيها.
    كيف لا وقد طلب أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتص من رسول الله الأعظم، وأقره الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم على ذلك الطلب العادل.
    والقصة الكريمة ببقيتها معروفة ولا تحتاج إلى سرد تفصيلي.
    تضامن عادل ضد الإنقاذ:
    ولذلك أرجو أن تتضامن الأمة السودانية برمتها ضد دولة الإنقاذ وأجهزتها حتى تخضع لمطلب خضع له أعز البرايا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    والإنقاذ ودولتها ومن فيها جميعا من بشر وحجر لا يساوون في نظري وفي نظر كل منصف ذرة غبار واحدة يثيرها نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ولا يصدن الناس عن التضامن لتحقيق هذا المطلب العادل تحايل ماكر من السلطة أو ذرٌّ لرمادها على العيون أو ادعاء باطل منها بأنها قامت بواجبها لتصحيح الوضع وإحقاق الحق المهدور.
    فهذا ما ستتضمنه بيانات لجان التحقيق التي شكلت والتي لا أستبعد أن يكون رؤساؤها وأعضاؤها من زمر حزب التدليس.
    ولهذا لم أتعجب من هذا الرد المتغابي الذي صدر أمس عن بعض أجهزة البغي والمداراة في دولة الإنقاذ.
    وهو الرد الذي جاء فيه أن الحكومة أغلقت المحكمة التي أصدرت الحكم، وأدانت الأشخاص الذين نفذوا العقوبة، ونقلتهم إلى مواقع أخرى.
    ولم يذكر لنا هذا البيان التعيس متى تم كل ذلك وكيف.
    وفي وجه صاحب هذا البيان غير المشروع نشهر هذا السؤال المشروع وهو: لماذا أبطات الحكومة وتجاهلت الحديث منذ فبراير الماضي في شأن هؤلاء المذنبين من منسوبيها القضائيين والأمنيين الذين شهروا بالضحية بتصويرها هذا التصوير الشنيع ؟!
    وبمعنى آخر لماذا أبطأت سلطة الظلم الحكومية في التشهير بمنسوبيها المجرمين ولم تعلن عن عقابها لهم إلا تحت الضغط الإعلامي السحيق؟!
    وأما جواب السلطة بأنها عاقبت هؤلاء الأشقياء بنقلهم إلى مكان آخر فهذا نوع من العبث المهين والتضليل المبين.
    فكيف تعاقب السلطة موظفا لديها أتى هذا كل الجرم المشهود بمجرد نقله من وظيفة إلى أخرى أو من مكان إلى آخر.
    هذا مع أني لا أستبعد أن تكون الحكومة قد نقلت هؤلاء المجرمين من مكان إلى مكان أفضل منه أو من وظيفة إلى وظيفة هي أرفع منها.
    فهذا بعض دأبهم الدائب في التعمية والتعتيم.
    إرهاب الإنقاذ:
    هذا وأرجو ألا ينسينا هذا الاستطراد عن الحدث القديم عن حادث الوقت الجديد.
    وعن تكرار القول وإعادته عن ضرورة أن تتكاتف الأمة السودانية، وأن تهب وتقف وقفة رجل واحد، لإجبار دولة الإنقاذ على احترام حقوق الإنسان، وإرهابها عن أن تعود إلى اقتراف هذه الممارسات الشائنات، وإرغامها على إنزال اشد العقاب بمن ساموا هذه الفتاة أشد العذاب.
    فهؤلاء المتسلطون في دولة الإنقاذ لا يرهبهم فيما يبدو إلا مثل هذا الإرهاب.
    ولا يفزعهم وازع من كتاب الله تعالى.
    ولا يعظهم إنذار من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ودعك من حِكم ابن تيمية وعِبر التاريخ التي رواها عن تدحرج ممالك البغي والعدوان!
                  

12-15-2010, 11:51 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    الجلادون: أخوان السرة يمتنعون .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم

    1-دين الحكومة وبوليس تلودي
    مسني قرح عظيم بعد مشاهدتي تعذيب الفتاة المعلوم. وقد مسني قرح مثله بعد مشاهدتي لفيديو استتابة الجمهوريين عام 1985. فرأيت ما لا يخطر على بال من إبدال للفكر والعقيدة جبراً. دخل علينا المستتابون في الفديو بعقيدة وخرجوا ليس خلواً منها فحسب بل وقد أشبعوها إدانة. أرقني ذلك الشحن الفكري فاتصلت بعطيات الأبنودي التي عرفت أنها نوت أن توثق للاستتابة بفيلم. ولم نوفق إلى شيء بعد جهد.
    ولكني لم أبرح قرح ذلك الفديو. فخصصت للاستتابة باباً كبيراً في كتابي"هذيان مانوي" (2008). قلت فيه إن إجراءات الاستتابة ودراماها صفعة لمفهوم الشخص ككيان مستحق للرأي والعقيدة. فالدين نفسه كاستحقاق إنساني لاغي بعد الاستتابة. والرب نفسه الذي كرم الإنسان بالرشد موجود قبل الاستتابة لا بعدها. فبعد الاستتابة لا شيء. الكون ضرير بعدها.
    سيظل صدى صرخ فتاة الفديو المعذبة : "واي يايمة" يؤذينا جميعاً. فتلك عودة غير منتظمة للرحم الأول هرباً من عالم السياط الغراء. فلا يجرؤ ابن أنثى ليقول بأنه سيغمض عيناً بعد عودة الفتاة القهقري إلى الكهف الأول تلعق جراحها. فحتى الزبانية الجلادين توسلوا لها أن تعينهم على إنهاء المهمة بسرعة من فرط وجلهم من نداءات الفطرة التي أثخنتهم بها. وأعادني هذا إلى جلاديّ مشهد الاستتابة. فقد لاحظت أنهم كانوا يودون أن يسارع المستتاب إلى لفظ عقيدته حتى يخلصهم مما تورطوا فيه من بؤس الفطرة. ولا أعتقد أن من سمع الاية التي جاءت ممن كان في المشهد "فلتشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" سيخر لها من خشية الله. فقد اتخذ الاية قناعاً (مكاء وتصدية) يتجمل به هرباً من الشناعة التي اقترفها.
    إن ما رأيناه في فديو الفتاة هو عرض للسطوة. ومن أراد ان يقول إنه الدين فهذا شأنه. ولكنه "دين الحكومة وبوليس تلودي". وقال هذه العبارة مسلم كردفاني لم يرض بقرار محكمة شرعية ما. ففي فديو الفتاة، كما في مشهد استتابة الجمهوريين، قرّحت الدولة وشم سلطانها على جسد (جثة وعقل) المٌذنبين جدلاً. ووجدت عند الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو معيناً على فهم علاقة السلطان بالجسد. فمتى ما جلد السلطان الجسد فكأنه ينشر حقيقة الجريمة عليه. فاستغاثات الفتاة البدائية "قول الروب" هي اعتراف الجسد بالذنب. فالمذنب، متى استغاث، لعب دوراً في تثبيت الحقيقة الشرعية.
    طالت حكاية قانون النظام العام وشرطته. فإذا انفصل الجنوب فبسببه. فقد أصبح القانون بينتهم الكبرى على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. فنساؤهم من يسرف القانون في تعقبهن وجلدهن. وهذا شيء محرج لا يرضونه ولكنهم لم يتربصوا به كما ينبغي لشريك في الحكم لخمس سنوات. أما المعارضة فينبغي أن تخطو باستنكارها بشاعة الواقعة لأبعد من البرهان مجدداً على سوء الحكومة. فمراكمة إدانات الإنقاذ عقيم. وقال ريموند وليامز إن تحدي طالب التغيير أن يجعل من الأمل شيئاًً عملياً لا أن يجعل لليأس من النظم القائمة مصداقية. وقد استبشرنا أملاً يوم انتدبت السيدة لبني حسين نفسها لمواجهة القانون بالظفر والناب. ولكن هي وين ونحن وين!
    من جهة الدولة فقد آن أوان جهتان بها. الأولى هي المجلس الوطني ليفل تشريع النظام العام بتشريع مدروس يردنا إلى الآدمية. وسيقوم المجلس بذلك في شرط ضغط عال على نوابه بخاصة من النساء في الدوائر المختلفة وعن طريق نواب "الكوتا" النسائية. أما الجهة الأخرى فوالي الخرطوم الذي تقتضيه ولايته على الشرطة أن يحقق في هذه الواقعة المخصوصة ويطلع الملأ بشفافية وسرعة إلى ما وصل اليه.
    لسنا بعد الفديو كما كنا قبله.
    2-أخوان السرة يمتنعون
    كان بعض ما أغرانا بدخول جامعة الخرطوم في أول الستينات توافر الفرصة للاجتماع بالجنوبيين و "خلطة" البنات. فقد شكل هذان المخلوقان غياباً في مدينة عطبرة. كانت النساء في الخدور يخرجن لدى الضرورة بالبلامة. ولم يكن الجنوبيون قد بدأوا موسم رحلتهم للشمال بعد. وخلال نصف قرن كنت شاهداً على بؤس تعاطينا مع هذين المخلوقين اللذين شوقاني للجامعة. فقد تسرب العمر بين يدينا في جهد بلا طائل لإخضاعهما. أما الجنوب ف"تطلب الله". أما المرأة فلن تنال حق تقرير المصير بالطبع وستنتظر.
    فيديو الفتاة الذي سارت بذكره الركبان حالة سودانية. ومن أراد مواقعته على دولة الانقاذ وكفي ضل عن معناه. إذا استثارك الفديو وجدد في نفسك كرهك ل"الكيزان" فأنت عالة عليه لا معيناً على قضيته. وليس هذا الفديو لك إذا لم يفعل سوى تذكيرك بطالبان أفغانستان أو بالجاهلية أو رأيت فيه عاراً سيطارد الكيزان الذين تصفهم ب"الزبالة" أو "السفلة" أو ماشئت. أو لعنتهم ب "خسئتم"
    لن تكون من نصراء فتاة الفديو إذا استفز مشهده رجولتك فدنس شرفها. أو إذا نظرت إليه بعيون "أخوك يا السرة". أو استهجنت الشرطة حمالة السوط بوصفهم "جلادي حرائر بلادي". أو كرهت الطائفة المتفرجة متسائلاً: أين الرجولة؟ واصفاً إياهم ب "أخناث الشعور والنخوة". أو نعيت رجالتهم التي انتهت وتمنيت لو "لبسوا طرحة" في يومهم ذاك. ولا أخشى على مغزى الفديو إلا ممن ظل يبحث في الفديو عن "ذرة رجولة" ولم يجدها. وأخشى للغاية ممن أحس بثقل النصوص القديمة على عاتقه من فرط إهانة الفديو لفحولته:
    ما يكرمهن (النساء) إلا كريم وما يهينهن إلا لئيم
    وسيغيب مغزى الفديو عن من ظن أن دوره في تعاطي الفديو انتهى ببثه في وسائط الغرب. فهي وحدها التي ستفضحهم بجلاجل، فضيحة عالمية، وتجعلهم أقل من السمسة. وخسئتم أيها الأبالسة.
    أخشى على مغزى الفديو ومستحقاته من مثل هذه النظرات واللغة التي لا ترى من جبل جليد الإساءة للمرأة وصقيعه سوى رأسه الطافح. أما قاعدة الجبل فخفية فينا كلنا. فالفديو يعكس توظيفاً مبتذلاً من جانب الدولة لنسق البطراكية (الأبوية). وهو النسق الذي يجعل تعنيف المرأة وضبطها بيد الذكور. والراجل كلو ولي المرأة. وهو امتياز لم نر من الرجال من تبرأ منه. ولم يبرح هذا النسق ذاكراتي وأنا طفل بالقرية "الحنينة" أشهد بباحة خلوتها رجالاً يضربون بالسياط نساء جزاء وفاقا.
    لم تقم الدولة بما اقترفته في الفديو كفاحاً بل استصحبت هذا النسق الأبوي الذي ينطوى عليه كل رجل "أخو السرة". لقد احتكرت الدولة العنف ضد المرأة كاحتكارها حق قتل المواطن خلال المحاكم الطبيعية وخارجها. وتجدها تسن في نفس الوقت القوانين تجرمه على الرجال الآخرين. وعادة ما تواطأت مع الذكور وغضت الطرف عن فعائلهم. ومن قرأ صحف الجريمة أو صحافتها لهاله تزايد وتيرة العنف على المرأة في الأسرة السودانية في سياق ضغوط الإفقار والصدمات الثقافية التي تتعرض لها. تقرأ عن الفتي الذي جز شعر أخته صلعة ليمنعها من الخروج من البيت. أو تقرأ للرجل الذي كسر ساق زوجته لنفس الغرض. وقد شٌقّ على الناس مؤخراً تواتر جرائم رش وجوه نساء بالصودا الكاوية للثأر منهن. وهذا كله قاعدة الجبل التي فديو الفتاة رأسها الطافح..
    سيخطيء هذا النسق الأبوي ضارب الجذور من حمل تعذيب فتاة الفديو كعيب أخلاقي للحكومة. ولا نقول هذا تلطفاً بالإنقاذ فهي نفسها لم تعد تكترث لمعددي سقطاتها من فرط العيارات الكثيرة التي لا قتلتها ولا دوشتها. العاهة عميقة جداً
    [email protected]
                  

