تكون بالغت ياوزير الثقافة لو داير تقدم محاضرتك يوم الجمعة القادم عن الثقافة والوحدة

Quote: وزير الثقافة السوداني : الوحدة هي الأصل وما يفرق الناس استثناء في إطار فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية نظم نادي الجسرة الثقافي والاجتماعي مساء أمس محاضرة بعنوان «دور الثقافة في دعم الوحدة والسلام» لسعادة الأستاذ وزير الثقافة في جمهورية السودان بحضورسعادة ابراهيم فقيري سفير السودان والدكتور أحمد علي القحطاني سفير المملكة العربية السعودية في دولة قطر. رحب الدكتور حسن رشيد في مطلع الأمسية بالضيوف الكرام منوها باسهام المثقفين السودانيين في مسيرة السلام والتنمية، ومشيرا الى التنوع المبدع الذي يشكل خريطة السودان الثقافية والعرقية والثقافية. أدار المحاضرة الدكتور فراج الشيخ الفزاري الذي استهلها بالقول: ما هذه المحاضرة إلا تأكيداً لرسالة نادي الجسرة السامية والتي بقي عليها منذ تأسيسه، رسالة المحبة ونشر الثقافة العربية وتوسيع منتدياتها، فضلاً عن اهتمامه بقضايا الوطن الكبرى، وأضاف قائلا: هذه المحاضرة تأتي في وقتها المناسب فالسودان بالرغم من كل التنوع والتعدد الذي يعيش فيه إلا انه بقي متماسكاً متوحد الهوية رغم كل المحن والفتن والمؤامرات التي تحاك ضده ولكنه الآن مهدد أكثر من أي وقت مضى، في وحدته الشرعية وكيانه القومي، وتوجهه العربي الإسلامي، مهدد في الانشطار بثقافته، رغم تعدد السياسة السودانية بتعدد أدواتها ولكنها تحاول أن تفض النزاعات هنا وهناك، وما ملف دارفور في الدوحة سوى دليل على محاولتها الحثيثة للاستقرار. وتساءل الفزاري: هل تستطيع الثقافة أن تنجح فيما أخفق به الآخرون، وهل الثقافة قادرة على فعل هذا الدور خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة! الكاتب السوداني بروفيسور محمد ابراهيم الشوش الملحق الاعلامي بسفارة السودان بقطر أكد أن أهم ما يميز السودان أمران اساسيان: الأول هو تنوع الثقافة السودانية، فالسودان بلد واسع الأرجاء حيث تبلغ مساحته مليونا ومائة ميل مربع، وهذا ما ساعد على تنوع كافة مظاهر الحياة في السودان، وهناك أناس مختليفون في كل شيء،أعرافهم ولغتهم، حيث أن هناك ثلاثمائة لغة في السودان، الاختلاف ليس فقط في الثقافة وأنواعها ايضاً حتى في سحنات الناس فعندما تنظر إليها تلقى بها كل ألوان الطيف، اضافة إلى ان ما يميز ثقافة السودان هو نتيجة عزلتها عن العالم العربي، فقبل الحرب العالمية الأولى كان السودان منعزلا تماماً عن كل التيارات الثقافية والفكرية في العالم، وهذا كان له الأثر الكبير في اختلاف الثقافة السودانية عن بقية ثقافات العالم العربي والعالم أجمع، وأهم شيء فيها كان عند عزلة السودان عن التيارات الثقافية الموجودة في العالم العربي، انغلق على نفسه وبقي في مواجهة العنت الحكومي فكان ضرب وجبايات وتسلط وعنف ومواجهة مع قوى الطبيعة، ولانه لم يكن يمتلك القدرات لمواجهة هذه القوى الجبارة، دفعه هذا كي يعتقد في الكرامات والروحانيات، ويكون هناك شخصيات معينة تكون لها قدرة على أن تصارع وتقف في وجه القوى الطبيعية والحكومية، لذلك أن طبيعة السودان الدينية طبيعة أقرب الى التصوف، مما اثر على طريقة تفكير الناس، اضافة أن هذا الشعور الديني أوجد في الشعب السوداني شيئاً من النقاء