|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
Quote: يوم الخميس أول أكتوبر 2010، كنت في معية الصديق الدكتور معاوية والأستاذة خنساء المحامية بعد خروجنا من تأبين من الصيدلي العالم النابهة مختار حسن عوض الكريم، متجهين للحلفاية لتوصيل الأستاذة خنساء التي تسكن الحلفايا وكانت مرشحة الحزب الشيوعي بأحد دوائرها، فتحدثنا عن أهل الحلفايا، وذكرنا آل تابر بالخير وتذكرنا المرحوم السر تابر ولقائنا في المعتقل، ولم يكن من الممكن ألا نتذكر حمودة فوصفته بالنقابي الفذ والذي نحتاج له في مثل هذه الظروف، ووصفته بالرجل الشجاع، ولم أكن أعرف أن صديقي يعيش آخر أيامه. إلتقيت حمودة وهو طالب بكلية الطب بجامعة الخرطوم عام 1970، ثم ألتقيته بقسم الشرقيات بسجن كوبر في أغسطس عام 1971 عندما جمع المعتقلون من الطلاب لكي يجلسوا للإمتحان، ثم إلتقينا في إعتقال يوبيل كلية الطب وعرفته طبيبا معالجا بمستشفى الخرطوم بحري وسكرتيرا لنقابة أطباء السودان وتشرفت بأن أكون ضيفا عليه في كوستي والقاهرة وتعاملت معه وهو سكرتير المنظمة السودانية لفحقوق الإنسان وشرفني بالزيارة أثناء تواجدي بمدينة ليدز. لقد أدت هذه العلاقة الطويلة لصداقة عميقة وقوية مع الفقيد، إستطعت خلالها معرفة حمودة فتح الرحمن، الإنسان، الطبيب، الشيوعي، المناضل وناشط حقوق الإنسان. لذا أنا حزين لفراقه وهو ما زال قادرا للعطاء. فقدي لحمودة لا يعوض. وأعرف تماما أن فقده قاسيا على عائلته وأصدقائه جميعا، فلهم جميعا مني التعازي الحارة. كان لحمودة طعم خاص في المعتقل، فهو الباسم الضاحك، أحد مصادر الصمود والجو المرح في أصعب الظروف، وكان يحب أن يردد أغنية قريبه فنان كردفان العظيم عبدالرحمن عبدالله "شقيق قول لي مروح" وكنت لا أمل سماعها منه حتى في جلساتنا الخاصة، وظللت أرددها منذ سماع وفاته، فحقا يا حمودة شقيق قول ماروح؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: محمد على حسن)
|
العزيزة الغالية سلمى الشيخ سلامة ما زلت مصابا بالزهول، ليتني أبكي فأرتاح، كم كنت أرغب أن أكون معكم مع مأوى وسالي وقسم والجميع،لإابكي وس>كم كطفل فقد أبيه، فقد حمودة الإنسان بكل ما يحمل من تفاصيل حار وقاسي. تصوري يا سلمى قال لخنساء كما حدثتني أنه سيأتي للسودان في ديسمبر ولا يدري إن كان صحة مأوى ستسمح لها بالحضور، كنا نتحدث عنه بالأمل والمحبة والتقدير العالي لدوره في العمل النقابي وحقوق الإنسان ولشجاعته التي لا مثيل له، لم أر أنبل من حمودة في حياتي، ومثله سيخلد في ذاكرة الناس الذين عرفوه وأحبوه. حمودة شقيق قول لي مروح؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
د. حمودة فتح الرحمن ، دون أن أتعرف عليه ، عرفته من أحاديث الأصدقاء، عرفته من كتابات المعتقلين ، عرفته من أحاديث المعتقلات ، عرفته، في موكب الشرفاء والشهداء ، عرفته ، مناضلاً ، وصامداً وباسلاً ، عرفته.