12-15-2010, 11:54 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    فديو الجلد الفضيحة أو موت دنيا !! ... بقلم: د. على حمد ابراهيم

    هذه مقالة سياحة فى دروب ومتاهات الألم والغبن والظلم . اكتبها للتوثيق التاريخى بمداد من الحزن الراسخ ، جاءنى فى الساعات الاولى من الفجر الصادق، فجر السبت الحادى عشر من ديسمبر بالتحديد . وكعادة كل الدياسبوريين السودانيين ، اقبلت اتصفح الشبكة الدولية للانتر نت ، ابحث فيها عن نبأ سار واحد من اخبار الوطن القارة ، رغم أن السرور قد شح فيه منذ وقت طويل . ولكننا درجنا على ان نمنى النفس . فربما ينفلت من بين دياجير الظلمات المحيطة نبأ سار اذا سكت نافع على نافع ، وباقان أموم الى حين أو لبرهة قصيرة من الزمن . ولكننى ، دهمت نفسى ، من دون قصد ارادى ، بشريط الفتاة السودانية الصغيرة وهى تتلوى وتصرخ وتتأوه من ضربات سياط العنج التى كانت تتلقاها فى قسوة فريدة من اثنين من عساكر الشرطة ! ضرب مبرح فى كل اجزاء جسم الضحية الصغيرة ، وحيثما اتفق . فى رأسها . فى ظهرها . فى ارجلها . فى اياديها . فى صدرها . فى خصرها . و لا بد أن هذا الشريط المأساوى قد ذكر كل من شاهده باشرطة نظام طالبان الذى كان يتفنن بتعذيب النساء واهانتهن وقتلهن فى الميادين العامة. لقد شاهدت كثيرا اشرطة طالبان الافغانية . واستطيع ان اجزم ان شرطة طالبان الافغانية كانت اكثر حذرا فى تحديد مكان الضرب من شرطة طالبان السودانية . وأقل قسوة وتشفيا . على الأقل ان عسكرها لم يكونوا يتلذذون بمنظر المجلودة الصارخة الباكية كما كان يتلذذ عسكر طالبان السودانية . بل لم نر ولم نسمع القاضى الطالبانى وهو يستعجل الضحية لكى تنطرح للضرب (حتى يخلص !). ويخيرها بين هذا الضرب المبرح وبين السجن كما سمعنا من قاضى طالبان السودانية. باحسرة على أزمنة ولت من (السودان القديم! ) كان الرجل السودانى فيها يفتخر بأنه مقنع الكاشفة ، ومدرج العاطلة أم كراعا دم ! واصبحنا نشاهد رجالا يتناوبون فى ضرب وتعذيب فتاة قاصر وهم يتبخترون فى زهو كأنهم قد صرعوا ضرغاما هزبرا . واقعة هذا الشريط لو حدثت فى أى بلد لمادت الارض تحت أرجل السلطة القائمة فيه . هل تذكرون ما حدث فى القاهرة . وفى زيمبابوى . و فى اوكرانيا ، وفى ايران. ولكننا نعيش فى ازمنة معارضة النباح الاسبوعى ، الذى يتنزل علينا من لدن قادة ازمان الغفلة ، الذين اوكلنا اليهم مصير بلد بحجم قارة لينقذوه من براثن الضياع والذل والاهانة . وجعلناهم يتوهمون انهم فعلا فى مستوى ذلك الحجم القارى ، قبل ان نكتشف مقدار طيبتنا وسفاهة تقديرنا واحلامنا . واقعة طالبان السودانية التى حكاها وجسدها الفيديو الفضيحة لابد انها زادت سودانى الدياسبورا وهم فى اقاصى منافيهم البعيدة ، لابد انها زادت من تمزقهم الوجدانى الذى ظلوا يكابدونه ، و يحسونه ، و يجدونه فى جوانحهم وافئدتهم منذ ان فرضت عليهم الهجرة القسرية من الديار التى لم يكونوا يحسبون انهم سيغادرونها يوما الى اصقاع تسمانيا واستراليا ونيوزيلندة والاسكيمو . هذا الواقع السودانى الحزين ينتظر أن تنداح فيه الفجيعة الوشيكة التى تلوح فى الافق الساجى خلف الأكمات الموحشة ، التى يتلصص من بين شعابها و ثناياها كل غدار شغوب . ما حدث وما يحدث فى الوطن القارة هذه الايام هو بعض من اثمان ثقيلة يدفعها شعبنا المغدور مكرها لا بطل . يدفعها من عزته وكرامته جزاء ما ارتكب من اخطاء ماحقة فى حق نفسه ، و فى حق وطنه . وها هو يقف وحيدا فى وجه العاصفة لا يكاد يجد نصيرا مؤاسيا يتعهده ، بعد أن شالت نعامة بلده ، الذى غدا ضيعة على الشيوع الدولى والاقليمى ، وزريبة مفتحة الابواب يدلف اليها كل من شاء .و حكامه الذين يحكمونه بالحديد والنار عاجزون حتى عن الاعتراف باقتراب العاصفة التى لا يحتاج الناظر اليها الى عيون زرقاء اليمامة لكى يتبين بروقها المتماوجة وهى تتشابى غير بعيد . لقد لاحت فى الأفق وتبدت بشريات الفجيعة القادمة . والنظام الحاكم مشغول بطول او قصر التنورة التى ترتديها هذه الفتاة القاصر او تلك فى حالة نادرة من التيه العقلى يحتار أى محلل فى ان يجد لها تفسيرا .
    لقد درج سودانيو الدياسبورا على موالاة الصفحات الاسفيرية التى تتناقل اخبار بلدهم وهم يمنون النفس بالعثور على نبأ سار هناك وهناك يطمئنهم ولو للحظة واحدة بأن صفحات الأمل فى بقاء بلدهم موحدا لم تطو بعد . انه بحث مضنى لا شك فى ذلك . فهو يشبه بحث من يطلب ابرة صغيرة فى جوال من التبن. ولكنهم يتجملون بقول الشاعر العربى القديم :
    ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل
    الذين استمعوا و يستمعون الى خطاب حكام السودان هذه الايام وهم يتعرضون الى محن السودان الماثلة والوشيكة لا بد أنهم كابدوا شجى عظيما من بؤس ذلك الخطاب . وسطحيته . ومحاولته البئيسة لاستغفال عقول الناس وتسطيحهم ، ربما ليتساوا معه فى درجة التسطيح العام . نعم ، كم هو بائس خطاب حكام السودان فى هذا المنعطف الحرج الذى يمر به السودان . ففى الوقت الذى يتحدث فيه بعض قادة النظام من الذين استشعروا الخطر الداهم على بلادهم . ويبحثون عن مخرج ما نجد ان النافذين فى النظام قد وطنوا أنفسهم على فلسفة فرق تسد الانجليزية القديمة ، وعلى ربحية سياسة الاقصاء والأنفراد على المستوى الشخصى بالنسبة لهم . وليس بالضرورة على مستوى الوطن الكبير . فها هو مساعد رئيس الجمهورية ، الدكتور نافع على نافع ، مثلا ، يقولها على رؤوس الاشهاد ، وفى حنق عظيم ردا على دعوات توحيد الجبهة الداخلية السودانية فى ظل المعطيات الخطرة الماثلة ، يقولها بأن السودان بخير وعلى خير وسائر فى طريق الخير! ولا حاجة له بتوحيد الجبهة الداخلية بالتحاور مع المعارضة ، لأن المعارضة لا تزيد السودان إلا خبالا. خطاب الدكتور نافع هذا هو الترجمان الاوضح لموقف المجموعة الاقصائية فى النظام التى لا تريد أن يشاركها أحد من ابناء الوطن الآخرين فى ادارة شئون بلدهم . اذا لم نقل مشاركتهم فى جنى الخيرات السياسية والاقتصادية والوظيفية .