البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 01:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2010, 01:47 AM

أسامة عبد الجليل
<aأسامة عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا (Re: أسامة عبد الجليل)

    الورقة التي قدمها الأخ صلاح شعيب عن إتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة.

    --------------------------------------------------


    واقع الإعلام السوداني في دولة المواطنة



    صلاح شعيب




    من نافلة القول إن بلادنا تواجه الآن ظروفا قاهرة تتعلق بكيفة حفاظها على وحدتها المكتسبة، وكذلك تتعلق بكيفية تجاوز بعض التحديات السياسية التي شغلت تفكير نخبها منذ الاستقلال. ولعل الملاحظ أن هذه التحديات ترتبط أول ما ترتبط بالهيكلة السياسية التي نفذت منذ إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989 بواسطة تنظيم الجبهة الاسلامية الذي تسلم الأمور في السودان، والذي يقول عنه الاستاذ فتحي الضو بأنه "وضع الاعلام في صدارة إهتماماته بصورة كانت توحي للناس بأن ذلك النظام له من القوة والجبروت ما تتواضع أمامه دولة كبرى والحقيقة أن النظرة كما قلنا مستوحاة من النظرية اليهودية وفي نفس الوقت كان تنفيذها على يد كوادر تلقت تدريباً في دول الاستكبار التي كان المتعلمون أتفسهم من ردد عنها ذلك، كان الاعلام يستند على هدف نهائي ضرورة إزالة الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي اكتسبه الشعب السوداني عبر مئات السنين من تراكم التجارب وإعادة صياغة الانسان حامله وإحلال بديل ديني وثقافي في كل المجتمع (حفلات الزواج، الاغاني، تفتيش الوثائق الزوجية، مرافقة محرم مع أي مسافرة خارج الحدود، تشريد الممثلين المسرحيين والفنانين، وكان من الطبيعي أن ينتج خطاب التطرف ذاك مآس راح ضحيتها عدد من الناس والمبدعين في السودان، لكن الذي أفشل هذا المشروع في نهاية الأمر رغم اجتهادهم فيه اعلامياً كان في التناقض بين النظرية والتطبيق، ففي الوقت الذي كان يتحدث فيه الأعلام عن مثل دينية وقيم روحية كان الناس يروون قيادات وكوادر الحزب الحاكم مقبلة على الدنيا بنهم غريب كأنهم غزاة دخلوا مدينة واستباحوها".
    إذا كان لا بد من معرفة طرق الحلول لكل هذه التحديات التي تجابه بلادنا، فإن المدخل الفكري، بطبيعة الحال، يتطلب الإستهداء به لهذه الحلول المتصورة. وبوصف أن كل المؤتمرات، والندوات، والكتابات التي خاطبت الشأن السوداني قد اثمرت عن مجهودات عقلانية لم تجد فرصها في التطبيق فإن الباحث يتصور أن غياب هذا التطبيق يعود حتما إلى غياب الموصلات الإعلامية التي تستطيع أن تصل بهذه التصورات الفكرية إلى القواعد السودانية في المدن والأرياف وبعض المنافي التي صارت تمثل جميعها وطنا موازيا أسماه البعض بوطن الدياسبورا. والحقيقة الثابتة أن غياب الوعي الجمعي الذي أدى إلى هذه الأزمات إنما مرده إلى أن الأجهزة الإعلامية التي تتيح حرية الفكر لم تترسخ في واقع الدولة السودانية منذ إستقلالها بالشكل الذي يرسخ أيضا معاني الحوار وإحترام وجهة نظر الآخر.
