أسرة الأستاذ شريف خاطر تحتسب إبنها عبدالله مصطفى

Quote: بكائية على زول ليهو قيمة - من منتديات ام مغد // ommaghadonline.com/vb/showthread.php?p=15138 -------------------------------------------------------------------------------- { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } صدق الله العظيم هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متُى حط ذا عن نعشه ذاك يركب نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها وباب الردى مما نؤمل أقرب خلسة تسرب من بيننا وصعدت روحه الطاهرة إلى ملكوت ربها ، قامة سامقة هو ... إطلالة بهية لم نعرفها إلا هاشة باشة في وجه الناس .. كل الناس .. رجل أزال كل حاجز إلى الأفئدة واتخذ من تواضعه ووده وبشاشته تأشيرة إلى النفوس.. كل النفوس .. حين تلتقيه يجتاحك الإحساس بجمال الدنيا وروعة الحياة فلا تملك إلا أن تنسى همومك وتودع الأحزان وتقبل على شئونك الحلوة ... أو تستسلم لنشوة فرح طاغ وخدر غامر ويتهيأ لك تألق الأضواء وترامي الظلال على صفحة ماء صاف. حكاء هو من طراز فريد ومؤانس مدهش يسرق وقتك كما الفرح البراح فتطير الساعات وأنت مصغ إلى طرفه التي لا تنقطع وسيل حكاويه المسترسل رجل في مسامراته وممازحاته وجلساته مسلم تام ... تام .. تام (دون أن يدعي) فلا تراه بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ مترفع عن الإساءة ولا يأتي بذكر من غاب إلا بخير .. لا يغلظك القول ولا يقسو عليك بالحديث .. ضاحك في وجه كل الناس متصدق عليهم بالابتسامة الوضيئة .. منحاز إلى البهجة ، محب للحياة ومقبل عليها كأنما لن يفارقها أبدا . يطلق الضحكات ويمارس الإنس الصاخب والمداعبة الناعمة .. كريم هو لمن يعرفه ... باذل في المواقف .. ومجامل إلى حد بعيد .. شاسع وممتد في علاقاته ومعارفه عبر مدارج المجتمع وطبقاته .. قضى جل شبابه وسط أهلة فاعلاً ومتفاعلا ، ولا زالت أصداء صوته ترتج في شوارع أم مغد وعرضاتها . حين حمله موج الغربة ظل متصلاً بكل شئون أهله رغم مشاغلة وإنشغالة حفياً بمن يلتقيه منهم نائياً ومعتصماً بالصمت عن إتيان كل ما قد يفسد سحر اللحظات... رياضياً كان ، وأكاديمياً لامعاً لم ينتهي طموحة على عتبات جامعة الخرطوم التي تخرج فيها حين كانت (جميلة ومستحيلة) cpa مما أهله أن يكون شريكاً في شركة وني مري ـ العالمية ذائعة الصيت.. بل تسامق تطلعه إلى أن حصل على شهادة المراجع القانوي اشتهر بين الناس باسم (درمة) وعلق عليه هذا الاسم كالتميمة حتى غلب على اسمه الأصلي عبد الله مصطفى الأهمش وبقى الاسم على ألسنتنا كطعام سائق عصي على البلع . درمه كان اسم بين الورى وسيبقى .... كان قيمة عالية ليس بميزان ما امتلك من ماديات زائلة وإنما بحجم ما استودع فينا من فرح وما أضفاه على أزمنتنا من بهاء ورونق .. درمه كان فينا نغماً شجياً وحبوراً غامراً ومقاطع مدوزنة لأوتار الفرح ومواسم البهجة وأزمنة العبق المتدفق كان فينا رسولاً للبشاشة والضحك والابتسامة والبهجة وسراً للفرح كان فينا سحابة ماطرة ومواسم للخير والنماء لهفي عليك أيها الشامخ دوماً بتواضعك النبيل .. ويا لصبرك وأنت تحتمل كل الآلام والأسقام لا تكاد تأتي ذكراً لها مخافة إفساد لحظات اللقاء والمحادثة بغتة غادرتنا وخلسة تسللت منا دون أن نعب منك زاد لما تبقى لنا من أيام ونحن نستسلم لقدر الله الذي لا نهرب منه إلا إليه نقول لك: وداعاً أيها الضاحك البشوش ، وداعاً أيها العف النبيل ،، ودعاً يا خفيف الظل واللحظة .. أيها الكريم المحبوب .. الذي لا يملك المرء إلا أن يتعلق به.. ودعاً يا من عمرت القلوب بمحبتك ولهفي عليك وعلى الناس .. كل الناس الذين عرفوك : والناس للموت كخيل الطراد فالسابق السابق منها الجواد والموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد وفي مشوار حياتك من أم مغد إلى حيث وري جسدك الطاهر وسكنت نفسك سنظل نردد في دراماتيكية مضنية أن: أهكذا تمضي السنون ويمزق القلب العذاب!!؟؟ ونحن من منفى إلى منفى ومن باب لباب نذوي كما تذوي الزنابق في التراب. فقراء يا قمري نموت وقطارنا أبداً يفوت وتظل أنت ... أنت .... أنت يادرمه أيها الخلوق النبيل الكريم تردد في مسيرك صاعداً نحو السماء ، هُنَاكَ مملكتي خُذِ التاريخَ يا ابنَ أَبي ، خُذِ التاريخَ واصنَعْ بالغرائز ما تريدُ وتظل حقيقة الموت أنه النهاية الحتمية التي نظل نتجاهلها كأنها مأساة تحل بآخرين لسنا منهم فنفوّت الدرس تلو الدرس، تسرقنا سكينة خلود وهمي حتى يحين القضاء وبينما يبقى الحزن .. تستمر الحياة ، ودواليك يستل الموت الأعزاء من بيننا في هدوء ، وإذ نلوذ بالصمت ونتسربل بالصبر على قضاء الله وقدره وفي ذاكرتنا ما رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن إبن الخزرجي عن أبيه أن رسول الله كان ينظر إلى ملك الموت وهو واقف عند رأس رجل أنصاري - فقال: (يا ملك الموت أرفق بصاحبي فإنه مؤمن)، فقال ملك الموت: ’طب نفساً وقر عيناً واعلم أنى بكل مؤمن رفيق‘. نسأل الله أن يكون بك ملك الموت رفيقاً رقيقاً وأن يثبتك عند السؤال وبارك الله في ذريتك وعزاؤنا الحار لأسرتك الصغيرة (سوسن ، مصطفى ، معتز ، عالية) ولأبناء إخوانك وأختك ولأبناء خالك وخالتك ولأبناء عمومتك ولجميع أهلك بأم مغد خاصة وبكل السودان ولكل أصدقائك ومعارفك في السودان والمملكة وفي جميع أنحاء المعمورة ، ولزملائك المحاسبين والمراجعين وزملائك في مكاتب وني مري في أنحاء العالم وداعاً عبدالله مصطفى الأهمش غفر الله لك ولنا ولجميع عباده " وإنا لله وإنا إليه راجعون " عبدالله محمد عبدالدائم ينبع الصناعية