التى ظلوا يتفيأوون ظلالها منذ عقدين من الزمن ولما تبتل بعد او ترتوى نفوسهم الظامئة الى برد اليقين السلطوى . لقد جثمت الأنظمة العسكرية الشمولية على صدر الشعب السودانى حتى الآن اربعة واربعين عاما من الحكم القاهر مقابل حوالى العشر سنوات فقط هى مجموع دورات الحكم المدنى الديمقراطى الثلاث غير المتتابعة . ويبقى سؤال الخبل والخبال الذى تثيره مغالطات واتهامات الدكتور نافع للمعارضة التى غيبت عن أى دور لها فى شئون بلدها على مدى تجاوز الاربعة واربعين عاما ، يبقى مفتوحا على مصراعيه للنقاش ليعرف الناس كلهم اجمعون ، و ليشهد التاريخ من الذى كان طينة الخبال التى اضاعت وحدة السودان ، وهتكت حريات شعبه وكرامته بالتعذيب فى بيوت الاشباح ، و بالتعليق على اعواد المشانق ، وقادت بعض خيرة ابنائه الى "دروة" الاعدام مع تباشير العيد الذى يعفو فيه الرحمن ناهيك عن البشر . ومن الذى جيش الألوف من ابناء الشعب الصغار ، وارسلهم الى محرقة حرب جهادية فى الجنوب كانت نتيجتها المباشرة خروج الجنوب من الشمال الى يوم يبعثون . ومن الذى امتدت اياديه بالتعذيب والاهانة الى كل من كان له رأى مخالف حتى وصل الأمر الى أن يبطش التلميذ باستاذه ويزج به فى بيوت الاشباح ، ناسيا الأثر المنقول عبر القرون الذى يبجل المعلم الذى يكاد يكون رسولا .
    لقد كانت حرب الجنوب فى بدايتها حرب احتجاج ضد القصور التنموى فى الجنوب ، حتى اقبل العسكر المسيسون فأخرجوها عن مسارها القديم و حولوها الى حرب دينية عنصرية قضت على الاخضر واليابس . واخذت معها مئات الالوف من الارواح . واخذت معها _ اخيرا _ الجنوب بقضه وقضيضه و ما ابقت شيئا ! . الجنرال عبود حولها حربا ضد الكنائس والقساوسة . والجنرال نميرى واعلنها شريعة دامية .قطعت اطراف الناس وازهقت ارواحهم حتى جعلتهم يتصايحون فى وجه بعضهم البعض من جزع : إنج سعد ، فقد هلك سعيد .
    لقد ذهب الجنرالات بدبابيرهم اللامعة . وتركوا لنا من بعدهم عوارا غلبنا التداوى منه . اما الخطاب السودانى الحكومى فى هذه الايام ، فتقول للشعب السودانى ، وباللغة الدارجة الفصحى التى يجيد التفاهم بها ، أن هؤلاء الناس آتون من صقع خلوى الاشياء فيه هى ليست الاشياء التى يعرفونها . والبدايات فيه والنهايات هى ليست البدايات والنهايات . وحتى معاجم تفسير الظواهر السياسية هى ليست المعاجم .فامريكا تعاورهم وتتنطع ضدهم لأنها تخشى وتخاف من جبروتهم القادم على الطريق غدا . هل تنسى أمريكا واختاها فى الرضاعة السياسية ، بريطانيا وفرنسا ، كيف تسلح المجاهدون السودانيون للغرب كتائبا كتائب ، وكابرا عن كابر . وكيف ساروا نحو الوغى ، تؤازرهم وتحميهم كتائب من جند الله لا تراها أعين البغاة المجردة ، ولكن تراها الأعين الساهرة فى حراسة الله . نعم ، لقد سا الألوف ، أو سيرت قسرا نحو الوغى فى الجنوب . و لكنها قبرت فى الجنوب ولم تعد وان عادت فى مكانهم حسرة الامهات . تلك لوحات لم يعد لها فى صدر الشعب السودانى متسع . فهذا الشعب الواعى سياسيا يعرف ان نيفاشا قد ارسلت جيشه خارج الديار الجنوبية . فاذا عادت الحرب فسوف تدور رحاها اما فى داخل الحدود الشمالية او على اطرافها وتخومها . ويعرف الشعب الواعى ان خزينته العامة قد اصابها الجفاف حتى قبل أن يأخذ الجنوب اوراقه الثبوتية الجديدة ويغادر . وغدا تحتنكها غائلة الدولار المتمرد ، حتى تغدو صريما او كالصريم . لا ذهب المعز فى الشرق يملأ جنباتها الخاوية . ولا سيف الانقاذ او صولجانها يرد عنها صروف الحاجة والعدم . وتلصص الاعداء من وراء الأكمة .
    لقد أجلس عسكر السودان انفسهم فوق صدور الشعب السودانى لاكثر من اربعة عقود . وملأوا حيوات هذا الشعب الثرى بالعز والكرامة والمروءة ، ملأوها ضجرا وبؤسا ويأسا . حتى لم يعد لديه ما يقول عن محنه الجاثمة وبلده يتلوى من اوجاعه. وزعماء ازمان الغفلة والعجز الذين نصبوا انفسهم زعماءا لهذا الشعب افتراءا لم يعد لديهم هم ايضا ما يقدمونه غير الحديث اليائس البائس عن تفتت بلده الوشيك وعن الحروب التى ستنفجر فيه . فى حالة استسلامية نادرة كفيلة بأن تقدح شهية الشامتين عليهم و قد انكشف عوارهم و ضعفهم و هوانهم على انفسهم وعلى الناس.
    اننا نضرع الى سمّاع النجوى ونقول أن هذه هى حالنا نحن الذين قذفت بنا أنواء السياسة وتصاريفها بعيدا عن ديارنا الحبيبة . وهى حال بلدنا المنكوب كذلك . و هى ايضا حالة زعماء ازمان الغفلة الذين تعارف الناس على وصفهم بالزعماء التقليديين ، وهم يجلسون على السياج وقد رضوا من الغنيمة الوطنية بالاياب الى حضن النظام الذى طلبوا اليه اذات يوم تسايم مفاتيح البلد . وأن يسلم نفسه اذا اراد السلامة . هاهم يكتفون بالبشريات اليائسة يقدمونها الى شعبهم بدنو أجل وحدة بلاده دون ان يكون فى جعبتهم ما يعين حتى على اجتراح الألم القاصد ، ليزيد كل ذلك من ألم الشعور بالفجيعة لدى شعبهم وهو يكتشف بعد فوان الاوان كم كان ساذجا وغافلا عندما اتخذ مثل هؤلاء قادة يدخرهم للنوائب . قلت هذا . واختم معزيا نفسى قبل الآخرين فى الزمن الذى اضاعته فى اجترار الوهم بالاقبال نحوالسراب البلقع . واعزيها مرة اخرى فى الشهامة السودانية التى أعلن شريط الفيديو الفضيحة موتها حقا وحقيقة . لقد كان الرجل السودانى يتنبر ويتشكر بأنه أخو البنات ، و مقنع الكاشفة ، ومدرج العاطلة أم كراعا دم . ولم يبق الا ان نرفع الفاتحة على ذلك المجد التليد الذى كان . وعلى تلك المرؤات التى كانت . إنه فعل العاجزين عن التمام . ولكن لا مندوحة امام الانسان العاجز الا أن بعلن عن عجزه حتى لا يقع فى رذيلة خداع النفس وخداع الآخرين .
    أخ . . . يا وطن !
    ([email protected])
                  

