النيل وموعظة الوحدة!!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2010, 11:43 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النيل وموعظة الوحدة!!...

    ...



    النيل، وموعظة الوحدة!!...





    بألف يد، أصفق لك، أيها النيل العظيم..
    بقلبي أصفق لك..

    بحلمي وحزني، أركع عندك ساقيك الرخوة، السائلة، القوية..
    تحمل بشاعريه، أعتى السفن، والقوارب، وهي تحمل، العطر، والرحم والطيب، والكراس، واللون، من قلب لجرف، ومن مدينة لحقل، ....

    بسيط، يغرس الطفل الفضولي فيك اصبعه، ويتراشق بروحك الأطفال، كأنك حلم، وتحمل الطمي على ظهرك الطيب، آلاف الأميال، كي ترعى اعشابك، مدى الأفق..

    تسحرني، أيها النيل الكريم، أيها المعلم العظيم، كيف خلقت هذا الحياد؟ بربك؟ كيف تسقي الأسمر، والأسود، والغزال، والنمل، دون تمييز، أو ميول، ولو في خواطر موجك الغائرة، أي ضمير فيك، وبأي كف غسلت الملائكة، روحك، وجرمك، وضفافك، من دنس التعصب، ورعونة الغرض..


    سخريتك المريرة من الساسة، والفقهاء، وتصوراتهم الواهنة، وأنت تتدفق بتواضع، وكرم منقطع النظير، من أعلى الجنوب، لأسفل الشمال، ورغم رشاقة قلبك، ومحياك، حفرت بمعول الرقة وادي عظيم، طويل، قديم، تحدثت عنه الركبان، وقامت على راحتي قلبك، قرى، ومدن وحضارات، وحقول، وحكايات، وأساطير..

    ترى بقلبك، ولا تضل في الصحو والمنام، وفي الضوء والعتمة طريقك الأبدي، نحو العطاء، مدى الأفق..

    تسقي ال######، والفأر والغزال، والصراصير، والحقول، لا تنسى عشبة ضئيلة، وحيدة، في عتمة الليل، راع حنون، لا تحمل بيدك أي فانوس، ولا تقتفي أثر نجم، ومع هذا، حتى الجذور، في يبس الصلصال، تنغرس لها، برشاقتك الأسطورية، وتستل، برفق براعمها لبركة الحياة، ونور الشمس، بعد شهور من الانتظار الصبور، لا عجلة، أو تسرع، حريص على الإتقان، والكمال، مثل فنان أصيل،..

    من أين لك هذه الفراسة، في تفقد رعيتك، ليل نهار، وأبد الدهر؟.

    صبور، بأسمائك الحسنى،، تسقي شهور طويلة، حبة حقيرة، كي يرى البرعم الحياة، تؤمن بأن الزيادة كالنقصان، فلا تحرم دون الهلاك، ولا تعطي حد البطر، وبأن العجلة، كالبطء، ليتهم يحاكوا صبرك، ومهارتك، وتواضعك العظيم، وقدرتك على شم وتحسس وسقي، رعيتك، في جوف الظلام، أو واضحة النهار، تفهم لغة الأرض، والتعدد، على ضفتيك أشجار وعشب وسيقان ذرة، تهب دون منى أو أذى، ليتنا نسمع همس امواجك، في ملتقى النيلين، أسلوبك الفريد في حفظ التعدد، وفي العطاء بصمت، وفي فهم قدرات ترابك، وحقولك، واستلال مواهبها الفطرية، كيف تعرف أن في الحبة الحقيرة سنابل، وزهر، وثمر، ثم تستلها برفق، بإزملك الساحر، كيف؟ ....

    البلحة البركاوية، هي منك، والمانجو الصفراء، والطماطم الحمراء، والباذنجان الأسود، والبطيخة الخضراء، ورائحة الطمي، ورشاقة الموج، ما أوسع قلبك، تسع الجميع، وتشق مليون ميل مربع، مباركة، بشعب بسيط، ابتلاه الله بقادة أقزام، وشبه اقزام، ومستعجلين.. وضعاف البصر، والبصيرة..


