شهادة ضابط شرطه عن العنصريه ضد(الفلاته)في السودان من عضو مجلس قيادة الثوره (فيصل ابو صالح)!

Quote: من تاريخ الإسلام بإفريقيا - الشيخ عمر الفوتى بقلم الدكتور عمر جاه ترجمة: أحمد الأمين أحمد القصد إلى بكه بنية أداء الحج أحد شعائر الإسلام الخمس ويكون في المألوف مرة في عمر المسلم وتنبع اهميتة في الاعتقاد السائد بان قيمة المناسك اثنائة ثوابها ازل لذا يفعل التواقون إلى الصفاء الروحي و الوثبة الأخلاقية ما وسعهم لذلك ويقضون حينا من الدهر في "مكة المكرمة و الدينة المنورة" ...مثل هذا السلوك يتأصل بعمق في الفكر الصوفي خصوصا في الطريقة التجانية التي ينتمي إليها الحاج عمر قطب التجانية والذي عرف عنة رغبته العارمة في زيارة تلك البقاع منذر عمر باكر والتي تجسدت حين علم استقرار شيخة محمد الغالي القطب الكبير في بمكة المكرمة.... رحلة الحاج عمر إلى بكة: طبقا للسلوك السائد في السودان الغربي فقد دبرالفوتى رحلته إلى بكه لعدة سنوات متنقلا بين أماكن عديدة مثل "سان لويس" في السنغال و "حمدا لحى" و "مآسينا" من أعمال دولة مالي الحالية طلبا للزاد حيث يبدو أنة قد قضى زهاءالعام في مساعدة زعماء السلطنة الوليدة لاجل النهوض ويمكن القول أنة قد أكتسب زادا كافيا يمكنة من ارتياد :بكه" عبر سوكوتو،بورنو،فزان ومصر...ورغم الجهل بنشاطه في تلك المناطق إلا أنة يمكن القول بان إكتساب المزيد من الزاد قد يكون وراء إقامته الطويلة في هذه المناطق... لا نملك دلالة لأي إشارات روحية تميز الفوتى قبيل حجة كما لم يتبين عندة أي فهم للأحداث التي تمت بالمناطق التي ترحل بها..لاحقا ورغم تبحرة في علوم إسلامية مختلفة وطول باعة في التدريس إلا أنة لم يدون أي عملا وهذه الظاهرة وسمت نشاطه حتى تاريخ حجة العا م 1826ممايشكل إشارة حسنة للدور الذي لعبة الحج في حركة الجهاد اللاحقة عند الشيخ....في الواقع بجانب أداء الواجب الديني فقد كان الهم الأساسي للحاج عمر هو الصفاء الروحي. أستهل الشيخ عمر رحلته إلى بكه من "فوتاتورا مرورا ب"ماسينا"ثم سوكوتو و بورنو "إلى "فزان" حتى "القاهرة"حيث عبر المالح إلى مكة المكرمة ولقد مكنته رحلته تلك والتي استغرقت زهاء العامين من التعرف عن كثب على الأحوال و الأحداث والاختلاط بالناس والحكام فيما عرف بالسودان الغربي ومما يلفت ترتيب هذه الرحلة بصورة دقيقة تمكنة من زيارة كل ديار المسلمين في "الطريق إلى مكة" وفى هذا تشير كلمات عمر نفسة "خطتي الأساسية كانت السفر إلى مكة المكرمة عبر المغرب "مراكش" لكنني اضطررت إلى تركها والسفر عبر السودان الغربي ..المر الذي لم اكن أود."إضافة إلى أن إقامته في "بلاد الهوسا والبرنو" قد هيئته على فهم طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عند سكان السودان الغربي ومثل هذه التجربة تعد عاملا مؤثرا عندة تجلى لاحقا في ارتياد الجهاد وسيلة للجهاد. خلفية الجهاد عند الحاج عمر: يمكن تقسيم السودان الغربي قبل الحاج عمر إلى ثلاث نطاقات: أـ نطاق يقطنه ويحكمة المسلمون مثل "فوتاتورا،موريتانيا،فوتا جالون،ماسينا وبلاد الهوسا والبرنو. ب ـ منطقة يقطنها