|
|
 Re: فقرالدم...Anaemia (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
فقر الدم .. أزمة اقتصادية .. (70%) من حالات الأصابة نتاج لنقــص الغـذاء .. الخبراء : فقرالدم مشكلة اقتصادية سياسة التحرير
تحقيق : إنتصار فضل الله
ازدادت فى الفترة الاخيرة اعداد المصابين بمرض (فقرالدم) ليصبح عدد الذين يترددون على المستشفيات يومياً نحو(100) حالة،بينما (70%) من هذه الحالات أصيبت بفقرالدم نتيجة لنقص فى الغذاء،لتبدوبذلك قضية فقرالدم ظاهرة أسبابها بالدرجة الاولى اقتصادية .. ما يطرح عدة اسئلة بشان اسباب انتشار الظاهرة وفرص محاصرتها والسيطرة عليها .. حاولنا فى (الرأي العام) البحث عن الاسباب الحقيقية لسوء التغذية وفقرالدم هل هى نتيجة لاسباب اقتصادية وتدنى دخل الفرد وارتفاع الاسعار، أم هنالك جهل بنوعية الغذاء الجيد،وضعف فى الثقافة الغذائية لدى المواطنين .. معاً نقف على الحقائق .
......
نماذج من الواقع
في صباح يوم ما أصيبت الحاجة (س. ع) (45) عاما تسكن بامدرمان الثورة بـ( دوارشديد وخفقان في القلب وصعوبة في التنفس ) استمر لدقائق،ولكنها اهملت الأمر، وأعتبرته ناتجاً عن ضغوط العمل والاعباء المنزلية،وعندما تكررالامرواشتد عليها المرض حتى كادت تفقد الوعي اضطرت للذهاب الى الطبيب على الفور،فقامت باجراء التحاليل اللازمة فاذا بالطبيب يخبرها ان السبب في الاعراض التي تنتابها من فترة الى اخرى لانخفاض نسبة الدم في جسمها فقد كانت نسبة الدم نحو(40%) بينما من الطبيعي ان تكون من (55- 65%) واتضح في نهاية الامر أنها تواجه حالة من فقرالدم الحاد وان الامر يستدعي البقاء المؤقت في المستشفى ومحاولة رفع نسبة الدم عبرالمحاليل الطبية وبعض الارشادات حول نوعية الغذاء والشراب,لم تكن تعتقد ان المرض الذي تعانى منه اعراضه خطيرة، إلا بعد ان ابلغها الطبيب بنتائجه السالبة المتمثلة فى فقدان الوعي والدوخة المستمرة ومع الاهمال الذي يقود الى فشل في القلب مما يتسبب في الوفاة .
وكانت الحاجة (س) تعتمد في غذائها على بعض المواد التي تخلومن عنصرالحديد فهي لم تكن تتناول اللحوم الحمراء الا نادراً ،بينما تعمل هي معلمة في احدى مدارس الاساس الحكومية وتتقاضي راتباً شهريا قليلاً جدا لا يكفي لقضاء احتياجاتها الاسرية والمعيشية بالاضافة الى محدودية الراتب فى الوفاء بهذه الاحتياجات فى ظل ارتفاع اسعارالسلع الغذائية، مما جعلها تقول: ( الاسعارمرتفعة ومافي حاجة في متناول اليد ،كيف ما يجيني فقر دم).
حالة طلابية
الشحوب واصفرار العيون اجتمعا معا ليشكلا لوحه تحكي العناء والالم وتغير من ملامح (ع. أ - (25) عاما ) الذي يخضع للعلاج من فقرالدم بمستشفى الخرطوم حاليا اختلفت لديه اعراض نقص الدم عن الحاجة (س) فهو يشكو زيادة في ضربات القلب لدرجة انه في كل مرة كان يعتقد ان لحظة الفراق قد حانت، لم تكن الاسباب واضحة نسبة لعدم معاودة الطبيب ومع مرورالزمن انتابته حاله من فقدان الذاكرة والضعف ،يصاحبه عدم التركيز وعندما اشتد عليه الالم واصبح لا يقوى على الحركه قرر اللجوء الى الطبيب حيث اكتشف ان نسبة دمه (35%) وخضع لعلاج فوري بالمستشفى لكنه لايزال يعاني بعض المضاعفات .
