انفصاليو الحركة الشعبية سيندمون طويلاً حال الانفصال!!

Quote: الحكاية الشعبية التاريخية في قريتنا الواقعة على ضفاف النيل الخالد، تقول إن عمنا (الحسن ود فرح) له طفل في السادسة من عمره قام صباحاً بإطعامه وملاعبته ثم غادر على ظهر حماره الأبيض متوجهاً الى زراعته، فجاءه أحد جيرانه يعدو مترعباً ومخبراً إياه أن ابنه مات دون مقدمات، فعاد عمنا الحسن أدراجه نحو البيت، فلم يجد به أحد وذهب رأساً الى المقابر فوجد أن ابنه قد وُوري الثرى، فخاطب جمهور المشيعين قائلاً ((الموت عرفناه الخطف شنو؟؟))..على بساطة الحكاية لكن هذا بالضبط ما تقوم به الحركة الشعبية وخصوصاً صقورها من الانفصاليين وما أكثرهم حول تقرير المصير، فهم لا يريدون حقاً معلوماً وبالتي هي أحسن إنما يسعون لخطف هذا الحق وعلى طريقة الكابوي وشريعة الغاب، وهذه محاولة لتبيان بعض الحقائق وقراءة ما ستؤول إليه الأوضاع... أولاً: الحركة الشعبية بشهادة بعض منسوبيها ليست مؤسسة واحدة وليس لها رأي جمعي، فلم تستقم لها قناة منذ رحيل مؤسسها (جون قرن) لأنها ببساطة كانت عبارة عن حقيبة شخصية في يده لا يشاركه في ملكيتها أحد. ثانياً: قيادات الصف الأول بالحركة لم تفق حتى الآن من صدمة رحيل قائدها المفاجئة، مما أثر على بناءاتها الهيكلية و"المنفستو" الموجه لبوصلتها، مما ادى إلى استقواء المجموعات والتيارات المكونة لها ((فتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى)). وأدى هذا بدوره إلى ظهور الأجندة الخارجية على منضدة برنامج الحركة والاختراق (الفاحش) لمؤسسات الحركة من قبائل اليسار والذي ظهرت أجندته جلياً أيام الانتخابات العامة الأخيرة وقضية الترشيحات الرئاسية وسحبها أم الإبقاء عليها. ثالثاً: الانتقال المفاجئ لجيوش وسياسيي الحركة من حياة الغابة والفنادق الخارجية الى العمل وفق مؤسسات عسكرية ومدنية راسخة لم تستوعبها ولو بنسبة ضئيلة، مما أربك الوضع السياسي والامني بكافة أنحاء البلاد منذ 1/9/2005م وحتى يومنا هذا، وظلت هذه المؤسسات تعمل بنظام "علوق الشدة " وعربات المطافي التي عندما تصل تجد أن ((سوبا خُربت بمن فيها)) وأحداث الاثنين المشؤوم وما يتعرض له شماليو الجنوب يومياً حتى أحداث الأسبوع المنصرم وما لقيته وفود المؤتمر الوطني وأحزاب الجنوب من تنكيل وطرد وتهديدات جّراء ما يقومون به من تبشير بالوحدة إلا دليلاً دامغاً على العقلية وصدمة الانتقال من حياة الى حياة والتي يعاني منها بعض منسوبي الحركة الشعبية. رابعاً: الحملة المنظمة التي تقودها الحركة الشعبية لابتزاز المؤتمر الوطني والشمال بصورة عامة، والتي لاتخطئها عين من خلال العزف على وتر الانفصال بصورة يومية من خلال المنابر الداخلية والخارجية، وحصد أكبر كمية من المشروعات التنموية (العامة والشخصية) والتي تتبناها الحكومة المركزية خارج إطار ميزانية قسمة الثروة من خراج وضرائب وحق مواطن الولايات الشمالية والتي تضاعف الاموال المبذولة فيها خلال الأشهر الثلاثة الماضية أضعافاً من خلال مشروعات الصحة والطرق الداخلية ومنازل حكام الولايات ومحافظي المقاطعات وغيرها. خامساً: الجدار "النفسي العازل" الذي بناه صقور الانفصال بالحركة الشعبية بين المواطن الجنوبي سواء كان يسكن بالجنوب الجغرافي أو بالخارج أو بولايات السودان الأخرى وبين من يدعون