مسلمون لكن يحكمها حكام وثنيون أو مسلمون غير ملتزمين تتمثل في "سايوجالون وسألوم بالسنغال والماندينكا بغامبيا. ج ـمنطقة يقطنها ويحكمها حكام وثنيون مثل السري ومناطق جولا في سنغامبيا إلى حدود موشى وبامبارا في النيجر الوسطى. بالنظر إجماليا فان غالبية السكان في إقليم غرب أفريقيا كانوا مسلمين رغم حقيقة عدم توافق سلوكهم الاجتماعي صراحة مع تعاليم الإسلام. ولد الحاج عمر وترعرع في "فوتاتورا"منطقة ورغم أن سكانها وحكامها مسلمين إلا أن بعض الاعتقادات والممارسات الوثنية مازالت تعشش فوقها..على كل لم يبدو أن عمر قد رغب في التخلص من خطورة هذا الوضع حتى جال في أقاليم أخرى في السودان الغربي ولم تخطر علية فكرة ارتياد الجهاد حتى وصوله بكه كما سيناقش لاحقا. الوصول إلى مكة: فور وصوله بكه 1826 قام الحاج عمر بزيارة الكعبة المشرفة حيث التقى بالشيخ محمد الغالي خليفة التجانى بالشرق آنذاك وبعد أداء فريضة الحج قرر الحاج عمر أن يمكث ثلاثة او أربعة أعوام مابين مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث ظل معظم تلك الفترة تحت الإرشاد الروحي للشيخ محمد الغالي وقد كان لهذه الصلة اللصيقة تأثير واضحا على حياة ومجاهدات الحاج عمر في مستقبل ايامة ..ورغم الحاقة بالطريقة التجانية قبيل حجة إلا أن الفوتى ظل مريدا عاديا في السلك إلى حين إلتقائة بالشيخ الغالي وفى الواقع إنه الشيخ الغالي هو من يملك زمام ترقية الفوتى في سلك التسلسل الهرمي للتجانية وبالفعل فقد تم ترفيعة خليفة للتجانية في السودان الغربي فيما بعد مما حدا به تقديم نفسة إلى الشيخ وإتباع نهجا جديدا في التربية الروحية الذاتية و طوال خدمته للشيخ..ظل عمر يجوب مابين مكة والمدينة وفى هذا السياق لابد أنة قد التقى و تبادل الأفكار مع الكثير من الناس من شتى جهات العالم الإسلامي ..تجربة ولابد أن لها اثر مباشر على افكارة حول الإصلاح. جاب الحاج عمر خلافا لبكة المكرمة والمدينة المنورة حواضر أخرى هامة في المشرق مثل القدس ،دمشق والقاهرة ورغم قلة الإلمام بنشاطه في هذه الحواضر إلا أنة قد شهر عنة حواراته المطولة مع علماء دمشق والأزهر. تغيرت حياة الحاج تغييرا ملحوظا إثر تعيينة خليفة للتجانية في السودان الغربي واكتمال حجة بنجاح حيث يمكن إدراك اثرين هامين: 1-إرتقائة روحيا وبالتالي تدرجة أعلى الهرم التجانى خليفة لخاتم الأولياء. 2-امر العودة إلى السودان الغربي بغية إصلاح مجتمعة غذ يلحظ حتى قبيل حجة بكة وتعيينة لاحقا خليفة لخاتم الأولياء لم يبدى قد أبدى اهتماما للقيام بدور قيادي في أنشطة مجتمعة سوى دورة كعالم وفى الواقع كان الحاج ينوى المجاورة في مكة بصورة أبدية قبل أن يؤمر بالعودة إلى لاصلاح ذاك المجتمع الأمر الذي يشكل علامة بارزة في شخصيته ويمكن إدراك الفروق بين هاتين الفترتين بوضوح فيما يلي: أ:نال بحجة المزيد من الامتيازات بمكث فترة كافية في بلاد الحرمين للتزود بالصفاء الروحي والنضوج الفكري . ب:أرتقي بوصفة حواريا للتجانية إلى رتبة الخليفة. ج:صار شيخا للتربية معينا من قبل النداء الإلهي لاجل إصلاح مجتمع السودان الغربي. أثرت كل هذه العوامل مجتمعة في مجرى حركة الحاج عمر حيث غيرت حياته الهادئة المستقرة إلى نشاط حركي حتى إنجازه الجهاد في العام1852...