    وحين يشير الباحث إلى غياب الموصلات الإعلامية فإنه يعني عدم وجود مثمن لفاعلياتها وفاعليتها لأسباب تتعلق بالسياسة الإعلامية التي أرادت بها سلطة الإنقاذ تكييف الإعلام لخدمة أغراضها، وكذلك تتعلق الأسباب بعدم إستثمار قوى المعارضة في الخارج للإمكانيات الإعلامية التي إنفرزت من ثورة الإتصال. وكون أن هناك أجهزة إعلامية تابعة للدولة ويتعهدها آخرون ضمن مؤسسات المجتمع المدني لا يعني أن هناك إعلاما مفيدا ومؤثرا يكون له أثره المجتمعي. فالإعلام مضمون قبل أن يكون مجرد مؤسسات شكلية لا تنشر إلا ثقافة البوار والتيه. والدليل على ذلك ما يقول به أحد كوادر الحركة الاسلامية بأن (صحيفة الحزب الحاكم التي تم توفير كل المعينات الصحفية لهاوأصبحت مخصصات رئيس تحريرها وأمينها العام ورئيس مجلس إدارتها ما يقارب أو يساوي مخصصات عشرين بروفيسير في الجامعات السودانية.. كم عدد مطبوعاتها.. فقد أفادني من أثق به من داخل مجلس الصحافة والمطبوعات بأنها لا توزع أكثر من عشرة ألف نسخة بل تقل عن ذلك.. رغم اجتهاد رئيس تحريرها.. وتوفير المعينات لها بصورة لا تجدها في كبريات الصحافة الآسيوية وبعض الصحافة الأوربية).
    وبين هذا الفساد الإعلامي في الداخل وتجاهل المعارضين لإمكانية قيام مؤسسات إعلامية في الخارج، موحدة الرؤى والهدف لتحقيق أهداف القوى السياسية الفاعلة، ضاعت الفرص أمام النخب السودانية المؤمنة بتحقيق الديمقراطية لإحداث التغيير عبر هذه الرؤى الفكرية والسياسية البديلة، والمعنية بإنجاز دولة المواطنة الحقيقية وما تتطلب هيكلتها العامة من تحقيق لحرية الإيمان بالمعتقد، وحرية التفكير، وحرية العمل السياسي الحزبي، وكذلك معالجة القضايا الوطنية المتراكمة التي تتعلق بالإقتصاد، والتربية، والإجتماع، والأجهزة الثقافية، وعلاقات الجوار، إلخ تلك الهموم التي أرقت مضاجع كل الراغبين في تحقيق نظام سياسي مستقر، فيه من اسس العدالة والمساواة لكل السودانيين ما يحافظ على تطوره، وفيه من أسس المحاسبة والمكأفاة لكل فاعل إجتماعي، ما يسهم في ترقية بيئة البناء القومي في مجمل تنوعاته.
    إن الإعلام في عصرنا هذا يمثل الوسيلة الأولى التي ينبغي أن يهتم بها كل ناشط سياسي، أم غير سياسي، لتحقيق تطلعاته في الإسهام المجتعمي. وحين يتعلق الاسهام بعمل مجتمعي فإنه لا مندوحة من وضع التصورات الواعية التي يشارك بها كل المهتمون بهذا العمل في سبيل الوصول بحراكهم العملي إلى نهاياته المنطقية. والسؤال هو كيف يزدهر الاعلام في بلد لا ينفق على التعليم بوصفه اداة الوعي التي تكمل مجهود الاعلاميين، فعلى سبيل المثال "ما أنفق على التعليم في السودان خلال الفترة من 1995–1997 كنسبة مئوية من الناتج القومي لا يتعدى 1.4%، في حين بلغت هذه النسبة على التوالي في بلد كساحل العاج 5% وكينيا 6% وسيشل 10%. في الوقت نفسه بلغ حجم الإنفاق العسكري المعلن في السودان 3.6% من الناتج العام أي قرابة ثلاثة أضعاف ما أنفق على التعليم."
    الانظمة الشمولية التي مرت في بلادنا أدركت طبيعة الدور الإعلامي وأهميته ولذلك شهدنا كيف أن مدخلها لتقويض النظم الديمقراطية كان هو البدء بإحتلال الإذاعة والتلفزيون وتعطيل الصحف وحظر المنابر الفكرية والإعلامية والثقافية في مجهود مواز للفعل العسكري المستعد لإيضاح دمويته منذ الوهلة الأولى.
