مِدادُ الأصدقاء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2010, 09:46 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مِدادُ الأصدقاء

    بذلك أمضي على أثرِ صاحبي الشاعر الكويتي الفارِع البارع الجميل روحاً وشعرا / دخيل الخليفة
    والذي أسس بيومٍ ما أرشيفاً ضخماً بمنتدى (مدينة على هدب طفل)،
    إلا أن المنتدى غيبته ظروفٌ لا أعلمها منذ مدة خلت،
    ذلك على اختلافي معه من حيث التوجه،
    فأرشيفه جاء منتقىً ويعج بأسماء براقة ونماذج مدروسة لشعرهم،
    وهي في الغالب أسماء لها مكانها وشهرتها على الخارطة،
    إلا أني بأرشيفي هذا أخص الأصدقاء لا سواهم وأترك أمر التذوق للقارئ،
    كذلك سأخالفه في أمر إغلاق أرشيفه لإيراد منتخباته فقط،
    حيث سأتركه مفتوحاً ليتحقنا الأصدقاء والصديقات هنا بمنتخبات لهم كذلك، كذلك للإدلاء بآرائهم حول المداد المبذول...
    وعلى رغبتي في التعريف بمن سأنتخب من الأصدقاء
    إلا أني سأكتفي بإيراد نصوص لهم فقط.
                  

12-01-2010, 09:50 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مِدادُ الأصدقاء (Re: بله محمد الفاضل)

    لتكن ضربة البداية إذن من:
    العراق...
                  

12-01-2010, 09:53 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مِدادُ الأصدقاء (Re: بله محمد الفاضل)
                  

12-01-2010, 10:06 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مِدادُ الأصدقاء (Re: بله محمد الفاضل)

    يَتَقَاطَرُونَ .. !!
    ( كَيْ لا تَشِيخَ الذَّاكِرَةْ )

    شِعْر / سَعْد اليَاسِري





    " الذَّرْءُ "


    أُكْسُ اشْتِبَاهَ الغِرِّ بِالتَبْلِيغِ ,
    أيِّدْ شَهْقَةَ التَكْوِينِ ,
    نَاوِشْ : هَيْضَلَ النَائِينَ / نَسْيَ الدَّارِ / سَارِيَةَ الدُجَى ,
    عَزِّزْ طَوَاسِينَ القَرِيضِ بِهَيْبَةِ الإنْشَادِ ,
    بَارِكْ صَوْتَهُ - المَفْتُولَ فِي رَجْعِ الصَدَى - كَيْ لا تَشِيخَ الذَاكِرَةْ .
    أبَتَاهُ ؛ نَاوِلْهُ العَصَا .. !!




    " الوَضْعُ "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    نِكَايَةٌ حُشِرَتْ بِأمْزِجَةِ العِنَادِ ,
    بِعُمْقِ عُمْقِيَ يَنْبُشُونَ ,
    جَمِيعُهُمْ عَاثُوا بِغَفْوِ الشَوْقِ ..
    جَالُوا ,
    كُلُّهُمْ يَتَقَاطَرُونْ .. !!



    " 1 "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    سُلافَةُ الأصْحَابِ ,
    شَطْرُ الكَرْخِ ,
    بَغْدَادُ اللَّيَالِي المُقْمِرَاتِ ,
    عَبَاءَةٌ عَذْرَاءُ لاكَتْهَا الفَجِيعَةُ ,
    شَهْوَةُ المَقْهَى لِمَضْغِ التَبْغِ وَالأعْرَاضِ وَالأوْقَاتِ ,
    دُخَّانُ السَجَائِرِ يَهْتِكُ الألْوَانَ , يَنْتَحِلُ الطِلاءَ ,
    شَقِيَّةٌ تَبْكِي وِسَادَتَهَا اليَبَابَ ,
    جَدِيلَةٌ ثَكْلَى سَلاهَا المِشْطُ وَالتَخْضِيبُ ,
    خَطْوُ الزَائِغَاتِ / الدَاهِسَاتِ بَرَاءَةَ الإسْفَلْتِ ,
    جِسْرٌ بَتَّرَتْهُ حَيْرَةُ العَرَبَاتِ / أوْهَامُ المُشَاةِ ,
    فَطَائِرُ الفَرَّانِ كَالأقْوَاسِ فِي صَدْرِ الجَوَامِعِ ,
    بَاعَةٌ يَتَجَوَّلُونَ كَسِيرَةِ المَفْضُوحِ ,
    طُلاَّبٌ / صَعَالِيكُ الدُرُوبِ – وَكُنْتُ مِنْهُمُ - ,
    طَالِبَاتٌ عَائِدَاتٌ مِنْ مُنَاوَرَةِ المَدَارِسِ , صِبْغَةُ ( النِّيلِيِّ ) (1) تَطْغَى فَوْقَ أجْسَادِ النُفُورِ ,
    كَتَائِبُ الطَّاغِينَ جَاسَتْ كُلَّ دَارٍ ,
    دِجْلَةٌ تَسْعَى , تَجُوبُ الأرْضَ , تَلْتَهِمُ الزَوَارِقَ وَالسُكَارَى وَالمَجَارِي وَاشْتِعَالاتِ المُرَاهِقْ .. !!



    " 2 "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    القَاطِعُونَ مَفَاوِزَ التَيَهَانِ – أرْبَكَهُمْ فَحِيحُ الرَمْلِ - ,
    مِئْذَنَةٌ , شَوَارِعُ , أنْهُرٌ , مُدُنٌ , كَنَائِسُ ,
    أُمَّهَاتٌ صَابِرَاتٌ كَالنَخِيلِ يَسُفُّ أغْبِرَةَ المَقَابِرِ مُرْغَمَاً ,
    ذِكْرُ الدَرَاوِيشِ , انْكِفَاءَةُ صَوْتِ مُنْشِدِهِمْ , مَقَامَاتٌ , تَكَايَا ,
    نُكْتَةٌ جَفَّتْ عَلَى ثَغْرِ التَمَنِّي ,
    النَائِمُونَ عَلَى رَصِيفِ النَّائِبَاتِ ,
    الخَاتِنُونَ ذُؤابَةَ المِشْكَاةِ – قَالُوا : لَمْ يَعُدْ لِلضَوْءِ مُتَّسَعٌ بِهَذِي الأرْضِ - ,
    عَتَّالُونَ بِالمَجَّانِ لِلبَلْوَى العَصِيَّةِ ,
    وَالتُقَاةُ ؛ الشَاهِرُونَ اللهَ فِي دَارٍ يُسَوِّرُهَا سُوَاعُ ,
    السَائِلُونَ : بأيِّ ذَنْبٍ نُسْتَبَاحُ ,
    المُسْرِفُونَ – الرَبُّ يُهْلِكُهُمْ ؛ فَمَا هَلَكُوا .. وَلَكِنَّا هَلَكْنَا - ,
    السَاهِرُونَ عَلَى أثِيرِ مُكَالَمَاتٍ قَدْ تُؤَدِيَ لِلجِمَاعِ ,
    النَاسِخُونَ قَصَائِدَ المَحْظُورِ فِي ( سُوقِ السَرَاي ) (2) ,
    الخَادِعُونَ صِغَارَهُمْ : لا تَحْزَنُوا ؛ وَتَسَرْبَلُوا بِدُعَاءِ سَيِّدِنَا المَسِيحِ ,
    الخَادِعُونَ كِبَارَهُمْ : لا تَقْنَطُوا ؛ عَدْلُ الإمَامِ سَيَمْلأُ الدُنْيَا حُبُورْ .. !!



    " 3 "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    مَقَاتِلُ الثُوَّارِ فِي ( شَعْبَانَ ) (3) ,
    أنَّاتُ المَآتِمِ ,
    رَايَةٌ سَوْدَاءُ ( أدْرِكْنَا ؛ عَلِي الهَادِي ) (4) تَسَامَتِ فَوْقَ سَطْحِ ( الهَوْرِ ) أيَّامَاً , وَلَمْ يَحْضُرْ ( عَلِي الهَادِي ) .. سِوَى أنَّ المَدَافِعَ قَدْ أتَتْ .. !!
    ( أرْبِيلُ ) (5) ؛ تَنْهَشُهَا الضِبَاعُ , إزَارُهَا الـْ خَاطَتْهُ كَفُّ الشَمْسِ مَرْهُونٌ لِأحْذِيَةِ الجُنُودِ ,
    سَمَاؤُنَا فُتِقَتْ وَسَالَ الكُحْلُ , وَاعْتَلَّ المَدَى ,

    ( شَعْبَانُ ) صَيَّرَنَا :

    خَرِيفَاً لِلمَهَاوِي * بَحَّةً تُتْرِي * نَخِيلاً جَاثِيَاً سَجَدَتْ نَوَاصِيهِ اتِّقَاءَ غَرِيزَةِ الحَطَّابِ * أمْوَاتَاً نُعيِلُ القَبْرَ فِي ( وَادِي السَلامِ ) (6) كَـ ( حَيْدَرِ ) (7) المَجْدُولِ بِالشِرْيَانِ * أشْبَاحَاً بِلا ظِلٍّ يُدَاسُ , وَلا يَدُوسُ * ضَرَاعَةً تَاهَتْ لأنَّ اللهَ لَمْ يَحْفَلْ بِأدْوَاءِ العِرَاقِ * مَنَارَةً سُبِيَتْ وَحَانَتْ سَاعَةٌ : ( عَبَسَتْ وُجُوهُ القَوْمِ خَوْفَ المَوْتِ ) (8) وَالعَبَّاسُ لَمْ يَضْحَكْ , وَلَمْ يَتَبَسَّمِ * هَمَّاً لَنَا فِي ضَفَّتَيْهِ زَفِيرُ كَرْبِنَا وَالشَّهِيقْ .

    ( شَعْبَانُ ) صَيَّرَنَا رُفَاتْ .. !!



    " 4 "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    الفَاسِقُونَ السُمَّ فِي عَذْبِ الفُرَاتِ ,
    اللاَّهِجُونَ بِكَرْمَةِ التَأمِيلِ - مَا نَالُوا المُرَادَ - ,
    العَائِدُونَ مِنَ الحُرُوبِ بِنِصْفِ أطْرَافٍ وَثَقْبٍ فِي المَصِيرِ ,
    الرَّاعِدُونَ كَقَفَّةِ الحُمَّى إذَا خَطَرَ الظَلاَمُ ,
    العَابِثُونَ , السَاخِطُونَ ,
    المُرْجِفُونَ ؛ وَكَانُوا دَوْمَاً - فِي مَدِينَتِنَا - الأعْزَّ ,
    القَائِمُونَ اللَّيْلَ مِنْ أجْلِ التَعَبُّدِ – فِي النَهَارِ يُمَارِسُونَ عِبَادَةَ الأقْوَى / التَقَارِيرَ / الرَذِيلَةَ ؛ يَأكُلُونَ أخَاهُمُ وَاللَّحْمَ مَيْتَاً .. !!
    مِحْنَةُ الأشْرَافِ فِي عَهْدِ البَغَايَا ,
    بَهْجَةٌ سُرِقَتْ عَلَى غَيْرِ انْتِبَاهٍ ,
    رَحْمَةٌ حَطَّتْ عَلَى سَقَمِ الحَيَارَى ,
    دَرْدَشَاتُ الفَجْرِ ,
    كُهَّانٌ يَلُوطُ الإثْمُ فِي قُدَّاسِهِمْ سَجْعَاً ,
    غَرَابِيبُ القُلُوبِ العُمْي ,
    عَاهِرَةُ السَبِيلِ – وَيَا إلَهِيَ كَانَ نَهْدُهَا ذَابِلاً - ,
    شَهْرُ المُحَرَّمِ – جُلُّهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ ( الهَرِيسَةَ ) (9) لا الحُسَيْنْ - .. !!



    " 5 "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    طُفُولَةٌ نُخِرَتْ لِأُبْصِرَ ,
    بَيْتُنَا المَحْفُوفُ بِالصَلَوَاتِ – كَانَ يَلُمُّنَا وَقْتَ الغَدَاءِ - ,
    حَقِيبَتِي وَدَفَاتِرِي الأُولَى * دَوَاوِينُ المَعَرِّي , الجَمْهَرَاتُ * الرَسْمُ بِالكَلِمَاتِ * سَيَّابُ الشَنَاشِيلِ * الفَرَزْدَقُ * فِتْنَةُ المَاغُوطِ .. !!

    أُمِّي ؛ أوَّلُ المَاشِينَ فِي عَيْنَيَّ * آخِرُهُمْ * وَأجْمَلُهُمْ * وَأصْدَقُهُمْ وَفَاءً * هَدْأةُ السُكْنَى * مَصَابِيحُ السُؤالِ * وَغَايَةُ المَعْنَى الجَزِيلِ * بَرَاعَةُ النَجْوَى * وَأكْثَرُهُمْ حُضُورَاً فِي جُيُوبِيَ * سِدْرَةُ المَأوَى .. !!

    صَدِيقِي ؛ لَيْسَ إلاَّ وَالِدِي المَغْرُوسُ بِالغَيْمَاتِ رَبَّاً * لا يَنَامُ بِغَيْبَتِي رَغْدَاً * وَيَمْنَحُنِي : الحَيَاةَ / غَوَايَةَ الشُعَرَاءِ / مَصْرُوفَاً * يَغُضُّ الطَرْفَ إنْ نَقَصَتْ سَجَائِرُهُ * يُلَمْلِمُنِي * يُعَلِّمُنِي السَعَادَةَ رَغْمَ حُزْنٍ يَعْتَرِيهِ * يُقَطِّرُ الإبْصَارَ فِي الأحَدَاقِ .. !!

    إخْوَانِي ؛ سَرَايَا اللَّوْنِ وَالأمَطَارِ وَالشَغَبِ النَبِيِّ * يُكَدِّسُونَ حَنِينَهُمْ فِي طَيِّ أمْتِعَتِي * يَنَامُونَ انْتِشَاءً بَيْنَ مَحْبَرَتِي وَأوْرَاقِ الغِيَابِ * وَيَحْرِثُونَ القَلْبَ كَيْ أشْجُو كَنَاقُوسِ المَعَابِدِ * يُضْرِمُونَ حَرَائِقَ الذِكْرَى * أرَانِي بَيْنَهُمْ كَالظِلِّ * إخْوَانِي الحَوَارِيُونَ أعْشَقُهُمْ .. !!



    " 6 "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    شَقِيقُ دَرْبِيَ وَالدِرَاسَةِ ؛ يُشْبِهُ الأنْهَارَ فِي مَجْرَاهُ ,
    صَاحِبَتِي التِي قَرَأتْ جُنُونِيَ مَرَّتَيْنِ بِلا اهْتِمَامٍ – قَدْ أحَبَّتْنِي قَلِيلاً ثُمَ نَامَتْ - ,
    صَاحِبِي المَوْشُومُ أُغْنِيَةً بِثَغْرِيَ ؛ قَدْ تَوَارَى – كَالمَمَاتِ – مُبَكِّرَاً ,
    وَصَدِيقَتِي الأبْهَى تُحِبُّ : البِيرَةَ / الأشْعَارَ / تَرْبِيَةَ المَقَالِبِ ,
    طِفْلَةٌ أخْرَى تُنَاكِفُنِي – وَصَارَتْ حِينَ حَلَّ الجَدْبُ مُرْضِعَتِي - ,
    صَدِيقِي كَانَ يَقْلَقُ إنْ تَأخَّرَ حَيْضُ لَيْلاهُ البَتُولِ ,
    وَآخَرٌ شُلَّتْ يَمِينُهُ مُنْذُ بَرْعَمَةِ الطُفُولَةِ , طَالَمَا كُنَّا نَخُطُّ عَلَى يَمِينِهِ ذِكْرَيَاتِنَا وَالشَتَائِمَ ,
    ثَالِثٌ يَمْشِي عَلَى خَيْطِ التَوَجُّسِ ,
    رَابِعٌ يَبْكِي إذَا جَنَّتْ عَلَيْهِ الحَالِكَاتُ بِلا نِسَاءٍ يَسْتَبِحْنَ مُجُونَهُ ,
    وَالخَامِسُ ؛ الوِدُّ الذِي يَغْفُو عَلَى كَتِفِ القَوَافِي , لَمْ يَكُنْ كَالعَابِرِينَ وَإنِّمَا صِنْوٌ يُقَاسِمُنِي الأنَا .. !!
    هَاهُمْ رِفَاقِي ؛ صُحْبَةُ المِعْرَاجِ وَالمَسْرَى ,
    تَآخَوْا عُصْبَةً .. يَتَقَاطَرُونْ .. !!