على ضوء ذلك صار جليا أن جهاده في "سنغامبيا ذي صلة مباشرة وغير مباشرة بحجة 1826---1830 كما لايمكن بسهولة إغفال أثرة المباشر على حملة الجهاد ويمكن كذلك تأمل الكثير من العوامل ذات الأثر المباشر في التفكير وإعادة التأصيل عند قادة الجهاد هؤلاء: أ-رغم أن حركات الجهاد الإصلاحية قد انطلقت ماديا من مكة المكرمة و المدينة المنورة لحين من الدهر إلا أثر تعاليمها لم يزل يحس بقوة عند هؤلاء القادة. ب-الغزو الأوربي و احتلال معظم العالم الإسلامي والذي أدت إلى لجؤ أعداد كبيرة من القادة المسلمين والعلماء صوب الأراضي المقدسة . ج-تحركات القادة الأتراك الذين انتهزوا فرصة الحج لاجل النداء للجهاد ضد الغزاة الأوربيين الذين حاولوا إلغاء الخلافة وبالتالي تطورت فكرة الإسلامية بواسطة الكثير من المصلحين و زعماء الجهاد. مفهوم الجهاد عند الحاج عمر: التأمل برهة في حركات الإصلاح الإسلامية المعاصرة يدرك بان حركة الحاج عمر الجهادية كانت ثورية بدعوى أن منشئها قد حاول إعادة تأسيس الشريعة بصورة راديكالية وخلافا للكثير من المصلحين الذين حاولوا إحياء الشريعة فقهيا فقد كان مفهوم الجهاد عند الحاج مفهوما صوفيا نظريا يرتبط بإتباع التربية والتعليم الروحي وسيلة وحيدة للإصلاح ويرى بأنها أنجع الوسائل المؤثرة في إحداث الأثر و التغيير في أي مجتمع ويبدو أن الحاج قد خلص إلى ذلك أثناء زياراته إلى مناطق مختلفة في السودان الغربي خاصة تلك التي تعرضت إلى بشكل او بأخر لمحاولات ثمة وضع كذلك يبدو بأنة ذي أثر في إتباع الحاج للطريقة التجانية كوسيلة للتربية الروحية ولقد ميز هذا النهج الصوفي المتأصل للإصلاح الحاج عمن سواه من زعماء الإصلاح الآخرين بأفريقيا متخذا أشكالا متنوعة : أ - -أنشطة فكرية تتمثل في التدريس والتأليف . ب-محاولات جادة لتأسيس سلطة خليفةالتجانى في السودان الغربي لاجل تطبيق تعاليم الصوفية عند التجانية. ج-حملات عسكرية هدفها الجهاد في سبيل الله . تمركزت فكرة الحاج عمر بوصفة زعيما صوفيا حول مبادى التربية الذاتية الصوفية. لتقيم اثر الحج على مفهوم الجهاد عند الحاج ينبغي للمرء تأكيد أن الحاج عمر لم يؤلف أي رسالة حول الإصلاح رغم طول باعة في التدريس قبل ذهابه الحج1826---1830-في الواقع هن أول عمل كامل نسب إ لية أنجز في المدينة المنورة 1828 تحت عنوان"تذكرة المسترشدين وفلاح الطالبين"وفيةإستجلاء لمصطلح الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والذي يهتم بترقية الخير وقهر الشر -مبدأ وإنجازه يكمن عبر وسائط التربية الذاتية الصوفية والتي تقود نحو المعرفة. الأثر الثاني من مصنفات ا لحاج عمر هو "تذكرة الغافلين من مغبة اختلاف المؤمنين"والذي قد صنفة في العام1831 في طريقة من القاهرة إلى بلاد الهوسا ومجملة محاولة تبيان الخلافات بين الغريمين محمد بيلو وشيخ البرنو محمد الأمين الكانمى وتكمن ميزة هذا الأثر كونه أول مصنفات الحاج عمر عقب تعيينة خليفة