    وسلطة الإنقاذ بوصفها سلطة مؤدلجة استفادت من أرث الأنظمة الشمولية في تعطيل الصوت المعارض وتوظيف الإعلام ضده من ناحية، ولتكبيل حركة المواطنين بأفكارها الإستبدادية من ناحية أخرى، بل أنها ولطبيعتها الآيدلوجية المتطرفة أفرغت كل الاجهزة الإعلامية الرسمية من الكوادر الوطنية التي لا تؤمن بآيدلوجيتها وأحلت محلهم إعلاميين حزبيين لا يملكون الموهبة ويتعطلون عند حدود معارفهم الإبتدائية عن حرفة الإعلام.
    يقول د. عبد الرحيم نور الدين "عندما بدأت حقبة ثورة التعليم العالي: تم إنشاء أقسام الإعلام في كل مكان ولم يجد الطلبة فرصاً للتدريب الداخلي، ناهيك عن التدريب الخارجي، خاصة الأقسام التي تم إنشاؤها في ضواحي الضواحي، حيث لا توجد صحف، أو إذاعات أو محطات تلفزة مرموقة. وكتبت وقتها مقالاً ناديت فيه بالعناية بكيف ونوعية التعليم الجامعي في مقابل التعليم الذي يعني بتكاثر الجامعات والأقسام دون أن يتلقى الطلبة التعليم الأكاديمي الرصين، أو التدريب المهني الاحترافي الرفيع.. وقد لخص السطر الأخير في المقال حجم الأزمة بالقول" ويضيف الدكتور "إننا نخشى من أن تؤدي ثورة التعليم العالي إلى تخرج ما يمكن أن نطلق عليه «الاخصائي الأمي» وهذا ما حدث ويحدث الآن.. بربك كيف يمكن لجامعة ناشئة لم تخرج الفوج الأول من طلبة البكالوريوس أن تمنح درجة الدكتوراه لأحد المنتسبين؟! هذا حدث بالفعل.. الأدلة موجودة لمن يريدها!!؟.. إننا حقاً في أزمة لا نستطيع خلالها أن نعيد ألق الماضي، أو أن نبصر وميض المستقبل""(1)
    أما الدكتور محمود قلندر فيقول "لا يمكن استغرابه في ظل غياب التنسيق الوثيق حتى بين المؤسسات الأكاديمية التي تنافست على الاستيعاب كي تفاخر بالعدد، بينما كلها لا يملك من العدة والعتاد ما يلزم لسبك الطلاب في مطابخ الصحافة، أو دفعهم إلى ساحات الإبداع متمنطقين أجهزة تصوير أو آلات تسجيل. " ويحمل قلندر هذه السوءة كما أسماها على الدولة "حين جعلت من توسيع مواعين التعليم الجامعي هدفاَ سياسي البعد، حجب عنها رؤية المآلات ، فاختارت الكم وتجاهلت احتياجات الكيف الإعلامي المكلف بواقعه، وبواقع التلاحق في تطوره التكنولوجي. وبنتاج ذلك الاختيار احتشدت قاعات الدرس في كليات وأقسام الإعلام بكافة الجامعات بحشود طلابية تنحشر حشرا لتملأ القاعات، صباحا ومساء، و تكر السنوات وهم في مقاعد القول النظري، يسمعون قولا بلا فعل، حتى يحين يوم يجدوا أنفسهم خريجين وحصيلتهم من العلم بعض فصول من كتب، وبضع نظريات بلا سند من واقع.."(2)
    وأمام هذا الواقع الجديد لم يجد المعارضون مجالا لإيصال فكرتهم للشعب، وحين وجدت المعارضة فرصة للعمل الخارجي تم توظيف بعض المنابر الإعلامية وإنشاء إذاعة تعبر عن صوت المعارضة. وبرغم أن تلك المنابر قد بذلت مجهودا في التعبير عن أفكار التغيير إلا أن الذين عملوا داخل هذه المؤسسات من الإعلاميين عانوا الأمرين وللأسف أنه لم يقف على رأس هذه المؤسسات إعلاميون مهرة، كما أن إدارة هذه المؤسسات كانت عشوائية وطاردة لكل الإعلاميين الذين رغبوا بالإنضمام إليها ودفع حركتها. وبرغم توفر الفرص اللوجستية أمام المعارضة الموحدة فشل التجمع الوطني آنذاك في إقامة إذاعة تعبر حقيقة عن صوت الفكر البديل، وبها من الخطط والميزانيات ما يسهم في تفعيل العمل المعارض إلى أن يحقق أهدافه المنشودة.
