مستشار معتمد الخرطوم يصف البرير بأنه صحابي من زمن الصحابة

Quote: على كُلٍ (بنطلون) لبنى و(فول) بطة.. (ده وقتو) 2 - محمد عبدالقادر: لن تكون الصحافة ضد ما يضمن صحة المواطن ولن تنتقد أية اجراءات لتصحيح السائد (المقزز) في عرض وبيع الأطعمة والفواكه والخضروات في الخرطوم. الذي يمر بسوق جاكسون أو يتجول في أسواق الخضر الخرطومية، سيجد واقعاً صحياً مأساوياً يتطلب منا أن نشد على أيدي كل من يحاول تعديل الصور الكارثية المقلوبة، ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن معيار الجودة اصبح مدى التزام عارض البضاعة بتسديد رسوم المحلية مهما كان حجم تجاوزه للإشتراطات الصحية، ودونكم ميدان جاكسون بقلب عاصمتنا الحضارية، فالسلع هناك على قارعة الطريق وتحت أرجل المارة وعلى عينك يا تاجر.. اعتماد مبدأ التحصيل كشرط لممارسة بيع الأطعمة أو الخضروات والفواكه يتجنى على دور جهات أخرى يفترض أن تمارس المطلوب منها بنزاهة تضع خاطراً لصحة المواطن أولاً ولا تجامل فيها من أجل توسيع حجم الإيرادات.. وبائعات الطعام اللواتي حدثتكم عنهن بالأمس نساء يتحملن مسؤولياتهن بكل شجاعة، اخترن أن يواجهن واقعهن بكثير من الصبر على ملازمة (النار والكانون)، لم يتركن بضاعتهن على قارعة الطريق نهباً للأرجل والجراثيم أو عرضة للأتربة وجيوش الذباب، هن باختصار وسّعن (حلة البيت) وخرجن بما تبقى من إدام الأسرة إلى (خشم الباب) حرصاً على مواجهة فواتير الحياة.. لم تخبرهن الكشات المدججة بالأسلحة أن في طعامهن ما يجرح خاطر المستهلك ويجعله عرضة للإصابة بالأمراض، ولم تتَحفّظ المحلية على أزياء فاضحة أو أفعال تهدد الأمن بسبب ممارستهن لبيع الطعام، بل طالبتهن بدفع مبلغ «32» مليوناً للتصديق الواحد إن كن راغبات فى ممارسة أعمالهن ومن ذات المكان - تأملوا معي - المطلوب (قروش فقط) ليس هنالك تحفظ على العرض الخارجي ولا طريقته كما أن المحلية لم تقل بأن الطعام المعروض غير صالح للإستهلاك الآدمي.. المطاعم التى رأيتها إمتدادات محترمة ونظيفة لبيوت أُسر كريمة اختارت نساؤها هذا الكسب بموافقة كل الجيران وبمباركة أهل الحي، فأصبحت هذه المطاعم ملاذات آمنة لكثيرين يتوجسون من المطاعم غير المطابقة للمواصفات والمعايير الصحية، وللأسف هذه المطاعم انتجتها سياسة كنز العوائد وتوسيع الإيرادات.. أعود بكم لموضوع البائعة الشهيرة بطة، فهذه المرأة المكافحة المطالبة بفواتير العلاج والمدارس وحق القفة والمياه والكهرباء، وبعد أن ملأت الصحف بالإحتجاج والمناشدات، تلقت إتصالاً هاتفياً من ناشط في حقوق الإنسان يطالبها بأن يتبنى قضيتها على أن توافيه بكل ما يؤكد وجود تضييق على لقمة عيشها - لكنها تأبى في شمم وتؤكد له أن قضيتها ليست عرضة للبيع في مزادات السياسة، وأنها مواطنة سودانية ستدير معركتها من الداخل و(المُحيي الله والكاتل اللّه).. مثل هذا الحديث ومقارنته بقضية بنطلون لبنى ليس من باب تهديد حكومتنا الموقرة التي أعلم أنها ظلت تقول للمجتمع الدولي المتربص دوماً (أعلى مافى خيلكم اركبوه) ولكن هي محاولة لتنبيه بعض المسؤولين الى (انو البلد ما ناقصة) و(الفيها مكفيها) خاصةً وأنّ تضييق الرزق على النساء أمر لا ينسجم وتقاليدنا المرعية، وقيمنا التى تحفظ للمرأة حقها في الكسب الشريف.