الروحي والفكري والتسامح وأوجد شعورا بالانتماء الوطني في نفوسهم. وزير الثقافة السوداني السموأل خلف الله قال: أنا سعيد لأني ألتقي بهذه الوجوه المضيئة والعقول النيرة، وأحيي جميع الحاضرين السادة السفراء واساتذي الأجلاء، أعتبر نفسي اليوم في امتحان صعب، حيث اني أتحدث بين إخوة عرفوا الثقافة السودانية، بل هم أساطينها، وقال: ان البشرية عموماً في الرحم الإنساني الواسع لا ينتبهون إلى آية كريمة وهي قوله تعالى « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكركم عند الله أتقاكم» هذا الكون كله من نفس واحدة، فالرسل أتونا من عند الله بكتب فكرية ثقافية، كلها تدل على العلم والمعرفة والقرآن الكريم خير دليل على هذا الفكر.. وقال السموأل: أجزم بأن الوحدة هي الأصل، أما ما يفرق الناس هو الاستثناء، والثقافة لها مئات التعاريف، حتى حسب بعض الناس أن الثقافة عبارة عن سحابة عليها أناس حالمون يدلون ارجلهم ويمرون على الناس من فوق رؤوسهم، ولكن الثقافة الأقرب لي ولفكري هي التي تحمل معنى الادراك، من خلال ادراك الفرد والمجتمع، بشتى مجالات الحياة وهي تعني «الحذق» و»التمكن» والتهذيب». وأكد على أن الثقافة تقود الحياة والمجتمع وهي التي تؤثر، قائلاً: نحن في ثقافتنا السودانية لا يوجد لدينا مشكلة في الهوية السودانية، فالسودان هو الشعب الوحيد الذي لا توجد لديه مشكلة في الهوية، وذلك لتنوعه ولتكوينه من مجموعة من العادات والقيم، والتقاليد. وهي خليط من الثقافة العربية، والإسلامية والأفريقية، وأذكر هنا أن من أهم مكونات المجتمع هي «البيئة» التي تصنع المزاج العام وكي تعلموا أن السودان غني عليكم أن تروا مناخه الطبيعي والمناخي، فالسودان يبدأ بالصحراء ثم شبه الصحراء ثم السافانا الفقيرة ثم السافانا الغنية ثم المناخ الاستوائي، لذلك هناك تنوع مناخي في المزاج والسحنات والأشكال.. اضافة إلى أن السودان يتميز بإحاطته بثماني دول وهي اتصاله بجمهورية مصر وليبيا وافريقيا الوسطى وتشاد وكينيا واريتريا واثيوبيا والسعودية، أيضا لديه عشرة أنهر مياه عذبة ستة في الجنوب وأربعة في الشمال، وأمطاره تستمر لمدة سنة كاملة بالهطول في بعض المناطق.. لذلك نحن نتكلم عن مجتمع تنوعه عجيب.. وأضاف أن أهم مكونات الثقافة السودانية هو الدين الذي يدين به أغلبية أهل السودان أما الأمر الثاني فهو اللغة التي تجمع بين الناس، اضافة إلى التقاليد والعادات المتمازجة والمتشابهة مع بعضها البعض.. والمصاهرة بين السودانيين والتي شملت كل طوائفه اضافة إلى نهر النيل مهد الحضارة والذي استطاع أن يوحد اهل السودان، اضافة إلى أن الحركات السياسية سابقاً وخصوصاً في القرن التاسع عشر كانت حركة ثقافية فكرية كالحركة المهدية، وفي القرن العشرين كانت ثورة 24 كحركة سياسية فكرية، حتى الاستقلال كان حركة فكرية، إذاً أن حركاتنا التحريرية بهذه النماذج استطاعت أن تحقق وحدة السودان واستقلاله.. وكان للمسرح السوداني دوره الكبير في توحيد السودان والوحدة الوطنية، والموسيقى والأغاني السودانية، والتعليم الذي وحد وجدان أهل السودان.. كل هذه العوامل وحدّت السودان وجعلته بلدا متماسكا.. وفي ختام المحاضرة كرم ابراهيم خليل الجيدة ممثل نادي الجسرة سعادة الاستاذ السموأل خلف الله. المصدر جريدة الوطن اليوم السبت 30/10/2010