    " 7 "

    تَتَقَاطَرِينَ ..
    كَأُمَّةٍ بَرَكَتْ بِوَسْوَاسِي .. !!
    وَحِيدٌ مِثْلُمَا أنْتِ :
    أصُبُّ الضَوْءَ فِي عَيْنَيْ ظَلامِيَ ,
    أدْفِنُ الأحْلامَ فِي دُرْجِ التَيَقُّظِ عَلَّنِي أغْفُو بِلا أضْغَاثِ قَاتِلَتِي ,
    فَأكْبُو تَارَةً , وَأسِيرُ أُخْرَى ,
    وَاهِمٌ إذْ قُلْتُ أنَّ اللهَ غَافٍ فِي الغَرَامِ ,
    وَغَافِلٌ إذْ قُلْتُ أنَّ الخُفَّ يَشْكُو لِلرِمَالِ ,
    مُكَبَّلٌ بِعَقَائِدِ التَطْهِيرِ , وَالكَوْنُ انْتِخَابٌ لِلنَجَاسَةِ ,
    سَابِحٌ وَالمَاءُ قَوَّسَنِي شِرَاعَاً ,
    بَاسِطٌ كَفِّي ؛ أُرِيدُ المَوْتَ أطْلُبُهُ .. فَيَخْشَانِي وَلا يَدْنُو ,
    نَبِيٌ ؛ تَخْلُقُ الأتْبَاعَ قَافِيَتِي , تَشُقُّ البَحْرَ , تَرْتَكِبُ الجِهَاتِ ,
    مُسَافِرٌ أبَدَاً وَرَاحِلَتِي هَوَايَ , وَقِرْبَتِي نَأْيٌ , وَأنْوَائِي احْتِمَالٌ ,
    أقْرَأُ النِعْنَاعَ وَالشَمْعَ المُذَوَّبَ فَوْقَ جَمْهَرَةِ النُهُودِ الفَائِرَاتِ ,
    أُزَاوِجُ الأحْيَاءَ بِالأمْوَاتِ فِي رَأْسِي .. وَيُرْهِقُنِي الجَنِينُ ,
    أدُسُّنِي كَرَهَافَةٍ شَهَلا – قُبَيْلَ الفَجْرِ – فِي غَيْمِ النِسَاءِ مُشَاغِبَاً ,
    أصْحُو لِأغْفُوَ فِي رِحَابِ قَصِيدَةٍ أزْكَى مِنَ الخَلْقِ اجْتِمَاعَاً ,
    مُعْرِضٌ ؛ أسْمُو , وَغَيْرِي غَارِقٌ فِي الذُلِّ تَنْبِذُهُ الزَوَايَا ,
    وَاحِدٌ / أحَدٌ / وَحِيدٌ مِثْلُمَا أنْتِ , وَلَكِنِّي ارْتَقَيْتُ وَلَسْتُ مِمَنْ يَسْجُدُونْ .. !!



    " 8 "

    تَتَقَاطَرِينَ ..
    وَتُبْعَثِينَ :
    بِجَفْلَتِي * قَلَقِي * وَسُخْطِيَ * شَكِّ أُغْنِيَتِي * اهْتِيَاجِ زَوَابِعِي * كُفْرِي * وَإيمَانِي * انْبِعَاثِيَ فِي الأزِقَّةِ كَالنُشُورِ * بِجُنْحِ لَيْلٍ لا يَمَلُّ شِكَايَتِي * بِالكَأسِ * بِالمَاعُونِ * مَنْفَضَةِ السَجَائِرِ * سَاعَةِ التَنْبِيهِ * قَامُوسِ اللُغَاتِ * بِمِعْطَفِي الجِلْدِيِّ * وَالأخْبَارِ * وَالصُحُفِ * الجِدَارِ * بِكُلِّ كُلِّيَ * تُبْجَسِينَ بِأضْلُعِي العَطْشَى : غَدِيرَاً / جَدْوَلاً / نَهْرَاً / وَشَلاَّلاً مِنَ الأوْهَامِ ..

    - ضِعْنَا .. !
    - كَيْفَ ضِعْنَا .. !؟
    - أنْتِ أخْبَرُ كَيْفَ ضِعْنَا ..

    إنَّمَا أدْرِي بِأنِّي قَدْ دَفَنْتُكِ سَالِفَاً ؛
    وَارَيْتُ مَشْهَدَكِ الثَرَى ,
    وَأقَمْتُ أضْرِحَةً لِعِشْقِيَ فَوْقَ قَبْرِكِ ,
    لَسْتُ أفْهَمُ كَيْفَ خَاتِمَتِي تَجَلَّتِ فِي غَرَامٍ بَيْنَ خَدِّي وَارْتِبَاكِ الشَاهِدَةْ .. !!




    " التَّوَى "

    يَتَقَاطَرُونَ ..
    كَدَرْكِ وَمْضٍ بِالحِجَا ,
    يَتَهَدَّجُونَ ؛
    كَغُصَّةِ الخِذْلانِ فِي حَلْقِ التَعِيسِ ,
    كَدَمْعَةٍ فَضَحَتْ خَبَايَا الوَالِهِينَ ,
    كَرَعْشَةِ التَعْمِيدِ فِي جَسَدِ الصِغَارِ ,
    كَصَوْلَةِ الفِقْدَانِ فِي حَظِّ اليَتِيمِ ,
    أُحِبُّهُمْ , تَبَّاً لَهُمْ ,
    تَبَّ التَذَكُّرُ ..
    سَوْفَ أقْتُلُنِي لِأنْجُو .. !!




    " عَلَى الأعْرَافِ "

    دَثِّرْ قِيَامَتَكَ الجَلِيلَةَ بِالسَعِيرِ ,
    وَزُفَّ لِلدَارِ الرَكِينَةِ نَبْضَكَ المَسْجُورَ جَلْجَلَةً ,
    تَمَرَّدْ ؛ وَجْهُ غُرْبَتِكِ انْتِكَاسٌ لَسْتَ تُشْبِهُهُ ,
    وَرَتِّلْ سُورَةَ المُغْوِينَ تَذْكِرَةً ,
    سَلامٌ مِنْ إلَهِ المَاءِ لِلعَطَشِ القَدِيمْ .. !!






    نوفمبر / 2005




    -----------(هَوَامِشْ )-----------

    1/ النِّيلِيُّ : لَوْنُ النِّيلِ ( الأزْرَقِ الغَامِقِ ) , وَهُوَ لَوْنُ الزَيِّ المَدْرَسِيِّ لِلطَالِبَاتِ .

    2/ سُوقُ السَرَاي : سُوقُ الوَرَّاقِينَ كَمَا كَانَ يُسَمَّى سَابِقَاً , عُمْرُهُ يَزِيدُ عَلَى سَبْعَةِ قُرُونٍ , يَتَّصِلُ بِـ ( شَارِعِ المُتَنَبِّي ) الشَهِيرِ وَالذِي يُشَكِّلُ امْتِدَادَاً لَهُ , وَكِلاهُمَا رِئَةٌ لِلمَعْرِفَةِ وَالثَقَافَةِ وَالأدَبِ فِي بَغْدَادَ .

    3/ شَعْبَانُ : ثَامِنُ الشُهُورِ القَمَرِيَّةِ , أُسْتُخْدِمَ هُنَا كَإشَارَةٍ لِـ ( الانْتِفَاضَةِ الشَعْبَانِيَّةِ ) عَلَى النِظَامِ الصَدَّامِيِّ الفَاشِيّ فِي عَامِ 1991 م .

    4/ عَلِي الهَادِي : وَهُوَ عَلِيُّ ابْنُ مُحَمَّدٍ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ مُوسَى ابْنِ جَعْفَرٍ ابْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ أبِي طَالِبْ , الإمَامُ العَاشِرُ عِنْدَ مَذْهَبِ الإمَامِيَّةِ الإثْنَيْ عَشَرِيَّةِ .

    5/ أرْبِيلُ : مُحَافَظَةٌ عِراقِيَةٌ , عَاصِمَةُ إقْلِيمِ كُرْدِسْتَانِ العِرَاقِ , أُسْتُخْدِمَتْ هُنَا كَرَمْزٍ لِلمِنْطَقَةِ الشَمَالِيَةِ بِرُمَّتِها فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ العَصِيبَةِ .

    6/ وَادِي السَلامِ : مَقْبَرَةُ النَّجَفِ الأشْرَفِ فِي العِرَاقِ , يُعْتَقَدُ بِأنَّهَا أكْبَرُ مَقْبَرَةٍ فِي العَالَمِ .

    7/ حَيْدَرٌ : ابْنُ عَمِّي الذِي اخْتَفَى بَعْدَ ( الانْتِفَاضَةِ الشَعْبَانِيَّةِ ) وَدُخُولِ الجَيْشِ الصَدَّامِيِّ إلَى كَرْبَلاءَ , وَتَمَّ اعْدَامُهُ لاحِقَاً .. كَانَ يَبْلُغُ سَبْعَةَ عَشَرَ عَامَاً فِي ذَلِكَ الحِينِ .

    8/ شَطْرُ بَيْتٍ لِـ ( جَعْفَرِ الحِلِّي ) مِنْ قَصِيدَتِهِ ؛ ( وَجْهُ الصَبَاحِ ) :
    عَبَسَتْ وُجُوهُ القَوْمِ خَوْفَ المَوْتِ وَالـْ *** عَبَّاسُ فِيْهُمُ ضَاحِكٌ مُتَبَسِّمُ .

    9/ الهَرِيسَةُ : حَسَاءٌ يَحْتَوِي عَلَى الحُبُوبِ وَاللَّحْمِ يُطْبَخُ فِي العَاشِرِ مِنْ مُحَرَّمٍ بِكُلِّ عَامٍ تَزَامُنَاً مَعَ إحْيَاءِ ذِكْرَى اسْتِشْهَادِ الإمَامِ ( الحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ أبِي طَالِبْ ) , وَيُوَزَّعُ عَلَى النَاسِ طَلَبَاً لِلمَثْوَبَةِ وَفْقَ المُعْتَقَدَاتِ السَّائِدَةِ .
                  

12-01-2010, 10:11 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذَاكِرَةٌ مَلْغُومَةْ (Re: بله محمد الفاضل)

    ذَاكِرَةٌ مَلْغُومَةْ




    تَوْطِئَةٌ :

    أَنَّى أُوَزِّعُ فِي المَدَى صَلَوَاتِ شِعْرِيَ ؟! *

    وَ اِبْتِهَالاَتُ القَصِيدَةِ أَنْبَأَتْنِيَ فِي تَرَاتِيلِ المَعَابِدِ أَنْشَدَتْ :

    مِنِّي أَنَا صَوْتُ اِنْبِجَاسِ المَاءِ لَوْ شَحَّ المَطَرْ *

    مِنِّي أَنَا كُلُّ اِنْثِيَالاَتِ اللَّذَائِذِ لَوْ تَمَادَتِ رَغْبَتِي

    فِي خَلْقِ مَلْحَمَةٍ يُنَضِّدُهَا العِنَاقْ *

    وَ لُزُوجَةُ الفَوْضَى تُرَافِقُ مِرْقَمِي حَتَّى

    اِسْتَبَدَّ بِحِبْرِهِ شَغَفٌ تُمَوْسِقُهُ الخَطِيئَةُ وَ الجُنُونْ *

    وَ سِدَانَةُ الأَمْوَاجِ لِي * لِي لَثْغَةُ التَّسْبِيحِ عِنْدَ الآثِمِينْ *

    لِي وَفْرَةُ التَّأْوِيلِ مُرْتَابًا * وَ لِي يَومَ التَّلاَقِي

    نَشْوَةُ الأَخْدَانِ إِذْ أَنْهَالُ مُنْدَسًّا إِلَى حِضْنِ الحَبِيبَةِ فِي تَرَفْ *

    وَ خُصَاصَةُ الأَغْصَانِ فِي كَرْمِ النُّبُوَّةِ مَغْنَمِي *

    وَ جَسَارَةُ الرَّائِي عَلَى الرُّؤْيَا *

    وَ غِسْلِينُ المآثِمِ مُسْتَبِدًّا بِالْطَّهَارَةِ حِصَّتِي *

    لِي لُغْمُ ذَاكِرَتِي , وَ مِقْصَلَةُ اليَقِينِ , وَ قِسْمَةٌ ضِيزَى , وَ شَكْ .. !!

    I

    بِبَرَاءَةٍ ؛ أَوْ فَلْنَقُلْ :

    بِبَرَاعَةِ العُصْفُورِ تَجْفَلُ طِفْلَتِي .

    بِفَدَاحَةٍ ؛

    كَالْحُزْنِ تَنْخُرُنِي .. فَأَخْبُو .

    بِجَدَارَةٍ ؛

    كَالْبَحْرِ تُغْرِقُ لَذَّةَ المِجْدَافِ فِي صَخَبِ العُبَابْ ,

    وَ تَلُوكُ فِي نَزَقٍ أَفَانِينَ التَّرَجِّي ..

    تَرْكُلُ الأَحْلاَمَ كَيْ يَغْفُو القَلَقْ .. !!

    II

    قَالَتْ :

    - أَكُنْتُمْ .... ؟!

    ثُمَّ عَمَّ الصَّمْتُ لَمَّا أَكْمَلَتْ بَوْحًا يُؤَطِّرُهُ سُؤَالٌ .. كَمْ خَشِيتُ بِأَنْ تُعَانِدَهُ الإِجَابَةْ .

    فَاِنْبَرَى نَهَمُ التَّذَكُّرِ مُفْصِحًا :

    - كُنَّا إِلَى جَسَدِ التَّمَنِّي نَسْتَرِيحُ ,

    وَ نَبْعَثُ الأَحْلاَمَ بِالأَشْعَارِ نَرْقُبُهَا لِكَيْ تَنْمُو فَنَنْمُو فِي مِسَاحَتِهَا ,

    وَ نَنْسَى وَصْمَ وَاقِعِنَا المُلَطَّخِ بِالْكَآبَةْ .

    كُنَّا نُلِوِّنُ وَجْهَ شَيْخٍ بِالْطُّفُولَةِ كَيْ نُغَنِيَ فِي المَسَاءِ بِلاَ أَنِينْ .

    كُنَّا نُصَادِرُ لَهْفَةَ الصَّفْصَافِ لِلْجُرْفِ المُوَشَّى بِالْنَّخِيلِ .. وَ بِالْعَذَارَى يَسْتَبِحْنَ المَاءَ فِي عَرَضِ الفُرَاتِ لِغَسْلِ صَحْنٍ أَوْ مُمَارَسَةِ الطُّقُوسْ .

    كُنَّا القَوَافِلَ .. وَ الأَدِلَّةَ وَ المَتَاعْ ,

    كُنَّا الصَّحَارَى ذَاتَ تِيهْ ,

    كُنَّا نُبَعْثِرُنَا إِذَا مَرَّتْ عَلَيْنَا الرِّيحُ عَاتِيَةً يُؤَجِّجُهَا الشَّغَبْ .

    كُنَّا كَثِيرًا مَا نَمُرُّ عَلَى الدُرُوبِ بِشَهْوَةِ الآثَارِ نَتْبَعُنَا .

    وَ كُنَّا ثُمَّ كُنَّا .. غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَكُنْ ..

    إِلاَّ بَيَادِقَ رُقْعَةِ الشَطْرَنْجِ تَنْقُصُنَا المَشِيئَةْ .. !!

    III

    مَلْغُومَةُ الأَرْجَاءِ تِلْكَ الجُمْجُمَةْ ؛

    الآنَ أَذْكُرُ جَيِّدًا :

    فِي بَادِئ التَّكْوِينِ كُنْتُ ,

    أَرْسَيْتُ لِلْحُبِّ الدَّعَائِمَ مُسْرِفًا فِي نَحْرِ أَمْزِجَةِ الزَّلَلْ .

    بِيَدَيْنِ عَارِيَتَيْنِ إِلاَّ مِنْ غَوَايَةِ شَاعِرٍ ؛

    أَثَّثْتُ رَعْشَةَ نَبْضِهَا ,

    أَنْشَأْتُ خَارِطَةَ الجَسَدْ ,

    أَشْعَلْتُ قِنْدِيلَ الجُنُونْ ,

    وَ مَضَيْتُ أَرْكُضُ .. ثُمَّ أَرْكُضُ ..

    كَانَتِ الأَحْلاَمُ أَكْبَرَ مِنْ مَدَى المَعْقُولِ وَ التَّحْقِيقِ دَوْمًا ..

    كُلَّمَا آمَنْتُ أَنَ يَسِيرَهَا يَكْفِي لأَبْعَثَهُ وَطَنْ .

    وَ بَقِيتُ أَجْتَرُّ الدُّعَاءَ مُتَمْتِمًا .. حَتَّى تَخَثَّرَ صَوْتُ حَنْجَرَتِي ,

    تَلاَشَتْ فِي أَسَارِيرَ الحَبِيبَةِ صَرْخَتِي ,

    فَفَقَأْتُ عَيْنِيَ وَ اِرْتَضَى قَلْبِي البَصِيرَةَ مَنْهَجًا ..

    كَيْ لاَ أَرَانِيَ فِي عَبَثْ .. !!





    خَاتِمَةٌ :

    نَفِدَ التَّذَكُّرُ - وَيْلَتِي - ؛

    لاَ حُلْمَ بَعْدَ اليَومِ فَاِهْنَأْ لاَئِمِي ,

    لاَ مُرْتَجَى ,

    لاَ مُتَّكَأْ .. !!


                  

12-01-2010, 10:17 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المَوْتُ أَصْدَقُنَا وَفَاءً بِالْعُهُودِ (Re: بله محمد الفاضل)

    المَوْتُ أَصْدَقُنَا وَفَاءً بِالْعُهُودِ



    I

    الظَّنُّ مِنْ شِيَمِ الفَرَاسَةِ ؛

    [ قَالَ عَقْلِيَ ] ،

    وَ القُلُوبُ مُعَاقَةٌ إِنْ لَمْ تُخَالِطْهَا الشُّكُوكْ .. !!

    II

    الحُبُّ ثَرْثَرَةٌ تَحُكُّ القَلْبَ ؛

    تَسْتَشْرِي ..

    وَ تُشْعِلُ جَذْوَةَ التَّأْمِيلِ فِي طَيِّ الشَّغَافْ .. !!