12-15-2010, 12:01 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    قوانين سبتمبر وفيديو ديسمبر ... بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل

    غربا باتجاه الشرق
    [email protected]


    خبز التقدمة:
    قيل انصرفوا،
    قلنا: لن نبرح هذي الساحة،
    حتى يندحر الإفكُ،
    وحتى ينبلج الفجرُ،
    وحتى ينتصب الشعرُ،
    ويعتدل الميزان.

    (من ديوان "هئت لك" للشاعر فاروق شوشة)
    *******
    (1)
    هدأت فعاليات موسم الشجب الذي كان مداره فيلماً مصوّراً على موقع يوتيوب تُشاهد فيه فتاة سودانية يتم إخضاعها لعقوبة الجلد بصورة وحشية، استفزت مشاعر الآلاف من السودانيين وغير السودانيين داخل السودان وخارجه (أقول "بصورة وحشية" تجاوزاً، إذ أنني في الواقع لا أعرف أية صورة إنسانية يمكن أن تُساق فيها فتاة أو امرأة الى منتصف دائرة مكتظة بالرجال، ثم يتم إجلاسها قسراً، وضربها خمسين مرة بكرباج من جلد البقر)! وخفتت، بعض الشيء، الأصوات العالية التي عبَّرتْ عن مشاعر الغضب والسخط، وتهيأ الناس للانصراف الى أعمالهم راشدين، بعد أداء واجب الشجب.
    كان واضحاً تماماً أنها المرة الأولى التي يُشاهد فيها كثير من الناقمين وقائع جلد علني لامرأة. ولهذا كانت الصدمة متناهية التأثير وردود الفعل متماهية التعبير. أما أنا فقد شهدت بعيني رأسي واقعات مشابهة في سوح المحاكم السودانية. لا يزال يشخص في ذهني منظر تلك المرأة التي أوقفوها في قلب ساحة المحكمة وسط عشرات المتفرجين، الذين اصطفوا في شكل حلقة دائرية تعيد الى الأذهان مشاهد روما القديمة، حيث كان أفراد الشعب يتحلقون حول المدان الذي يتم إجباره على الانتصاب في منتصف الحلقة، ثم يُطلق الأسد الجائع فيهجم عليه ويصرعه، يلتهمه بعد ذلك قطعةً قطعة. الغريب أن تلك المرأة لم تصرخ أبداً طالبةً الرحمة، مثل فتاة اليوتيوب، عندما انهال عليها الشرطي الجلاد بكرباجه، بل كانت كلما أحست لسع السياط تصرخ هاتفةً بسلسلة من الشتائم المقذعة في وجه القاضي الذي كان يقف أمامها. وقد تواصل سيل الشتم المجرّح، متزامناً مع الجلد المبرّح، للقاضي - وأُمه وأبيه وفصيلته التى توؤيه - مثل طلقات مدفع رشاش، حتى انقضت حفلة الجلد. ولا أظن أن هناك قاضيًا تعرَّض لترسانة من الشتائم، في تاريخ القضاء السوداني كله، مثل ذلك القاضي!
    (2)
    أول وأكثر ما لفت انتباهي في أمر ردود الفعل على شريط فيديو اليوتيوب هو ما تبيَّن لي من غياب حقيقةٍ مركزية عن أذهان الكثيرين، وهي أن عقوبة الجلد للرجال والنساء ليست من المفردات المستجدة في النظام العقابي السوداني. بل هي واحدة من مستلزمات حقيبة القوانين العقابية الإسلامية المطبقة منذ العام 1983م، ضمن منظومة التشريعات التي عُرفت في المصطلح باسم قوانين سبتمبر. عجيب والله. كيف لا يعلم هؤلاء أن عقوبة الجلد تطبق على الرجال والنساء معاً بصورة منتظمة في السودان منذ ما يربو على ربع قرن؟! النساء يجلدن بصورة راتبة في سوح المحاكم. ومن الطبيعي أن من تنال منهن سياط الجلاد يجزعن، فيصرخن بأعلى أصواتهن، تماماً مثل فتاة الفيديو. ائتوني بفتاة أو امرأة واحدة يمكن أن تُضرب بالسياط فلا تولول. فلماذا انداحت عن العيون كل تلك الدهشة عندما انفرج أمامها شريط اليوتيوب؟!
    يبدو لى أن تطاول الزمان والأُلفة والاستئناس الى الأمر الواقع تجعل الأشياء تلتبس على بعض الناس أحياناً فينسون أن التشريع الجنائي المطبق في السودان مستمد من الشريعة الإسلامية، بل هو بحسب بعض الادعاءات شرع الله نفسه. بدليل انه عندما طرح رئيس الوزراء في العام 1987م قانوناً بديلاً للقانون الجنائي خرجت جماهير غفيرة تملأ طرقات العاصمة وهي تهتف: "لا تبديل لشرع الله"! (تعجبت عندما رأيت في صفوف الناقمين الشاجبين لجلد الفتاة كاتب صحافي قرأت له في الزمان القديم مقالاً شهيراً بعنوان: "ثورة المصاحف ضمير الأمة". وثورة المصاحف هو المصطلح الذي كان قد أُطلق وقتها على تظاهرات المستمسكين بالقوانين السبتمبرية، الرافضين لتبديلها. يقول عن القوانين إنها شرع الله الذي لا تبديل له، ثم عندما يرى صفوف المستنكرين للتطبيق يهرع ليقف في الصف الأول. يا سبحان الله!)
    نعم، ربما بتأثير هذا التطاول والأُلفة والاستئناس رُوّع البعض عندما وقفوا على مشاهد تنفيذ العقوبة. وقد لفت انتباهي انني كلما ذكّرت بعضاً من أصحاب العيون الجاحظة هؤلاء بالشريعة الإسلامية وقانونها ومستلزماته جاءتني الإجابات سراعاً، وهي انه لا اعتراض لديهم على مبدأ العقوبة، وان الاحتجاج إنما ينصبُّ على طريقة التطبيق. ولسان الحال هنا: "اجلدوا النساء علانيةً، "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"، ولكن مش بالطريقة دي!" وكنت بدوري أعاجلهم بالسؤال المضاد: طيب بي ياتو طريقة؟!
    (3)
    الشريعة الإسلامية تقرر أن القتل والصلب والرجم وقطع الأيدي والأرجل والجلد هي العقوبات الملزمة في الحدود، والممكنة التطبيق في التعاذير، فضلاً عن أنواع أخرى من العقوبات أضافها الفقهاء. ويتم تطبيق عقوبة الجلد في حد الزنا لغير المحصن من الرجال والنساء، كما يتم تطبيقها في حد القذف، بالإضافة الى حالات التعذير التى يتوسع القانون الجنائى السودانى فى تطبيق عقوبة الجلد عليها بغير عقال. بيد أن الذي يهمنا هنا بالدرجة الأولى هو أنه ليس هناك في الشريعة ما يدفع برفع عقوبة الجلد عن المرأة إن هي تألمت وبكت وولولت ونادت أمها لتنقذها فأثارت بذلك مشاعر الطائفة الشاهدة. العقوبة واجبة التنفيذ في المرأة المدانة، صبرت أم جزعت، لا فرق. ولا أعرف من حاول فأفلح في تحدي التشريع العقابي الذى يسند ظهره الى هضبة عالية من النصوص الفقهية. جميع الاجتهادات المضادة التي سعت الى تفادي العقوبات الشرعية انتهت الى دوائر مفرغة، مثل اجتهاد ذلك الفقيه المصري الذي زعم أن "قطع يد السارق" في الشريعة لم يقصد به القطع الحسي بل القطع المعنوي، من قبيل قولك في العامية المصرية في شأن الرجل الذي لا تريده أن يدخل منزلك مرة أخرى: "نقطع رجله من البيت!"