    بيدك ألف فانوس سحري، تتفقد رعيتك، طوال الحياة، في عتمة الليل، ووضح النهار، راع عظيم، لرعية خضراء الأحشاء، لا تغيب، ولو طرفة عين، بصمت تعمل، وبمهارة تخلق الإنس ، والثمار، والنخيل، والمانجو، وكل شئ حي، منك صدر، ما أمهرك...


    تسقي أي راهبا يتوضأ فيك،، أو سكير يترنح، الحكمة، التي تنقص سرب من عقول بلادي، تتموج فيك، حنون، وأنت تبل جوف الدينكاوي، والجعلي، والنوبي، وفاهم جدا، تفهم الكامن من قدرات سهلك الذي تجري فيه، حتى الحياة تخلقها بوهن، وصبر مثل فنان أصيل، فتخضر الأرض بين ضفافك، التي جذبت الإنس، من كل فج عميق..


    والأشجار، قربك سعيدة،

    لم تخطو، ولو خطوة في حياتها، مؤمنة، بفطرتها الخضراء (الخالق رازق)، رغم أن ظهرها الاخضر، يحمل مائة غصن، والف ثمرة، صفراء، تسر اللسان، والعين، والأنف، لم تنزعج في مصيرها، وقوتهما، بل تسوق لها ، رزقا، طيبا، مبارك، تحت رجلها الواحدة، وتمص الطين بمهل، مثل حوامل النساء، فما أطيبها من شجرة، توعظنا، كل يوم، ونمر عليها مرور الكرام..

    صوت المؤذن، أو صوت الشحاذ، الملحن بالفقر والعوز, أو هفيف شجرة مانجو، صابرة، تسمعها بفخر، كأنها من فم واحد، كأنها من قلب واحد..


    يا لسخريتك المريرة، في فصل بلادي، لمزع متباعدة، متنافرة، فأنت تجري من أقصى الجنوب، لتخوم الشمال، دون أن ينفصم، أو تفترق أيدي امواجك الحنونه، تمسك ببعضها،من هناك، وإلى هنا، دون أن يحس، بفطرته السليمة، بدواعي انفصال، ، وأنت تؤمن بأن الموسيقى، هي أن تمسك كل نغمة بأختها، الطبيعة تكره الفراغ، تكره العدم، بل العدم والانفصال بين جزئيات الحياة، مجرد تصور ذهني، فلا فراغ في الكون، بل كل يلامس ا لأخر، في صلاة سرمدية، أمام عقل مجهول، وكل يتأثر، ويؤثر، دون أن يفقد هويته، بل تتناسق الحياة أكثر، بهذا الحضن الأبدي، ولذا خلقت الحكمة القديمة الجيرة الأبدية، بين الاشياء والاحياء، والافكار، والخواطر، تترصف، وتتلاصق في صلاة الكمياء والفيزياء والحياة، وذلك الجدل المادي الذكي، الذي انجب فلاسفة كبار، في فهمة، وذلك الألق الروحي الباطني، اذي افرد انبياء كبار، في عوالم القلب، والشعور...


    أيها الواعظ عظيم.. تثرثر بالحكمة، دون لسان.
    تحب دون قلب.. بين ضلوك، فأنت القلب..

    وأعجب من عطرك المجاني، الشعبي..

    رائحة الطمي عندك قدميك السمراء، ذلك العطر العظيم، الذي يخلقه بيديه الرخوة، فهو يعجن التراب، على طول المدى، من نمولي، وحتى حلفا، ويهرسه، ثم يرشه بروحه، بدمه اللامرئي، ويخلق عطر غريب، يسمى مجازا "رائحة الطمي"، عطر شعبي، مجاني، لا يوضع في الرفرف العالية، بل بمتناول الطفل والجمل، والانسان الطويل، وحين تستنشقه الانف، تحس؟..

    الله، هللويا،
    ماذا تحس؟
    لا أجد كلمة لما يعتري النفس حين تستنشقه، سوى ألق داخلي عميييييييق، وأخوة تتناسل مع الاحياء والاشياء، وبيت شعر، يقرأه القلب على مهل..