سلاماً عليه في الخالدين ، في الخالدين عليه السلام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: dardiri satti)
|
شقيش
او كيف تغادر او ربما بأي طريق كقولك قلنا ما ممكن تسافر .. هذا بخصوص اغنية .. عبدالرحمن عبدالله الشهيره بداية السبعينات اما شقيق .. فحموده فتح الرحمن فهو الأخ للجميع كل انسان سودانى هو اخت او اخ لحموده فتح الرحمن
اعزيك اخى د. صدقى .. اعزى نفسى ولا اعرف حتى الاّن كيف ابكيه حموده ياصدقى .. فوق هامة الُبكاء انه ارفع من ان يُبكى او يرثى .. من باب انه يوم الشُكُر حموده سيره يجب ان تدون .. توثق ثم يعكف على ارسالها للناس اخصاء كلٍ فى مجاله .. مثل هذه العملية التى اوردت اعلاه مسجون طبيب يعالج مسجون .. دون بنج وعملية الاذلال تمارس على الطبيب السجين من يمكنه ان يعمل فى هذا المناخ سوى حموده الذى برغم ضحكه وبسمته فى احلك الاحوال .. فهو رجل حار الدم بمعنى انه يعرف كيف يثور ومن الصعب الامساك بعاصفة مثله من اشخاص الا انه يمتص كل ذلك ويعالج وربما يبتسم ويحكى عن الحادثه كانهافقره فى روايه لماركيز اعجب بها من ضمن اذكاء الأنس
يحتاج حموده فتح الرحمن لجلوس الاطباء والساسه واهل المسرح يحتاج لفصيل من العاملين فى مجالات الحريات بمختلف ضروبها وبالذات فى اهمية اقامة منظمه حقوقيه فى بلد مثل مصر .. منظمه لحقوق الانسان فى الفتره وزملائه فى انجلترا وفرنسا على سبيل المثال يحتاج لعلماء نفس فى قدرة هذا الكائن على التعلم وبث ذات الروح فى كل المحيط الذى يتحرك وعمل فيه يحتاج ويحتاج منا للنظر ملياً لسيرته الناصعه بعيون أفحص سيظل حموده ذلكم الشخص الذى تحسه الى جوارك كلما سرت .. لا يوافقك على اليأس بحكمه مقتضبه او نكته بارعه
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
عمر إدريس أيها الصديق العزيز الـذي يحمل دائما ذكرى أم در عندما قرأت تعزيتك تذكرت رفاقا مضوا من أم درمان، فوجدت أن كل منهم كان يحمل صفة ما تكون شخصية حمودة: تصور حزم وسماحة خليل أحمد علي، طيبة وجدية سليمان هباش، نكتة عمر الدوش، وإبتسامة حافظ مدثر، كل ذلك في حمودة ويشتركون جميعا في حب الشعب والوطن والتفاني في خدمته كل بطريقته.
ورحل حمودة دون أن يخبرنا شقيق هو مروح؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
الدرديري يا صديق تعرف أنا أفهم حزنك المزدوج فقد عشت الحالة مؤخرا عندما غادر رفاق الحياة ولم يتسنى لي شرف معرفتهم فقد حزنت لأني لم أتشرف بمقابلتهم وحزنت لوفاتهم. من لم يعرف حمودة في حياته فقد فاته التعرف على إنسان من >راز فريد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
تعازي الحارة في مصابكم الجلل عزيزي صدقي كبلو رجل بهذه السيرة سيبقي خالداً بكل تأكيد في ذاكرة شعبه رجل بهذه التضحيات سيبقي عصياً علي النسيان ما مات من وهب الحياة للآخرين
في الخالدين حمودة فتح الرحمن وأحر التعازي لأسرته وأصدقائه ورفاقه وللحزب الشيوعي ولهذه البلاد المكلومة ولك ياعزيزي صدقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
مزاحم عبدالوهاب الضوي صديق ورفيق الزمن الجميل أحيانا يا مزاحم أتذكر أيام المعتقل بحنين بفعل وحشة الغربة وبفعل تشتتنا، ولا أتغلب على هذه الحالة المرضية إلا بالإتصال بالرفاق والحديث إليهم ودفن نفسي في الواجبات اليومية! وحمودة ذهب دون أن نكمل الحديث ودون أن يقول رأيه في أشياء كنت أنتظر رأيه، فرحت عىدما علمت أنه سيأتي في ديسمبر ولكنه رحل فلم أملك إلا أن أسأله شقيق قول لي مروح ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