    يمكن أن نُطلق على الأحكام التي نستبشعها، وتطبيقاتها المرتكزة الى سلطة الدولة، ما نشاء من الصفات. ولكن إذا كانت المرجعية هي الشريعة فلا بد من الأسانيد والأدلة. عندما ذهب الشيخ يوسف القرضاوي على رأس عدد من كبار الفقهاء المسلمين، بتكليف من منظمة العالم الإسلامي، في فبراير 2001م، إلى الملا محمد عمر زعيم طالبان افغانستان، وطلبوا منه إلغاء قراره بتدمير تمثالى بوذا في كهوف باميان التي كان يقصدها النُسّاك البوذيون، توقياً من آثار موجة الغضب العارمة في أوربا والولايات المتحدة وآسيا، ردَّ الملا عمر إنه على أكمل استعداد للاستجابة لرجائهم والنزول على مطلبهم لو أنّ بوسعهم أن يقدموا له دليلاً شرعياً واحداً يجيز الإبقاء على أوثان عبدها بعض الناس من دون الله في دولة موحدة تحكم بشريعة الإسلام. وبطبيعة الحال عجز الفقهاء عن إيجاد الدليل الشرعي وحاروا في أمرهم، ثم نكصوا الى بلدانهم يجُرُّون أذيال الخيبة، إذ أنّ حُكم الأصنام مما لا يتناطح حوله عنزان. وكان ان فقد التراث الانسانى التمثالين التاريخيين الذين يعود عهدهما الى القرن السادس الميلادى، وصنفتهما اليونسكو على انهما من أندر وأغنى نماذج الفن الهندو- اغريقى الكلاسيكى على وجه الأرض.
    (4)
    ولئن التمست شيئاً من العذر لفورة غالب أهل المهاجر، ممن غابت عنهم حقائق الأشياء وتقطعت الأواصر بينهم وبين الوقائع والممارسات الراتبة لسلطات الضبط القضائى فى بلادهم، فإن عجبي لا ينقضي مما ورد في مقال كتبه سياسي قيادي، ذو اسم ومنصب وصفة، هو الأستاذ تاج السر عثمان، مسئول قطاع الثقافة في الحزب الشيوعي السوداني، الذي لم يفُتْهُ التعليق على الحدث الجلل فكتب يقول إن واقعة جلد الفتاة "تعيد الى الأذهان" عهد الرئيس السابق جعفر نميري! أي والله. اقرأ - يا رعاك الله - ما أتحفنا به مسئول الثقافة في الحزب الشيوعي: (شاهد الآلاف، بغضب واستياء شديدين، على مواقع الإنترنت شريط فيديو جلد الفتاة بواسطة شرطة النظام العام، وعادت للذاكرة الأيام الأخيرة لنظام نميري الذي طبَّق قوانين سبتمبر 1983م التي أذلت الشعب السوداني). ما معنى هذا الكلام؟ وما حاجة الذاكرة للعودة لأيام جعفر النميري؟ أيجوز أن القيادي الشيوعي المخضرم لم يكن يعلم - هو أيضاً - أن قوانين سبتمبر لا تزال مطبقة، وأن المحاكم السودانية لا تعرف غيرها فما زالت تحاكم الناس بمقتضاها، وان عقوبة الجلد للرجال والنساء معاً تطبَّق كل يوم؟! القيادي الشيوعي هنا يتعامل مع الواقعة وكأنها حدث استثنائي فرض نفسه على حين غرة، تجاوز فيه النظام القضائي الإنقاذوي حدوده، فاستعار من نظام النميري الغابر بعض ممارساتٍ جائرة عفى عليها الزمان. ولكن الحقيقة بطبيعة الحال غير ذلك، لأن العهد القانوني واحد، والتطبيق واحد، فمن أين جاء الوهم بأننا نعيش - في مضمار التشريعات وتطبيقاتها - نظاماً قانونياً مختلفاً عن النظام الذي ساد على عهد جعفر نميري؟!
    هذا الموقف يعكس، في تقديري، مدى تفاحش الحالة المزرية التي ترزح تحت نيرها القطاعات الوطنية التي اجتمعت على التصدي لمنظومة القوانين السبتمبرية عند أول صدورها عام 1983م، ويعبر أصدق تعبير عن المحنة الكبرى التي يجتازها المشروع المناهض للاسلاموية. وكفى زرايةً ومحنة أن قيادة الحزب الشيوعي، بجلال قدره، اختلطت عليها الحيثيات واستغبشت المرئيات، فأمست في يومها وهي تحسب واقعة جلد الفتاة بموجب القانون فلتة من فلتات الإنقاذ تعيد الى الأذهان عهد التشريعات النميرية، وكأن التشريعات النميرية شيء غير التشريعات البشيرية!
    كان تراجع المشروع المناهض لقوانين سبتمبر مترادفاً مع نجاح انقلاب الحركة الإسلاموية في 1989م، بحيث تضاءلت وخفتت الدعوة لإلغاء قوانين سبتمبر، ثم ماتت بالسكتة القلبية، فداءً للهدف ذي الأولوية المطلقة والمتقدمة، ألا هو إسقاط نظام الإنقاذ نفسه واستعادة الديمقراطية. وواقعنا اليوم يدلنا على أن قوانين سبتمبر إنتهت في خاتمة المطاف الى كونها الرابح الأكبر من انقلاب الإنقاذ وعهده الذي استطال لما يربو على العقدين من الزمان، وذلك لسببين: الأول والبدهي، هو انها مكنت أنصار الدولة الدينية من رقبة السلطة. والثاني - الأكثر أهمية في سياق هذا التحليل - هو انه استغفل كل القوى الوطنية المعارضة لقوانين سبتمبر واستبلدها واستحمرها وربّاها على التعايش البطئ، والتواطؤ التدريجي، ثم الإذعان الكامل والقبول النهائي بمنظومة التشريعات الإسلاموية تسليماً بالأمر الواقع. وإلا فلتقل لي - أعزك الله - متى كانت آخر مرة علمت فيها عن عمل سياسي نضالي، أو فكري توعوي مناهض لهذه التشريعات على الساحة السودانية؟ بل قل لي متى كانت آخر مرة سمعت أو قرأت فيها مصطلح " قوانين سبتمبر" على أي منبر سوداني؟!
    بيد أنني أعود فأتقفَّى مقولة معاوية ابن أبي سفيان، حين جاءه نبأ مقتل الحسن بن علي (في رواية الأشتر النخعي) مسموماً، بعد أن تناول وجبة من عسل النحل إذ هتف محبوراً: "إن لله جنوداً من العسل". فأقول: إن للدعوة الى إحياء حملة مناهضة قوانين سبتمبر جنوداً من اليوتيوب!
    (5)
    لو طرحنا الحسابات السياسية جانباً، فإننا نعتقد مخلصين أن هناك قواعد ومسوِّغات ينبغى أن يتوحد حولها أولو النُهى في مسار الدعوة لمناهضة القوانين النميرية السبتمبرية، واقتلاعها كلياً من نطاق التطبيق. هذه الشريعات - سيئة السمعة - يكتنفها الباطل من قمة رأسها الى أخمص قدميها، وتتكاثف ظلمات الشبهات بين يديها ومن خلفها. كذب سدنة النظام المايوي على الشعب حين أشاعوا أن الرئيس السابق جعفر نميري تدرَّج في مراحل التحول الإسلامي، وأن إعلان القوانين الإسلامية كان تتويجاً لحركة وئيدة مباركة باتجاه أسلمة المجتمع والدولة. تلك فريةٌ كبرى وهُراءٌ محض. التاريخ - ووقائعه لمّا تزل حية تنبض فى الصدور - ينطق بلسان فيقول لنا إن إضراب القضاة الشهير، الذي زلزل السودان وعطَّل السلطة القضائية تماماً عام 1983م، شكّل ضربةً قاسيةً أذلت كبرياء الرئيس السابق، وسحقت كرامته، ومرَّغتْ أنفه في التراب. وقد ولدت الفكرة الجهنمية التى ذهبت الى تبنى وتطبيق القوانين الإسلامية، ضربة لازب، حتى ينعتق بها الرئيس الممحون من ضيق المهانة الى سعة التمسح بالدين، فلمعت على عجل دعوة استبدال النظام القضائى فى مجمله بأنظمة يقودها قضاة يعيّنهم الرئيس بمعرفته، وتديرها مستشارية قضائية خاصة برئاسة الجمهورية، عوضاً عن جمهرة اعضاء السلطة القضائية من القضاة الذين تحدوا السلطة. جاءت القرارت المتعجلة لتحفظ ماء وجه الرئيس الطاغية الممتلئ غروراً. وقد صرح بعد ذلك - وجميع خطاباته محفوظة وكل بياناته متاحة لمن يقصدها - إنه يقبل استقالة قضاة السودان اجمعين، ويستعيض عن الجهاز القضائي بأسره بنظام قانوني