الى الوحدة حتى ولو كانوا من داخل مؤسسات الحركة واستخدام شتى السبل في ذلك من الترهيب والتخويف الى إمكانية التصفية الجسدية، كما حدث لكوادر المؤتمر الوطني ببعض الولايات الجنوبية. مما يقوم من ذكر لبعض الاسباب والمشروعات الاستئصالية "الموتورة" التي يقوم بها بعض صقور الحركة الشعبية تجاه حق تقرير المصير وعدم دراستهم لعواقب فعلهم هذا. فإننا نستلهم مما تقدم أن مآلات الامور قد تفضي الى النتائج والحقائق التالية التي يجب على المواطن الجنوبي معرفتها ووعيها لأنه هو المعني الأساسي بها:- أولاً: نتائج الاستفتاء القادم ربما لاتعني الكثير لبعض متشددي الحركة والذين يتولون كِبر الدعوة للانفصال خاصة على المستوى الشخصي والأسري، لأن ارتباطهم بالأرض والتراب الوطني ضعيف، وبقراءة سريعة لمسيرة حياة كل واحدٍ من هؤلاء من حيث التواجد على أرض الوطن جنوباً أو شمالاً وازدواج جنسيته أو ارتباط أعماله التجارية وزوجته واولاده بدول ومواطن أخرى غير السودان، وهذه الارتباطات هي أهم شيء في حياة الانسان الاجتماعية وتكوينه النفسي وهي بالقطع معدومة لدى الكثير منهم. ثانياً: نوم هؤلاء في (عسـل) الاحلام والوعود الغربية وخاصة الأمريكية بالمساعدة في بناء دولة "قابلة للحياة" في جنوب السودان وكأنهم لم يتعظوا بوعودهم السابقة في مجال التنمية ودعم مشروعات ما بعد الحرب والتي لم يساهموا فيها منذ توقيع الاتفاقية، وحتى الآن ولو بنسبة 1% وربما تتكرر هذه الوعود "العرقوبية" ويجني الجنوبيون بعد الانفصال حنظلاً ((فلا ارضاً قطعوا بالمال الأمريكي.. ولا ظهراً أبقوا بوحدتهم مع الشمال)). ثالثاً: لن يتذكر هؤلاء أو ربما تناسوا عمداً مقولة حكيمهم قديماً السلطان دينق مجوك: إن الشماليين بالنسبة لأهل الجنوب هم بمثابة طبقة الفِلّين بين ألواح الزجاج، إن سحبتها فلّ الزجاج بعضه بعضاً. وها هي الصراعات القبلية وفي ظل حكومة الجنوب تفني الآلاف خلال سنوات الحكم الرشيد حسب تقرير الأمم المتحدة في مارس الماضي. رغم وجود قوات مشتركة وقوات أمم متحدة. رابعاً: المواطن الجنوبي والذي سوف يُصّوت لحق تقرير المصير المتواجد بولايات الشمال، لا يعلم حتى الآن أنه وبنص الاتفاقية سوف يصبح مواطناً (أجنبياً) يتوجب عليه الرحيل أو البحث عن إقامة قانونية وكفالة من احد المواطنين المقيمين. وهذا قضية يسعى انفصاليو الحركة لذر الرماد في العيون حولها وعدم التحدث فيها بصراحة مع أهلهم في الشمال أو الجنوب، وحتى بعض منسوبي المؤتمر الوطني رؤيتهم ضبابة حول هذا الملف اللهم إلا الحديث الجريئ والصريح الذي تفضّل به الأخ/كمال عبيد وزير الاعلام حول الموضوع ذاته. خامساً: انفصاليو الحركة يرون أنهم وعقب الانفصال سيحوزون على الغنيمة الكبرى وهي ثروة البترول والتي لم تظهر نعمتها ماضياً على حياة المواطن الجنوبي وبيئة مدن الجنوب رغم المتابعة والمحاصصة المركزية، فما بالك بالمستقبل المجهول في إدارة هذه الثروة وعقوداتها السابقة وطرق تصديرها، فكلها أفعال مبنية للمجهول. هذه صرخة في وادي الصمت المطِبق على فعاليات المجتمع الجنوبي في الشمال والجنوب. شبابه وطلابه، سلاطينه ومثقفيه الذين ربما لا يرون ما يحاك حولهم وبمستقبلهم ليتواضعوا على قراءة موضوعية لحاضرهم وأمكنة تواجدهم في سفينة تقرير المصير وما سيؤول إليه مستقبلهم القريب.