    III

    التِّيهُ بُوصِلَةُ الضَّيَاعِ ؛

    وَ قَائِفٌ أَعْمَى ،

    اِنْتَكَاسُ الخَطْوِ ،

    سَيَّافٌ ظَلُومْ .. !!

    IV

    الصَّوْتُ بَعْضُكَ ؛

    لاَ تُفَتِّتْهُ .. فَيَفْنَى الرَّجْعُ فِي حُمَّى صُرَاخِكَ ،

    مِثْلُهُ تَفْنَى ؛ لأَنَّ الصَّوْتَ بَعْضُكْ .. !!

    V

    النَّجْمُ قِنْدِيلُ المُسَافِرِ ؛

    شَامَةُ العَذْرَاءِ فِي خَدِّ السَّمَاءْ .. !!

    VI

    الكَأْسُ قُبَّعَةُ النَّبِيذِ ؛

    وَ رَغْبَةُ الإِبْهَامِ فِي جَسِّ القَوَامْ .. !!

    VII

    السَّيْفُ خَاتِمَةُ المَقَالِ ؛

    وَ خُطْبَةُ المُتَنَاحِرِينَ ،

    السَّيْفُ عَرَّابُ اللُّغَاتْ .. !!

    VIII

    الغَدْرُ جَمْهَرَةُ السَّوَادِ ؛

    عَبَاءَةُ الأَشْقَى ،

    ثَآلِيلُ الصُّدُورْ .. !!

    IX

    الفَجْرُ مَقْبَرَةُ الظَّلاَمِ ؛

    صَبِيَّةٌ تَدْعُو الضِّيَاءَ لِخِدْرِهَا ،

    حَرْفٌ تَلاَهُ السَّاهِرُونْ .. !!

    X

    البَابُ تَرْتِيبُ الحَقِيقَةِ ؛

    فِكْرَةٌ تَنْمُو .. فَيَنْمُو المَاوَرَاءْ .. !!

    XI

    اللَّوْنُ أُحْجِيَةُ البَيَاضِ ؛

    حِرَاثَةٌ لِلْعَيْنِ ،

    سِرٌّ لاَ يُذَاعْ .. !!

    XII

    البَحْرُ نَازِلَةُ الشِّرَاعِ ؛

    وَ مَوْجُهُ حُزْنِي ،

    وَ حُزْنُ البَحْرِ سِمْسَارُ القَصِيدَةْ .. !!

    XIII

    الصَّلْبُ دَوْزَنَةُ الذُّنُوبِ ؛

    خَطِيئَةٌ تَغْفُو ..

    خُفُوتٌ ، مَغْفِرَةْ .. !!

    XIV

    الرَّحْمُ قَبْرُ القَادِمِينَ ؛

    وَ بَرْزَخٌ يَعْلُو صُرَاخُهُ :

    لاَ تَجِيئُوا .. لاَ تَجِيئُوا .. إِنَّهَا دَارٌ لَعُوبْ .. !!

    XV

    النَّهْدُ مَفْسَدَةُ النُّهَى ؛

    وَثَنٌ ،

    وَ أَكْثَرْ .. !!

    XVI

    الشَّكُّ عَقْلُ الأَنْبِيَاءِ ؛

    وَ قِمَّةُ الهَرَمِ الأَخِيرْ .. !!

    XVII

    الظِّلُّ مِئْذَنَةٌ ؛

    وَ بَعْضُ الخَطْوِ يَبْدُو كَالْكَنِيسَةِ ،

    يَا تُرَى مَاذَا تَقُولُ ظِلاَلُكَ الحَيْرَى لِخَطْوِكَ عَنْدَمَا تَمْشِي .. ؟!

    XVIII

    الحُلْمُ ثَوْبٌ لِلْعُرَاةِ ،

    فُتَاتُ خُبْزِ المُعْدَمِينَ ،

    أََلَمْ تَرَ الْسَّارُوا عَلَى دَرْبِ التَّمَنِّي كَيْفَ مَاتُوا جَائِعِينْ .. ؟!

    XIX

    الجِنْسُ فِطْرَتُنَا ،

    فَلاَ يَبْدُو اِخْتِلافٌ بَيْنَنَا .

    فِي الجِنْسِ تَتَّفِقُ الرُّؤَى ،

    أَوْ فَلْنَقُلْ :

    فِي الجِنْسِ يَتَّفِقُ النَّبِيُّ ، وَ رَبَّةُ الشَّرَفِ الرَّفِيعِ ،

    وَ بَائِعَاتٌ لِلْهَوَى ، وَ خَيَالُ أَرْمَلَةٍ ، وَ عِرْبِيدٌ يُدَلِّكُ خِصْيَتِيهِ .

    الجِنْسُ فِطْرَتُنَا ؛

    فَلاَ يَبْدُو اِخْتِلافٌ بَيْنَنَا .. !!

    XX

    المَوْتُ ثَدْيُ الرَّاحِلِينَ ؛

    وَ نَشْوَةُ السُّكْنَى بِصَوْمَعَةِ الأَدِيمِ ،

    المَوْتُ أَصْدَقُنَا وَفَاءً بِالْعُهُودْ .. !!
                  

12-01-2010, 10:21 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سـَ … و أحــبُّــكِ (Re: بله محمد الفاضل)

    سـَ … و أحــبُّــكِ

    (اثنتا عشرةَ ترنيمةً لولدٍ مُصابٍ بالهوى)




    ” ليسَ من العبثِ أنْ يدركَ ؛

    أنَّهُ بتخلِّيهِ عن حرِّيَّتهِ ،

    يستعيضُ عنها بفرحٍ لا محدودٍ “

    طاغور | ديوان : الهلال .





    سأشطرُ شفتي العليا لأبدو كالأرنب ؛

    سأركضُ كالطَّريدةِ تمامًا ..

    و أحبُّكِ .



    سأطعنُ لساني بأقلامِ الرَّصاصِ ؛

    سأتلفُ عينيَّ بغُبرةِ الطَّباشيرِ ..

    و أحبُّكِ .



    سأبترُ أصابعي خلا الإبهامَ ؛

    سأشيرُ بهِ للمارِّينَ – بسرعةٍ – في سيَّاراتِهم الجديدةِ ..

    و أحبُّكِ .



    سأشنقُ دفتري بالإهمالِ ؛

    سأفرِغُ محبرتي في جيبِ قميصي الأبيضِ ..

    و أحبُّكِ .



    سأعترفُ – على الفورِ – بأيَّةِ تُهمةٍ توجَّهُ إليَّ ؛

    سأقضي ما تبقَّى من عُمري في تحطيمِ الصُّخورِ ،

    سأصاحبُ الوحولَ ..

    و أحبُّكِ .



    سأصطادُ الزَّواحفَ ؛

    سأرعبُ بها صغارَ الحيِّ بفظاعةٍ ..

    و أحبُّكِ .



    سأسرقُ كلَّ ما في جيبِ والدي من نقودٍ ؛

    سأشتري سجائرَ فاخرةً ،

    سأوزِّعُها بالمجَّانِ على الجُنودِ و متسوِّلي المحطَّاتِ ..

    و أحبُّكِ .



    سأرسمُ مقعدًا على الطَّريقِ السَّريعةِ ؛

    سأجلسُ عليهِ في ساعةِ الذَّروةِ ..

    و أحبُّكِ .



    سأبتاعُ ملابسَ للغوصِ ؛

    - رغمَ أنِّيَ لا أجيدُ السِّباحةَ -

    سأقامرُ بقدرتي المتواضعةِ على صيد اللُّؤلؤِ ..

    و أحبُّكِ .



    سأخلو بنفسي كراهبٍ خاطئٍ ؛

    سأتقرفصُ في حفرةٍ يرتادُها الذُّبابُ ،

    سيكون وجهي مَطليًّا بالعسلِ ..

    و أحبُّكِ .



    سأمدِّدُ عنقي بالمعدنِ ؛

    سأقتدي بـ (البادُونْگ) * ،

    سأتخلَّى عن الطَّوقِ كي تنثني رقبتي ..

    و أحبُّكِ .



    حبيبتي !

    أيَّتُها الواضحةُ في قلبي كنصْلٍ ؛

    دعيني أوقظِ العالمَ بصُراخي ،

    سأكونُ بائسًا من دونِ حبِّكِ ،

    ستنهشُني الطُّيورُ البحريَّةُ بمناقيرِها ،

    سيهربُ منِّي لوني ..

    و يتفتَّتُ جلدي كثعبانٍ في الخريفِ ،

    ستدوسُني الهواجسُ كبيدرٍ في الحصادِ ،

    سأجثو على ركبتيَّ و أقولُ أشياءَ شنيعةً ،

    لنْ يعيرَني الأفقُ منظارَهُ ،

    و لنْ تحفلَ بي النُّجومُ ،

    سأظلُّ مغمورًا كموهوبٍ في مسرحِ القريةِ ؛

    من دونِ حبِّكِ لن تُزهرَ القصيدةُ .



    حبيبتي !

    دعيني أغسِّلْ كفيَّ في نهديكِ النَّاضجيْنِ ،

    و سامحيني لو أطلقتُ الرَّصاصَ على كلِّ كلمةٍ لا تقولُ :

    أحبُّكِ .. !!



    * البادُونْگ : قبيلةٌ في (بورما) . تشتهرُ نساؤها برقابهنَّ المطوَّقةِ بالمعدنِ ، و يقالُ بأنَّهنُّ لو رفعنَ الأطواقَ و تخلَّينَ عنها ؛ ستنثني رقابهنَّ و تتدلَّى بسبب تمدُّدِها .





    * صيف | 2007
                  

12-01-2010, 10:25 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أَشْيَاءُ تُشْبِهُ القَلَقْ (Re: بله محمد الفاضل)

    أَشْيَاءُ تُشْبِهُ القَلَقْ



    I

    أُمِّيَّةٌ ؛

    مَنْ لَمْ تُحَلِّقِ عَالِيًا ,

    مَنْ لَمْ تُقِمْ سُلْطَانَهَا مَا بَيْنَ أَرْضِيَ وَ القَمَرْ ,

    مَنْ لَمْ تُمَارِسْ فِي الهَوَى فِقْهَ الغَوَايَةْ ,

    مَنْ لَمْ تُعَوِّذْ حُبَّهَا بِتَمَائِمَ الدَّمْعِ المُقَدَّسِ كَالْمَطَرْ ,

    مَنْ لَمْ تُهَمْهِمْ نَشْوَةً أَنَّ الجُنُونَ بِهَا اِنْتَصَرْ ,

    مَنْ لَمْ تُأَرْجِحْ خَافِقِي بَيْنَ التَّوَدُّدِ تَارَةً ؛

    وَ الهَجْرِ أُخْرَى ,

    وَ العِتَابْ .. !!

    II

    أَثَّثْتِ عُمْرَانَ التَّوَجُّسِ دَاخِلِي ؛

    بِهَوَاجِسَ قَدْ خَامَرَتْ دَنَفَ الوُعُودْ .

    أَنَا مُنْذُ أَيَّامِ الجَفَافِ عَشِقْتُكِ ,

    اِسْتَسْقَيْتُكِ مَطَرًا يُلَوِّنُ غُرْبَتِي ,

    يَرْوِي جَدِيبَ النَّبْضِ فِي قَلَقِ الوَرِيدْ ,

    فَإِذَا بِكِ لَمْ تُتْقِنِي دَوْرَ السَّحَابْ .. !!

    III

    هُزِّي إِلَيْكِ الحَرْفَ ؛

    حَرْفَ قَصِيدَتِي ,

    وَ اِسْتَبْصِرِي بِالْبَاقِيَاتِ مِنَ الهَوَى ,

    بَلْ وَ اِقْذِفِي ظَنَّ السَّرِيرَةِ بِالْيَقِينْ ,

    وَ تَنَاثَرِي حِينَ الجُنُونِ ..

    تَبَعْثَرِي ..

    وَ تَلَمْلَمِي حِينَ التَّجَلِّي ..

    وَ اُكْشُفِي عَنْ كُنْهِ حُلْمٍ سَافِرٍ ,

    وَ تَجَسَّدِي كَحَقِيقَةٍ ..

    كَمَشِيئَةٍ لِلْحُبِّ فِي خَلْقِ اِرْتِعَاشَاتِ العِنَاقْ ,

    لاَ تَعْشَقِي مِنْ خَلْفِ سِّتْرٍ أَوْ حِجَابْ .. !!

    IV

    إِنِّي مَلَلْتُكِ طِفْلَةً لاَ تَفْقَهُ السِّرَّ المُقَدَّسَ لِلْوِصَالْ ,

    لاَ تُطْلِقُ الآهَاتِ حَرَّى نَشْوَةً ,

    خَرْسَاءَ لَمْ تَقْوَ عَلَى بَعْثِ الصَّدَى ,

    بُعْدًا لِعِشْقٍ لاَ يُكَسِّرُ أَضْلُعِي كَيْ يَذْرِفَ القَلْبُ الجَمُوحُ أَنِينَهُ ,

    بُعْدًا لَهُ ؛

    إِنْ لَمْ تُسَيِّجْهُ المُنَى ,

    إِنْ لَمْ يُؤَجِّجْهُ الغِيَابْ .. !!

    V

    مَبْتُورَةٌ قَدَمَاهُ شِعْرٌ لَمْ يَقُلْ :

    إِنَّ الهَوَى لِلْزَّاهِدِينَ مُصِيبَة ٌ ؛

    إِذْ أَسْرَفُوا فِي حُبِّهِمْ حَتَّى اِنْثَنَى جَسَدُ الخَطِيئَةِ ,

    وَ اِرْتَمَى فِي حِضْنِِ فَلْسَفَةٍ يُشَاغِبُهَا السُّؤَالْ :

    هَلْ مِنْ إِيَابْ .. ؟!

    VI

    اليَوْمَ قَدْ أَتْمَمْتُ سِفْرَ نُبُوءَتِي ؛

    بِحُرُوفِ طُهْرٍ لاَ يُسَاوِرُهَا النَّزَقْ ,

    وَ مَضَتْ إِلَى النِّسْيَانِ كُلُّ جَهُولَةٍ :

    مَا آمَنَتْ بِصَحَائِفِي ,

    مَا رَتَّلَتْ حُبًّا يُناَوِشُهَا الأَرَقْ ,

    مَا بَلَّلَتْ حَرْفِي المُتَيَّمَ بِالْرُّضَابْ .. !!

    VII

    لاَ تَحْزَنِي ؛

    إِنْ شَوَّهَتْ نَصِّي اِنْكِفَاءَاتُ التَّوَجُّعِ وَ الأَلَمْ .

    فَالْرُّوحُ شِعْبٌ نَابَذَتْهَا الحَرْبُ أَطْوَادٌ مِنْ الهَمِّ المُبَعْثَرِ فَوْقَ أَعْتَابِ الكََيَانْ ,

    قَدْ أَرْهَقَتْهَا عَادِيَاتُ الرِّيحِ فِي عَرَضِ الحُرُوفْ ,

    كَيْ تُشْعِلَ القَلَقَ المُؤَجَّلَ مُنْذُ أَزْمَانٍ خَلَتْ ,

    إِذْ جَرَّعَتْهَا غُصَّةً فِي صَدْرِ نَصٍّ يَحْتَرِقْ .

    لَكِنَّنِي :

    آمَنْتُ أَنَّ الحُبَّ دِينٌ يُعْتَنَقْ ؛

    مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَ اِرْتِيَابْ .. !!


                  

12-01-2010, 10:30 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أَشْيَاءُ تُشْبِهُ القَلَقْ (Re: بله محمد الفاضل)

    ومن العراق أيضاً الصديق الشاعر:


    عبد العظيم فنجان
                  

12-01-2010, 10:33 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اغنية آخر سركون بولص في العالم (Re: بله محمد الفاضل)

    اغنية آخر سركون بولص في العالم





    " كان يُضرب عن الحياة ، يحلم بالاستمرارية ، وبأبدية ليس فيها أي تغيير، طريقته في الحياة هي أن يعيش على الهامش : طبيعته المُضربة تُخيف وتُزعج ، لذلك كانوا يرسلونه إلى الريف "
    ميشو


    هو كأس مكسور على طاولة كل عاشق .
    هو الخمر المراق على الطاولة .
    هو العاشق .

    شوهدَ غافيا في مهد الطفولة ،
    شوهدَ يهزّ المهدَ .
    شوهدَ عاريا ،
    شوهدَ متحصنا بكثافة معناه .
    شوهدَ بسيطا كالخيطِ ،
    شوهدَ مشعا كالشمعةِ .
    شوهد يخلقُ بعضَ الريح ،
    شوهد ينصتُ إليها وهي تكسو الهيكلَ العظمي للعاصفة ببعض الريش .

    كان يحمل على كتفيه مقترَحا لشكل الكون .
    كان كسولا وعلى مهل ، كفجر يكنس ، عن افق العالم ، نشارةَ الظلام .
    كان يصمم رسائل الامهات .
    كان ينتقل بين المنافي ، كموزع البريد .
    كان يسكر في حانات تعج بجنود هاربين من الثكنات .
    كان يصوغ دليلا الى الافلاس ، وينحت طريقا الى المحبة .
    كان مصنوعا من زوراق ورقية ، وخذلانات .
    كان يعشقُ الصباح ، وفي غرفته كثير من الليل .
    كان فصيلا من الأيائل ، وموكبا من الوحدة .
    كان يسكن في ضاحية نفسه .
    كان باطنيا ، رغم سذاجته الرثة .
    كان يمشى على حبل الوقت ، و يتجوّلُ في ممالك المطلق .
    كان ينحدرُ من جهاتٍ غامضةٍ ، وذخيرته رؤياه .
    كان ينهشُ قلبَه ، ويتحرَّشُ بما يقلقه .
    كان يذهبُ الى الاقاصي ، من أجل أن لا يعودَ ، لكنه يعودُ منها بشفرة الرحيل .
    كان يغسلُ حدوساته بنشارة القلق .
    كان يزنُ نصاعة الكائن ببصمات أجفانه ، وخفقات ظله .
    كان ظله عليلا يعكسُ شمسا مكتوبة بذهب العافية .
    كان يترك لأعضائه حرية أن تسافر بعيدا عنه ، ثم يلتقي الجميعُ في فسحاتٍ حنونة : يمضون السهرة بين أعشاب ذكرياتهم ، و يفترقون في الصباح .
    كان خارج الجميع ، ويصافحُ أعضائه كالغرباء .