جديد، يقوم على هدي الدين الحنيف، بعد أن هداه الله وأنار قلبه وبيّن له كيف أن شريعة الإسلام التي في جنبه أقوم وأهدى من النظام القضائي الذي شاد بنيانه الإنجليز النجوس، أو كما قال! وقد مات الرئيس السابق وهو - ونحن - نعلم أنه كان كاذباً. كذب على الله ورسوله والمؤمنون. بل كان الإسلام المنتحل، والقوانين الشوهاء التي طُبِختْ بليل، أداة الرئيس المخلوع لصون كبريائه وإرضاء غروره، لا وفاءً لعهد الله، ولا نزولاً على حكمه، ولا نشداناً لمرضاته. وتلك في حد ذاتها شبهةٌ كبرى لا تدانيها شبهة، تشين هذه القوانين - سيئة السمعة - وتدينها وتمحقها، وتُلحق المعرّة بالمتمسحين بأعتابها وهم يعلمون من شأنها البئر والغطاء. وقد شهد كتبة القوانين النميرية السبتمبرية ان الرئيس المخلوع وجههم بأن يستخفوا بخطتهم عن الشيخ حسن الترابى، خشية أن ينافسه فى الصيت ويضيّع عليه المجد إن هو ادخل فى الأمر يده. ولا غرو ان الرئيس السابق - بشهادة خلصائه وأقرب اتباعه - عاد ادراجه، بعد ان فقد الصولة والصولجان وانتهى به الحال منفياً خارج بلده الى معاقرة الصهباء. ثم خرج على الناس ذات يوم يحمل فى يده مرسوماً يعلن فيه إبطال العمل بالقوانين الاسلامية، يتودد بذلك الى الشعب التماساً لسكك العودة الى سُدة الرئاسة!
    أى شريعةٍ هذه؟ مبدؤها الموجدة والحقد والضغينة والتآمر على القضاة المضربين، وموئلها غلواء النفوس والعزة بالاثم، وسبيلها الخداع والتمويه والاستخفاء ودفن الليل، ومُرادها الصيت والمجد وطلب الدنيا، والآمر بانفاذها، قبل ذلك كله، مريضٌ مخبول، وخاتمتها وذروة سنامها العودة الى قنانى الخمر!
    (6)
    وقد كان أداء الحكومات المتعاقبة في شأن تطبيق هذه القوانين مخزياً إذ تواطأت جميع الحكومات، التي لم تأنس في نفسها شجاعة مواجهة النفس والصدع بالحق، بما فيها حكومة العصبة المنقذة، على الاحتيال على تجميد الحدود الشرعية والالتفاف حولها بشتى الصيغ والمبررات. عندما تولت حكومة الوفاق الوطني السلطة عام 1986م كان من أول التحديات التي واجهتها العدد الكبير من السجناء الذين ينتظرون تنفيذ عقوبة قطع اليد والقطع من خلاف. نظر رئيس الوزراء والوزراء الآخرون باتجاه الشيخ حسن الترابي وزير العدل والنائب العام، فقال الرجل: لا تقلقوا! وبعد أيام أصدر قراراً بناءً على فتوى شرعية أتى بها من عنده أطلق بموجبها سراح جميع المحكومين. قال الشيخ الترابي في فتواه إن الأحكام قد صدرت منذ وقت طويل ولم تنفذ، وإن تطاول العهد بالحكم دون تنفيذ العقوبة يشكِّلُ شبهة تدرأ الحد، ثم تنفس الجميع الصعداء. يا لفقه الثعالب! الكل يعلم أن القوانين السبتمبرية، في مبتدأ الأمر ومنتهاه، لا تصلح لنا، وحالنا على ما هو عليه، ولكن الشجاعة أحياناً تكون أندر من لبن الطير، ودفن الرؤوس في الرمال يكون الملاذ الأكثر أماناً.
    أضحت القوانين السبتمبرية، بعد ذهاب النميرى، مثل حذاء الطنبورى، تقذف به الحكومة الانتقالية، عقب الانتفاضة، الى حوبة حكومة الوفاق، ثم الى حكومة الوحدة الوطنية، ثم الى حكومة الجبهة الوطنية المتحدة. حتى أظلنا يومٌ وثب فيه أصحاب الحذاء الاصليون الى أرائك الحكم!
    ونحن نعلم أن غالبية الحدود في يومنا هذا مجمدة فعلياً، وان تطبيق الأحكام الشرعية يتم بصورة انتقائية، وأن سياطها لا تطال غير ظهور البسطاء والفقراء والمستضعفين من أبناء شعبنا، الذي لم يرَ من قوانين الشريعة غير السيف والسوط (ونريد أن نمُنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين)، بينما ذوي الهيئات في حصن حصين. ونعلم أيضاً أن تصاعد الضغوط الدولية والتفاعلات الخارجية، التي يتألق فيها سيف الأجنبي وذهبه، بشأن جلد النساء وتعذيبهن في السودان ربما انتهى بالنظام الى تجميد عقوبة الجلد أيضاً والالتفاف عليها، تماماً كما تم الالتفاف على العقوبات الحدية الأخرى، فأى شبهةٍ هذه، وأي خطلٍ هذا.. وأي عوار؟! بارك الله في رئيس القضاء الأسبق المرحوم عثمان الطيب، ولله دره، فقد كتب في صحيفة "الأيام" ذات يوم من أيام الديمقراطية الثالثة، يهدي كلمة الحق لأولي الأمر ويرفع عنهم الحرج: لا تثريب عليكم أن سحبتم هذا القانون المجلل بالعار من نطاق التداول القضائي، وعطَّلتهم حد السرقة. القوانين الشرعية لا يجوز تطبيقها على أفراد الشعب في يومنا هذا لأن كثيراً من الأموال التي بين أيدي الناس أموالٌ مشبوهة، غير مستوجبة للحماية الشرعية التي وفرَّها الإسلام وأوجب العقوبات الحدية لدعمها! كتب القاضي الجليل تلك الكلمات الوضيئة وتوجه بها للحاكمين في العام 1987م. رحمه الله، ماذا لو كان قد عاش الى زماننا الحاضر؟!
    (7)
    القطاعات الوطنية التي نهدت قبل ربع قرن الى مناهضة حزمة القوانين السبتمبرية، ثم استنامت الى روح الهزيمة التي ناءت بكلكلها على ساحات العمل العام بعد أن تسيدتها الرايات الإسلاموية، مدعوة الى إعادة فتح الملف الذي تراكم عليه الغبار، واستثمار ما هو متاح من هوامش الحريات والحقوق الديمقراطية فتستأنف المسيرة التوعوية السياسية والقانونية بعد طول خمود. نعم، فلتستأنف هذه القوى دعوة إلغاء قوانين سبتمبر جملةً واحدة وتنادي بالعودة الى قوانين 1973م، أو تطالب بصياغة تشريعات بديلة. والدعوة اليوم اكثر الحاحاً اكثر من أى وقت مضى، حيث شواهد الخسران المبين تشخص أمام النواظر. وقد رأينا كيف كانت القوانين السبتمبرية وبالاً على صاحبها، استنحسته، ولطخت ثوبه، وأوردته موارد الهلاك. وكيف كانت شؤماً على السودان كله، فرقت بين المسلم وغير المسلم من اخوة الوطن الواحد، وزرعت البغضاء، وزكت نيران الفتنة، ، وفصلت جنوب السودان عن شماله، وارتهنت البلاد للاجندة الاجنبية. كل ذلك باسم الاسلام، والاسلام براء.
    وقد نعلم أننا بمثل هذا النداء نحاكي الوعل، ناطح الصخرة، الذي أوهى قرنه في طلب المستحيل. ولكن طلب المستحيل أجلّ وأكرم وأبقى عند شعبنا الطيب من الانفعالات الظرفية التي تغلب عليها روح الفانتازيا، والتي تصدر عن جهالةٍ حقيقيةٍ أو مدعاة بحقائق الأشياء، ثم لا تغير من الأمر الواقع مقدار خردلة. نُظهر الهياج ثم ندخل الى بيوتنا ونحكم الرتاج. ندلق الأحبار ثم نلوذ بمجالس أنسنا فنشد الأوتار. ونعود سيرتنا الأولى بعد ذلك لا نلوي على شيء، حتى يمنُّ الله علينا بفتىً آخر من فتيان الأسافير، يرمي في سماء اليوتيوب بشريطٍ فضائحيٍ جديد!
    عن صحيفة " الاحداث"
                  