لم يخف (ع) تخوفه من خطورة المرض واحساس الموت الذي لم يفارقه لحظه كما لم يكن يعتقد ان نقصان الدم في الجسم يؤدي الى حدوث اختلال في انسجة الجسم عامة وربما الى (الجنون) لخص (ع) اسباب اصابته (بالانيميا) فقرالدم في سوء التغذية فهو طالب في جامعة السودان ،والمصاريف الدراسية المرتفعة جعلته يعتمد في غذائه داخل الجامعة على ساندوتشات (الفول- الطعمية) لانخفاض اسعارها ولانها مشبعة وفي الاوقات التي يمرفيها بضائقة مالية يقوم بتناول الشاي واحيانا القهوة على معدة خالية من طعام لتوفيرالمال لشراء المذكرات وغيرها من الاحتياجات الدراسية وبذلك يكون قد أسهم في تخفيف العبء عن والده نسبة لدخله المحدود.
فقدان الحديد
عندما يرسم المرض بويلات آلامه على ملامح الطفوله قسمات وعلامات المعاناه يصبح الفرق مابين البراءة والشيخوخة عامل السن فقط هذه الصورة تجلت في هيئة الطفل محمد (9) سنوات المصاب بالانيميا لاسباب تناوله (الشيبس) المصنع في كل وجباته وحسب والدته انه خضع للعلاج لمدة اربعة اشهرحيث وصلت نسبة دمه نحو (40%) ،ولكن بحمد الله مكوثه بالمستشفى كثيرا أسهم في شفائه بواسطة الغذاء الذي توفره المستشفى لمرضى فقر الدم، كما استطاعت الاسرة ان توفر له الغذاء الذي يحتوي على العناصر الحديدية..
سوء التغذية
النماذج السابقه هى حالات محدودة من بين الحالات المتناثرة في عدد من المستشفيات بالخرطوم والولايات والتى تعاني من مرض (فقرالدم او الانيميا) لاسباب متداخلة واعراض مختلفة اذ يمثل مرض فقرالدم الذي يعد من امراض سوء التغذية المنتشرة بكثافة احد المشاكل الصحية ذات الجوانب الاقتصادية التي لها اثرسلبي على صحة الفرد والمجتمع،فكثرالحديث عنه مؤخرا وعن مدى انتشاره بشكل واسع ودوره في شيوع اغلب الامراض الفتاكة من قبل المختصين الى جانب ملامستنا لاوجاع المصابين به كانت اسباباً كافية لطرح القضية على طاولة التداول والنقاش مع الخبراء والمختصين للتعرف على الاسباب الحقيقية والمعالجات بالتركيز اكثرعلى فقرالدم العادي الذي ينتج عن نقص الحديد في الدم,فبدأت جولة الاستقصاء من مستشفى الخرطوم التي تستقبل في اليوم الواحد (100) حالة 60% منها مصابون بفقرالدم (الانيميا الغذائية الحادة)،ومعظمهم محولون من الاقاليم ،(40% ) بقية انواع فقرالدم الاخرى وفي هذا الاطاركشف لنا رئيس قسم امراض الدم في المستشفى واخصائي مختبر الدكتورالفاتح ابو البشر يوسف عبر محطات تفصيلية انواع المرض ومسمياته، وحسب اشارته ان فقرالدم عبارة عن تلف اونقص في كريات الدم الحمراء التي تحتوي على الهيموقلوبين الذي يعتبر الناقل المهم للاوكسجين لكافة انحاء الجسم بسبب نقص مواد غذائية اساسية لتكوينه اونتيجة لاضطرابات في امتصاص هذه المواد اوبسبب تكسر تلك الكريات مما يؤدي الى عدم قيام انسجة الجسم بوظائفها الحيوية وهو مرض يصيب الكباروالصغار.
واضاف : في البدء لا بد من الاشارة الى ان تصنيع كريات الدم الحمراء يتم في النخاع الشوكي وتعيش لمدة (4) اشهرولانتاج الكريات يحتاج الجسم للحديد وفيتامين (ب 12) وحامض الفوليك وعند نقص احد هذه المواد اوكلها فان المريض يصبح مصابا بفقرالدم الذي يمثل سوء التغذية سببا مباشرا لحدوثه وفقرالدم انواع (فقرالدم الناتج عن نقص الحديد) وهو مزمن ويتميز بكريات حمراء شاحبة اللون من أهم اعراضه تشقق باللسان وبزوايا الفم، تشقق بالاظافروظهورخطوط طويلة بها، عسرفي البلع خاصة عند النساء بين (40- 70)، قد يشكو المريض من تضخم طحاله، وقد يلاحظ عند الاطفال ظاهرة اكل التراب، كما ان فقرالدم متعدد الانواع اهمها الانيميا الطبيعية وهذه تصيب الاطفال في عمرالـ(3) شهوروهي لا تحتاج الى العلاج زائد انيميا نقص الحديد وهى الاكثر شيوعا وتعود الى عدم تناول المواد الغذائية الكافية وعادة تصيب الذين يعيشون تحت وطأة الفقراوالذين يركزون في ثقافتهم الغذائية على بعض العناصرالتي لا تحتوي على الحديد نسبة للظروف الاقتصادية التي تحيط بهم، ثم الانيميا الناتجة عن مشكلة تتمثل في عدم القدرة على امتصاص الحديد لخلل في المعدة، اضافة الى الذي ينجم بسبب التعرض للاشعاعات وبعض الفيروسات والمواد الكيميائية الاخرى.