    كان يمرُعلى مشهد الشِعر ، كأي عابر .
    كان يعيشُ تحت سقف المجاز ، و يتنفسُ من خارج البلاغة .
    كان يقولُ هنا يداي ، عندما يصادفُ يديه في جمرة الكتابة .
    كان يهتفُ هنا شفتاي ، عندما يعثرُ على شفتيه في قضمة اغنية .
    كان يصرخُ هذا هو رأسي ، عندما يشاهدُ رأسه يتصاعد من سلال الدخان .
    كان مُضربا عن العَيش في كنف بدنه ، ويتعاطى التردد مع منشطات الفاقة .
    كان يُطلقُ سراح هواجسه في مراعي الصداقات التي يبتكرها .
    كان يبني بيته فوق فوهة بركان ،
    كان يجمعُ زجاجَ حياته المتطاير من الانفجار الموشك على الانفجار .

    شوهدَ يتقدم الهجرات ،
    شوهدَ متاخرا عن الوصول .
    شوهدَ يملكُ أعنّة الذاكرة ، ورهافة النسيان .
    شوهدَ يترنح سكرانا وهو يغني ، كآخر سركون بولص في العالم :
    شوهدَ كأسا مكسورا على طاولة كل عاشق .
    شوهدَ خمرا مراقا على الطاولة .
    شوهدَ عاشقا يلملم شظايا الكأس .
                  

12-01-2010, 10:36 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اغنية الشخص الثالث (Re: بله محمد الفاضل)

    اغنية الشخص الثالث






    الى يارا ، بطلة روايتي " افتح ياسمسم ". قيد الانجاز
    أحدهم نام ، فظهر أحدهم يسترق السمع الى أجراس أحلامه .
    أحدهم غنى ، فشق أحدهم حنجرته بموساه .
    أحدهم ..

    هو يعرفُ أنَّ التكرار يُفقد الألمَ شخصيته ، لكن الذكرى ، هذه المرة ، بلغتْ حدَّها المدوّي ، الذي يجعل تسمية الليل باسمه أمرا صعبا ، فقد يعرف الطيرُ شكلَ جناحيه ، لكنه لا يستطيع ، في العاصفة ، أن يحدسَ الأشكالَ التي ترسمها هواجسُ ريشه :

    أحدهم شتـّتَ تصميمَه على العيش مع البلبل بغابة من الأقفاص .
    أحدهم شدّه الى تحت .
    أحدهم جرّه الى فوق .
    أحدهم علّقه الى السقف ، من لسانه ، وطلب منه الغناء .
    أحدهم خلع قفـّازه ، فكان بلا يد .
    أحدهم – وكان شاعرا – رفع قناعه ، فكان بلا وجه .

    هذا الرأس له أكتاف ، الا أن أك######## بلا رأس أبدا .

    لم يعد يذكر أحدا بعينه ، لفرط مافي روحه من لمعان ، ولأن الظلام الذي كان يعطي حياتهم بعض المعنى سرعان ما انقشع ، هو الاخر ، ليصبح وجودهم في حياته لغزا عصيا على الفهم ، آه . . ذات يوم تذكر قصيدة أضاعها بين دفاتر أيامه ، وهاهي الان تتجلى أمامه ، لكن الذكرى التي بعثتها كانت أقوى من أن يحتمل ، فجرّبَ أن يصرخ كطائر عثر ، أخيرا ، على اليد انتزعت منه جناحيه ، إنما عبثا ، فقد سالتْ على لسانه المربوط الى السقف خلاصة اغنية ، طالما لمعتْ في مداها الحنجرة ُ :

    أحدهم شاهد أحدهم يمشي في مرآة ، فكسرها ، لكن رجل المرآة بقي ماشيا : إنه يتوقف دائما ، في منعطفات روحكِ الخضراء كقلب العيد ، لينتظركِ ، انتِ الشخص الثالث ، الذي ظهر مشرقا كالملاك ، ليلملم شظايا المرآة .
    الطيران بأجنحة من ريش النثر

    كما لو كنتُ أنتظركِ ، منذ حواء ، وقد طردتني الأشواقُ من الجنةِ :
    لم تهبطي معي ، فأنتظرتُ ، في العراء ، أن يجيء بكِ الملاكُ ،
    ولمّـا لم يحصل ذلك ، قبلتُ بالشيطان بديلا .

    أيتها المكتوبة على عَـرش الغـبطة ، المرسومة على كثبان البرق ،
    المخلوقة في رحم الشِعر ، المولودة ، كالندى ، على عشب الخيال ،
    والمتوارية في منازل الكتابة :
    انتظرتـُكِ تحت شجرة ، حتى صارت الشجرةُ غابة ،
    تناسلتْ الوحشةُ داخلها ، وحشا بعد بعد اخر ،
    فجاء حطـّاب ، وغرس فأسه على أسمائكِ التي كتبتُ طوال انتظاري .
    هكذا تحوّل شغفي فيكِ الى حطبٍ ،
    حوله يتجمع الذين شرّدتهم الأشواق ، طوال الحبِ ،
    فيما تنغرس حروفكِ ، جمرةً بعد جمرة ، في مواقد ذاكراتهم :
    كأنكِ حاضرة أبدا ،
    تفكين أزرار قمصان الحسرات التي تعصف بأشواقهم ،
    تلبثين هناك في قلبها ،
    وتحت وسادة كل واحد منهم تتركين صورة لكِ ،
    جاد بها دفءُ أسمائكِ التي اردّدها ساعة الجفاف ،
    فتسطع ينابيعُ حلمتيكِ في المخيلة ،
    وأعودُ شاعرا مكتظا بالصمتِ :
    مهجورا
    يتراكم على قصائدي الغبارُ، إن لم تمرعليها عرباتُ خواطركِ ،
    وهي تنقل الصباح ، بعد كل ليل ، من نهارالى آخر .

    أيتها المخلوقة من أجل أن أسيرَ في الناي ،
    وتتسرّب من ثقوبه أيامي ، نغمة بعد نغمة ،
    الى أن تتم الابديةُ لحنها ، ثم لا يجدني أحد في النهاية ،
    لكثرة ما مرّ نهرُ غيابكِ بين ضفافي .

    كم قاومتُ أن أحبكِ كي أخدع الرب ، فتهبطين :
    كان موعدنا الجمعة ،
    إلا أن السبت مرّ ، والأحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء ،
    وانتهى الخميس ، ولم تمر الجمعة ،
    حتى شممتكِ في الشرق ، مع السِحر،
    فركضتُ في الجهات ،
    وفي معطف هواجسي حفنة من عطور كثيرة ،
    اقتبستها من كل امرأة توهمتها أنتِ .
    لكنني ، في الطريق ، اكتشفتُ أن النساء يشبهنـكِ ،
    ولاتشبهين واحدة ، فألغيتُ كل الجهات ، ومشيتُ على لاهدى ،
    كما لوكنتُ قد تذكرتُ أنكِ هناك ، في المطلق ،
    في الركض وراء الفصول والتقاويم ، بانتظاري .

    أيتها الممطرة من دون أن يمسّكِ موسم ، أو تمرَّ بكِ السنة ُ ،
    أيتها العيد في كل اغنية مشمسة .
    تعبدتـُكِ في الكهوفِ ، وعلى جدرانها رسمتكِ ،
    متقيا سطوع شمس النسيان على هذياني ، وأنا أنحتكِ وفق إيقاعه
    الذي لا أعرف من أي طبل كان ينهض ،
    راكضا نحو رقصتي الطويلة .
    أنحتـُكِ في قيعان شهوتي شاهقة فوق كل علو ،
    وتصعقني الدهشة عندما ، مع آخر لمسة ، تمدّين لسانكِ ساخرة :
    لستُ أنا ،
    ثم تذوبين عائدة الى الطين الذي خلقتكِ منه ،
    فأقعي وحيدا يائسا ، بعد كل محاولة ،
    حتى اكتملتِ ، ذات جنون ، فقلتِ : هيت لكَ ،
    وكشفتِ أنحائكِ ، هضبة بعد هضبة ،
    لكن الانسان ، بآلاته الجهنمية ، نقلكِ منحوتة الى متحفه ،
    تاركا ممرات جمجمتي خالية من حضوركِ الساحر .

    أذكرُ من فمكِ عيد ميلاده ، مع أول قبلة .
    ومن شفتيكِ أذكر أن خطاً من الافقِ قد تكوّن بينهما ،
    من خلاله مرت الكلمة الوحيدة : الكلمة الحبلى
    التي من رحمها تولد الكائنات : احبكَ..

    أذكرُ من رموشكِ أنها رسمتْ حدود لانهائيتي ،
    وأن أصابعكِ شكّـلتْ قسمات وجهي واعضائي ، فيما كنتُ نائما .
    نائما كنتُ أحلم بكِ تقودين نحوي المسرّة ،
    ويقظا كنتُ أرى إليكِ منقادة الى التبخر تحت حرارة موجتي :
    أنتِ الصاعقة مرة ، وأنا الشجرة ،
    والبعكس مرات .

    ألمُّ عُـريكِ من تفاصيل تلعثمي بحضور الجدوال ،
    عندما النسيم يرسم طيّـة من بدنكِ ، فوق سطحها ،
    لكنكِ لاتلبثين مكانكِ
    ريثما أفصل القطرات ، التي مسّها تجليكِ ، عن المياه ،
    فما من عزاء ، وقتها ، إلا أن أتبع النسيم من جدول الى جدول ،
    أو أن أرتدي الجداول .

    هناك..
    هناك ممر كان بين نهديك دافئا ، مشيتُ فيه مرة وتهتُ ،
    لأنني رأيتُ الملاك والشيطان ،
    مثل عقربي ساعة ، عاطلـَين عن العمل ،
    تاركين الوقت ، هو الاخر، لا يفرّق بين بداية الممر أو نهايته ،
    حتى أنني ، في الاخير، ناديتكِ :
    أيتها الكسولة في لمّ الغيوم ، فهي حواجبكِ .
    أيتها المتباطئة عن الموعد ،
    فهو اقترانك بالعاصفة، وحفل زفاكِ من الغسق ،
    فامتصني عرقُ بدنكِ ،
    وغصتُ عميقا في آبار مسامه ،
    حتى وصلتُ الى ما لا اسميـّه ، لأنه كان منتهى المنتهى .

    أذكر أنكِ لم تذهبي إلى المدرسة :
    في الجنة لا يتعلم المرء إلا عبر الحواس ، من دون معلم ،
    لكنكِ طلبتِ ذلك .
    طلبتِ أن أكون المعلم والدرس ،
    ولم يكن ثمة شيء أعرفه سوى أن أدلّـكِ عليكِ ، أكشفـُـكِ لكِ ،
    فوجدتكِ تعرفين المسالك ،
    وتحفظين ، عن ظهر قلب ، خرائط الذنوب :
    ذنبا بعد ذنب ، حتى اكتشفنا معا أننا نستطيع أن نخلق الجحيم ،
    مثلما بامكاننا أن نبتكر جنة محفوفة بالمخاطر :
    الخطرُ أن نكون خالـقـَين أجملُ من أن نكون ضحايا .
    هكذا اخترعنا الحبَ ،
    وسحنا في مجاهل الجمال : قصيدة تكتب نفسها ،
    وتزدري النقـّاد لأنهم يحسبون الريشة طائرة .

    أجهلُ ما الذي طار من أعضائنا ، ساعة ارتكابنا الخطيئة النبيلة :
    ربما كان العقل كله.
    أجهلُ ما الذي حطّ في جسدينا ، ساعة التحامنا في المعركة :
    ربما كان القلب كله .
    لكنكِ تعرفين أننا لم نرتكب إلا ما يُـنير دواخلنا ،
    وصولا الى الشعلة ،
    فلنكن ساقطـَيـن بعدها ، لأن الأقاصي صارت قريبة .
    إن اشراقة الجسدين على بعضيَهـما لا تليق بها الأغطية :
    دعينا ، في العراء ، نسطعُ كشمس حنونة ،
    ودعي التاريخ يشرب قهوته مع القائد المنتصر،
    آه
    ما أروع الظمأ بين جسدين يرتشفان القهوة من بعضيهما ،
    على سرير الهزيمة .

    أذكرُ أن براري ساقيكِ عندما اغتسلتْ بأمطار ساقيّ ،
    وانطلقا معا الى اللا أثر،
    تحوّلتُ ، أنا المعـلّـمُ ، الى تلميذ .
    قلتِ : مادام التأريخ زائفا ، حلـّق يافتاي ،
    ابتكرْ، من أجل الطيران في الكتابة ، ريشا من النثر :
    يا رجلي ، ياصياد طيوري ، حلـّق
    إن التحليق بأجنحة الشـِعر مدوزنٌ هنا بالأوامر .

    وحلّـقـتُ بعيدا ،
    من سماء الى سماء ، حتى رأيتُ الدلالة ،
    عندما أشرق وجهكِ على كوكبٍ مغبرٍ حزينٍ اسمه الارض ،
    فانتظرتكِ فيه ، كما جاء في الكتب المقدسة :
    كان موعدنا الجمعة .
    ومرَّ السبت
    ومن بعده الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء ، حتى انتهي الخميس ،
    ولم تمر الجمعة .
    آه ،
    ولامرة ، في حياتي ، مرّتْ الجمعة .
    لها العتبى حتى تستفيق-أبو جهينة
    في غفلةٍ من خفْق الهوى ...
    أطلَّ كبدْرٍ شق دياجير الحَلك
    دَهم الفؤاد .. تأدُّباً .... ثم انْتَهك ..
    غشِيَ الروحَ .. هدْهدهُ .. طمْأنه... ثم امتلكْ
    و هامت به ...
    شغِفتْهُ عشقاً ...
    أقسمتْ في سرها : أنتَ لي .. و أنا لك
    فتودّدتْ .. بسحر حواء الذي أوْدى و هَلكْ ..
    دعتْهُ إلى بهو جمالها ...
    هلمَّ سعْدي ...
    إطلق خيولك الجامحات ...
    فدونك فتنتي ... فإتخِذْها مرْتَعكْ
    أمسك إليكَ زمام أنوثتي ... فأحسن قيادَك يا ملِك

    مبهوراً وقف ...على شفير المُعْترك
    هتفتْ : ما أجملك ...
    فغلَّقتْ دونه أبواب لهفتها
    و قالت : ( هيْتُ لكْ )
    الحبُ لكْ
    الوجْدُ لكْ
    البوْح لك
    أنت .. ثم أنت .. يا مَـلَـك
    محبوسةٌ في قمقم عشقك المجنون ...
    لمساربي يا أول مَن سَلَك ...
    لا تعتقني ... أنا يمينك إذْ مَلَك ..
    أيساورك في عشقي الملهوف : أدنى شك ؟
    هيْت لك ... في مهجعي .. أو من مكْمَنك ..
    فهلُم ... أفْضُض حلمي العذري .. فهو لك ..
    كل غُرف القلب يا سعْدي ... رهْن إشارتك ..
    بل مسكنك ...
    ( هيت لك ) ...
    فترددَّ ..
    و قدَّم رغبة .. ثم أخَّر شهوةً
    ثم قدَّمَ شهوة ... و أخَّرَ رغبةً
    مترنحاً من سُكْرِ بهائها ..
    ثم ولى ... و الصبر فيه بالٍ ... مُنْتَهَك ..
    لحِقتْه مبهورة الأنفاس : ( هيت لك .. هيت لك )
    و قُدَّ قميص عفافه من دُبُرٍ ...
    و ألْفى عند الباب سلطانة العشق القديم ..
    كوكبٌ يدور لا زال في نفس الفلك ..
    فتوسَّلَ بالشوق القديم ..
    أنْ سامحي تمردي و تطاوُلي
    أنا لا زلت لكْ
    فقالت : لا ذنب لك ..
    و لو قُدَّ من قُبُلٍ .. فالعذر كل العذر لك
    فأنت لي
    أو قُدَّ من دُبُرٍ ..فلها العتبى
    حتى تستفيق من سحرٍ قد فـَتَـكْ
    أنت لي
    و سأبقى لكْ ...
                  

12-01-2010, 10:38 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الف منفى ومنفى (Re: بله محمد الفاضل)

    الف منفى ومنفى






    " لا اتكلم عن صفح او عن انتقام فالنسيان هو الصفح الوحيد وهو الانتقام الوحيد "بورخس
    الى يارا طبعا
    لا ليل من دون برابرة .
    هناك ، أيضا ، برابرة بدون ليل ،
    لكن
    لا ليل بدون برابرة :
    ليلنا أو ليلُكِ ..