12-15-2010, 12:14 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    شريعة "قدو قدو" والولاة القضاة .. بقلم: سارة عيسى

    ربما لا ينسى الناس الذين شاهدوا مقطع الجلد الذي نفذته إحدى المحاكم السودانية الشرطي " قدو قدو"، والقدو قدو على حسب علمي هو مشروب شعبي يمزج بين الذرة واللبن الرائب، وهذا الشراب متوافر بين القبائل الإفريقية على وجه الخصوص وبالذات القبائل التي تنحدر من غرب افريقيا، هذا الشراب يتم تناوله في باكورة الصباح وهو ينمي القوة البدنية، و ربما، وبسبب بعدنا عن الثقافة الإفريقية لم يجد هذا الشراب حظه من الشهرة، وعندما وجدها أرتبط في أذهان الناس بصورة ذلك الشرطي الذي نُزع قلبه من الرحمة وهو يمد سوطه نحو فتاة مسكينة رماها حظها العاثر في براثن سدنة المشروع الحضاري، ما رأيناه في ذلك المشهد المقزز هو إمتداد تاريخي لمحاكم العدالة الناجزة التي تم تكوينها في فترة الرئيس النميري، تلك المحاكم أفرزت للشهرة المرحوم محمد أحمد حاج نور والمكاشفي طه الكباشي ، وهي محاكم متخصصة فقط في حدي السرقة والجلد فقط، وضحاياها هم المهمشين الذين لا صوت لهم، أو الذين لا يعرفون فن الترافع في المحاكم، وقد حظيت النساء بالنصيب الأكبر من حصة هذه المحاكم، ومنذ تأسيس هذا النوع من العدالة في السودان في عام 83 لم يتم تقديم شخصية كبيرة أمام هذه المحاكم، وكلنا نذكر الضجة التي أحدثتها الجبهة الإسلامية عندما تم ضبط أحد رموزها في نفس الظرف الذي جُلدت بسببه فتاة قسم الكبجاب بأمدرمان، ومن يريد الخوض في غمار ذلك عليه الرجوع للمساجلات التي دارت بين المرحوم سيد أحمد الخليفة وحسين خوجلي في تلك الفترة، إذاً فهي عدالة قائمة على مبدأ لو سرق الشريف تركوه ولو سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، والشاهد على ذلك جرائم الإغتصاب المنظم التي وقعت في دارفور، وبما أن الطرف الذي وقع عليه الضرر هو النساء، لذلك نجد أن ملفات المحاكم خاوية من تقديم أي نوع من المتهمين للعدالة، ولم أقرأ في الصحف أن هناك من تمت محاكمته أو حتى تبرئته على خلفية تلك الجرائم مما جعل المجتمع الدولي يتدخل ويفرض قيوداً على تحركات الرئيس البشير، إذا ً المتوافر لدى محاكمنا الآن ليس هو الشريعة الإسلامية ، فالشريعة الإسلامية ليست هي سيف وسوط كما يحاول أن يصورها مفكري حزب المؤتمر الوطني، بل أن الحدود لم تُطبق في صدر الإسلام إلا بعد أن تم توعية الناس بخطر الزنا والسرقة والحرابة، لكن ما نراه اليوم هو مسألة آداة إنتقامية تستخدمها الجبهة الإسلامية ضد خصومها، وهي تنقل ممارسات سيئة الذكر من إيران وأفغانستان والصومال، وهناك من يعتقد أن نشر هذا الشريط وتوزيعه عبر المواقع الإلكترونية سوف يجعل سلطات الخرطوم تتراجع عن مواقفها وتضع حداً لعدالة قدو قدو، لكن هذا لن يحدث، وهذا لن يجعلهم يتراجعون عن تطبيق هذه العدالة الإنتقائية ، بل أنهم ذهبوا إلى طريق فصل الجنوب من أجل تطبيق هذه القوانين، بل علينا أن نذكر مقولة للمحامي العلماني والحليف السابق للحركة الشعبية الأستاذ غازي سليمان، فقد قال وهو يقصد الجنوبيين: أن الشمال سوف يطبق الشريعة الإسلامية في أنحائه إذا قرر الجنوبيون الإنفصال، وهو بهذا يقصد الجنوبيين الذين يفضلون البقاء في الشمال لو حدث الإنفصال، ولا أظن أن الاستاذ غازي سليمان يقصد الشريعة الإسلامية التي لا تضع حدودا ورتب بين المتخاصمين، بل هو يقصد قوانين محددة تجبر الجنوبيين للنزوح جنوباً، إذاً فهو يتحدث عن آلة قمع وفرز سياسي، لذلك ليس علينا لوم الفريق سلفاكير عندما قال أن وجه الإختلاف بين حزب المؤتمر الوطني وبقية القوى السياسية في الشمال هو كرسي الحكم، و حتى هذه اللحظة لم أسمع أو أقرأ إدانة صدرت من مولانا محمد عثمان الميرغني تشجب هذه الأحكام، ولا حتى من الأخوان المسلمين أو أنصار السنة، بل بعضهم حذر الناس من مغبة تناول هذا الحد الشرعي، وبعضهم ذهب لدرجة تكفير كل من أستنكر هذا العمل بحجة أنه أوغل لسانه في حدود الله،
    أما حزب المؤتمر الوطني فقد أكد منذ أول يوم أن القضية حدية ولا تقبل الشفاعة، وحديث الدكتور نافع لقناة الجزيرة أكد هذا الإتجاه، فتعليقه أن الفتاة كانت تستحق القتل لو علمنا جريمتها الحقيقية يؤكد أن الحد المُطبق هو الزنا بعد الإحصان، إذاً فهو كان ملماً بطبيعة الحكم الذي صدر، والدكتور نافع من الأشخاص الذين لا يجعلونك تتعمق حتى تعرف وجه نظرهم، فهو تلقائي بالفطرة، وقد أكد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر نفس حيثيات القضية بعد أن قرأ ملف القضية من جديد، وحسب ما أفاد لقناة النيل الأزرق أن أطراف الجريمة خمسة رجال والمرأة التي رايناها في مشهد الفيديو، وهي جريمة زنا بعد إحصان كما جاء في التوصيف، لكن الذي اثار إستغرابي، لو كان الأمر كذلك ، فمن أين أتوا بالخمسين سوطاً ؟؟ فما دام هناك فسحة لتخفيف هذا الحد الشرعي من القتل إلى خمسين سوطاً... فما الفارق أن يتم إلغاؤه من الأساس وإستبداله بالغرامة أو السجن!!!!
    والخلاف داخل اروقة الحزب الحاكم يدور حول مبدأ التصوير والزعم أن هناك مؤامرة تستهدف الأجهزة العدلية، بل الصحافة الحكومية طالبت بتنفيذ الحدود لكن داخل جدران السجون ومن دون تصوير، إذاً هم يخجلون من هذا العمل بسبب بشاعته، ويخافون أن ينقلب عليهم العالم كما حدث الآن لذلك يحاولون اللجوء إلى سرية المحاكمات والتكتم على طبيعة تنفيذ العقوبات، إذاً ردة الفعل مربوطة بما يريده العالم في الخارج وليس بما يريده الله في الأرض، وهذا السلوك يناقض مبدأ الشفافية والتشهير بالجناة، وعليهم في هذه الحالة إلى تدبر نص الآية التي قرأها الشرطي قدو قدو: فليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين، لكن علينا أن نجتهد أكثر، وسوف تكون مصيبة كبرى لو كانت هذه الطائفة تضم فقط الشرطي قدو قدو وزميله والقاضي أبو ربطة عنق، لكن هناك ما يحيرني.. نحن كمجتمع سوداني كنا في السابق نعرف معظم جنود شرطة المرور وقضاة المحاكم.. لكن حتى هذه اللحظة لا يعرف الناس شيئاً عن هذين الشرطيين القاسيين أو القاضي أو وكيل النيابة... بل الناس أختلفوا في إسم مركز الشرطة الذي تمت فيه العقوبة و: اننا في بلد غير السودان ، صحيح أنه من الممكن نقل الشرطي قدو قدو للعمل في المناطق الملتهبة في دار فور أو كردفان، ولن يعرف عنه أحد شيئاً، فحتى أحمد هارون لم ينجو من هذا التغريب.. لكن ماذا عن الفتاة الضحية؟؟ فهل من الممكن أن تكون قابعة في أحد السجون وهي تنتظر حكماً آخر؟؟ هذه الفتاة هي مفتاح السر الذي يفسر حدوث هذه الجريمة.
    سارة عيسي
    [email protected]
                  

12-15-2010, 01:12 PM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    شكرا نصر الدين
    هذا الرصد الشافي للمقالات يوضح الفرق البين بين كتاب الدولة
    الذين يجمعون كل قواهم اللغوية لمحاولة زر الرماد في العيون وإبعاد الناس عن إدانة الإهانة الفعلية
    التي تعرض لها النساء والرجال على ايدي حكومة الإنقاذ وبين طلاب الحقيقة والحق
    الذين يروا أن الإهانة فعل تمارسه الإنقاذ كل صباح ومساء تجاه الشعب
    وهذا ما يجب أن نقف ضده حتى ينجلي صبح الخلاص من هذه الطغمة الحاكمة
                  

12-15-2010, 02:01 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: جعفر محي الدين)

    Quote: شكرا نصر الدين
    هذا الرصد الشافي للمقالات يوضح الفرق البين بين كتاب الدولة
    الذين يجمعون كل قواهم اللغوية لمحاولة زر الرماد في العيون وإبعاد الناس عن إدانة الإهانة الفعلية
    التي تعرض لها النساء والرجال على ايدي حكومة الإنقاذ وبين طلاب الحقيقة والحق
    الذين يروا أن الإهانة فعل تمارسه الإنقاذ كل صباح ومساء تجاه الشعب
    وهذا ما يجب أن نقف ضده حتى ينجلي صبح الخلاص من هذه الطغمة الحاكمة


    هو العجز ....... أرخى علينا سدوله!!!