ظروف اقتصادية
واجمل د.الفاتح اعراض المرض في حدوث فشل في القلب وضعف عام في الجسم الى جانب ظهورعلامات الاعياء والارهاق على المريض عند بذله لاقل مجهود وظهور بياض في العيون اضافة الى زيادة سرعة ضربات القلب.
الاسباب الاساسيه للمرض.
في هذا الجانب ربط د.الفاتح مابين المرض والظروف الاقتصادية المحيطة بالاسر،وارتفاع الاسعار،واعتبر أن هنالك ثمة علاقة مباشرة بين الفقروتفشي امراض الدم عموماً وخاصة الانيمياء اوفقرالدم، ويرى ان عدم الامكانيات في ظل ارتفاع لاسعارالسلع الغذائية يؤديان الى سوء الغذاء الذي اهملته الاسر السودانيه بنسبة (60%) لزيادة الصرف على اعباء المعيشة التي باتت تصعب حتى على الاسرالمتوسطة وبذلك اصبح مرض الانيميا الغذائيه تتوسع في الانتشاربين الافراد في مختلف الاعمارلنقص نوعان من الفايتمينات المهمة للجسم والتي تمت الاشارة اليها سابقاً.
واوضح ان تلك الفايتمينات متوافرة في اللحوم بمختلف انواعها خصوصا الكبد وهذا النوع من الغذاء عجزمعظم الناس عن الحصول عليه بصورة دائمة لعدم ثبات الاسعار وايضا تتوافر تلك الفايتمينات في بعض الخضروات والفاكهة.
اسباب فقرالدم.
(لوكان الفقر رجلا لقتلته) بهذه العبارة تحدث دكتور امجد الباقر اختصاصي باطنية بمرارة عن الفقروالدورالكبيرالذي يؤديه في ظهوراغلب واخطر الامراض التي انتشرت مؤخرا بصورة مخيفة وسط شرائح المجتمع وركزفي حديثه على اسباب فقرالدم الناتج عن نقص الحديد وهومحورتساؤلاتنا واختص في هذا الجانب انتشارالمرض وسط الاطفال، واوضح ان سبب حدوثه اعتماد الاطفال على الحليب كغذاء اساسي والذي يفتقر لعنصر الحديد وانحرف الي منعطف آخر ليفيد بان اسباب ظهوره بالنسبة لباقي الاعمارتتمثل في عدم تناول الاطعمة التي تحتوي على الحديد في سن البلوغ واثناء الحمل,وللنزف وفقدان الدم كما في حالات الاورام الخبيثة والطفيليات والنزف الهضمي والرحمي ويظهرايضا لدى متبعي الحميات الغذائية الخاطئة وتناول الكثيرمن الالياف الغذائية والتي تمنع مضادات الاكسدة فيها من امتصاص الحديد واسترسل د.امجد حديثه مشيرا الى فقرالدم الخبيث الذي يأتي نتيجة لافتقار الجسم للعامل الجوهري في المعدة والضروري لامتصاص فتامين (ب 12) مما يترك اثراً نفسياً عميقاً لدى المصابين به تصعب ازالته .
في السياق قالت دكتورة ايمان التجاني خبيرة التغذية ان من اهم اسباب شيوع فقر الدم الغذائي المختلفة اسباب طبية او وراثية اوبيئية وهذه الاسباب يمكن تفصيلها في نقص كمية الحديد المتناول او الممتص من الاغذية واشارت الى ان الجسم يمتص (10%)فقط من الحديد الموجود في الغذاء المتناول فاذا كان الغذاء يحتوي على (10) مليجرامات حديد فالجسم يمتص مليجراماً واحداً لذلك من المهم تناول كمية كبيرة من الاغذية العالية المحتوى من الحديد والتي تشمل (اللحوم الحمراء- البيض- البقوليات- التمر-) كما يجب تناول الاغذية المحتوية على فيتامين ج والمتوافر في الحمضيات والخضروات الورقية حيث ان هذا الفيتامين يساعد على زيادة امتصات الحديد مع تجنب تناول الاغذية التي تقلل من امتصاص الحديد بعد الوجبة مباشرة وخاصة المكسرات والشاي.