إشراقة العزيزة المشكلة يا صديقتي أن مثل الحزن على حمودة لا يغسله البكاء. فلنفكر في إقمة مجمع طبي بإسمه في كوستي التي أحبها وأحبته لخدمة الفقراء. تعرفي حمودة يكون الطبيب الوحيد الذي أمضى معظم حياته كطبيب قبل هجرته القسرية في مدينته. لم تبهره الخرطوم فينسى كوستي ولا أهلها. أتابع ما تكتبين في بوست آخر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: سليمان الرفاعي)
|
الاخ العزيز صديق الجميع بكي حمودة في الولايات المتحدةلأنه كان الاخ للجميع كان الاب للجميع الصديق الحميم للكل شاركنا في أوهايو بمحاضرة قيمة لأبنائنا عن تاريخ السودان كان معنا في الدورة الرياضة في مدينة كولمبس ولاية أوهايو كان رئيس بعثة ميتشجن و التيكانت مميزة اللهم ارحمة و اغفر له
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Adil A. Salih)
|
عرفت الآن لماذا لم يرد على مكالمتي الهاتفية يوم السبت .. وربما في ذات الساعة التي أسلم فيها روحه الطاهرة .. فبيننا أحاديث لم تنته ولكن .. يا صدقي د حمودة رحل ولم يقل حتى وداعآ للرحيل .. كم شق علينا نعيه وعلى أسرته و أصدقائه و زملائه و جيرانه.. كان رجلآ فذآ و مناضلآ لا يشق له غبار.. صدقي لنا التعازي جميعآ فالفقد واحد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Adil A. Salih)
|
أحر التعازي لجميع افراد الأسرة، لأقربائه ولأصدقائه ومعارفه.
حمودة ما مات سيظل دوما بينا يدفعنا دوما ان نقول لا لنظام الكيزان علمنا ان لا نبيع قضايانا الوطنية ان نواصل النضال اما نصر مستدام او ممات اعذرنا ايها الراحل العزيز اننالم نتمكن من وداعك الاخير لكن حتما حنتصر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Ahmed Elyas)
|
اخي وصديقي صدقي كبلو
كيف يكون العزاء والصديق الراحل أكبر من كل كلمات العزاء ؟؟؟
كتب علينا أن نودع أروع الرجال الواحد تلو الاخر ....
اللهم نسألك الصبر ...
عاش حمودة متصالحاً مع نفسه ، مع أهله ، مع الكادحين والمحرومين من جماهير الشعب السوداني
دفع ثمن هذا تشريد .. سجون ..تضحيات .. وتعذيب .. وصمد حتى أخر نفس فى صدره
لم يتزحزح .. لم يتراخى قط .. ولم يطالب بثمن ...
بالله عليك حدثنى هل يكون حسن الخاتمة الذي نبتغيه غير هذا !!!!
لك التعازي وللاسرة الكريمة .. ولكل الرفاق والاصدقاء ولكافة أهل السودان ..
عاش السودان الذي أنجب وسينجب الاف الاطفال من امثال المناضل حمودة فتح الرحمن
عاش السودان الذي حتماً سينتصر ويزيح الطغمة الجاثمة على صدره وينهى عصر رحيل الابطال فى المنافي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: mekki)
|
فقد فقد وحقيقه مره ياسلام ياصدقى حزنى عليهحزنى عليه.... اعزيك واعزى كل من عرف حموده الصديق الحبيب والمناضل والاخ الحميم........................ حموده حبيب للقريب والبعيد حموده رمز للنضال ذهب بلا موعد وبلا وداع ............................... له الرحمه يارب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: أحمد الشايقي)
|
أخي وصديقي الجافي الدكتور عارف عفان
Quote: كيف يكون العزاء والصديق الراحل أكبر من كل كلمات العزاء ؟؟؟
كتب علينا أن نودع أروع الرجال الواحد تلو الاخر ....