    أتطلعُ من النافذةِ ،التي افتـّض البرابرةُ ، في ظلامِها ،غشاءَ برائتي البـِكر، لأنني كنتُ عاريا، إلا من الفانوس الوحيد المضيء : قلبي .أسكنه كنتُ كالشعلةِ ، لكنهم اقتحموه فجأة ، ونـثروني قـطعة قطعة ، عبر العالم . من وقتها وأنا أكتبُ الشِعرَ لأجمعني وما من فائدة ، فـقد كان هناك شيئا يسمـّونه الكائـن ، إلا أنه تبخـّر من مَسام بشـَرتي ، فيما كنتُ أذوبُ حسرة بعد حسرة .
    مـن يـومها لم أعـد أحدا.
    صار من الصعب جدا أن أجد لفظاً يناسبني، لأنني تخطيتُ حتى مـرحلة أن أكون شبحا . هكذا أصبح مـا يُـثـبـتُ وجـودي هوالسُخـام وحده ، يرشـّه الـبرابرةُ بخناجرهم ، عـلـى حيـطان ذكراي : عند ذلك فقط أكون قد وجدتُ مَن يثبتُ أني قد عشتُ على هذا الكوكب ، فـي هذه الغرفة التي أتطلعُ من نافذتها ، ماسكا بقضبانها ،أهزّها، كمن يريد أن ينتزع أصابعَ امرأة مـن يديها .
    هذه النافذة تهربُ سراً في الليل ، عندما يقفل البرابرةُ أجفانَهم ، لتأتيني بالقمر المرسـوم عـلى قميص السماء ، مـن أجل أن أكرّرَ عليه الكذبةَ الوحيدة ، الكـذبة المشرقة : لم أخلُصْ ، في حياتي كلها ، إلا للشِعر، ومع ذلك لم أكتبه كما ينبغي ، لذلك كلمّا تطلّعتُ من النافـذةِ رأيتُ القمرَأخضر، والقيودَ التي حول معصميّ ، حزمة ً من سلاسل الجبال التي عبرتُها ، عبرأنفاق دخان الترياق ، مع مهرّبٍ رسمَ خارطةَ الطريق على ظهره وأنا خلفه ، اُحاولُ فكَّ طلاسمِه الغريبة ، فقد كانت الجبال متحركة حسب رأيه ، كما أنّ الأرض ليـست كروية ، حتى أنه لمّا قرّرفي لحظة نشوة ، أن ينتحرَ على طريقة البغال ، ضامّـا حوافره الى بعـضها ، ملقيا بنـفسه الى الـوديـان ، كـان عـليّ أن أستعــيـدَ الخارطة بذاكـــرة مكتظة بغبار الحشيشة ، وبالآثارالمتروكة من سـُكـرٍ طـويـل مع الحروب ، في حاناتٍ لا تطلب منكَ ثمنا سوى أن تموتَ أكثر من مرةٍ ، وأن تمرَّ مترنحا ، كالذبيحة ، بين موائدها : أن تشربَ ، أن تسكرَ ، أن تنسى ، أن ...

    يوما بعد آخر تحوّل المستقبلُ ، أمام عينيَّ ، الى ماضٍ نسيتـُه، ولم أعـد أتذكر ما فيه سوى كتلة من الألم ، أحملها على ظهري كصخرة سيزيف ، مواصلا الرحلة عـلـى بصيص من الأمل ، يـشرقُ ، أحـيانا ،عـندما اُردّدُ اسمكِ أيـتها الحرية :اسمكِ الأعظم الوحـيد الذي أعرفه، من بين الاف الأسماء ، التي يعرفها عنكِ آخرون أكل أحشائهم البرابرةُ : ماتوا وهـم يردّدونكِ هناك ، في ظلام الأقبية أو في حفلات الشواء ، في الغابات ، حيث يتم التهام أجسادهم تحت ضوء القمر: هذا القمر الذي أنظرُ اليه عبر النافذة ، متذكرا كـل شيء ، حتى تلك القصص الساقطة من كتاب الف منفى ومنفى، الذي لـــم يكتبه أحد ، إلا أنني قرأته كثيرا ، مــن دون أن أتصفحه مرة .

    هكذا اجتزتُ المحنةَ. مشيتُ على خطوط الحظ ، الذي فارقني من دون تلويحة وداع ، متـّبعا خطة لاأعرف مَن رسمها في ذهني المشوّش،لأن ذلـك كان قـد حدث قـبل أن يبتكرالانسان الكتابة: حصل ذلك كله وأنا غارقٌ في مياه النسيان ، أتنقلُ عبر أنابيبها ، وأتساقطُ من فوّهات الحنفيات قطرة، بعد اخرى ، فـي عـلب صفيح ، ينقلها آخرون على ظهورهم ، ربما لرشّ الدمع على جدران حياتهم أو لشطف الحزن ، غير أنهم لا يصلون بها إلا وقد أضحتْ فارغة تماما ، لأنها كـانـت مـثـقوبة عمـدا ، فلا أصل أخيرا إلا الى هذه الزنزانة الكبيرة التي يقولون : إنها الحياة ، ملتقيا بأصحاب ماتوا قبل الاف السنوات ،ثم قرروا العودة ، عندما سمعوا أن جنة مـا في طريقها الى التجلي فـي بلاد السَواد ، حيث الفرات ، مثلما دجلة ، كان قد كفّ عن الفيضان ، رحمة بنا من قلبه النبيل ، فقد نسيَ الناسُ السباحة ، كما أن القيعان لم تعد تستوعب أي غريق اضافي .

    ربما هناك تذكرتُ أحلكَ ساعاتي وأصعبها، فثمة مـَن سُجنت معه في الوحشة ، تطوّع ، في لحظةٍ ظلـّتْ ملتبسة عليه ، ليتكـلم عني أمام محكـمةٍ لم تـُعقد بعد ، معترفا أمام البرابرة : أنني ذات صدق سقطتُ من هول نحول الروح فوقـعتُ في غرام الدهشة ، لكن في زمان ومكان لا تأخذ فيه الدهشةُ زينتَها المذهلة ، إلا إذا كانت مصحوبة بهيام مراهق ، صار عمري عليه كبيرا .

    لم يعرف حتى الحب أنَّ هيامي لم يعد صالحا لشيء ، سوى أن يكون هياما مجردا ،أحتفظُ به لنفسي ضد نفـسي ، منذ أن مات المهـرّب على طريقـة البغـال . لم يعرف أحد انني فقدت رغبتـي بالمــوت على سرير ناعم .لم يعرف الربيع أنه لـم يعـد لأي شـجرة مكـانا في حديقتي ، إلا لهذا القمر الذي ترسمه القضبانُ بفرشاتها عبر النافذة ، وأنا اُغني اغنية وصلتني من الماضي ، عن الحرية ، اُردّد اسـمها الوحـيـد الأعظم ، من بـيـن الاف الأسماء التي يعرفها الآخرون .

    ربما ،
    نتيجة ذلك ، عشتُ طويلا ، أهتفُ مع هذا ضد ذاك ،
    أو أهتفُ مع ذاك ضد هذا ، شاعرا بالذنب مـن كـل جرائمي التي لم أرتكبها : أبكي كل يوم لأن الله خلقني على شاكلته ، وتركني وحـيدا أعيشُ مـع مَن هم ليسوا على شاكلتي : مُجبَرا على أن أقبلَ بالعقوبة وبالتاريخ ، الذي وصـل مكتوبا على جلود ضحايا لم ينتحروا ، كما المهرّب ، في وديان كان البرابرة يحفرونها برمشة من خناجرهم .

    ربما ،
    من أجل ذلك خرّبتُ حياةَ المرأة التي آوتني ،عندما أعدتُ كتابة مذكرات العالم على حـلمتيها ، دمعة بعد اخرى ، حتى صاحتْ بي ذات ليلة : " لقد امتلأتْ براكيني بأحزانكَ ، ولابدّ لي أن أفيض ، كما أنني انطفأتُ ، فلم أعد مانعة الصواعق ، تلك التي تلتهب وتشتعل ، على السرير، كـلما مرّ برقٌ ، أو سقطتْ شرارةٌ ، من عين رجل ، في صحن شهوتي " .

    هكذا غادرتـُها ، خلسة ، في فجر بارد جدا ، حاملا طوال جسدي آخر شهقة فاض بها ينبوعها ،الذي فقد خصوبته ، فـلم يعد يفيض إلا بـبعض التنهدات الزائفة ، بعد أن أصدرتُ الحكم على الآخر، فـي نفس الفجر، وأنا أسبحُ في النهرالمار بين نهديها : ساُعـاقبكَ ، أيهـا البربري ، أيها الأجـرب القـلب ، ساُعاقبكَ .... إنـما على شاكـلتي ، كما خلقني الله : بالكـتابة . قصيدة بعد قصيدة : اغنية تلو اخرى تبعث سلالة المنشدين ، الذين يكشـطـون الطلاء عن قــناعكَ ، في الشـوارع الخلفـية ، وهــم يتلونَ ما لم يكتبه أحدٌ في كتاب ألف منفى ومنفى، ناقلين جَمال ما رأيتُ بكل حرارته الى العالم ، تاركين لكَ حقلا واسعا مـن النسيان ، كـقـبـر .

    مـَن يفهمك أيها الفؤاد ؟
    ومَن يسمعكَ، وسط انهيار العمارة بجميع ساكنيها ،
    فيما البراكين مشغولة بتبادل فوّهاتها ،
    كما كنا في الطفولة نتبادل الطوابع ؟
    كم كنتَ أبيض أكثر مما ينبغي عندما درتَ كالدرويش بين الافاعي ؟
    كم كنتَ بارعا في غبائك ، وأنتَ تمسح الغبارَ عن كتف مـَن لايود العيش ، إلا فوق تل قمامته ؟

    الآن
    أسمعُ وقع خطوات قادمة : طبول وخيول ، لجرجرتكِ نحو حرائق اخرى ، حضرتـُها قبل أن تبدأ . أنتِ التي لاأعرف من أسمائها الالف إلا اسما واحدا اردّده ساعة الخطر، لكنني رغم ذلك أسمعُ خفق أجراسكِ المترددة ، وهي تـنسج من حسرتها لـون قـمري الأخضر، من خلف القضبان: أسمعُ خفقَ أجراسكِ ، اُميـّزها من بـين خطواتهم : أهم البرابرة ؟ تتسائلين : إنما ... أين ليلهم ؟

    لا ليل بدون برابرة : لا ليل .
    هناك ، دائما ، برابرة بدون ليل ،
    وهو ما يجعلني أسمعكِ ،
    أسمعُ ، أسمعُ جيداً خفقَ أجراسكِ : أهم برابرة فعلا ؟

    آه ،
    مثـلُـكِ تخفقُ أجراسي .
                  

12-01-2010, 10:41 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصيـدة نثـر (Re: بله محمد الفاضل)

    قصيـدة نثـر






    كانت بألف وجه .
    كانت تصنع من عواطفها معولا لهدم الوقت ، وهي تكتب رسائل حب الى أي كائن قد يخطر ببالها : تحب ان تلعب هذه اللعبة ، منذ أن رفس الرجلُ الذي أحبته قلبها ، ولذلك ، رغبة بالانتقام او بالمصالحة ، تكتبُ من دون توقف ، رسالة تلو اخرى ، حتى تحولتْ حياتها ، هي الواثقة من زيف ما تكتب ، الى تل من الرسائل ، تتناقله الالكترونات والنيوترونات ، الى رجال مجهولين ، لاتعرف أشكالهم ، لكنها تبتكرهم مثل رجلها الذي ينام ، كل ليلة ، مع امرأة ، ويحدثها عن امرأة تكتب رسائل اليه عبر اخرين : يشم ّ ذلك بعينيه ، قبل يديه ، فهو يعرف أن كل ماتملكه من قدرة على الانتقام هو هذا : المشي فوق حبل من كلمات لاتعني الا انكَ مقدسي الفاتن ، الذي سأنسفُ راسه ، يوما ، برصاصة الهدنة.
    " سأنسفُ روحكَ بموجة "
    تكتب ذلك لي أحيانا ، أنا الذي صادفتها في مدينة ساحلية ، قلوب أهلها من الصفيح ، فدربتها على ممارسة اخرى ، هي أكثر جدوى من كل تلك الرسائل : العوم في حوض مخيلتي ، لتكون بطلة روايتي " صانع الاحلام " التي تفرط بالسُكر ، و بتعاطي الترياق ، فامتثلتْ مدة طويلة لذلك .
    أحببتها ببساطة شديدة : أخلصتُ لها في الرواية ، وعلى السرير ، ولم افكر أن أخونها الا في ليلة واحدة ، عندما ركبتُ باخرة ، باحثا عن وجه اطارده منذ بداية التاريخ ، فصادفتها - ياللمفاجأة - عارية ، وقد اتخذ منها الملاح زورقا ، تاركا لي حرية قيادة الباخرة ، كأي قرصان عاد بغنيمة لا يريد ان يشاركه فيها احد . في تلك اللحظة اكتشفتُ معنى أن أكون جسدا ، أن أكون قلبا ، أن أكون مجروحا حتى بعد ان أشفى ، وأن أكون خاسرا الى الأخير .
    لم أطردها من الرواية ، تاركا لها حرية ان تنام مع مَن تشاء ، شريطة أن لا تعوم عارية في حوض مخيلتي .
    هكذا مع الأيام كوّنتْ اسطورتها : كل رجل عرفتـْـه ، كل وجه رأتـْه ، أو تخيـّلتـْه ، هناك رسالة منها تحت وسادته . وفي كل وجه تتركه امام المرايا ، كانت هناك تلك النظرة ، التي لاتدل الا على كونها امرأة : امرأة وحيدة في الكون ، منذ حواء ، مع الشعور بأنها سيدة الخليقة ، لمجرد انها انثى ، لمجرد انها قادرة على اغلاق الباب ، في اية لحظة ، كأي سجان انتهى من حفلة تعذيب اولية ، تاركا لضحيته فرصة ان يتهيأ لحفلة اخرى ، قد تكون تحت سياط شبقها المراق بين دفاتر الشعر، او في موسوعات الأرق المفتوحة لمعذَّبين جدد ، ترغمهم على السماع الى فحيح جسدها اللانهائي ، الممتد من بحر قزوين حتى استوكهولم ، مثيرا ، وهو يمر عبر شبكة الانترنيت ، غبارا بلوريا أبيض ، يجمعه الشبقون مثل غيمة ، تمطرها حواجبها او تصبها في راحة ايديهم :اغنية حزينة تركها قتيلها السابق ، قبل ان يموت مخلصا لحبها .
    هكذا ايضا كنتُ ضحيتها ، فيما بقيتْ ، حتى بعد أن نفد الترياق ، تعتقد انها كانت ضحيتي .
    وهاهي ، بعدما مزقتُ الرواية ، تهبط بذكراها ، بوجهها المشرق كحقل سنابل يلهثُ في خياله الحصاد : هاهي ، كمطرقة تضرب جدار الليل ، فيتناثر الغناء مع الحنجرة ، ويسيل الماضي عائدا ، مثل ساقية تتسلق الماء الى الشلال الذي تساقطت قطراتها منه :
    كانت بألف وجه .
    كانت تسد الجهات ،
    فأصيح بها : الا الجهات ، ارجوكِ .. فأنا في العراء .
    لكنها تأمر باسم المفاتيح ، وتفعل باسم الاقفال :
    " أجلدكَ لأنكَ السوط ، أخنقكَ لأنك الهواء ، ادفعك َ لأنكَ الهاوية "
    وكنتُ اهتف بها : كفى ،
    فأنا كالنهر ، أمام السد ، يجب أن أفيض .
    أيام كانت لها اليد كانت تضع قلبي مع النسر ، وأسفل القفص تجمع صراخه .
    أيام كانت لها الاشارة كانت تأمر اصابعي بالشرود .
    الآن ..
    تهبط ذكراها ،
    ويندلق وجهها في غرفتي ، كحقل سنابل يلهثُ في خياله الحصاد .
    للقصيدة عنوان اخر : " نشيد صدأت بين أسنانه الحروب "
                  

12-01-2010, 10:48 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ورود الموسوي (Re: بله محمد الفاضل)

    ولا زلنا بالعراق والصديقة الشاعرة:



    ورود الموسوي
                  

12-01-2010, 10:51 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مدينةٌ بلا أضلاع...! (Re: بله محمد الفاضل)

    مدينةٌ بلا أضلاع...!


    مذ أمس والمطر مشغولٌ بدعك وجه الممرات

    تحسباً لأقدام العابرين..!

    يمشون...

    فتطول سيقانهم أكثر ..

    تقصر قاماتهم ...

    تصطبغ وجوههم بلون الطين

    وتصفرُّ الأرض...

    كم يشبهون فورة الجراد ..!

    رائحة الدم المحروق..!

    وذاك الرصيف الذي اجرَبَّ ظهره العاري بأقدامهم ..

    ما زال بانتظار المطر..!

    مازال يئن صارخاً :

    - ظهري اسمنتٌ ثقيل لم يحمني من جرب الأحذية الثقيلة ...

    بلا رحمة تنهشني قطرات المطر

    مثل ذباب يُزَفَّ لوليمة دم...

    يسخرون كل شروق من ظهري المحدودب الأجرب

    نسوا أن لوني مصبوغٌ كوجوههم ..

    واني امتداد لون السماء

    نسوا

    كم فاتنةٌ هي المدن المحدودبة الظهر..!

    قاتلةٌ حد النزق ..

    و ساربةٌ باتجاه البصر..!

    نسيت عيونهم البيضاء و أقدامهم الموحلةُ

    أن أضلاعي مقوسة مثل أضلاع المدينة..!