    ولكون أن هذه المؤسسات الإعلامية بعضها حزبي وآخر خاص يتبع لناشرين فقد أفتقرت إلى الصوت الإعلامي الجماعي الذي يوحد كل المعارضين. والناظر للعمل الاعلامي المعارض الآن يلحظ غياب تأثيره في الداخل وتحوله إلى أصوات متفرقة لا يجمع بينها توحيد الرؤى وتنسيق الأهداف، بل ولكون الانترنت هو الوسيلة الوحيدة للمعارضين فإنه غدا يطرح من السلبيات الموازية للإيجابيات كما أن السلطة ساهمت من خلال ممثليها في غزو هذه المواقع وتوظيفها لمجابهة خطاب المعارضة وأحيانا تسعى لتدميرها إليكترونيا.
    أما على مستوى العمل الإعلامي في الداخل فهو قد اصبح تحت سيطرة السلطة تماما، وليس هناك اية إمكانية معارضة للتاثير على المواطن ناهيك عن منافسة الاجهزة الاعلامية الرسمية والخاصة.
    ويقول الاستاذ إدريس حسن عن ما أسماه "بالاوضاع المالية الخانقة والبائسة التي يعيشها القائمون على أمر الصحف من ملاك او محررين" إن "أغلبهم تثقل كاهلهم الديون المتراكمة، ويفزع نومهم شبح الحبس والزنازين الموحشة.. تلك الزنازين التي لم يهابوها وهم ينازلون في شرف وبسالة حكومة المستعمر والحكومات القابضة، ولكنهم اليوم يخشون أن يدخلوها ــ على آخر العمر ــ بتهم تمس الشرف والأمانة والذمة المالية، لمجرد امتهانهم هذه المهنة الشريفة التى أحبوها وهاموا بها حباً وعشقاً من اجل خدمة الوطن. فقد وهبوا هذه المهنة الجليلة رحيق شبابهم ونضج كهولتهم.. وهبوها عافيتهم وكل اموالهم، وقتروا حتى على بيوتهم وطعام اطفالهم من اجل الوفاء بالتزامات صحفهم"(3)
    ولكون أن آيدلوجيا الإسلام السياسي فقيرة في إبداعها فإن المؤسسات إلإعلامية التي ورثتها اصبحت فقيرة حتى في إبراز رسالة فكرية النظام، بغير نشر المواد الإعلامية الضعيفة مهنيا وإشاعة أخبار كاذبة عن المعارضة وإلهاء المواطنين بنوع من الإعلام الذي لا يطرح معلومة. وللأسف أن هناك صحفا حزبية صدرت وسرعان ما توقفت بسبب ضعف التمويل الحزبي، وإفتقارها للكوادر المدربة، وبعض هذه الصحف تم إيقافها بواسطة السلطة، وهناك أحزاب لها من السند الجماهيري ولكنها لم تفكر حتى في إمكانية إصدار صحيفتها. وللحقيقة أن الصحيفة الحزبية الوحيدة التي قاومت من أجل عدم توقفها هي الميدان ومع ذلك يتم إستهدافها بين الفينة والأخرى، كما أن هناك جملة من الأسباب التي جعلتها غير قادرة على التنافس مع الكم الهائل مع الصحف اليومية، وهي الصحيفة الأسبوعية.