اللهم نسألك الصبر ...
عاش حمودة متصالحاً مع نفسه ، مع أهله ، مع الكادحين والمحرومين من جماهير الشعب السوداني
دفع ثمن هذا تشريد .. سجون ..تضحيات .. وتعذيب .. وصمد حتى أخر نفس فى صدره
لم يتزحزح .. لم يتراخى قط .. ولم يطالب بثمن ...
بالله عليك حدثنى هل يكون حسن الخاتمة الذي نبتغيه غير هذا !!!! |
يا صديقي ها أنت ترى كيف خطف الموت حمودة مننا وهو في البعد علنا نتعلم جميعا فنداوم الإتصال قبال ما ننعي بعضنا ونبقى في أذكروا محاسن أمواتكم. ندمت على كل يوم لم أتصل فيه بحمودة أو أكتب له، واليوم لا ينفع الندم والجرح غائر وعميق ونزيفه مستمر!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: Sidgi Kaballo)
|
سونا الصديقة العزيزة
Quote: فقد فقد وحقيقه مره ياسلام ياصدقى حزنى عليهحزنى عليه.... اعزيك واعزى كل من عرف حموده الصديق الحبيب والمناضل والاخ الحميم........................ حموده حبيب للقريب والبعيد حموده رمز للنضال ذهب بلا موعد وبلا وداع ............................... |
ليتها تكون آخر الأحزان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمودة فتح الرحمن: شقيق قول لي مروح؟ (Re: عبدالله علقم)
|
حمودة فتح الرحمن: حياة تتحدى الموت وذكرى عصية على النسي...شخصي للذكرى والتأمل)
حمودة فتح الرحمن: حياة تتحدى الموت وذكرى عصية على النسيان (موقف شخصي للذكرى والتأمل) قليلون من يغادرون الحياة الفانية بأجسادهم ويبقون خالدين في ذاكرة الناس. حمودة بالنسبة لي إنسان إستثنائي فأثره في حياة باق لن يزول لأنة ببساطة لم يترك أثراً في النفس فقط وإنما نقش أثراً أبدياً في ذاكرة الجسد. في أوائل الثمانينيات وكنت وقتها أستعد لإمتحانات الشهادة السودانية، أصابني مغص حاد حتى صرت أتلوى على الأرض من فرط الألم ولم يتبق وقتها للإمتحان سوى 48 ساعة. إتصلت والدتي (فاطمة تابر) بوالدي رحمه الله وذهبنا إلى الحلفايا لمقابلة د. حمودة وكان وقتها قد خرج لتوه من المعتقل كما تم فصله عن العمل. أجرى حمودة الفحوصات اللازمة وأشار إلى وجود إلتهاب زائدة حاد وأن على إجراء العملية في ظرف ساعات معدودة. وقع علينا الخبر كالصاعقة فهذا يعني إحتمال عدم الجلوس للإمتحانات. تحدث بحزم أن العملية هي الأولوية الآن وأن علينا الذهاب للمستشفى كما اقترح الذهاب لمستشفى الحياة بحي الميرغنية وكان وقتها ملء السمع والبصر. طلب مني أن أرافقه في سيارته الفلوكسواجن بينما ركب الباقون مع والدي. لم أكن أعلم أنه الأمر تم عن قصد إلا عندما تحركت السيارة وبدأ في التحدث معي عن أن الحياة مليئة بالصعاب وأن على الإنسان أن يضع دائما أسوأ الإحتمالات ويهيئ نفسه لمجابهتها وأهم شيئ على فعله الآن أن أتوقف عن التفكير في الإمتحان وأركز على إجراء العملية الجراحية والشفاء السريع وبعد العملية ننظر في كيفية أداء الإمتحان. ثم بدأ في التنقل من موضوع لآخر: الهلال، السينما، الغناء حنى إستطاع أن يخرجني من دوامة الهم وعدم