    (الناس من جهة التمثيل اكفاء، فالأب آدم، والأم حواء
    وأن كان في أصلهم شئ يفاخرون به، فالطين والماء)...


    هكذا، تضمر تلك الرائحة، سخرية مريرة، من حروب الاصل والفصل، التي تكاثرت، في بلادي، وحول بلادي، فرائحة الطمي، تؤمي، للأصل، والفصل، وتلك القبيلة الحقيقية، المرمية في التراب، قبيلة التراب، التي خرج منها الدنقلاوي، والمحسي، والشلكاوي، والبديري، والحساني، بل والألماني، واليمني، والتونسي، وال؟...

    كل أمواجه تعظ.. كلها، ..


    و تلك العلاقة الفريدة بينك، وبين صحبك،
    بين كل من تعرفه، الفتاة التي تغسل قدميها، ووجهها، الفلاح الذي يسقي حقله، التجاني يوسف بشير وهو يصغي في ليل الخرطوم الإنجليزية، إلى تلاثغ الامواج وهي تداعب حواف توتي، لليهود في الحبشة، وهم يعمدون موتاهم، للدينكاوي وهو يركب قارب شق من جذع شجرة لطرف النهر... للمغني في الشمالية، وهو يصغي بقلبه وترن ربابته، كل على حد، يعاملهم برفق، وتأني، وإيثار بالغ، لبطون الاطفال العراة وهي تسبح وتتراشق بالأمواج، وهي تحس بخفة، فقد رفع ثقلها هو، فتحس النفس بتلك الخفة الشاعرية في قلب النهر، قلب الأم والأب والشاعر، والإله، عبدته كثير من الشعوب، ولها الحق، فقد كان هبة الله العظمى، للجميع، بلا فرز.


    كأس، خمر مباح، مسجى على التراب، تشرب منه العقول والقلوب والحشائش.. والطيور والدهور، كأس يجري، ويتدفق كالحليب، كالعسل، كالخمر، وكلها، أصلها ماء، كبني آدم..

    تراب، قبله ماء..

    أنت الماء..
    وموج، يمسك، كل موجة بأخرى، من جوب، وحتى حلفا..

    يالها من موعظة، بليغة،
    إيها النيل العظيم.


    ـــــــــــــ
    الصورة أعلاه، من منتدى فتوار..
    .....
    ....

    ....
                  

العنوان الكاتب Date
النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-01-10, 11:43 AM
  Re: النيل وموعظة الوحدة!!... محمد سنى دفع الله11-01-10, 12:35 PM
    Re: النيل وموعظة الوحدة!!... mustafa mudathir11-01-10, 04:29 PM
      Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-02-10, 05:39 AM
        Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-02-10, 06:04 AM
          Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-02-10, 07:34 AM
            Re: النيل وموعظة الوحدة!!... MOHAMMED ELSHEIKH11-02-10, 10:25 AM
              Re: النيل وموعظة الوحدة!!... Tragie Mustafa11-04-10, 01:51 AM
                Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-07-10, 05:23 AM
              Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-06-10, 08:20 AM
    Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-04-10, 05:19 AM
      Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-04-10, 06:20 AM
        Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عماد الشبلي11-04-10, 04:42 PM
          Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله11-09-10, 05:09 AM
            Re: النيل وموعظة الوحدة!!... جعفر خضر11-09-10, 07:04 AM
              Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عماد الشبلي11-09-10, 08:54 AM
                Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله12-18-10, 10:26 AM
                  Re: النيل وموعظة الوحدة!!... بله محمد الفاضل12-18-10, 10:47 AM
                    Re: النيل وموعظة الوحدة!!... Mohamed Abdelgaleel12-18-10, 11:28 AM
                      Re: النيل وموعظة الوحدة!!... Omer Abdalla12-18-10, 03:15 PM
                      Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله12-26-10, 05:15 AM
                    Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله12-26-10, 08:31 AM
              Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله12-18-10, 03:12 PM
                Re: النيل وموعظة الوحدة!!... captain Marial12-22-10, 09:40 PM
                  Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله12-24-10, 10:21 AM
                  Re: النيل وموعظة الوحدة!!... عبدالغني كرم الله12-26-10, 09:25 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de