    ونحن إذا نأخذ مجال الصحافة كمثال حيوي على غياب العمل المعرض، فإننا نجد أكثر من عشرة صحف سياسية يومية، ولكن ليس هناك مستثمر فيها ينتمي لقوى المعارضة، كما أن معظم رؤساء تحريرها ممن عرفوا بممالئة النظام وبعضهم يدعي الحياد أو إتخاذ مواقف لا تغضب السلطة وطوال تجربة العقدين من الزمان لم تستطع الصحافة أو المؤسسات المعنية بالإعلام أن تبرز موهوبيين في هذا المجال غير قلة قليلة، وأكثر هذه القلة من لا يأبه به في الإلتزام برسالة إعلامية تهدف إلى تحقيق عمل مهني يتآلف مع أفكار المعارضة. اضف إلى ذلك أن الرقابة الصحفية وسياسية الابتزاز بالإعلان الحكومي لا تعطينا كبير أمل في ما يسمى بالصحف المستقلة بأن تجاهر بالحياد الإيجابي بين السلطة والمعارضة، ناهيك من التعبير عن ضرورة التغيير بإتجاه دولة المواطنة التي تنجز بواسطة تفكيك دولة القمع المؤدلجة.
    عودا إلى دور المؤسسات الحزبية، وكل التيارات الديمقراطية الناشطة بالخارج نجد أن كل القوى السياسية فشلت في الاستفادة من الإعلام الإليكتروني وهو الوحيد المتاح لها. فمن جهة لم نلحظ إهتماما ما لدى هذه المؤسسات الحزبية بدور الإعلام في نشر برامجها أو مواقفها ضد النظام القائم . وتمثل هذا الفشل الذريع في عدم تدريب كوادر لها تشرع في خلق مواقع إليكترونية موازية للمواقع التي يتعدها الأفراد. وكل المواقع الإليكترونية الحزبية فقيرة مهنيا شكلا ومضمونا في جلب القراء.
    وبرغم أن معظم الإعلاميين المؤمنين بتحقيق الديمقراطية وخلق دولة المواطنة يعيشون في الخارج وأوضاعهم المالية أفضل بكثير من نظرائهم في الخارج إلا أنهم فشلوا ذريعا، أيضا، في إقامة عمل إعلامي مشترك يتمثل في إقامة قناة فضائية أو موقع إليكتروني مكتمل المهنية، أو حتى صحيفة تربط السودانيين في مهاجرهم، أو إذاعة مؤسسة بإمكانيات محترمة لها تأثيرها في الداخل مثل الإذاعات التي نجحت الحركات المسلحة في إقناع المجتمع الدولي بإنشائها لتسهم في توعية المواطنين هناك.
    وإذا تفحصنا رصيد العمل الإعلامي الإليكتروني فإننا نجد أن هناك اصواتا مؤثرة وقادرة على أن تعبر عن القضية الوطنية أو قضايا الهامش التي صارت لها طرق عمل تختلف مع طرق العمل السياسي القومي، ولكن الذي يبدو أن هذه الأصوات متناثرة في أولوياتها لمعالجة رؤيتها في معارضة النظام، وكثيرا ما سدرت هذه الاصوات في خلافات عميقة عبر القضايا التي تثيرها، في حين كان ينبغي إعطاء العمل المشترك الاولية وتناسي الخلافات حتى لا يسهم ذلك في تباعد الشقة الفكرية بين المعارضين.