لخاتم الأولياء وفية تحذير صارم للخصمين يأمرهم بفض النزاع بينهما سلميا وإلا الرضوخ للعواقب ويرتكز هذا التحذير المكتوب في قالب شعري على آلاتية التاسعة من سورة الحجرات "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فأن بغت إحداهما علىالاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي إلى امر الله فأن فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين". وفى هذا دلالة على السلطة التي تمتع بها الحاج عمر داخل مجتمع السودان الغربي وتتميز لغة التحذير هذا بالجدل والإقناع النظري بيدان أدوات الحاج المادية لم تمكنة تلك الفترة من تنزيله محل الواقع.. لقد أثار هذا التحذير هلع كل من الكانمى بيلو خصوصا أنة تعداهما إلى مساعديهم السياسيين والدينين الذين نعتهم الحاج بالنفاق والانتهازية ...ساهم كلا من هذا التحذير وأنشطة الحاج الدعوية للطريقةالتجانية في بلاد البرنو في جعلة "شخص غير مرغوب فيه" عند الشيخ الكانمى والذي -على حد قول الحاج عمر -قد فشل في محاولات إغتيالة "عند هبوطنا بلاد البرنو قادمين من الأراضي المقدسة نشبت أزمة حادة بيني والسطان ا ا لذي حاول قتلى..فأمسى القتلى الذين بعثهم لقتلى عميا عند وصولهم إلى يبصرون السماء حينما ينظرون أعلى لكنهم عندما يحدقون تجاهي لايبصروننى ..وعند إبلاغهم الأمر لسلطانهم أمرهم الرجوع لقتلى نهارا فكنت وسط تلاميذي محروسا بقوة من الرجال ينتمون للعالم اللامنظور "كما ذكر في سفرة الموسوم "رجاف الغائب". حسب أقوال الحاج لم يتخلى السلطان عن محاولات قتلة إلا بعد تحذيره بواسطة خاتم الأولياء شخصيا"ومن ثم اجبر على معاملتي باحترام ######اء قبل أن أغادر دياره" كما صور الحاج ذاك الخلاف في مصنف آخر عنوانه" رسالة الاحتجاج إلى محمد الكانمى "ورغم عدم تأريخها ألانها دونت كاحتجاج صارخ ضد الكانمى حوت مسألة المجتمع التجانى في بلاد البرنو آنذاك وتمحورت حول أمرين أساسين ،اضطهاد التجانية في بلاد البرنو والفتوى التي زعم الكانمىانة تلقاها من علماء مصر وطرابلس وفيها دحض لمفهوم خاتم الأولياء عند التجانية وفى هذا إشارة للنجاح الجزئي الذي حققه الفوتى إضافة إلى المتاعب التي واجهها في بلاد البورنو. ينسب إلى الحاج أثر آخر هو"رسالة سوق الحبيب إلى إبراهيم اللبيب"والذي صنفة إبان إقامته في ديار الهوسا وما يهمنا فيه مهاج التجانية في التربية والذي بدأ الحاج طرحة خلال هذه الفترة الباكر من جهاده وعلى وجه الخصوص "صلاة الفاتح" التي يعتبرها التجانية مفتاح التصوف.... بجانب هذه التربية الصوفية الذاتية والتي تسلك عبر"صلاة الفاتح"فقد طور الحاج مسألةعظيمةالأثر لإصلاح الزعماء تتعلق بتجارة الرقيق في السودان الغربي ذاك العهد ..أنشأ يقول "ليس هنالك اعظم جهلا وفساد وحرجا من هؤلاء البشر الذين يحلون تجارة البشر الأحرار بدعوى الفتوى.. مسألة بيع الرقيق المسلم إلى الأوربيين أو غيرهم يعتبر أمرا محرما مطلقا ..لكن رغم هذا التحريم إلاان أدعياء المعرفة قد تركوا الجهلاء وحدهم يتنافسون في هذا المسلك المكروه..أسوأ من ذلك ليس هناك من يدين هذا وليس هنالك عالما او أميرا يحاول إنهاء هذا المسلك المحرم...