صحيفة الأخبار في الخليج ما هو الجديد ?? وما المطلوب منها ... مرحباً بها

Quote: مُعلمة: الحل في إنشاء مدرسة لكل جالية سودانية بمعلمين ومنهج سودانيين البحث عن لقمة العيش الكريمة وفرصة لحياة أفضل، أوجدت في المغترب التضحية، وجعلته يستسلم للأمر الواقع، أملا في حياة رغدة بتحسين وضعه المادي إلى الأحسن. صدق القائل إن المغترب يعيش بجسده فقط ، أما عقله تركه مع أهله، فمعاناة المغترب أكبر بكثير مما يتصوره أي إنسان لم يخض التجربة. وبعد كل ذلك، ماذا يجد المغترب عندما يعود؟، ومن يكفل له حق تعليم أبنائه بنفس المستوى الذي كانوا عليه؟. اختصاصية علم نفس:65% من أبناء المغتربين تتدنى مستوياتهم التعليمية في السودان جهاز المغتربين: نسعى لتطبيق برنامج تعليم أبناء المغتربين بحزم متكاملة تحقيق: ميادة رحمة الله معاناة الوطن أكبر من الغربة: السيدة (م،ع) إحدى الطيور المهاجرة التي عادت إلى أوطانها، وهى أم لثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، تحدثت لـ(الأخبار) عن العقبات التي واجهتها في تعليم أبنائها في الخرطوم قائلة،:... قرار العودة إلى البلاد أصعب بكثير من قرار السفر، وكثيرا ما سألت نفسي، هل سيجد أبنائي فرصة للدراسة في السودان؟، وكيف يتعاملون مع الوضع الجديد؟؟. أول ما قمت به، تعريفهم بالسودان، وطبيعة أهله، وعند مجيئي للبلاد وجدت أن الوضع التعليمي فيها أصبح أفضل بكثير مما كان عليه. فاخترت إحدى المدارس الحكومية، ولكن بعد تقديم الشهادات والأوراق الثبوتية وافق مدير المدرسة، على أن يرجع ابني عاماً دراسياً كاملاً، لأنه لم يتخطى امتحان القدرات الذي اجري له، وكان خوفه من الفشل هو العائق في عدم تخطيه الامتحان بالرغم من أن نتائجه الدراسية كانت جيدة. توجهت بعدها إلى المدارس الخاصة وهناك تم قبوله بعد أن أجريت له معاينات في اللغة العربية والانجليزية والعلوم، وهو الآن يدرس بهذه المدرسة، برغم من الصعوبات التي واجهته في التأقلم مع الوضع الجديد. اختلاف المناهج.. مشكلة المشكلات: فيما أوضحت لـ(الأخبار) الأستاذة هبة الأمين- معلمة بالمرحلة الثانوية على أنه يجد الطالب من المغتربين صعوبة كبيرة في التعامل مع المنهج السوداني، لأنه يتعامل معه لأول مرة ولا يعرف عنه الكثير ما عدا اللغة الانجليزية، إذ أنها مشتركة، وذلك يرجع إلى اختلاف المناهج من دولة إلى أخرى. ونحاول بقدر الإمكان التعامل مع أبناء المغتربين بطريقة بسيطة وسهلة حتى يتعود على المنهج والدروس. تستطرد موضحة أن كثيراً من الحالات تأتي بمستوى ضعيف، ولكن باجتهادات من المدرسة والأسرة في المنزل يتحسن وضع الطالب مع مرور الوقت. واقترحت هبة، على القائمين على الأمر، إنشاء مدرسة لكل جالية سودانية في الخارج، بمنهج وأساتذة سودانيين. أما عن امتحان القدرات الذي يجرى للطالب، فتقول بأنه أمرٌ طبيعيٌ حتى نضع الطالب في مكانه المناسب ونتعرف على مستواه الحقيقي، وكل هذا يصب في مصلحة الطالب. للبيئة أثر: دكتورة فاطمة الزهراء (أستاذة علم النفس بجامعة النيلين) أفادت (الأخبار) بأن البيئة تؤثر كثيرا على الأطفال، وهى من العوامل الأساسية في تكوين شخصية الطفل. وتضيف أن أبناء المغتربين قد يعانون من حالة من الكبت، فالأم عادة مشغولة بتدبير أمور المنزل والأب مع ساعات العمل المتواصلة، لذا لا يجدون فرصة للجلوس مع الطفل والحديث معه، مما جعل التلفزيون والبلاي استيشن هما محور اهتمام الطفل. وحتى أيام عطلة نهاية الأسبوع لا يجد منها الطفل نصيبا، وإن وجده، يكون لساعات قليلة جدا لا تشبع احتياجات الطفل، وتكون غير كافية للإجابة على أسئلته، مما يخلق نوعا من ضعف الرابط الاجتماعي بين الطفل ووالديه، وبهذا يصبح الطفل محصورا في إطار محدد من المدرسة إلى المنزل. وهو بهذا يكون عكس الطفل الذي تربى في السودان، فهو يقابل الكثير من الشخصيات منذ خروجه من المنزل إلى المدرسة وحتى العودة منها، وممارسته للألعاب في الشارع تجعله يعتمد على نفسه، ويكّون كثيراً من الصداقات، ولهذا عندما