    وبرغم إيمان المرء أن هواة الإعلام الإليكتروني ساهموا في أحايين كثيرة في خلق معارضة قوية ضد السياسات التي تفرزها تجربة الإنقاذ، بل وقد شكل في أحايين كثيرة صداعا ولا يزال للسلطة ما دعتها لإستهداف هذه المواقع وممارسة سياسة الإبتزاز ضد مؤسسيها، إلا أن هذا الإعلام ظل بعيدا عن التاثير القوي والمباشر على صعيد وعي المواطنين في الداخل فكلنا يدرك أن شعبنا لا يزال بعيدا جدا من الاستفادة الكاملة من الإعلام الإليكتروني، والاسباب، كثيرة، تتعلق بالظروف الإقتصادية التي تواجه المواطنين في المدن والأرياف، حيث يصعب الحصول على الكمبيوتر وخدماته. ولكن يظل الرهان قويا على مستقبل الإعلام الإليكتروني في نشر الوعي والتثقيف، هذا إذا عملت النخبة المعارضة على تاسيس مواقع يديرها إعلاميون، أولئك الذين يملكون الدافع الوطني القوي والموهبة الإعلامية ويجدون من ثم الدعم المعنوي والمادي الذي يسهم في تطوير ملكاتهم ونشر المعرفة والتثقيف، ومقاومة نظام الإنقاذ الإستبدادي والدعوة لقيم الحرية والديموقراطية.
    إن رهان العمل المعارض على دور المؤسسات الإعلامية في الداخل لا نفع كثير وراءه برغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها الصحفيون والكتاب المؤمنين بتحقيق الديمقراطية أو إقامة دولة المواطنة، وذلك ليس تقليلا من قدراتهم أم نضالاتهم المستمرة لإستغلال اية كوة تنفتح للتعبير عن أفكارهم وفضح ممارسات النظام في تدجين السواد الأعظم لصالح آيدلوجيته المدمرة للوحدة الوطنية. فالحقيقة أننا شهدنا كيف أن السلطة، ترهيبا وترغيبا، وتسلطا وتمكنا، من المؤسسات الرسمية، إستطاعت أن تحجم دور الإعلام في دفع ما يسمى بالتحول الديمقراطي الذي فرضته نيفاشا نظريا.
    فالمأساة الكبرى التي تغنى عن الرهان على إعلام الداخل تمثلت في نتائج امتحانات القيد الصحفي التي اعلنها مؤخرا اتحاد الصحافيين السودانيين والتي يقول الدكتور عبد المطلب صديق عنها إنها " بلغت نسبة النجاح فيها (37%)، فيما (35%) ضمن الملحق، وبلغ عدد الراسبين (28%). وتشير هذه النتائج الى حقيقة كارثية مفادها ان الجامعات السودانية تبدو في عطلة طويلة الامد وانها غير معنية بتاهيل طلابها للمنافسة في سوق العمل، وبمؤشرات الاصحاء ان تقارب تشتت القيم بين الناجحين والراسبين والمحالين الى الملاحق هو نفسه دلالة على وجود مشكلة تحتاج الى وقفة جادة ومعالجات فورية . ومما رشح من هذه المؤشرات ان العشرة الاوائل من الناجحين من غير خريجي كليات الاعلام ، وهو دليل اخر على عمق هذه الازمة وهي تماثل ان ينجح في امتحان الطب طلاب الكليات الاجتماعية او العمارة بينما يسقط اهل الدار"(4)
    ويقول "بالنظر الى ان عدد الناجحين في الامتحان بلغ (237) والراسبين (178)، فيما بلغ عدد الجالسين لامتحان الملاحق (226)، وان عدد الجالسين للامتحان من حملة بكالوريوس الإعلام (253)، نجح منهم (93)، ورسب (56)، والملاحق (39)، فان نسبة خريجي الاعلام ليست افضل في السوء من غيرهم ، لكن تجب الاشارة الى ان خريجي الاعلام في السابق كانوا يرفضون الجلوس لامتحان في بديهيات العمل الصحفي مثل اللغة والمعلومات العامة والكمبيوتر والتحرير الصحفي .."