    و نسوووا

    أنك...

    لا تحتاج عناء النظر الى تقوساتها ..

    لا تحتاج بزة عسكرية ..

    أو بسطار جندي ..

    لا تحتاجُ قوة ألف رجل لكسر ضلع المدينة

    جل ما تحتاجهُ ... إنصاتُ ليلٍ محارِب

    سيراودك زهو الإنتصارحتماً...

    وأنت تسمعُ طقطقة الأضلاع تحت قدميك..!

    بالأمس فقط..

    سمعت كل الممراتِ طقَّـــة الضلع الأخير...!

    حذاءُ طفلٍ ..
    كان كافياً...

    لإسقاط مدينة..!
                  

12-01-2010, 10:58 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وشــــمُ عــقــارب ...! (Re: بله محمد الفاضل)

    وشــــمُ عــقــارب ...!


    أنت عابرٌ مشغولٌ بترجمة طالعه الى لغاتٍ عدة..!

    مازلت تفتشُ فيه عن مفردة - أبعد من وطن-

    لكنك نسيت أن تنفض غبارك اولاً...

    نسيت أن المدن قناطر تحت أقدام الحفاة وبعض المتسولين

    نسيت أن تعلق وجهك وأنت تدخل متعثراً ..

    وأن المدينة أغوتك بوشم عقاربها..!

    ما زالت البلاد التي كنتَ حنطتها

    تنثر رماد أبنائها كل صباح

    مازالت المفخخاتُ زادها اليومي

    والعبوات الناسفة صديقة للاطفال وبعض العابرين ..!

    كلنا عابرون تحت أقدام المدينة..!

    لستَ وحدك..

    البلاد التي نسيتَ نفض ترابها عنك ..

    استحالت سرطان حبٍ يملأُ رئتيك..!

    و قهوتك المرة سنشربها كفصيلة دمٍ آخر..!

    لم تكذب العرّافة ذاك المساء

    كانت تدعك وجهك / طالعك الأسود

    - ثلاثةٌ عابرون ...

    - عبوة ناسفة

    أنت..

    عمرك الأجرد..

    ومدينةٌ وشمتك عقاربها..!
                  

12-01-2010, 11:16 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بلاد بين أصابعي .. (Re: بله محمد الفاضل)

    بلاد بين أصابعي ..


    البلادُ التي تحملُ أوجاعَ غُربتها
    تولدُ بين أصابعي
    علّقتني على مشْجَبِ الوقتِ
    واستدارتْ على سبابتي
    تُحَلِّلُ ما طاب لها...
    فصرتُ البلادَ الغريبةَََ
    وصارت فسيحاً كـُلَّما اقتربتُ ازداد اتساعاً...
    غافلتني حين مدَّتْ لسانَ الحكيمةِ فيها
    وقالتْ:
    نهارُ الغُربةِ أرضٌ تُطاردُ حُلْمَ سماءٍ
    تُظَلِّلُها الغيماتُ بالبَرَدِ الخريفيِّ يوماً
    أو تُبلِّلُ عُـشـباً أصفرَ الـلونِ كالرَّمْـلِ
    كُلَّما أغرَقَـتْـهُ المياهُ استزاده العطشْ
    البلاد التي تحملُ غربةَ أوجاعها
    قاسمتني الأصابعَ بالتساوي
    استدارتْ إلى الوسطى
    وقالت:
    ليلُ الغربة بحرٌ يهاجرُ بحثاً عن غريقٍ
    أسـلَمَهُ الرُّبـَّانُ للموتِ فكان الغـرِقْ
    لثاكلةٍ تمشي الهوينى على الساحلِ
    يقاسمها الرَّذاذُ النَّشيجْ
    البلادُ التي تحملُ غربة دهشتي
    وشوشتني فقالت:
    بأنَّ لاَءَ الغريبِ نعم
    وأنَّ السنابلَ تهشُمُها الرَّيـح
    مِثْلَ طاحونَـةِ الهواءِ تُجَذِّفُ بعضَها
    بأنَّ الغريبَ الذي مرَّ في شارعي
    صيـَّرتهُ الحقائـِب كالأمتعة
    غادرتني دون أن تُـغْلِـقَ دهشتي
    دون أن أعرفَ الطريقَ
    دون أن تُصافحَ كفيَ
    أو..... تصفَـعَهْ...!

                  

12-01-2010, 11:18 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عطش يبلِّلها وماء لا يصل .. (Re: بله محمد الفاضل)

    عطش يبلِّلها وماء لا يصل ..




    رماديٌّ هذا العشب....
    رغم اخضراره...
    عبَّأ نفسه غروراً.....
    لوحةً تُشبه موته.....
    شيّعها..... واندثر...
    داميةٌ تلك الأرصفة...
    بأقدام الغرباء.....
    يغزو المنافي بحثاً عن هوية..
    وتغزوه الهويةُ بحثاً عن ذات.....
    عبثاً يصوغ الحكايات....
    وعبثاً تسمع له......
    ما زال يكتنز...
    يكتمل......
    يثرثر......
    ينتعل أرصفة......
    أحلاماً تنتحر...
    شوقاً تسوّقه الريح لجهةٍ عاشره.....
    وموتاً يجهلُ كُنهَ الحياة...
    تقرع طبول الليل.....
    جوقةً غجريةً من حزن.....
    المهرج الباكي... يلعب بكرات الوقت..
    الراقصة النادبةُ .... تهزُّ وسط الذاكره...
    اللاعبُ بالنرد... يمزق أحشاء الهمّ...
    قارئة الفنجان... تقرأ حزن الليلِ...
    وضاربة الودع... تفكُّ رموز الحزن...
    عشرون عاماً وتلك العاريةُ
    تحمل نافورة ماء....
    عطشٌ يُبلِّلها...
    وماءٌ لا يصل.....

                  

12-01-2010, 11:22 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ومن العراق.. (Re: بله محمد الفاضل)
                  

12-01-2010, 12:06 PM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومن العراق.. (Re: بله محمد الفاضل)


    Quote: ولا زال رطب العراق دانيا...
    والصديق الشاعر:

    أحمد عبد الزهرة الكعبي




    العثور على العالم
    ___________

    تتكئ على رأس طفل يعدو خلفك
    موجع أن تخبره ببلوغك الأربعين باكيا على ماجد
    وكل هذا التراب قبر تدوسه قبور الغد المسماة أقدام المشاة
    المشاة الذي ماتوا في الهجوم البري على مخافر إيران في بداية الثمانينات
    ماتوا لأن الموت يولد لدينا ويتناسل
    والطفل يخبرك بأراجيح لم يشبع من لعبها ؛ وقناديل أحرقت دفاتره المدرسية
    مشوه وجه الحقيقة ! مشوه وجهي ؛ مشوه رأس الطفل
    وتلك التي خدعتني وخدعتها بالحب لازالت تأمل بليلة طويلة من البكاء القسري على وطنين خانهما كل شيء حتى الفرح !
    عجبت للجوري الذي أعرفه كيف يفوح بشذاه الرهيب وحوله كل هذه المقاصل
    تطمرني الريح القوية مثل أي نملة !
    وأعثر على ورقة الامتحان
    ثلاث من عشرة لأني نسيت كتابة إسمي رغم أجوبتي صحيحة
    لا إسم لي
    يقودني هذا الحبر المشفر إلى كوكبة من السحائب
    أختار قطرة تمرغني بي كلما حولت نزفها إلى بيت نثري اكتبه عاشقا
    يبست حروفي الآن
    وجاءت أربعيني راكضة
    لا أنتمي لكم
    حقولي بعتها للغربان كي تلاحق الجريمة نيابة عن قانون الغاب
    والطفل قصصت عليه حكاية كاذبة كي ينام عاما آخر
    يخفق قلبي متعثرا
    ينام في ثغور متكلسة
    والعصافير التي أراها مزعجة الآن أكلتها منتشيا
    أغلقت حارتي القريبة من دكان الفقر
    وافتتحت مدينة في غرفتي المطلة على رأس طفل

    واصـــــــــــلــ يا صحبي الفاضل عبر المِداد.

    ،،،،أبوقصي،،،،
                  

12-01-2010, 06:29 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومن العراق.. (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    شكراً لك يا صاحبي
    لأنك جئت بقصيد من مداد صديقي الجميل
    أحمد الكعبي



    لو تعرفه
    لو تعرف كم أن روحه جميلة تأخذك بلطفها
    لو تعرف كيف هو مانح بهجة تقعدك عن المقدرة على مقابلتها

    شكراً لأنك سبقتني إليه



    أتمنى أيضاً منك الإتيان بنصوص لأصدقاء/صديقات لك


    محبتي
                  

12-01-2010, 05:44 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نَشْوَةُ اَلرِّضَا (Re: بله محمد الفاضل)

    نَشْوَةُ اَلرِّضَا







    تَنَامُ تِلْكَ اَلْأَشْيَاءُ الصغيرةُ عَلَى قَارِعَةِ اَلنَّجْوَى
    وَ الْأَفْكَارُ تَنْهَشُ غُبَارَها
    تَبْحَثُ فِي أَسْرَارِهَا سِرَّاً
    لا أكتُبُ لِأَحَدٍ
    اَلاِنْقِرَاضُ إِذْ يَتَفَشَّى يَكْنِسُ اَلْقَارِعَة !!
    وَ الشَّاعِرُ اَلْمَجِيدُ يَسْحَقُ كَبَائِرَ اَلْخَطَأ بِخَطَأ كِتَابِيّ
    ***
    فِي خُرُوجِهِ مِنْ بَطْنِ اَلْأَزْمِنَةِ يُحَاوِلُ نَشْرَ تَعَالِيمِ اَلْمَحْو
    أَنْ تَعمَلَ بِلا ضَوْءٍ
    أَنْ تَمُوتَ بِلَا كَفَنٍ
    أَنْ تَقْرَأَ لِلطُّرْشَانِ إلياذةَ اَللَّحَنِ
    هُوَ اَلشَّاعِرُ صَاحَ فَتَجَمَّعَتْ حَوْله اَلْفِخَاخُ وَ الطُّيُورُ
    وَ إِنْ بَكَى..تَجَمَّعَتْ اَلشَّبَابِيكُ حُلُمَاً بِالْمَطَرِ!!
    هذَا اَلِاعْتِرَافُ يُخْرِجُ اَلْأَجْنِحَةَ مِنْ أَشْرَاكهِ
    وَ يَقْرَأُ لَلِشِعْرِ شِعْرَ اَلْأَشْيَاءِ الصَّغِيرَةِ
    اَلْحَاكِي بِأَمْرِ اَلْمَلَائِكَة, تَنْفَلِقُ مِنْهُ اَلْأَقْمَارُ
    تَعْزِفُ أَجْرَاسُهُ لِقَطِيعٍ يَعْشَقُ أَنْ يَتِيهَ فِي اَلْمَرْعَى
    ***
    مَا عَادَتْ تُحزِنُهُ اَلْخُطُوبُ !!
    يُغيَّبُ فِي حُضُوره ِ لِيَنْتَقِيَ اَلْكَلِمَات مِن اَلْمَوْقِد
    ***
    اَلْمَنْبُوذُ مَعْنَى
    وَ الْمَعْنَى حِكَايَةْ
    وَ مَا بَيْنهُمَا تَسِيلُ اَلْخَوَاطِرُ
    أَنْ تَكْظِمَ اَلْأَلَمَ بُرْهَةً خَيْرٌ مِنْ حَبْسِ اَلْقُرُوحِ فِي نَشْوَةِ اَلرِّضَا!!
                  

12-01-2010, 05:46 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضفة سماوية (Re: بله محمد الفاضل)

    ضفة سماوية






    جمر الحنايا ..
    زهرة ذبلت في الفوضى ,
    الوجد كما وتر لامسه الغبار
    ظهرتُ على النهر ..
    زورق تهربني لي
    لم أهرب منك و لا ليلة !!
    جاسوسك في العراء
    يشق وحدة النجوم
    ثيابي عالقة بين السَفر والمكوث في الحفر
    كنا نهرق الدمع
    ثمة من يسجل هفواتنا !!
    على سجادتي ثمة طائر ومحراب
    على ورق الحكايا هفوة
    كل دقة قلب يصحو الخائف
    ومديتي جاهزة
    أجدك في بؤبؤ اللحظة
    تجدني عالقا في يأسٍ قديم
    على القمح ثمة لعابٍ ######
    الموسم هائل
    أيها الليل الأليل
    نموت هذا الغروب
    ثمة عطر يسحب الكلام لضفة سماوية
                  

12-01-2010, 05:58 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آلام المطرود بن شارد .. (Re: بله محمد الفاضل)

    آلام المطرود بن شارد ..











    بمشرط تحبسه عظامي
    تجس ليلها المتشظي
    تدلك الوحدة بأبخرة سحيقة
    وتندب طهرها بعد كل عاصفة !
    لا تحتال على حدسها
    ولا تؤرق الطبيعة حين تندمل
    آلامي ..
    * * *
    دون شموع
    لها أعيادها
    كي تطلق عنان النسيان
    آلامي .. تـشتعـل

    * * *
    سواقي تزف الغروب لأشرعة تائهة
    و لاتسـاوم أقمار الطحلب
    متوجة بركام الجفون
    آلامي ..

    * * *

    الحرب ..
    تزف رائحة الشواء
    لأحياءٍ دون خبز
    آلام آلامي
    * * *
    الحطامات
    درجة
    الف
    من يرتب هياج
    روح تزدحم بنفسها
    قطرةونعترف
    إن ما حدث ... دون إسم

    * * *

    رغيف ..
    للــ ناس
    الشارع
    المنفى
    لألم لايعرفه الناس والشارع والمنفى

    * * *

    صافرة ..دعاية
    وضجة ستارات ..
    خندق تحفره القطرة على اديم ترابي
    وبعد ! تصفيق .. ياله من ألم

    * * *

    لنزهة نشيد الحزانى ...
    حنجرة هناهناك
    حَولٌ لانعبأ بجريانه
    طعم لازاهرتتلقى الطعنة
    مرارة الحلم تهب أعيادي برهة
    وانا أجني عتمتي
                  

12-01-2010, 06:03 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملحمة النايدرتال (Re: بله محمد الفاضل)

    ملحمة النايدرتال
    أنْسَنَة النايدرتال
    إلى رجل يتهمه القرود بانه..¿¿¿







    1
    مسلة النايدرتال ما قََـُرِأت
    لأننا جدران
    2
    هل كان الإنسان قرداً
    وقرود اليوم رفضوا الرقي ¿
    3
    القضية أن تعرف من أنت
    نايدرتال أم مُتَنَايْدِرْ...¿
    4
    تزوج النايدرتال
    ثم ندم!
    لأننا السلالة
    5
    خريطة البقاء
    خطها النايدرتال
    وانبهرنا لحماقته
    6
    متخلف هذا النايدرتال
    قرب كهفه لا يوجد مخفر للشرطة
    8
    النايدرتال يتنزه على أربعة
    واقعي
    أم لا يحب تقليدنا¿
    9
    على الحصى محفورة سنواته
    يؤرخ للضوء ماهية الصمت
    هناك لما تدلى بعيداً بغاباته عنا
    10
    لا يشعر بوحشة الكهف
    مساءًًًًًًًََ يدمدم بصوت كصلاة الجرحى
    لحلمٍ يجلب الصبح من حيث يدري ولا يدري
    11
    هل كان يحلم¿
    هل كان يحسب عدد القتلى
    هل كانت له كان
    أم نحن كان وهو الآن
    12
    هل كتب رثاءً
    لموت شجرة عالية
    أم ترك الكذب لنا¿
    13
    عارياً لا يخدش الطبيعة
    عارياً ترتديه العبارة
    يا لهذه السلالة كل ثياب الكوكب لا تستر عورتها ¿!
    14
    لم أسمع بنايدرتال يغتصب
    لم أسمع بمعركته مع الديناصورات
    إلاّ في هوليود
    15
    علمني النايدرتال..
    وفي الصمت ما هو ابتداء
    16
    النايدرتال لا يعرف الشواء
    دون نار شجرة ينمو على وجه الغابات
    والدماء التي وجدناها صناعة محلية لا أكثر
    17
    علمَ نبلة الثلج العزف على جدب الكهف
    هو يعزف ونحن نحفر القبور
    18
    لدينا الطائرات
    والجمارك
    والأرض لديه دون حدود
    19
    دمائه حمراء جداً
    نزف حد التسامي
    تحللت جثته فكان الكرز أحمر
    20
    الاسم نايدرتال
    والأب نايدرتال والجد أيضاً
    ونحن بأسماء مختلفة لا يعرف بعضنا البعض¿¿
    21
    كهوفهم دون نوافذ
    نسائهم لا يعرفن كتب الطبخ
    أجسادهم المتعرقة مليئة برائحة القمح
    أجسادهم دون نوافذ لكنها تؤرخ المطر
    22
    لا يدعي القراءة والكتابة
    لأن الفكرة تحتاج إلى سجون
    لذا نقش الشمس على جدرانه
    فعلمنا كم هي جاهلة هذه القراءة والكتابة
    23
    لا طبقات
    لا غنى ولا فقر
    الكل يحمل رمحاً ليراقص الطبيعة
    24
    جثث حيثما وليت وجهك
    قارات من الدم
    حروب مسعورة
    أيتام وأقفاص
    الآن أم آنذاك
    25
    لو ظهر الآن
    بم سنتعذر
    عن المقابر الجماعية وملاجئ الأيتام
    أم عن تطور بلغناه بالنزف والتصيفق
    26
    لو جاء الليلة
    سيخبرنا عدد النجوم
    ونخبره عدد القتلى
    27
    اكتشف الطبيعة لنحرقها
    صنع الرمح فقتلنا بعضنا
    ضحكنا على تراثه المسروق
    اللصوص هكذا
    دائماً يضحكون
    28
    كان عارياً
    يكشف عورة ثيابنا
    29
    لم أر شاعراً
    ولا وزيراً
    ولا فقيراً
    ولا متملقاً
    ولا ملاجئ أيتام
    حضارة النايدرتال هذه
    30
    النايدرتال
    لم يقتل الحسين
    ولم يضرب ناكازاكي
    لأنه لا يجيد فن الخطابة
    لا أكثر
    31
    لأننا تبعناه
    لأننا أتعبناه
    للآن ظل ساكتا

    ً
                  

12-01-2010, 06:10 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفيد عزيز البلداوي (Re: بله محمد الفاضل)

    ولم يزل العراق يضمنا بين سحره وأشجانه والصديق الشاعر:
    مفيد البلداوي
                  

12-01-2010, 06:12 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أغبر بالمعنيين (Re: بله محمد الفاضل)

    أغبر بالمعنيين







    أشهد أنك لا شيء ،



    أشهد أنك لا واحد ،



    ثم أشهد أن طريقا تشابه ما يصنع النمل أبعد من مستحيل



    وأني توهمت ..