    شكراً لك أخي جعفر لمؤازرتك الكريمة ..
    تقبل مودتي وتقديري ودمت.

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-15-2010, 02:02 PM)

                  

12-15-2010, 02:09 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    أطياف: اجلدي.. يا شرطة
    (صباح محمد الحسن)

    لم يأخذني الحنين أبداً لفتاة الفيديو التي ملأت قصتها شاشات التلفاز ومواقع الانترنت، ولم أرَ سبباً للضجة الإعلامية الجوفاء لهذه القضية التي يختلف الرواة في زمنها وتفاصيلها وأسبابها، فالقضية قالت الشرطة: (إنه حكم نفذ في الفتاة في العام الماضي، ولكن قام بنشره بعض الذين يسخطون على النظام والشرطة تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان)، وشخصياً لا أرى أي خطأ في ما قامت به الشرطة، ولكن الذي فعله الإعلام والمسئولون عن نشر الفيديو هو الذي جر الفتاة للدرك الأسفل من الفضيحة، فعندما جلدتها الشرطة لم نسمع بها ولم نعرف اسمها وأسرتها، ولم نرَ وجهها، ولكن ما قصده هؤلاء لفضيحة الشرطة انعكس سلباً على هذه الفتاة، والساقطات في نظري لا يستحقن هذا النوع من الاهتمام والتعاطف والشفقة، فالشرطة عندما تفعل أن أصابت أو أن أخطأت لا يحمل وزرها فرداً إنما كيان ولكن البنت ومهما كانت براءتها، فعندما تكون سلعة للإعلام ليتداولها سباً ولعناً أو تعاطفاً وشفقة فهي في نهاية الأمر ضحية.
    لذلك لم أشارك بالأمس في هذه المظاهرة التي قامت بها بنات جنسي، ليس لأنني مجردة من الإنسانية، ولكن دائما ما أنأى بنفسي من هذه المسارح التي يكون فيها العرض مشبوهاً، فالبنت جُلدت بتهمة أنها حوكمت خمس مرات متتالية تحت المادتين (154-155)، (ممارسة الدعارة وإدارة محل للدعارة)، فلِمَ الهتاف؟ ولِمَ الاحتجاج؟ فبدلاً من اللافتات التي رفعها المتظاهرون للمطالبة بحقوق الإنسان، ولمناهضة العنف ضد المرأة، كان يكتبوا عليها: (نعم للدعارة نعم لفتح محال لممارستها)، وما الفرق بين الاثنين؟ ولو كنت واحدة من المتظاهرات لحملت لافتة وكتبت عليها بالأحمر: (اجلدي يا شرطة واحزمي.. إنه زمن الفكاك)، بربكم لماذا تحشرون أنفسكم في مثل هذه القضايا؟ وكأنكم تفتحون الأبواب لحواء وتقولون لها: افعلي ما شئت وما يحلو لك، فستكونين بطلة تتناولها أجهزة الإعلام، أي بطولة للمرأة بلا سمعتها؟، وأي امرأة تستطيع أن ترفع رأسها وهي بلا شرف؟ ثم أين هي أسرة الفتاة من هذه المظاهرة؟ وان كانت فتاة شريفة حقاً، أما كان والدها أو شقيقها يتقدم هذه المظاهرة؟ فوجعي على زمرة من الناس تصرخ، وأهل الوجعة صامتون فلابد أن نكبر ونتعقل في مثل هذه المواقف الحرجة، فالمظاهرات وفي هذا الوقت بالتحديد يجب أن تكون للوطن وجرحه، ولمناهضة تقسيمه وشتاته، ففخر أن تصرخ باسم الوطن.. وعيب أن يعلو صوتك باسم (الدعارة).

    http://alraed-sd.com/portal/permalink/50649.html
                  

12-15-2010, 02:11 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيديوالكارثــة - مقالات وكتابات صحفية (Re: نصر الدين عثمان)

    فتاة الفيديو.. تحالف الشيطان
    (د. ياسر محجوب)

    كشفت القصة الدرامية التي اصطلح على تسميتها بقصة (فتاة الفيديو) عن نوعين من الناس: نفر أصحاب غرض سياسي ونفر آخر وقع في أحابيل الإعلام.. إعلام القرن الـ(21) إعلام شبكات، ووكالات أنباء عالمية، غالبا ما تتحكم فيه الأغراض السياسية الخبيثة، فالأمر تحالف شيطاني بين الإعلام والسياسة.. انتقال العديد من المنابر الإعلامية للصيغة الإلكترونية، إنما يطرح إشكالات كبرى بأخلاقيات المهنة.. أدوات الإعلام الجديد، من قبيل اليوتيوب والفيسبوك وغيرها، أضحت معاول هدم في كثير من الأحيان، إذ أضحى بإمكان كل من لديه مادة أو صورة، أن يتحصل على حساب مجاني، يمكنه من تلويث البيئة النفسية والمعنوية للمتعاطين مع فضاء الانترنت دونما رقابة رقيب.. من المؤكد أن للإعلام هيمنة وسلطة وجبروتا، لكن عندما يبقى أمر هذه السلطة في يد جاهلة وصاحبة غرض خبيث تدخل الحقيقة في نفق مظلم لا نهاية له.
    (الخبيثون للخبيثات) إنهم ينتفضون لمناصرة فتاة تلبست وتلوثت بالدعارة وتجارة المخدرات وقال القضاء كلمته فيها أربع مرات.. في 3/1/2008 حوكمت بموجب المادة (153)، وفي 30/1/2010 حوكمت بموجب (87)، وفي 19/2/2010 حوكمت بموجب المادتين (154)و(155)، وفي 17/5/2010 حوكمت بموجب المادة (153).. لا أعتقد أن أي أسرة سودانية محترمة تقبل أن تخرج بنتها دفاعا عن فتاة ساقطة وليس مبررا لذلك بأي حال من الأحوال أن طريقة تنفيذ العقوبة كانت خطأً، علما بأن القضية انتهت منذ (10) شهور وتمت محاسبة الذين أخطأوا في طريقة تنفيذ العقوبة.
    ليس غريبا أن يتبنى الحزب الشيوعي هذه القضية ويؤجر أحد منسوبيه (10) باصات لنقل المتظاهرات أمس.. المظاهرة غير شرعية لأنها ببساطة لم تلتزم بالقانون ويستخرج لها تصريحا يحدد مسارها ووجهتها هكذا يتعامل المتحضرون في العالم.. المحير أن المظاهرة حملت شعارات تتحدث عن القوانين المسيئة للمرأة؟!.. إن لم تسمح القوانين للمرأة بممارسة الدعارة والتكشف والعري فهي قوانين مسيئة؟!.. هناك في صحيفة أجراس الكنائس عقد الحزب الأحمر اجتماعا تعبويا لاستغلال الواقعة سياسيا ومن ثم انتقلت اجتماعات الظلام إلى مقر منظمة مجتمع مدني تابعة للحزب الانتهازي بالخرطوم (3).. الحزب العقائدي العجوز مستمر في السباحة في بحر أحلامه.. أهم مرتكزات فكر هذا الحزب واساسيات الفلسفة الماركسية المنهج الإلحادي وتقديس المادة وانكار وجود الله.. ألم يدع ياسر عرمان الكادر الشيوعي الذي ركب مركب الحركة الشعبية دعوة صُراح لإعادة النظر في حد الزنا!! يريدها جاهلية أخرى، إنها الأفكار (التحريرية)، إنها الوصفة التآمرية لتدمير أعز ما نملك قيمنا وأخلاقنا.. إنها خصال الخسة والغدر، فالغدر صفة تدل على خسة النفس وحقارتها، بل هو خصلة من خصال النفاق التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا؛ ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) .


    http://alraed-sd.com/portal/permalink/50649.html
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de