    ويضيف د. صديق "والأدهي والامر هو نسبة الرسوب العالية في اللغة الانجليزية ورسوب خريجي الاعلام في مادة التحرير الصحفي ، وهذا يعني ان كليات الاعلام في واد وطلابها في واد اخر . أو ان يكون الامتحان نفسه مصمم لغير الاعلاميين او وضعه غير المتخصصين في الاعلام ، وكل هذه الاحتمالات تشير الى عمق الازمة ولا تصلح مبررا لها"(5)
    وإضافة إلى هذا التخبط الإعلامي يفيدنا الاستاذ فتحي الضو بأن واقع الصحافة يعيش عدم الفصل بين المواد الإعلانية والتحريرية، ويرى أن هذا "باب كبير للفساد والإفساد، وقد انتتشرت الظاهرة وعمت من خلال التنافس الكبير بين الشركات العاملة في بعض القطاعات الحديثة، وتشمل الأخبار والتحقيقات والحوارات ومواد الرأي، السماح، بل وتشجيع، عمل الصحفي في جلب الإعلانات، وانتشار ظاهرة المقابل المادي للعمل والتغطيات الصحفية، خاصة من الوزارات والمؤسسات الحكومية. وأيضا تنتشر هذه الظاهرة بشكل متنامي ومتزايد حتى كادت أن تصبح قاعدة للنشاط الصحفي في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لصغار الصحفيين. وهذا الأمر يطعن ويؤثر في جوهر العمل الصحفي واهم قواعده المهنية والأخلاقية، وخلط الأخبار والمعلومات بالرأي، خاصة في الصحافة الرياضية والفنية، حيث ينتفي الفصل وتتداخل الأشكال التحريرية، كما يختلط التقرير بالتحليل، وغياب الأسس المهنية لكتابة العمود والمقال الصحفي، وغياب المعلومة في مواد الرأي، وعدم مراعاة معايير الدقة والموضوعية في المواد الإخبارية مما يتسبب في كثير من التضارب ويهز الثقة في الصحافة السودانية.
    هذا هو حال الإعلام في السودان بعد عقدين من الزمان لتجربة (الحاكمية لله) والتي لم تكن تملك تصورا لماهية الإعلام وكيفية تطويره، وبالتالي بقيت الكليات الجامعية عموما والإعلامية خصوصا بلا أي أثر في سوق العمل، بل وأن هذه التجربة عمقت فجاجة التخصص الأكاديمي للطلاب وبالتالي ما عادت أجيالنا الجديدة مؤهلة لتطوير مهنة الإعلام، ناهيك عن توظيف فنون الإعلام للدعوة إلى نشر الوعي الجمعي. ولذلك لا بد من الرهان على وسيلة القناة الفضائية التي تؤسس في الخارج عبر خطة مدروسة تتوافر لها الميزانية الكاملة لأداء دورها. ولعل هناك أكثر من سبب لنجاح هذه القناة في التعبير عن الصوت المعارض الذي يصل إلى آذان غالب المواطنين في الداخل. وهذه الاسباب تتعلق بوجود كوادر إعلامية مدربة في الخارج ولديها التجربة الطويلة في المجال، كما أن هذه القناة ولحرية خطابها المفترض وتعدده وقوميته ستجلب عددا من المشاهدين في الداخل والذين حاجتهم الآن إلى مصدر إعلامي نزيه وحقيقي يستطيع أن ينافس ويفرض وجوده وسط كل القنوات الفضائية، الرسمية والخاصة، المعبرة عن أهداف الطغمة الحاكمة ومسانديها.
    هذا الواقع المزري الذي يتحكم في مصائر وعقول شعبنا في الداخل مع ضعف مهني بارز في الإعلام الإليكتروني في الخارج لا بد أنه كان وسيظل حجر العثرة أمام أية مجهودات سياسية نحو تغيير أوضاع بلادنا نحو دولة المواطنة التي نرمز من خلالها إلى كل التطلعات العامة لقوى التغيير الديموقراطي.
    إن لا ثمرة لأي حراك سياسي، سلمي أو عسكري، بدون حراك إعلامي موازي. ومهما كانت المجهودات السياسية المنظمة نضاليا، وحماس الناشطين وانتاج المفكرين والمثقفين والمبدعين والدور الدولي والاقليمي فإن الوسيلة الوحيدة التي تدفع هذه المؤثرات من أجل التغيير هي وسيلة الإعلام المنظم والمستنير والواعي وهو أيضا الذي تزينه المواهب وصونه ايمان كل الراغبين للتغيير به.