إنهم يتصرفون كأنهم غير ملزمين بذلك 00 تعدهذة الإدانة لموقف السلطة الروحية والزمانية السلبي حيال تجارة الرقيق --دلالة على الاهميةالتى علقها الحاج على مبدأ"الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" . ترد اكثر الأشكال وضوحا في مشروع الحاج الإصلاحي في مصنفة "المقاصد السنية" والذي املاة في العام1835 وهو محاولة تبيان وظيفة السلطات الزمانية والروحية في الإسلام...ويظل مهما اعتقاد الحاج في عدم إمكانية أي مصلح حمل رسالته بصورة حاذقة قبل "أن يحظى بالثقة والمحبة والتعاطف وسط أهلة بالتالي فينبغي علية أن يكون مرنا ومنطقيا وقابلية للتضحية" يجب على المصلح معرفة كيفية استخدام الوسائط الدبلوماسية لإقناع أهلة وإلا فأن نشاطاته قد تحدث فتنة اكبرمن تلك التي حاول إصلاحها. صور الحاج عمر نفسة في "المقاصد" زعيما صوفيا نقيا و بسيطا دون التعلق بالأمور الدينية يقول.."إذا فهمت مرامنا فينبغي عليك إدراك بان ليس هنالك رسولا ينجح في توصيل النداء الرباني إلى كل البشر مالم يستطع التمثل من خلال الله وبمقدرته الأمر الذي يتم فقط حين يركل كل الرغبات و الطموحات والشهوات التي يعرضها علية الله دون أن يا مرة بقبولها ..لن يصل فرد إلى الله مالم يطهر نفسة من كل المقاصد الدنيوية" ثمة نظرة كتلك لا تدع مجالا للشك بان موضوع الحاج الأساسي بداية كان التربية الروحية الذاتية..أي إصلاح مجتمع السودان الغربي بامتثال الصفاء الروحي .. لقد كان هذا النهج في الإصلاح الاجتماعي أمرا طارئا يعكس علاقة متسقة مع خصمة سلطان سوكوتو . ظلت محاولات الحاج عمر حتى ذاك الأوان حول تأسيس سلطة خليفة التجانية سلمية ودينية بصورة جذرية كما كانت خلافاته مع الزعماء الآخرين دفاعية في مقامها الأول ومما يلفت موقفة الذي يوضح الاتفاق المتين بين التجانية و سلطان سوكوتو لاجل احترام المواقف والتعاون بغية دعم السلام والوحدة بين المسلمين ...لكن هذه السماحة لم تظهر في مصنفاته اللاحقة ففي "سيوف السعيد"الذي أملاه العام 1837احتج الحاج بحدة حيال الوضع ضد نشاطاته في"بلاد الهوسا" والجدير بالذكر تمييزه اتباعةعماسواهم لاول مرة في مصنفة هذا ونعتهم بالسعداء بينما وصم منتقديهم ومعارضتهم بالآثمين و المحرومين من رحمة المولى..كما ألح في الدفاع عن وضع التجانية ضد منتقديهم مصرا بان ليس هنالك من بمقدوره المعرفة سوى العارف بأمر الله فكتب يقول "ليس بالإمكان مناقشة الحقيقة إلا عبر من يستطيع فهم الشريعة ظاهرا وباطنا وهذا مالم يتح إلإللاولياء والأنبياء " توطئة للأثر الرئيس للحاج عمر "رماح حزب الرحيم" يعتبر "سيوف السعيد" أخر مصنفاته في ديار السوكوتو ويعد بجانب مصنفاته المذكورة آنفا صور متكاملة لنشاطاته بوصفة شيخا للتربية في بلاد الهوسا ولقد صور الحاج نفسة عبر هذه المصنفات شيخا صوفيا متوجا يمارس السلطة لإجراء الإصلاحات التي امر بها في السودان الغربي. مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر: يبدو لتجربة لحاج في بلاد الهوسا أثرها في قرارة توسيع أنشطة تشمل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والذي قادة إلى الهجرة والجهاد المسلح ،ورغم عدم وضوح مفهومي المعروف والمنكر عند الحاج إلاان التحليل الدقيق لمؤلفاته يمكن من ببيانهما طبقا للدلالات التي سعى إلى ترقيتها وتطويرها وتلك التي حاول تطويقها وإزالتها ..