يأتي طفل من الخارج، يكون هادئ جدا، وعند التعامل مع بقية الأطفال يصاب بنوع من العدائية غير المطلوبة، وذلك نتيجة الانفتاح السريع، مما ينعكس سلبا في تصرفاته. وتضيف في حديثها،: ما أنصح به، ترك الطفل ليتعامل بطبيعته مع مراقبة ومعرفة السلبيات والإيجابيات في الطفل، ومحاولة معالجة السلبيات، وأهم ما يجب على المغتربين تربية أطفالهم على قيم الدين والعادات والتقاليد والقيم الرفيعة، إذ أن القيم الدينية لا تتأثر بتغير المكان. أفكار ومقترحات: اقترحت دراسة- للباحث معز الطيب محمود-، تطبيق مبدأ المساواة في الخدمات التعليمة بين أبناء المغتربين وأبناء المواطنين. ويقترح دفع دعم مالي من الحكومة يعادل 70% من قيمة مصروفات التعليم في المدارس الخاصة لأبناء المغتربين. تفعيل نظام الانتساب للجامعات الحكومية للطلبة المغتربين. وفتح فروع للجامعات الحكومية بدول المغتربين بدول الخليج لتقديم الخدمات التعليمية لهم. واعتماد الشهادات الخاصة بنظام التعليم عن بعد. لكن جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، يقترح عمل برنامج تعليم أبناء المغتربين. ويهدف المشروع إلى معالجة المشكلات التي تواجه أبناء‏‎ ‎المغتربين في مجال التعليم ‏العام والعالي، ‏وذلك عبر حزم متكاملة، تبدأ بإنشاء المدارس السودانية، وفتح‎ ‎مراكز امتحانات شهادتي ‏الأساس والثانوي بدول المهجر، ‏ومتابعة إجراءات استيعاب أبناء‎ ‎العائدين بالداخل.‏ وتنفيذاً لمقررات مؤتمرات المغتربين تجيء جامعة ‏المغتربين (قيد‎ ‎الإنشاء) بالتنسيق ‏العالي مع الجهات ذات العلاقة والاختصاص تحت مظلة شركة ‏مساهمة عامة كإضافة ‏نوعية لمسيرة التعليم العالي بالداخل، ونموذجا يستوعب أحدث أساليب‎ ‎التعليم ‏في ‏الخارج بهدف توفير فرص العودة والعمل والاستقرار لعدد من الكفاءات‎ ‎العلمية ‏والأكاديمية. كان جهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج نظم بالتعاون مع رابطة المعلمين السودانيين بإمارة منطقة مكة المكرمة، العام الماضي، ورشة عمل بالجهاز لمناقشة قضايا التعليم. وأوصت الورشة بضرورة إيجاد حل استراتيجي بإنشاء المدارس السودانية لربط أبناء السودانيين بوطنهم، كذلك من الحلول الإستراتيجية الاعتماد على عمل المجموعات وهي عبارة عن فصول أهلية وجهود فردية في تدريس المنهج السوداني بمراحله المختلفة في ظل غياب المدارس السودانية النظامية، كذلك أوصى بإنشاء مراكز امتحان شهادتي الأساس والثانوي، فهذه المراكز تقوم بدور كبير تجاه كم مقدر من الطلاب تجعلهم يدرسون المنهج السوداني ومن ثم الاختبار فيه، هذا فضلاً على مساهمتها في تقليل التبعات السالبة الناجمة من معادلة ومعالجة الشهادة العربية بالسودانية. وكان نائب الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، كرم الله علي، أوضح أن قضية تعليم أبناء المغتربين قضية كبيرة وتحتاج إلى مشاركة أكبر من المسؤولين، مبيناً عدم السماح بإنشاء مدارس سودانية في بعض الدول وكل دولة لها وضع معين، فالمملكة العربية السعودية، مثلا، لها وضع خاص في تعليم الأجانب ويخافون من الثقافة الوافدة، مشيراً إلى وجود تفاهم وتعاون بين الجهاز ووزارة التعليم العالي خاصة مكتب القبول. وتمنى إنشاء مدارس وداخليات لطلاب أبناء العاملين بالخارج بالمرحلة الثانوية برسوم معقولة معرباً عن أمله في أن يكون هنالك تواصل مع وزارة التعليم العام لحل مشاكل الطلاب. كل هذه المعطيات تؤثر بشكل كبير على التحصيل الدراسي للطالب العائد من بلاد الاغتراب، لصعوبة التأقلم على الوضع الجديد، مع ملاحظة أن تفكير الطالب منصب في كيفية التعامل مع الواقع دون الوقوع في أخطاء قد تجعل الآخرين يسخرون منه باعتباره وافدا جديداً. وفي هذه المرحلة، يعالج الطالب بأسلوب إزالة الحساسية بالتدريج وسحبها بهدوء شديد من بيئة إلى أخرى، ويعتمد الطالب في هذه المرحلة بصورة كبيرة على الأم والأب أكثر من المعلم في المدرسة؛ لأنهم موضع ثقة بالنسبة له، بالوضع في الاعتبار أن كل سلوك قابل للتعديل