التركيز. عندما وصلنا لمستشفى الحياة لم نجد أخصائي التخدير فقرر فوراً الذهاب لمستشفى بحري فالأمر لا يحتمل التأخير والبحث. عندما وصلنا لمستشفى بحري وكان آخر مستشفى عمل به وقتها لم نجد جراحاً واحداً فاستشعر خطورة الأمر. عندها طلب من الممرضين الموجودين، وكانوا جميعاً زملاء سابقين له، تحضير العملية التي سيجريها هو وليكن ما يكون. إجراء عملية بواسطة طبيب لا يعمل من خارج المستشفى بل مفصول عن العمل مخالفة ستعرضه للمساءلة ولكن إنقاذ حياة إنسان عند حمودة أهم وأعظم مما سواها. تم إجراء العملية بسلام ليشرع مباشرة في الخطوة التالية. في صباح اليوم التالي ذهب لمدرستي (بحري الحكومية) ليجد أستاذي العظيم السر الإمام فأخبره بالأمر فأقترح أستاذ السر الذهاب سوياً للوزارة ومقابلة سكرتير إمتحانات السودان (أستاذ الرفيع مصطفى) الذي رفض إجراء الإمتحان في المستشفي وأشترط تجهيز غرفة بالمدرسة بالمواصفات التي يراها الطبيب وإحضار ما يفيد بذلك في نفس اليوم حتى يتم التصديق والجلوس للإمتحان في اليوم التالي. عاد حمودة لإخباري بأن أمر الإمتحان أصبح مضموناً وأن على الآن فقط التفكير في الإمتحان. ثم ذهب لمنزلنا لإحضار سرير ومرتبة وتم تجهيز الغرفة ثم كتب تقريراً بذلك وحمله مرة أخرى للوزارة وطلب إذنا إضافيا بمرافقتي في اليوم الأول حتى يتجنب حدوث أي مضاعفات. في صباح يوم الإمتحان أطل حمودة بإبتسامته العذبة وأعطاني حقنة مضادة للإستفراغ كما أخبرني بأنني لن أكون في كامل لياقتي الذهنية في اليوم الأول سيما وأن آثار البنج الكامل لا زالت في جسدي وأن على أن أضع هذا في الإعتبار عند إجابتي للأسئلة. مكث معي في غرفة الإمتحانات طوال اليوم الأول أصبح خلالها صديقاً للمراقبين ولجنة الإمتحانات بضحكاته ومعنوياته المرتفعة دائما. أنوه إلا أن السيد سكرتير الإمتحانات قد حضر في ذات اليوم للإطمئنان على الطالب المريض كما حضر المرحوم النذير دفع الله وزير التربية والتعليم وقتها لذات الغرض وشخصي بالنسبة لهما مجهول بالطبع ولكنها المهنية العالية والإنسانية الصادقة التي باتت عراها تتفكك يوماً بعد يوم حتى وقفت بلدنا عارية منهما. بحمد الله دخلت كلية الهندسة بجامعة الخرطوم ومرت السنوات ولا زلت أدين بالفضل للأخ الأكبر الحبيب طيب النفس نظيف السريرة بحياتي ومستقبلي المهني الذي شارك في تحقيقه كما لم ولن أنس الدروس التي تلقيتها منه وأنا في قمة الخوف والألم عن أهمية الثبات عند المصائب والتفكير في الأهم ثم المهم فالأقل أهمية. كيف لي أن أنساه وأنا أري في جسدي أثر العملية في كل يوم وهي تنطق بمن نذر حياته لإسعاد الناس. ألم أقل بأنه لم يترك أثرا في حياتي فقط بل نقش أثراُ أبدياً في ذاكرة جسدي؟. رحمك الله يا عزيزنا الغالي وألهم أختى مأوى والأسرة الكريمة وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وحسن العزاء وأسكنك فسيح جناته وزاد في إحسانك وتجاوز عن سيئاتك وبارك في ذريتك إنه مجيب الدعاء.
| |
|
|
|
|
|
|
|