كمال حسن بخيت: مقاطعة البشير للقمة الافريقية الاوروبية "ضربة معلم" اصابت المتربصين في مقتل

Quote: كان موقف السودان بمقاطعة السيد رئيس الجمهورية القمة الافريقية الاوروبية.. موقفاً سليماً.. وكما يسميه العامة في السودان (ضربة معلم) اصابت المتربصين بالسودان وبرئيسه في مقتل. واعقب ذلك القرار الموفق تطور جديد.. وخطوة جديدة.. حين طالب السودان بضرورة تأجيل اجتماعات مجلس الامن والسلم الافريقي. وكان موقف السودان بمقاطعة القمة.. هو تحفظ الدول الاوروبية على مشاركة السودان على مستوى رئيس الجمهورية. وكان من المفترض أن تعقد قمة مجلس السلم الافريقي اجتماعاتها امس مباشرة عقب انتهاء اجتماع القمة الافريقية الاوروبية. امس الامر المدهش والذي يؤكد تربص الدول الاوروبية بالسودان وبرئيسه هو تحفظها على مشاركة السيد الرئيس.. مع العلم أن القمة عقدت في بلد افريقي ملتزم بقرارات الاتحاد الافريقي والذي رفض الاعتراف والتعاون مع الجنائية الدولية وكذلك رفض إتخاذ أي إجراء ضد الرئيس. ومعروف ان الاجتماعات من المفترض ان تناقش قضايا تطورات الاوضاع بالسودان الى جانب قضية الصومال وغيرها من قضايا الشأن الافريقي وكان من المفترض ان يشارك السيد رئيس الجمهورية في اجتماعات القمة الافريقية الاوروبية بعد أن تلقى دعوة رسمية من القيادة الليبية التي استضافت الاجتماعات.. إلا أن رئاسة الجمهورية قد تلقت من القيادة الليبية محادثة عاجلة ابلغت من خلالها السودان تحفظ بعض الدول الاوروبية المشاركة في القمة على مشاركة السودان في القمة على مستوى رئيس الجمهورية. وكنا نتوقع من القيادة الليبية أن تحتج على التحفظات الاوروبية تجاه السودان، مثلما فعلت الشقيقة مصر العربية ضد التحفظات الاوروبية في القمة السابقة.. وعندما أصرت الدول الاوروبية على تحفظاتها وتم نقل القمة الى فرنسا. وموقف الرئيس القذافي.. لو تحدث في هذا الامر وطالب الدول الاوروبية المتحفظة.. لبدلت موقفها تماماً.. لان الجماهيرية تتمتع باقتصاد قومي وبموارد اقتصادية معظم الدول الاوروبية في حاجة لها، وتستطيع الجماهيرية ان تلحق الأذى باية دولة اوروبية ترفض الاستجابة لطلبها. والعقيد القذافي من الرؤساء المعروفين بمساندتهم للسودان ودعم قضاياه.. الا أن هذا الموقف لم نستطع ان نعرف اسبابه. ولا أدري ان كان وجود خليل ابراهيم المدعوم من فرنسا والمانيا وبعض الدول الافريقية جعل القيادة الليبية تصدر ترحيبها بالرئيس البشير في يوم انهاء القمة.. وهي التي بادرت بدعوته لحضورها ثم نقلت له تحفظات الدول الاوروبية. كان يمكن تفادي الحرج ويطلب سيادة العقيد القذافي نقل القمة الى أية دولة أخرى. واضح جداً.. ان العديد من الدول العربية كانت متربصة بالرئيس البشير.. بمعنى أنها كانت تنوي شراً.. وحسناً فعل الرئيس البشير بمقاطعته للقمة حتى يتفادى الحرج للعقيد القذافي.. والذي تربطه بالسودان قضايا مصيرية.. ومصالح مشتركة اقتصادية وسياسية وفكرية. في تقديري الشخصي ان مثل هذه القمة لا فائدة ترجى منها.. وبياناتها دائماً جاهزة.. تبدأ بالشجب.. وتنتهي بالاستنكار ومن اسباب ذلك التحفظ الاوروبي.. هو محاولة افساد علاقة السودان بالجماهيرية الليبية..و كذا افساد علاقاته بدول الجوار الافريقي.. وهذا مخطط معروف لدى القيادة الليبية وكذلك القيادة السودانية وقيادة الاتحاد الافريقي والذي كنا نتوقع منه اصدار بيان قوي يرفض التحفظات الاوروبية على مشاركة السودان. السودان لن يلتفت لمثل هذه التحفظات غير الموضوعية.. ويأمل من كافة الدول الافريقية أن تلتزم بقرارات الاتحاد الافريقي.. وتصفع اية دولة تحاول النيل من أية دولة افريقية.