ومن ضمنها الفرقة والحروب الأهلية والفساد الأخلاقي خاصة التقصير في أداء الواجب من قبل الحكام في بلاد السودان الغربي آنذاك إضافة إلى التوجهات العقائدية والكبر عند العلماء وتفشى الظلم الاجتماعي كما يتجلى في تجارة الرقيق . طبقا للحاج فان القصد من المر بالمعروف هو التطبيق المحدد للشريعة والذي يتم فقط عند فهمها وتهيؤ العقول لإقامتها مما يستدعى متغيرات أساسية في "منهاج المسلمين"التربوي وتطوير الحياة الأخلاقية والروحية في مجتمع السودان الغربي..علية فيمكن القول بان الحاج كان يعول على التربية كوسيلة للإصلاح. مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يرى الحاج عمر أن الوجود الأدنى للمجتمع المسلم يعتمد على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر علية يعزى فشلة بعدم التمثل بهذا الواجب الأساسي فصنف يقول.."ينبغي عليك الإدراك بان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مؤسستان أساسيتان في الإسلام ..وإنهما وراء القصد من بعث الرسل إلى البشر وتوقف تطبيقهما وتجاهل وظيفتهما يعنى عدم سريان مهمة النبوة في الوجود مما يقود إلى هدم العالم بآسرة ....لقد اصبح من النادر اليوم وجود مؤمنا خالصا مطلق الإيمان بقوة الله التامة او مقاومة الدنيا في سبيل الله أما من يحاول تطبيق هذا الواجب فسوف يتشرف بمحاولة إحياء السنة النبوية التي يحاول معظم الناس في هذا العصر إماتتها "كما يرى بان من الضروري إلقاء اللوم على تجاهل هذا الواجب على السلطات الدينية والزمانية يقول.."فليلعن ربى هولاء الذين يتمتعون بالسلطة لكنهم لا يفعلون شيئا لاجل ترقية الخير وقتل الشر داخل كيان الذىيحكمون ..لاينبغى لوم أحد على إفساد الدين سوى الملوك وعلماء السوء الذين قد باعوا ضميرهم بغية الكسب الدنيوي .." الذي يتم فقط عندما تكون مفهومة عند البشر وتهيؤ العقول لفهمها و إقامتها مما يستدعى متغيرات أساسية في "منهاج المسلمين"التربوي وتطوير الحياة الأخلاقية والروحية في مجتمع السودان الغربي علية فيمكن القول بان الحاج كان يعول على التربية.يبدو من هذا المقتبس مناداة الحاج عمر صراحة بالتمرد ضد كل السلطات والعلماء الذين تجاهلوا مبادى المر بالمعروف والنهى عن المنكر كما يبدو أن فشل تمردا صريحا مثل ذاك قد اثر في قرار الحاج في النداء بالهجرة من كل المناطق التي يرتكب فيها المنكر إن لم يكن بمقدور المؤمن معالجة الوضع فصنف يقول."ينبغى عليك إدراك أن في عصرنا الراهن تصبح الهجرة فرضا على كل الذين يقيمون فىإى دولة ترتكب فيهاالاثام والمعاصي علنا دون أدنى إعتبارمن السلطات المسئولة لأجل تصحيح ذاك الوضع-إن لم يكن من حيلة للمعالجة فمن الضرورة الهجرة والجهاد على النحو التالي: أ-هجرة كبرى ومجملها تربية روحية ذاتية أساسها العمل بالنية.