واشارت د. ايمان الى اهمية حليب الام الذي يعتبر من افضل الاغذية للطفل وله من الفوائد الكثيرة والتي اصبحت معروفه لدى الجميع وفي كل يوم يظهرفائدة جديدة ولكن يجب ان يكون واضحا ان الحليب فقيرجدا لعنصرالحديد ولابد من عدم الاعتماد عليه كغذاء، ونوهت الى بعض الممارسات الغذائية الخاطئة والتي من شأنها ان تؤدي الى حدوث المرض مما يؤثربصورة مباشرة على النمو الجسدي والعقلي والتحصيل الاكاديمي ولتجنب ذلك يجب تعديل السلوكيات الغذائية بوضع تخطيط كامل للغذاء. .
مشكلة اقتصادية
وقطع سمير احمد قاسم رئيس اتحاد غرفة المستوردين بان اسباب الفقروفقر الدم عامة الاقتصاد فزيادة اسعار السلع الغذائية وغيرها من المنتجات الى حد يفوق امكانيات المواطنين من المؤكد نتاجها الاصابة بامراض كثيرة كالسل والانيميا وغيرها من الامراض الخطيره مما يؤكد ان الوضع الاقتصادي يتحكم في سوء او سلامة صحة الناس نسبة لان معظم الامراض تأتي من الفقرثم عدم الحصول على الوجبه المناسبة والمتكاملة الى جانب عدم تلقي العلاج المناسب بسبب الدخل المحدود وفي هذا الجانب نجد نسبة 60%من المواطنين لايملكون ثمن العلاج بسبب الدخل الضعيف . واكد سمير ان فقرالدم ينعكس سلبا على ضعف العملية الانتاجية التي تقود الى سوء الاقتصاد عموما، واوضح ان الانتاج يخلق وفرة في الأسواق مما يقود الى استقرار الاسعارالتي تمضي في زيادة مستمرة مقابل الدخل رالضعيف بالنسبه للمواطنين، ودعا الى تفعيل دورالصادرات غيرالبترولية لتحسين الوضع الاقتصادي.
سياسة التحرير فى قائمة الاسباب .
من منطلق مقولة (لا ينام صيني جائع) طالب الخبيرالاقتصادي أحمد مالك بضرورة الاستفادة من تجربة الصين فيما يخص ازالة الفقرعبر اجراءات سريعة تهدف لدعم الزراعه وعمل انتاج محلي الى جانب الاستفاده من البليلة العدسية وادخالها في الصناعات الغذائية لاحتوائها على اهم العناصركالحديد والبروتينات والسكريات وتسهم بقدركبيرفي توفيروجبة غذائية تتصدى لفقرالدم الناتج في الاساس من الفقرالذي يأتي في التصنيف الاقتصادي بانه من مكونات الدورة الخبيثة التي اجتاحت العالم مؤخرا. ويرى مالك ان اسباب المرض المباشرة تكمن فى ضعف الميزانية والخلل الذي صاحب سياسة التحريرالاقتصادي التي اتخذتها الدوله ومن مساوئها رفع الدعم من السلع الرئيسية ففي الماضي كانت الحكومة تلجأ لمحاربة الفقر والمرض الى دعم الاحتياجات الاساسيه للانسان كالدواء والخبزوالقمح والبترول والاسمنت التي تحولت بمرورالوقت الى واردات بعد ان كانت ضمن مصروفات الميزانية مما ادى الى ارتفاع في اسعاركل شئ هذا الارتفاع عجزالمواطن في التصدي له فكانت النتيجة الاصابة بالامراض والتي من اهمها فقرالدم، واشارمالك الى فشل صناديق الدعم التي تم تكوينها للمساهمة فى دعم الطلاب الفقراء ومتوسطي الدخل اذ ان تلك الصناديق نزلت السوق كتاجر مما ادى الى ضياع كل الاموال التي صرفتها الدولة بغرض الدعم، مبيناً ان ارتفاع الاسعار نتج عن سياسة التحرير غير المرشدة والمتطرفة التي (اكلت الاخضر واليابس)، وحررت الاسعار ولم تخفف معاناة المواطن الذي يواجه غلاء الأسعار، داعيا لضرورة تعديل سياسة التحرير والرجوع الى الدعم والتوازن في المرتبات والحوافزوالاجوروالتأمين بعد المعاش بجانب رفع الضرائب والجمارك من القطاعات الانتاجية على رأسها الزراعة والدواء لتوفيرالعلاج من المرض وتناول الاطعمة المفيدة.
http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=810&id=64584
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست