إساءة بالباااااارد مرة أخرى..للسودان..في مسلسل مصري يجري عرضه حالياً (ولا من وجيع)

(عدل بواسطة mohmed khalail on 10-16-2010, 07:42 PM)

Quote: مسلسل اخر لمحت فيه هذا المشهد بالصدفه (لأني عادة مابتابع المسلسلات المصريه),, المسلسل اسمه "ريش نعام" فيهو الشغاله في منزل البطل "عمر واكد" سودانيه من غرب السودان تقريبا,, وهي المسئوله من الطفل حديث الولاده وتغني له أغاني نوم سودانيه بلهجه سودانيه واضحه,, وست البيت بتنهرها وبتهزأها عاااادي !!!

Quote: لكن قد يكون الواقع فعلا كدا , و السودانيات في مصر يعملن بالخدمة في البيوت مع اوضاعهن الصعبة أما مشهد الريحة فواضح انو ايراد عبارة ان الريحة من السودان وردت في اطار التنكيت السمج و التظارف اللزج واستثمار عبيط للصورة العنصرية للسوداني في الذهنية المصرية البتسخر من السوداني في لونه و رائحته

Quote: شوف الكاريكاتير

(عدل بواسطة خلف الله عبود on 10-16-2010, 11:25 AM)

Quote: هناك شريحة لا يستهان بها في المجتمع المصري لا يزال يعشعش في نافوخها النفخة الكضابة بتاعة ( بيه ) و ( باشا ) هذه الشريحة ، تستهزيء حتى بالطبقات الدنيا من المصريين قبيلة السينمائيين في مصر مشبعة حتى النخاع بأفكار هذه الشريحة. يعيشون في أدوار مثلوها و ينغمسون في إزارها حتى بعد إنتهاء تصوير الفيلم ..

Quote: كنت أعمل مشرفا تربويا في أحد مكاتب التربية بوزارة التربية والتعليم بإحدى دول الخليج ، واثناء عملي جاءتني مديرة مدرسة سودانية وأخرى مصرية ووقفت السودانية على يميني والمصرية على يساري عن قرب ... ووالله كنت اشم رائحة زكية جدا من السودانية ، وأنت تعرف مستوى السودانيات وخصوصا المعلمات ... ويشهد الله أن رائحة المصرية وفمها بالذات كان مقرفا للدرجة التي كنت أحادثها ( مضطرا) ووجهي ناحية السودانية خوف أن أتقيأ ... إلى أن خلصت محادثتي الرسمية ، ثم حمدت الله على ذهابها ...

Quote: الاساءة المصرية او من اي دولة اخرى مرفوضة جملة و تفصيلا لكن في زمن الهوان و الانكسار الانقاذي لم تكتفى مصر بالاساءة بالبارد بل سبقتها بالاساءة بالحارة يوم طرد الجيش السوداني من حلايب و اجلس رئيس حكومة الانقاذ تحت الخريطة التي اُستقطعت منها مثلث حلفا و حلايب و قبلها كانت الاساءة بالحار من اثيوبيا باحتلالها الفشقة و و كينيا مثلث لامي

Quote: والمصرين كانوا بيشتروا من الخرطوم نظارات البيرسول والصوف الإنجليزي وحتى المصنوعات المصرية مثل الكستور كانوا يأخذونه من فروع عمر أفندي وشركة بيع المصنوعات المصرية بالخرطوم أرخص من القاهرة!!!!!

Quote: و مصداقا لهذه المقولة ، فقد كان المصريون يتهافتون على سوق الخرطوم لشراء معجون ( سيجنال ) الذي عرفناه قبل المصريين ، و كذلك أقلام حبر سائل إسمها Truepen إنجليزية الصنع.

Quote: برضو التسالي.. والفكس فابو راب وأمواس ناسيت.. والجنيه السوداني

Quote: مسلسل اخر لمحت فيه هذا المشهد بالصدفه (لأني عادة مابتابع المسلسلات المصريه),, المسلسل اسمه "ريش نعام" فيهو الشغاله في منزل البطل "عمر واكد" سودانيه من غرب السودان تقريبا,, وهي المسئوله من الطفل حديث الولاده وتغني له أغاني نوم سودانيه بلهجه سودانيه واضحه,, وست البيت بتنهرها وبتهزأها عاااادي !!! فعشاااااان قلة الأدب دي وغيرها قلنا ليكم انضموا لينا هنا:

Quote: بطولة خالد زكي(نقيب إتحاد المهن التمثلية

Quote: نحتاج في البداية ان نقيم انفسنا ونعكس روحنااعلاميا بشكل يليق بنا كشعب سوداني صاحب تاريخ طويل قبل ان نلوم الاخرين لانه عندنا مشكلة فعلا في كيفية تقديم وتسويق اشياءنا بشكل جيد

Quote: المشكلة ما في انه كيف ينظر لنا الاخرون في الدراما بتبقا المشكلة اصعب لما نلقا ناسنا نفسهم بيقللوا من شأن نفسهم مثال دعاية دهانات ناشيونال التي تم تقديمها في رمضان ودعاية خديجة الوقعت من البلكونة وبرضو كانت دعاية عن احدى البوهيات والشخص الوحيد الكان بيتم تقديمه بطريقة عبيطة وساذجة جدا هي شخصية خديجة السودانية البتقع من البلكونة نتيجة لشمارها العالي عشان تشوف بوهية جيرانهم والبغيظ بالجد انه القنوات السودانية كانت سعيدة جدا وبتقدم في الدعايات دي بكل رحابة صدر نحتاج في البداية ان نقيم انفسنا ونعكس روحنااعلاميا بشكل يليق بنا كشعب سوداني صاحب تاريخ طويل قبل ان نلوم الاخرين لانه عندنا مشكلة فعلا في كيفية تقديم وتسويق اشياءنا بشكل جيد

Quote: اولاً نقيب اتحاد المهن التمثيلية هو أشرف زكي وليس خالد زكي

Quote: ده هو الكلام المظبوط ، الغريبة كنت مع صديقي محمد خليل قبل ساعات قليلة بمنزل صديقنا العزيز العميد عبد العزيز خالد ، ودار نقاش بيني وبينو بخصوص هذا الموضوع ، وذكرت لاخي محمد(أبو ابراهيم) نفس وجهة نظرك.

(عدل بواسطة عاصم الطيب قرشى on 10-17-2010, 10:43 AM)

Quote: طول عمره مذلول ومكسر بيتباع محروؤ ومحمص وني ومارطس. ماهو بآلو مية سنة ما طورش نفسو ................................. بس احنا ؤلنا كده كفاية ................................ الفول السوداني مش هيتبهدل تاني قبناه وعملناه ، اخترنا المؤصل وسبنا المكسر وسميناه دبسي ديلايت بالقبنة الرومي والشطة والليمون والفلفل

Quote: ( الباكستاني البدون )

Quote: اغرب حاجة الناس البتجي تبرر اساءات المصريين عشان في ناس بتغلط في الحبش دا منطق بالله

Quote: اخونا صاحب البوست الجملة فى المسلسل ما فيها براءة واضح انها مقصودة وليس غريبة على تفكير الكتاب والدراميين فى مصر راجع حتى كتابات نجيب محفوظ تجد فى رواياتة الاسود الاجش الصوت صاحب الرائحة الكريهه

Quote: إنتو المتعقدين من لونكم وشايفين أي حاجة تتقال في الموضوع ده هي تريقة وقلة أدب وعدم إحترام لذواتنا كسودانين أنا شخصيا متصالح جدا مع لوني ومع كوني سوداني

Quote: اغرب حاجة الناس البتجي تبرر اساءات المصريين عشان في ناس بتغلط في الحبش دا منطق بالله

Quote: محمد عمر جبريل,, سلامات وعساك طيب,, تصدق بالله؟ في كل نقاشاتي الممتده مع حمّور زياده فيما يختص بالاستعلاء المصري علي السودانيين, كان بيقول مامعناه نفس كلامك عاليه, انتو الشاعرين بالدونيه, أو انتو المدينهم فرصه !!!!! وكنت بقول ليهو وهسي بقول ليك: أنا أماني الأمين دي (كمثال), من أكتر الناس في البورد ده مناكفه للمصريين, متصالحه مع نفسي لدرجه مابتتخيلها, و Proud عديل بلوني وجنسيتي ولهجتي,, ياجماعه ما عشان انتقدنا الصلف والغرور المصري واتصدينا للاساءات المصريه وبنحاول نتصدي للمطامع المصريه في بلدنا تطلعونا معقّدين !!!! معقّدين من شنو ومن منو؟ عليم الله السودانيين ديل زول في الدنيا دي مالي عينهم مافي ! تقول لي معقدين؟؟؟ !!!!

Quote: برضو التسالي.. والفكس فابو راب وأمواس ناسيت.. والجنيه السوداني

Quote: اخونا كمال الشادى جملتك دى رجعتك لى نفس مثلث العنصرية والتقليل من شان الناس وبقينا مافى فرق بينا وبينهم, الباكستانى ما شتيمة والبدون ليست اختيار بل واقع يعيشه ملايين من الشرفاء بدون جرم وسببه نفس الفكرة,

Quote: اخونا كمال الشادى جملتك دى رجعتك لى نفس مثلث العنصرية والتقليل من شان الناس وبقينا مافى فرق بينا وبينهم, الباكستانى ما شتيمة والبدون ليست اختيار بل واقع يعيشه ملايين من الشرفاء بدون جرم وسببه نفس الفكرة,

Quote: بعتذر عشان سببين الاول لانو إنتي صح وانا غلط التاني عشان ناسس لحوار عقلاني راقي انا وإنتي وبقية الاخوان في هذا البوست

(عدل بواسطة mohmed khalail on 10-18-2010, 09:34 AM)

Quote: إنتو المتعقدين من لونكم وشايفين أي حاجة تتقال في الموضوع ده هي تريقة وقلة أدب وعدم إحترام لذواتنا كسودانين أنا شخصيا متصالح جدا مع لوني ومع كوني سوداني وبالعكس انا شايف نحن التريقتنا كترت في الفترة الاخيرة على كل الشعوب الحولنا ..

Quote: والسؤال التاني البتمنى أي زول فيكم يجاوبني عليهو وأنا مستعد أبلع كلامي ده كلو وأفتح بوست إعتذار كمان لو حبيتوإنت ما قاعدين تشوفو الاسكتشات السودانية وللا ما حصل جات فرقة كوميدية شبكتكم الحبشي قبضوهو ناس الكشة وللا المصري ما عارف عمل ايه .. ؟؟ ليه ما في زول جا فتح بوست وقال والله الكلام ده ما صاح مننا الحبش ديل ناس طيبين وما بستاهلو نختزل مجموعهم في السودان هنا بإنهم حلاقين وشغالين في البيوت

Quote: ولما كنا في المدارس المصرية كان الاستاذة بي حق المجموعة بشتري الشاي الحب الاسود دا كان اغلي من الدولار عندهم عشان حركاتهم دي الواحد بكش منهم ما عايزة اقول بكرهم شكرا لصاحب البوست والجميع

Quote: وعشان ما تمشي تجيب لينك فيهو تقليد وتقول لي دي إساءة ما لم ترد الاساءة بصورة صريحة لان التقليد ده ما إساءة ده اسمو فن وفن راقي

Quote: إنت ما قاعدين تشوفو الاسكتشات السودانية وللا ما حصل جات فرقة كوميدية شبكتكم الحبشي قبضوهو ناس الكشة وللا المصري ما عارف عمل ايه .. ؟؟

(عدل بواسطة Amany Elamin on 10-18-2010, 12:34 PM)

Quote: جيب لي مشهد درامي مصري ظهر فيهو سوداني أو مصري يدّعي السودنه وكان طالب, سائح, جار, طبيب, تاجر, زول ساكت ما أهبل وعبيط ... الخ لما ماتلقي وماحتلقي سمّي لي الموضوع ده باسم تاني غير استعلاء وتنميط لو لقيت برضو,,

Quote: فلم الإرهاب والكباب أمشي شوفي شخصية الأستاذ زميل المنبر محمد السني دفع الله الليلة إللللللا توريني محمد السني دفع الله كان شنو في الفلم ده وما تقولي لي ما حضرتيهو .. وما تقولي لي ده إستثناء

Quote: حسب رؤيتي

Quote: ولو قعدنا نقول أنت رايك في المشهد الفلاني كدة وانا راي في المشهد ده كدة ما ها نصل لأي نتيجة عشان كدة قلت ليك نشوف الحاجات الإتفتح عشانها البوست ده ونفرتكها حتة حتة ونشوف وين الإساءة ..

Quote: لكن في فرق بين فن النكته وبين الدراما الجادّه, في فن النكته ده بنضحك علي روحنا أوّل ناس, جعلي, شايقي رباطابي, دينكاوي, .. الخ وفي نكت عن المهن, وبنضحك علي الأطفال, وعلي السياسيين, وعلي كل حاجه,, لكن نكته فيها اساءه ما بتضّحكنا ولا بنقبلها وبننتقدها كمان, وهسي دي لو في أي نكته حقتنا فيها اساءه لينا أو لي غيرنا بنرفضها, بعدين لما السعوديين بتاعين طاش ما طاش جابوا المشهد اللطيف بتاع "ضربوا لي هسسسسسسسه" كل الناس ضحكت واتفتحت قروبات في الفيس بوك عن الموضوع, وشركة اتصالات عملتها دعايه ليها,, يعني الحساسيه المفرطه دي ماعندنا, ما تعمم,, أنا المسلسل الشفت المشهد بتاع الشغّاله فيهو وكتبت عنه "ريش نعام" ما كان فيهو أيي كوميديا, ولا نكته, ومن حقنا نرفض أي تنميط أو ريحة عنصريه بدون مازول يتهمنا اننا معقّدين ..

Quote: اختلف معك فى التسمية الجغرافية اذ يفترض علينا ان ننتقدها اى (الشغاله) كسودانية اولا . كما انها ليست من غرب السودان ولو حابة تتاكدى مستعد ارسل ليك رقم هاتفها الجوال لتتاكدى بنفسك ؟؟؟ اكرر يفترض ان ننتقدها كسودانية

Quote: عبد الرحمن علي طه: كيف أُقصي الملتوون المستقيمين؟! (5) [email protected] لا مناص من أن أعيد على القارئ الكريم، أن هذه الحلقات إنما انطلقت من كلماتٍ مؤثراتٍ قالهن الأستاذ محمود محمد طه، في حق الأستاذ عبد الرحمن علي طه، وهو يقف على ضريحه القائم في جنينته في أربجي، في العام 1972م. وسبب الإعادة مرتبطٌ بالغرض من هذه المقالات. فهي بالإضافة إلى كونها احتفاءٌ بعبد الرحمن على طه، بوصفه أحد أكبر الآباء المؤسسين للسودان المستقل، إلا أنها أيضاً تمثل محاولةً لسبر غور دلالاتٍ أخرى، تتعلق بقامة عبد الرحمن علي طه المعرفية والخلقية، التي كانت فريدة بين قامات المتعلمين الأوائل. فالدلالات التي أود استنطاقها هنا، تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد الاحتفاء به. فغرضي من تأمل سيرته، إنما يهدف إلى التَّعُّلم من تجربته الثرة، ونموذجه الفريد، واستصحاب ما يمكن أن نستخلصه من تلك التجربة المتميزة في رسم صورة مستقبلنا، التي ظل الغموض يكتنفها، حتى يومنا هذا. وفي تقديري أن غموض صورة المستقبل، لدينا نحن السودانيين، لها ارتباطٌ وثيقٌ بالتأثيرات المصرية المختلفة التي أضعفت لدينا إحساسنا بذاتيتنا المنمازة عن مصر، كما وهَّنت لدينا القدرة على الاغتراف من معين جذرنا وإرثنا الحضاري التليد. قادنا التكييف الثقافي المصري الذي طالنا في حقبتي الحكم التركي، والاستعمار الإنجليزي المصري، إلى لبس خوذة عقلية ووجدانية ليست لنا!! فاضطراب شؤوننا، عبر حقبة ما بعد الاستقلال، يعود في طرفٍ منه إلى التدخلات المصرية الخفية والظاهرة في شؤوننا. فالأطماع المصرية ظلت، وما برحت، ولن تنفك، متعلقةً بحلم السيطرة على السودان، بل وعلى كل وادي النيل بأسره. سواء، تم ذلك بشكل مباشر، أو غير مباشر. قلةٌ من المتعلمين الأوائل أولئك الذين برئوا من عقدة الدونية تجاه المصريين. ومن بين هؤلاء الكاتب العبقري معاوية محمد نور، والأستاذ عبد الرحمن علي طه، والأستاذ محمود محمد طه. وعلى خلاف الأخيرَيْن، فإن معاوية لم ينخرط في الأنشطة السياسية، وإنما انخرط بكليته في المجال الثقافي. وقد مات معاوية في وقتٍ مبكرٍ، لم تكن الحركة السياسية السودانية قد أخذت فيه بعد، صورتها المتبلورة. أما السيد عبد الرحمن على طه، والأستاذ محمود محمد طه فقد برزا في الحركة السياسية منذ منتصف أربعينات القرن الماضي، وكان كلاهما استقلالياً، وسافراً في مقاومته للأطماع المصرية والنفوذ المصري في السودان. ونتيجةً لوضوح رؤية الرجلين في ما يتعلق بالشخصية الحضارية المنمازة للقطر السوداني، وبخطورة الأطماع المصرية على مستقبل السودان الحضاري، وحرصهما على خروج السودان بالكلية من دائرة الهيمنة المصرية، استهدفت كليهما، وبلا هوادة، المؤسسة المصرية الحاكمة. اتفق الرجلان على الخروج التام من دائرة الهيمنة المصرية، على الرغم من أن كُلاً منهما اتخذ لنفسه مساراً سياسياً مخالفاً للآخر. أنشأ الأستاذ محمود محمد طه الحزب الجمهوري، في العام 1945م، وانضم الأستاذ عبد الرحمن علي طه إلى ركب السيد عبد الرحمن في العام 1943م. وعلى الرغم من إنكار الأستاذ محمود محمد طه على المثقفين الأوائل، انضمامهم إلى الأحزاب الطائفية، إلا أنه ظل يُكِنُّ احتراماً، وتقديراً خاصاً، للأستاذ عبد الرحمن علي طه. والسبب هو أن عبد الرحمن علي طه كان عالماً، وكان صادقاً، مخلصاً، ونقياً، في كل ما يأتي وما يدع. فهو لم ينضم إلى حزب الأمة طمعاً في جاهٍ، أو في منصب، أو في ثروة. والراجح عندي أن عبد الرحمن علي طه رأى أنه بانضمامه إلى قوةٍ قائمةٍ، متشكلةٍ أصلاً، مثَّّلَها السيد عبد الرحمن المهدي، سوف يجد فرصةً مواتيةً لخدمة البلد. ويتبدى الدليل على صدق عبد الرحمن علي طه في ذلك المنحى، بجلاءٍ شديد، في قراره اعتزال السياسة، في العام 1958م، والعودة للبقاء بشكل نهائي في قريته أربجي. فعل ذلك حين اصطدمت مبادئه، التي يؤمن بها، مع ما كان يجري وقتها، مما لم يكن ليستسيغه. ولسوف يرد تفصيل ذلك في الحلقات القادمة. وضوح رؤية عبد الرحمن علي طه: كتاب "السودان للسودانيين"، الذي أصدره الأستاذ عبد الرحمن علي طه، في العام 1955م، كان جزءاً من حملةٍ استهدفت مقاومة الدعاية المصرية المكثفة، والأموال المصرية التي تدفقت على السودان من أجل التأثير على السودانيين في مسالة تقرير المصير قبيل إعلان الاستقلال. هذا الكتاب المتميز بحق، يعكس وضوح رؤية عبد الرحمن علي طه تجاه مستقبل السودان. ففي الوقت الذي كان فيه كثيرٌ من السياسيين السودانيين يتغنون بوحدة وادي النيل، مرددين ما تردده أبواق الدعاية المصرية، كان عبد الرحمن علي طه يضع يده، وبوضوح شديد، على إستراتيجية الهيمنة المصرية الثابتة تجاه السودان. في ذلك الكتاب، ذكر عبد الرحمن علي طه أن زيادة النسل المتسارعة في مصر، وتناقص الغذاء مقابل تلك الزيادة، تمثل إحدى أهم ركائز اهتمام مصر بالسيطرة على السودان. فمصر، تريد من ناحية، أن تضمن لنفسها سيطرةً مطلقةً على مياه النيل. كما تريد، من ناحيةٍ أخرى، للمصريين، أن يجدوا حقاً في الهجرة غير المقيدة إلى السودان، بغرض تخفيف الضغط المتزايد على القطر المصري. (عبد الرحمن علي طه، السودان للسودانيين، مطابع شركة الطبيع والنشر، الخرطوم، السودان، 1955، ص 13). ولتأكيد النظرة الاستعمارية المصرية تجاه السودان، يورد عبد الرحمن علي طه مقتطفات مما جرى به قلم الكاتب المصري، عبد الرحمن الرافعي بك، الذي تحسر على خروج الحكم التركي المصري من السودان، قائلاً: ((لو أن الموظفين الذين تولوا حكم السودان قبيل ظهور الثورة كانوا مثالاً للعدل والاستقامة والرغبة في الإصلاح لسعد الشعب السوداني في عهدهم ولما وجدت دعوة المهدي من يستمع إليها من الأهلين فهؤلاء الحكام يقع عليهم نصيبٌ كبيرٌ من تبعة نشوب الثورة المهدية، مما أدى إلى ضياع الإمبراطورية العظيمة التي بذلت مصر ما بذلت من الدماء والأرواح والأموال في سبيل تأسيسها)). (المصدر السابق ص 13). ويرى عبد الرحمن علي طه، أن السياسة المصرية تجاه السودان سياسةٌ ثابتةٌ، لا تتغير بتغير الحكومات، فهي مبنيةٌ على مخاوف تزايد النسل، وضرورة السيطرة على مياه النيل، وتثبيت حق المصريين في الهجرة إلى السودان، والتملك فيه. يقول عبد الرحمن علي طه إن هدف مصر الثابت هو: ((ألا تسمح إطلاقاً بقيام دولة مستقلة في السودان ربما تعاديها في وقتٍ من الأوقات فتحرمها فيما تحرمها السيطرة التامة على مياه النيل وهجرة أبنائها إلى السودان))، (المصدر السابق، ص 14). ويضيف عبد الرحمن علي طه أيضاً: ((رسمت مصر هذه السياسة من زمنٍ بعيد لتسير على هديها كل الحكومات المصرية مهما كان لونها، واحتلت هذه السياسة العقل الباطن المصري، ولن تبرحه إلى الأبد)). (المصدر السابق، ص14). مصر تضع حقوقها في السودان فوق حقوق أهله!! ويورد عبد الرحمن علي طه النقاط التي احتجت بها الحكومة المصرية، حين فكر البريطانيون في إقامة خزان سنار على النيل الأزرق في السودان، لزراعة القطن، في العام 1913م. أورد عبد الرحمن بعض النقاط التي رفعتها الحكومة المصرية في اعتراضها على تشييد خزان سنار، وهي تقرأ كما يلي: 1. لا يجوز للسودان أن يستعمل قطرة من ماء النيل إلا إذا فاض ذلك الماء عن حاجة مصر وخاصةً في زمن التحاريق. 2. السودان قطر يعتمد على الأمطار، فلا يجوز أن يتجه للزراعة بالري الصناعي، إلا إذا بُحثت إمكانيات الري بالمطر بحثاً وافياً. 3. إن مشروع الجزيرة قد يزرع القطن طويل التيلة، وفي هذا ما فيه من مضاربة للقطن المصري في الأسواق العالمية. 4. إن مصر في حاجة للتوسع الزراعي لضمان المعيشة لنسلها المتزايد وللمحافظة على ميزانها التجاري. ويعلق عبد الرحمن علي طه على هذه النقاط المصرية تعليقاً نبيهاً جاء فيه: ((هكذا رأت مصر ألا يستعمل السودان قطرة من الماء إلا إذا فاض ذلك عن حاجة مصر، وأن يظل معتمداً على الأمطار فلا يلجأ للزراعة بالري الصناعي إلا بشروط، وأن تستمر مصر وحدها في التوسع الزراعي لتحافظ على ميزانها التجاري ولتضمن المعيشة الرفيعة لنسلها المتزايد!! نسيت مصر، أو تناست أن في السودان نسلاً متزايداً أيضاً، على مر السنين، وأن للسودان ميزاناً تجارياً يجب أن يحافظ عليه بالمثل. ولعلها نسيت في ما نسيت أن السودان ـ كما تدعي ـ جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن السودانيين والمصريين شعب واحد، يعيش على نيل واحد. لماذا إذن تأبى التعمير لهذا الجزء من أراضيها؟ ولماذا تفكر في الرخاء للنسل المتزايد في بقعة معينة من أرض الوطن الواحد، وتأبى أن يشمل الرخاء الاقتصادي من في البقعة الأخرى من نسل متزايد؟))!! (المصدر السابق، ص 25). هكذا كان عبد الرحمن علي طه صاحياً، في الوقت الذي كان فيه كثيرٌ من طلائع المتعلمين السودانيين الأوائل، مُخَّدِرين، يرددون في غفلةٍ شديدة، هتافات وحدة وادي النيل، مما ترسله إلى مسامعهم أبواق الدعاية المصرية. نقلا عن صحيفة الأحداث 18 أكتوبر 2010