    إن لا شئ يحمل توطين الاستبداد السياسي لبلادنا لمدى يتجاوز الاربعة عقود إلا ضعف وسائل الاستنارة والاعلام في بلادنا وأن لا أمر تصطدم امامه مساعي التغيير وأحلامه إلا إهمالنا في تحقيق وسائل إعلامية بديلة لإعلام السلطة الشمولية. ولن يصل الديمقراطيون إلى حلم دولة المواطنة بينما لا يزال المواطنون مدجنين بفكر الشمولية، وعاجزون عن الوصول إلى الوسائط الإعلامية التي تنمي فيهم روح الانتفاض من أجل مقاومة الظلم الواقع عليهم وكذلك معالجة أسباب الاستبداد التي تحاصرهم وتكبل دعمهم لكل دعوة تغيير تنشد تخليصهم من واقع التيه والاستبداد والتطرف والفقر.
                  

العنوان الكاتب Date
البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-05-10, 08:39 PM
  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-05-10, 11:27 PM
    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا عمر ادريس محمد10-06-10, 02:54 AM
      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا النذير حجازي10-06-10, 07:44 AM
        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-06-10, 08:15 AM
  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا محمد مصطفي مجذوب10-06-10, 08:48 AM
    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا اساسي10-06-10, 09:00 AM
      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 02:21 PM
        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 02:34 PM
          Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 04:32 PM
            Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 04:54 PM
              Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 05:18 PM
                Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 05:39 PM
                  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 06:07 PM
                    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 11:01 PM
                      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 11:06 PM
                        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-06-10, 11:18 PM
                          Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-07-10, 01:18 AM
                            Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-07-10, 07:18 PM
                              Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-08-10, 05:46 PM
                                Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-08-10, 05:49 PM
                                  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-08-10, 06:23 PM
                                    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا عبدالوهاب علي الحاج10-08-10, 08:23 PM
                                      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-08-10, 09:11 PM
                                        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-08-10, 10:04 PM
                                          Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-08-10, 10:19 PM
                                            Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-08-10, 10:45 PM
                                              Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-08-10, 11:15 PM
                                                Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Elbagir Osman10-09-10, 04:02 AM
                                                  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-11-10, 01:43 AM
                                                    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-11-10, 01:47 AM
                                                      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-11-10, 02:35 AM
                                                        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-11-10, 08:26 PM
                                                          Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-11-10, 08:44 PM
                                                            Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-12-10, 01:12 AM
                                                              Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-12-10, 01:34 AM
                                                                Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-12-10, 08:10 PM
                                                                  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-12-10, 10:57 PM
                                                                    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-12-10, 11:00 PM
                                                                      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-12-10, 11:02 PM
                                                                        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-12-10, 11:04 PM
                                                                          Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا El Dukhri10-13-10, 05:56 PM
                                                                            Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-13-10, 07:10 PM
                                                                              Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-13-10, 07:15 PM
                                                                                Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-13-10, 07:45 PM
                                                                                  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-14-10, 05:11 AM
                                                                                    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ايوب عبدالرحيم10-14-10, 06:59 AM
                                                                                      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-14-10, 01:45 PM
                                                                                        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-14-10, 03:04 PM
                                                                                          Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا أسامة عبد الجليل10-14-10, 03:31 PM
                                                                                            Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-14-10, 09:12 PM
                                                                                              Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-14-10, 10:32 PM
                                                                                                Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-14-10, 10:35 PM
                                                                                                  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا هشام هباني10-15-10, 07:29 AM
                                                                                                    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-15-10, 01:38 PM
                                                                                                  Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-15-10, 02:47 PM
                                                                                                    Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-15-10, 03:03 PM
                                                                                                      Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا ELTOM10-16-10, 08:09 PM
                                                                                                        Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-18-10, 05:55 PM
                                                                                                          Re: البيان الختامي للمؤتمر الثالث لملتقى أيوا Kostawi10-18-10, 11:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de