ب-هجرة صغرى وخلاصتها ممارسات مادية تتمثل في الترحال من مكان إلى أخر. ينبغي إدراكا الهجرة الروحية الكبرى والمتمثلة في الممارسات المقرونة بالنية تعد فرضا كما يقضى القران الحكيم والسنة النبوية المطهرة وإجماع علماء الأمة".يقصد الحاج بتلك الهجرة الكبرى التربية الروحية الذاتيةالتى تقود إلى خلاص الر وح والتقوىوالمقدرةعلى الخلاص من الرغبات المادية وثمة هجرة كتلك ترتبط مباشرة بالجهاد المتمثل في جهاد النفس والذي يراه مقدمة إلى الجهاد ضد الطواغيت.تحتوى تلك الجوانب من الهجرة والجهاد على الفكرة المركزية للتربية الصوفية والتي جعلها الحاج ركيزة حركته الإصلاحية..لكنة بمرور الزمن فقد خلص إلى أن الكمال الأخلاقي والسموالروحى كفتحين يتحققان عبر الهجرة والجهاد ليست وسائل كافية لتأسيس سلطة خاتم الأولياء كما ليس بإمكانهما تمثل منهج مؤثرفى فرض الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر..بالتالي فلابد من ضرورة تحويل الهجرة والجهاد من شكلهماالتربوى الذاتي السلمىإلى مبدأ تنظيما مسلح وعلية فقد تم تأسيس مؤسسة "دار الهجرة"في دينقوبرى1849 والعمليات الحربية اللاحقة 1852. لقد أكد تأسيس كيانا تجانياخالصا في"دينقوبرى"ضرورة إيجاد معايير تربوية بغية ضمان سلامة وحماية هذا الكيان ضد الهجوم المحتمل من الخارج وعلية فقد تم بناء حصنا عسكريا بةويقال بان الحاج قد أرتبط بتدريب أنصاره عسكريا وتسلح بأسلحة و ذخيرة مما أضاف بعدا ماديا إلى سيرته الروحية بجانب باعة في التربية التي ظل يحقنها لاتباعه منذ البداية. لقد تمكن الحاج عمر بامتشاق السيف والتربية من بسط إصلاحه بنجاح وتأسيس إمبراطورية التجانية في "السيقو"العام1862,وليس بمقدور هذه الدراسة مناقشة حملاته العسكرية التي مكنته من تأسيس تلك الإمبراطورية. مما سبق يمكن للمرء إدراك اثر الحج على جهاد الحاج عمر الفوتى إذ تبين نشء الفكرة الأولى للإصلاح عند أول وهلة عند أثناء طريقة إلى "بكه"وأثناء مجاورته بالحرمين كما يعتبر قرارة تبنى الجهاد نتيجة مباشرة لتعيين خليفة "خاتم الأولياء"بالسودان الغربي وسلك النهج الصوفي والتربية الروحية الذاتية إثر تجربته الخاصة في "ماسينا"سوكوتو"و"البرنو"حيث ديار المسلمة التي قد فشل فيها الإصلاح المرتكز على الإحياء الخالص في تحقيق موضوعاته..لذا تحتم علية إعادة التنويع ليسهل الوسائل حين تيقن عدم جدوى التربية الذاتية الروحية الخالصة من حمل الآمر بالمعروف والنهى عن المنكر بصورة فعالة. * إشارة: هذى الدراسة كتبت في الأصل بالإنجليزية وقد قدمها صاحبها الدكتور عمر جاه المحاضر بجامعة عبداللة باييرو بكانو شمال نيجريا والتي ساهم في تأسيسها عبداللة الطيب وقدمها إلى:"المؤتمر الدولي الثالث بمعهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة الخرطوم نوفمبر العام1977 وقد نشرت فيما بعد ضمن كتاب"بلاد السودان الوسطى -التراث والتألف --أوراق في الجغرافيا والاقتصاد والتأريخ السياسي في الحزام السوداني "تحرير الدكتور يوسف فضل وpaul Derinposs صدر عن مطبعة التضامن المحدودة ضمن سلسلة المكتبة السودانية تحت الرقم "1"