    كنت أظنك تشبه آباءهم



    وأرش الأزقة من خلقي كي يقال :



    له خلق من أبيه ...



    وأنك تكذب في كل عام وتزرع خوفا لنا،



    وتلون أحلامنا بالدماء فتفسدَ ،



    إيـــــــــهٍ .....



    تحملت ضيمك أكثر من وجع العين والضرس



    لا دَيْن َ .... لا عرسَ



    لكنني مذ أتيت أسدد ،



    لا ناقة في البلاد،



    ولا أملا بالنخيل.....



    النخيل الذي كنت منتظرا تمره فأتتني الحجارة !



    يا أيها الحُلُمُ المتحوّل عبأً ،



    ويا عتبة للرجاء تُعثِّر روادَها ...



    خيبة أن أراك رغيفا تعفّن في رزم الفقراء ،



    و( طاسة ) صفر تلملم أتربة العمرِ .....



    تنتظر الدمع من غيمة يتساقطُ ،



    تنتظر الغافلات - ويحملن أمواتهن على كتف القهر- يبكين



    حتى تبرهن أن المقاهي مجازٌ



    وأن الحقيقة نصف المقاهي ونصف المعابرِ



    ها قد عبرنا ...



    تركناك تلعن أسلافنا



    فكتبنا الولاءَ لشجرة جوزٍ على سفحهم



    وانتصرنا لمضيعة الوقت في حلقات مفرغة من هواها



    فصرت المقاهي ...وصرنا المعابرْ







    وأشهد أن المداسات مرت علينا



    ونحن نرتب خيباتنا في الحقائبِ



    والعابرون الذين تحملتَهم في المسبة



    كانوا يجيئون بالغار من سَمِجاتِ البساتين



    والماءِ من آسن الاعتقادات ،



    كي يغسلوا ثوبك المتوسِّخ من غبرة صعدتها خيول الكلام التي ألجموها عليك



    وأعجب أنك لا مؤمن فيكون ابتلاءُ



    ولا كافر كي يقال : له ما استحق من الويل !!



    ما أنت ؟؟



    أشعث ...



    أغبر بالمعنيين ... وحلوٌ؟



    أكنت جميلاً... أم أن في عينها ؟



    عادةً.... والقرود تواقعُ مثل الطيورِ



    فهل أنت طائرْ؟











    عليك تراهنُ كل العجائز



    قد خَسرتْ ما لديها وتأمل بالنوم تحت الركامات



    يا أيها المتصدر نشرات أخبارهم خجلاَ



    ودخانك يحسد تدخينهم



    وسماؤك لا تعرف النوم من كثرة الدعوات التي ردَّها الله



    يا وجعي ..........



    ودماؤك والماء سيّان للغليان،



    وللعابرين هنا جُنُباً ،



    ثم للشمس تفعل فعلتها في ظهاري التبخُّر،



    لكنها ليس كالماء تنزل بل تتصعّد .....



    أطلسُنا مثقلٌ بالخطيئة .. يحملها ويجوب المجرة



    أشهد أنك أصبحت عابرْ!!







    وأعرف أنا نموت وتبقى ؛



    نموت على صلة الانتماء إليك ،



    وتبقى تعذبنا في القبور ،



    نعود تراباً تهيجنا غيرة اللقطاء ،



    وتبقى المسافة ما بين نكرانهم والسماء الرحيمة ،



    أعرف أنك أغبر بالمعنيين



    وأنا يقين اليقين ( أغـــابرْ)










    مفيد عزيز البلداوي



    24\5\2007
                  

12-01-2010, 06:16 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خبز العباس ... (Re: بله محمد الفاضل)

    خبز العباس ...



    مرت الحمامة
    الريح تحمل الريش إلى بلدة نائية
    الغيوم لاهية بغسل ثيابها
    الطيران وطن مسلوب أو بلاد بلا حواجز
    الأرض تراود الماء عن نفسه
    المدن تقشّر أخواتها ليلاًَ
    الأنبياء غائبون
    الملائكة
    الله يجمع الشهداء في سلته
    وأنا أتنفس ثاني أكسيد الوطن .

    يدي تشبه المطارات
    مليئة بالغرباء
    وآثار الحقائب
    الذين صافحتهم أخذوا منها رونق التوطين
    وسلّموها مفاتن الارتعاش
    يدي تشبه الحمامة
    تدعو للسلام ...... وريشاتها تحرقها الحروب المفتعلة.

    أصدقائي .... أعني من تحولوا إلى ذكريات
    يحرثون طفولتي
    يزرعونها بنفسجاً برياً
    يموت البنفسج
    على حافة يدي تنبت المغامرة
    فأحرث وجوههم
    وأرمي ما يشبه السنابل

    فقراء يا الله
    كانت جدتي تلفّ لنا التمر بـ ( كواغد ) الحلوى
    تتعهد لنا بتوفير ( خبز العباس )
    كان العباس يعلمنا كيف يحمل الغرباء أياديهم المبتورة
    نرش بالماء جدران الخرائب الطينية
    نشم عبير أرواحنا الطينية
    الوطن – أيضا – يلوك مصائرنا الطينية
    غرقى ولا نرتوي إلا من قربة ( العباس ) المثقوبة
    لا أدري ......
    لماذا كانت تتركنا جدتي وتبكي على ( العباس ) ؟؟

    مدت لنا يدها العواصف
    حاولنا أن نقلع التراب من عينيها
    فاستعانت بالصحراء الزاحفة على قلوبنا
    ورمتنا برمال سامة
    كنا نخيلا ....
    وصرنا مجرد أوهام لجذوع خاوية
    كنا مراوح تقص يد الهواء
    تقص حكايات الجوع الأول
    تقص شرائط أمعائنا بمنح الخبز المزعومة
    وتكتب بالرماد على تنانير الطين المنفطرة
    اللائحة الداخلية لـ ( خبز العباس ) .
                  

12-01-2010, 06:20 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
wie bitte (Re: بله محمد الفاضل)

    wie bitte







    كلما حدثتها عن قلق الخطوة
    قالت !*wie bitte :
    وإذا أسهبت ؛
    في وطني بقايا العشب يحرقها انتظار الغيث ،
    لا مرعى لقطعان التوجع غير قلبي،
    فارقبي الصحراء ، قالت ! wie bitte:
    إنظري لا وجه عندي،
    كنت ضيفاً في مدى المرآة هذا الصبح،
    سرحت التوجس،
    دقت الأجراس ،
    فانثالت عليّ ملامحي...
    ونسيت وجهي في مدى المرآة ِ، قالت ! wie bitte:
    جئت من خلف التلال السود،
    -سودها سخام الحرب-
    مشدوهاً الى عينيك خضراوين زرقاوين،
    لا مال لرأس المال ِ،
    لا ميل لرأسٍ مالَ...
    لا رأسي توسدها ذراعك ِ
    لا فمي تجتثه قبل ... أنا الجمار...!
    قالت ! wie bitte:
    صغار نلعب (النقيزة *(الأحلى،
    ونلعب لعبة (التوكي)،
    (دعابلنا) الكواكب ،
    لم نكن نحتاط من هذيان حربٍ،
    فاشتعلنا فجأة كنواشف الحلفاءِ...
    قالت ! wie bitte:
    أنا و قرائني وطفولة عرجاء،
    هل مرت على كفيك ِ فنجسة
    تنقب عن شراييني...؟
    وتقرأ فيهما ؛ صبري ....وحظك ِ
    عمديها بحروف الماء ِ
    قالت ! wie bitte:
    كلما قلت بلادي رقعة الشطرنج،
    قساها وقساني جفاف الدمع ِ،
    أحياناً تفتتنا ابتسامات الأرامل ِ،
    كثرة الموتى انتشاء للقبور السود.... ِ
    قالت ! wie bitte:
    لا أرى عينيك زرقاوين،
    -في عيني الأذى -
    لكن مجساتي الحروف الخضر،
    خليني على أذنيك غربالاً
    سأفعل فعلتي،
    وأمازج الألوان بالأصوات ِ،
    أفصل لوحتي عن لوحة الخرساء ِ
    قالت ! wie bitte:
    نثرت عليك ِ حلوى من ثلاثين انقضت
    ركضاً وراء السعدٍ ...
    مشغولاً...
    يزينني ابتلاء...!
    عاثراً بالظل أكبو.... ثم.... أنهض
    ثم..... أكبو..... ثم ......أكبو
    !..........لا مفر الآن من حلوايَ
    قالت wie bitte !:
    وقالت لم تكن عيناي زرقاوين
    أوربا التي أعمتكَ
    سوداويين حزناً ربما
    أو (غابتا نخل ٍ)،
    وكل أصابعي صارت أراملَ في غيابك َ
    قلت مصفوعاً على شفتيَ
    مشدوه السريرة wie bitte






    تعني بالألمانية (عفواً ماذا تعني) وتقرأ : ڤي بيتا : wie bitte *

    من ألعاب الأطفال في العراق *
                  

12-01-2010, 06:25 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأقفال (Re: بله محمد الفاضل)

    الأقفال






    وماذا رأيت ؟

    رأيت بأن الحدائق تستاء من زائريها،

    وتُسقى بماء تصَوبنه الأمهات،

    وورد البنفسج غير أطباعه،

    والفراشات يخدمن في إمرة الخنفساءْ

    وماذا رأيت ؟

    رأيتُ بأن البيوت تحوِّل أبوابها

    لا تقِّدم للبحر عذراً،

    تدور عقاربها باتجاه يعاكس معنى التفاني...!!

    وجدرانها ترتدي الخُيَلاء..!

    وماذا رأيتَ ؟

    رأيت بأن اليتامى كثيرون َ،

    والنمل أكثر،

    والسبت أيقونة الاتكال .....

    سنأكل في البرد ما جمّعته يد الحرص في الصيف

    فالجوع أكثر آلامنا في الشتاءْ..!

    وماذا رأيتَ ؟

    رأيتُ بأنا نعيش لنأكل

    لمّا دخلنا بكينا من الجوع ،

    لّمّا كبرنا كتبنا عن الجوع،

    لمّا نموت سيكتب عنا من الجوع ماتوا

    يكلّفنا الجوع عمراً......!!

    وإحساسنا بالمذاقات صفر....

    فأيُّ ابتلاءْ؟!

    وماذا رأيتَ ؟

    رأيت بأن الجنود إلى الناس تنقلُ ماءً بغربالها،

    لتغسِّلَ وجه الحصار ،

    وتبني جداراً من الماء بين الشفاه ومعنى التصحّرِِ....!!

    لكنها تتشقق ّفي الظل ظمأى

    وتمتهن الانحناءْ..!

    وماذا رأيتَ ؟

    رأيتُ بأن غناءً من الغيم يهطل،

    لكنه أسود من تعاقب أحزانهِ،

    وبدا العشب اسود......

    والأمهات يُردن تمزّق أرحامهن ،

    فلم ينتفعن من الحمل إلا المواجع في ردهة الاستياءْ...!!

    وماذا رأيتَ ؟

    رأيتُ بأن العمى شرفٌ،

    القلوب تكبّر أقفالها ،

    والكلام المذنّب يحرق أحلامها ،

    أشعرتنا الفضاءات بالذنب .....

    صرنا عرايا ......

    ونطفق نخصف من ورق الادعاءْ....!!








    مفيد عزيز البلداوي

    24 – 4 - 2002
                  

12-02-2010, 11:03 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ونظل بالعراق.. (Re: بله محمد الفاضل)

    ولم نزل بالعراق والصديق الشاعر:



    ميثم العتابي
                  

12-02-2010, 11:07 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قافية الرمل (Re: بله محمد الفاضل)

    قافية الرمل





    وجه الصحراء الليل

    ***

    قدماك تشرب أفيون الرمل

    وفحولة شوك الصبار

    أفاع في بئر اللغة الصماء

    تطال يداك النجمة فوق الكرسي

    للخوف ترتل .. آيات

    وتذكر ...

    أن الماء إلهُ في هذا القفر !

    أن الخبز إلهُ في هذا الوطن !

    وأنك إلهُ مثقوب ..!!

    ***

    دعني أراودك في عمق الصحراء

    أسألك عن عذرية هذا الرمل ؟

    عن أرض واقعها الساسة بالجملة ؟



    فيولد من الخبز وعفوية إدمان الظلم

    جمع الفقراء ..

    ***

    خذني كمزرعة للتبغ أسافر بين يديك العاريتين

    وألوك بأسنان الدهشة لسان الثورة !

    وأعبئ للتهريب كل قضايانا

    أرض .. عشب .. ينبوع للنفط !

    ثرثرة فوق ضريح

    ملك قايض مفاتيح الرمل بزجاج السيارات

    ***

    ها قد جاء النهر يهرول في رمل الصحراء حصان

    صهيل الحزن يسابق فيه عذوبته

    ليغادر بيت الله الصحراء

    وينهي الباعة فتوى تحريم الخمر

    فيكون الليل وجه الناس ثانية
                  

12-02-2010, 11:10 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سورة الأمن ... ترنيمة المواقيت الثلاثة (Re: بله محمد الفاضل)

    سورة الأمن ... ترنيمة المواقيت الثلاثة







    ليس ختاما ما سنقول
    ليس إبتداء
    من يعرف السرَّ خلف الباب
    يعرف أيان يكون المقبض

    سورة الأمن
    ترنيمة المواقيت الثلاثة

    أَصعدُ من بين الطمي، أَشهقُ بوجه الفرات
    يا سيدَ الماءِ.. أنزلقُ في أوديةِ الجفافِ لأحملكَ مثل ربٍّ محضور
    طينُكَ الحناء في يدي، وطعمُكَ المرُّ علقمي
    ألوكُ شيبتكَ الازلية في فمي... وأمضي
    ****
    في الشامِ... كان الملكُ الأموي يشربُ نخبَ المشهدِ
    يترجل بنو العباس، ليهبط الستار
    في كلِ زقاقٍ قدم رومانية تعدو بخفّةِ
    تجرِّبُ لعبةَ الإختباء خلفَ المعنى المضمر
    يندسُّ العربُ/العجمُ/التترُ، خلف الإشارة الضوئية
    ويساقط الظلُّ على الزيتون ليهرول البرتقال
    الساقي يتطلع في الشجيرات النحيفة، والكواعب المارقة على حذر
    يسكب على اصابعهِ خمرَ الوجد
    تقفز اللغة مثل هرٍّ ممشوق يلحس شواربه
    يداهمك الشعر كجنود في معركة خاسرة
    جسدكَ مُتكىءُ الأفكار، ومعبر اللذة
    مهما أقصيتَ الماضي، يتجنبكَ المضارع، فيشحنكَ المشهد
    ******
    دمشق.. ها هنا يحلو الحديث عن كربلاء، عن عشب للخلود في فمي
    عن رأس يهبط في فناء المسجد الأموي مثل وحي جديد
    وأنا في الساحة الحمراء قبالته ألمِّعُ وجه التاريخ كغيري
    وأدرأ بالتأويل عورة قادتنا
    يبتسم الحمام لفم القمح، نطير معاً والريش يتبعنا
    سيدة الحزن، من كان يدري أن الدمع في الريف جميل
    وأن (حِجر) مازال يضحك للموت
    وأن ليل (قاسيون) يبعث في جسدي نشوة للرقص
    ريف دمشق... يأويني مثل تمر عراقي مهرّب
    يترصدني الغرباء، والاصدقاء القدامى
    في مقبرة على ناصية ليست ببعيدة، ينام جنود التحرير!
    اما الشعراء فكانوا يحتسون قنينة الكلمات
    ذرفتُ لدى أضرحتهم بيتاً من الشعر المقفى ومضيت
    ما أروع الشعر حين يفرُّ مثل قبَّرة
    ليطبق فمك بعدها على حسرة أبدية
    أبتسمُ بصيغة الحزن، كما يفعل الطائر على برج قديم
    أجمع أشجار الشام بجيبي... وأعلو
    *****
    كما تُحلقُ في السماءِ، لاهمَ لكَ سوى الشعر
    لتقبضَ على طرفِ الأفعالِ بكفِ حروفكَ
    تخبو أصواتٌ، وتعلو أخرى من جرسِ الجنةِ
    يفرد جنحُ الامنيات امامكَ غيمةً تمطر دمعا
    وأيادٍ بيض تغرس بين قدميك زهراً من تيجان الماضين إلى الدرب الأزلي
    يا رسولَ قلوب الغادين بلا سيف، أنشرْ رايتكَ فوق طريق المجبولين على التيه
    المأخوذين بلون الورق ورائحة الحبر
    هل يبدو الإنسان مخلوقاً من ماء الدمع وطين الحزن!
    أو من نغم النايات وحنجرة الريح!
    فأحملْ بين الناس لواء المخذولين، وأهبطْ كنبيٍ يبشر بطعم الريح
    : ربِّ اني انزلت قلبي، وبني جنسي من الشعراء، في وادٍ غير ذي زرع
    وهبطت كالنسر أفتش عن حزني
    رَبِّ إني لما أَنزلْتَ إليَّ من لغةٍ، مازلت أختلف فيما أشتبه فيه من الشعر
    أحصد من أشواطي إليك وجه معبري
    لتصدح حناجرهم بترنيمة أبدية:
    البيت بيتك........... وللعبد ربٌ غيرك!!
    أفكٌ مفتعلٌ، والزمن الرب، أفتحُ نافذة من سبع كلمات:
    يدك هذي على فمي، ويدي على يدي
    يدك على رأس أفعالي، ويدي على يدي
    يدك تسح مدمعي، ويدي...... يدي
    صعودا إليك، مثل مطر يحاول الإنفلات من خدعة نيوتن
    صعودا إليك مثل أنفاس العاشقين
    الصعود إليك لايشبه أبداً صعودنا إلى الطائرة
    فهو وإن لم يكن صعودٌ، ربما هبوطٌ جرىء
    أو جريٌ عقيمٌ، حفرٌ عميقٌ، أو سيلٌ مثل أماني الفقراء
    كنا نركض، وكنتَ تهرول قبالتنا
    بيدك كتاب الدمع، وبالاخرى روحٌ بيضاء
    تمسح جبين عجوزا من العجم
    وأمي تندبك: أي ربْ... إخلِ سبيل الفرح نحو البيت
    عبّد طريق العودة لهذا الطفل
    أغسله بماء الدمع، أنبت فوق أصابعه اللبنية سربا من احلامٍ بيضٍ
    أجري على فمه كلمات لم تفض بكارتها
    أي ربْ... أحمله مثل بحّار ودفة عنيدة، نجه مثل نبي وحيد
    فأحجار مكة جبال من الخوف
    والأرض السوداء تنز لحىً وأثوابا يقصر فيها لسان الضحك
    ربِّ إني كثيراً ما ينفجر بين يدي وجه يشبه ذاك التأويل
    فآوي إلى كهف في جبل القلب بلا صحبٍ
    وأرتل على نفسي آيات من شعري
    ليفر الطير مخلفا عشه الضئيل بروحي
    ويفقس العنكبوت أبياتا مما يسطره شعري
    ربِّ إني كثيرا ما بكيت.. علّي أراك!
    فأنظرني أراك، وأغمض على جفنيك بروحي، لأعانق فيك وجعي
    أي ربْ... إخلِ سبيل الفرحِ... عبِّد طريق العودة
    فمواقيت الأشجار تدل على صوت الريح
    والأوراق الخضر ينشب فيها اللون الأصفر
    أزمُ على قماط الأسئلة الحيرى بصدري
    أصنعُ من ستاركَ حرزاً بين ضلوعي
    ولون البيت ووجهٌ مازلت أعرف شكل دموعه
    ربِّ أخلِ بيني وبين طريقي، علَّ ما بي يرجع للطمي نقيا.. لأسمو
    *****
    ناقتك الصدق، بحرك موج الشمس، الريح تخون الغيم، يستمني عليها الوقت
    ناقتك الصلح.. والهجرة مأواك
    ****
    حبل من مسد الحزن بجيبي، كم وأدوا صوت الله بقلبي
    شدت قريش فطام الإبل على كفني، ليمضي فصيلي مثل الأيام يداول سيرته
    ****
    (قبلتك) السكينة، وإغماضة هدب
    قبلتك المطرُ، الحَبُ، السنبلُ، وفم العصفور
    لاأدري متى استبدلنا الضمة، بالكسرة!! حتى صار اللهُ مخيفا
    أذن مَن للنهر المنبلج على وجهي! من للنايات حين يغني الشعراء لحن العزلة!
    توهمتهم حين عبرتُ إليك، بعمائمهم، أصحاب الأيكة، وبعضا من أهل ثمود
    فصرت أواري أوراقي بجبيني، وأخفي شفتي ولساني
    حتى فمك النزق رق لصوت الماء، وشج شبح الحزن رأس القلب
    اوااااااااه..... فحتى، لم يفلح من أستعصم وتصدى، وذكر أسم ربه ..... لاأسم لربي، غير انه، ليس كمثله حتى
    ****
    كنا نقف وينظر إلينا، سيفه التمر، والصبر، والتسبيح الأزلي
    أبا عمارة، يستعجل رماة الفقر، ويهب الأطفال العاباً أدخرها في درعه الثوري
    عمك هذا، نادوا عليك، فبكيتَ، وتقلصتُ كجنين حين رأيتُ دموع الله بعينيكَ
    ومضينا معاً، أبثكَ وجدي شعرا، أهفو بقلبي إلى آياتكَ وطرا
    ومضينا معاً، الريح ثالثنا، ووجه من طين الفرات، وتقاسمنا صبرا
    وطني.. أعترض الدرب، فصار الدمع كصوتي نشيجا، وتجرعتَ لأجلي مرا
    وهمستَ في أذنِ الدمع بقلبي، حتى أنا بلا وطنٍ، حتى أنا، فمكة لاتمنح جسدي شبرا
    يااااااااااااااااااا بيت الله... وبكيتَ
    وتقلصتُ كجنينٍ حين رأيتُ دموعَ الله بعينيكَ
    جاء الروح بجناحيه، وبقلب امرأة، وتأشيرة دخول، ومضيتُ
    أستودعتني هناك لديك، لاأدري أينا صار في أينا، وكيف بنا إذا طال الشوق دهرا
    يا سيد الماء.. هناك نَسيَتَني، عند الطمي، عند شروخ القلب، عند فمٍ للآن مازال يرتل التقبيل عطرا
    ****
    هذا العالم أبيض من الخارج، ومسطح كحصى النهر، تملئه الأزقة والظلمة ورائحة البول
    هذا العالم خارج العالم: يبدء في اللاشيء، وينتهي فوق البقعة الباردة
    كنا نصب الزيت وندهن بالعطر وجه العتمة
    صرتُ مثل مسامير الصلبان، حربتي القلق، وريش الدمع سراجي
    أزفر بوجه الريح عبرتي، وأرش الدرب صباحات لاتجيء
    من يكترث إن ما زال الصبح من بين جفنيك
    من يكترث إن ترنحت في غيبوبتك الأبدية، وأطلقت للنسيان قدميك، من.....
    سواك، وربما باحث يلهث خلف المعنى
    في تلك الساعة غير المرئية، تنتظرك الحقيقة، ينتظرك عمق الوجع
    يداك مفرغتان.. مشرعتان لإنتظار ما
    يداك اللتان أغمضتا على وجع الأيام، فارغتان، من ينتظرك سواك
    وانا الذي أخترتكِ كي أرى، أصطنعتكِ لنفسي، فيما لاأعرف صناعة قاربي وشراعي، أنا الذي......
    تلك القرى أستدارات خلف التل، والمدن النائمة، تلك الأشياء الباقية، مثل شعر مضيء
    مثلنا أيام الرحلة الماضية، مثل اصابع طفولتنا
    العالقة على شجرة كبيرة تتوسط الحديقة العامة
    في زمان غابر وسحيق كنا هناك، نمرح مثل شرنقة
    وننطلق إلى ساحات اكبر، ابتسم بظهرك لها وانطلق، ولا تتلفت، فالغيم هناك
    والله يحلق حولك بجناحين ملونين مثل طير أسطوري
    ويعوم الفراش حولك كترنيمة أمن، مثل صلاة، يتهادى الحزن، ..... الدمع
    لم يبق غيرك وابتسامة ثاقبة، وذاك الضوء
                  

12-02-2010, 11:14 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أجنحة للطيران .. وأخرى للبكاء الصامت (Re: بله محمد الفاضل)

    أجنحة للطيران .. وأخرى للبكاء الصامت






    رغم انكِ الجرح الذي انتظرته منذ عام
    .......... ألف عام
    باغتني في الوقت الضائع قلبي
    مذهولا بأعشاش العصافير النابتة بين يديك
    صانعا من علب الكارتون بيتا يجادل الريح
    يعاند وجه المطر
    عالما انك تندسين هناك
    حيث الفراشات، حيث يتمطى الفجر قبرّات تشهق بالوجد
    وحيث يروي الأبطال انتصاراتهم الضبابية
    تفترشين الدرب.. سكاكين من لوز وزهور الرمان
    في الوقت الذي تجوبين فيه رأسي غيمة زرقاء
    أو نسراً يمارس نشوة التحليق الاخير
    فيكتشف قلبي الجاذبية ملتصقا بالغيم
    تهطلين دمعا فوق كأس يرجع فيه الصدى أغنية للمارة
    تشربين من وجعي فتنمو أطرافك
    ليساقط لحاء وجهي على تراب المسافة
    فأستعيذ بنور يديك العابر فوق جبين جذوري......
    ......لأنمو
    لم تزل صرختي التي أطلقتها فيك أول دهشة، تستحث جسدينا لرقصة الإنكسار
    للإختباء في حويصلة العصفور البريّ
    أو للقفز فوق البقع المأهولة بالتناقض
    جاعلا من خميرتك الاسفنجية في صدري
    كبون خلاص لضفة غير مرئية
    رغم انك المسافة والتوحد.. أو ما يشبه العبارة الساكنة
    كان علينا ان ندفع بنا أكثر... ان لا تستكين العبارة الساكنة
    كان عليّ أن أكون فارسا ملثما.. ملفعا بالغبار
    بصهيل الخيل، بالوتد، بخباء الليل المثقوب على قارعة الدهشة
    حتى أجتاز جيوش الفتح برمح مكسور
    أو تحملني السفن المخذولة بالفتحةِ
    حيث الفتح المنتصب، المنصوب بالحزن
    وببقايا القيء الملكي الموصول بخمر الجارية الحسناء
    بحروف العلة، والجر، أو الجذب إلى قاع الوصلِ
    فأؤمن بالوصل... ما لو كانت حروف الوصل ستكفي!!
    أو.... ليبتلعنا الطريق مثل أي نقطة تتسرب إلى جوف محيط
    محيط... محيط...
    ياااااااااااااااااااه.... لم أكن أعلم أننا الآن أكبر من أي محيط
    وأجمل من جنحي فراشة يتهافت فيها الضوء على شفتي وردة سكرى بالرحيق
    ننصت.... ننصت أكثر
    لخشوع الناقوس المشغول بصنع الملك الموكول ببلقيس أخرى
    تسبيح المسجد... والترتيل
    لون المبسم لإمرأة نجهلها
    فاطر هذا الشغف المودع في جفن الأرض
    أعلو...
    أعلو أكثر من رأسي المعصوب بفتنة هذا الشعرِ
    يابذرة صمتي أرقب نمو حديثي
    فيورق الريش... لأنجو بلساني
    رحماك برأسي ياااااا .......!!!
    خذ شهقةَ وقتٍ وأَمِعنْ في بوحِ الرقعةِ أكثرْ
    ـ: رأس القنينة مفتوحٌ ينتظر الساقي!!
    ـ: جسدي مطروحٌ ينتظر الارض!!
    في مدينة ما... سينكفأ الانتظار مثل أي حائط قديم
    في مدينة ما... سيختفي الدمع تاركا خلفه غابات من العيون العارية
    مدينة النوارس والاقدام الشمعية
    والطلع المنثور على وجه الصبح
    والزغب والنسر الطليق
                  

12-02-2010, 11:21 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أغنية ما .. لم تكتمل بعد (Re: بله محمد الفاضل)

    أغنية ما .. لم تكتمل بعد






    تلك الفتاة التي أنتظرت أول عشاقها
    فردتْ ظفيرتها قبل النوم
    ـ: فكان الليل
    طفل الإنتظار أشرق لحظة اللقاء مبتسماً
    ـ: فأنبلج الصبح
    ولأنني لاأفقه لغة المسك، جربت لعبة الأختباء
    كي يشرق طفل الإنتظار مبتسماً
    أعود للبساتين محملا بالزقزقة الاولى
    ينسكب الرمان خجلا يغمر أقدام النخل
    أفتح للساقية دربا في قلبي
    فتنشد ـ تلك الفتاة التي أنتظرت أول عشاقها ـ
    أغنية الإنتظار
    ولأنني مازلت أتعثر بحروف اللغة البكر
    حطت غيمة نارنجٍ على شفتي
    ليورق الكلام مسافة لوز
    تنمو بين وجهينا مدن العصافير
    تصهل سنبلة المسك على كتفي المعبأ بالإنتظار
    فتنشد ـ تلك الفتاة التي أنشغلت بصنع أول عشاقها ـ
    أغنية الإنصهار


    تلك الفتاة التي أنتظرت أول عشاقها
    فردتْ ظفيرتها قبل النوم
    ـ: فكان الليل
    طفل الإنتظار أشرق لحظة اللقاء مبتسماً
    ـ: فأنبلج الصبح
    ولأنني لاأفقه لغة المسك، جربت لعبة الأختباء
    كي يشرق طفل الإنتظار مبتسماً
    أعود للبساتين محملا بالزقزقة الاولى
    ينسكب الرمان خجلا يغمر أقدام النخل
    أفتح للساقية دربا في قلبي
    فتنشد ـ تلك الفتاة التي أنتظرت أول عشاقها ـ
    أغنية الإنتظار
    ولأنني مازلت أتعثر بحروف اللغة البكر
    حطت غيمة نارنجٍ على شفتي
    ليورق الكلام مسافة لوز
    تنمو بين وجهينا مدن العصافير
    تصهل سنبلة المسك على كتفي المعبأ بالإنتظار
    فتنشد ـ تلك الفتاة التي أنشغلت بصنع أول عشاقها ـ
    أغنية الإنصهار
                  

12-02-2010, 11:21 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أغنية ما .. لم تكتمل بعد (Re: بله محمد الفاضل)

    ما جاء في كتاب الهجرة






    سأحدثكم... عن نبأِ الزيتونةِ
    ما استودعه البحر في جنات يديها
    أو زرقة سماوات الله بعينيها
    يعرج بوح الشعر الى شفتيها كريما
    فتورق الكراسي، ليبتسم الجالسون
    .......
    حين تلامسنا..
    لاأعرفُ لمَ يرتجُ الدمعُ لذيذا في شفتيّ؟
    لمَ تنشد زهور الدفلى
    أغنية .... ألـ ....؟
    إيهٍ...
    ..................
    وسرحنا.. كعادتنا
    أنا والدرب.. هي وعينيّ
    .........
    للآن لم يزل طعمك الفضي
    يخضر على أناملي
    ودمعك الرقراق المرتجف
    يمتطيني.. صهوة للكلام
    يــاه... حين تلامسنا...
    أنجبنا ألف قصيدة شعر لانعرف معناها
    عن رجل يحلم بالوطن المزعوم
    يحلم بالحرب، بدغدغة الأطفال
    بزحام السيارات
    بـ ... اللاشيء
    ........................
    مجرد انكَ في الماء تنام
    تندس إلى فمك الزيتونة
    تقطف من ساقيها آخر صلاة تبتهل في حنجرة العصفور
    تركع انت وباقي اصناف العشب
    تمتثل لآيات الصمت الكبرى
    يهدر صوت الطاووس وحيدا، حين تُلوحُ في الافق
    تبتسمُ.. يغفو طاووسك
    تذكر رعشتها الاولى قبيل الفجر
    ورحيل النار في دمك المتجمد
    مالك ياقلب... أأصبحت هزيلا!!
    كالريش العائم في غيم الله
    لاتقوى العبث بهذا الطين الغارق تحت دثارك
    آه.. تنز من هذا الوجع الملتوي كالخنجر
    من ظمأي لعناق الخيبة في صدري
    من رقص الملح
    من.......... كفينا
    أواه.... كيف ارتخت عن فمي الاغنيات
    ويلاه.... لتلك المواويل في لحن القطارات المغاردة
    من قال ان حروف الوجد تكتب بماء الشعر
    او تسقط ربات الحزن كالنقود المعدنية من جيوب الشعراء
    بعض العشق.. لاتفهمه الكلمات
    وبعض الشعر.. لايمكن قوله
    ها.. ارتخت يدانا...
    وغاب عنا الطريق
    بين لملمة التصفيق لجنح النورس
    والرمل المنساب على خفيه المغروسين بفم الشاطئ
    نحث خطانا.. نركض
    صوب الـ.....
    ...............
    ..................
    تقف الزيتونة في أقصى حقول الهجرة
    ليمر الماء الصخري من تحت الحانة مشغولا بوسوسة الكأس
    يذوي الطريق.. والمصابيح العتيقة
    فننشد النوم بديلا عن الوحدة

    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 12-02-2010, 11:31 AM)

                  

12-18-2010, 09:56 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أغنية ما .. لم تكتمل بعد (Re: بله محمد الفاضل)

    ونظل مع العراق
    ريثما ننتقل إلى بلد أخر وأصدقاء
    في مقبل الأيام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de